25 Jan 2022
الدرس الثامن: تدوين التفسير في القرن الثالث الهجري
عناصر الدرس:
- تمهيد.
1: عامر بن الفرات الذهلي النسائي.
2: يحيى بن زياد بن عبد الله الديلمي الفراء(ت:207هـ).
3: محمد بن المستنير البصري المعروف بقطرب (ت: بعد 211 هـ).
4: حسين بن محمد بن بهرام المروزي (ت:213هـ).
5: أبو عامر قبيصة بن عقبة السوائي (ت:215هـ).
6: سعيد بن مسعدة المعروف بالأخفش الأوسط (ت: 215 هـ).
7: أبو بكر عبد الله بن الزبير بن عيسى الحميدي (ت:219هـ).
8: إبراهيم بن موسى بن يزيد الفراء الرازي (ت: بعد 220هـ).
9: عمرو بن حماد بن طلحة القناد الكوفي (ت: 222هـ).
10: أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي (ت:224 هـ).
11: أصبغ بن الفرج بن سعيد المصري (ت:225هـ).
12: أبو إسحاق إبراهيم بن يحيى بن المبارك اليزيديّ اللُّغَويّ (ت: 225هـ). 13: الحسين بن داوود المصيصي المحتسب المعروف بسُنيد (ت:226هـ). 21: إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي (ت:238هـ) المعروف بابن راهويه. 50: أبو يحيى زكريا بن داود بن بكر الخفاف النيسابوري (ت:286هـ).
14: سعيد بن منصور بن شعبة الخراساني (ت: 227هـ).
15: عبد الغني بن سعيد الثقفي (ت: 227هـ).
16: يحيى بن عبد الله بن بكير المصري(ت: 231هـ).
17: محمد بن أبي بكر بن عليّ بن عطاء المقدمي (ت:234هـ).
18: محمد بن حاتم بن ميمون المروزي (ت:235هـ).
19: أبو بكر عبد الله بن محمد ابن أبي شيبة الكوفي (ت: 235هـ).
22: عثمان بن محمد بن أبي شيبة العبسي (ت:239هـ).
23: صفوان بن صالح بن صفوان الثقفي الدمشقي (ت: 239هـ تقريباً).
24: أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني (ت: 241هـ).
25: أبو كريب محمد بن العلاء بن كريب الهمداني (ت:248ه).
26: أبو عبد الله محمد بن حميد بن عبد الله الرازي (ت:248هـ).
27: أبو حفص عمرو بن علي بن بحر الصيرفي الفلاس (ت:249هـ).
28: عبد الحميد بن حُميد بن نصر الكسّي (ت: 249هـ).
29: عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل الدارمي (ت:255هـ).
30: أبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان السجستاني (ت:255هـ).
31: محمد بن يزيد بن عبد الملك الأسفاطي (ت:255هـ).
32: أبو عمرو شمر بن حمدويه الهروي (ت: 255هـ)
33: محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري (ت: 256هـ).
34: أبو سعيد عبد الله بن سعيد بن حصين الأشج الكندي (ت: 257هـ).
35: أبو مسعود أحمد بن الفرات بن خالد الضّبي الرازي (ت:258هـ).
36: الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني (ت:260هـ).
37: مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري (ت: 261هـ).
38: أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي (ت:268هـ).
39: محمد بن يزيد ابن مـاجـه القزويني (ت: 273هـ).
40: عبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري (ت:276هـ).
41: بقيُّ بن مخلد بن يزيد الأندلسي القرطبي (ت: 276هـ).
42: يعقوب بن سفيان بن جوان الفارسي الفسوي (ت: 277هـ).
43: محمد بن عيسى بن سورة الترمذي (ت: 279هـ).
44: أبو يحيى جعفر بن محمد بن الحسن الزعفراني (ت:279هـ).
45: إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم الأزدي (ت:282هـ).
46: الحسين بن الفضل بن عمير البجلي (ت:282 هـ).
47: سهل بن عبد الله التستري (ت: 283هـ).
48: أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم الحربي (ت:285هـ).
51: أبو يزيد يوسف بن يزيد بن كامل القراطيسي (ت:287هـ).
52: هود بن محكم الهواري (ت: 290هـ تقريباً).
53: عبد الرحمن بن محمد بن سلم الرازي (ت:291هـ).
تمهيد:
كثر تدوين التفسير في القرن الثالث كثرة ظاهرة، وعني العلماء بتحصيل النسخ التفسيرية وروايتها وكثرت الرحلات لأجل ذلك، حتى صار من المتعسّر إحصاؤها وتقصّيها، ذلك
أنه قلّ أن يطلب العلمَ أحدٌ في ذلك الزمان ويعنى بضبطه بالكتابة إلا
ويكون من أهمّ ما يكتبه نُسَخٌ في التفسير، لأنَّ من أولى ما تتظافر الهمم
لضبطه وتحصيله ما تُعرف به معاني القرآن الكريم.
وقد
كان في القرن الثالث جماعة من الأئمة الذين عرفوا بكثرة التدوين، بل كان
منهم من يدوّن ويحفظ، كما هو ظاهر في سير الأئمة الحفاظ وأخبارهم من أمثال:
أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، ومحمد
بن إسماعيل البخاري، وأبي زرعة الرازي، وإبراهيم الجوهري، وابن ديزيل،
وغيرهم كثير ممن كتبوا فأكثروا، ولا ريب أنّ من أولى ما كانوا يحصّلون ويكتبون ما يتعلق بتفسير كتاب الله عزّ وجلّ من الآثار في التفسير، وما حصّلوه من النسخ التفسيرية.
ويتعسّر حصر ما دوّن من التفسير في القرن الثالث؛ لكنني سأذكر مَن علمت لهم أعمالاً ظاهرة في تدوين التفسير ممن مات في القرن الثالث الهجري، سوى من تقدّم ذكرهم في طبقة تابعي التابعين؛ وقد تقدّم التنبيه إلى أنّ بعض تابعي التابعين عاشوا صدراً من القرن الثالث الهجري.
1: عامر بن الفرات الذهلي النسائي
روى عن: شعبة، وابن أبي ذئب، وأسباط بن نصر، وأبي جعفر الرازي، وغيرهم.
روى عنه: حسين بن علي بن مهران الدقاق الأصبهاني، وعمار بن الحسن الهمداني.
ذكره ابن حبان في الثقات، وذكر أنه من أهل الشام، ولم أقف على تاريخ وفاته.
وهو من رواة تفسير أسباط بن نصر عن السدي، وقد أخرج ابن أبي حاتم من طريقه روايات كثيرة.
2: يحيى بن زياد بن عبد الله الديلمي الفراء(ت:207هـ)
مولى
بني أسد، وشيخ نحاة الكوفة، ولد نحو سنة 144هـ، ونشأ بالكوفة وأخذ عن
علمائها، وغلبت عليه العناية بالعربية حتى تصدّر فيها، وانتقل إلى بغداد،
وأملى فيها الكتاب، وكثر رواتها عنه.
ولا أعلم له رواية عن أحد من التابعين، لكنه عاصر أتباع التابعين، ومات قبل بعضهم.
روى عن: قيس بن الربيع، وأبي بكر بن عياش، وغيرهم.
وأخذ النحو عن أبي الحسن الكسائي، ويونس بن حبيب،
وروى عنه: سلمة بن عاصم، ومحمد بن الجهم السمّري، وغيرهما.
- قال أبو منصور الأزهري في ترجمة أبي الحسن الكسائي في مقدمة تهذيب اللغة: (وعنه
أخذ أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء النحو والقراءات والغريب والمعاني،
فتقدم جميع تلامذته الذين أخذوا عنه، إلا علي بن المبارك الأحمر، فإنه كان
مقدماً على الفرّاء في حياة الكسائي لجودة قريحته وتقدمه في علل النحو
ومقاييسه، وأسرع إليه الموت فيما ذكر أبو محمد سلمة بن عاصم، وبقي الفراء
بعده بقاء طويلا فبرز على جميع من كان في عصره).
- وقال أبو منصور الأزهري أيضاً: (صنف كتباً حِسَاناً أملاها ببغداد عن ظهر قلبه).
- قال محمد بن الجهم السمَّري في مقدمة روايته لكتاب معاني القرآن للفراء: (هذا
كتاب فيه معاني القرآن، أملاه علينا أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء يرحمه
الله عن حفظه من غير نسخة، في مجالسه أوّل النهار من أيام الثلاثاوات
والجُمع في شهر رمضان وما بعده من سنة اثنتين، وفي شهور سنة ثلاث وشهور من
سنة أربع ومائتين).
له كتب مطبوعة، منها:
كتاب "معاني القرآن"، وهو أجلّ كتبه وأشهرها، وكتاب "لغات القرآن"،
و"المقصور والممدود"، و"المذكر والمؤنث"، و"الأيام والليالي" ، وله كتب
أخرى لم تطبع، ذُكر منها: كتاب "اختلاف أهل الكوفة والبصرة والشام في
المصاحف"، وكتاب المصادر في القرآن، والجمع والتثنية في القرآن، وكتاب
الوقف والابتداء، وكتاب الحدود، وكتابان في مشكل اللغة كبير وصغير، وكتاب
فعل وأفعل، ويافع ويفعة، وكتاب الواو، وكتاب ملازم، وغيرها.
ذكر أبو منصور الأزهري وابن النديم وياقوت الحموي بعض هذه الكتاب.
وكتابه في
"معاني القرآن" مطبوع، أملاه من حفظه، واعتنى به العلماء عناية بالغة؛ فهو
من أهم مصادر البخاري في التفسير اللغوي في صحيحه، ومن المصادر المهمة
لابن جرير الطبري في تفسيره.
3: محمد بن المستنير البصري المعروف بقطرب (ت: بعد 211 هـ)
نحويّ معتزلي، أخذ النحو عن
سيبويه، وعيسى بن عمر، وأخذ الاعتزال عن النظام، وكان على مذهبه، وكان
مؤدّب أولاد الأمير أبي دلف العجلي.
- قال ياقوت الحموي: (سمي
قُطربا لأنه كان يبكّر إلى سيبويه للأخذ عنه، فإذا خرج سيبويه سحراً رآه
على بابه، فقال له يوما: ما أنت إلا قطرب ليل، والقطرب دويبة تدبّ ولا
تفتر، فلقب بذلك).
- وقال أيضاً: (ولما
صنف كتابه في التفسير أراد أن يقرأه في الجامع فخاف من العامّة وإنكارهم
عليه؛ لأنه ذكر فيه مذهب أهل الاعتزال؛ فاستعان بجماعة من أصحاب السلطان
ليتمكن من قراءته في الجامع، واتصل قطرب بأبي دلف العجلي وأدب ولده. وأخذ
عنه ابن السكيت وقال: كتبت عنه قمطراً ثم تبينت أنه يكذب في اللغة؛ فلم
أذكر عنه شيئاً).
له كتاب "معاني القرآن" وقد طبع بعضه.
وله كتب أخرى طبع منها: المثلث، والأضداد، والفرق في اللغة، والأزمنة وتلبية الجاهلية.
ومن كتبه المفقودة: العلل، والأصوات، والاشتقاق، والقوافي، وجماهير الكلام، وخلق الإنسان، وخلق الفرس.
4: حسين بن محمد بن بهرام المروزي (ت:213هـ)
أصله من مرو الروذ، ثم نزل بغداد.
روى عن: شيبان بن عبد الرحمن النحوي، وابن أبي ذئب، وجرير بن حازم، ومبارك بن فضالة، وإسرائيل بن يونس، وأيوب بن عتبة اليمامي، وغيرهم.
وروى عنه: أحمد بن حنبل،
وأحمد بن منيع، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وعباس الدوري، وإبراهيم الحربي،
وموسى بن هارون الطوسي، ومحمد بن يحيى الأزدي، وغيرهم.
كان يروي نسخة تفسير شيبان بن عبد الرحمن النحوي عن قتادة.
وأكثر ما يخرج له ابن جرير وابن أبي حاتم في تفسير شيبان من طريق موسى بن هارون الطوسي.
وأخرج له ابن جرير من طريق محمد بن يحيى الأزدي.
وثقه ابن سعد، وقال النسائي: ليس به بأس.
وقال حنبل ابن إسحاق: مات سنة 213هـ.
وقال مطيّن: مات سنة 214هـ.
- قال ابن سعد: (روى عن ابن أبي ذئب، وشيبان بن عبد الرحمن التفسير، وغيره، وروى عن أبي معشر المغازي).
5: أبو عامر قبيصة بن عقبة السوائي (ت:215هـ)
المحدّث الثقة، والعابد الزاهد، قال يحيى بن معين: (قبيصة ثقة في كلّ شيء إلا في حديث سفيان ليس بذاك القوي، فإنه سمع منه وهو صغير). ذكره المزي في تهذيب الكمال عن ابن أبي خيثمة عنه.
وقد روى هارون الحمّال عنه أنه
جالس سفيان الثوري ثلاث سنين وهو ابن ستة عشرة سنّة، وأَمَّه في صلاة
فريضة، وهذا السنّ يصحّ التحمّل فيه بغير خلاف، لكن الذي يظهر أنّ يحيى بن
معين أراد أنه يصغر عن التفطّن لعلل الحديث ومواضع التدليس مع كثرة حديثه؛
مع ما أخذ عليه من الخطأ في الرواية عنه؛ فما سمعه وهو صغير دون ما سمعه
هو كبير حافظ مجوّد.
وقد أخرج له البخاري ومسلم في صحيحيهما من روايته عن سفيان الثوري قدراً صالحاً، ولعلهما انتقيا من حديثه.
ولعقبة تفسير أكثره عن سفيان الثوري، وقد أخرج منه ابن جرير جملة من المرويات، وهو من مصادر الثعلبي في تفسيره.
6: سعيد بن مسعدة المعروف بالأخفش الأوسط (ت: 215 هـ)
أبو الحسن، مولى بني مجاشع بن
دارم من تميم، أخذ عن الخليل بن أحمد، ثم لازم سيبويه، وحذق كتابه حتى برع
في النحو، وكان أسنَّ من سيبويه، وعمّر بعده.
لكنّه كان معتزلياً.
- قال المبرّد: (أحفظ من أخذ عن سيبويه: الأخفش، ثم الناشئ، ثم قطرب. وكان الأخفش أعلم الناس بالكلام وأحذقهم بالجدل).
وله كتاب "معاني القرآن" مطبوع.
وله كتب أُخَر، ذكر منها ياقوت
الحموي في معجم الأدباء: كتاب الأربعة، والاشتقاق، والأصوات، والأوسط في
النحو، وكتاب صفات الغنم وألوانها وعلاجها وأسبابها، وكتاب العروض، وكتاب
القوافي، وكتاب المسائل الكبير، وكتاب المسائل الصغير، وكتاب معاني الشعر،
وكتاب المقاييس، وكتاب الملوك، وكتاب وقف التمام.
7: أبو بكر عبد الله بن الزبير بن عيسى الحميدي(ت:219هـ)
الأسدي، من بني أسد بن عبد العزى بن قصيّ بن كلاب القرشي.
روى
عن: سفيان بن عيينة، وفضيل بن عياض، وإبراهيم بن سعد، وعبد العزيز بن أبي
حازم، ووكيع بن الجراح، والوليد بن مسلم، ومحمد بن إدريس الشافعي، ومروان
بن معاوية الفزاري، وغيرهم.
وروى عنه: البخاري، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبو زرعة الرازي، وأبو حاتم الرازي، ويعقوب بن شيبة، ويعقوب بن سفيان، وغيرهم.
- قال عبد الله بن محمد بن وهب الحافظ: حدثنا مرار بن أحمد أبو أحمد، قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: (الشافعي عندنا إمام، والحميدي عندنا إمام، وإسحاق بن راهويه عندنا إمام). رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد.
- وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: (أثبت الناس في ابن عيينة: الحميدي، وهو رئيس أصحاب ابن عيينة).
- وقال: سئل أبي عنه فقال: (ثقة إمام).
- وقال الحميدي: (جالست ابن عيينة تسع عشرة سنة أو نحوها).
