30 Jun 2024
الدرس الرابع: تصنيف المسائل
وترتيبها
من المهارات الأساسية في التفسير تصنيف المسائل وترتيبها.
والمسألة اسم لما يصحّ أن يُسأل عنه، وقد تكون المسألة منصوصاً عليها في كلام المفسرين،
وقد يستخرجها الطالب من الآيات القرآنية أو من كلام المفسرين.
وينبغي
لطالب في العلم في تلخيص الدروس وفي البناء العلمي أن يبرز أسماء المسائل بعنوان
مناسب، حتى يسهل عليه تصنيفها وترتيبها وفهرستها، وليستعين بفهارس المسائل على
معرفة مدى تقدّمه في استكمال بنائه العلمي.
المسائل
المتعلّقة بالآية في كتب التفسير على أصناف:
- فأما
المسائل التي تتعلق بعلوم السورة فهي سبب نزولها، وتاريخ نزولها، ومقصد السورة، وفضلها،
ونحو ذلك من المسائل التي غالباً ما تذكر في أوّل السورة، وقد تذكر في بعض آياتها إذا
كان لها تعلّق ظاهر بهذه المسائل.
-
وأما المسائل التي تتعلق بعلوم الآية نفسها فهي مقصد الآية، وقراءاتها، ووقوفها،
وفواصلها، وسبب نزولها إن كان لها سبب نزول خاص، وفضل الآية، ومناسبتها لما قبلها،
وناسخها ومنسوخها، وأحكامها، وغير ذلك من علوم القرآن المتصلة بالآية.
وهي
على أنواع:
النوع الأول: المسائل التي تستخرج بالدلالات اللغوية، كبيان معاني الحروف
والمفردات، والتراكيب اللغوية، وذلك أنّ القرآن نزل بلسان عربي مبين، وأوّل ما تكون
معرفة معاني الكلام العربي بمعرفة معاني الحروف والمفردات والتراكيب والأساليب
اللغوية على الوضع العربي.
والنوع الثاني: المسائل المأثورة بطريق النقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أو السلف الصالح، مما لا
تكفي فيه الدلالة اللغوية المجردة، وإنما العمدة فيها على النقل، وذلك له أمثلة منها:
1:
تعيين المراد ببعض المفردات والتراكيب والأساليب إذا كانت تحتمل في اللغة معاني
متعددة وورد النص أو الأثر على تعيين المراد بها.
وكثير
من المفردات تتعلق بها مسألتان: بيان المعنى اللغوي للمفردة، وبيان المراد بها في
الآية.
مثال
ذلك: "النبأ" في قوله تعالى: {عمّ يتساءلون . عن النبأ العظيم} تتعلق به
مسألتان:
الأولى:
معنى "النبأ" لغة: وهو الخبر الذي له شأن.
والثانية:
المراد بهذا النبأ؛ وقد اختُلف فيه على أقوال: فقيل هو القرآن، وقيل: هو البعث،
وقيل: هو بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته.
2: ومنها بيان المراد بالمبهمات، كتعيين المراد بالصاحب في قول الله تعالى: {إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا} ، وهو أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
3: ومنها أمور غيبية يتبيّن معنى الآية بذكرها، ومن أمثلتها:
- حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت} ». متفق عليه.
- وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « إذا أحب الله عبدا نادى جبريل: إني قد أحببت فلانا فأحبه، قال: فينادي في السماء، ثم تنزل له المحبة في أهل الأرض، فذلك قول الله: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا}، وإذا أبغض الله عبدا نادى جبريل: إني قد أبغضت فلانا، فينادي في السماء ثم تنزل له البغضاء في الأرض ». رواه أحمد والترمذي وأصله في الصحيحين.
والنوع الثالث: المسائل التي تستخرج بالدلالات الأصولية، كدلالات المنطوق والمفهوم، والنصّ والظاهر، والمجمل والمبيّن،
والمطلق والمقيّد، والعام والخاص، والمحكم والمتشابه.
والنوع الرابع: المسائل التي تستخرج بالدلالات البيانية،
وهي التي يُعنى بها في التفسير البياني كدلالات الإعراب، والصيغة
الصرفية للمفردة، واشتقاقها، والدلالات البيانية لتراكيب الجمل، والإضافة، والحذف
والذكر، والتقديم والتأخير، والتعريف والتنكير، والفصل والوصل، والاختصاص والحصر، والحمل
على اللفظ والحمل على المعنى، والالتفات، والدلالات البيانية لأساليب الاستفهام والشرط
والجزاء وجواب الطلب، والاستثناء والتعجب والتوكيد، والقسَم، والأمر والنهي، وغيرها.
