مقدمات
قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (بسم الله الرحمن الرحيم).
التحفة السنية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد قال الشيخ محمد محيي الدين
عبد الحميد (ت: 1392هـ): (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كتبهُ المعتزُّ باللهِ تعالى وَحْدَهُ: مُحَمَّدٌ مُحْيي الدِّينِ عَبْد الحَمِيدِ المُقَدِّمَات: تَعْريفُ النَّحوِ، مَوضُوعهُ، ثَمَرتُهُ، نِسْبَتُهُ، وَاضعُهُ، حُكمُ الشَّارِعِ فيهِ. التَّعْرِيفُ: كلمةُ (نَحْوٍ) تُطلقُ في الُّلغَةِ العَربيَّةِ على عِدَّةِ مَعَانٍ: - مِنها: الجِهةُ، تَقُولُ: (ذَهَبْتُ نَحْوَ فُلاَنٍ)، أيْ: جِهَتُهُ.
- وَمنهَا الشَّبَهُ وَالمِثْلُ، تَقُولُ: (مُحَمَّدٌ نَحْوُ عَلِيٍّ)، أيْ: شِبْهُهُ وَمِثْلُهُ. وَتُطْلقُ كلمةُ (نَحْوٍ) في اصطِلاحِ العُلماءِ عَلى:
العلمِ بالقواعدِ التي يُعْرَفُ بِها أحكامُ أَواخِرِ الكلماتِ العربيَّةِ
في حالِ تَركِيبِهَا: مِن الإِعرابِ، والبِناءِ وما يتبعُ ذَلِكَ.
الموضوعُ: وموضوعُ علمِ النَّحوِ: الكلماتُ العربيةُ، مِن جهةِ البحثِ عن أحوالِهَا المذكورةِ. الثَّمَرةُ:
وَثَمرةُ تَعَلُّمِ عِلمِ النَّحوِ:صِيَانةُ اللِّسانِ عن الخطأ في
الكلامِ العربيِّ، وَفَهْمُ القرآنِ الكَرِيمِ والحديثِ النَّبَوِيِّ
فَهْماً صَحِيحاً، اللذَيْنِ هُمَا أصلُ الشَّرِيعَةِ الإِسلاميَّةِ
وعليهِمَا مَدَارُهَا. نِسْبَتُهُ: وَهُو مِنَ العُلومِ العَربيّة. وَاضِعُهُ:
وَالمشهورُ أنَّ أوَّلَ واضعٍ لِعلمِ النَّحوِ هُوَ أَبو الأَسْوَدِ
الدُّؤلِيُّ، بِأَمْرِ أَمِيرِ المؤمنينَ عَلِيِّ بنِ أبي طالبٍ رَضِيَ
اللهُ عَنْهُ. حُكْمُ الشَّارِعِ فِيهِ: وَتَعَلُّمُهُ فَرْضٌ مِن فُروضِ الكِفَايةِ، وَرُبَّمَا تَعَيَّنَ تَعَلُّمُهُ عَلَى وَاحِدٍ فَصَارَ فَرْضَ عَيْنٍ عَلَيْهِ).
الحمدُ للهِ وَكَفَى، وَسَلاَمُهُ عَلَى عِبَادهِ الَّذِينَ اصْطَفَى.
هَذا
شَرْحٌ وَاضحُ العبارةِ، ظَاهرُ الإِشارةِ، يَانعُ الثَّمَرَةِ، دَانِي
القِطَافِ، كَثيرُ الأَسْئلةِ وَالتَّمْرِينَاتِ، قصدتُ بهِ الزُّلْفَى
إِلى اللهِ تعالى بِتيسيرِ فَهْمِ (المقَدِّمَةِ الآجُرُّومِيَّةِ) على
صِغارِ الطَّلَبةِ؛ لأنَّهَا البابُ إلى تَفَهُّمِ العَربيَّةِ الَّتي هِي
لُغَةُ سَيِّدِنَا وَمولانَا رُسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وعلى آلهِ
وصحبهِ وَسَلَّمَ، وَلُغَةُ الكِتَابِ العَزيزِ.