- وقال يعقوب بن سفيان: (حدثنا عبد الله بن الزبير بن عيسى الحميدي أبو بكر، وما لقيت أنصح للإسلام وأهل الإسلام منه).
ذُكر له كتاب في التفسير.
- قال ابن أبي حاتم: (محمد
بن عمير أبو بكر الطبري جليس أبى زرعة والمفتى في مجلسه، روى عن عبد الله
بن الزبير الحميدي كتاب "الرد على النعمان"، وكتاب "التفسير")
- وقال الذهبي: (روى عن الحميدي كتاب التفسير، وكتاب "الرد على النعمان")
8: إبراهيم بن موسى بن يزيد الفراء الرازي (ت: بعد 220هـ)
أبو إسحاق الرازي، نسبة إلى الريّ، وكان عالماً محدّثاً متورّعاً، ثقة ثبتاً.
روى عن: جرير بن عبد الحميد، ويحيى بن
زكريا ابن أبي زائدة، وعيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، ووكيع بن
الجراح، ويزيد بن زريع العيشي، والوليد بن مسلم، وبقية بن الوليد، وعبد
الرزاق بن همام، وهشام بن يوسف الصنعاني، وغيرهم كثير.
وروى عنه: البخاري، ومسلم، وأبو داوود، والترمذي، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبو زرعة الرازي، وأبو حاتم الرازي، وابن وارة، وغيرهم.
أخرج له البخاري ومسلم أحاديث كثيرة، وكان معروفاً بكثرة الجمع
والتدوين للأحاديث والآثار، نظير أبي بكر ابن أبي شيبة في الكوفة، بل كان
بعض الأئمة يفضّله عليه، لأنه لم يكن يحدّث إلا من كتابه.
ذكر أبو زرعة الرازي أنه كتب عنه مئة ألف حديث، ولا يتأتّى جمع هذا
العدد الكبير من الأحاديث والآُثار إلا بتحصيل نسخ كثيرة جداً، وكثرة طواف
على المشايخ في البلدان.
ولا ريب أنه حصّل فيما حصّل نسخاً في التفسير، فكان يكتبها، وقد روى
ابن أبي حاتم في تفسيره من طريقه روايات تدلّ على تحصيله تفسير سعيد بن
جبير من طرق عدة، وتفسير عكرمة من طريق يحيى بن زكريا ابن أبي زائدة عن
داوود بن أبي هند عن عكرمة، ومن طريق ابن أبي زائدة عن إسرائيل عن سماك عن
عكرمة، وتفسير ابن جريج من طرق عدة، منها طريق حجاج بن محمد المصيصي،
وهشام بن يوسف الصنعاني عن ابن جريج، وتفسير الحسن البصري من طريق ابن أبي زائدة عن مبارك بن فضالة.
- قال أبو الحجاج المزي: (أبو إسحاق الرازي الفراء المعروف بالصغير، وكان أحمد بن حنبل ينكر على من يقول له الصغير، ويقول: هو كبير في العلم والجلالة).
- وقال أبو علي صالح بن محمد البغدادي: سمعت أبا زرعة يقول: (كتبت عن رجلين مائتي ألف حديث: كتبت عن إبراهيم الفراء مِئَة ألف حديث، وعن ابن أبي شيبة عبد الله مِئَة ألف). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول: (إبراهيم
بن موسى أتقن من أبي بكر ابن أبي شيبة وأصحّ حديثاً منه، لا يحدث إلا من
كتابه، لا أعلم أني كتبت عنه خمسين حديثاً من حفظه، وهو أتقن وأحفظ من
صفوان بن صالح).
9: عمرو بن حماد بن طلحة القناد الكوفي (ت: 222هـ)
أبو محمد، أصله من أصبهان، وانتقل جده إلى الكوفة، ووالى همْدان، فيما ذكره ابن سعد في الطبقات.
روى عن: أسباط بن نصر الهمداني، ووكيع بن الجراح، وعامر بن يساف، وعلي بن هاشم بن البريد، وحفص بن سليمان، وغيرهم.
وروى عنه: مسلم بن الحجاج، محمد بن
يحيى الذهلي، ويعقوب بن شيبة، ومحمد بن رافع، وابن ديزيل، وابن عرعرة، وأبو
زرعة الرازي، وأبو حاتم الرازي، ويعقوب بن سفيان، وموسى بن هارون
الهمداني، وسفيان بن وكيع بن الجراح، وغيرهم كثير.
- قال ابن سعد: (صاحب تفسير أسباط بن نصر عن السدي).
- وقال يحيى بن معين، وأبو حاتم الرازي: صدوق.
عرف برواية تفسير أسباط بن نصر عن السدي، وقد أخرج له ابن جرير الطبري
روايات كثيرة جداً من طريق موسى بن هارون الهمداني، وسفيان بن وكيع، وأبي
كريب محمد بن العلاء، ومحمد بن عمارة الحزمي، وغيرهم.
وابن أبي حاتم يروي عنه تفسير أسباط من طريق أبي زرعة الرازي.
10: أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي (ت:224 هـ)
الإمام
المتفنن، أصله من الروم، وكان أبوه مولى لرجل من هراة، وولد أبو عبيد
بهراة، ثم نشأ بالعراق، وأخذ عن علمائها، واشتغل بتأديب بعض أولاد الأشراف،
ثم ولي القضاء بطرسوس مدة، ثم انتقل إلى بغداد فأقام بها مدّة، ثم حج في
سنة 219هـ واستقرّ بمكة إلى أن مات رحمه الله.
قرأ على: الكسائي، وشجاع البلخي، وغيرهما.
وروى عن: شريك بن عبد الله النخعي، وهشيم
بن بشير، وأبي بكر بن عياش، وعبد الله بن المبارك، وإسماعيل بن عياش، وحفص
بن غياث، وعبد الله بن إدريس، ووكيع بن الجراح، وجرير بن عبد الحميد، ويحيى
بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ويزيد بن هارون، وغيرهم.
وأخذ اللغة والأدب عن الأصمعي، وأبي زيد الأنصاري، وأبي عمرو الشيباني،
وأبي عبيدة معمر بن المثنى، وابن المبارك اليزيدي، وابن الأعرابي، وغيرهم.
وروى عنه: أبو محمد الدارمي، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وابن أبي الدنيا، وأحمد بن يحيى البلاذري، والحارث بن أبي أسامة، وغيرهم.
- قال عباس بن محمد الدوري: سمعت أحمد بن حنبل، يقول: (أبو عبيد القاسم بن سلام ممن يزداد عندنا كل يوم خيراً).
- وقال القاضي أحمد بن كامل ابن شجرة: (كان
أبو عبيد القاسم بن سلام فاضلا في دينه، وفي عمله ربانيا متفننا في أصناف
من علوم الإسلام من القرآن، والفقه، والعربية، الأخبار، حسن الرواية، صحيح
النقل، لا أعلم أحداً من الناس طعن عليه في شيء من أمره ودينه). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال إبراهيم بن محمد الكبشي النساج: سمعت إبراهيم الحربي يقول: (أدركت
ثلاثة لن يُرى مثلهم أبداً، تعجز النساء أن يلدن مثلهم، رأيت أبا عبيد
القاسم بن سلام ما مثلته إلا بجبل نفخ فيه روح، ورأيت بشر بن الحارث فما
شبهته إلا برجل عجن من قرنه إلى قدمه عقلا، ورأيت أحمد بن محمد بن حنبل
فرأيت كأن الله جمع له علم الأولين من كل صنف يقول: ما شاء، ويمسك ما شاء). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال أبو بكر ابن الأنباري: (كان أبو عبيد [القاسم بن سلام ] يقسّم الليل؛ فيصلي ثلثه، وينام ثلثه، ويصنّف الكتبَ ثُلُثَه). رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد.
وهو أوّل من ألّف في القراءات، وله كتاب جليل القدر في معاني القرآن، وكلاهما مفقود، وله كتب كثيرة طبع منها أكثر من عشرة كتب.
- قال أبو منصور الأزهري:
(لأبي عبيد كتاب في "معاني القرآن"، انتهى تأليفه إلى سورة طه، ولم
يتمَّه، وكان المنذري سمعه من عليّ بن عبد العزيز، وقُرئ عليه أكثره وأنا
حاضر).
- وقال الخطيب البغدادي: (وكذلك
كتابه في "معاني القرآن"، وذلك أن أوّل من صنف في ذلك من أهل اللغة: أبو
عبيدة معمر بن المثنى، ثم قطرب بن المستنير، ثم الأخفش، وصنف من الكوفيين
الكسائي، ثم الفراء، فجمع أبو عبيد من كتبهم، وجاء فيه بالآثار وأسانيدها،
وتفاسير الصحابة، والتابعين، والفقهاء، وروى النصف منه، ومات قبل أن يسمع
منه باقيه، وأكثره غير مروي عنه)ا.هـ.
11: أصبغ بن الفرج بن سعيد المصري(ت:225هـ)
روى عن عبد الله بن وهب، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وعبد الرحمن بن القاسم، وغيرهم.
وروى عنه: البخاري، وأبو يزيد
القراطيسي، ويحيى بن عثمان بن صالح السهمي، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن
مسلم بن وارة، ويعقوب بن سفيان، وأبو حاتم الرازي، وغيرهم كثير.
- قال علي بن الحسين بن حبان: وجدت في كتاب أبي بخط يده: قال أبو زكريا [يحيى بن معين]:
(الحارث بن مسكين خير من أصبغ بن الفرج وأفضل، وأفضل من عبد الله بن صالح
كاتب الليث، وكان أصبغ من أعلم خلق الله كلهم برأي مالك، يعرفها مسألة
مسألة، متى قالها مالك، ومن خالفه فيها). رواه الخطيب البغدادي في تاريخه.
- وقال ابن يونس المصري: (كان يحيى بن
عثمان بن صالح يقول: هو من ولد عبيد المسجد، كان بنو أمية يشترون للمسجد
عبيداً، يقومون على خدمته، فهو من ولد أولئك العبيد، يُنسب إلى ولاء بني
أمية، وكان مضطلعاً بالفقه والنظر).
- وقال القاضي عياض في ترتيب المدارك: (حكى الكندي عن المزني والربيع قال: كنا نأتي أصبغ قبل قدوم الشافعي، فقلنا له: علمنا مما علمك الله).
قلت: الكندي هو أبو عمر محمد بن يوسف الكندي(ت: بعد 355هـ) له كتب طبع
منها: فضائل مصر، وكتاب الولاة والقضاة، وله "كتاب الموالي" مفقود.
- وقال أبو عبد الله الذهبي: (مولى عمر بن
عبد العزيز، ولد بعد الخمسين ومائة، وإنما طلب العلم كبيراً، فلم يلق
مالكاً ولا الليث، بل تفقه على ابن وهب، وعبد الرحمن بن القاسم، وروى
عنهما).
كان أصبغ ورّاقاً لعبد الله بن وهب المصري وحصّل منه علماً غزيراً، وروى
تفسير عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وهو تفسير كبير أخرج منه ابن جرير وابن
أبي حاتم روايات كثيرة جداً.
وذكر القاضي عياض في ترتيب المدارك أسماء بعض كتبه، وأكثرها في الأحكام.
12: أبو إسحاق إبراهيم بن يحيى بن المبارك اليزيديّ اللُّغَويّ (ت: 225هـ)
كان أبوه من العلماء القراء
واللغويين الكبار، نشأ بالبصرة، وكان معدوداً من أصحاب أبي عمرو بن العلاء،
قرأ عليه القرآن، وعرض على يحيى بن يعمر، ونصر بن عاصم، وأخذ عنهم وعن
غيرهم من العلماء الكبار بالبصرة وغيرها علماً جماً؛ حتى تقدّم في القراءة،
وانتقل إلى بغداد، وانقطع إلى يزيد بن منصور الحميري خال ولد الخليفة
المهدي، وطالت صحبته له؛ فنُسب إليه، ثم بسببه صار مؤدباً لأولاد المهدي،
ثم اتصل بالرشيد؛ فكلّفه تأديب ابنه المأمون.
ونشأ أبو إسحاق في بيت الخلافة، وأخذ عن أبيه، وعن أبي زيد الأنصاري، والأصمعي، وغيرهما.
ولأبي إسحاق كتب منها: و"ما اتفق لفظه واختلف معناه" مطبوع على نقص فيه،
ومن كتبه المفقودة: "مصادر القرآن" وصل فيه إلى سورة الحديد، و"بناء الكعبة"، والنقط والشكل، والمقصور والممدود.
أثنى أبو عبد الله الذهبي على كتابه "ما اتفق لفظه واختلف معناه" فقال: (وهو نهاية في فنِّه، يكون مجلّدين).
13: الحسين بن داوود المصيصي المحتسب المعروف بسُنيد (ت:226هـ)
- قال أبو الحجاج المزي: (اسمه الحسين، وسُنيد لقبٌ غلب عليه).
روى عن: حماد بن زيد، وشريك بن عبد الله النخعي، وعبد الله بن المبارك،
وهشيم بن بشير، وإسماعيل بن علية، ووكيع بن الجراح، وسفيان بن عيينة، وحجاج
بن محمد المصيصي، والمعتمر بن سليمان، وأبي تميلة يحيى بن واضح، وفرج بن
فضالة، وغيرهم.
وروى عنه: ابنه جعفر، ويعقوب بن شيبة السدوسي، وابن ديزيل، وأبو بكر
الأثرم، وابن أبي خيثمة، وأبو حاتم الرازي، وأبو زرعة الرازي، وأبو نصر
الخلال، والقاسم بن الحسين، وغيرهم.
- قال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود عن سنيد بن داود؛ فقال: (لم يكن بذاك، كان ينزل الثغر).
- وقال أبو عبد الرحمن النسائي: (الحسين بن داود [يعني سنيداً] ليس بثقة).
- قال الخطيب البغدادي: (لا أعلم أي شيء
غمصوا على سنيد، وقد رأيت الأكابر من أهل العلم رووا عنه، واحتجوا به، ولم
أسمع عنهم فيه إلا الخير، وقد كان سنيد له معرفة بالحديث، وضبط له، فالله
أعلم).
- وقال أبو حاتم الرازي: (بغدادي صدوق).
- وقال أبو بكر الأثرم عن أحمد بن حنبل: (قد كان سنيد لزم حجاجاً قديماً، قد رأيت حجاجاً يملي، وأرجو ألا يكون حدَّث إلا بالصدق). ذكره أبو الحجاج المزي في تهذيب الكمال.
- وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه قال: (رأيت
سنيد بن داود عند حجاج بن محمد، وهو يسمع منه كتاب "الجامع" لابن جريج؛
فكان في كتاب "الجامع": "ابن جريج: أخبرتُ عن يحيى، وأخبرتُ عن الزهري،
وأخبرتُ عن صفوان بن سليم").
قال: (فجعل سنيد يقول لحجاج: قل يا أبا محمد: "ابن جريج عن الزهري"، و"ابن جريج عن يحيى بن سعيد"، و"ابن جريج عن صفوان بن سليم".
وكان يقول له: هكذا).
قال عبد الله: (ولم يحمده أبي فيما رآه يصنع بحجاج، وذمَّه على ذلك).
قال: قال أبي: (وبعض هذه الأحاديث التي كان يرسلها
ابن جريج أحاديث موضوعة، كان ابن جريج لا يبالي من أين أخذها يعني قوله:
أخبرتُ وحدثتُ عن فلان).
- وقال ابن حبان: (كان قد صنَّف التفسير، روى عنه ابنه والناس، ربما خالف).
- وقال أبو عبد الله الذهبي: (الإمام، الحافظ، محدّث الثغر، أبو علي حسين بن داود، ولقبه: سنيد المصيصي، المحتسب، صاحب "التفسير الكبير").
ثم قال: (مشّاه الناس، وحملوا عنه، وما هو بذاك المتقن).
14: سعيد بن منصور بن شعبة الخراساني (ت: 227هـ)
الإمام الحافظ، والمحدث الكبير، طبع له كتاب السنن، وفيه كتاب كبير في التفسير.