ومن
المسائل مسائل لها تعلّق بأكثر من نوع؛ فقد تدرك معرفتها بنوع واحد من الأنواع
السابقة أو نوعين أو ثلاثة، ومنها:
1:
تعيين المخاطَب في الآية، وهذا قد يُدرك بالأثر، وقد يُدرك بمعرفة السياق، وقد
يتعدد المخاطَب في الآية.
2: وبيان متعلَّق الفعل وما في معناه؛ والمتعلَّقات على أنواع:
فمنها
مفعول الفعل المتعدّي؛ فإذا قلت: أكل زيد؛ فالفعل "أكل" لا بدّ له من
مفعول هو المأكول، وقد يتبادر إلى الذهن سؤال عن هذا المأكول ما هو؟ وجواب هذا
السؤال هو متعلّق الفعل "أكل".
وكذلك
متعلق الفعل "اقرأ" في قول الله تعالى: {اقرأ باسم ربك الذي خلق} بيانه
في معرفة ما الذي أُمر بقراءته، وهي مسألة اختلف فيها على أقوال.
وكذلك
متعلق الإنعام في قول الله تعالى: {صراط الذين أنعمت عليهم} ينبغي أن يتفكّر
المتدبّر في الذي أنعم به عليهم ما هو؟ وهذا هو متعلق الإنعام.
وحذف
المتعلق لا يقتصر فيه على متعلق الفعل؛ بل يرد على ما فيه معنى الفعل، ومن أمثلته:
أ-
حذف متعلق أفعل التفضيل في قول الله تعالى: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} فأقوم
أفعل تفضيل حُذف متعلَّقه لإرادة العلوم فهو أقوم في العقائد والعبادات والمعاملات
والسلوك وغيرها.
ب-
وحذف متعلق اسم الفاعل؛ كما في قول الله تعالى: {قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني
عامل فسوف تعلمون} فاسم الفاعل "عامل" له مفعول في المعنى حُذف ولم يذكر؛
فيعمّ ما يصلح أن يكون متعلقاً له.
ومتعلق
الحفظ في قوله تعالى: {إن كل نفس لما عليها حافظ}
وكذلك
متعلق البيان في قول الله تعالى: {والكتاب المبين} فهو مبين لكلّ ما يُحتاج إلى
البيان فيه.
ج:
وحذف متعلق المصدر العامل كما في قول الله تعالى: {ذلك جزيناهم ببغيهم}، ومتعلّق
القول في قوله تعالى: {ولا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون}.
ومتعلق
الفعل قد يكون مذكوراً، وقد يكون محذوفاً، وقد يحتمل الحذف والذكر.
- فمن
الأول متعلق الإقامة في قول الله تعالى: {وأقيموا الصلاة} فالمتعلق هو الصلاة، وقد
ذُكر.
- ومن
الثاني متعلق الاستعانة في قول الله تعالى: {وإياك نستعين}، وقد اختلف فيه على
قولين.
- ومن
الثالث متعلق الذكر في قول الله تعالى: {ولذكر الله أكبر} ومتعلق الصدّ في قول
الله تعالى: {وبصدّهم عن سبيل الله كثيرا} وذلك أنّ "كثيرا" تحتمل أن
تكون مفعولاً للصدّ فتكون هي المتعلق أي: يصدون كثيراً من الناس، وتحتمل أن تكون نائباً
عن المفعول المطلق أي: يصدون صداً كثيراً؛ فيكون متعلق الصدّ محذوف.
والمتعلّقات عند المفسّرين أعمّ من المتعلقات عند النحاة؛ لأنّ نظر النحاة إلى متجّه الإعراب الذي تتمّ به فائدة الجملة، ونظر المفسّرين والبلاغيين إلى المعنى القريب والبعيد، والتفاضل في تأدية المعنى.
ولذلك
إذا قلت: سافر زيد؛ فالجملة تامّة عند النحاة؛ لأن "سافر" فعل لازم لا
يقتضي مفعولاً، لكنّها عند أهل المعاني لها متعلّقات مكانية وزمانية وحالية.
