الدروس
course cover
تفسير سورة آل عمران[من الآية (129) إلى الآية (132) ]
21 Aug 2015
21 Aug 2015

3687

0

0

course cover
تفسير سورة آل عمران

القسم الثامن

تفسير سورة آل عمران[من الآية (129) إلى الآية (132) ]
21 Aug 2015
21 Aug 2015

21 Aug 2015

3687

0

0


0

0

0

0

0

تفسير قوله تعالى: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (129) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130) وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (131) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (132)}



تفسير قوله تعالى: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (129)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم رجا في آخر ذلك تأنيسا للنفوس وجلبا لها إلى طاعته، وذلك كله في قوله تعالى: وللّه ما في السّماوات وما في الأرض، يغفر لمن يشاء ويعذّب من يشاء، واللّه غفورٌ رحيمٌ وما في قوله ما في السّماوات وما في الأرض، إشارة إلى جملة العالم فلذلك حسنت ما، وما ذكر في هذه الآية من أن هذه الآية ناسخة لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم على المشركين كلام ضعيف كله، وليس هذا من مواضع الناسخ والمنسوخ). [المحرر الوجيز: 2/351]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى: {وللّه ما في السّماوات وما في الأرض} أي: الجميع ملكٌ له، وأهلهما عبيدٌ بين يديه {يغفر لمن يشاء ويعذّب من يشاء} أي: هو المتصرّف فلا معقّب لحكمه، ولا يسأل عمّا يفعل وهم يسألون، والله غفور رحيم). [تفسير القرآن العظيم: 2/116]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تأكلوا الرّبا أضعافا مضاعفة واتّقوا اللّه لعلّكم تفلحون}
{الربا} قليله وكثيره قد حرّم في قوله - جلّ وعزّ - {وأحلّ اللّه البيع وحرّم الرّبا}وإنما كان هذا لأن قوما من أهل الطائف كانوا يربون. فإذا بلغ الأجل زادوا فيه وضاعفوا الربا.
وقال قوم معناه: لا تضاعفوا أموالكم بالربا.
ومعنى {لعلّكم تفلحون}أي: لتكونوا على رجاء الفلاح، والمفلح: هو الذي أدرك ما أمّل من الخير، واشتقاقه: من فلح الحديد إذا شقه، فإنما هو مبالغة في إدراك ما
يوصل). [معاني القرآن: 1/468]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله تعالى: يا أيّها الّذين آمنوا لا تأكلوا الرّبوا أضعافاً مضاعفةً واتّقوا اللّه لعلّكم تفلحون (130) واتّقوا النّار الّتي أعدّت للكافرين (131) وأطيعوا اللّه والرّسول لعلّكم ترحمون (132)
هذا النهي عن أكل الربا اعتراض أثناء قصة «أحد»، ولا أحفظ سببا في ذلك مرويا، والربا الزيادة، وقد تقدم ذكر مثل هذه الآية وأحكام الربا في سورة البقرة، وقوله أضعافاً نصب في موضع الحال، ومعناه: الربا الذي كانت العرب تضعف فيه الدين، فكان الطالب يقول: أتقضي أم تربي؟ وقوله: مضاعفةً إشارة إلى تكرار التضعيف عاما بعد عام، كما كانوا يصنعون، فدلت هذه العبارة المؤكدة على شنعة فعلهم وقبحه، ولذلك ذكرت حال التضعيف خاصة، وقد حرم الله جميع أنواع الربا، فهذا هو مفهوم الخطاب إذ المسكوت عنه من الربا في حكم المذكور، وأيضا فإن الربا يدخل جميع أنواعه التضعيف والزيادة على وجوه مختلفة من العين أو من التأخير ونحوه). [المحرر الوجيز: 2/351-352]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يا أيّها الّذين آمنوا لا تأكلوا الرّبا أضعافًا مضاعفةً واتّقوا اللّه لعلّكم تفلحون (130) واتّقوا النّار الّتي أعدّت للكافرين (131) وأطيعوا اللّه والرّسول لعلّكم ترحمون (132) وسارعوا إلى مغفرةٍ من ربّكم وجنّةٍ عرضها السّماوات والأرض أعدّت للمتّقين (133) الّذين ينفقون في السّرّاء والضّرّاء والكاظمين الغيظ والعافين عن النّاس واللّه يحبّ المحسنين (134) والّذين إذا فعلوا فاحشةً أو ظلموا أنفسهم ذكروا اللّه فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذّنوب إلا اللّه ولم يصرّوا على ما فعلوا وهم يعلمون (135) أولئك جزاؤهم مغفرةٌ من ربّهم وجنّاتٌ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين (136)}
يقول تعالى ناهيًا عباده المؤمنين عن تعاطي الرّبا وأكله أضعافًا مضاعفةً، كما كانوا يقولون في الجاهليّة -إذا حلّ أجل الدّين: إمّا أن يقضي وإمّا أن يربي، فإن قضاه وإلّا زاده في المدّة وزاده الآخر في القدر، وهكذا كلّ عامٍ، فربّما تضاعف القليل حتّى يصير كثيرًا مضاعفًا).
[تفسير القرآن العظيم: 2/117]