أصله
من خراسان، ولد بجوزجان، ونشأ ببلخ، وطوّف في البلدان في طلب العلم ولقي
جماعة من الأئمة الكبار، وحفظ علماً غزيراً، ثم أقام بمصر مدة، وكان له
حلقة في أحد مساجدها الكبار، ثم جاور بمكة حتى مات بها.
روى عن:
الليث بن سعد، ومالك بن أنس، وحماد بن زيد، وعبد الله بن المبارك،
وإسماعيل بن عياش، وهشيم بن بشير، وعبد العزيز بن أبي حازم، وجرير بن عبد
الحميد، وإسماعيل بن علية، وسفيان بن عيينة، وغيرهم كثير.
وروى عنه:
أحمد بن حنبل، وأبو محمد الدارمي، ومسلم بن الحجاج، وأبو داوود السجستاني،
ويعقوب بن سفيان، وأبو بكر الأثرم، وأبو زرعة الرازي، وأبو حاتم الرازي،
وعلي بن عبد العزيز البغوي،
- قال سلمة بن شبيب: (ذكرتُ له [ أي: أحمد بن حنبل ] سعيد بن منصور فأحسن الثناء عليه وفخم أمره). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال حرب بن إسماعيل الكرماني: (كتبت عنه سنة مئتين وتسع عشرة، وأملى علينا نحواً من عشرة آلاف حديث من حفظه، ثم صنف بعد ذلك الكتب وكان موسعاً عليه). ذكره أبو الحجاج المزي في تهذيب الكمال.
- وقال أبو عبد الله الحاكم النيسابوري: (سكن مكة مجاوراً بمكة فنسب إليها، وهو راوية سفيان بن عيينة، وأحد أئمة الحديث، له مصنفات كثيرة متفق على إخراجه في "الصحيحين). رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
15: عبد الغني بن سعيد الثقفي (ت: 227هـ)
من أهل مصر،
ضعّفه ابن يونس، وذكره ابن حبان في الثقات، وله تفسير يرويه عن موسى بن عبد
الرحمن الصنعاني عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس، وموسى متّهم بالكذب،
وذكر ابن حبان أنّ تفسيره موضوع.
وتفسير عبد الغني بن سعيد الثقفي من مصادر الثعلبي في تفسيره.
16: يحيى بن عبد الله بن بكير المصري (ت: 231هـ)
روى عن: حماد بن زيد، ومالك بن أنس، والليث بن سعد، وعبد العزيز بن أبي
سلمة الماجشون، وابن لهيعة، وضمرة بن ربيعة الرملي، وعبد الله بن وهب، وعبد
العزيز بن أبي حازم، وغيرهم.
روى عنه: يحيى بن معين، والبخاري، وبقيّ بن مخلد، ويونس بن عبد الأعلى، ودحيم، وأبو زرعة الرازي، وأبو حاتم الرازي، وغيرهم.
- قال أبو عبد الرحمن النسائي: (ضعيف) وفي موضع آخر: (ليس بثقة).
- قال أبو عبد الله الذهبي: (ولم يقبل الناس من النسائي إطلاق هذه العبارة).
- وقال أيضاً: (قد احتج به صاحبا الصحيحين، وكان غزير العلم، عارفاً بالحديث وأيام الناس، بصيراً بالفتوى).
- وقال أبو حاتم الرازي: (يكتب حديثه ولا يحتج به، وكان يفهم هذا الشأن).
وقد أكثر ابن أبي حاتم في تفسيره من رواية تفسير سعيد بن جبير الذي كتبه
لعبد الملك بن مروان من طريق أبي زرعة الرازي عن يحيى عن ابن لهيعة عن
عطاء بن دينار عن سعيد.
17: محمد بن أبي بكر بن عليّ بن عطاء المقدمي (ت:234هـ)
مولى ثقيف، روى عن حماد
بن زيد، وإسماعيل بن علية، ويزيد بن زريع، ويزيد بن هارون، وجعفر بن
سليمان الضبعي، وأبي داوود الطيالسي، وأبي عوانة اليشكري، ووهب بن جرير بن
حازم، وغيرهم.
وروى عنه البخاري، ومسلم، وأبو حاتم الرازي، وأبو زرعة الرازي، وإسماعيل بن إسحاق القاضي، وعبد الله بن الإمام أحمد، وغيرهم.
- قال أبو زرعة البصري: بصريٌّ ثقة.
- قال الذهبي في ترجمة شيخ خراسان الحسن بن سفيان الشيباني(ت:303هـ): (سمع
تصانيف أبي بكر بن أبي شيبة منه، وأكثر " المسند " من إسحاق، وكتاب "
السنن " من أبي ثور، " والتفسير " من محمد بن أبي بكر المقدمي).
18: محمد بن حاتم بن ميمون المروزي(ت:235هـ)
أصله من مرو، وانتقل إلى بغداد، وكان يُعرف بالسمين.
روى عن: عبد الله بن إدريس الأودي،
وإسماعيل بن علية، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ووكيع بن
الجراح، وسفيان بن عيينة، وغيرهم.
وروى عنه: مسلم في صحيحه، وأبو داوود، وأحمد بن يحيى البلاذري، وغيرهم.
- قال أحمد بن محمد الجعفي: سمعت يحيى [يعني ابن معين] يقول: (محمد بن حاتم بن ميمون كذاب). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال أبو الحسن الدارقطني: (محمد بن حاتم بن الميمون السمين بغدادي ثقة، أصله مروزي).
- وقال أبو حفص الفلاس: (ليس بشيء).
- ووثقه ابن حبان، وابن عديّ،
- قال عبدان بن صالح الأنطاكي: سمعت أحمد بن حنبل، يقول: (جعل يحيى بن سعيد القطان لابن أبي خدويه، ولمحمد بن حاتم السمين، كل يوم ثلاثين حديثاً). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال ابن سعد: (استخرج كتاباً في تفسير القرآن كتبه الناس ببغداد).
- وقال البخاري: (توفي في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ومائتين).
19: أبو بكر عبد الله بن محمد ابن أبي شيبة الكوفي (ت: 235هـ)
وأبو شيبة اسمه إبراهيم بن عثمان بن خوستي العبسي بالولاء.
الإمام المحدث الكبير، ولد سنة 159هـ، ونشأ أبو بكر بالكوفة، وأخذ عن جماعة من علمائها، وعلماء البصرة، ثم استكثر من الشيوخ جداً.
روى عن: شريك بن عبد الله النخعي، وأبي
الأحوص سلام بن سليم، وأبي معاوية الضرير، وعبد الله بن المبارك، وعبد الله
بن إدريس الأودي، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن
مهدي، وأبي خالد سليمان بن حيان الأحمر، ووكيع بن الجراح، وأبي داوود
الطيالسي، وغيرهم.
وروى عنه: أحمد بن حنبل، والبخاري،
ومسلم، وأبو داوود، وابن ماجه، وبقيّ بن مخلد، وأبو زرعة الرازي، وأبو حاتم
الرازي، وإبراهيم الحربي، وابن أبي الدنيا، وأبو يعلى الموصلي، وغيرهم
كثير جداً.
وقد كان حافظاً فهِماً وَرِعاً، كثير الشيوخ، واسع المعرفة، يعدّ مع
كبار الحفاظ أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني وأضرابهم.
وبيته بيت علم، فجدّه أبو شيبة كان قاضي واسط، وأبوه كان على قضاء فارس
لكنه لم يعمّر، مات سنة (ت:182هـ)، وترك شباباً أيفاعاً قد جدّوا في طلب
العلم، وكلهم من أهل الحديث فأجلّهم وأحفظهم أبو بكر، ثم أخوه عثمان وهو
حافظ محدث ثقة، ثم القاسم معدود من المحدثين وقد تُكلّم فيه.
وبقي في ذريّتهم علم وفضل؛ فلأبي بكر ابن يقال له إبراهيم حافظ محدّث، وابن أخيه أبو جعفر محمد بن عثمان من المحدّثين المعروفين.
- قال عثمان بن سعيد الدارمي: سمعت يحيى الحِمّاني يقول: (أولاد ابن أبي شيبة من أهل العلم، كانوا يزاحموننا عند كل محدّث). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال عبد الله بن أسامة الكلبي: حدثنا عبد الله بن أبي زياد، عن أبي عبيد القاسم بن سلام، قال: (انتهى
الحديث إلى أربعة: إلى أبي بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن
معين، وعلي ابن المديني؛ فأبو بكر أسردهم له، وأحمد أفقههم فيه، ويحيى
أجمعهم له، وعلي أعلمهم به). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال صالح بن محمد البغدادي: (أعلم من أدركتُ بالحديث وعلله علي ابن المديني، وأعلمهم بتصحيف المشايخ يحيى بن معين، وأحفظهم عند المذاكرة أبو بكر بن أبي شيبة). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال أبو حفص الفلاس: (ما رأيت أحداً أحفظ من أبي بكر بن أبي شيبة، قدم علينا مع علي بن المديني، فسرد للشيباني أربعمئة حديث حفظاً وقام). ذكره أبو الحجاج المزي في تهذيب الكمال.
- وقال الخطيب البغدادي: (كان متقناً، حافظاً، مكثراً، صنف المسند، والأحكام، والتفسير، وقدم بغداد، وحدث بها).
طبع من كتبه: المصنف، والمسند، والإيمان، والمغازي، والأدب.
وأما كتابه في التفسير فمفقود.
20: عبد الله بن يحيى بن المبارك اليزيدي (ت: 237 هـ)
أبو عبد الرحمن، أخذ عن أبيه، وعن الفراء، وكان معدوداً من متقدمي أصحابه.
- قال أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب: (ما رأيت في أصحاب الفراء أعلم من عبد الله بن أبي محمد اليزيدي، وهو أبو عبد الرحمن، وخاصة في القرآن ومسائله). رواه الخطيب البغدادي.
- قال الخطيب البغدادي: (كان أديباً عالماً، عارفاً بالنحو واللغة).
طبع من كتبه: كتاب "غريب القرآن وتفسيره"، و"إقامة اللسان على المنطق".
وذكر من كتبه: كتاب في الوقف والابتداء، وكتاب في النحو.
21: إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي(ت:238هـ) المعروف بابن راهويه
الإمام الحافظ الفقيه، ولد سنة 161هـ، ونشأ بخراسان، وسمع من ابن
المبارك وهو صغير، ثم طوّف في البلدان لطلب العلم، فحصّل حديثاً كثيراً
جداً، وتفقّه حتى ناظر الفقهاء من أمثال الشافعي وأحمد، وحصّل علماً غزيراً
مباركاً.
روى عن: سفيان بن عيينة، ووكيع، وجرير
بن عبد الحميد، وابن علية، وعبد الله بن وهب، ومعتمر بن سليمان، وأبي بكر
ابن عياش، وعبد الرزاق، والنضر بن شميل، وغيرهم.
وروى عنه: البخاري، ومسلم، والترمذي، ومحمد بن نصر المروزي، وغيرهم كثير.
- قال أبو الفضل أحمد بن سلمة: سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: قال لي عبد
الله بن طاهر: لم قيل لك ابن راهوي؟ وما معنى هذا؟ وهل تكره أن يقال لك
هذا؟
قال: (اعلم أيها الأمير أنَّ أبي ولد في طريق؛ فقالت المراوزة: راهوي، لأنه ولد في الطريق، وكان أبي يكره هذا، وأما أنا فلست أكرهه). رواه الخطيب البغدادي.
وكان كثير الكتابة حتى روي عنه أنّ في كتبه مئة ألف حديث يحفظها عن ظهر قلب، وله كتاب في التفسير مفقود، وقد حصّل نسخاً كثيرة في التفسير.
- قال أحمد بن حفص السعدي: ذكر أحمد بن حنبل - وأنا حاضر - إسحاق بن
راهويه؛ فكره أحمد أن يقال: راهويه، وقال: إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وقال: (لم يعبر الجسر إلى خراسان مثل إسحاق، وإن كان يخالفنا في أشياء، فإن الناس لم يزل يخالف بعضهم بعضاً). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال حنبل بن إسحاق: سمعت أبا عبد الله، وسئل عن إسحاق بن راهويه، فقال: (مثل إسحاق يسأل عنه؟!! إسحاق عندنا إمام من أئمة المسلمين). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال علي بن خشرم: حدثنا ابن فضيل، عن ابن شبرمة، عن الشعبي، قال: (ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا، ولا حدثني رجل بحديث قط إلا حفظته، ولا أحببت أن يعيده علي).
قال: فحدثنا بهذا الحديث إسحاق بن راهويه، فقال: تعجب من هذا؟
قلت: نعم.
قال: (كنتُ لا أسمع شيئاً إلا حفظتُه، وكأني أنظر إلى سبعين ألف حديث، أو قال: أكثر من سبعين ألفاً في كتبي). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال أبو داود الخفاف: سمعت إسحاق بن راهويه، يقول: (كأني أنظر إلى مائة ألف حديث في كتبي، وثلاثين ألفاً أسردها). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال أبو الفضل أحمد بن سلمة: سمعت أبا حاتم محمد بن إدريس الرازي،
يقول: ذكرت لأبي زرعة إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وحفظه للأسانيد والمتون،
فقال أبو زرعة: ما رؤي أحفظ من إسحاق.
قال أبو حاتم: والعجب من إتقانه وسلامته من الغلط مع ما رزق من الحفظ.
قال أحمد بن سلمة: فقلت لأبي حاتم: إنه أملى التفسير عن ظهر قلبه!
فقال أبو حاتم: (وهذا أعجب، فإنَّ ضبط الأحاديث المسندة أسهل، وأهون من ضبط أسانيد التفسير وألفاظها). رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- قال الخطيب البغدادي: (كان أحدَ أئمة
المسلمين، وعلماً من أعلام الدين، اجتمع له الحديث والفقه والحفظ والصدق
والورع والزهد، ورحل إلى العراق والحجاز واليمن والشام).
طبع له كتاب المسند، وأما كتاب التفسير فمفقود، وقد ذكره ابن حجر في المعجم المفهرس.
- قال محمد بن أحمد بن أبي أسلم: حدثنا إسحاق بن راهويه قال: (قرأت على أبي قرة في تفسيره عن ابن جريج). رواه ابن أبي حاتم.
وساق ابن أبي حاتم من هذا الطريق روايات كثيرة.
وروى تفسير جويبر عن الضحاك من طريق محمد بن يزيد الواسطي.
وتفسير ورقاء عن مجاهد من طريق شبابة بن سوار.
وتفسير شبل بن عباد عن ابن أبي نجيح عن مجاهد من طريق روح بن عبادة.
وتفسير جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير من طريق جرير بن عبد الحميد عن أشعث بن سوار.
وتفسير عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير من طريق شيخه جرير بن عبد الحميد.
- وقال أبو عبد الله الحاكم النيسابوري بعد أن خرّج
حديثاً: (هذا حديثٌ صحيحٌ، وله طرقٌ عن أبي إسحاق، ولم يخرجاه، وكان من
حقّنا أن نخرّجه في كتاب الوضوء؛ فلم نقدر؛ فلمّا وجدتُ الإمامَ إسحاق
الحنظليّ خرّج طرقه عند قوله: {رجالٌ لا تلهيهم تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذكر
الله} اتّبعته).
فهذا مما يدلّ على أنّ تفسير إسحاق بن راهويه كان متداولاً في زمن الحاكم.
22: عثمان بن محمد بن أبي شيبة العبسي(ت:239هـ)
روى عن: شريك بن عبد الله النخعي، وأبي الأحوص، وابن علية، وجرير بن عبد الحميد، وسفيان بن عيينة، وهشيم بن بشير، وغيرهم كثير.
وروى عنه: البخاري، ومسلم، وأبو داوود، وابن ماجة، وإبراهيم الحربي، وأبو القاسم البغوي، وغيرهم كثير.
وكان واسع الرواية، حافظاً، كثير الحديث، وكان أسنّ من أخيه أبي بكر.
- قال فضلك الرازي: سألت يحيى بن معين عن محمد بن حميد الرازي، فقال: (ثقة).
وسألته عن عثمان بن أبي شيبة، فقال: (ثقة).
