أقسام الإعراب
قال ابن آجُرُّوم: أبو
عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (وَأَقْسَامُهُ أَرْبَعَة:
رَفْعٌ، وَنَصْبٌ، وَخَفْضٌ، وَجَزْمٌ.
فللأسماءِ مِنْ ذَلكَ الرَّفْعُ، وَالنَّصْبُ، وَالخَفْضُ، وَلا جَزْمَ فيها.
وللأفعال مِنْ ذَلكَ الرَّفْعُ، وَالنَّصْبُ، وَالجَزْمُ، وَلا خَفْضَ فيها).
التحفة السنية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد المتن: قال ابن آجُرُّوم: أبو
عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (وَأَقْسَامُهُ أَرْبَعَة(1): الشرح: قال الشيخ محمد محيي الدين
عبد الحميد (ت: 1392هـ): (أنواع الإعراب: (1) أنواعُ الإعرابِ التي تقعُ فِي الاسْمِ والفِعْلِ جميعاً أربعةٌ: (2) أمَّا الرَّفعُ: وهُوَ فِي الاصْطِلاحِ:تغيُّرٌ مخصوصٌ عَلاَمَتُهُ الضَّمَّةُ ومَا نابَ عنْهَا. (3) وأمَّا النَّصْبُ: وهُوَ فِي الاصطلاحِ: تغيُّرٌ مخصوصٌ علامتُهُ الفَتْحَةُ ومَا نابَ عنْهَا. ويقعُ النَّصْبُ فِي كلٍّ من الاسْمِ والفِعْلِ أيضاً، نحوُ: (لَنْ أُحِبَّ الكَسَلَ). (4) وأمَّا الخفْضُ: ولا يكونُ إلاَّ فِي الاسمِ، نحوُ: (تَأَلَّمْتُ مِنَ الكَسُولِ). (5) وأمَّا الجَزْم: ولا يكونُ الجَزْمُ إلاَّ فِي الفِعْلِ المُضَارِعِ، نحوُ: (لَمْ يَفُزْ مُتَكَاسِلٌ). فقدْ تبيَّنَ لكَ أنَّ أنْواعَ الإعْرابِ عَلَى ثلاثةِ أقْسامٍ: - وقسمٌ مُختصٌّ بالأسماءِ، وهُوَ الخفْضُ.
رَفْعٌ(2)، وَنَصْبٌ(3)، وَخَفْضٌ(4)، وَجَزْمٌ(5).
فللأسماءِ مِنْ ذَلكَ الرَّفْعُ، وَالنَّصْبُ، وَالخَفْضُ، وَلا جَزْمَ فيها.
وللأفعال مِنْ ذَلكَ الرَّفْعُ، وَالنَّصْبُ، وَالجَزْمُ، وَلا خَفْضَ فيها).
الأوَّلُ: الرَّفْعُ.
والثَّانِي: النَّصْبُ.
والثَّالِثُ: الخَفْضُ.
والرَّابعُ: الجَزْمُ.
ولكلِّ واحدٍ مِن هذِهِ الأنواعِ الأرْبَعةِ معْنًى فِي اللُّغَةِ، ومعْنًى فِي اصْطِلاحِ النُّحاةِ.
فهُوَ فِي اللُّغَةِ: العُلُوُّ وَالارتِفَاعُ.
وسَتَعْرفُ قريباً مَا ينوبُ عن الضَّمَّةِ فِي الفصْلِ الآتِي إنْ شَاءَ اللَّهُ.
ويقعُ الرَّفعُ فِي كلٍّ من الاسْمِ والفِعْلِ، نحوُ: (يَقُومُ عَلِيٌّ) و (يَصْدَحُ البُلْبُلُ).
فهُوَ فِي اللُّغَةِ: الاسْتواءُ والاسْتِقامَةُ.
فهُوَ فِي اللُّغَةِ: التَّسفُّلُ.
فهُوَ فِي اللُّغَةِ: القطْعُ.
- وقسمٌ مختصٌّ بالأفْعالِ، وهُوَ الجزْمُ).
حاشية الآجرومية للشيخ: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم
المتن:
قال ابن آجُرُّوم: أبو
عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (وَأَقْسَامُهُ أَرْبَعَة:(1)
رَفْعٌ، وَنَصْبٌ، وَخَفْضٌ، وَجَزْمٌ(2).
فللأسماءِ مِنْ ذَلكَ
الرَّفْعُ، وَالنَّصْبُ، وَالخَفْضُ، وَلا جَزْمَ فيها(3).
وللأفعالِ مِنْ ذَلكَ
الرَّفْعُ، وَالنَّصْبُ، وَالجَزْمُ، وَلا خَفْضَ فيها(4) ).
الشرح:
قال الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي (ت: 1392هـ): ( (1) أقسامُ الإعرابِ: بمعنى أنواعِهِ، وفي بعضِ النُّسخِ (وعلاماتُهُ)، وألقابُهُ أربعةٌ، على سبيلِ الإجمالِ؛ لأنَّ للإعرابِ أقسامًا وألقابًا، فالأقسامُ ما ذكرَهُ.
والألقابُ هي: الضَّمُّ، والفتحُ، والكسرُ، والسُّكونُ.
(2) الرَّفعُ:
في اللغةِ: التَّعليةُ.
وفي الاصطلاحِ: تغييرٌ مخصوصٌ، يجلبُهُ عاملٌ مخصوصٌ، علامتُهُ الضَّمَّةُ، وما ناب عنها.
والنَّصبُ:
في اللغةِ: الاستواءُ.
وفي الاصطلاحِ: تغييرٌ مخصوصٌ، يجلبُهُ عاملٌ مخصوصٌ، علامتُهُ الفتحةُ، وما نابَ عنها.
والخفضُ: تقدَّمَ.
والجزمُ:
في اللغة: الحَزُّ والقَطْعُ.
وفي الاصطلاحِ: تغييرٌ مخصوصٌ، يجلبُهُ عاملٌ مخصوصٌ، علامتُهُ السُّكونُ، وما نابَ عنه.
وبدأَ بالرَّفعِ:
لاختصاصِهِ بِعُمَدِ الكلامِ، وثنَّى بالنَّصبِ، لوجودِهِ في العمدِ وفي الفضلاتِ.
وثلَّثَ بالخفضِ: لاختصاصِهِ بالأسماءِ، وهي أشرفُ من الأفعالِ،
وأخَّرَ الجزمَ، لكونِهِ لا يوجَدُ إلا في الفعلِ.