والتفقّه في المتعلّقات من الأدوات العلمية المهمّة التي تُستخرج بها كثير من الفوائد واللطائف.
وهذه الأنواع من المهمّ التمييز بينها، ومعرفة
مصادر بحث كل نوع منها، وقد عقدنا – بفضل الله تعالى ومنّته - للنوع الأول والثالث
دورة "أصول تدبر القرآن"، وللنوع الثاني مشروع جمهرة تفاسير السلف، وللنوع
الرابع دورة أصول التفسير البياني.
والمهارة الأساسية التي ينبغي أن يتقنها الطالب
في هذه الدورة هي القدرة على تصنيف المسائل التي يستخلصها من كلام المفسرين على
هذه الأنواع.
وأما تفاصيل بحث تلك المسائل وتعيين مراجعها في
كتب أهل العلم، وتحريرها فسيدرس بعون الله تعالى في مهارات التفسير المتقدمة.
وهي المسائل التي لا تتصل
اتصالاً مباشراً ببيان معنى الآية؛ ولا يترتب على عدم ذكرها إخلال بتفسير الآية،
وإن كانت معرفتها مهمّة للمفسّر لكنّها قدر زائد على حدّ التفسير، وذلك مثل بعض
مسائل الإعراب والصرف والاشتقاق وبعض المسائل البلاغية التي هي من صنعة أهل تلك
العلوم ولا يتوقف عليها معنى الآية كاختلافهم في إعراب قوله تعالى: {إن هذان
لساحران}.
وكذلك الاسترسال بذكر مسائل الأحكام
الفقهية التي لا تدخل في منطوق الآية ولا مفهومها، وبعض أحداث السيرة،
والإسرائيليات، وغيرها.
بعد حصر أسماء المسائل نرتبها
ترتيباً موضوعياً؛ فنقدّم المسائل المتعلقة بعلوم السورة، ثم علوم الآية، ثم
المسائل التفسيرية، ونرتبها على الترتيب السابق عند التمايز، وإذا كانت المسألة
مشتركة بين نوعين أو أكثر فالأفضل جعلها مع النوع المتقدم ثم الإشارة إليها لاحقاً،
ويسوغ تأخيرها إلى الموضع الذي يكون فيها مزيد بحث وتحرير.
وكذلك يسوغ تقديم مسألة على غيرها في
الترتيب إذا كان فهم تلك المسألة ينبني عليه فهم مسألة أو أكثر بعدها.
ثم نجعل المسائل الاستطرادية في
خاتمة المسائل.
وإذا كانت الآية تشتمل على جُمل
متعددة فيفضّل أن يجرى ترتيب المسائل التفسيرية لكل جملة على ما تقدّم ذكره.
نرجع إلى المسائل التي استخلصناها في
الدرس السابق ونصنفها ونرتبها ترتيباً موضوعياً على ما سبق من الشرح.
● القراءات في قول الله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين} ك
● معنى الآية إجمالاً. ك س ش
● مقصد الآية. ك س ش
● معنى العبادة. ك س ش
● فائدة تقديم المفعول. ك س
● معنى الاستعانة. س
● أهمية العبادة والاستعانة. ك
● فائدة تحول الكلام من الغيبة إلى الخطاب. ك
● معنى قوله تعالى: {إياك نعبد} ك
ش
● معنى النون في قوله تعالى: {إياك نعبد} ك
ش
● معنى قوله تعالى: {إياك نستعين} ك
ش
● معنى الاستعانة س
● متعلّق الاستعانة ك س ش
● سبب تقديم {إياك نعبد} على {إياك نستعين} ك
س
● فائدة تكرر {إياك} في الآية. ك
● دلالة هذه الآية على توحيد الله تعالى. ش
● شروط صحّة العبادة. س
● شرف مقام العبودية. ك
● الرد على من زعم انّ مقام العبودية أشرف من مقام الرسالة ك
● الرد على الصوفية في زعمهم أن الأفضل أن يعبد الله محبّة له لا طمعاً في ثوابه ولا خوفاً من عقابه ك
المثال الثاني: تفسير قول الله تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ . النَّجْمُ الثَّاقِبُ}
● بيان المقسم به في السورة ك
● معنى التعريف في "الطارق" ك
● معنى "الطارق" ك ج س
● سبب تسميته بالطارق ك ج س
● معنى التعريف في "النجم" ج س
● معنى "الثاقب" ك ج س
● المراد بالنجم الثاقب ج س
● فائدة تعريف المقسم به بوصفين مختلفين. ج
● الغرض من القسم. ج
● معنى الويل س
● معنى الهمزة ب ك س
● أصل معنى "الهَمْز" في اللغة ب
● معنى اللمزة ب ك س
● الفرق بين الهمز واللمز ب ك س
● الفرق بين الهُمََزة والهُمْزة ب
● مَن نزلت فيه الآية ب
● المراد بالهمزة اللمزة ك
● عموم لفظ الآية ب ك
● صفات الهماز اللماز س
التطبيقات:
ارجع إلى المسائل التي استخلصتها في تطبيقات الدرس السابق وصنفها ورتبها ترتيباً موضوعياً.