فقلت: من أحب إليك: ابن حميد، أو عثمان؟
فقال: (ثقتين، أمينين، مأمونين). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال أحمد: ما علمت إلا خير، وأثنى عليه.
- وقال أبو حاتم الرازي صدوق.
- وقال أبو عبد الله الذهبي: (كان من كبار الحفاظ كأخيه. رحل إلى الحجاز، والري، والبصرة، والشام، وبغداد، وصنف المسند، والتفسير، وغير ذلك).
- وقال أيضاً: (وكان لا يحفظ القرآن، وإذا جاء منه شيء صحف في بعض الأحايين).
- وقال إبراهيم بن عبد الله الخصاف: قرأ علينا عثمان بن أبي شيبة في التفسير: {فلما جهزهم بجهازهم جعل} السفينة، فقيل له: إنما هو {السقاية} فقال: (أنا وأخي أبو بكر لا نقرأ لعاصم). رواه الدارقطني في كتاب "التصحيف" كما في تهذيب الكمال لأبي الحجاج المزي.
ذكر أبو عبد الله الذهبي أنه صنّف في التفسير.
- وقال ابن أبي حاتم: سُئل أبى عن عثمان بن أبى شيبة؛ فقال: (كان أكبر من أبى بكر، إلا أنَّ أبا بكر صنّف ما كان يطلب، وعثمان لم يصنّف).
- وقال مغلطاي في إكمال تهذيب الكمال: (ذكر
عبد الغني أنه صنف "المسند" و "التفسير"، له ذكر عند أبي حاتم أنّ أخاه
صنف المسند والتفسير له، ذكر عن أبي حاتم أن أخاه صنف، وأنه هو لم يصنف،
ولم ينبه المزي على ذلك فينظر).
- وقال ابن النديم في الفهرست: (له من الكتب: كتاب السنن في الفقه، كتاب التفسير، كتاب العين، كتاب المسند).
وذكر أيضاً أنّ لابنه محمد أبي جعفر كتباً كثيرة منها كتاب في التفسير، وكتاب في فضائل القرآن.
لكن ابن النديم ليس ممن يُعتمد قوله، ولا أعلم أحداً من المتقدمين قبله
ذكر أنّ لعثمان بن أبي شيبة كتاباً في التفسير، وأما رواياته في كتب
التفسير المسندة فليست بالكثرة التي تدلّ على أنّ له كتاباً في التفسير.
23: صفوان بن صالح بن صفوان الثقفي الدمشقي (ت: 239هـ تقريباً)
مؤذن المسجد الجامع بدمشق، وهو مولى ثقيف، وكان صدوقاً حافظاً، واسع الرواية.
روى عن: الوليد بن مسلم فأكثر، وعن سفيان بن عيينة، وضمرة بن ربيعة، ومروان بن معاوية الفزاري، ووكيع بن الجراح، وشعيب بن رزيق، وغيرهم.
وروى عنه: أبو داوود السجستاني، وبقيّ بن مخلد، وأبو زرعة الدمشقي، وأبو زرعة الرازي، وأبو حاتم الرازي، ويعقوب بن سفيان، وغيرهم.
كان شيخه الوليد بن مسلم راوية أهل الشام في زمانه؛ فأخذ عنه صفوان تفاسير قيّمة منها:
- تفسير مقاتل بن حيان، وكان الوليد يرويه عن بكير بن معروف عن مقاتل.
- وتفسير قتادة من طريق سعيد بن بشير، وخليد بن دعلج.
- وتفسير زهير بن محمد التميمي(ت:162هـ)، وكانت تروى عنه مسائل في
التفسير، وله روايات عن عطاء بن أبي رباح، وزيد بن أسلم، وعطاء بن يسار
وغيرهم، وقد روى عنه الوليد بن مسلم، ومن طريقه صفوان بن صالح.
- ومسائل في التفسير عن مكحول من طريق سعيد بن عبد العزيز التنوخي، وكان سعيد لا يكتب، فالظن أن الذي كتبها هو شيخه الوليد بن مسلم.
وروى صفوان أيضاً تفسير عطاء الخراساني من طريق شيخه شعيب بن رزيق عنه.
وله روايات أخرى متفرقة في كتب التفسير المسندة.
24: أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني (ت: 241هـ)
إمام أهل
السنة، له كتب طبع منها: المسند، والزهد، وفضائل الصحابة، وأصول السنة،
والرد على الجهمية والزنادقة، والعلل ومعرفة الرجال، والأسامي والكنى،
والأشربة، والصلاة.
واستخرجت له كتب مما روي عنه من المسائل منها كتاب الورع من تصنيف أبي بكر الخلال.
وقد ذكر أبو إسحاق الزجاج وابن القيم أنّ للإمام
أحمد كتاباً في التفسير، ونقل منه ابن القيم في بدائع الفوائد مسائل
مختصرة، فإن كان تفسيره على مثل ما نقل ابن القيم رحمه الله فهو جزء صغير
في التفسير.
لكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مقدمة التفسير: (وكذلك الإمام أحمد وغيره ممن صنف في التفسير يكرر الطرق عن مجاهد أكثر من غيره).
وقد أنكر الذهبي أن يكون للإمام أحمد كتاب كبير في التفسير ولا يشتهر عنه، ولا يروى.
25: أبو كريب محمد بن العلاء بن كريب الهمداني(ت:248هـ)
الحافظ المحدّث الكبير، نشأ بالكوفة، وأدرك جماعة من الأئمة الكبار
المسندين، فحوى علماً غزيراً مباركاً حتّى عدّ من أجمع أهل زمانه لفنون
العلم، وكان له كتب كثيرة دفنها عند موته.
روى عن: عبد الله بن إدريس الأودي، وأبي بكر بن عياش، ويونس بن بكير،
وعبد الله بن المبارك، وهشيم بن بشير، وإسماعيل بن علية، وحفص بن غياث،
وأبو معاوية الضرير، وسفيان بن عيينة الهلالي، وحماد بن أسامة الكوفي،
ويحيى بن آدم، وشعيب بن إسحاق الدمشقي، وغيرهم كثير.
وروى عنه: أحمد بن حنبل، والبخاري، ومسلم، وأبو داوود، والترمذي، وابن
ماجه، والنسائي، وبقيّ بن مخلد، وابن أبي الدنيا، وابن جرير الطبري، وعلي
بن طاهر الرازي، وعلي بن الحسين بن الجنيد، وأبو ميسرة الهمذاني، وغيرهم
كثير جداً.
- وقال حجاج بن الشاعر: سمعت أحمد بن حنبل يقول: (لو
حدّثتُ عن أحدٍ ممن أجاب -يعني في المحنة - لحدَّثتُ عن اثنين: أبو معمر،
وأبو كريب؛ أما أبو معمر فلم يزل بعد ما أجاب يذمّ نفسه على إجابته
وامتحانه، ويحسّن أمر الذي لم يجبْ ويغبطهم، وأما أبو كريب فأُجريَ عليه
ديناران، وهو محتاج؛ فتركهما لما علم أنه أجرى عليه لذلك). رواه ابن عساكر.
- وقال محمد بن عبد الله بن نمير: (ما بالعراق أكثر حديثا من أبي كريب الهمداني، ولا أعرف بحديث بلدنا منه). رواه ابن عساكر.
- وقال أبو عمرو أحمد بن نصر الخفاف: (ما رأيت من المشايخ بعد إسحاق بن إبراهيم أحفظ من أبي كريب). رواه ابن عساكر.
- وقال الخطيب البغدادي: (كان أبو كريب من الشيوخ الكبار الصادقين الأبرار).
- وقال مطيَّن: (أوصى أبو كريب بكتبه أن تدفن، فدفنت). ذكره أبو عبد الله الذهبي في تاريخ الإسلام، وسير أعلام النبلاء، ثم قال: (فعل
هذا بكتبه من الدفن والغسل والإحراق عدة من الحفاظ خوفاً من أن يظفر بها
محدّث قليل الدين؛ فيغيّر فيها، ويزيد فيها، فينسب ذلك إلى الحافظ، أو أنّ
أصوله كان فيها مقاطيع وواهيات ما حدّث بها أبداً، وإنما انتخب من أصوله ما
رواه، وما بقي فرغب عنه، وما وجدوا لذلك سوى الإعدام؛ فلهذا ونحوه دفن
-رحمه الله- كتبه).
26: أبو عبد الله محمد بن حميد بن عبد الله الرازي(ت:248هـ)
روى عن: سلمة بن الفضل الأبرش، وجرير بن
عبد الحميد، وعبد الله بن المبارك، ويعقوب بن عبد الله القمي، وأبي داوود
الطيالسي، وأبي تميلة يحيى بن واضح، وغيرهم كثير.
وروى عنه: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو داوود، والترمذي، وابن ماجه، وابن أبي الدنيا، وابن جرير الطبري، وغيرهم كثير.
وهو من كبار الرواة في الرَّي، وكان حديثه مستقيماً في أوّل الأمر، حتى
أثنى عليه الإمام أحمد ويحيى بن معين وحدثا عنه، وكتبا عنه كتاب يعقوب
القمي، ثمّ تزيَّدَ في الحديث بعد ذلك، وصار يركّب الأسانيد على المتون،
ويسرق الحديث، وشهد عليه أبو زرعة الرازي ومحمد بن مسلم بن وارة بالكذب،
وقال صالح جزرة: (ما رأيت أحذق بالكذب من: سليمان الشاذكوني، ومحمد بن حميد).
- وقال أبو أحمد العسال: سمعت فضلك يقول: (دخلت على ابن حميد، وهو يركب الأسانيد على المتون).
- قال الذهبي: (آفته هذا الفعل، وإلا فما أعتقد فيه أنه يضع متناً، وهذا معنى قولهم: فلان سرق الحديث).
- قلت: فضلك هو الفضل بن العباس الرازي، وكان مطعوناً عليه بإفساد أحاديث المحدثين، قال أبو داوود: (كان فضلك يدور بدمشق على أحاديث أبي مسهر، وأحاديث الشيوخ يلقنها هشام بن عمار، فيحدثه بها، وكنت أخشى أن يفتق في الإسلام فتقاً).
وأما حميد فقد تركه البخاري والنسائي وابن خزيمة، وأكثر ابن جرير من
الرواية عنه، لكن أكثر ما يروي عنه إنما هي نسخ مما يرويه سلمة بن الفضل عن
ابن إسحاق في المغازي والتفسير، وما يرويه عن يعقوب القمي عن جعفر بن أبي
المغيرة عن سعيد بن جبير، وهي نسخة حسنة في التفسير.
وعن يعقوب عن حفص بن حميد عن عكرمة وشمر بن عطية.
27: أبو حفص عمرو بن علي بن بحر الصيرفي الفلاس(ت:249هـ)
روى عن: يزيد بن زريع العيشي، وعبد الله
بن إدريس الأودي، وابن عليّة، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان،
وعبد الرحمن بن مهدي، ووكيع بن الجراح، وأبي داوود الطيالسي، ويزيد بن
هارون، ووهب بن جرير بن حازم، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، وأبي عاصم
النبيل، وغيرهم كثير.
وروى عنه: البخاري، ومسلم، وأبو داوود، والترمذي، وابن ماجه، وأبو زرعة
الرازي، وأبو حاتم الرازي، والنسائي، وابن جرير الطبري، وغيرهم كثير.
وكان حافظاً متقناً، بصيراً بالعلل، واسع الرواية، كثير الشيوخ، كثير
الكتب، وله روايات كثيرة جداً في كتب التفسير المسندة مما حصّله من نسخ
التفسير، وله كتاب في التفسير ذكره ابن حجر في المعجم المفهرس رواه عنه علي
بن إسماعيل الدقاق(ت:314هـ).
- قال أبو حاتم الرازي: سمعت عباس بن عبد العظيم العنبري يقول: (ما تعلمت الحديث إلا من عمرو بن علي).
- وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: (كان عمرو بن علي أرشق من عليّ بن المديني، وهو بصري صدوق).
- وقال أبو الحسن الدارقطني: (كان من
الحفاظ، وبعض أصحاب الحديث كانوا يفضلونه على علي بن المديني، ويتعصّبون
له، وقد صنف المسند، والعلل، والتاريخ، وهو إمام متقن).
قلت: أما التاريخ، والعلل، فمطبوعان، وأما المسند فمفقود.
وقد ذكر له كتاب في التفسير.
28: عبد الحميد بن حُميد بن نصر الكسّي (ت: 249هـ)
المعروف بعبد بن حميد، وكس بلد بسمرقند.
- قال ياقوت الحموي: (كِسّ: بكسر الكاف، والسين مهملة: محلة كبيرة بسمرقند، يقال لها بالفارسية دروازه كش).
وهي التي ذكرها مالك بن الريب بقوله:
تذكّرني قبــــــــــــاب الترك قومي ... ومبداهم إذا نزلوا سنامـــــــــــــــــــــــــــــــا
وصوت حمـــــــــامة بجبال كِسّ ... دعت مع مطلع الشمس الحَماما
فبتّ لصوتهــــــــــا أرِقاً وباتت ... بمنطقها تراجعني الكلامـــــــــــــــــــــــــــــــا
وعبد
بن حميد هو الإمام الحافظ المفسّر الرحّالة، طوّف في البلدان في طلب
العلم، ولقي جماعة من الأئمة الكبار، وصنّف التفسير، والمسند الكبير.
روى عن: يزيد بن هارون،
ووهب بن جرير بن حازم، وأحمد بن عبد الله بن يونس، والنضر بن شميل، وأبي
أسامة الكوفي، وسليمان بن حرب، وأبي داوود الطيالسي، ويحيى بن آدم، وشبابة
بن سوار، وأبي عاصم النبيل، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وعبد الله بن مسلمة
القعنبي، وعبد الرزاق بن همام، وعفان بن مسلم، وأبي نعيم الفضل بن دكين،
وأبي بكر ابن أبي شيبة، وغيرهم كثير.
وروى عنه: مسلم بن الحجاج، وأبو عيسى الترمذي، وابن جرير الطبري، وعمر بن محمد بن بجير، وابنه محمد، وغيرهم.
- قال ابن حبان: (كان ممن جمع وصنف).
- وقال أبو عبد الله الذهبي: (صنف المسند الكبير الذي وقع لنا منتخبه، والتفسير، وغير ذلك. وكان أحد الحفاظ بما وراء النهر، رحل في حدود المائتين ولقي الكبار).
له كتاب كبير في التفسير، طبعت قطعة منه، وله مسند كبير طبع المنتخب منه.
29: عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل الدارمي(ت:255هـ)
الإمام الحافظ الكبير، صاحب السنن.
روى عن: النضر بن شميل، ويزيد بن هارون،
ومحمد بن يوسف الفريابي، ووهب بن جرير بن حازم، ومحمد بن المبارك الصوري،
وعبد الصمد بن عبد الوارث، وأبي صالح كاتب الليث، وغيرهم كثير.
وروى عنه: مسلم بن الحجاج، وأبو داوود،
وأبو عيسى الترمذي، وأبو زرعة الرازي، وأبو عبد الرحمن النسائي، ومحمد بن
يحيى الذهلي، ومحمد بن بشار بندار، وجعفر بن محمد الفريابي، وعبد الله بن
الإمام أحمد، وغيرهم كثير.
- قال إسحاق بن إبراهيم الوراق: سمعت أبا محمد عبد الله بن عبد الرحمن يقول: (ولدتُ في سنة مات ابن المبارك سنة إحدى وثمانين ومائة). رواه الخطيب البغدادي.
- قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: (عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي إمام أهل زمانه).
- وقال أحمد بن سيار: (عبد الله بن عبد
الرحمن أبو محمد كان حسن المعرفة، قد دوَّن المسند، والتفسير، مات في سنة
خمس وخمسين يوم التروية بعد العصر، ودفن يوم عرفة، وذلك في يوم الجمعة، وهو
ابن خمس وسبعين سنة). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال إسحاق بن محمد بن خلف البخاري: (كنا عند محمد بن إسماعيل، فورد عليه نعيُ عبد الله بن عبد الرحمن، فنكّس رأسه ثم استرجع، وسالت دموعه على خديه، ثم قال:
إن تبق تفجع بالأحبة كلهم ... وفناء نفسك لا أبا لك أفجع).