(3) أي: فللأسماءِ من الأقسامِ الأربعةِ المذكورةِ:
(الرَّفعُ): نحو: جاءَ زيدٌ.
(والنَّصبُ): نحو: رأيْتُ زيدًا.
(والخفضُ): نحو: مررْتُ بزيدٍ.
ولا جزمَ في الأسماءِ.
(4) أي: وللأفعالِ من هذه الأربعةِ المذكورةِ: (الرَّفعُ): نحو: يقومُ زيدٌ. (والنَّصبُ): نحو: لن يقومَ زيدٌ. (والجزمُ): نحو: لم يقمْ زيدٌ. ولا خفضَ في الأفعالِ. والحاصلُ: أنَّ هذه الأقسامَ الأربعةَ ترجعُ إلى قسمينِ:
- قسمٍ مشتركٍ بينَ الأسماءِ والأفعالِ.
- وقسمٍ مختصٍّ بأحدِهِمَا.
فالمشتركُ:
الرَّفعُ والنَّصبُ.
والمختصُّ بالاسمِ:
الخفضُ.
وبالفعلِ:
الجزمُ، واختصاصُ الخفضِ بالاسمِ؛ لأنَّ الاسمَ خفيفٌ، والخفضُ ثقيلٌ، فأعطيَ الخفيفُ الثَّقيلَ، والجزمُ حذفُ حركةٍ أو حرفٍ، فهو خفيفٌ، والفعلُ ثقيلٌ؛ لأنَّ لفظَهُ مفردٌ، ودلالتَهُ مركَّبةٌ، فهو ثقيلٌ، فأُعطيَ الثَّقيلُ الخفيفَ، طلبًا للتَّعادلِ).
حاشية الآجرومية للشيخ: عبد الله العشماوي الأزهري
المتن:
قال ابن آجُرُّوم: أبو
عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (وَأَقْسَامُهُ أَرْبَعَة(1):
رَفْعٌ(2)، وَنَصْبٌ(3)، وَخَفْضٌ(4)، وَجَزْمٌ(5).
فللأسماءِ مِنْ ذَلكَ(6) الرَّفْعُ، وَالنَّصْبُ، وَالخَفْضُ، وَلا جَزْمَ فيها.
وللأفعال مِنْ ذَلكَ الرَّفْعُ، وَالنَّصْبُ، وَالجَزْمُ، وَلا خَفْضَ فيها).
الشرح:
قال الشيخ عبد الله العشماوي الأزهري: ( (1) قوله: (وأقسامُهُ أربعةٌ) أي: أقسامُ الإعرابِ.
(2) قوله: (رفعٌ): بدأ به؛ لاختصاصِهِ بالعمدةِ.
وثنَّى بالنَّصبِ؛ لأنَّ عاملَهُ يكون فعلاً، والأصلُ في العملِ للأفعالِ.
وثلّثَ بالخفضِ؛ لاختصاصِهِ بالأسماءِ، وهي أشرفُ من الأفعالِ.
وأخَّرَ الجزمَ؛ لأنَّ رتبتَهُ التَّأخيرُ.
وسُمّيَ الرَّفعُ رفعاً؛ لارتفاعِ الشّفتين عند النّطقِ به.
ومعناه لغةً: العلوُّ والارتفاعُ، تقولُ: فلانٌ مرفوعٌ، أي: رتبتُهُ عاليةٌ.
واصطلاحاً:
- على القولِ بأنَّه لفظيٌّ: هو الضّمّةُ وما ناب عنها.
- وعلى القولِ بأنَّه معنويٌّ: تغييرٌ مخصوصٌ علامتُهُ الضّمّةُ وما ناب عنها.
والرَّفعُ من ألقابِ الإعرابِ.
والضّمُّ من ألقابِ البناءِ، وسُمّي ضمًّا لانضمامِ الشّفتين عندَ النّطقِ به.
(3) قوله: (ونصبٌ):
معناه لغةً: الاستواءُ والاستقامةُ، تقولُ: فلانٌ منتصِبٌ أي مستوٍ مستقيمٌ.
واصطلاحاً:
- على القولِ بأنَّه لفظيٌّ هو: الفتحةُ وما ناب عنها.
- وعلى القولِ بأنَّه معنويٌّ: تغييرٌ مخصوصٌ علامتُهُ الفتحةُ وما نابَ عنها.
وسُمِّيَ نصباً لانتصابِ الشّفتين عند النّطقِ به.
والنَّصبُ من ألقابِ الإعرابِ.
والفتحُ من ألقابِ البناءِ، وسُمّيَ فتحاً لانفتاحِ الشّفتين عند النّطقِ به.
(4) قوله: (وخفضٌ):
معناه لغةً: الخضوعُ والتّذلّلُ.
واصطلاحاً: - على القولِ بأنَّه لفظيٌّ- هو: الكسرةُ وما نابَ عنها. وسُمّيَ خفضاً:لانخفاضِ الشّفةِ السّفلى عند النُّطقِ به. والكسرُ من ألقابِ البناءِ، وسُمِّيَ كسراً: لانكسارِ الشّفةِ السُّفلى عند النُّطقِ به. والخفضُ من ألقابِ الإعرابِ.
(5) قوله: (وجزمٌ):
معناه لغةً: القطعُ، تقولُ: جزمتُ الحبلَ، أي: قطعتُهُ.
واصطلاحاً:
- على القولِ بأنَّه لفظيٌّ هو: السّكونُ وما نابَ عنه.
- وعلى القولِ بأنَّه معنويّ: تغييرٌ مخصوصٌ علامتُهُ السّكونُ وما نابَ عنه.
وسُمّيَ جزماً لانقطاعِ الحركةِ عند النّطقِ به، وهو من ألقابِ الإعرابِ.
ثمَّ اعلمْ أنَّ هذه الأقسامَ:
منها: ما يشتركُ فيه الاسمُ والفعلُ، وهو الرَّفعُ والنّصبُ.
فمثالُ الرّفعِ في الاسمِ والفعلِ: زيدٌ يقومُ
فزيدٌ: مبتدأٌ مرفوعٌ بالابتداءِ ورفعُهُ ضمَّةٌ ظاهرةٌ في آخرِهِ.
ويقومُ: فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ بضمَّةٍ ظاهرةٍ في آخرِهِ.
ومثالُ النَّصبِ في الاسمِ والفعلِ: إنَّ زيداً لن يقومَ،
وإعرابُهُ:
إنَّ: حرفُ توكيدٍ ونصبٍ.