وَأَرْجُو أَنْ أَسْتَحِقَّ بهِ رِضَا اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَهُوَ خَيْرُ مَا أَسْعَى إِلَيهِ. {رَبَّنَا عَلَيكَ تَوكَّلْنَا، وَإليكَ أَنَبْنَا، وَإليكَ المَصِيرُ}، رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ ولِلمُؤمِنِينَ وَالمُؤمِناتِ يومَ يقومُ الحسابُ.
حاشية الآجرومية للشيخ: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم المتن: قال ابن آجُرُّوم: أبو
عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ). (1) الشرح: قال الشيخ عبد الرحمن بن
محمد بن قاسم العاصمي (ت: 1392هـ): (ترجمة مؤلف المتن هو:
أبو عبدِ الله، محمدُ بن محمدِ بن داود الصنهاجي، نسبةً إلى إحدى القبائل
بِالمغربِ، النَّحْوِي، المعروفِ بابنِ آجرُّوم، ومعناه بلسَانِ البربر:
الفقيرُ الصُّوفيُّ الوَرعُ، كان إماماً في النَّحْوِ وَغيرِه، وُلِدَ
بفاسٍ، سنةَ 674هـ، وتُوفيَّ بها سنةَ 723هـ. مقدِّمةٌالنَّحوُ:يُطلَقُ على معانٍ،منها: القصدُ، والجهةُ، والمثلُ، والمقدارُ. وحدُّهُ: علمٌ بأصولٍ، يُتوصَّلُ بها إلى معرفةِ أحوالِ أواخرِ الكلمِ، إعراباً وبناءً. وموضوعُهُ: الكلماتُ العربيَّةُ. وثمرتُهُ: صيانةُ
اللسانِ عن الخطأ في كلامِ اللهِ، وكلامِ رسولِهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- وكلامِ العربِ، والاستعانةُ بهِ على فهمِ معاني ذلك. واستمدادُهُ: من كلامِ اللهِ، وكلامِ رسولِهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وكلامِ العربِ. وحكمُهُ في الشَّرعِ: فرضُ كفايةٍ. وواضعُهُ: أبو الأسودِ الدُّؤليُّ، بأمرِ عليٍّ -رَضِي اللهُ عَنْهُ-. (1) بدأَ بالبسملةِ: -اقتداءً بالكتابِ العزيزِ. -وتأسّيًا بالنَّبيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في مكاتباتِهِ ومراسلاتِهِ. -وعملاً بحديثِ: ((كُلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لاَ يُبْدَأُ فِيهِ بِبِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فَهُوَ أَقْطَعُ))أي: ناقصُ البركةِ، والبداءةُ بها للاستعانةِ على ما يهتمُّ بهِ. و(الاسمُ) يأتي بيانُهُ. و(اللهِ) علمٌ على ربِّنا تباركَ وتعالى، وهو أعرفُ المعارفِ. و(الرَّحمنِ) اسمُهُ تعالى، وهو دالٌّ على الصِّفةِ القائمةِ به، فهو الرَّحمنُ لجميعِ الخلقِ. و(الرَّحيمِ) اسمُهُ تعالى، وهو دالٌّ على الصِّفةِ القائمةِ بهِ، وعلى تعلُّقِهَا بالمرحومِ. واقتصرَ على البسملةِ، لأنَّهَا من أبلغِ الثَّناءِ والذِّكرِ).
حاشية الآجرومية للشيخ: عبد الله العشماوي الأزهري قال الشيخ عبد الله العشماوي الأزهري: (بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ الحمدُ
للهِ الّذي رفعَ أهلَ طاعتِهِ بفضلِهِ، وخفضَ أهلَ المعصيةِ والغفلةِ
بعدلِه، والصّلاةُ والسّلامُ على من نصبه اللهُ للرّسالةِ العامّةِ، وعلى
آلِهِ وأصحابِهِ الّذين تابعوه حربًا وسلمًا مع امتلاءِ قلوبِهم بالمحبَّةِ
التّامّةِ، وبعدُ: فيقولُ
العبدُ الفقيرُ المرتجي من ربِّهِ غَفْرَ المَساوي عبدُ اللهِ ابنُ الإمامِ
الفاضلِ الشَّيخِ العشماويِّ: هذه ثمراتٌ اقتطفتها من رياضِ النّحاةِ
الأفاضلِ، ألَّفتُها حاشيةً على (متنِ الآجروميَّةِ)، جعلتها للقاصرين مثلي
من ذوي الفهمِ العاطلِ، واللهَ أسألُ الإخلاصَ والتَّوفيقَ والهدايةَ إلى
سلوكِ أقومِ طريقٍ).