رواه ابن عساكر.
- قال ابن حبان: (كان من
الحفاظ المتقنين، وأهل الورع في الدين، ممن حفظ وجمع، وتفقَّه وصنَّف،
وحدَّث وأظهر السنة في بلده، ودعا الناس إليها، وذبَّ عن حريمها، وقمع من
خالفها).
- وقال الخطيب البغدادي: (صنَّف المسند، والتفسير، والجامع).
- كتابه في التفسير مفقود، وله في سننه كتاب فضائل القرآن.
30: أبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان السجستاني(ت:255هـ)
إمام جامع البصرة في زمانه، قارئ لغويّ، علامة متفنن، صاحب كتب ومصنفات
كثيرة، صدوق اللسان، على دعابة فيه، وتساهل فيما يتساهل فيه كثير من أهل
الأدب من الأشعار والأخبار التي ينبغي أن يُرغب عنها.
قرأ على يعقوب الحضرمي، وأخذ العربية عن أبي عبيدة معمر بن المثنى، وأبي زيد الأنصاري، والأصمعي، والأخفش، وغيرهم.
وروى الحديث عن: يزيد بن هارون، ووهب بن جرير بن حازم، وأبي عامر العقدي.
روى عنه: أبو داوود، والنسائي، والبزار، وابن خزيمة، ويحيى بن صاعد، وغيرهم.
وأخذ عنه العربية: المبرّد، وابن دريد، وغيرهما.
- ذكره ابن حبان في الثقات وقال: (يروي عن
يزيد بن هارون، وأبى جابر الأزدي، حدثنا عنه أبو عروبة، وشيوخنا، وهو الذي
صنّف في القراءات، وكان فيه دعابة، غير أنى اعتبرتُ حديثه؛ فرأيته مستقيم
الحديث، وإن كان فيه ما لا يتعرّى عنه أهل الأدب).
- وقال ياقوت الحموي: (أصلهم من تستر،
تجروا إلى سجستان وكرمان فأصابوا مالاً، ثم استوطنوا سجستان؛ فرأسوا أهلها
بالمال، وكان أبو حاتم يؤمّ الناس بمسجد الجامع بالبصرة، ويقرأ الكتب على
المنبر، وكان حسن الصوت جهيراً، حافظاً للقرآن، والقراءات، والعروض،
والتفسير، وكان جمَّاعة للكتب حتى إنه لم يكن بالبصرة مثل كتبه، وكان يعنى
باللغة والأخبار).
- وقال أبو عبد الله الذهبي: (كان يتّجر في الكتب، ويعنى بجمعها، وله يد طُولى في اللغات، والشعر، والأخبار، والعروض، واستخراج المعمَّى).
له كتب طبع منها: المذكر والمؤنث،
والنخلة، والفَرْق، وفعلت وأفعلت، وتفسير غريب ما في كتاب سيبويه من
الأبنية، وكتاب المعمرين والوصايا، وكتاب الكرم، والأضداد.
وذكر من كتبه المفقودة: كتاب القراءات، واختلاف المصاحف، وإعراب القرآن، والمقاطع والمبادئ، والإدغام، وغيرها كثير.
31: محمد بن يزيد بن عبد الملك الأسفاطي (ت:255هـ)
روى عن: أبي داوود الطيالسي، وروح بن عبادة، وأبي عاصم النبيل، ويزيد بن هارون، وعلي بن المديني، وغيرهم.
وروى عنه: أبو داوود السجستاني، وأبو عروبة الحراني، وأبو حاتم الرازي، ويحيى بن صاعد، وابن خزيمة، وغيرهم.
- قال أبو حاتم الرازي:
(كان محمد بن يزيد الأسفاطي يحفظ التفسير، ووُلِعَ به، وكان يلقي عليَّ
وعلى أبي زرعة التفسير؛ فإذا ذاكرته بشيء لا يحفظه كان يقول: يا بني
أفدني).
- وقال أبو حاتم أيضاً: كان محمد بن يزيد الأسفاطي يحفظ التفسير؛ فقال لنا يوما: ما تحفظون في قول الله عز وجل: {فنقبوا في البلاد}؟
فبقي أصحاب الحديث ينظر بعضهم إلى بعض فقلت أنا: حدثنا أبو صالح عن معاوية
بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله عزَّ وجل: {فنقبوا في البلاد} قال: (ضربوا في البلاد). فاستحسن.
32: أبو عمرو شمر بن حمدويه الهروي (ت: 255هـ)
من علماء اللغة الكبار.
أخذ عن ابن الأعرابي، والرياشي، وأبي حاتم السجستاني، وأبي نصر الباهلي، وسلمة بن عاصم، وغيرهم.
وطوّف في البلدان في طلب العلم، ولا
سيما علوم العربية، وعني بالأخذ عن أصحاب أبي عمرو الشيباني، وأصحاب أبي
زيد الأنصاري، والنضر بن شميل، والليث بن المظفر، وتتبّع كتبهم، وعني
بضبطها، وسماع دواوين الشعر من وجوه شتّى.
- قال أبو منصور الأزهري:
(ولما ألقى عصاه بهراة ألف كتاباً كبيراً في "اللغات" أسَّسه على الحروف
المعجمة، وابتدأ بحرف الجيم، فيما أخبرني أبو بكر الإيادي وغيره ممن لقيه،
فأشبعه وجوَّده، إلا أنه طوَّله بالشواهد والشعر، والروايات الجمّة عن أئمة
اللغة وغيرهم من المحدثين، وأودعه من تفسير القرآن بالروايات عن المفسرين،
ومن تفسير غريب الحديث أشياء لم يسبقه إلى مثله أحد تقدمه، ولا أدرك شأوه
فيه من بعده.
ولما أكمل الكتاب ضنَّ به في حياته، ولم ينسخه طلابه، فلم يبارك له فيما فعله حتى مضى لسبيله.
فاختزل بعض أقاربه ذلك الكتاب من تركته، واتصل بيعقوب بن
الليث السجزي؛ فقلّده بعض أعماله واستصحبه إلى فارس ونواحيها، وكان لا
يفارقه ذلك الكتاب في سفر ولا حضر، ولما أناخ يعقوب بن الليث بسيب بني
ماوان من أرض السواد، وحطّ بها سواده، وركب في جماعة المقاتلة من عسكره
مقدراً لقاء الموفق وأصحاب السلطان، فجرى الماء من النهروان على معسكره؛
فغرق ذلك الكتاب في جملة ما غرق من سواد العسكر).
قال أبو منصور: (ورأيت
أنا من أول ذلك الكتاب تفاريق أجزاء بخط محمد بن قسورة، فتصفحت أبوابها
فوجدتها على غاية الكمال، والله يغفر لأبي عمرو ويتغمّد زلّته، والضنّ
بالعلم غير محمود ولا مبارك فيه).
- وقال ياقوت الحموي: (ولأبي عمرو من التصانيف غير كتاب الجيم، كتاب غريب الحديث كبير جدا.
وكتاب السلاح، وكتاب الجبال والأودية، وغير ذلك).
- وقال أبو عبد الله الذهبي: (كان كاتب الحكم لأحمد بن حريش القاضي بهراة، وكان من أئمة السنة والجماعة).
33: محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري (ت: 256هـ)
الإمام الجليل صاحب الصحيح.
روى عن: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، وأحمد بن صالح المصري، وأبي
عاصم النبيل، وأبي نعيم الفضل بن دكين، وعفان بن مسلم، وأبي مسهر الغساني،
وعبد الله بن يوسف التنيسي، وموسى بن إسماعيل التبوذكي، وعبد الله بن محمد
المسندي، ومحمد بن بشار بندار، وقتيبة بن سعيد، وسليمان بن حرب، ومحمد بن
المثنى، ومحمد
بن يوسف الفريابي، وأبي الوليد الطيالسي، وأبي بكر الحميدي، وأبي اليمان
الحكم بن نافع، وآدم بن أبي إياس، ويحيى بن بكير، وإبراهيم بن موسى الفراء،
وعبد العزيز الأويسي، وغيرهم كثير جداً.
وروى عنه:
مسلم بن الحجاج، والترمذي، وإبراهيم الحربي، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن نصر
المروزي، وأبو بكر بن أبي داوود، وابن خزيمة، ومحمد بن ومحمد بن هارون
الروياني، وأبو قريش محمد بن جمعة الحافظ، ومحمد بن يوسف الفربري، وومحمود
بن عنبر النسفي، وأبو حامد ابن الشرقي، وغيرهم كثير.
- قال أبو عبد الله الذهبي: (ولد
في شوال سنة أربع وتسعين، وأول سماعة سنة خمس ومائتين، وحفظ تصانيف ابن
المبارك، وحبب إليه العلم من الصغر. وأعانه عليه ذكاؤه المفرط. ونشأ يتيما،
وكان أبوه من العلماء الورعين).
- وقال ابن حبان:
(كان من خيار الناس ممن جمع وصنف ورحل وحفظ وذاكر وحث عليه وكثرت عنايته
بالأخبار وحفظه للآثار مع علمه بالتاريخ ومعرفة أيام الناس ولزوم الورع
الخفي والعبادة الدائمة إلى أن مات رحمه الله).
- وقال الخطيب البغدادي: (رحل في طلب العلم إلى سائر محدثي الأمصار، وكتب بخراسان، والجبال، ومدن العراق كلها، وبالحجاز، والشام، ومصر).
له كتب مطبوعة منها:
الجامع الصحيح، والأدب المفرد، والتاريخ الكبير والأوسط والصغير، والضعفاء
الصغير، والكنى، وخلق أفعال العباد، وجزء القراءة خلف الإمام، ورفع اليدين
في الصلاة، وبرّ الوالدين.
وفي جامعه الصحيح كتاب مفرد في تفسير القرآن، وله معلقات كثيرة في صحيحه في التفسير.
- قال محمد بن أبي حاتم الوراق: (رأيته استلقى على قفاه يوماً ونحن بفربر في تصنيف كتاب "التفسير "وكان أتعب نفسه في ذلك اليوم في كثرة إخراج الحديث). ثم ذكر الخبر.
34: أبو سعيد عبد الله بن سعيد بن حصين الأشج الكندي (ت: 257هـ)
الحافظ
المحدّث الكبير، ولد عام 165هـ تقريباً، ولقي جماعة من أتباع التابعين،
وحدث عنهم: منهم إسماعيل ابن علية، وهشيم بن بشير، وعبد الله بن إدريس،
ووكيع بن الجراح، وغيرهم.
وروى عنه الإمام أحمد والبخاري ومسلم وأصحاب السنن، وابن جرير الطبري، وابن خزيمة، وابن أبي حاتم، وغيرهم.
- قال أبو حاتم الرازي: (هو إمام أهل زمانه).
له كتاب في التفسير على طريقة المحدّثين أخرج منه ابن جرير وابن أبي حاتم روايات كثيرة في تفاسيرهما.
- وقال الذهبي في تاريخ الإسلام: (محدث الكوفة وحافظها في عصره، ومسند وقته، له " التفسير " والتصانيف).
- وقال في سير أعلام النبلاء: (رأيت تفسيره مجلد).
35: أبو مسعود أحمد بن الفرات بن خالد الضّبي الرازي(ت:258هـ)
الحافظ الكبير، صاحب التصانيف.
روى عن: أبي أسامة الكوفي، وأبي داوود
الطيالسي، ويزيد بن هارون، وشبابة بن سوار، وعبد الرزاق بن همام، ومحمد بن
يوسف الفريابي، وأبي اليمان الحكم بن نافع، وأبي نعيم الفضل بن دكين،
وغيرهم كثير.
روى عنه: أبو داوود، وابن أبي عاصم، وعبد الرحمن بن يحيى بن منده العبدي، وغيرهم.
وكان كثير الشيوخ جداً، واسع الرواية، قوي الحفظ.
- وقال أبو عمران الطرسوسي: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: «ما تحت أديم السماء أحفظ لأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبي مسعود». رواه أبو الشيخ الأصبهاني في طبقات المحدّثين بأصبهان.
- وقال إبراهيم بن محمد الطيان: سمعت أبا مسعود يقول:(
كتبت عن ألف وسبع ومئة وخمسين رجلاً، أدخلتُ في تصنيفي ثلاث مئة وعشرة،
وعطّلت سائر ذلك، وكتبت ألف ألف حديث وخمس مئة ألف حديث؛ فأخذت من ذلك ثلاث
مئة ألف في التفسير والأحكام والفوائد وغيره). رواه ابن عساكر.
- قال فضلك الرازي: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يقول: (أحفظ ما رأيت في الدنيا ثلاثة: أبو مسعود أحمد بن الفرات، ومحمد بن مسلم بن وارة، وأبو زرعة الرازي). رواه ابن حبان في الثقات.
- قال أبو الشيخ الأصبهاني: بلغني أنَّ رجلاً قال لأبي مسعود: إنا ننسى الحديث؛ فقال: أيكم يرجع في حفظ حديث واحد خمسمائة مرة؟
قالوا: ومن يقوى على هذا؟
فقال: (لذاك لا تحفظون).
- وقال ابن حبان: (ممن رحل، وجمع، وصنف، وحفظ، وذاكر، وواظب على لزوم السنن، والذبّ عنها، إلى أن مات سنة ثمان وخمسين ومائتين).
- وقال أبو الشيخ الأصبهاني: (من الحفاظ الكبار صنف المسند والكتب الكثيرة).
- وقال الخطيب البغدادي: (وكان قد سافر
الكثير، وجمع في الرحلة بين البصرة والكوفة، والحجاز واليمن، والشام ومصر،
والجزيرة، ولقى علماء عصره، وورد بغداد في حياة أبي عبد الله أحمد بن حنبل،
وذاكر حفاظها بحضرته، وكان أحمد يقدمه ويكرمه، واستوطن أبو مسعود بعد ذلك
أصبهان إلى آخر عمره، وبها كانت وفاته، وروى عنه كافة أهلها علمه، ولا
أعلمه حدث ببغداد شيئا إلا على سبيل المذاكرة).
تكلّم فيه ابن خراش واتّهمه بالكذب، وذبّ عنه ابن عدي، وقال: (الذي قاله ابن خراش لأبي مسعود هو تحامل، ولا أعرف لأبي مسعود رواية منكرة، وهو من أهل الصدق والحفظ).
له كتاب في التفسير رواه عنه عبد الرحمن بن يحيى بن منده، ذكره ابن حجر في المعجم المفهرس.
36: الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني(ت:260هـ)
روى عن: ابن علية، ووكيع بن الجراح، وسفيان بن عيينة، والشافعي، ويزيد
بن هارون، وحجاج بن محمد، ومروان بن معاوية الفزاري، وشبابة بن سوار، وعفان
بن مسلم، وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف، وأسباط بن محمد، وغيرهم.
وتفقّه على الشافعي، وقرأ عليه كتبها كلّها لما قدم الشافعيّ العراق، وكان هو الذي يقرأ في مجلسه.
- قال ابن أبي حاتم: (كتبت عنه مع أبي وهو ثقة، سئل أبي عنه؛ فقال: صدوق).
- وقال ابن حبان: (من أهل بغداد، وزعفرانية التي نسب إليها قرية من السَّواد).
- قال زكريا بن يحيى الساجي: سمعت الحسن بن محمد الزعفراني قال: (قدم
علينا الشافعي واجتمعنا إليه، فقال: التمسوا من يقرأ لكم، فلم يجترئ أحد
يقرأ عليه غيري، وكنت أحدثَ القوم سنّاً، ما كان في وجهي شعرة، وإني لأتعجب
اليوم من انطلاق لساني بين يدي الشافعي، وأتعجب من جسارتي يومئذ؛ فقرأت
عليه الكتب كلها إلا كتابين؛ فإنه قرأهما علينا: كتاب المناسك، وكتاب
الصلاة، ولقد كتبنا كتب الشافعي يوم كتبناها وقرأناها عليه، وإنا لنحسب أنا
في اللعب، وما يحصل في أيدينا شيء، وأنه ضرب من اللعب، ولا نصدّق أنه يكون
آخرَ أمره إلى هذا، وذلك أنه قد كان غلب علينا قول الكوفيين). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال أحمد بن محمد بن الجراح: سمعت الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني
قال: لما قرأت كتاب الرسالة على الشافعي، قال لي: من أي العرب أنت؟
فقلت: ما أنا بعربي، وما أنا إلا من قرية يقال لها: الزعفرانية؛ فقال لي: (فأنت سيّد هذه القرية). رواه الخطيب البغدادي.