وزيداً: اسمُهَا منصوبٌ بالفتحةِ الظَّاهرةِ.
ولن: حرفُ نفي ونصبٍ واستقبالٍ.
ويقومَ: فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بفتحةٍ ظاهرةٍ في آخرِهِ، والفاعلُ مستترٌ جوازاً تقديرُهُ هو عائدٌ على زيدٍ، والجملةُ من الفعلِ والفاعلِ في محلِّ رفعٍ خبرُ إنَّ.
ومنها:
ما يختصُّ بالأسماءِ، وهو الجرُّ، نحو: مررتُ بزيدٍ
فـبزيدٍ: الباءُ حرفُ جرّ.
وزيدٍ: مجرورٌ بالباءِ وجرُّهُ كسرةٌ ظاهرةٌ في آخرِهِ، والجارُّ والمجرورُ متعلّقٌ بمررتُ.
ومنها: ما يختصُّ بالفعلِ، وهو الجزمُ، نحو: لم يقمْ:
فلم: حرفُ نفي وجزمٍ وقلبٍ.
ويقمْ: فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ بلم وجزمُهُ السّكونُ.
وإنَّما اختصَّ الاسمُ بالخفضِ؛ لأنَّ الخفضَ ثقيلٌ والاسمَ خفيفٌ، فأُعطِيَ الثَّقيلُ للخفيفِ ليحصلَ التّعادلُ.
كما أنَّهُم خصُّوا الفعلَ بالجزمِ؛ لأنَّ الجزمَ خفيفٌ والفعلَ ثقيلٌ، فحصل التَّعادلُ، ولو أُعطِيَ الخفيفُ للخفيفِ وهو الجزمُ والاسمُ، وأُعطِيَ الثَّقيلُ للثَّقيلِ وهو الخفضُ والفعلُ لم يحصلْ تعادلٌ على جري العادةِ.
وحكمةُ خفَّةِ الاسمِ: أنَّ الاسمَ بسيطٌ،
ومعنى بساطتِهِ: أنَّه دالٌّ على شيءٍ واحدٍ وهو الذَّاتُ،
والفعلُ مدلولُهُ مركَّبٌ من شيئين وهو الحدثُ والزَّمنُ فصار ثقيلاً.
(6) قوله: (فللأسماءِ من ذلك) إلخ.
هذا تفصيلٌ لما أجملَهُ المصنِّفُ في قولِهِ: (وأقسامُهُ أربعةٌ: رفعٌ ونصبٌ وخفضٌ وجزمٌ). وأشار إلى أنَّ الرَّفعَ والنَّصبَ مشتركٌ بين الأسماءِ والأفعالِ، وأنَّ الخفضَ مختصٌّ بالاسمِ، والجزمَ مختصٌّ بالفعلِ كما تقدَّمَ آنفاً.
والفاءُ في قولِهِ: (فللأسماءِ) تُسمَّى فاءَ الفصيحةِ؛ لأنَّها أفصحَتْ عن جوابِ شرطٍ مقدَّرٍ. وقولُهُ: (من ذلك): قد يُقالُ: اسمُ الإشارةِ عائدٌ على متعدّدٍ، وهو هنا مفردٌ، فكان على المصنِّفِ أن يأتيَ باسمِ الإشارةِ جمعاً فيقولُ: فللأسماءِ من هؤلاء.
والعلامة الشَّارحُ عَنى هذه الإفرادَ بقولِهِ: فللأسماءِ من ذلك المذكورِ، فاسمُ الإشارةِ راجعٌ للمفردِ في المعنى وإن كان متعدّدًا في اللفظِ).
شرح الآجرومية للشيخ: حسن بن علي الكفراوي قال الشيخ حسن بن علي الكفراوي الأزهري الشافعي (ت: 1202هـ): ( (وأقسامُه): (أربعةٌ): خبرُ المبتدأِ مَرفوعٌ بالمبتدأِ، وَعَلامةُ رفْعِه ضمَّةٌ ظاهِرةٌ في آخِرِه. (رفعٌ): بدَلٌ من(أربعةٍ) بَدَلُ بعضٍ من كلٍّ وبَدَلُ المرفوعِ مرفوعٌ، وفيه ما مَرَّ في قولِه: اسمٌ وفعلٌ وحرفٌ.. يعني أنَّ ألقابَ الإعرابِ أربعةٌ: نحوُ: (يَضْرِبُ زيدٌ) والنصْبُ: نحوُ: (لن أَضْرِبَ زيدًا). والخفْضُ: نحوُ: (مَرَرْتُ بزيدٍ). والجزْمُ: نحوُ: (لم يَضْرِبْ زَيدٌ): (الفاءُ) فاءُ الفصيحةِ: وتَقَدَّمَ الكلامُ عليها في قولِه: (فالاسمُ يُعْرَفُ.. إلَى آخِرِه). و(الكافُ): حرفُ خِطابٍ لا مَوْضِعَ لها مِن الإعرابِ. والخفْضُ نحوُ: (مَرَرْتُ بزيدٍ). والْجَزْمُ نحوُ: (لم أَضْرِبْ زيدًا). - وأنَّ الجَرَّ: خاصٌّ بالأسماءِ.
وإعرابُه: (الواوُ) للاسْتِئنافِ.
و(أقسامُ): مبتدأٌ مرفوعٌ بالابتداءِ، وَعَلامةُ رفْعِه ضمَّةٌ ظاهِرةٌ في آخِرِه، و(أقسامُ): مضافٌ، والهاءُ مُضافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ علَى الضَّمِّ في مَحَلِّ جَرٍّ.
(ونصبٌ): معطوفٌ علَى (رفعٌ)، والمَعْطُوفُ علَى المَرْفوعِ مَرْفُوعٌ..
(وخَفْضٌ): معطوفٌ أيضًا علَى (رفعِ)، والمَعْطُوفُ علَى المَرْفوعِ مَرْفُوعٌ.
(وجَزْمٌ): الواوُ حرْفُ عطْفٍ،
(جَزْمٌ): معطوفٌ علَى رفعٌ، والمَعْطُوفُ علَى المَرْفوعِ مَرْفُوعٌ.
الرفعُ:
ومعْنَاهُ لُغةً: العلُوُّ.
فـ(يَضربُ): فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ بالضَّمَّةِ.
و(زيدٌ): فاعِلٌ مرْفُوعٌ أيضًا بالضَّمَّةِ.