المثال الأول:
تفسير قوله تعالى: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1))
تنبيهات:
_ في تطبيقات هذا الدرس ينفّذ الطالب خطوات أخرى زائدة على استخلاص مسائل التفسير، وهي التصنيف والترتيب.
_ قد تشترك التفاسير محلّ الدراسة في بعض المسائل، وقد يتفرّد كل تفسير بمسائل لا توجد في غيره.
_ وجود أكثر من قول في مسألة معيّنة، ولتكن مسألة "متعلّق التسبيح"، يجعلنا نكرّر اسم المسألة عند كل قول، لكننا في القائمة النهائية نضع مسألة واحدة.
-المسائل التي تدلّ عليها الآية دلالة مباشرة هي مسائل تفسيرية لا يتمّ تفسير الآية وفهم معانيها إلا ببيانها، سواء أكانت مسائل لغوية أم عقدية أم سلوكية أم فقهية وغيرها، مثل مسألة "المراد بالحقّ" في قوله تعالى: {وآتوا حقّه يوم حصاده} فهي بيان قيمة زكاة الزروع، لا شكّ أنها مسألة تفسيرية لا يتمّ فهم الآية إلا بها، وإن كانت مسألة فقهية.
_ المسائل الزائدة عن حد التفسير، ولا يتأثر فهم معنى الآية بغيابها هي مسائل استطرادية، تؤخر في نهاية القائمة وتصنف على العلوم، عقدية أو لغوية أو فقهية أو سلوكية ..
_ يراعى في ترتيب المسائل التفسيرية أن ترتب على ورودها في الآية، وقد نضطرّ لبعض التقديم والتأخير بحسب ما نراه أنسب في عرض التفسير.
_ إذا كانت الدراسة لعدد من الآيات، تقسّم المسائل على كل آية، أو إذا كانت الآية كبيرة تقسّم إلى جمل وتحت كل جملة مسائلها، هذا التقسيم يعين على تنظيم دراسة المسائل وفهمها واستيعابها.
_ إحسان الترتيب والتصنيف يأتي مع كثرة التدرّب والتطبيق ومعرفة أنواع المسائل.
مقدمات:
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (تفسير سورة سبح). [أسماء السورة]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (تم تفسير سورة سبح ولله الحمد).[أسماء السورة]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (سُورَةُ الأَعْلَى).[أسماء السورة]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (وهي مكية). [نزول السورة]
التفسير:
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ):
(يأمرُ تعالى بتسبيحهِ [متعلّق التسبيح] المتضمن لذكرهِ وعبادتهِ، والخضوعِ لجلالهِ، والاستكانةِ لعظمتهِ ، وأنْ يكونَ تسبيحاً يليقُ بعظمةِ اللهِ تعالى، بأنْ تذكرَ أسماؤهُ الحسنى العاليةُ على كلِّ اسمٍ بمعناها الحسنِ العظيمِ، وتذكرَ أفعالُه التي منها أنَّهُ خلقَ المخلوقاتِ فسواها، أي: أتقنها وأحسنَ خلقهَا [صفة التسبيح اللائق بعظمة الله تعالى]).
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :
(1- {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى}؛ أَيْ: نَزِّهْهُ [معنى التسبيح] عَنْ كُلِّ مَا لا يَلِيقُ بِهِ [متعلق التسبيح] بِقَوْلِكَ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى [صيغة التسبيح]. وَلَمَّا نَزَلَتْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((اجْعَلُوهَا فِي سُجُودِكُمْ)) [فضل السورة]. وَقِيلَ: الْمَعْنَى: نَزِّهْ تَسْمِيَةَ رَبِّكَ, وَذِكْرُكَ إِيَّاهُ [متعلّق التسبيح] أنْ تَذْكُرَهُ إِلاَّ وَأَنْتَ خَاشِعٌ لَهُ مُعَظِّمٌ، وَلِذِكْرِهِ مُحْتَرِمٌ [صفة التسبيح اللائق بعظمة الله تعالى]).