له روايات كثيرة في كتب التفسير المسندة.
37: مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري (ت: 261هـ)
الإمام الحافظ المحدث، صاحب الصحيح.
روى عن:
أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهوية، ويحيى بن يحيى النيسابوري، والقعنبي،
وأحمد بن يونس، وسعيد بن منصور، وإبراهيم بن موسى الفراء، وأبي بكر ابن أبي
شيبة، وحفص بن غياث، وغيرهم كثير جداً.
وروى عنه: أبو عيسى الترمذي، وابن خزيمة، وابن صاعد، وأبو عوانة الإسفراييني، وابن أبي حاتم، وغيرهم.
- قال أبو قريش محمد بن جمعة الحافظ: سمعت محمد بن بشار يقول: (حفاظ الدنيا أربعة: أبو زرعة بالري، ومسلم بنيسابور، وعبد الله الدارمي بسمرقند، ومحمد بن إسماعيل ببخارى). رواه الخطيب البغدادي في تاريخه.
له كتب مطبوعة، منها: الصحيح، والتمييز، والمنفردات والوحدان، والكنى والأسماء، ورجال عروة بن الزبير، والطبقات.
وله في صحيحه كتاب في التفسير.
وله كتب كثيرة مفقودة، ذكر أبو عبد الله الحاكم طائفة منها.
38: أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي (ت:268هـ)
الإمام
الحافظ المحدث، مولى عياش بن مطرف القرشي، ولد سنة 190هـ تقريباً، ونشأ
بالريّ نشأة صالحة، ثم طوّف في البلدان في طلب العلم، فأخذي عن أبي بكر بن
أبي شيبة، وإبراهيم بن موسى الفراء، وأبي نعيم الفضل بن دكين، وعبد الله بن
صالح العجلي، وقبيصة بن عقبة السوائي، وأبي الوليد الطيالسي، وعبد الله بن
مسلمة القعنبي، وصفوان بن صالح الدمشقي، وعباس بن الوليد النرسي، وعيسى بن
مينا قالون، وعبد العزيز الأويسي، وغيرهم كثير جداً.
وكان
ورعاً زاهداً، وعالماً حافظاً، بل كان من كبار الحفاظ المذكورين، وجهابذة
العلماء الربانيين، بل من أحفظ أهل الحديث، وأعلمهم بالرجال والأسانيد
والعلل، وكان قد حصّل نسخاً كثيرة في القراءات والتفسير والسنن، وحفظ من
ذلك شيئاً كثيراً جداً، وأكثر ابن أبي حاتم جداً من الرواية عنه في تفسيره،
من النسخ التي حصّلها.
- قال أبو جعفر أحمد بن محمد بن سليمان التستري: سمعت أبا زرعة يقول: (إنَّ
في بيتي ما كتبته منذ خمسين سنة، ولم أطالعه منذ كتبته، وإني أعلم في أي
كتاب هو، في أي ورقة هو، في أي صفحة هو، في أي سطر هو).
قال: وسمعت أبا زرعة يقول: (ما
سمعتْ أذني شيئاً من العلم إلا وعاه قلبي، وإني كنتُ أمشي في سوق بغداد
فأسمع من الغرف صوت المغنيات فأضع إصبعي في أذني مخافة أن يعيه قلبي). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال محمد بن مسلم بن وارة: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: (كلّ حديث لا يعرفه أبو زرعة الرازي ليس له أصل). رواه ابن عدي.
- وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: (ما جاوز الجسرَ أفقهَ من إسحاق بن راهويه، ولا أحفظ من أبي زرعة). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل، يقول: لما قدم أبو زرعة نزل عند أبي فكان كثير المذاكرة له، فسمعت أبي يوما، يقول: (ما صليت غير الفرض، استأثرت بمذاكرة أبي زرعة على نوافلي). رواه الخطيب البغدادي.
- ذكر ابن عبد البر في الانتقاء أنَّ أبا زرعة الرازي قال: (أوَّل
شيء أخذت نفسي بحفظه من الحديث حديث مالك؛ فلما حفظته ووعيته طلبت حديث
الثوري وشعبة وغيرهما، فلما تناهيت في حفظ الحديث نظرت في رأي مالك والثوري
والأوزاعي وكتبت كتب الشافعي).
- وقال أبو علي صالح بن محمد البغدادي: سمعت أبا زرعة يقول: (كتبت عن رجلين مائتي ألف حديث: كتبت عن إبراهيم الفراء مِئَة ألف حديث، وعن ابن أبي شيبة عبد الله مِئَة ألف). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال ابن عدي: سمعت أبا يعلى الموصلي يقول: (ما
سمعنا بذكر أحدٍ بالحفظ إلا كان اسمه أكثر من رؤيته إلا أبو زرعة الرازي،
فإنَّ مشاهدته كانت أعظم من اسمه، وكان لا يرى أحداً من هو دونه في الحفظ
أنه أعرف منه، وكان قد جمع حفظ الأبواب والشيوخ والتفسير وغير ذلك، وكتبنا
بانتخابه بواسط ستة آلاف).
- وقال أبو حاتم الرازي:
(ما خلف بعده مثله علماً وفقهاً، وصيانة وصدقاً، وهذا ما لا يرتاب فيه،
ولا أعلم من المشرق والمغرب من كان يفهم من هذا الشأن بمثله، ولقد كان في
هذا الأمر بسبيل).
- وقال الخطيب البغدادي:
(كان إماماً ربانياً، متقناً، حافظاً، مكثراً صادقاً، قدم بغداد غير مرة،
وجالس أحمد بن حنبل وذاكره، وحدَّث، فروى عنه من البغداديين: إبراهيم بن
إسحاق الحربي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وقاسم بن زكريا المطرز).
- قال ابن حبان: (كان أحد أئمة الدنيا في الحديث، مع الدين والورع، والمواظبة على الحفظ والمذاكرة، وترك الدنيا وما فيه الناس).
- قال أبو
بكر ابن شاذان الرازي: سمعت أبا جعفر التستري، يقول: حضرت أبا زرعة - يعني
الرازي - بماشهران، وكان في السَّوْق [أي الاحتضار]، وعنده أبو حاتم، ومحمد
بن مسلم، والمنذر بن شاذان، وجماعة من العلماء، فذكروا حديث التلقين وقوله
صلى الله عليه وسلم: ((لقنوا موتاكم لا إله إلا الله)).
قال:
فاستحيوا من أبي زرعة وهابوا أن يلقنوه، فقالوا: تعالوا نذكر الحديث، فقال
محمد بن مسلم: حدثنا الضحاك بن مخلد، عن عبد الحميد بن جعفر، عن صالح، وجعل
يقول، ولم يجاوز.
وقال أبو حاتم: حدثنا بندار، قال: حدثنا أبو عاصم، عن عبد الحميد بن جعفر، عن صالح، ولم يجاوز، والباقون سكتوا.
فقال أبو
زرعة - وهو في السَّوق- : حدثنا بندار، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا
عبد الحميد بن جعفر، عن صالح بن أبي عريب، عن كثير بن مرة الحضرمي، عن معاذ
بن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة))
وتوفي رحمه الله). رواه الخطيب البغدادي.
وقد حصّل أبو زرعة الرازي نسخاً كثيرة في التفسير أخرج منها ابن أبي حاتم في تفسيره فأكثر جداً، ومنها:
1- تفسير
سعيد بن جبير الذي كتبه لعبد الملك بن مروان، وقد رواه من طريق يحيى بن
عبد الله بن بكير قال: حدثنا ابن لهيعة عن عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير.
وروى عن سعيد بن جبير من طرق أخرى متعددة.
2- وتفسير عكرمة مولى ابن عباس من طريق إبراهيم بن موسى الفراء، عن زكريا بن أبي زائدة عن داوود بن أبي هند عن عكرمة.
3- وتفسير الضحاك بن مزاحم، رواه من طريق منجاب بن الحارث التميمي، قال: حدثنا بشر بن عمارة الخثعمي، عن أبي روق الهمداني عن الضحاك.
4- وتفسير الحسن البصري من طرق عدة.
5- وتفسير سعيد بن أبي عروبة عن قتادة من طريق العباس بن الوليد البصري عن يزيد بن زيع عن سعيد.
6- وتفسير سعيد بن بشير الأزدي عن قتادة، من طريق صفوان بن صالح الدمشقي قال: حدثنا الوليد بن مسلم الدمشقي، قال: حدثني سعيد بن بشير.
7- وتفسير مكحول الدمشقي، من طريق دحيم، عن أبي إسحاق الفزاري، عن صبيح مولى بني مروان عن مكحول.
8- وتفسير أسباط بن نصر عن السدي، رواه من طريق عمرو بن حماد القناد.
9- وتفسير أبي رجاء الحدّاني، من طريق محمد بن المنهال البصري، عن يزيد بن زريع، عن أبي رجاء.
- قال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول: (سألت
محمد بن المنهال أن يقرأ عليّ تفسير أبي رجاء ليزيد بن زريع؛ فأملى عليّ
من حفظه نصفه، ثم أتيتُه يوماً آخر بعدَ كَم؛ فأملى عليَّ من حيث انتهى؛
فقال: خذ!! فتعجبت من ذلك، وكان يحفظ حديث يزيد بن زريع).
10- وتفسير عطاء الخراساني من طريق صفوان بن صالح، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا شعيب بن رزيق عن عطاء الخراساني.
11- وتفسير مقاتل بن حيان من طريق صفوان بن صالح الدمشقي قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: أخبرني بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان.
12- وتفسير ابن جريج، من طريق إبراهيم بن موسى الفراء، عن زكريا ابن أبي زائدة عن ابن جريج.
وغيرها كثير.
تنبيه:
وأبو زرعة
الرازي وإن لم يصنّف كتاباً في التفسير إلا أنّ له عناية بتحصيل نسخ
التفسير، وكان يحفظها عن ظهر قلب، حسن المعرفة بعلل متونها وأسانيدها،
واختلاف الرواة فيها، وهذا كان حال كثير من أئمة أهل الحديث في طلبهم لعلم
التفسير؛ فإنّ تحصيل معاني القرآن الكريم من أوّل ما كانوا يعنون به من
أبواب العلم، ولا سيما تحصيل النسخ التفسيرية المشتهرة في زمانهم بالإسناد،
وقراءتها على العلماء.
وهذا مما يدلّ على أنّ تقصّي رواة النسخ التفسيرية أمر متعسّر جداً.
39: محمد بن يزيد ابن مـاجـة القزويني (ت: 273هـ)
الإمام الحافظ الكبير صاحب السنن، مولى ربيعة، ولد سنة 209هــ وطوّف البلدان في طلب العلم، ولقي جماعة من الأئمة الكبار.
روى
عن: علي بن محمد الطنافسي، وأبي بكر ابن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن
نمير، ومصعب بن عبد الله الزبيري، وهشام بن عمار، وإبراهيم بن المنذر
الحزامي، وغيرهم كثير جداً.
وروى عنه: أبو الحسن بن القطان، وأبو الطيب أحمد بن روح البغدادي، ومحمد بن عيسى الأبهري، وغيرهم.
- قال القاضي أبو يعلى الخليلي: (كان أبوه يزيد يعرف بماجه، وولاؤه لربيعة).
- وقال أيضاً: ( ثقة كبير، متفق عليه، محتج به، له معرفة بالحديث وحفظ، وله مصنفات في السنن، والتفسير، والتأريخ). ذكرهما الذهبي - وقال أبو القاسم الرافعي: (وهو
إمام من أئمة المسلمين كبير متقن، مقبول بالاتفاق، صنف التفسير والتاريخ
والسنن، وتقرن سننه بالصحيحين، وسنن أبي داوود، والنسائي، وجامع الترمذي). - وقال أبو الحجاج المزي: (صاحب كتاب "السنن "ذو التصانيف النافعة والرحلة الواسعة). له كتاب في التفسير يعزو إليه أبو الحجاج المزي كثيراً في تهذيب الكمال.
40: عبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري (ت:276هـ)
العلامة الأديب المتفنن، صاحب التصانيف النافعة.
أصله
من مرو، وأقام بالدينور مدّة وولي القضاء بها فنُسب إليه، ثم سكن بغداد،
وولي المظالم بالبصرة مدّة، ثم عاد إلى بغداد واستقرّ بها مشتغلاً بالكتابة
والتصنيف إلى أن مات رحمه الله.
روى عن: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن زياد الزيادي، ومحمد بن يحيى القطعي، ومحمد بن خالد ابن خداش، وغيرهم، وهو مقلّ من الحديث.
وأخذ اللغة عن أبي حاتم السجستاني، والعباس بن الفرج الرياشي، وأبي سعيد الضرير، وغيرهم. وله كتب كثيرة مرغوب فيها، طبع منها نحو عشرين كتاباً، ومنها كتاب غريب القرآن، وكتاب تأويل مشكل القرآن.
وروى عنه: ابنه أحمد قاضي مصر، وعبيد الله السكري، وإبراهيم بن محمد الصائغ، وعبد الله بن جعفر بن درستويه، وأحمد بن مروان الدينوري، وغيرهم.
- قال الخطيب البغدادي: (كان ديناً ثقة فاضلاً).
- وقال أبو عبد الله الذهبي: (ولي قضاء الدينور، وكان رأسا في اللغة والعربية والأخبار، وأيام الناس).
تكلّم فيه الحاكم واتّهمه بالكذب، وقال البيهقي: كان يرى رأي الكرامية.
وذبّ عنه الحافظ العلائي، وقال: (لا يصح عنه وليس في كلامه ما يدل عليه ولكنه جار على طريقة أهل الحديث في عدم التأويل).
- وقال أبو منصور الأزهري: (ما
رأيت أحداً يدفعه عن الصدق فيما يرويه عن أبي حاتم السجزي، والعباس بن
الفرج الرياشي، وأبي سعيد المكفوف البغدادي؛ فأما ما يستبد فيه برأيه من
معنى غامض أو حرف من علل التصريف والنحو مشكل، أو حرف غريب، فإنه ربما زل
فيما لا يخفى على من له أدنى معرفة، وألفيته يحدس بالظن فيما لا يعرفه ولا
يحسنه، ورأيت أبا بكر ابن الأنباري ينسبه إلى الغفلة والغباوة وقلة
المعرفة، وقد ردّ عليه قريباً من ربع ما ألّفه في "مشكل القرآن").
قلت:
هذا من أعدل ما قيل فيه من غير أن يُنسب إلى الغباوة، ومع ذلك فله صواب
كثير يُحمد له، وتنبيه على مواضع من التفسير والشرح وبيان المشكل قلّ من
يتفطّن له وينبّه عليها.
41: بقيُّ بن مخلد بن يزيد الأندلسي القرطبي (ت: 276هـ)
الإمام
العابد المحدّث الكبير، طوّف البلدان ماشياً على قدميه، وكان يكثر الصيام،
ويجتزئ بقليل الطعام، ولقي الإمام أحمد، ويحيى بن معين، وابن أبي شيبة،
وغيرهم من أعلام الحديث، وكبار المسندين، وجمع المسند الذي يعدّ أكبر مسند
عرفه أهل العلم، لكنه مفقود، وقد طبعت مقدمته، وكتاب الحوض والكوثر منه.