ومعْنَاهُ لُغةً: الاستقامةُ.
فـ(أَضْرِبَ): فعلٌ مضارِعٌ منصوبٌ بِـ(لَنْ)، والفاعلُ مُسْتَتِرٌ وُجوبًا تقديرُه (أنا).
و(زيدًا): مفعولٌ به منصوبٌ.
ومعْنَاهُ لُغةً:ضِدُّ الرفْعِ وهو التَّسَفُّلُ.
فـ(زيدٍ): مخفوضٌ بالباءِ.
معْنَاهُ لُغةً: القطْعُ.
فـ(يَضْرِبْ): فعْلٌ مُضارِعٌ مَجْزومٌ بـ(لَمْ)، وعَلامةُ جزْمِهِ السُّكُونُ.
ثُمَّ لَمَّا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ الأقسامَ علَى سبيلِ الإجمالِ شَرَعَ في ذِكْرِها علَى سبيلِ التفصيلِ فقالَ:
(للأسماءِ): جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بمحذوفٍ، تقديرُه كائنٌ، في مَحَلِّ رَفْعٍ خبرٌ مُقَدَّمٌ.
(من ذلك): (مِن): حرفُ جرٍّ.
و(ذا): اسمُ إشارةٍ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ جَرٍّ بـ(مِن)؛ لأنه اسمٌ مَبْنِيٌّ لا يَظْهَرُ فيه إعرابٌ.
(الرفعُ): مبتدأٌ مؤخَّرٌ وهو مرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهِرَةِ.
(والنصْبُ): معطوفٌ علَى الرفعِ والمَعْطُوفُ علَى المَرْفوعِ مَرْفُوعٌ، وَعَلامةُ رفْعِه ضمَّةٌ ظاهِرةٌ في آخِرِه..
(والخفْضُ): معطوفٌ أيضًا علَى الرفعِ والمَعْطُوفُ علَى المَرْفوعِ مَرْفُوعٌ..
(ولا جَزْمَ): (الواوُ) حرْفُ عطْفٍ،
(ولا): نافيةٌ للجِنْسِ تَعْمَلُ عَمَلَ
(إنَّ) تَنْصِبُ الاسمَ وتَرْفَعُ الخبرَ.
و(جَزْمَ): اسْمُها مَبْنِيٌّ علَى الفتحِ في محلِّ نصبٍ؛ لأنه اسمٌ مَبْنِيٌّ لا يَظْهَرُ فيه إعرابٌ.
(فيها): في: حرفُ جرٍّ، و(الهاءُ) في مَحَلِّ جَرٍّ، والجارُّ والمجرورُ مُتَعَلِّقٌ بمحذوفٍ، تقديرُه كائنٌ، خَبَرِ لا.
بمعنَى: أنَّ الرفْعَ والنصْبَ والخَفْضَ تكونُ في الأسماءِ:
فالرفْعُ نحوُ: (جاءَ زيدٌ).
وقولُه: (ولا جَزْمَ فيها) يعني: أنَّ الْجَزْمَ لا يَدخلُ الأسماءَ كما سيأتي.
وقولُه: (وللأفعالِ مِن ذلك: الرفعُ والنصبُ والْجَزْمُ، ولا خَفْضَ فيها): يُعْلَمُ إعرابُه مما قَبْلَه.
يعني أنَّ الرفعَ والنصْبَ والْجَزْمَ تكونُ في الأفعالِ:
فالرفعُ نحوُ قولِك: (أَضْرِبُ زيدًا).
فدَلَّ ذلك علَى:
- والْجَزْمَ: خاصٌّ بالأفعالِ.
وإنما اخْتَصَّ الاسمُ بالخَفْضِ لِخِفَّتِه وثِقَلِ الْجَرِّ فتَعَادَلا، وأيضًا لكونِ الاسمِ هو الأَصْلَ في الإعرابِ اخْتَصَّ بحركةٍ زائدةٍ.
عن الفعلِ بخِلافِ الفعلِ؛ لأنه ثَقيلٌ والْجَزْمُ خفيفٌ، فقابَلَ خِفَّةَ الْجَزْمِ ثِقَلُ الفعلِ فتَعادلا).
شرح الآجرومية للدكتور: محمد بن خالد الفاضل (مفرغ)
قال الدكتور محمد بن خالد الفاضل: (الإعراب (أقسامه أربعة) وهي: (رفعٌ، ونصبٌ، وخفضٌ، وجزم). المؤلف ملتزم بالمصطلح الكوفي وهو (الخفض) وأنه يستعمله، ولم يرد عنده استعمال كلمة (الجر).
ولو جئنا للبناء لوجدنا أن أقسامه -أيضاً- أربعة، وهي الأربعة المقابلة لهذه:
- فـ (الرفع) في الإعراب يقابله في البناء(الضم).
- و(النصب) في الإعراب يقابله في البناء (الفتح).
- و(الخفض، أو الجر) في الإعراب يقابله في البناء (الكسر).
- و(الجزم) في الإعراب يقابله في البناء (السكون).
فأنت في الإعراب تقول:
(محمدٌ) اسم مرفوع، ولكن كلمة (حيثُ)؛ لأنها مبنية لو قلت: إنها اسم مرفوع لكان كلاماً خطأ وليس صحيحاً؛ لأن الرفع مصطلح خاص بالإعراب، فإذا جئت للبناء تستخدم المصطلح الذي يقابله وهو الضم فتقول: (محمدٌ) اسم مرفوع، و(حيثُ) اسم مبني على الضم.
وتقول -أيضاً-: (محمدٌ) اسم مرفوع، و(منذُ) اسم مبني على الضم.
وتقول: (جاء هؤلاءِ، ورأيت هؤلاءِ ومررتُ بهؤلاءِ).
وتقول: (مررت بمحمدٍ).
فـ (محمدٍ) اسم مجرور أو اسم مخفوض -حسب مصطلح المؤلف-،
وتقول في (هؤلاءِ).
(هؤلاءِ): اسم مبني على الكسر.
فمصطلحات الإعراب أو أقسامه -إن شئت- أربعة:
وهي: (الرفع، والنصب، والجر أو الخفض، والجزم).
ومصطلحات البناء أربعة -وهي تقابلها- وهي:
(الضم، والفتح، والكسر، والسكون).
(فللأسماء من ذلك: الرفع، والنصب، والخفض، ولا جزم فيها.