شرح الآجرومية للشيخ: حسن بن علي الكفراوي قال الشيخ حسن بن علي الكفراوي الأزهري الشافعي (ت: 1202هـ):
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمدُ
للهِ الذي جَعَلَ لغةَ العرَبِ أَحْسَنَ اللغاتِ، والصلاةُ والسلامُ علَى
سيِّدِنا مُحَمَّدٍ المرفوعِ الرُّتبةِ فوقَ سائرِ المخلوقاتِ، وعلَى آلِهِ
وصَحْبِه الْمَنْصُوبينَ لإزالةِ شُبَهِ الضلالاتِ، صلاةً وسلامًا دائمينِ
مُتلازِمينِ إلَى يومِ تُخْفَضُ فيه أهلُ الزَّيْغِ وتُجْزَمُ وتَنقطِعُ
فيه التَّعَلُّقَاتُ. وإعرابُها أن تقولَ: (باسمِ) الباءُ: حرفُ جرٍّ، و(اسمِ)
مجرورٌ بالباءِ، وعلامةُ جَرِّه كَسْرَةٌ ظاهِرَةٌ في آخِرِه، والجارُّ
والمجرورُ مُتَعَلِّقٌ بمحذوفٍ، تقديرُه: أُؤَلِّفُ، أو نحوُه، وإعرابُه:
أُؤَلِّفُ: فعلٌ مضارِعٌ مَرفوعٌ؛ لتَجَرُّدِه من الناصبِ والجازِمِ،
وعلامةُ رفعِه ضَمَّةٌ ظاهرةٌ في آخِرِه، والفاعلُ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ
وُجوبًا تقديرُه: (أنا)،هذا إنْ جَعَلْتَ الباءَ أَصْلِيَّةً.وإنْ جَعَلْتَها زَائدةً فلا تَحتاجُ إلَى مُتَعَلِّقٍ تَتَعَلَّقُ به، وتقولُ في الإعرابِ حينئذٍ: الباءُ: حرفُ جرٍّ زائدٌ، و(اسمِ)
مبتدأٌ مرفوعٌ بالابتداءِ، وعلامةُ رفْعِه ضَمَّةٌ مُقَدَّرَةٌ علَى
آخِرِه، مَنَعَ مِن ظُهورِها اشتغالُ المَحَلِّ بحركةِ حرفِ الجرِّ
الزائدِ، والخبرُ محذوفٌ تقديرُه: اسمُ اللهِ مبدوءٌ به، فـ(مبدوءٌ) خبَرُ
المبتدأِ مَرفوعٌ به، وعلامةُ رفعِه ضَمَّةٌ ظاهرةٌ في آخِرِه، و(به)
الباءُ حَرْفُ جَرٍّ، والهاءُ ضميرٌ مَبْنِيٌّ علَى الكسرِ في مَحَلِّ
جَرٍّ بالباءِ؛ لأنه اسمٌ مَبْنِيٌّ لا يَظْهَرُ فيه إعرابٌ.و(اسمٌ) مُضافٌ، والاسمُ الكريمُ مُضافٌ إليهِ، وهو مَجْرورٌ وعلامةُ جَرِّه كَسْرَةٌ ظاهِرَةٌ في آخِرِه. إن يُنْصَبِ الرَّحْمَنُ أو يَرْتَفِعَا = فالجرُّ في الرَّحِيمِ قَطْعًا مُنِعَا فجملةُ ما يَتَحَصَّلُ في البَسملةِ تِسعةُ أَوْجُهٍ: الأوَّلُ منها: يَجوزُ عَرَبِيَّةً ويَتَعَيَّنُ قراءةً. والستَّةُ بعدَه: تجوزُ عَرَبِيَّةً لا قراءةً. والوجهانِ الآخرانِ مُمْتَنِعانِ عَرَبِيَّةً وقراءةً كما