- المسائل المستخلصة من تفسير السعدي:
● أسماء السورة س
● نزول السورة س
● متعلّق التسبيح س
● صفة التسبيح اللائق بعظمة الله تعالى س
- المسائل المستخلصة من تفسير الأشقر:
● معنى التسبيح. ش
● أسماء السورة ش
● متعلّق التسبيح. ش
● صيغة التسبيح. ش
● فضل السورة. ش
● صفة التسبيح اللائق بعظمة الله تعالى ش
_ لاحظنا أنه تمّ استخلاص مسائل كل تفسير على حدة، بحسب ورودها في التفسير، دون النظر إلى نوع المسألة.
_ قد تحتوي كل قائمة على مسائل مذكورة في القائمة الأخرى.
_ عند عمل القائمة النهاية، تحذف المسائل المكرّرة، ويكتفى بالترميز.
_ يتمّ تصنيف المسائل وترتيبها في القائمة النهائية.
قائمة المسائل النهائية :
- أسماء السورة س ش
- نزول السورة س
- فضل السورة ش
- المسائل التفسيرية
قوله تعالى: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1))
● معنى التسبيح. ش
● متعلّق التسبيح س ش
● صيغة التسبيح ش
● صفة التسبيح اللائق بعظمة الله تعالى س ش
المثال الثاني:
تفسير قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} الليل.
تنبيهات:
_ في هذا التطبيق تكرّرت معنا مسألة "متعلّق الفعل"، ومتعلّقات الأفعال وما في معاني الأفعال من المسائل التفسيرية المهمّة، فإذا جاء في الآية فعل متعدٍّ ولم يُذكر مفعوله، فالمفسّرون يكون لهم في ذكر هذا المفعول المحذوف أو ما نسمّيه "متعلّق الفعل" أقوال.
_ لدينا مسألة "سبب النزول" وهي من مسائل علوم الآية، تقدّم في أول قائمة المسائل.
تفسير قوله تعالى: (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فَأَمَّا مَن أَعْطَى} ما أُمرَ بهِ مِنَ العباداتِ الماليةِ،كالزكواتِ، والكفاراتِ، والنفقاتِ، والصدقاتِ، والإنفاقِ في وجوهِ الخيرِ، والعباداتِ البدنيةِ كالصلاةِ، والصومِ وغيرهمَا، والمركّبةِ منهمَا، كالحجِّ والعمرةِ (متعلّق العطاء)، {وَاتَّقَى} ما نهيَ عنهُ، مِنَ المحرماتِ والمعاصي، على اختلافِ أجناسِهَا (متعلّق التقوى)).
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (5-{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى}؛ أَيْ: بَذَلَ (معنى: أعطى) مَالَهُ فِي وُجُوهِ الْخَيْرِ (متعلّق العطاء)، وَاتَّقَى مَحَارِمَ اللَّهِ الَّتِي نَهَى عَنْهَا (متعلق التقوى)).
تفسير قوله تعالى: (وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} أي: صدّقَ بــ (لا إلهَ إلا اللهُ) وما دلّتْ عليهِ، مِنْ جميعِ العقائدِ الدينيةِ، ومَا ترتبَ عليهَا منَ الجزاءِ الأخرويِّ (المراد بالحسنى)).
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (6-{وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى}؛ أَيْ: بالخَلَفِ من اللَّهِ؛ أَيْ: صَدَّقَ بِمَوْعُودِ اللَّهِ الَّذِي وَعَدَهُ أَنْ يُثِيبَهُ عِوَضاً عَمَّا أَنْفَقَ (المراد بالحسنى)).
تفسير قوله تعالى: (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} أي: نسهلُ عليهِ أمرَهُ، ونجعلُهُ ميسراً لهُ كلُّ خيرٍ، ميسراً لهُ تركُ كلِّ شرٍّ، لأنَّهُ أتى بأسبابِ التيسيرِ، فيسرَ اللهُ لهُ ذلكَ (معنى التيسير) + (المراد باليسرى) + (أسباب التيسير للخير)).
