الدروس
course cover
علامات الرفع: 1- الضمة
5 Nov 2008
5 Nov 2008

12409

0

0

course cover
الآجرومية

القسم الأول

علامات الرفع: 1- الضمة
5 Nov 2008
5 Nov 2008

5 Nov 2008

12409

0

0


0

0

0

0

0

علامات الرفع: 1- الضمة

قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (فَأَمَّا الضَّمَّةُ فَتَكون عَلامَةً للرَّفْعِ في أَرْبَعَةِ مَوَاضِعَ:
- في الاسْمِ المُفْرَدِ.
- وَجَمْعِ التَّكْسيرِ.
- وَجَمْعِ المُؤَنَّثِ السَّالِمِ.
- وَالفِعْلِ المُضَارِع الذي لَمْ يَتَّصِلْ بِآخره شَيْءٌ).

هيئة الإشراف

#2

5 Nov 2008

التحفة السنية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

المتن:

قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (فَأَمَّا الضَّمَّةُ فَتَكون عَلامَةً للرَّفْعِ في أَرْبَعَةِ مَوَاضِعَ(1):
- في الاسْمِ المُفْرَدِ(2).
- وَجَمْعِ التَّكْسيرِ(3).
- وَجَمْعِ المُؤَنَّثِ السَّالِمِ(4).
- وَالفِعْلِ المُضَارِع(5) الذي لَمْ يَتَّصِلْ بِآخره شَيْءٌ
(6) ).


الشرح:

قال الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد (ت: 1392هـ): (مواضع الضمة:
(1) تكونُ الضَّمَّةُ عَلامَةً عَلَى رفْعِ الكلِمَةِ فِي أرْبَعَةِ مَوَاضعَ:
الموضِعُ الأوَّلُ: الاسْمُ المُفرَدُ.
والموضِعُ الثَّانِي: جمْعُ التَّكسِيرِ.
والموْضِعُ الثَّالِثُ: جمْعُ المُؤنَّثِ السَّالِمُ.
والموضِعُ الرَّابعُ: الفِعْلُ المضَارِعُ الذي لَمْ يتَّصلْ بهِ:
-ألفُ اثنينِ.
- ولا واوُ جماعةٍ.
-ولا ياءُ مُخاطَبةٍ.
-ولا نونُ توْكيدٍ خَفيفَةٌ أوْ ثَقيلَةٌ.
-ولا نُونُ نُسوةٍ.
(2) أمَّا الاسْمُ المُفرَدُ، فالمُرَادُ بهِ ههنا: مَا ليْسَ مُثنًّى ولا مجمُوعاً ولا مُلحقاً بهمَا ولا من الأسماءِ الخمْسَةِ:
سواءٌ أكانَ المُرَادُ بهِ:
-مذكَّراً مثلَ: محمَّد، وعلِيّ، وحمْزَة.
-أمْ كانَ المُرَادُ بهِ مؤنَّثاً مثلُ: فاطِمَة، وعائِشَة، وزَيْنَب.
وسَواءً أكَانت الضَّمَّةُ:

-ظَاهِرةً كمَا فِي نحْوِ: (حَضَرَ مُحَمَّدٌ)، و(سَافَرَتْ فَاطِمَةُ).

-أمْ كَانتْ مُقدَّرةً نحْوُ: (حَضَرَ الفَتَى وَالقَاضِي وَأَخِي) ونحْوُ: (تَزَوَّجَتْ لَيْلَى وَنُعْمَى).
فإنَّ (مُحَمَّدٌ) وكذا (فَاطِمَةُ) مرفُوعَانِ، وعَلامَةُ رفْعهِمَا الضَّمَّةُ الظَّاهِرَة.
و (الفَتَى) ومثلُهُ (ليْلَى) و(نُعْمَى) مرْفُوعاتٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِنَّ ضمَّةٌ مُقدَّرةٌ عَلَى الألفِ، منَعَ مِن ظهُورِهَا التّعذُّرُ.
و (القَاضِي) مرْفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ ضمَّةٌ مُقدَّرةٌ عَلَى اليَاءِ، منَعَ مِن ظهُورِهَا الثِّقَلُ.
و (أَخِي) مرْفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ ضمَّةٌ مُقدَّرةٌ عَلَى مَا قبْلَ ياءِ المُتكلِّمِ، منَعَ مِن ظهُورِهَا حرَكَةُ المُناسَبةِ.

(3) وأمَّا جمْعُ التَّكسيرِ، فالمُرَادُ بهِ:مَا دلَّ عَلَى أكْثرَ من اثنَيْنِ أو اثْنَتَيْنِ مَعَ تغيُّرٍ فِي صِيغَةِ مُفرَدِهِ.

وأنْوَاعُ التَّغيُّرِ الموجُودَةُ فِي جُموعِ التَّكسيرِ ستَّةٌ:

أ-تغيُّرٌ بالشَّكلِ ليْسَ غيرُ، نحوُ: أَسَدٌ وأُسْدٌ، ونَمِرٌ ونُمُرٌ؛ فإنَّ حُروفَ المُفرَدِ والجمْعِ فِي هَذيْنِ المِثاليْنِ مُتَّحِدَةٌ، والاخْتلاَفُ بيْنَ المُفرَدِ والجمْعِ إنَّمَا هُوَ فِي شَكْلِهَا.
ب-تغيُّرٌ بالنَّقْصِ ليْسَ غيرُ، نحوُ: تُهْمَةٌ وَتُهَمٌ، وَتُخْمَةٌ وَتُخَمٌ، فأنْتَ تجِدُ الجمْعَ قدْ نقَصَ حرفاً فِي هذيْنِ المثاليْنِ -وهُوَ التَّاءُ- وباقِي الحُرُوفِ عَلَى حالِهَا فِي المُفرَدِ.
ج-تغيُّرٌ بالزِّيادةِ ليْسَ غيْرُ، نحْوُ: صِنْوٌ وَصِنْوَان، فِي مثْلِ قولِهِ تعالَى: {صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ}.

د-تغيُّرٌ فِي الشَّكلِ مَعَ النَّقصِ، نحوُ: سرِيرٌ وسُرُرٌ، وكِتابٌ وكُتُبٌ، وأَحْمَرُ وحُمُرٌ، وأبيضُ وبِيضٌ.

هـ-تغيُّرٌ فِي الشَّكلِ مَعَ الزِّيادةِ، نحوُ: سبَبٌ وأسْبَابٌ، وبطَلٌ وأبْطالٌ، وهنْدٌ وهنُودٌ، وسبُعٌ وسِبَاعٌ، وذئِبٌ وذِئابٌ، وشُجَاعٌ وشُجْعانٌ

و-تغيُّرٌ فِي الشَّكلِ مَعَ الزِّيادةِ والنَّقصِ جميعاً، نحوُ: كَريمٌ وكُرماءُ، ورغِيفٌ ورُغْفانٌ، وكاتِبٌ وكُتَّابُ، وأميرٌ وأمَرَاءُ.
وهذِهِ الأنْوَاعُ كلُّهَا تكونُ مرْفُوعةً بالضَّمَّةِ، سَوَاءً أكانَ المُرَادُ مِن لفْظِ الجمْعِ:

-مذكَّراً، نحوُ: رِجالٌ، وكُتَّابٌ.
-أمْ كانَ المُرَادُ منْهُ مؤنَّثاً، نحوُ: هُنودٌ، وزَيَانِب.