عَلِمْتَ، قالَ النورُ الأَجهوريُّ: إن يُنْصَبِ الرَّحْمَنُ أو يَرْتَفِعَا=فالجرُّ في الرَّحِيمِ قَطْعًا مُنِعَا وإن يُجَرَّ فَأَجِزْ في الثاني = ثلاثة َالأَوْجُهِ خُذْ بَيَانِي فهذه تَضَمَّنَتْ تِسْعاً مُنِعْ = وجهانِ منها فَادْرِ هذا واسْتَمِعْ والاسمُ معناه لغةً:ما دَلَّ علَى مُسَمًّى. واصْطِلاحًا:كلمةٌ دَلَّتْ علَى مَعْنًى في نفسِها، ولم تَقْتَرِنْ بزَمانٍ. و(اللهِ) اسمٌ للذاتِ واجبِ الوجودِ الْمُسْتَحِقِّ لجميعِ الْمَحامِدِ. و(الرَّحْمَنِ) معناه الْمُنْعِمُ بِجَلائلِ النِّعَمِ، و(الرَّحِيمِ): معناه الْمُنْعِمُ بدقائقِها).
أمَّا بعدُ: فقد سأَلَنِي بعضُ الْمُحِبِّينَ إليَّ، الْمُتَرَدِّدينَ عليَّ، المرَّةَ بعدَ الْمَرَّةِ أنْ أَشْرَحَ مَتْنَ (الآجُرُّومِيَّةِ)
للإمامِ الصنهاجيِّ شَرْحًا لطيفًا؛ يكونُ مُشْتَمِلاً علَى بَيانِ
المعنَى وإعرابِ الكلماتِ، وأن أُكْثِرَ فيه مِن الأمْثِلَةِ لَمَّا أنه لم
يَقَعْ لها شَرْحٌ علَى هذه الصفاتِ، فتَوَقَّفْتُ مُدَّةً مِن الزمانِ
لعِلْمِي أنها كثيرةُ الشُّرَّاحِ حتَّى سَأَلَني عن ذلك مَن لا تَسَعُني
مُخالَفَتُه، ووَجَدْتُ كثيرًا مِن المبتَدِئينَ يَسألونَ عن ذلك كثيرًا،
فعَنَّ لي أنْ أَشْرَحَها علَى هذا الوجهِ المذكورِ؛ ليكونَ سَببًا للنظَرِ
إلَى وجهِ اللهِ الكريمِ، ومُوجِبًا للفوزِ لديه بجَنَّاتِ النعيمِ،
فقُلتُ طالبًا من اللهِ التوفيقَ والهدايةَ لأَقومِ طريقٍ:
(1) قالَ المؤلِّفُ: (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) ابتدأَ المصنِّفُ بها علَى القولِ بأنها مِن كلامِه:
- اقتداءً بالكتابِ العزيزِ.
- وعَمَلاً بقولِه صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: ((كُلُّ
أَمْرٍ ذِي بَالٍ - أَيْ: حَالٍ يُهْتَمُّ بِهِ شَرْعًا - لاَ يُبْدَأُ
فِيهِ بِـبِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فَهُوَ أَبْتَرُ، أو
أَجْذَمُ، أَوْ أَقْطَعُ)) والمعنَى: ناقصٌ وقليلُ البرَكَةِ، فالأَمْرُ الذي لا يُبْدَأُ بها فهو وإنْ تَمَّ حِسًّا لا يَتِمُّ مَعْنًى.
(الرَّحْمَنِ) صِفةٌ للهِ مجرورٌ، وعلامةُ جَرِّه كَسرةٌ ظاهرةٌ في آخِرِه.
