الدروس
course cover
تفسير سورة آل عمران[من الآية (139) إلى الآية (141) ]
21 Aug 2015
21 Aug 2015

3977

0

0

course cover
تفسير سورة آل عمران

القسم التاسع

تفسير سورة آل عمران[من الآية (139) إلى الآية (141) ]
21 Aug 2015
21 Aug 2015

21 Aug 2015

3977

0

0


0

0

0

0

0

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141)}



تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}أي: لا تضعفوا، يقال وهن يهن إذا ضعف فضمن اللّه عزّ وجلّ – النصر بقوله: {وأنتم الأعلون}). [معاني القرآن: 1/470]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم نهى عز وجل المؤمنين عن الوهن لما أصابهم بأحد، والحزن على من فقد، وعلى مذمة الهزيمة، وآنسهم بأنهم الأعلون أصحاب العاقبة، والوهن: الضعف، واللين والبلى، ومنه: وهن العظم منّي [مريم: 4] ومنه قول زهير: [البسيط] فأصبح الحبل منها وأهنأ خلقا ومن كرم الخلق ألا يهن الإنسان في حربه وخصامه، ولا يلين إذا كان محقا، وأن يتقصى جميع قدرته ولا يضرع ولو مات، وإنما يحسن اللين في السلم والرضى، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم:
«المؤمن هين لين، والمؤمنون هينون لينون» ومنه قول الشاعر: [المنخل الهذلي]: [المتقارب].
لعمرك ما إن أبو مالك = بواه ولا بضعيف قواه
إذا سدته سدت مطواعة = ومهما وكلت إليه كفاه
وفي هذا الأسلوب الذي ذكرته يجري قول النابغة:
ومن عصاك فعاقبه معاقبة = تنهى الظلوم ولا تقعد على ضمد
إلّا لمثلك أو من أنت سابقه = سبق الجواد إذا استولى على الأمد
وفيه يجري قول العرب: إذا لم تغلب اخلب، على من تأوله من المخلب، أي حارب ولو بالأظافر، وهذا هو فعل عبد الله بن طارق وهو من أصحاب عاصم بن عدي حين نزع يده من القرآن وقاتل حتى قتل، وفعل المنذر بن محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح في يوم بئر معونة، ومن رآه من معنى الخلب والخلابة الذي هو الخديعة والمكر، فهو رأي دهاة العرب، وليس برأي جمهورها، ومنه فعل عمرو بن سعيد الأشدق مع عبد الملك بن مروان عند قتله إياه، والأمثلة في ذلك كثيرة، وأيضا فليس المكر والخديعة بذل محض، ولذلك رآه بعضهم، وأما قولهم إذا عز أخوك فهن، فالرواية الصحيحة المعنى فيه بكسر الهاء بمعنى: لن وأضعف ضعف المطواع، وأما الرواية بضم الهاء فهي أمر بالهوان، وما أعرف ذلك في شيء من مقاطع العرب، وأما الشرع فقد قال النبي عليه السلام: لا ينبغي لمؤمن أن يذل نفسه، ورأيت لعاصم أن المثل على ضم الهاء إنما هو من الهون الذي هو الرفق، وليس من الهوان، قال منذر بن سعيد: يجب بهذه الآية أن لا يوادع العدو ما كانت للمسلمين قوة، فإن كانوا في قطر ما على غير ذلك فينظر الإمام لهم بالأصلح، وقوله تعالى: وأنتم الأعلون إخبار بعلو كلمة الإسلام.
هذا قول الجمهور وظاهر اللفظ، وقاله ابن إسحاق: وروي عن ابن عباس وابن جريج: إنما قال الله لهم ذلك بسبب علوهم في الجبل، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انحاز في نفر يسير من أصحابه إلى الجبل، فبينما هو كذلك إذ علا خالد بن الوليد عليهم الجبل فقال رسول الله عليه السلام: اللهم لا يعلوننا، ثم قام وقام من معه فقاتل أصحابه وقاتل حينئذ عمر بن الخطاب حتى أزالوا المشركين عن رأس الجبل، وصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فيه، فأنزل الله تعالى عليه، ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون
وقوله تعالى: إن كنتم مؤمنين يحتمل أن يتعلق الشرط بقوله ولا تهنوا ولا تحزنوا فيكون المقصد هز النفوس وإقامتها، ويحتمل أن يتعلق بقوله وأنتم الأعلون فيكون الشرط على بابه دون تجوز، ويترتب من ذلك الطعن على من نجم نفاقه في ذلك اليوم، وعلى من تأود إيمانه واضطرب يقينه، ألا لا يتحصل الوعد إلا بالإيمان، فالزموه). [المحرر الوجيز: 2/363-366]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال مسلّيًا للمؤمنين: {ولا تهنوا} أي: لا تضعفوا بسبب ما جرى {ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} أي: العاقبة والنّصرة لكم أيّها المؤمنون). [تفسير القرآن العظيم: 2/126-127]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله جلّ وعزّ: {إن يمسسكم قرح فقد مسّ القوم قرح مثله وتلك الأيّام نداولها بين النّاس وليعلم اللّه الّذين آمنوا ويتّخذ منكم شهداء واللّه لا يحبّ الظّالمين}
{إن يمسسكم قرح} و {قرح} جميعا يقرأان، وهما عند أهل اللغة بمعنى واحد، ومعناه: الجراح وألمها يقال قد قرح يقرح قرحا، وأصابه قرح، قال بعضهم كأن القرح الجرح، وكأن القرح الألم.
{وتلك الأيّام نداولها بين النّاس} أي: نجعل الدولة في وقت من الأوقات للكافرين على المؤمنين إذا عصوا فيما يؤمرون به، من محاربة الكفار، فأما إذا أطاعوا فهم منصورون أبدا، كما قال اللّه - عزّ وجلّ - {ألا إنّ حزب اللّه هم المفلحون}
ومعنى {وليعلم اللّه الّذين آمنوا ويتّخذ منكم شهداء}أي: ليعلم اللّه من يقيم على الإيمان بعد أن تناله الغلبة، أي: يجعل لهم الدولة في وقت من الأوقات ليعلم المؤمنين.
وتأويل {وليعلم اللّه الّذين آمنوا}- واللّه عزّ وجلّ - قد علمهم قبل ذلك، معناه: يعلم ذلك واقعا منهم - كما قال عز وجل - {ولنبلونّكم حتّى نعلم المجاهدين منكم والصّابرين} أي: ليقع ما علمناه غيبا مشاهدة للناس، ويقع - منكم. وإنما تقع المجازاة على ما علمه اللّه من الخلق وقوعا على ما لم يقع وما لم يعلموه - قال الله عزّ وجلّ: {وإنّما توفّون أجوركم يوم القيامة}
وقال: {إنّما تجزون ما كنتم تعملون}). [معاني القرآن: 1/470-471]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم قال تعالى، تسلية للمؤمنين: إن يمسسكم قرحٌ فقد مسّ القوم قرحٌ مثله والأسوة مسلاة للبشر، ومنه قول الخنساء: [الوافر]
ولولا كثرة الباكين حولي = على إخوانهم لقتلت نفسي
وما يبكون مثل أخي ولكن = أعزّي النّفس عنه بالتأسّي
والسلو بالتأسي هو النفع الذي يجره إلى نفسه الشاهد المحدود، فلذلك ردت شهادته فيما حد فيه وإن تاب وحسنت حاله، و «القرح»: القتل والجراح، قاله مجاهد والحسن والربيع وقتادة وغيرهم، والمعنى: إن مسكم في أحد فقد مس كفار قريش ببدر بأيديكم، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم في رواية حفص: «قرح» بفتح القاف، وقرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية أبي بكر: «قرح» بضم القاف، وكلهم سكن الراء، قال أبو علي: هما لغتان كالضّعف والضّعف والكره والكره، والفتح أولى، لأنها لغة أهل الحجاز والأخذ بها أوجب لأن القرآن عليها نزل.