وسَواءً أكَانت الضَّمَّةُ:

-ظَاهِرةً، كمَا فِي هذِهِ الأمثلَةِ.
-أمْ كَانتْ مُقدَّرةً، كمَا فِي نحْوِ: (سَكَارى، وجَرْحَى)، ونحوِ: (عَذَارَى، وحَبالَى).

تقُولُ: (قَامَ الرِّجَالُ وَالزَّيَانِبُ) فتجدُهُمَا مرْفُوعَيْنِ بالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.
وتقُولُ: (حَضَرَ الجَرْحَى وَالعَذَارَى)، فيكونُ كلٌّ مِن (الجَرْحَى) و(العَذَارَى) مرْفُوعاً بضمَّةٍ مُقدَّرةٍ عَلَى الألفِ، مَنَعَ مِن ظهُورِها التَّعذُّرُ.
(4) وأمَّا جمْعُ المُؤنَّثِ السَّالمُ: فهُوَ:مَا دلَّ عَلَى أكثرَ من اثنتَيْنِ بزيادَةِ ألفٍ وتاءٍ فِي آخرِهِ.
نحوُ: (زيْنَبَات، وَفَاطِمَات، وحمَّامَات) تقُولُ: (جاءَ الزَّيْنَبَاتُ، وَسَافَرَ الفَاطِمَاتُ) فالزَّينباتُ والفَاطِمَاتُ مرفُوعَانِ، وعَلامَةُ رفعِهمَا الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
ولا تكونُ الضَّمَّةُ مُقدَّرةً فِي جمْعِ المُؤنَّثِ السَّالمِ، إلاَّ عنْدَ إضافتِهِ لياءِ المُتكلِّمِ نحوُ: (هَذِهِ شَجَرَاتِي وَبَقَرَاتِي).

فإنْ كَانت الألفُ غيرَ زائدةٍ:

بأنْ كَانتْ موجودَةً فِي المُفرَدِ، نحْوُ: (القاضِي والقُضَاةِ، والدَّاعِي والدُّعَاةِ) لَمْ يكُنْ جمْعَ مؤنَّثٍ سالماً، بلْ هُوَ حينئِذٍ جمْعُ تكسيرٍ.
وكذلكَ لوْ كَانت التَّاءُ ليسَتْ زائِدةً:
بأنْ كَانتْ موجودةً فِي المُفرَدِ نحوُ: (مَيْتٌ وَأَمْوَاتٌ، وَبَيْتٌ وَأَبْيَاتٌ، وَصَوْتٌ وَأَصْوَاتٌ) كانَ مِن جمْعِ التَّكْسِيرِ، ولَمْ يكُنْ مِن جمْعِ المُؤنَّثِ السَّالمِ.
(5) وأمَّا الفِعْلُ المضَارِعُ: فنحوُ: (يَضْرِبُ) و(يَكْتُبُ) فكلٌّ مِن هذيْنِ الفِعْلينِ مرْفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.

وكذلكَ

(يدْعُو، ويرْجُو) فكلٌّ منهمَا مرفُوعٌ وعَلامَةُ رفْعِهِ ضمَّةٌ مُقدَّرةٌ عَلَى الوَاوِ منَعَ مِن ظُهُورِهَا الثِّقَلُ.
وكذلكَ
(يقضِي، ويُرضِي) فكلٌّ منهُمَا مرْفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ ضمَّةٌ مُقدَّرةٌ عَلَى الياءِ، منَعَ مِن ظهُورِهَا الثِّقَلُ.
وكذلكَ
(يَرْضَى، وَيَقْوَى) فكلٌّ منهمَا مرْفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ ضمَّةٌ مُقدَّرةٌ عَلَى الألفِ، منَعَ مِن ظهُورِهَا التَّعذُّرُ.
(6) وقولُنا: (الذي لَمْ يتَّصِلْ بهِ ألفُ اثنيْنِ أوْ واوُ جمَاعَةٍ أوْ ياءُ مُخاطَبةٍ):
يُخْرِجُ مَا اتَّصَلَ بهِ واحدٌ مِن هذِهِ الأشْيَاءِ الثَّلاثَةِ:

-فمَا اتَّصَلَ بهِ ألفُ الاثْنيْنِ، نحوُ: (يَكْتُبَانِ، وَيَنْصُرَانِ).

-ومَا اتَّصلَ بهِ واوُ الجمَاعةِ، نحوُ: (يَكْتُبُونَ، وَيَنْصُرُونَ).
-ومَا اتَّصَلَ بهِ ياءُ المُخَاطَبةِ، نحوُ: (تَكْتُبِينَ وَتَنْصُرِينَ).
ولا يُرفَعُ حينئذٍ بالضَّمَّةِ، بلْ يُرفَعُ بثُبوتِ النُّونِ، والألفُ أو الواوُ أو الياءُ فاعِلٌ، وسيأتِي إيضاحُ ذلكَ.
وقولُنا: (ولا نُونُ توْكِيدٍ خفِيفَةٌ أوْ ثقِيلَةٌ):

يُخرِجُ الفِعْلَ المضَارِعَ الذي اتَّصلتْ بهِ إحدَى النُّونَينِ، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {لَيُسْجَنَنَّ وَلِيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ}.

والفِعْلُ حينئِذٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.
وقولُنا: (ولا نُونُ نِسوَةٍ): يُخرِجُ الفِعْلَ المضَارِعَ الذي اتَّصلَتْ بهِ نُونُ النِّسوةِ، نحْوُ قوْلِهِ سبحانَهُ وتعالَى: {وَالوَالِداَتُ يُرْضِعْنَ}.
والفِعْلُ حينئِذٍ مبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ).

هيئة الإشراف

#3

5 Nov 2008

حاشية الآجرومية للشيخ: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم

المتن:

قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (فَأَمَّا الضَّمَّةُ فَتَكون عَلامَةً للرَّفْعِ في أَرْبَعَةِ مَوَاضِعَ:

-في الاِسْمِ المُفْرَدِ(1).

-وَجَمْعِ التَّكْسيرِ(2).

-وَجَمْعِ المُؤَنَّثِ السَّالِمِ(3).

-وَالفِعْلِ المُضَارِع الذي لَمْ يَتَّصِلّ بِآخره شَيْءٌ(4) ).


الشرح:

قال الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي (ت: 1392هـ): ( (1) وهو في هذا البابِ: ما ليس مثنًّى، ولا مجموعًا، ولا ملحقًا بهما، ولا من الأسماءِ الخمسةِ.