(الرَّحِيمِ)
صفةٌ ثانيةٌ للهِ مجرورٌ، وعلامةُ جَرِّه كَسْرَةٌ ظاهِرَةٌ في آخِرِه،
وهذا الوجهُ يَجوزُ عَرَبِيَّةً ويَتَعَيَّنُ قراءةً، ويَجوزُ في
الرَّحِيمِ: النصبُ والرفعُ علَى جرِّ الرَّحْمَنِ ونَصبِه ورَفْعِه، فهذه
سِتَّةُ أوجهٍ تَجوزُ عَرَبِيَّةً لا قراءةً، فالمجرورُ منها نَعْتٌ للهِ
كما تَقَدَّمَ، والمنصوبُ منها مَنصوبٌ علَى التعظيمِ بفِعْلٍ محذوفٍ،
تقديرُه أَقْصِدُ أو نحوُه، وإعرابُه: أَقْصِدُ: فعلٌ مضارِعٌ مَرفوعٌ
لتَجَرُّدِه مِن الناصبِ والجازِمِ، وَعَلامةُ رفْعِه ضمَّةٌ ظاهِرةٌ في
آخِرِه، والفاعلُ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ فيه وُجوبًا تقديرُه: أنا، والرَّحْمَنَ
الرَّحِيمَ: بالنصْبِ: مَنصوبانِ علَى التعظيمِ بذلك الفِعْلِ
الْمُقَدَّرِ، وعلامةُ نَصْبِهما فتحةٌ ظاهرةٌ في آخِرِهما.
والمرفوعُ
منهما خبرٌ لمبتدأٍ محذوفٍ تقديرُه: هو الرَّحْمَنُ أو الرَّحِيمُ،
وإعرابُه: هو: ضميرٌ مُنْفَصِلٌ مُبتدأٌ مَبْنِيٌّ علَى الفتحِ في مَحَلِّ
رَفْعٍ؛ لأنه اسمٌ مَبْنِيٌّ لا يَظْهَرُ فيه إعرابٌ، والرَّحْمَنُ أو
الرَّحِيمُ: خبَرُ المبتدأِ مَرفوعٌ بالمبتدأِ، وعلامةُ رَفْعِهِ ضمَّةٌ
ظاهرةٌ في آخِرِه.فقد
عَلِمْتَ أنَّ المنصوبَ منهما مَنصوبٌ علَى التعظيمِ بفِعْلٍ محذوفٍ،
وأنَّ المرفوعَ منهما مَرفوعٌ علَى أنه خبرٌ لمبتدأٍ محذوفٍ، ولا يُقالُ
للمنصوبِ منهما: مفعولٌ به، تَأَدُّبًا مع اللهِ عزَّ وجلَّ، ويَمْتَنِعُ
وجهانِ آخرانِ وهما: جَرُّ الرَّحِيمِ مع نَصْبِ الرَّحْمَنِ أو رفعِه،
ولذا قالَ بعضُهم:
شرح الآجرومية للدكتور محمد بن خالد الفاضل (مفرغ) قال الدكتور محمد بن خالد الفاضل: (بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً... أيها الإخوة في الله..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... متن (الآجرومية)
في علم النحو من المتون التي قد حظيت بإقبال طلاب العلم عليها قديماً
وحديثاً، ولعل من أسباب انتشار هذا المتن وتداوله -حتى وصل إلينا وهو غض
طري-؛ ما صاحبه من نية طيبة من صاحبه عند تأليفه،و((الأعمال بالنيات))كما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأكثر ما يورث العلم البركة ويهيئه للخلود: أن تصاحبه نية صادقة فيه. فينبغي علينا مدرسين ودارسين:
أن نصحب لقاءنا وبرنامجنا هذا ودورتنا هذه بالنية الطيبة الخالصة الصالحة
في طلب العلم، واستصحاب هذه النية يهيئ للإنسان -أولاً- القبول، ثم يبارك
له في الجهد وفي الوقت وفي السمع وفي البصر، ويعينه على تلقي العلم وعلى
استيعابه بأقل جهد وأقل وقت. وهناك
أمر آخر ينبغي الإشارة عليه، وهو قد يوجه لطلاب العلم، ولو كان أحد غنيّاً
عن توجيهه لكنتم من أغنى الناس عن ذلك؛ لأنكم لم تدعوا الفراش ولذة النوم
وتأتوا إلى هذا المكان إلا وأنتم قد صحبتم هذه النية، وهي النية الصالحة في
طلب العلم.