وللأفعال من ذلك: الرفع، والنصب، والجزم، ولا خفض فيها): هو حينما تحدث عن أقسام الإعراب؛ تحدث عن أنها تتقاسمها الأفعال والأسماء، فالأسماء لها منها ثلاثة، والأفعال لها منها -أيضاً- مثل ذلك. (فللأسماء: الرفع، والنصب، والخفض، ولا جزم فيها.
وللأفعال من ذلك: الرفع والنصب، والجزم، ولا خفض فيها): لكنه لم يتحدث عن الحروف، فلماذا -ألقاب الإعراب أو مصطلحات الإعراب أو أقسام الإعراب هذه الأربعة- لماذا تقاسمتها الأفعال والأسماء ولم يكن للحروف منها نصيب؟
السبب في ذلك:
أن الحروف كلها مبنية ولا حظ لها في الإعراب، ولذلك فإن الإعراب من خصائص الأفعال والأسماء فقط.
وألقاب الإعراب أو مصطلحاته تتقاسمها الأسماء والأفعال:
- الأسماء تأخذ الألقاب الأربعة ماعدا الجزم؛ فإن الأسماء لا تجزم.
- والأفعال تأخذ الأربعة ما عدا الجر؛ فإن الجر -كما تقدم قبل قليل- علامة من علامات الأسماء ولا يدخل في الأفعال، ولذلك قال: (فللأسماء من ذلك: الرفع، والنصب، والخفض): (محمدٌ، ومحمداً، وبمحمدٍ)، (ولا جزم فيها)، والأسماء تبنى على السكون مثل: (مَنْ، وكمْ)، لكنها لا تجزم في حالة الإعراب؛ لأن الجزم مصطلح إعرابي خاص بالأفعال، أما البناء على السكون فإنه يدخل في الأسماء، لكننا -الآن- نتحدث عن ألقاب الإعراب ومصطلحاته. (وللأفعال من ذلك: الرفع، والنصب، والجزم، ولا خفض فيها): فالجر أيضاً لا يدخل في الأفعال؛ لأنه من خصائص الأسماء.
الشيخ: يقول: (باب الإعراب): الإعراب قبل أن ندخل في تعريفه، ما الذي يقابله؟
الإعراب يقابله البناء، ولا يمكن أن تخلو كلمة سواء كانت هذه الكلمة اسماً أو فعلاً أو حرفاً من أحد هذين القسمين:
- إما أن تكون معربة.
- وإما أن تكون مبنية.
فنحاول أن نستعرض هذه الكلمات أو أقسام الكلمة الثلاث ما الذي منها يدخله الإعراب فقط؟ وما الذي يدخله البناء فقط؟ وما الذي يدخله الاثنان معاً؟
فبالنسبة للأسماء:
الأسماء هل هي معربة دائماً؟ أو مبنية دائماً؟ أو أنها تجمع بين الأمرين؟
الأسماء في الواقع تجمع بين الأمرين، فمنها ما هو معرب، ومنها ما هو مبني، ولذلك قال ابن مالك رحمه الله:
والاسم منه معرب ومبني = لشبه من الحروف مدني
إلى آخره..، ليعلل أسباب البناء.
إذاً: عرفنا أن الأسماء يدخلها الأمران الإعراب والبناء.
ننتقل إلى الأفعال:
هل الأفعال أيضاً كذلك أو أنها مختصة بواحد من هذين الأمرين؟
الأفعال أيضاً يجتمع فيها الإعراب والبناء، لا يجتمعان في وقت واحد، وإنما تارة تكون معربة وتارة تكون مبنية.
القسم الثالث:
وهو الحروف: هل هي مختصة بواحد منهما؟ أو يجتمع فيها الأمران؟
مختصة بواحد وهو البناء، إذاً: الحروف كلها مبنية، ولذلك فإن باب الإعراب لن تدخل الحروف مَعَنا في الحديث فيه وإنما سيكون حديثنا في باب الإعراب مقصوراً على الأسماء والأفعال.
الإعراب في اللغة: الإبانة والإفصاح، تقول: أعرب عما في نفسك، وأعرب فلان عما في نفسه، أي: أبان وأفصح، وهذا أبرز معاني الإعراب في اللغة، ويرد لمعانٍ أخرى لا نحتاج إليها.
أما في اصطلاح النحويين: فإن الإعراب هو: تغيير أواخر الكلم -أو آخر الكلمة- لاختلاف العوامل الداخلة عليها لفظاً أو تقديراً.
(تغيير أواخر الكلم) لماذا؟
بسبب (اختلاف العوامل الداخلة عليها لفظاً أو تقديراً).
أنا ذكرت في الدرس الأول أن (تغيير أواخر الكلم) أنها عبارة يراد بها تغيير حركة الحرف الأخير من الكلمة، وليس المراد به في الغالب تغيير الحرف بنفسه فأنت حينما تقول: (جاء محمدٌ) الدال ثابتة لا تتغير، إنما الذي يتغير بسبب العوامل هو الضمة، أو الفتحة، أو الكسرة، هذه الثلاث تتناوب وتتبادل على هذا الحرف الأخير وهو الدال، فالحرف إذاً نفسه لا يتغير، وإنما هو ثابت، وإنما التغير هو في حركته الداخلة عليه بسبب تغير العوامل الداخلة عليه؛ لأن العوامل الداخلة عليه:
- تارة يدخل عليه عامل يطلب فاعلاً، فيصير حينئذٍ مرفوعاً، تقول: (جاء محمدٌ).
- وتارةيدخل عليه عامل يطلب مفعولاً، فيصير حينئذٍ منصوباً، فتقول: (رأيت محمداً).
- وتارة يدخل عليه عامل يطلب مجروراً، كما إذا قلت: (مررت بمحمدٍ) مجرور بحرف الجر، أو إذا قلت: (هذا كتاب محمدٍ) مجرور بالإضافة أو إذا قلت: (هذا كتاب محمدٍ الكريمِ) فالكريم هنا مجرورة ليس بالإضافة ولا بحرف الجر وإنما بالتبعية، أي: أنها تابع للمجرور المتقدم، فهي نعت له تُجَرَّ بمثل جره.
فالإعراب إذاً: هو تغيير أواخر الكلم، لماذا تغييرها؟
تغييرها بسبب العوامل الداخلة عليها.
معنى ذلك:
أن التغيير الذي يحصل في أواخر بعض الكلمات أحياناً ويكون ليس بسبب عامل داخل عليه لا يعد إعراباً، ويراد بذلك التغيير الذي يحصل بسبب بعض لغات العرب هناك كلمات -مثلاً- مبنية لكن العرب مختلفون في لغتهم في بنائها، فمنهم من يبنيها على الضم.