فأُخرجَ:
- المثنَّى، كـ(الزيدانِ).
-والمجموعُ كـ(الزَّيدون).

-والملحقُ بهما، كـ(كلا وكلتا)، وكـ(عشرونَ وبابُهُ).

-والأسماءُ الخمسةُ، وهي: أبوك، وأخوك، وما أشبهَ ذلك.

ولا فرقَ في هذا البابِ، بأن يكونَ معرَبًا بالضَّمَّةِ:

الظَّاهرةِ: كـ(جاءَ زيدٌ)، وقامَتْ هندٌ.

والمقدَّرَةِ كـ(جاءَ الفتى والحبلى، والقاضي، وغلامي).

(2) وهو لغةً: التَّغييرُ.

واصطلاحًا: ما تغيَّرَ فيه بناءُ مفردِهِ.


وهو ستَّةُ أقسامٍ:

-التَّغييرُ بالزِّيادةِ على المفردِ من غيرِ تغييرِ شكلٍ، نحو: صنوٍ وصنوانِ.

-أو بالنَّقصِ عن المفردِ من غيرِ تغييرِ شكلٍ، نحو: تخمةٍ وتخمٍ.
-أو بتبديلِ شكلٍ، من غيرِ زيادةٍ ولا نقصٍ، نحو: أَسدٍ وأُسْدٍ.
-أو الزِّيادةُ على المفردِ، مع تغييرِ الشَّكلِ، كرجلٍ ورجالٍ.

-أو النَّقصُ عن المفردِ، مع تغييرِ الشَّكلِ، كرسولٍ ورسلٍ.

-أو التغييرُ بالزِّيادةِ والنَّقصِ، وتغييرِ الشَّكلِ، نحو: غلامٍ وغلمان.

فهذه كلُّهَا تُرفَعُ بالضَّمَّةِ الظَّاهرةِ، كـ(جاءَ الرِّجالُ وجاءتِ الهنودُ).

أو المقدَّرةِ كـ(جاءت الأسارى والعذارى).

(3) وضابطُهُ:

ما جُمِعَ بألفٍ وتاءٍ مزيدتين على مفردِهِ، نحو: جاءت الهنداتُ.

فخرجَ:

-ما كانت ألفُهُ أصليَّةً، نحو: قضاةٍ وغزاةٍ.

-وما كانت تاؤه أصليَّةً، كأبياتٍ وأمواتٍ.
فلا يُقالُ فيه: جمعُ مؤنَّثٍ سالمٌ.
وتقييدُهُ بجمعِ التَّأنيثِ والسَّلامةِ جريٌ على الغالبِ، وإلا فقد يكونُ لمذكَّرٍ، نحو: إصطبلات، جمعُ اصطبل، وقد يكون مكسَّرًا، نحو: حبلياتٌ، جمعُ حبلى.

(4) يوجِبُ بناءَهُ:

-كنونِ النِّسوةِ، نحو: {يتربَّصْنَ}.

-أو نونِ التَّوكيدِ، نحو: لَيُسْجَنَنَّ، ولَيَكُونَنْ.

-أو ينقلُ إعرابَهُ كألفِ الاثنين، نحو يضربان.

-أو واوِ الجمعِ، نحو: يضربون.

-أو ياءِ المخاطبةِ، نحو: تضربين.

فما لم يتَّصلْ بآخرِهِ شيءٌ، فهو مرفوعٌ:

-بالضَّمَّةِ الظَّاهرةِ، نحو: يضرب.

-أو المقدَّرةِ على الألفِ، نحو: يخشى.

-أو على الواوِ، نحو: يدعو.

-أو الياءِ، نحو: يرمي).

هيئة الإشراف

#4

5 Nov 2008

شرح الآجرومية للشيخ: حسن بن علي الكفراوي


قال الشيخ حسن بن علي الكفراوي الأزهري الشافعي (ت: 1202هـ): ( (فأَمَّا): الفاءُ فاءُ الفصيحةِ، سُمِّيَتْ بذلك لكونِها أَفْصَحَتْ عن جوابِ شَرْطٍ مُقَدَّرٍ، تقديرُه: إذا أَرَدْتَ مَعرِفَةَ ما لكُلِّ عَلامةٍ مِن هذه العلاماتِ فأقولُ لك: أَمَّا الضمَّةُ إلخ.
أمَّا:حرفُ شرْطٍ وتفصيلٍ.
(الضمَّةُ): مبتدأٌ مرفوعٌ بالابتداءِ وعَلامةُ رفعِهِ الضمَّةُ الظاهِرَةُ..
(فتكونُ): الفاءُ واقعةٌ في جوابِ أَمَّا، تكونُ: فعلٌ مضارِعٌ متَصَرِّفٌ مِن كان الناقصةِ، يَرْفَعُ الاسمَ ويَنْصِبُ الخبَرَ، واسمُها ضميرٌ مُسْتَتِرٌ فيها جوازًا تقديرُه هي يعودُ علَى الضمَّةِ. (علامةً): بالنصبِ: خبَرُ تكونُ مَنصوبٌ وعلامةُ نصبِه الفتحةُ الظاهرةُ..
(للرفْعِ): اللامُ حرفُ جرٍّ، الرفْعِ: مجرورٌ باللامِ وعلامةُ جَرِّه الكسرةُ الظاهرةُ، والجارُّ والمجرورُ مُتَعَلِّقٌ بعلامةً، وجُملةُ تكونُ واسمُها وخَبَرُها في مَوْضِعِ رفعٍ خَبَرُ الضمَّةُ.
(في أربعةِ): في حرفُ جرٍّ، أربعةِ: مجرورٌ بـفي وعلامةُ جَرِّه الكسرةُ الظاهرةُ، وأربعةِ: مضافٌ.
و (مَواضعَ): مُضافٌ إليهِ مجرورٌ، وعلامةُ جَرِّه الفتحةُ نِيابةً عن الكسرةِ؛ لأنه اسمٌ لا يَنْصَرِفُ، والمانعُ له مِن الصرفِ صِيغةُ مُنْتَهَى الْجُموعِ.
(في الاسمِ): في حرفُ جرٍّ، والاسمُ: مجرورٌ بـفي وعلامةُ جَرِّه الكسرةُ الظاهرةُ، والجارُّ والمجرورُ في مَحَلِّ جَرٍّ بَدَلٌ مِمَّا قَبْلَه. (المفرَدِ): نعتٌ للاسمِ، ونعتُ المجرورِ مجرورٌ، وعلامةُ جَرِّه الكسرةُ الظاهرةُ.
يعني: أنَّ الموضعَ الأُوَّلَ مما تَكونُ الضمَّةُ فيه علامةً للرفْعِ الاسمُ المفرَدُ،
والمرادُ به هنا: ما ليس مُثَنًّى، ولا مَجموعًا، ولا مُلْحَقًا بهما، ولا مِن الأسماءِ الخمسةِ، فإنَّ كُلاًّ مِن هذه لا يُقالُ له مُفردٌ في هذا البابِ.
ثم لا فَرْقَ في الاسمِ المفرَدِ بينَ أنْ يكونَ مُعْرَبًا بالضمَّةِ:
الظاهِرَةِ أو الْمُقَدَّرَةِ:
فالظاهرةُ نحوُ: (جاءَ زيدٌ)، وإعرابُه:

جاءَ:فعلٌ ماضٍ.