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: هذه القراءات لا يظن إلا أنها مروية عن النبي عليه السلام: وبجميعها عارض جبريل عليه السلام مع طول السنين توسعة على هذه الأمة، وتكملة للسبعة الأحرف حسب ما بيناه في صدر هذا التعليق، وعلى هذا لا يقال: هذه أولى من جهة نزول القرآن بها، وإن رجحت قراءة فبوجه غير وجه النزول، قال أبو الحسن الأخفش: «القَرْح» و «القُرْح» مصدران بمعنى واحد، ومن قال القرح بالفتح الجراحات بأعيانها، والقرح بضم القاف ألم الجراحات قبل منه إذا أتى برواية، لأن هذا مما لا يعلم بقياس، وقال بهذا التفسير الطبري، وقرأ الأعمش «إن تمسسكم» بالتاء من فوق، «قروح» بالجمع، «فقد مس القوم قرح مثله»، وقرأ محمد بن السميفع اليماني «قرح» بفتح القاف والراء، قال أبو الفتح: هي لغة في القرح كالشل والشلل والطرد والطرد. هذا مذهب البصريين، وليس هذا عندهم من تأثير حرف الحلق، وأنا أميل في هذا إلى قول أصحابنا البغداديين، في أن لحرف الحلق في مثل هذا أثرا معتمدا، وقد سمعت بعض بني عقيل يقول: نحوه بفتح الحاء، يريد نحوه، ولو كانت الكلمة مبنية على فتح الحاء لأعلت الواو وكعصاة وفتاة، وسمعت غيره يقول: أنا محموم بفتح الحاء قال ابن جني: ولا قرابة بيني وبين البصريين ولكنها بيني وبين الحق، والحمد لله).
قوله تعالى: ... وتلك الأيّام نداولها بين النّاس وليعلم اللّه الّذين آمنوا ويتّخذ منكم شهداء واللّه لا يحبّ الظّالمين (140)
أخبر تعالى على جهة التسلية أن الأيّام على قديم الدهر وغابره أيضا إنما جعلها دولا بين البشر، أي: فلا تنكروا أن يدال عليكم الكفار، وقال تعالى: نداولها فهي مفاعلة من جهة واحدة، وإنما ساغ ذلك لأن المداولة منه تعالى هي بين شيئين، فلما كان ذلك الفريقان يتداولان حسن ذلك، و «الدّولة» بضم الدال المصدر، و«الدّولة» بفتح الدال الفعلة الواحدة من ذلك، فلذلك يقال في دولة فلان لأنها مرة في الدهر، وسمع بعض العرب الأقحاح قارئا يقرأ هذه الآية، فقال: إنما هو، «وتلك الأيام نداولها بين العرب»، فقيل له: إنما هو «بين الناس» فقال: إنا لله، ذهب ملك العرب ورب الكعبة، وقوله تعالى: وليعلم اللّه الّذين آمنوا دخلت الواو لتؤذن أن اللام متعلقة بمقدر في آخر الكلام، تقديره: وليعلم الله الذين آمنوا، فعل ذلك، وقوله تعالى: وليعلم معناه: ليظهر في الوجود إيمان الذين قد علم أزلا أنهم يؤمنون، وليساوق علمه إيمانهم ووجودهم، وإلا فقد علمهم في الأول، وعلمه تعالى لا يطرأ عليه التغيير ونحو هذا: أن يضرب حاكم أحدا ثم يبين سبب الضرب ويقول: فعلت هذا التبيين لأضرب مستحقا، معناه: ليظهر أن فعلي وافق استحقاقه، وقوله تعالى: ويتّخذ منكم شهداء، معناه: أهل فوز في سبيله حسبما ورد في فضائل الشهيد). [المحرر الوجيز: 2/366-368]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {إن يمسسكم قرحٌ فقد مسّ القوم قرحٌ مثله} أي: إن كنتم قد أصابتكم جراحٌ وقتل منكم طائفةٌ، فقد أصاب أعداءكم قريبٌ من ذلك من قتلٍ وجراحٍ {وتلك الأيّام نداولها بين النّاس} أي: نديل عليكم الأعداء تارةً، وإن كانت العاقبة لكم لما لنا في ذلك من الحكم ؛ ولهذا قال تعالى: {وليعلم اللّه الّذين آمنوا} قال ابن عبّاسٍ: في مثل هذا لنرى، أي: من يصبر على مناجزة الأعداء {ويتّخذ منكم شهداء} يعني: يقتلون في سبيله، ويبذلون مهجهم في مرضاته. {واللّه لا يحبّ الظّالمين}). [تفسير القرآن العظيم: 2/127]