ومثل ذلك كلمة (حيث) فالمشهور فيها أنها مبنية على الضم دائماً فيقال: (حيثُ) لكن هناك من يبنيها على الكسر فيقول: (حيثِ) وهناك من يبنيها على الفتح فيقول:(حيثَ).
هذا التغير الذي في (حيث) لا نسميه إعراباً؛ لماذا؟ لأنه تغير سببه اختلاف لغات العرب، وليس تغيراً سببه اختلاف العوامل الداخلة عليها، فهي: (حيثُ) لا تتغير بتغير العوامل الداخلة عليها.
- فالذين يبنونها على الضم يجعلونها مضمومة دائماً سواء وقعت في محل رفع، أو محل نصب، أو محل جر، إذاً: العامل المتقدم لا يؤثر فيها.
- والذين يبنونها على الفتح أيضاً كذلك، يجعلونها مفتوحة سواء وقعت في محل رفع أو نصب أو جر.
- والذين يبنونها على الكسر -كذلك- يجعلونها مكسورة، سواء وقعت في محل رفع أو نصب أو جر، فالتغير الداخل عليها ليس سببه اختلاف العوامل، وإنما سببه لغات العرب، ولا يسمى هذا إعراباً.
وإنما الإعراب هو: التغير الذي تسببه العوامل الداخلة على هذه الكلمة.(لفظاً أو تقديراً) ما المراد بقوله: (لفظاً أو تقديراً)؟
المراد به: أن آخر الكلمة يتغير بسبب تغير العوامل الداخلة عليه سواء تغييره لفظاً وذلك في الكلمات التي آخرها حرف صحيح، الكلمات المختومة بحرف صحيح، يعني: ليس حرف علة، هذه التغير فيها يكون لفظياً تقول: (جاء محمدٌ)، (رأيت محمداً)، (مررت بمحمدٍ)، وتقول: (يقوم عليٌّ)، أو (يكتب عليٌّ)، (لن يكتب عليٌّ)، (لم يكتب عليٌّ).
فالاسم الصحيح الآخر -ومثله الفعل الصحيح الآخر- التغير عليه يكون تغيراً ظاهراً على حرفه الأخير إذا كان حرفه الأخير -كما قلنا- صحيح الآخر، وهذا يسمى تغيراً لفظياً.
أما التغير التقديري: فالمراد به: ما كان معتل الآخر سواء كان اسماً، أو كان فعلاً.
طبعاً نحن نتحدث عن الأسماء والأفعال بصفة عامة؛ لأن الإعراب يشملهما معاً يدخل فيهما ولا حديث لنا في الحروف؛ لأنها كلها مبنية.
فإذا كان الاسم معتل الآخر مثل: (الفتى) اسم مقصور آخره ألف لازمة، هذا الاسم معرب تقول فيه: (جاء الفتى)، إذا جئنا نعرب نقول:
(الفتى):اسم مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر.
وتقول: (رأيت الفتى)
تقول: (الفتى): اسم مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر -أيضاً-، و(مررت بالفتى): اسم مجرور بكسرة مقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر.
فـ(الفتى) إذاً اسم معرب وآخره يتغير بتغير العوامل الداخلة عليه، لكنه تغير داخلي لا يظهر، تغير تقديري منع منه مانع، وهو أنه يتعذر عليك أن تنطق بالحركات على الألف، يتعذر، يعني: يستحيل، يستحيل عليك أن تظهر الفتحة أو الضمة أو الكسرة على الألف، فإذاً هو اسم معرب وله أحكام الأسماء المعربة، فهو مثل (محمد) تماماً، لكنه لا يمكن أن تظهر الحركات عليه، فهو معرب إعراباً تقديريّاً، وليس معرباً إعراباً لفظياً مثل (محمد) ونحوه.
ومثل (الفتى) الفعل المضارع -أيضاً-، الفعل إذا ختم بحرف علة مثل: (يسعى، ويخشى).
تقول:
(يسعى): فعل مرفوع بضمة مقدرة.
فإذا أدخلت عليه حرفاً ناصباً قلت: (لن يسعى): منصوب بفتحة مقدرة.
فإذا أَدخلتَ عليه حرفاً جازماً قلت: (لم يسعَ) ويكون حينئذ مجزوم بحذف حرف العلة.
فقوله إذاً: (تغيير أواخر الكلم لاختلاف العوامل الداخلة عليها لفظاً أو تقديراً)
يراد باللفظ: ما كان صحيح الآخر تظهر الحركات عليه.
وبالتقدير: ما كان معتل الآخر لا تظهر الحركات عليه.
المعتل الآخر يراد به ما ختم بحرف علة،
وحروف العلة هي: (الواو، والألف، والياء)، وسواء كان هذا المختوم بحرف علة اسماً أو كان فعلاً فإنه يكون حينئذٍ معرباً إعراباً تقديرياً.
لو جاء شخص مثلاً وقال: كيف أفرق بين المبني والمعرب إعراباً تقديريّاً؟
يعني لماذا لا نقول: إن (الفتى) مبنية؟
لماذا نقول: إنها معربة ونحن ما عندنا دليل؟
(محمد) سهلٌ عليك أن تقول معربة؛ لأنها تتغير:
(محمدٌ، محمداً، محمدٍ)، ما فيها إشكال، لكن (الفتى، مصطفى، القاضي) ونحوه من الكلمات التي لا تظهر عليها حركات الإعراب كيف أستطيع أن أقول: إنها معربة وأنا ما عندي دليل ظاهر على إعرابها، وما الذي يجعلني أفرق بينها وبين (من) و(كم) و(الذي) و(التي) و(متى) ونحو ذلك من الأسماء المبنية.
الجواب:
أن الأسماء المبنية هي التي أشبهت الحرف في واحد من أنواع الشبه المعروفة الأربعة:
- الشبه المعنوي.
- أوالوضعي.
- أو النيابي.
- أو الافتقار.
وهذه الحديث فيها يطول، فالاسم لا يُبنى إلا إذا أشبه الحرف، أما إذا لم يشبه الحرف فإنه يكون معرباً حينئذ.