تفسير قوله تعالى: {وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (131)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {واتّقوا النّار الّتي أعدّت للكافرين} أي: اتقوا أن تحلّوا ما حرم اللّه، فإن من أحلّ شيئا مما حرم الله فهو كافر بإجماع). [معاني القرآن: 1/468]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والنّار في قوله: واتّقوا النّار هي اسم الجنس، ويحتمل أن تكون للعهد، ثم ذكر أنها أعدّت للكافرين، أي إنهم هم المقصود والمراد الأول، وقد يدخلها سواهم من العصاة، فشنع أمر النار بذكر الكفر، وحسن للمؤمن أن يحذرها ويبعد بطاعة الله عنها وهذا كما قال في الجنة: أعدت للمتقين، أي هم المقصود، وإن كان يدخلها غيرهم من صبي ومجنون ونحوه ممن لا يكلف ولا يوصف بتقوى، هذا مذهب أهل العلم في هذه الآية، وحكى الماوردي وغيره، عن قوم أنهم ذهبوا إلى أن أكلة الربا إنما توعدهم الله بنار الكفرة، إذ النار سبع طبقات، العليا منها وهي جهنم للعصاة، والخمس للكفار والدرك الأسفل للمنافقين، قالوا: فأكلة الربا إنما يعذبون يوم القيامة بنار الكفرة لا بنار العصاة، وبذلك توعدوا، فالألف واللام على هذا في قوله واتّقوا النّار إنما هي للعهد). [المحرر الوجيز: 2/352]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وأمر تعالى عباده بالتّقوى لعلّهم يفلحون في الأولى والأخرى ثمّ توعّدهم بالنّار وحذّرهم منها، فقال: {واتّقوا النّار الّتي أعدّت للكافرين. وأطيعوا اللّه والرّسول لعلّكم ترحمون} ). [تفسير القرآن العظيم: 2/117]

تفسير قوله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (132)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم أمر تعالى بطاعته وطاعة رسوله، والطاعة هي موافقة الأمر الجاري عند المأمور مع مراد الأمر وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع الأمير فقد أطاعني ومن عصى الأمير فقد عصاني، وقال محمد بن إسحاق إن هذه الآية من قوله تعالى: وأطيعوا اللّه هي ابتداء المعاتبة في أمر أحد، وانهزام من فر وزوال الرماة عن مراكزهم). [المحرر الوجيز: 2/352-353]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وأمر تعالى عباده بالتّقوى لعلّهم يفلحون في الأولى والأخرى ثمّ توعّدهم بالنّار وحذّرهم منها، فقال: {واتّقوا النّار الّتي أعدّت للكافرين. وأطيعوا اللّه والرّسول لعلّكم ترحمون} ). [تفسير القرآن العظيم: 2/117] (م)


* للاستزادة ينظر: هنا