وعاد إلى الأندلس بعلم عظيم، واشتغل بالعبادة، والتعليم، لكنّه أوذي وامتحن محنة شديدة، من متعصبة المذاهب في الأندلس:
- قال أبو بكر ابن العربي: (وأعظم
من امتُحن على أيديهم من أفاضل العلماء، ولقي كل مكروه منهم "بَقِيّ بن
مَخْلَد"، وكادت نفسه تذهب وتمزق كلّ ممزق، لولا الأمير في ذلك الوقت، فإنه
تثبت في أمره، وطالع ما عنده فاستحسنه، وكان من جملة الذي أتى به من علم
الحديث مسند ابن أبي شيبة، فأمر الأمير بمطالعة ما عنده والأخذ عنه، فانصرف
الناس إلى "بقيّ" قليلاً قليلاً، وأخذ عنه الحديث وما نقل عن الأئمة.
وطالت الأيام، فعاد ما كان منكراً عندهم مألوفاً، وما اعتقدوه كفراً وزندقة
إيماناً وديناً حقّاً).
وله كتاب في
التفسير مفقود، بالغ ابن حزم في الثناء عليه حتى فضّله على تفسير ابن
جرير، ونقل منه السهيلي في الروض الأنف، وابن عبد البر في الاستذكار،
- قال ابن عبد البر: (ومن
أراد أن يقف على أقاويل العلماء في قوله عز وجل فلما تجلى ربه للجبل
فلينظر في تفسير بقي بن مخلد ومحمد بن جرير وليقف على ما ذكرا من ذاك ففيما
ذكرا منه كفاية وبالله العصمة والتوفيق)
- وقال ابن حزم: (وفي
تفسير القرآن كتاب أبي عبد الرحمن بقي بن مخلد؛ فهو الكتاب الذي أقطع
قطعاً لا أستثني فيه أنه لم يؤلف في الإسلام تفسيرٌ مثله، ولا تفسير محمد
بن جرير الطبري ولا غيره).
42: يعقوب بن سفيان بن جوان الفارسي الفسوي (ت: 277هـ)
الإمام الحافظ، صاحب كتاب "المعرفة والتاريخ"، وله كتب أخرى في تاريخ البصرة، والكوفة، وغيرها.
- قال عن نفسه: (كتبت عن ألف شيخ وكسر، كلهم ثقات). ذكره ابن عساكر.
- قال ابن عساكر: (صنّف كتاب «التاريخ والمعرفة» فأكثر فائدته، وصنّف غيره من الكتب. وكان كثير الشيوخ واسع الرحلة).
- وقال أبو عبد الله الذهبي: (طوف الأقاليم، وسمع ما لا يوصف كثرة).
- قال محمد بن يزيد العطار: سمعت يعقوب الفسوي قال: (كنت
أكثر النسخ بالليل، وقلَّت نفقتي، فجعلت أستعجل، فنسخت ليلة حتى تصرم
الليل، فنزل الماء في عيني، فلم أبصر السراج؛ فبكيت على انقطاعي، وعلى ما
يفوتني من العلم، فاشتد بكائي، فنمت، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في
النوم، فناداني: يا يعقوب بن سفيان لم بكيت؟
فقلت: يا رسول الله ذهب بصري، فتحسرت على ما فاتني من كتب سنتك، وعلى الانقطاع عن بلدي.
فقال: ادن مني. فدنوت منه، فأمرَّ يده على عيني كأنه يقرأ عليهما، ثم استيقظت، فأبصرت، وأخذت نسخي، وقعدت في السراج أكتب). رواه ابن عساكر.
ذُكر له كتاب في التفسير.
ذُكر له كتاب في التفسير مفقود.
43: محمد بن عيسى بن سورة الترمذي (ت: 279هـ)
الإمام الحافظ المحدّث صاحب الجامع والشمائل وغيرهما، مولى بني سليم، أصله من بوغ قرب ترمذ.
روى عن:
محمد بن إسماعيل البخاري، وقتيبة بن سعيد، وأبي مصعب الزهري، وعلي بن حجر
السعدي، وأبي كريب محمد بن العلاء، ومحمود بن غيلان، وهناد بن السري،
وغيرهم كثير.
وروى عنه: حماد بن شاكر، والهيثم بن كليب الشاشي، والربيع بن حيان الباهلي، وغيرهم.
- قال أبو عبد الله الذهبي: (كتابه الجامع يدل على تبحره في هذا الشأن، وفي الفقه، واختلاف العلماء. ولكنه يترخص في التصحيح والتحسين، ونفسه في التخريج ضعيف).
- وقال أيضاً: (اختلف فيه، فقيل: ولد أعمى، والصحيح أنه أضر في كبره، بعد رحلته وكتابته العلم).
- وقال ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان: (محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك الترمذي الحافظ أبو عيسى الضرير، صاحب الجامع والتفسير، أحد الأئمة الأعلام).
مات بترمذ سنة 279هـ.
طبع من كتبه: الجامع، والشمائل المحمدية، والعلل الكبير والصغير، تسمية أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي جامعه أبواب في تفسير القرآن.
44: أبو يحيى جعفر بن محمد بن الحسن الزعفراني (ت:279هـ)
روى عن: الحسن
بن محمد الزعفراني، وإبراهيم بن موسى الفراء، وإبراهيم بن المنذر الحِزامي،
ومحمد بن حميد، وسريج بن يونس، وسهل بن عثمان العسكري، وغيرهم.
وروى عنه: ابن المنذر في تفسيره، وابن أبي حاتم، وإسماعيل بن محمد الصفار، وعبد الصمد بن علي الطستي، وأبو سهل بن زياد القطان، وغيرهم.
- قال ابن أبي حاتم: (المعروف بالتفسيري، سمعت منه وهو صدوق).
- وقال الدارقطني: صدوق.
- قال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة فقلت له: الفضل الصائغ أحفظ أو أبو يحيى الزعفراني؟
فقال: (الفضل أحفظ للمسند، وأبو يحيى أحفظ للتفسير).
45: إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم الأزدي (ت:282هـ)
القاضي المالكي، ولد سنة 199هـ، ونشأ بالبصرة، وكتب حديث مالك ويحيى بن
سعيد الأنصاري، وحفظ أقوال أهل المدينة، وتفقه على أصحاب الإمام مالك، وشرح
مذهبه ولخّصه، ونشره في العراق، واستوطن بغداد، وتولى القضاء بها إلى أن
مات.
- قال ابن المنتاب: سمعت إسماعيل القاضي، قال: (دخلت يوما على يحيى بن
أكثم وعنده قوم يتناظرون في الفقه، وهم يقولون: قال أهل المدينة، فلما رآني
مقبلاً، قال: (قد جاءت المدينة) رواه الخطيب البغدادي.
وله كتب في علوم القرآن منها: كتاب أحكام القرآن وهو مطبوع، وكتاب في
القراءات، وكتاب في معاني القرآن، وقد روى الخطيب البغدادي عن طلحة بن محمد
بن جعفر الشاهد أنّ أبا بكر بن مجاهد كان يثني على هذين الكتابين.
وله مسند مفقود.
- قال الخطيب البغدادي في تاريخه: (وكان
إسماعيل فاضلاً، عالماً، متقناً، فقيهاً على مذهب مالك بن أنس، شرح مذهبه
ولخصه واحتج له، وصنف " المسند"، وكتباً عدة في علوم القرآن، وجمع حديث
مالك، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وأيوب السختياني، واستوطن بغداد قديماً،
وولي القضاء بها؛ فلم يزل يتقلَّده إلى حين وفاته).
- وقال طلحة بن محمد بن جعفر الشاهد: (إسماعيل
بن إسحاق كان منشؤه بالبصرة، وأخذ الفقه على مذهب مالك عن أحمد بن المعدل،
وتقدم في هذا العلم حتى صار علما فيه، ونشر من مذهب مالك وفضله ما لم يكن
بالعراق في وقت من الأوقات، وصنف في الاحتجاج لمذهب مالك والشرح له ما صار
لأهل هذا المذهب مثالا يحتذونه، وطريقا يسلكونه وانضاف إلى ذلك علمه
بالقرآن، فإنه ألف في القرآن كتبا تتجاوز كثيراً من الكتب المصنفة فيه،
فمنها كتابه " في أحكام القرآن "، وهو كتاب لم يسبقه أحد من أصحابه إلى
مثله، ومنها كتابه " في القراءات "، وهو كتاب جليل القدر عظيم الخطر، ومنها
كتابه " في معاني القرآن "، وهذان الكتابان شهد بفضله فيهما واحد الزمان
ومن انتهى إليه العلم بالنحو واللغة في ذلك الأوان، وهو أبو العباس محمد بن
يزيد المبرد، ورأيت أبا بكر بن مجاهد يصف هذين الكتابين وسمعته مرات لا
أحصيها يقول: سمعت أبا العباس المبرد، يقول: القاضي أعلم مني بالتصريف،
وبلغ من العمر ما صار واحداً في عصره في علوّ الإسناد؛ لأن مولده كان سنة
تسع وتسعين ومائة، فحمل الناس عنه من الحديث الحسن ما لم يحمل عن كبير أحد.
وكان الناس يصيرون إليه فيقتبس منه كل فريق
علما لا يشاركه فيه الآخرون، فمن قوم يحملون الحديث، ومن قوم يحملون علم
القرآن والقراءات والفقه إلى غير ذلك مما يطول شرحه، فأما سداده في القضاء،
وحسن مذهبه فيه وسهولة الأمر عليه فيما كان يلتبس على غيره فشيء شهرته
تغنى عن ذكره، وكان في أكثر أوقاته وبعد فراغه من الخصوم متشاغلا بالعلم،
لأنه اعتمد على كتابه أبي عمر محمد بن يوسف، فكان يحمل عنه أكثر أمره من
لقاء السلطان، وينظر له في كل أمره، وأقبل هو على الحديث والعلم). رواه الخطيب البغدادي.
46: الحسين بن الفضل بن عمير البجلي (ت:282 هـ)
روى عن: يزيد بن هارون، وشبابة بن سوار، وهوذة بن خليفة، وعفان بن مسلم، وأبي الوليد الطيالسي، وغيرهم.
وروى عنه: محمد بن صالح بن هانئ، ومحمد بن علي العدل، وعلي بن حمشاذ العدل، وغيرهم.
قال عنه الذهبي: (المفسر الأديب إمام عصره في معاني القرآن).
ولد سنة 178هـ، ونشأ بالكوفة، وتعلّم بها حتى حذق، واستقدمه الأمير عبد
الله بن طاهر سنة 217هـ إلى خراسان بإذن من الخليفة المأمون، وابتاع له
داراً ليعلّم الناس فيها، فبقي يعلّم ويُفتي إلى أن توفي سنة 282هـ، وقد
جاوز المئة بأربع سنين.
- قال إبراهيم بن مضارب بن إبراهيم: سمعت أبي يقول: (كان علم الحسين بن الفضل بالمعاني إلهاما من الله تعالى، فإنه كان تجاوز حدّ التعليم). رواه الحاكم في تاريخ نيسابور كما في تاريخ الإسلام للذهبي.
- وقال محمد بن أبي القاسم المذكر: سمعت أبي يقول: (لو كان الحسين بن الفضل في بني إسرائيل لكان ممن يذكر في عجائبهم). رواه الحاكم في تاريخ نيسابور كما في تاريخ الإسلام للذهبي.
له كتاب في التفسير مفقود، وهو من مصادر الثعلبي في تفسيره، وما نقله
عنه الثعلبي يدلّ على أنّه لم يكن يقتصر على الرواية، بل كان مجتهداً في
تحرير المعاني.
- قال أبو عبد الله الحاكم: (كان إمام عصره
في معاني القرآن، لقد أنزله عبد الله بن طاهر في الدار التي ابتاعها له
سنة سبع عشرة ومئتين؛ فبقي فيها يعلم الناس العلم إلى أن مات، خمساً وستين
سنة، ومات وله مِئَة وأربع سنين). ذكره ابن حجر في لسان الميزان.
47: سهل بن عبد الله التستري (ت: 283هـ)
أبو
محمد، شيخ الصوفية في زمانه، كان على طريقة الصوفية الأوائل كالحارث
المحاسبي، وذي النون المصري، وأضرابهما، على أغلاط ومخالفات للسنة لم يعرَ
منها كثير من المتصوفة.
روى عن خاله محمد بن سوار البصري.
ولم يكن سهلٌ مكثراً من الحديث، ولا معدوداً من أهله، بل ربما روى الموضوعات البيّن وضعها من غير معرفة بها، لكنّه كان معظماً للحديث والسنة، مجلاً لأهل الحديث. وكان
أكثر ما تُكتبت عنه أقواله، وقد عني بكتابتها وجمعها جماعة، وجمع أبو بكر
محمد بن أحمد البلدي(ت:505هـ) أقواله في التفسير، ورتّبها على السور
والآيات، وزاد عليها ما رواه عن غيره من الأخبار وهو قليل، والله أعلم بصحة
نسبة تلك الأقوال إلى سهل؛ فإنه كثيراً ما ينقلها عنه مرسلة من غير إسناد.
وقد طبع هذا الكتاب الذي جمعه أبو بكر البلدي لسهل التستري في التفسير باسم "تفسير القرآن العظيم"، وهو تفسير على طريقة الصوفية.
-
قال القاضي أبو سعيد الخليل بن أحمد السجزي: سمعت أبا محمد أحمد بن محمد
بن الليث قاضي بلدنا يقول: جاء سهل بن عبد الله التستري إلى أبي داود
السجستاني - رحمهما الله - فقيل: يا أبا داود، هذا سهل بن عبد الله جاءك
زائراً؛ فرحَّب به، وأجلسه؛ فقال له سهل: يا أبا داود لي إليك حاجة.
قال: وما هي؟
قال: حتى تقول قد قضيتها مع الإمكان.
قال: نعم.
قال: (أخرج إليَّ لسانك الذي تحدّث به أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبّله).
قال: (فأخرج إليه لسانه فقبّله). ذكره أبو الحجاج المزي في تهذيب الكمال.
- وقال أبو عبد الله الذهبي: (كان من أعيان الشيوخ في زمانه، يعدّ مع الجنيد، وله كلام نافع في التصوف والسنة وغير ذلك).
وذكر حضّه على طلب الحديث والتمسك بالسنة ثم قال: (هكذا كان مشايخ الصوفية في حرصهم على الحديث والسنة، لا كمشايخ عصرنا الجهلة البطلة الأكلة الكسلة).
- قال أبو بكر الجوربي: سمعت أبا محمد سهل بن عبد الله، يقول:
(أصولنا ستة أشياء: التمسك بكتاب الله تعالى، والاقتداء بسنة رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وأكل الحلال، وكف الأذى، واجتناب الآثام والتوبة،
وأداء الحقوق). رواه أبو نعيم في الحلية.
48: أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم الحربي(ت:285هـ)
ولد سنة 198هـ، أصله من مرو، والحربي لقب لقّب به لأنه صحب قوماً بالكرخ
في طلب الحديث وكان عندهم أن من جاز القنطرة العتيقة من الحربيّة؛ فغلب
عليه هذا اللقب، وقد نشأ ببغداد، وأخذ عن جماعة من كبار العلماء فيها، ولقي
الإمام أحمد وله عنه مسائل، وكان يعلّم عبد الله بن الإمام أحمد الفرائض
في حياة أبيه.
وروى عن: أبي نعيم الفضل بن دكين، وعفان بن مسلم، وأحمد بن حنبل، وعبد الله بن صالح العجلي، ومسدد بن مسرهد، وعلي بن الجعد، وغيرهم.
وروى عنه: أبو بكر ابن أبي داوود
السجستاني، ويحيى بن صاعد، وأبو بكر ابن الأنباري، وأبو عمر الزاهد غلام
ثعلب، وأبو بكر بن مالك القطيعي، وغيرهم.
- قال الخطيب البغدادي: (كان إماماً في
العلم، رأساً في الزهد، عارفاً بالفقه، بصيراً بالأحكام، حافظاً للحديث،
مميزاً لعلله، قيماً بالأدب، جمّاعاً للغة، وصنّف كتباً كثيرة منها: غريب
الحديث، وغيره، وكان أصله من مرو).
- قال أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب: سُئل إبراهيم الحربي عن مقاتل بن سليمان؛
فذكر كلامه فيه إلى أن قال إبراهيم: (وإنما
جمع مقاتل بن سليمان تفسير الناس وفسر عليه من غير سماع، ولو أن رجلاً جمع
تفسير معمر عن قتادة، وشيبان عن قتادة كان يحسن أن يفسر عليه).