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (7-{فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى}: فَسَنُيَسِّرُ لَهُ الإنفاقَ فِي سَبِيلِ الْخَيْرِ، والعملَ بالطاعةِ لِلَّهِ (المراد باليسرى). نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَاتُ فِي أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ؛ اشْتَرَى سِتَّةَ نَفَرٍ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ كَانُوا فِي أَيْدِي أَهْلِ مَكَّةَ، يُعَذِّبُونَهُمْ فِي اللَّهِ، فَأَعْتَقَهُمْ (سبب نزول الآيات)).
- المسائل المستخلصة من تفسير السعدي
● متعلّق العطاء س
● متعلق التقوى س
● المراد بالحسنى س
● معنى التيسير س
● المراد باليسرى س
● بمَ يُنال التيسير للخير؟ س
- المسائل المستخلصة من تفسير الأشقر:
● معنى: "أعطى" ش
● متعلق العطاء ش
● متعلّق التقوى ش
● المراد بالحسنى ش
● المراد باليسرى ش
● سبب نزول الآيات ش
القائمة النهائية:
- سبب نزول الآيات ش
- المسائل التفسيرية
قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى}
● معنى: "أعطى" ش
● متعلّق العطاء س ش
● متعلق التقوى س ش
قوله تعالى: {وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى}
● المراد بالحسنى س ش
قوله تعالى: {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى}
● معنى التيسير س
● المراد باليسرى س ش
● أسباب التيسير للخير س
المثال الثالث:
تفسير قوله تعالى: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1)} القلم
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : يُقْسِمُ تعالى بالقلَمِ (المقسم به) ، وهو اسمُ جِنْسٍ شاملٌ للأقلامِ التي تُكتبُ بها أنواعُ العلومِ، ويُسْطَرُ بها الْمَنثورُ والمنظومُ (المراد بالقلم) ؛ وذلكَ أنَّ القلَمَ وما يَسْطُرُونَ به مِن أنواعِ الكلامِ (معنى {ما يسطرون})، مِن آياتِ اللَّهِ العَظيمةِ التي تَستحِقُّ أنْ يُقْسِمَ اللَّهُ بها (فائدة الإقسام بالقلم) على بَراءَةِ نَبِيِّهِ محمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ ممَّا نَسَبَه إليه أعداؤُه مِن الجُنونِ.(المقسم عليه)
تفسير قوله تعالى: {مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2)} القلم
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :فنَفَى عنه الجُنونَ (المقسم عليه) بنِعمةِ رَبِّه عليه وإحسانِه، حيثُ مَنَّ عليه بالعقْلِ الكامِلِ، والرأيِ الْجَزْلِ والكلامِ الفَصْلِ (بيان النعمة) الذي هو أحسَنُ ما جَرَتْ به الأقلامُ، وسَطَرَه الأنامُ.( المناسبة بين المقسم به والمقسم عليه) ، وهذا هو السعادةُ في الدنيا.
المسائل من تفسير السعدي:
● المقسم به
● المراد بالقلم
● معنى قوله تعالى: {ما يسطرون}
● فائدة الإقسام القلم
● المقسم عليه
● بيان النعمة
● المناسبة بين المقسم به والمقسم عليه
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : {ن} حرْفٌ مِن حروفِ الهجاءِ، كالفواتِحِ الواقعةِ في أَوائلِ السوَرِ الْمُفْتَتَحَةِ بذلك. (معنى قوله تعالى: {ن})
{وَالْقَلَمِ} أقْسَمَ اللهُ بالقلَمِ (المقسم به) لِمَا فيه مِن البيانِ (فائدة الإقسام بالقلم)، وهو واقعٌ على كلِّ قَلَمٍ يُكتَبُ به. (المراد بالقلم)
{وَمَا يَسْطُرُونَ} أيْ: ما يَكتبُه الناسُ بالقلَمِ مِن العلومِ.(معنى {ما يسطرون})
تفسير قوله تعالى: {مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2)} القلم
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : أيْ: إنَّكَ يا محمَّدُ (المخاطب في الآيات) بنِعمةِ اللهِ التي أَنْعَمَ بها عليكَ، وهي النُّبُوَّةُ والرياسةُ العامَّةُ (المراد بالنعمة)، بَرِيءٌ مِن الجنونِ المقسم عليه.