تفسير قوله تعالى: {وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وليمحّص اللّه الّذين آمنوا ويمحق الكافرين}المعنى: جعل اللّه الأيام مداولة بين الناس ليمحص المؤمنين بما يقع عليهم من قتل في حربهم، أو ألم أو ذهاب مال.
{ويمحق الكافرين}: ليستأصلهم.
وجائز أن يكون: يمحقهم يحبط أعمالهم.
وتأويل المحص في اللغة: التنقية والتخليص.
قال محمد بن يزيد - رحمه اللّه -: يقال محص الحبل محصا، إذا ذهب منه الوبر حتى يملص وحبل محص أو ملص بمعنى واحد.
قال وتأويل قول الناس: محّص عنا ذنوبنا، أي: أذهب عنا ما تعلق بنا من الذنوب.
وأخبرنا محمد بن يزيد أن حنيف الحناتم ورد ماء يقال له (طويلع) فقال: " واللّه إنك لمحص الرشا بعيد المستقي مظل على الأعداء ولو سألتني أعناق الإبل لأعطيتك " أي: لو تقطعت أعناق الإبل إليك لقصدتك.
ومعنى محص الرشاء، أي: هو طين خر، فالرشا تتملص من اليد.
فمعنى يمحّص الذين آمنوا: يخلّصهم من الذنوب.
وقال محمد بن يزيد - رحمه اللّه – أيضا وغيره من أهل اللغة محص الظبي يمحص إذا عدا عدوا شديدا، وقال هو وحده: تأويله أنه لا يخلط حدته في العدو ونيا ولا فتورا.
وقال غيره: محص الظبي يمحص ومحص بمعنى واحد: إذا عدا عدوا يكاد أن ينفد فيه من شدته.
ويقال: ويستحب من الفرس أن تمحّص قوائمه أي تخلص من الرّهل.
قال أبو إسحاق: وقرأت عليه أيضا عن الخليل: المحص التخليص يقال محصت الشيء أمحصه محصا إذا خلصته وقال بعض أهل اللغة: {وليمحص الله الذين آمنوا} أي: وليمحص اللّه ذنوب الذين آمنوا - ولم يخبروا بحقيقة المحص ما هو). [معاني القرآن: 1/471-472]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وليمحّص اللّه الّذين آمنوا ويمحق الكافرين (141)
ثم أخبر تعالى: أن إدالته الكفار على المؤمنين إنما هي ليمحّص المؤمنين، وأن إدالة المؤمنين على الكفار إنما هي لمحق الكفار، هذا مقتضى ألفاظ الآية، وقد قال ابن عباس وغيره: جعل الله الدولة لرسوله يوم بدر، وعليه يوم أحد وذهب كثير من أهل العلم إلى العبارة عن إدالة المؤمنين بالنصر، وعن إدالة الكفار بالإدالة، وروي في ذلك عن النبي عليه السلام حديث: إنهم يدالون كما تنصرون، و «التمحيص»:
التنقية. قال الخليل: التمحيص من العيب يقال: محص الحبل إذا زال عنه بكثرة مره على اليد زئبره وامّلس هكذا ساق الزجّاج اللفظة «الحبل» ورواها النقاش محص الجمل: إذا زال عنه وبره وامّلس، وقال حنيف الحناتم، وقد ورد ماء يقال له طويلع: إنك لمحص الرشاء، بعيد المستقى، مطل على الأعداء، فالمعنى: إنه لبعده يلمس حبله بالطين الحر ومد الأيدي، فمعنى الآية: أن الله يمحص المؤمنين إذا أدال عليهم، بأنه ينقي المتشهدين من ذنوبهم، وينقي الأحياء من منافقهم إذ يميزهم، وأنه يمحق الكافرين إذا نصر عليهم أي ينقصهم والمحق: الذهاب شيئا شيئا، ومنه محاق القمر). [المحرر الوجيز: 2/368]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وليمحّص اللّه الّذين آمنوا} أي: يكفّر عنهم من ذنوبهم، إن كان لهم ذنوبٌ وإلّا رفع لهم في درجاتهم بحسب ما أصيبوا به، وقوله: {ويمحق الكافرين} أي: فإنّهم إذا ظفروا بغوا وبطروا فيكون ذلك سبب دمارهم وهلاكهم ومحقهم وفنائهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/127]


* للاستزادة ينظر: هنا