وأمر آخر وهو:التذكير
بأهمية علم اللغة العربية وعلم النحو، ومثلكم لا يذكَّر بذلك، فما اجتمعتم
هذا الاجتماع إلا وأنتم مستشعرين أهمية هذا العلم: علم النحو، وكونَه من
علوم الآلة التي يحتاج إليها طالب العلم في مبتدأ حياته العلمية. متن الآجرومية لا أظن أنني سأقدم لكم فيه جديداً، فقد خُدم قبلي، وخدمه كثيرون ما بين كتاب مقروء وشريط مسموع. فممن اعتنى به من المعاصرين: - الشيخ: محمد محي الدين عبد الحميد -رحمه الله- وألَّف فيه شرحاً صغيراً أسماه: (التحفة السنية في شرح المقدمة الآجرومية)، ولعل هذا الشرح من الانتشار بحيث يكون معروفاً لدى أغلب طلاب العلم. - وثَمَّتَ شرح آخر وهو لفضيلة الشيخ: عبد الرحمن بن محمد بن القاسم -رحمه الله-، وهو ما أسماه بـ(حاشية الآجرومية). - وممن شرحه ـأيضاًـ فضيلة الشيخ العلامة:محمد بن صالح العثيمين، شرحه في أشرطة متداولة مسموعة، يتداولها طلاب العلم فيما بينهم. و-كما
قلت لكم- لا أظن أنني سوف أقدم لكم جديداً في هذا الباب، وإنما من حظِّي
أن أقف أمامكم لأتذاكر معكم هذا العلم النافع، ولنحظى بالأجر العظيم في
اصطحاب هذه النية الصادقة الصالحة -إن شاء الله-، وفي مذاكرة هذا العلم،
لعل الله أن يشملنا برحمته وعفوه، وأن يحفنا بملائكته وأن يغشانا برحمته. مؤلف أو مصنف هذا المتن وهو (الآجرومية)، يبدو من اسمها أنها منسوبة إلى ابن آجروم. وابن آجروم هو:أبو عبد الله محمد بن محمد بن داود الصنهاجي، من علماء المغرب، ولد وتوفي في مدينة (فاس)، ولد في سنة (672)، وتوفي في سنة (723)،
وهو من علماء المغرب العربي، ومن قبيلة: (صنهاجة)، وهي قبيلة من قبائل
البربر على المشهور في كتب التاريخ، وكلمة (آجروم) معناها -كما يقال- ولم
أتتبع ذلك تتبعاً دقيقاً -أنها كلمة بربرية تعني: الفقير أو الورع، أو
نحوها من الألقاب التي تعطي هذا المعنى).
العناصر
- أهمية اصطحاب النية الصالحة عند طلب العلم.
- أهمية علوم اللغة العربية.
- التعريف بمتن (الآجرومية).
- عناية العلماء وطلاب العلم بمتن الآجرومية
- سبب تأليف الكفراوي شرحه على الآجرومية.
- طريقة الكفراوي في شرحه للآجرومية.
- ترجمة ابن آجروم.
- أسباب انتشار المتن
- بيان معنى البسملة
- سبب ابتداء المؤلف بالبسملة.
- المقدمات لعلم (النحو).
-التعريف:
(النحو) في اللغة: يطلق على معان منها: القصد، والجهة، والمثل، والمقدار.
(النحو) في الاصطلاح: علم بأصولٍ يتوصل بها إلى معرفة أحوال أواخر الكلم، إعراباً وبناءً.
- الموضوع: الكلمات العربية.
- الثمرة: صيانة اللسان عن الخطأ في الكلام العربي، والفهمُ الصحيح للكتاب والسنة.
- النسبة: هو من العلوم العربية.
- الواضع: أبو الأسوَد الدؤلي بأمر علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
- الاستمداد: من كلام الله، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم.
- حكم الشارع فيه: فرض كفاية.