وزيدٌ: فاعِلٌ مرْفُوعٌ وعلامةُ رفْعِه الضمَّةُ الظاهِرَةُ.

ولا فَرْقَ في الضمَّةِ الْمُقَدَّرَةِ بَيْنَ أن تكونَ مُقَدَّرَةً:

للتَّعَذُّرِ أو الثِّقَلِ:

فالمُقَدَّرَةُ للتَّعَذُّرِ نحوُ: (جاءَ الفتَى)، وإعرابُه:

جاءَ:فعلٌ ماضٍ

والفتَى:فاعِلٌ مرْفُوعٌ وعلامةُ رفعِه ضَمَّةٌ مُقَدَّرَةٌ علَى الألِفِ مَنَعَ مِن ظُهورِها التَّعَذُّرُ.

والمُقَدَّرَةُ للثِّقَلِ نحوُ: جاءَ القاضي، وإعرابُه:

جاءَ: فعلٌ ماضٍ.

والقاضي:فاعِلٌ مرْفُوعٌ، وعلامةُ رفعِه ضَمَّةٌ مُقَدَّرَةٌ علَى الياءِ مَنَعَ مِن ظُهورِها الثِّقَلُ.


وأشارَ للموضِعِ الثاني مِن مَواضِعِ الضمَّةِ بقولِه:
(وجَمْعُ): وإعرابُه:

الواوُ: حرْفُ عطْفٍ، جمعُ: معطوفٌ علَى الاسمِ، والمعطوفُ علَى المجرورِ مجرورٌ، وعلامةُ جَرِّه الكسرةُ الظاهرةُ، وجَمْعُ: مضافٌ.

و(التكسيرِ): مُضافٌ إليهِ وهو مَجْرورٌ وعلامةُ جَرِّه الكسرةُ الظاهرةُ.
يعني: أنَّ المَوْضِعَ الثانِيَ مما تكونُ الضمَّةُ فيه علامةً للرفْعِ، جمعُ التكسيرِ.
ومعْنَاهُ لُغةً:مُطْلَقُ التغييرِ.
واصْطِلاحًا: ما تَغَيَّرَ فيه بِناءُ مُفْرَدِه.
ثم لا فَرْقَ في التغييرِ بَيْنَ أن يكونَ:

-بتغييرِ شكلٍ فقط نحوُ: أَسَدٌ وأُسْدٌ.

-أو بِزيادةٍ فقط نحوُ: صِنوٌ وصِنوانٌ.

-أو بنقصٍ فقط نحوُ: تُخَمَةٌ وتُخَمٌ.

-أو بنقصٍ مع تغييرِ الشكلِ نحوُ: كتابٌ وكُتُبٌ، ورسولٌ ورسُلٌ.

-أو بزيادةٍ مع تَغييرِ شَكْلٍ نحوُ: رجلٌ ورِجالٌ.

-أو بالثلاثةِ نحوُ: غُلامٌ وغِلمانٌ.

ثم لا فَرْقَ بَيْنَ أن يكونَ لِمُذَكَّرٍ أو لِمُؤَنَّثٍ، أو بالضمَّةِ الظاهِرَةِ أو المُقَدَّرَةِ.

ولا فَرْقَ في المُقَدَّرَةِ بَيْنَ أن تكونَ مُقَدَّرَةً للتَّعَذُّرِ أو للثِّقَلِ أو للمُناسَبَةِ، نحوُ: (جاءَ الرجالُ والأُسَارَى والهنودُ والعَذَارَى وغِلمانِي)، وإعرابُه:

جاءَ: فعلٌ ماضٍ والتاءُ: علامةُ التأنيثِ.

والرجالُ: فاعِلٌ مرْفُوعٌ وعَلامةُ رفعِهِ الضمَّةُ الظاهِرَةُ.

والأُسارَى: معطوفٌ علَى الرجالِ والمَعْطُوفُ علَى المَرْفوعِ مَرْفُوعٌ وعلامةُ رفعِه ضَمَّةٌ مُقَدَّرَةٌ علَى الألِفِ مَنَعَ مِن ظُهورِها التَّعَذُّرُ.

والهنودُ: معطوفٌ علَى الرجالُ، والمَعْطُوفُ علَى المَرْفوعِ مَرْفُوعٌ وعَلامةُ رفعِهِ الضمَّةُ الظاهِرَةُ.

والْعَذَارَى: معطوفٌ علَى الرجالُ، والمَعْطُوفُ علَى المَرْفوعِ مَرْفُوعٌ وعلامةُ رفعِه ضَمَّةٌ مُقَدَّرَةٌ علَى الألِفِ للتَّعَذُّرِ.

وغِلمانِي: معطوفٌ أيضًا علَى الرجالُ، والمَعْطُوفُ علَى المَرْفوعِ مَرْفُوعٌ وعلامةُ رفعِه ضَمَّةٌ مُقَدَّرَةٌ علَى ما قَبلَ ياءِ المتكلِّمِ مَنَعَ مِن ظُهورِها اشتغالُ المَحَلِّ بحركةِ المناسَبَةِ.

وأشارَ للموضِعِ الثالثِ بقولِه:

(وجَمْعِ المؤنَّثِ السالِمِ): وإعرابُه:
الواوُ: حرْفُ عطْفٍ.
جَمْعِ: معطوفٌ علَى الاسمِ، والمعطوفُ علَى المجرورِ مجرورٌ، وعَلامةُ جَرِّهِ كسْرةٌ ظاهِرَةٌ في آخِرِه، وجَمْعِ: مضافٌ.
والمُؤَنَّثِ: مُضافٌ إليهِ وهو مَجْرورٌ.
والسالِمِ: نعتٌ لـجمْعِ، ونعتُ المجرورِ مجرورٌ.

يعني: أنَّ المَوْضِعَ الثالثَ مما تكونُ الضمَّةُ فيه علامةً للرفْعِ.

جَمْعُ المُؤَنَّثِ السالِمُ،

وهو: ما جُمِعَ بألِفٍ وتاءٍ مَزِيدتينِ، نحوُ: هِنْدَاتٌ مُفْرَدُه هنْدُ، فالجمعُ زادَ علَى المفرَدِ الألفَ والتاءَ، تقولُ: جاءَتِ الْهِنْداتُ، وإعرابُه:

جاءَ:فعلٌ ماضٍ.

والتاءُ: علامةُ التأنيثِ،

والهنداتُ: فاعِلٌ مرْفُوعٌ بالضمَّةِ الظاهِرَةِ.