قال إبراهيم: (لم أدخل في تفسيري منه شيئاً). رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد.
وهذا يدل على أنّ له تفسيراً، وكان كثير الكتب، روي أنه مكث عشرين سنة كالمنقطع للكتابة.
- قال أبو أحمد بن عدي: سمعت أبا عمران الأشيب يقول: قال رجل لإبراهيم الحربي: كيف قويت على جميع هذه الكتب؟
قال: فغضب، وقال: (بلحمي ودمي، بلحمي ودمي). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال أبو عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد: سمعت ثعلباً، يقول: (ما فقدتُ إبراهيم الحربي من مجلس لغة أو نحو خمسين سنة!). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال القاضي محمد بن إسحاق الملحمي: سمعت عبد الله بن أحمد، يقول: كان أبي يقول: (امضِ إلى إبراهيم الحربي حتى يلقى عليك الفرائض). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال أبو عبد الرحمن السلمي عن أبي الحسن الدارقطني سئل عن إبراهيم الحربي فقال: (كان إماماً، وكان يقاس بأحمد بن حنبل في زهده، وعلمه، وورعه).
- وقال عبيد الله بن أبي الفتح عن أبي الحسن الدارقطني أنه قال: (أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي إمام مصنف عالم بكل شيء، بارع في كل علم، صدوق). رواه الخطيب البغدادي.
له كتب طبع منها: غريب الحديث، وإكرام الضيف، ورسالة في أنّ القرآن غير مخلوق،
وقد ذُكر من كتبه: كتاب سجود القرآن، ومناسك الحج، والهدايا، والحمّام وآدابه، وذمّ الغيبة، والنهي عن الكذب، وغيرها.
وقد تقدّم حديثه عن تفسيره، على أنّه ربما يكون قد عنى أصله في التفسير؛
فإنّ كثيراً من المحدّثين كانت لهم أصول في التفسير، وإن لم يخرجوها في
كتاب مصنف.
48: أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم الحربي(ت:285هـ)
ولد سنة 198هـ، أصله من مرو، والحربي لقب لقّب به لأنه
صحب قوماً بالكرخ في طلب الحديث وكان عندهم أن من جاز القنطرة العتيقة من
الحربيّة؛ فغلب عليه هذا اللقب، وقد نشأ ببغداد، وأخذ عن جماعة من كبار
العلماء فيها، ولقي الإمام أحمد وله عنه مسائل، وكان يعلّم عبد الله بن
الإمام أحمد الفرائض في حياة أبيه.
وروى عن: أبي نعيم الفضل بن دكين، وعفان بن مسلم، وأحمد بن حنبل، وعبد الله بن صالح العجلي، ومسدد بن مسرهد، وعلي بن الجعد، وغيرهم.
وروى عنه: أبو بكر ابن أبي داوود
السجستاني، ويحيى بن صاعد، وأبو بكر ابن الأنباري، وأبو عمر الزاهد غلام
ثعلب، وأبو بكر بن مالك القطيعي، وغيرهم.
- قال الخطيب البغدادي: (كان إماماً في
العلم، رأساً في الزهد، عارفاً بالفقه، بصيراً بالأحكام، حافظاً للحديث،
مميزاً لعلله، قيماً بالأدب، جمّاعاً للغة، وصنّف كتباً كثيرة منها: غريب
الحديث، وغيره، وكان أصله من مرو).
- قال أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب: سُئل إبراهيم الحربي عن مقاتل بن سليمان؛
فذكر كلامه فيه إلى أن قال إبراهيم: (وإنما
جمع مقاتل بن سليمان تفسير الناس وفسر عليه من غير سماع، ولو أن رجلاً
جمع تفسير معمر عن قتادة، وشيبان عن قتادة كان يحسن أن يفسر عليه).
قال إبراهيم: (لم أدخل في تفسيري منه شيئاً). رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد.
وهذا يدل على أنّ له تفسيراً، وكان كثير الكتب، روي أنه مكث عشرين سنة كالمنقطع للكتابة.
- قال أبو أحمد بن عدي: سمعت أبا عمران الأشيب يقول: قال رجل لإبراهيم الحربي: كيف قويت على جميع هذه الكتب؟
قال: فغضب، وقال: (بلحمي ودمي، بلحمي ودمي). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال أبو عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد: سمعت ثعلباً، يقول: (ما فقدتُ إبراهيم الحربي من مجلس لغة أو نحو خمسين سنة!). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال القاضي محمد بن إسحاق الملحمي: سمعت عبد الله بن أحمد، يقول: كان أبي يقول: (امضِ إلى إبراهيم الحربي حتى يلقى عليك الفرائض). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال أبو عبد الرحمن السلمي عن أبي الحسن الدارقطني سئل عن إبراهيم الحربي فقال: (كان إماماً، وكان يقاس بأحمد بن حنبل في زهده، وعلمه، وورعه).
- وقال عبيد الله بن أبي الفتح عن أبي الحسن الدارقطني أنه قال: (أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي إمام مصنف عالم بكل شيء، بارع في كل علم، صدوق). رواه الخطيب البغدادي.
له كتب طبع منها: غريب الحديث، وإكرام الضيف، ورسالة في أنّ القرآن غير مخلوق،
وقد ذُكر من كتبه: كتاب سجود القرآن، ومناسك الحج، والهدايا، والحمّام وآدابه، وذمّ الغيبة، والنهي عن الكذب، وغيرها.
وقد تقدّم حديثه عن تفسيره، على أنّه ربما يكون قد عنى أصله في التفسير؛
فإنّ كثيراً من المحدّثين كانت لهم أصول في التفسير، وإن لم يخرجوها في
كتاب مصنف.
49: أبو العباس محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الثمالي(ت:285هـ) الملقّب بالمبرّد
ولد سنة 210هـ، ونشأ بالبصرة، وأخذ عن جماعة من علمائها اللغة والأدب، ثم استقرّ ببغداد.
أخذ عن: أبي عمر الجرمي، أبي عثمان المازني، وأبي حاتم السجستاني، وغيرهم.
وأخذ عنه: أبو إسحاق الزجاج، ويموت بن المزرع، وأبو بكر الصولي، ونفظويه، وأبو علي الطوماري، وغيرهم.
- قال الخطيب البغدادي: (شيخ أهل النحو، وحافظ علم العربية، كان من أهل البصرة فسكن بغداد).
- وقال أبو سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي: سمعت أبا بكر بن مجاهد، يقول: (ما رأيت أحسن جواباً من المبرّد في معاني القرآن، فيما ليس فيه قول لمتقدم). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال أبو منصور الأزهري:
(ومن هذه الطبقة من العراقيين أبو العباس أحمد بن يحيى الشيباني: الملقب
بثعلب، وأبو العباس محمد بن يزيد الثمالي الملقب بالمبرد، وأجمع أهل هذه
الصناعة من العراقيين وغيرهم أنهما كانا عالمي عصرهما، وأن أحمد بن يحيى
كان واحد عصره، وكان محمد بن يزيد أعذب الرجلين بياناً وأحفظهما للشعر
المحدث، والنادرة الطريفة، والأخبار الفصيحة، وكان من أعلم الناس بمذاهب
البصريين في النحو ومقاييسه).
- وقال ياقوت الحموي: (كان حسن المحاضرة، فصيحاً بليغاً، مليح الأخبار، ثقة فيما يرويه، كثير النوادر، فيه ظرافة ولباقة).
طبع من كتبه: ما
اتفق لفظه واختلف معناه من القرآن المجيد، والكامل في اللغة والأدب،
والفاضل، والمقتضب، والتعزية والمراثي، ونسب عدنان وقحطان، والبلاغة،
والقوافي، والمذكر والمؤنث، وشرح لامية العرب، ورسالة في أعجاز أبيات تغني
في التمثيل عن صدورها.
وذُكر من كتبه: كتاب في معاني القرآن، وكتاب إعراب القرآن، واحتجاج القراء، وغيرها كثير.
50: أبو يحيى زكريا بن داود بن بكر الخفاف النيسابوري(ت:286هـ)
روى عن: إسحاق بن راهويه، ويحيى بن يحيى النيسابوري، وأبي مصعب الزهري، وعلي بن الجعد، وأبي بكر ابن أبي شيبة، وابن أبي عمر المكي، وغيرهم.
وروى عنه: أبو حاتم الرازي، وابنه عبد
الرحمن صاحب التفسير، وابن المنذر، وأبو حامد ابن الشرقي، ومحمد بن صالح بن
هانئ، ومحمد بن داود بن سليمان، وعلي بن عيسى.
- قال ابن أبي حاتم: (سمعت منه، وهو صدوق ثقة).
- قال أبو عبد الله الحاكم النيسابوري: (هو أبو يحيى الخفاف، المقدم في عصره، صاحب التفسير الكبير). ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام.
51: أبو يزيد يوسف بن يزيد بن كامل القراطيسي(ت:287هـ)
مولى آل عبد العزيز بن مروان، وكان عالم مصر، ومفتيها، ومسندها في
زمانه، ذُكر أنه ولد سنة 184هـ، ونشأ بمصر، وأخذ عن جماعة من كبار العلم
فيها، وممن وفد إليها، وروى عن غيرهم.
- قال أبو الحجاج المزي: (رأى جنازة عبد الله بن وهب، ورأى محمد بن إدريس الشافعي).
روى عن: أصبغ بن الفرج، نعيم بن حماد، وأسد بن موسى، وعبد الله بن صالح المصري كاتب الليث، وحجاج بن إبراهيم الأزرق، وغيرهم.
وروى عنه: أبو عبد الرحمن النسائي، وأبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، وأبو بشر الدولابي، وابن أبي حاتم، وعلي بن محمد العسكري، وغيرهم.
- قال ابن يونس المصري: (يكنى أبا يزيد،
ثقة، كان معمّراً قد رأى الشافعيَّ، بلغت سنّه مائة سنة إلا أربعة أشهر،
وكان ثقة صدوقاً، ويقال: إنه ولد في آخر سنة أربع وثمانين ومائة، وتوفى في
ربيع الأول سنة سبع وثمانين ومائتين).
- قال أحمد بن سعيد الصدفي: سمعت أحمد بن خالد [الجبّاب] يقول:
(يوسف بن يزيد القراطيسي من أوثق الناس، ولم أر مثله، ولا لقيت أحدا إلا
وقد لُيّنَ، أو تُكُلِّمَ فيه إلا يوسف بن يزيد، ويحيى بن أيوب العلاف).
- قال الصدفي: (ورفع من شأن يوسف).
ذكره ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب.
وأحمد بن سعيد بن حزم الصدفي(ت:350هـ) يُعرف بالمنتجالي، وهو من علماء الأندلس ومحدّثيهم، قال فيه الذهبي: (صنَّف تاريخاً في المحدثين بلغ فيه الغاية).
- قال الحافظ أحمد بن خالد الجبّاب: (أبو يزيد القراطيسي من أوثق الناس، لم أر مثله، ولا لقيت أحداً إلا وقد مُسَّ أو تُكُلِّمَ فيه إلا هو ويحيى بن أيوب العلاف).
ذكره أبو عبد الله الذهبي وقال: (ورفع أحمد الجباب من شأن القراطيسي).
وأحمد الجباب (ت:322هـ) من علماء الأندلس، من تلاميذ بقيّ بن مخلد، حافظ محدّث فقيه يفتي على مذهب مالك.
وأبو يزيد القراطيسي أحد رواة تفسير عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، رواه عن
شيخه أصبغ بن الفرج عن عبد الرحمن، وهي نسخة كبيرة في التفسير، أخرج منها
ابن أبي حاتم في تفسيره روايات كثيرة جداً.
52: هود بن محكم الهواري (ت: 290هـ تقريباً)
خارجي إباضي، عاش في القرن الثالث الهجري، واختلف في سنة وفاته.
له كتاب تفسير الكتاب العزيز، مطبوع، وهو مختصر لتفسير يحيى بن سلام البصري.
53: عبد الرحمن بن محمد بن سلم الرازي(ت:291هـ)
نشأ بالريّ ثم انتقل إلى أصبهان، وتولى إمامة الجامع بأصبهان.
روى عن: سهل بن عثمان، وعبد العزيز بن يحيى، والحسين بن عيسى الزهري، وغيرهم.
وروى عنه: القاضي أبو أحمد العسال، وأبو القاسم الطبراني، وأبو الشيخ الأصبهاني، وعبد الرحمن بن محمد بن سياه، وغيرهم.
- قال أبو نعيم الأصبهاني: (مقبول القول، حدّث عن العراقيين وغيرهم الكثير، صاحب التفسير، والمسند).
- وقال أبو عبد الله الذهبي: (كان من أوعية العلم، صنف "المسند"، و"التفسير"، وغير ذلك).
54: أبو العباس أحمد بن يحيى بن زيد الشيباني(ت:291هـ) المعروف بثعلب
أخذ عن: محمد بن سلام الجمحي، ومحمد بن زياد ابن الأعرابي، وسلمة بن عاصم، وغيرهم.
وروى عن: إبراهيم بن المنذر الحزامي، وعبيد الله بن عمر القواريري، والزبير بن بكار، وغيرهم.
- قال أبو بكر الزبيدي: حدثني عمي قال: سمعت أحمد بن يحيى يقول: (في
سنة تسع ومئتين طلبتُ اللغة والعربيةَ، وفي سنة ست عشرة ومئتين؛ ابتدأتُ
النظر في حدود الفرَّاء وسنِّي ثمان عشرة سنة، وبلغتُ خمسًا وعشرين سنة وما
بقي عليَّ مسألةٌ للفرَّاء إلَّا وأنا أحفظُها وأحفظ موضعها من الكتاب،
ولم يبق شيءٌ من كتب الفراء في هذا الوقت إلا وقد حفظته).
- وقال أبو منصور الأزهري: (كان
أحمد بن يحيى حافظاً لمذهب العراقيين، أعني الكسائي والفراء والأحمر، وكان
عفيفاً عن الأطماع الدنية، متورعاً من المكاسب الخبيثة.
أخبرني المنذري أنه اختلف إليه سنة في سماع كتاب "النوادر" لابن الأعرابي، وأنه كان في أذنه وقر، فكان يتولى قراءة ما يسمع منه).
قال: (وكتبت عنه من أماليه في "معاني القرآن" وغيرها أجزاء كثيرة، فما عرض ولا صرّح بشيء من أسباب الطمع).
- وقال أبو بكر ابن مجاهد المقرئ: قال لي ثعلب:
اشتغل أصحاب القرآن بالقرآن ففازوا، واشتغل أهل الفقه بالفقه ففازوا،
واشتغل أصحاب الحديث بالحديث ففازوا، واشتغلت أنا بزيد وعمرو، فليت شعري
ماذا يكون حالي في الآخرة؟
قال: فانصرفت من عنده، فرأيت تلك الليلة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لي: أقرئ أبا العباس عني السلام، وقل له: (إنك صاحب العلم المستطيل). ذكر الخطيب البغدادي طرفاً من هذا الخبر، وذكره بتمامه ياقوت الحموي في معجم الأدباء، والذهبي في تاريخ الإسلام.
- وقال الخطيب البغدادي: (كان ثقة حجة، ديناً صالحاً، مشهوراً بالحفظ، وصدق اللهجة، والمعرفة بالغريب، ورواية الشعر القديم، مقدماً عند الشيوخ مذ هو حَدَث).
طبع من كتبه: الفصيح، وشرح ديوان زهير بن أبي سلمى، وشرح ديوان الخنساء، وشرح ديوان الأعشى، ومجالسه.
وطبع منسوباً إليه كتاب "قواعد الشعر" ولا يصحّ عنه.
وذكر من كتبه: كتاب في معاني القرآن، وكتاب في القراءات، وكتاب الوقف والابتداء، وغيرها.
وفي مجالسه كلام في مسائل تتعلق بمعاني القرآن، وقد جُمعت أقواله في التفسير وطبعت في كتاب.