الأسماء المقصورة والأسماء المنقوصة أي: المعربة إعراباً تقديريّاً لا تشبه الحرف، فإذا كانت لا تشبه الحرف في واحد من هذه الأوجه الأربعة نقول: إنها معربة، سواء ظهرت عليها علامة الإعراب أو كانت كالمبنيات لا يظهر عليها علامة إعراب، هذا هو الجواب الفيصل.
لكن هناك أمر يساعد ويعين؛ الأمر المساعد هو أنه الإشكال أو اللبس لا يحصل بين المبنيات والمعربات لا يحصل في كل شيء، فالمبنيات التي آخرها ليس حرف علة هذه واضحة مثل: (من)، (من) هذه لا إشكال فيها أنها مبنية؛ لأنها تلزم صورة واحدة، و(كم) لا إشكال في ذلك، وكذلك (الذي والتي) لا إشكال فيها، و(هؤلاء) لا إشكال فيها، أين يكون الإشكال؟.
يكون الإشكال في المبني المختوم بالألف مثل: (متى)؛ لأنه قد يلتبس بالمعرب المختوم بالألف مثل (الفتى)، أما ما عدا ذلك من المبنيات فإنها إذا كانت صحيحة الآخر لا إشكال فيها، إن تغيرت بتغير العوامل فهي معربة، إن لم تتغير فهي مبنية، أما الأسماء التي ينحصر فيها اللبس هي: الأسماء المختومة بالألف في الغالب، هذه المختومة بالألف هي التي يحصل فيها اللبس.
أما الأسماء المختومة بالياء فاللبس لا يحصل فيها لأن الحركة ممكن إظهارها؛ لأنها ثقيلة؛ ولأنها
-أيضاً- تظهر خفيفة في حالة النصب، فالاسم المنقوص من الأسماء التي إعرابها تقديري، لكنها في حالة النصب تظهر عليها الفتحة كالأسماء الصحيحة تماماً، تقول: (رأيت القاضيَ والساعيَ والداعيَ).
فإذاً الاسم المبني المختوم بالياء نجربه في حالة النصب، إن ظهرت عليه الحركة بسهولة عرفنا أنه معرب، إن لم تظهر عليه حكمنا عليه بأنه مبني، إذاً ضيقنا دائرة اللبس الآن.
اللبس الآن بين المعرب والمبني أصبح محصوراً تقريباً فيما آخره ألف مثل: (متى) ومثل: (الفتى).
(الفتى): اسم معرب.
و(متى) اسم مبني، اسم استفهام أو اسم شرط مبني، حينئذ اللبس الذي قد يحصل في (متى) ونحوها مما ختم بألف و(الفتى) ونحوها مما ختم بالألف، وهو معرب وذلك مبني، هذا لا مجال لمعرفته إلا بتطبيق أوجه الشبه التي ذكرناها، وهي: النظر في مدى شبهه بالحرف، فهل ينطبق عليه واحد من أوجه الشبه الأربعة؟
الشبه الوضعي أو المعنوي أو النيابي أو الافتقاري،
هذه قضية استطردنا فيها لنبين الفرق بين المعرب إعراباً تقديريّاً وبين المبني.
وإن لم يتحدث المؤلف رحمه الله عن البناء فإنه يكاد يضطرك إلى أن تتحدث عنه؛
لأن البناء قسيم الإعراب، وهما متقابلان، فأي كلمة لا تخلو إما أن تكون معربة أو تكون مبنية، فإذا عرفنا بأن الإعراب هو: تغيير أواخر الكلمة أو الكلمات بتغير العوامل الداخلة عليها .
فإذا عرفنا أن البناء يقابله، فكيف سيكون تعريف البناء؟
ما دام هذا تغيير سيكون هذا لزوم؛ البناء: لزوم آخر الكلمة صورة واحدة وعدم تأثرها أو تغيرها بتغير العوامل الداخلة عليها.
فأنت مثلاً تقول:
(جاء سيبويهِ) بالبناء على الكسر؛ لأنه مبني على الكسر، وتقول: (جاء محمدٌ) وتقول: (رأيت سيبويهِ) (رأيت محمداً)، (مررت بسيبويه)، (مررت بمحمدٍ).
(محمد): تغيرت ثلاث مرات، رفع ونصب وجر.
أما (سيبويه)
فهي ثابتة لا تتأثر بالعوامل الداخلة عليها، وكأنها لا تحس بأنه قد دخل عليها عوامل.. ملتزمةٌ بصورة واحدة لا تتحرك عنها.
هذا الكلام يقال أيضاً بالنسبة للأسماء وبالنسبة للأفعال، فالإعراب في الأفعال والأسماء هو: تغير الكلمة سواء كانت فعل أو اسم، والبناء في الأسماء أو الأفعال هو: لزوم الكلمة صورة واحدة وعدم تغيرها بتغير العوامل الداخلة عليها. (أقسامه أربعة) هذه أقسام ماذا؟
- أقسام الإعراب، إن شئت أن تسميها (أقساماً) كما فعل المؤلف.
- وإن شئت أن تسميها (مصطلحات) فلك ذلك.
- وإن شئت أن تسميها (ألقاباً) فلك ذلك.
يعني:
هي تسمى ألقاب الإعراب، أو مصطلحات الإعراب، أو أقسام الإعراب.
وكما أن البناء قسيم للإعراب ومقابل له، فإنه أيضاً كذلك في أقسامه وفي مصطلحاته، فكما أن للإعراب أربعة مصطلحات وهي: (الرفع، والنصب، والخفض، والجزم) فكذلك للبناء أربعة مصطلحات كل مصطلح منها يقابل مصطلح الإعراب:
- فالرفع في الإعراب. ماذا يقابله في البناء؟ يقابله الضم.
- والنصب في الإعراب يقابله في البناء: الفتح.
- والخفض أو الجر في الإعراب يقابله في البناء: الكسر.
- والجزم في الإعراب يقابله في البناء: السكون أو التسكين.
هذه المصطلحات مصطلحات دقيقة، ولكن مع الأسف لا نجد التزام كثير بها، إذا قلت:
(جاء محمدٌ) هل تقول: (محمدٌ)اسم مرفوع أو اسم مضموم؟
اسمٌ مرفوعٌ، إذا قلت: اسم مضموم، يعتبر خطأ؛ لأن كلمة (مضموم) هذا مصطلح بناء، و(محمد) هذه معربة إذاً تستخدم معها مصطلح الإعراب، وهو: الرفع فتقول: (محمدٌ) اسم مرفوع.