فإن كانت التاءُ أصليَّةً مثل: مَيِّتٍ وأمواتٍ.

أو الألِفُ أصليَّةً نحوُ: قاضٍ وقُضاةٍ، لا يُقالُ له جَمْعُ مُؤَنَّثٍ سالِمٌ، بل هو جَمْعُ تكسيرٍ.
وأصلُ قُضاةٍ: قُضَيَةٌ، تَحَرَّكَت الياءُ وانفَتَحَ ما قَبْلَها فقُلِبَتْ ألِفًا فصار قُضاةً، فأَلِفُه مُنْقَلِبَةٌ عن الياءِ.
وتَقييدُ الجمْعِ بالتأنيثِ والسلامةِ جَرَى علَى الغالِبِ، فقد يكونُ جمعَ تكسيرٍ، نحوُ: حُبْلَى، تقولُ في جَمْعِه: حُبْلَيَاتٌ، فتُغَيِّرُ الجمْعَ عن المفْرَدِ بزيادةِ الياءِ فتقولُ: جاءَتْ حُبْلَيَاتٌ، وإعرابُه:

جاءَ: فعلٌ ماضٍ، والتاءُ: علامةُ التأنيثِ.

وحُبْلَيَاتٌ: فاعِلٌ مرْفُوعٌ بالضمَّةِ الظاهِرَةِ.

قد يكونُ جَمْعًا لِمُذَكَّرٍ نحوُ: إِصْطَبْلٌ وإصطبلاتٌ، بكَسْرِ الهمزةِ فيهما، تقولُ: هُدِمَتُ إِصْطَبلاتٌ، وإعرابُه:

هُدِمَ: فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ للمجهول.

والتاءُ: علامةُ التأنيثِ.

وإصطبلاتٌ: نائبُ فاعلٍ وهو مرفوعٌ وعَلامةُ رفعِهِ الضمَّةُ الظاهِرَةُ.

وأشارَ للموضعِ الرابعِ بقولِه: (والفعلِ المضارِعِ): وإعرابُه:
الواوُ: عاطفةٌ.
والفعلِ: معطوفٌ علَى الاسمِ، والمعطوفُ علَى المجرورِ مجرورٌ، وعَلامةُ جَرِّهِ كسْرةٌ ظاهِرَةٌ في آخِرِه.
المضارِعِ: نعتٌ للفعلِ، ونعتُ المجرورِ مجرورٌ، وعلامةُ جَرِّه كسرةٌ ظاهرةٌ في آخِرِه.
(الذي): اسمٌ موصولٌ نعتٌ ثانٍ للفِعْلِ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ جَرٍّ؛ لأنه اسمٌ مَبْنِيٌّ لا يَظْهَرُ فيه إعرابٌ.
(لم): حَرْفُ نفْيٍ وجَزْمٍ وقَلْبٍ..
فعْلٌ مُضارِعٌ مَجْزومٌ بـلم، وعَلامةُ جزْمِهِ السُّكُونُ..
(بآخِرِه): جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـيَتَّصِلْ.وآخِرِ: مضافٌ،
والهاءُ العائدُ علَى الذي: مُضافٌ إليهِ في مَحَلِّ جَرٍّ لأنه اسمٌ مَبْنِيٌّ لا يَظْهَرُ فيه إعرابٌ.

(شيءٌ): فاعلُ يَتَّصِلْ وهو مرفوعٌ، وعَلامةُ رفعِهِ الضمَّةُ الظاهِرَةُ، والجملةُ مِن الفعلِ والفاعلِ لا مَحَلَّ لها مِن الإعرابِ صِلَةُ الموصولِ، وهو الذي يَعْنِي أنَّ المَوْضِعَ الرابعَ وهو آخِرُ ما تكونُ الضمَّةُ فيه علامةً لرَفْعِ الفعْلِ المضارِعِ نحوُ: يَضْرِبُ زيدٌ ويَخْشَى ويَدْعُو ويَرْمِي.

وإعرابُه:

يَضْرِبُ: فعلٌ مضارِعٌ مَرفوعٌ لتَجَرُّدِه من الناصبِ والجازِمِ وعَلامةُ رفعِهِ الضمَّةُ الظاهِرَةُ، وزيدٌ: فاعِلٌ مرْفُوعٌ.

ويَخشَى: الواوُ
عاطفةٌ، يخشَى: فعلٌ مضارِعٌ معطوفٌ علَى يَضْرِبُ، والمَعْطُوفُ علَى المَرْفوعِ مَرْفُوعٌ، وعلامةُ رفعِه ضَمَّةٌ مُقَدَّرَةٌ علَى الألِفِ مَنَعَ مِن ظُهورِها التَّعَذُّرُ، والفاعلُ: مُسْتَتِرٌ فيه جوازًا تقديرُه هو يعودُ علَى زيدٌ.

ويَدْعُو: فعلٌ مضارِعٌ معطوفٌ أيضًا علَى يَضْرِبُ مرفوعٌ بضَمَّةٍ مُقَدَّرَةٍ علَى الواوِ، مَنَعَ مِن ظُهورِها الثِّقَلُ، وفاعلُه مُسْتَتِرٌ جوازًا تقديرُه هو يعودُ علَى زيدٌ أيضًا.

ويرمي: معطوفٌ كذلك علَى يَضْرِبُ مرفوعٌ بضَمَّةٍ مُقَدَّرَةٍ علَى الياءِ مَنَعَ مِن ظُهورِها الثِّقَلُ، وفاعلُه مُسْتَتِرٌ فيه جوازًا تقديرُه هو يعودُ علَى زيدٌ كما تَقَدَّمَ.

وقولُه: (الذي لم يَتَّصِلْ بآخِرِه شيءٌ)، يعني به أنَّ الفعلَ المضارِعَ لا يُرْفَعُ بالضَّمَّةِ إلا إذا كان خاليًا مما يُوجِبُ بِناءَه أو يَنْقُلُ إعرابَه وهو المرادُ بقولِه: (لم يَتَّصِلْ بآخِرِه شيءٌ).

والذي يُوجِبُ بناءه شيئانِ:

-نونُ الإناثِ.

-ونونُ التوكيدِ حَفيفةً أو ثقيلةً:

فنونُ الإناثِ:

يُبْنَى الفعْلُ معها علَى السكونِ،

نحوُ: يَضْرِبْنَ، مِن قولِك: (النساءُ يَضرِبْنَ)، وإعرابُه:

النساءُ: مبتدأٌ مرفوعٌ بالابتداءِ وعَلامةُ رفعِهِ الضمَّةُ الظاهِرَةُ.

ويَضْرِبْنَ: فعلٌ مضارِعٌ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ لاتِّصالِه بنونِ النِّسوةِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.

ونونُ النِّسوةِ: فاعلٌ في مَحَلِّ رَفْعٍ؛ لأنه اسمٌ مَبْنِيٌّ لا يَظْهَرُ فيه إعرابٌ.

