الدروس
course cover
تفسير سورة آل عمران[من الآية (84) إلى الآية (85) ]
23 Jan 2015
23 Jan 2015

4864

0

0

course cover
تفسير سورة آل عمران

القسم السادس

تفسير سورة آل عمران[من الآية (84) إلى الآية (85) ]
23 Jan 2015
23 Jan 2015

23 Jan 2015

4864

0

0


0

0

0

0

0

تفسير قول الله تعالى: {قُلْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) }


تفسير قوله تعالى: {قُلْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (ثم أمر اللّه - عز وجل - النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمته أن يقولوا آمنا باللّه وما أنزل علينا، وأن يقولوا ويعتقدوا إنهم لا يفرقون بين جميع الرسل في الإيمان بهم. لا يكفرون ببعضهم كما فعلت اليهود والنصارى، وأعلم اللّه أنه لا يقبل دينا غير دين الإسلام ولا عملا إلا من أهله). [معاني القرآن: 1/439]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله تعالى: قل آمنّا باللّه وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى والنّبيّون من ربّهم لا نفرّق بين أحدٍ منهم ونحن له مسلمون (84) ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين (85)

المعنى: قل يا محمد أنت وأمتك: آمنّا باللّه وما أنزل علينا وهو القرآن وأمر محمد صلى الله عليه وسلم والإنزال على نبي الأمة إنزال عليها، وقدم إسماعيل لسنة، وسائر الآية بين). [المحرر الوجيز: 2/275-276]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى: {قل آمنّا باللّه وما أنزل علينا} يعني: القرآن {وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب} أي: من الصّحف والوحي: {والأسباط} وهم بطون بني إسرائيل المتشعّبة من أولاد إسرائيل -هو يعقوب-الاثني عشر. {وما أوتي موسى وعيسى} يعني: بذلك التّوراة والإنجيل {والنّبيّون من ربّهم} وهذا يعم جميع الأنبياء جملةً {لا نفرّق بين أحدٍ منهم} يعني: بل نؤمن بجميعهم {ونحن له مسلمون} فالمؤمنون من هذه الأمّة يؤمنون بكلّ نبيٍّ أرسل، وبكلّ كتابٍ أنزل، لا يكفرون بشيءٍ من ذلك بل هم مصدّقون بما أنزل من عند اللّه، وبكلّ نبيٍّ بعثه اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/70]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (فقال عز وجلّ: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}
{يبتغ} جزم بمن - وقوله: {فلن يقبل منه} الجواب.
ومعنى{من الخاسرين} أي: ممن خسر عمله، والدليل على ذلك قوله عزّ وجلّ: {الّذين كفروا وصدّوا عن سبيل اللّه أضلّ أعمالهم}). [معاني القرآن: 1/439]

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم حكم تعالى في قوله ومن يبتغ الآية بأنه لا يقبل من آدمي دينا غير دين الإسلام، وهو الذي وافق في معتقداته دين كل من سمي من الأنبياء، وهو الحنيفية السمحة، وقال عكرمة: لما نزلت قال أهل الملل للنبي صلى الله عليه وسلم: قد أسلمنا قبلك ونحن المسلمون، فقال الله له: فحجهم يا محمد وأنزل عليه وللّه على النّاس حجّ البيت [آل عمران: 97] فحج المسلمون وقعد الكفار، وأسند الطبري عن ابن عباس أنه قال: نزلت إنّ الّذين آمنوا والّذين هادوا والنّصارى والصّابئين من آمن باللّه واليوم الآخر، إلى قوله ولا هم يحزنون [البقرة: 62] فأنزل الله بعدها، ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه الآية.
قال الفقيه الإمام: فهذه إشارة إلى نسخ، وقوله في الآخرة متعلق بمقدر، تقديره خاسر في الآخرة لأن الألف واللام في الخاسرين في معنى الموصول، وقال بعض المفسرين: إن قوله من يبتغ الآية، نزلت في الحارث بن سويد، ولم يذكر ذلك الطبري). [المحرر الوجيز: 2/276]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى: {ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه} أي: من سلك طريقًا سوى ما شرعه اللّه فلن يقبل منه {وهو في الآخرة من الخاسرين} كما قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في الحديث الصّحيح: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردٌّ".
وقال الإمام أحمد: حدّثنا أبو سعيدٍ مولى بني هاشمٍ، حدّثنا عبّاد بن راشدٍ، حدّثنا الحسن، حدّثنا أبو هريرة، إذ ذاك ونحن بالمدينة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "تجيء الأعمال يوم القيامة، فتجيء الصّلاة فتقول: يا ربّ، أنا الصّلاة. فيقول: إنّك على خيرٍ. فتجيء الصّدقة فتقول: يا ربّ، أنا الصّدقة. فيقول: إنّك على خيرٍ. ثمّ يجيء الصّيام فيقول: أي يا ربّ، أنا الصّيام. فيقول: إنّك على خيرٍ. ثمّ تجيء الأعمال، كل ذلك يقول اللّه تعالى: إنّك على خيرٍ، ثمّ يجيء الإسلام فيقول: يا رب، أنت السّلام وأنا الإسلام. فيقول اللّه [تعالى]: إنّك على خيرٍ، بك اليوم آخذ وبك أعطي، قال اللّه في كتابه: {ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}.
تفرّد به أحمد. قال أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن الإمام أحمد: عبّاد بن راشدٍ ثقةٌ، ولكنّ الحسن لم يسمع من أبي هريرة).
[تفسير القرآن العظيم: 2/70]



* للاستزادة ينظر: هنا