فإذا قلت: (اجلس حيث جلس محمد) (حيث): ماذا تقول فيها؟
تقول: (حيثُ)اسم مرفوع، خطأ لو قلت: اسم مرفوع، وإنما اسم مضموم أو مبني على الضم، وقس على هذا في كل المعربات والمبنيات.
فـ(رأيت محمداً) تقول فيها: (محمداً) اسم منصوب.
وإذا قلت: (أين محمدٌ)؟(أين) ماذا أقول فيها؟
اسم مفتوح، أو اسم مبني على الفتح.
وكذلك إذا قلت: (مررت بمحمدٍ)
تقول: في (محمدٍ) هنا اسم مجرور.
فإذا قلت -مثلاً-: (مررت بهؤلاء) أو: (جاء هؤلاء)
تقول في (هؤلاء): اسم مبني على الكسر، أو اسم مكسور، لكن اسم مبني على الكسر أولى وأفضل.
فإذا قلت -مثلاً-(لم يكتب محمد).
تقول في (يكتب): فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه السكون.
فإذا قلت -مثلاً-: (من عندك)؟ ماذا تقول في (من)؟
تقول: (من): اسم مبني على السكون، ولا يصح أن تقول فيها: اسم مجزوم.
واضح هذا، ألقاب الإعراب وألقاب البناء والدقة في استخدام المصطلح، وعدم جواز الخلط بين المصطلحين.
هذه الأقسام الأربعة وهي: ألقاب الإعراب الأربعة:
ما الذي منها خاص بالأسماء؟.
وما الذي منها خاص بالأفعال؟.
وما الذي منها خاص بالحروف؟.
ما الذي منها خاصٌّ بالأسماء -هذه الألقاب الأربعة-؟
واحد وهو: الجر أو الخفض خاص بالأسماء.
وما الذي منها يختص بالأفعال؟
الجزم هو الذي خاص بالأفعال.
ما الذي يختص بالحروف؟
لا يوجد؛ لأن الحروف كلها مبنية،
فالحروف لا تدخل مَعَنا في هذا التقسيم أصلاً، هذا التقسيم خاص أو مشترك يبن الأفعال والأسماء فقط:
ما المشترك منها بين الأسماء والأفعال؟
البقية هذه مشتركة وهي الرفع والنصب، مشتركان بين الأسماء والأفعال.
والجر أو الخفض
خاص بالأسماء.
والجزم خاص بالأفعال.
إذاً: الأسماء كم لها من هذه الأربعة؟
لها ثلاثة.
والأفعال لها -أيضاً- ثلاثة كذلك).
العناصر
أقسام الإعراب أربعة
القسم الأول: الرفع
سبب بدء المصنف بالرفع
القسم الثاني: النصب
سبب ذكر النصب بعد الرفع
القسم الثالث: الخفض
سبب ذكر الخفض بعد الرفع والنصب
القسم الرابع: الجزم
سبب تأخير الجزم عن غيره في الذكر
أولاً: الرفع
بيان معنى (الرفع)
تعريف (الرفع) لغة
تعريف (الرفع) اصطلاحاً
تعريفه باعتبار أنه لفظي: هو الضمة وما ناب عنها
تعريفه باعتبار أنه معنوي: هو تغيير مخصوص علامته الضمة وما ناب عنها
ثانياً: النصب
تعريف (النصب)
تعريف (النصب) لغةً
تعريف (النصب) اصطلاحاً
تعريف (النصب) باعتبار أنه لفظي
تعريف (النصب) باعتبار أنه معنوي
ثالثاً: الخفض
بيان معنى (الخفض)
تعريف (الخفض) لغةً
تعريف (الخفض) اصطلاحاً
رابعاً: الجزم
بيان معنى (الجزم)
تعريف (الجزم) لغةً
تعريف (الجزم) اصطلاحا
تعريفه باعتباره لفظيا
تعريفه باعتباره معنويا
الإعراب من حيث لحاقه بالأسماء والأفعال قسمان:
القسم الأول: ما يشترك فيه الاسم والفعل وهو (الرفع، والنصب)
القسم الثاني: ما يختص بالأسماء، وهو (الجر)
البناء
بيان معنى (البناء)
تعريف(البناء) في اللغة
تعريف(البناء) في الاصطلاح
تعريف (البناء) باعتباره لفظياً
تعريف (البناء) باعتباره معنوياً
ألقاب البناء أربعة
الأول: السكون
الثاني: الكسر
الثالث: الضم
الرابع: الفتح
سبب بناء الأسماء
حركة البناء
الفرق بين المبني والمعرب إعراباً تقديرياً
مصطلحات الإعراب والبناء
الأسْئِلةٌ
س1: مَا هُوَ الإعْرَابُ؟
س2: مَا هُوَ البِناءُ؟
س3: مَا هُوَ المُعْربُ؟ ومَا هُوَ المَبْنِيُّ؟
س4: مَا معْنَى (تَغيُّرِ أواخِرِ الكَلِمِ)؟
س5: إلَى كَمْ قسْمٍ ينقسمُ التَّغيُّرُ؟
س6: مَا هُوَ التَّغيُّرُ اللَّفْظِيُّ؟ ومَا هُوَ التَّغيُّرُ التّقدِيرِيُّ؟
س7: مَا أسبابُ التَّغيُّرِ التّقديريِّ؟
س8: اذْكُرْ سببيْنِ ممَّا يمنعُ النُّطْقَ بِالحرَكةِ.
س9:
إِيتِ بِثلاثةِ أمثْلِةٍ لكلامٍ مُفيدٍ، بحيْثُ يكونُ فِي كلِّ مثالٍ اسْمٌ
مُعرَبٌ بحركةٍ مُقدَّرةٍ مَنَعَ مِن ظُهُوَرِهَا التّعذُّرُ.
س10: إِيتِ بمثاليْنِ لكلامٍ مفيدٍ فِي كلِّ واحدٍ منهمَا اسْمٌ مُعْرَبٌ بحركةٍ مُقدَّرةٍ منع مِن ظُهُورِهَا الثِّقَلُ.
س11: إيتِ بثلاثةِ أمثْلِةٍ لكلامٍ مُفيدٍ فِي كلِّ مثالٍ منْهَا اسْمٌ مبنِيٌّ.
س12: إيتِ بثلاثةِ أمثْلِةٍ لكلامٍ مفيدٍ يكونُ فِي كلِّ مثالٍ منْهَا اسْمٌ مُعرَبٌ بحركةٍ مُقدَّرةٍ منعَ مِن ظهُورها المناسبةُ.