والجملةُ مِن الفعلِ والفاعلِ في مَحَلِّ رَفْعٍ خبرُ المبتدأِ.

ونونُ التوكيدِ: يُبْنَى الفعْلُ معها علَى الفتحِ.

فنونُ التوكيدِ الثقيلةُ نحوُ:

(الرجُلُ ليُسْجَنَنَّ)، وإعرابُه:

الرجُلُ: مبتدأٌ مرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهِرَةِ.

واللامُ: في ليُسْجَنَنَّ مُوَطِّئَةٌ للقَسَمِ.

ويُسْجَنَنَّ: فعلٌ مضارِعٌ مَبْنِيٌّ علَى الفتحِ لاتِّصالِه بنونِ التوكيدِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.

والنونُ: للتوكيدِ، ونائبُ الفاعلِ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ جوازًا تقديرُه هو، يعودُ علَى الرجلُ.

والجملةُ مِن الفعلِ ونائبِ الفاعلِ في مَحَلِّ رَفْعٍ خبرُ المبتدأِ.

ونونُ التوكيدِ الخفيفةِ

نحوُ: (الرجُلُ ليَكُونَنْ)، بسكونِ النونِ.

وإعرابُه: كما تَقَدَّمَ.

والذي يَنْقُلُ إعرابَه:

-ألِفُ الاثنينِ نحوُ: يَفعلانِ وإعرابُه:

يَفعلانِ: فعلٌ مضارِعٌ مَرفوعٌ وعلامةُ رفعِه ثبوتُ النونِ، والألِف فاعلٌ.

-أو واوُ الجماعةِ نحوُ: يَفعلونَ، وإعرابُه:

يَفعلونَ:فعلٌ مضارِعٌ مَرفوعٌ وعلامةُ رفعِه ثبوتُ النونِ، والواوُ فاعلٌ.

-أو ياءُ المُؤَنَّثَةِ المخاطَبَةِ نحوُ: تَفعلينَ، وإعرابُه:

تَفعلينَ:

فعلٌ مضارِعٌ مَرفوعٌ وعلامةُ رفعِه ثبوتُ النونِ، والياءُ فاعلٌ.

فقد عَلِمْتَ أنه متَى اتَّصَلَ به إحدَى النونينِ يُبْنَى.

أو اتَّصَلَ به ألِفُ الاثنينِ أو واوُ الجماعةِ أو ياءُ المخاطَبةِ انْتَقَلَ إعرابُه من الحركاتِ إلَى الحروفِ كما عَلِمْتَ وسيأتي بيانُه).

هيئة الإشراف

#5

5 Nov 2008

شرح الآجرومية للدكتور: محمد بن خالد الفاضل (مفرغ)

قال الدكتور محمد بن خالد الفاضل: (فأما
(الضمة) -وهي العلامة الأصلية للرفع- فتكون علامة للرفع في ماذا؟

- في الاسم المفرد.

-وفي جمع التكسير.

-وفي جمع المؤنث السالم.

-وفي الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء.

انظروا إلى الأول من هذه الأربعة:

أولها: هو: الاسم المفرد: كلمة (المفرد) إذا أطلقت في اللغة العربية أو في النحو يراد بها ماذا؟ يراد بها ضد الجمع.

ليس دائماً، في هذا المكان بالذات المراد بها المفرد الذي يقابله الجمع، لكنها لها أربعة إطلاقات، يعني: أنها تطلق ويقابلها أربعة أشياء:

-فأنت أحياناً تطلق المفرد وتريد: ضد المثنى والجمع.

- وأحياناً تطلق المفرد وتريد به: ضد المضاف.

تقول مثلاً: أن تكون هذه الكلمة مفردة، أي: ليست مضافة.

مثلاً يقال في الأسماء الستة: تعرب بالحروف إذا كانت ليست مفردة بمعنى أنها مضافة.

فالمفرد إذاً يطلق إطلاقاً:

- أولاًويراد به: ضد المثنى والجمع.

- وقد يطلق ثانياً ويراد به: ضد المضاف.

- وقد يطلق ثالثاً ويراد به: ضد الجملة وشبه الجملة.

- وقد يطلق رابعاً ويراد به: ضد المركب،(محمد) اسم مفرد، (معديكرب) اسم مركب، (سيبويه): اسم مركب، (تأبط شرّاً) اسم مركب.

فإذاً:

كلمة (اسم مفرد) هذه لا ينبغي أن تطلقها إلا وقد قرنتها ببيان ما يقابلها؛ لئلا يلتبس الأمر.

فأنت أحياناً تتحدث عن الخبر فتقول: الخبر يكون مفرد ويكون غير مفرد، يعني أنه يكون مفرداً، ويكون شبه جملة، وجملة.

وتتحدث في أبواب أخرى وتريد: ليس مضافاً، في النداء وما ماثله.

وتتحدث أحياناً أخرى -كما هنا- وتريد: ليس مثنى ولا جمعاً.

وتتحدث أحياناً أخرى وتريد به: ضد التركيب.

فهنا يقول: (الاسم المفرد): أي: الذي ليس بمثنى ولا جمع.

وثانياً:

جمع التكسير.

وثالثاً:

جمع المؤنث السالم.

ورابعاً:

الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء.

نأتي بمثال لكل واحد من هذه مع أنها واضحة.

الاسم المفرد:

مثل: (جاء محمدٌ): مرفوع بالضمة.

جمع التكسير:

مثل: (هذه كتبٌ)، (هذه أقلامٌ)، (هؤلاء رجالٌ):

(رجال، وكتب، وأقلام) جموع تكسير مرفوعة بالضمة.

جمع المؤنث السالم:

(هؤلاء طالباتٌ) مرفوع بالضمة.

جمع المؤنث السالم -كما سيأتي- ليس المراد به ما كان مؤنثاً فقط، وإنما المراد به ما كان مختوماً بألف وتاء.

جمع المؤنث السالم يقال فيه:

جمع المؤنث من باب التغليب، وإلا فهو: كل اسم ختم بألف وتاء فإنه يعتبر من هذا الباب، يعني: يعرب بإعرابه، يرفع بالضمة وينصب ويجر بالكسرة، فهذا الباب الذي يسمى باب جمع المؤنث السالم سمي بهذا الاسم تغليباً، وإلا فإنه باب الجمع المختوم بألف وتاء زائدتين، لماذا الدقة أن نسميه المختوم بألف وتاء ولا نسميه المؤنث السالم؟ لأن فيه ألفاظ كثيرة جدّاً تجمع هذا الجمع وتأخذ نفس الحكم وهي ليست بجمع مؤنث وإنما هي جمع مذكر، مثلاً (سرادق) تجمع على ماذا؟

(سرادقات): جمع مؤنث سالم مع أن سرادق مذكر.

و(اصطبل) تجمع على (اصطبلات)، و(حمام) تجمع على (حمامات)، و(موضوع) تجمع على (موضوعات).