المسائل من تفسير الأشقر:
● معنى قوله تعالى: {ن}
● المقسم به
● فائدة الإقسام بالقلم
● المقصود بالقلم
● معنى {ما يسطرون}
● المقسم عليه
● المخاطب في الآيات
● المراد بالنعمة
قائمة المسائل:
● مقصد الآيات
● معنى قوله تعالى: {ن} ش
● المقسم به س ش
● المراد بالقلم س ش
● معنى قوله تعالى: {ما يسطرون} س ش
● المقسم عليه س
● المخاطب في الآيات س ش
● المراد بالنعمة س ش
● المناسبة بين المقسم به والمقسم عليه س
المثال الرابع: مثال تطبيقي
تفسير قوله تعالى: (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) )
1:أحضر دفترك ودون المسائل التي اشتملت عليها التفاسير الثلاثة.
2: قارن عملك بالقائمة النهائية.
تفسير قوله تعالى: (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (تفسير سورة الجنّ).
(وهي مكّيّةٌ).
(يقول تعالى آمرًا رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم) أن يخبر قومه : أنّ الجنّ استمعوا القرآن فآمنوا به وصدّقوه وانقادوا له، فقال تعالى: {قل أوحي إليّ أنّه استمع نفرٌ من الجنّ فقالوا إنّا سمعنا قرآنًا عجبًا} ).
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (تفسيرُ سُورةِ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ)
(وهي مكّيّةٌ).
( (1 -2) {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً *}؛ أي: {قُلْ} يا أَيُّهَا الرسولُ للناسِ {أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ} صَرَفَهم اللَّهُ إلى رَسولِه لسَمَاعِ آياتِه؛ لِتَقُومَ عليهم الْحُجَّةُ، وتَتِمَّ عليهم النعمةُ، ويَكونوا نُذُراً لقَوْمِهم.
وأَمَرَ اللَّهُ رسولَه أنْ يَقُصَّ نَبَأَهم على الناسِ؛ وذلكَ أنَّهم لَمَّا حَضَرُوه قالوا: أَنْصِتُوا. فلَمَّا أَنْصَتُوا فهِمُوا مَعانِيَهِ، ووَصَلَتْ حَقائِقُه إلى قُلوبِهم.
{فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً}؛ أي: مِن العَجائبِ الغاليةِ، والمطالِبِ العاليةِ ).
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :
(سورةُ الْجِنِّ)
(1-{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ} المعنى: قلْ يا مُحَمَّدُ لأُمَّتِكَ : أَوْحَى اللهُ إِلَيَّ على لسانِ جِبريلَ.
{أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ} عددٌ منهم إلى قِراءتي للقرآنِ . والسورةُ التي كانَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقرؤُها عندَما استَمَعُوا إليه هي سورةُ{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} ولم يُرسِلِ اللهُ إليهم رُسُلاً منهم، بل الرسُلُ جميعاً مِن الإنسِ مِن بني آدَمَ.
{فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا} أيْ: قالوا لقَوْمِهم لَمَّا رَجَعُوا إليهم: سَمِعْنا كلامًا مَقروءاً عَجَباً في فَصاحتِه وبَلاغتِه. وقِيلَ: عَجَباً في مَوَاعِظِه. وقيلَ: في بَرَكَتِه).
قائمة المسائل:
- أسماء السورة ك-س-ش
- نزول السورة ك-س
- مقصد الآية ك-س- ش
- مسائل تفسير قوله تعالى: (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا
● المخاطب في الآية بــ{قلْ} ك-س-ش
● لمن أُمرَ النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول هذا الكلام؟ ك-س-ش
● معنى {نفر} ش
● متعلّق الاستماع ش
● معنى القرآن ش
● متعلّق العجب س ش
● لمن قال الجن: {إنا سمعنا قرآنا عجبا}؟ ك س ش
● الحكمة من صرف الله تعالى للجن لسماع القرآن س
● الحكمة من قصّ خبر الجن على المؤمنين س ش
● اسم السورة التي استمع إليها الجنّ ش
● دلالة الآية على عموم بعثة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإنس والجن.ك س ش
المسائل العقدية:
● اسم الملك الموكّل بالوحي ش
● الرسل لا تكون إلا من الإنس ش
مسائل السيرة:
● اسم السورة التي كان يقرؤها النبي صلى الله عليه وسلم لما استمع إليه الجن ش