فإن جمع المختوم بألف وتاء بابه واسع يمكن أن تجمع عليه أكثر هذه الألفاظ الخماسية التي لم يسمع لها جمع تكسير، فأغلب الألفاظ الخماسية التي لم يسمع لها جمع تكسير هذه تجمع جمع مؤنث سالم مختوم بألف وتاء وإن كانت مذكرة ولا علاقة لها بالمؤنث، فجمع المؤنث السالم أو الجمع المختوم بألف وتاء يرفع بالضمة مثل:

(هؤلاء طالباتٌ).

الرابع:

الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء:

ما معنى لم يتصل بآخره شيء؟

يعني: احترازاً من أن تلحقه إحدى النونين اللتين بسببها يُبنى ولا يكون معرباً حينئذٍ.

معروف أنه إذا سبقته أداة نصب سينصب، وإذا سبقته أداة جزم سيجزم، لكنه إذا لم يسبقه شيء لا يكون مرفوعاً دائماً، فقد يلحقه شيء يؤثر عليه ويغير رفعه وهي:

- نون التوكيد.

- ونون النسوة.

إذاً: لكي يكون مرفوعاً لا ينبغي أن يسبق بحرف ناصب ولا جازم، ولا ينبغي أن يلحق بإحدى النونين.

فإذا تجرد من الناصب والجازم وتجرد من النونين فإنه حينئذ يكون مرفوعاً بالضمة مثل: (يكتبُ، يذهبُ، يجلسُ) ونحو ذلك.

هذه العلامة الأولى وهي العلامة الأصلية وهي: (الضمة) تدخل في أربعة أشياء هذه الأشياء الأربعة فقط.

أما الواو: متى تكون الواو علامة للرفع نيابة عن الضمة؟

الآن دخل في العلامات الفرعية.

هناك أسماء لا تستطيع أن ترفعها بالضمة، وإنما جاءت علامة فرعية حلت محل الضمة.

هذه الأسماء منها ما رَفْعُه بالواو.

ما الأشياء التي ترفع بالواو؟

الأشياء التي ترفع بالواو هي:

-جمع المذكر السالم.

- والأسماء الخمسة، أو إن شئت: الأسماء الستة أيضاً(وأما الواو: فتكون علامة للرفع في موضعين) فقط، يعني: لا يمكن أن تجد اسماً أو فعلاً مرفوعاً بالواو إلا هذين الاسمين فقط، إذاً الأفعال هل يدخلها الرفع بالواو أو لا؟

الأفعال لا يدخلها الرفع بالواو، الأفعال يدخلها الرفع بالضمة، الضمة مشتركة بين الأسماء والأفعال من الأسماء ما يرفع بالضمة، ومن الأفعال ما يرفع بالضمة).

عبد العزيز بن داخل المطيري

#6

5 Nov 2008

العناصر

أولاً: (الضمة)
مواضع الرفع بالضمة:
الموضع الأول: الاسم المفرد
إطلاقات كلمة (المفرد) في علم النحو
الإطلاق الأول: يطلق ويراد به ما يقابل المثنى والجمع
الإطلاق الثاني: يطلق ويراد به ما يقابل المضاف
الإطلاق الثالث: يطلق ويراد به ما يقابل الجملة وشبه الجملة
الإطلاق الرابع: يطلق ويراد به ما يقابل المركب
يعرف (الاسم المفرد) في كل باب بحسبه
(الاسم المفرد) في باب الإعراب هو: ما ليس مثنىً ولا مجموعاً ولا ملحقاً بهما ولا من الأسماء الخمسة أو الستة
(الاسم المفرد) في باب المبتدأ والخبر هو: ما ليس جملة ولا شبيهاً بالجملة
(الاسم المفرد) في باب (لا) والنداء هو: ما ليس مضافاً ولا شبيهاً بالمضاف
الموضع الثاني: جمع التكسير
تعريف (جمع التكسير)
تعريفه لغة: التغيير
تعريفه اصطلاحاً: هو ما تغير فيه بناء مفرده
أنواع التغير التي تعتري جمع التكسير ستة
النوع الأول: تغير في الشكل فقط
مثاله:(أسد) مفرداً و(أُسْد) جمع تكسير
النوع الثاني: تغير بالنقص
مثاله:(تهمة) نقصت عند الجمع حرفاً واحداً (تهم)
النوع الثالث: تغير بالزيادة
مثاله: (صنو) مفرداً، و(صنوان) جمع تكسير
النوع الرابع:تغير في الشكل مع النقص
مثاله: (سرير) مفرداً، و(سرر) جمع تكسير
النوع الخامس: تغير في الشكل مع الزيادة
مثاله:(سبب) مفرداً، و(أسباب) جمع تكسير
النوع السادس: تغير في الشكل مع الزيادة والنقص جميعاً
مثاله: (كريم) مفرداً و(كرماء) جمع تكسير
الموضع الثالث: جمع المؤنث السالم
تعريف (جمع المؤنث السالم)
تقييد هذا الجمع بالتأنيث والسلامة جرى على الغالب، فقد يكون جمع تكسير، وقد يكون أصله مذكراً فإذا جمع صار مؤنثاً نحو: (سرادق) جمعه (سرادقات)
الأصح في تسمية هذا الجمع أن يقال فيه: ما ختم بألف وتاء
الموضع الرابع: الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء
الأحوال التي يمتنع معها رفع (الفعل المضارع بالضمة)
الحال الأولى: حال البناء
ما يوجب بناء الفعل المضارع أمران:
الأمر الأول: نون الإناث
مثاله: النساء يضربن
الأمر الثاني: نون التوكيد وهي نوعان:
النوع الأول: نون التوكيد الخفيفة
مثاله: الرجل ليكوننْ
النوع الثاني: نون التوكيد الثقيلة
مثاله: الرجل ليسجننَّ
الحال الثانية: حال الإعراب فيما إذا اتصل بـ(الفعل المضارع) ألف الاثنين أو واو الجماعة، أو ياء المخاطبة
مثال ما اتصل به (ألف الاثنين): يضربان
مثال ما اتصل به (واو الجماعة): يضربون
مثال ما اتصلت به (ياء المخاطبة): تضربين
الحال الثالثة: ألا يسبق بناصب أو جازم

فوائد:
الفرق بين (العلم) و(المعرفة):
قيل إنهما مترادفان
وقيل: (المعرفة) تتعلق بالجزئيات والبسائط نحو: (عرفت زيداً)، و(عرفت النقطة)، و(العلم) يتعلق بالكليات والمركبات كـ(الإنسان) و(زيد قائم)

عبد العزيز بن داخل المطيري

#7

5 Nov 2008

الأسْئِلةٌ

س1: فِي كَمْ موْضِعٍ تكونُ الضَّمَّةُ عَلامَةً للرفْعِ؟
س2: مَا المُرَادُ بالاسْمِ المُفرَدِ هُنا؟
س3: مثِّلْ للاسْمِ المُفرَدِ بأرْبَعَةِ أمثِلَةٍ بحيْثُ يكونُ الأوَّلُ مذكَّراً، والضَّمَّةُ ظَاهِرةً عَلَى آخِرِه، والثَّانِي مذكَّراً والضَّمَّةُ مُقدَّرةً، والثَّالثُ مؤنَّثاً، والضَّمَّةُ ظَاهِرةً، والرَّابعُ مؤنَّثاً، والضَّمَّةُ مُقدَّرةً.
س4: مَا هُوَ جمْعُ التَّكْسِيرِ؟
س5: عَلَى كمْ نوعٍ يكونُ التَّغيُّرُ فِي جمْعِ التَّكْسِيرِ، مَعَ التَّمثيلِ لكلِّ نوعٍ بمِثاليْنِ؟
س6: مثِّلْ لجمْعِ التَّكْسِيرِ الدَّالِّ عَلَى مُذكَّرِينَ، والضَّمَّةُ مُقدَّرةٌ، ولجمْعِ التَّكْسِيرِ الدَّالِ عَلَى مُؤَنَّثَاتٍ والضَّمَّةُ ظَاهِرةٌ.
س7: مَا هُوَ جمْعُ المُؤنَّثِ السَّالمُ؟
س8: هلْ تكونُ الضَّمَّةُ مُقدَّرةً فِي جمْعِ المُؤنَّثِ السَّالمِ؟
س9: إذَا كَانت الألفُ غيرَ زائدةٍ فِي الجمْعِ الذي فِي آخِرِهِ ألفٌ وتاءٌ، فمِنْ أيِّ نوعٍ يكونُ، مَعَ التَّمثيلِ؟
س10: متَى يُرفْعُ الفِعْلُ المضَارِعُ بالضَّمَّةِ؟
س11: مثِّلْ بثلاثةِ أمثْلِةٍ مختلفةٍ للفعلِ المضَارِعِ المرفُوعِ بضمَّةٍ مُقدَّرةٍ.

هيئة الإشراف

#8

1 Oct 2022

حاشية الآجرومية للشيخ: عبد الله العشماوي الأزهري

المتن:

قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (فَأَمَّا الضَّمَّةُ فَتَكون عَلامَةً للرَّفْعِ في أَرْبَعَةِ مَوَاضِعَ(1):
- في الاسْمِ المُفْرَدِ(2).
- وَجَمْعِ التَّكْسيرِ(3).
- وَجَمْعِ المُؤَنَّثِ السَّالِمِ(4).
- وَالفِعْلِ المُضَارِع(5) الذي لَمْ يَتَّصِلْ بِآخره شَيْءٌ(6)
).


الشرح:

قال الشيخ عبد الله العشماوي الأزهري: ( (1) قوله: (فأمَّا الضّمّةُ فتكونُ علامةً للرّفعِ في أربعةِ مواضعَ): الجارُّ والمجرورُ يحتملُ أن يكونَ متعلّقًا بعلامةٍ أو بمحذوفٍ صفة لعلامةٍ، تقديرُ الكلامِ: علامةً كائنةً في أربعةِ مواضعَ.
-فعلى الأوَّلِ: يكونُ ظرفاً لغواً، وهو ما كان عاملُهُ خاصًّا سواءٌ كان:

- جائزَ الحذفِ: كقولِكَ: بسمِ اللهِ.

-أو واجبَ الحذفِ: كقولِكَ: (اليومَ صمتُهُ)، فإنَّ عاملَهُ واجبُ الحذفِ، والتَّقديرِ: (صمتُ اليومَ صمتُهُ)، وسُمّيَ لغواً لإلغائِهِ عن الضَّميرِ وخلّوِهِ منه.

-وعلى الاحتمالِ الثَّانييكونُ الجارُّ والمجرورُ ظرفاً مستقرًّا لاستقرارِ الضَّميرِ فيه، والظَّرفُ المستقرُّ ما كان عاملُهُ عامًّا ولا يكونُ إلا واجبَ الحذفِ، وذلك في:

-الظَّرفِ الواقعِ خبراً، كقولِكَ: (زيدٌ عندك أي مستقرًّا)، فحذفَ العاملَ وهو مستقرًّا، فانفصلَ الضَّميرُ وانتقلَ للظَّرفِ.

-وفي الظَّرفِ الواقعِ صفةً، كقولِكَ: (مررتُ برجلٍ عندك).

-والواقعِ حالاً، كقولِكَ: (جاء زيدٌ عندَكَ).

-والواقعِ صلةً، كقولِكَ: (جاء الَّذي عندَكَ).

فهذه هي المواضعُ الَّتي يكون الظَّرفُ فيها مستقرًّا لاستقرارِ الضَّميرِ فيه.

(2) قوله: (في الاسمِ المفردِ): وهو ما ليس مثنًّى، ولا مجموعًا، ولا ملحقًا بهما، ولا من الأسماءِ الخمسةِ أو السّتّةِ.
فقولُهُ: (ما ليس مثنًّى): خرج المثنَّى كـ(الزيدان).

وقولُهُ: (لا مجموعًا): خرجَ الجمعُ كـ(الزَّيدون والعَمْرونَ).

وخرجَ بقولِهِ: (ولا ملحقًا بهما):

-الملحقُ بالمثنَّى كَكِلاَ وكِلْتَا.

-والملحقُ بالجمعِ كـ(عشرون) وبابِهِ.

وخرجَ بقولِهِ: (ولا من الأسماءِ الخمسةِ أو السّتّةِ): نحو: أبوك وأخوك.

فهذا هو المفردُ في بابِ الإعرابِ.

وأمَّا المفردُ في بابِ المبتدأ والخبرِ:فهو ما ليس جملةً ولا شبيهًا بالجملةِ.

وأمَّا المفردُ في بابِ لا والمنادى:فهو ما ليس مضافًا ولا شبيهًا بالمضافِ، وسواءٌ كان مذكّرًا أو مؤنّثًا.

(3) قوله: (جمعُ التَّكسيرِ):

وهو ما تغيَّرَ فيه بناءُ مفردِهِ أي لفظُ مفردِهِ، سواءً كان التَّغييرُ:

- بالزّيادةِ كصِنْوٍ وصِنْوَانٍ.

-أو بالنّقصِ كتخمةٍ وتُخَمٍ.

-أو بالشَّكلِ كأَسَدٍ وأُسْدٌ.

-أو بالزّيادةِ والشّكلِ كرَجُلٍ ورجالٍ.

-أو بالزّيادةِ والنّقصِ وتغييرِ الشّكلِ كغلامٍ وغِلْمَانٍ.

فإنَّ هذه كلَّها تُرفَعُ بالضّمّةِ.

وسواءً كان جمعُ التّكسيرِ:

-مذكَّرًا، كقولِكَ: جاءت الزّيودُ.

-أو مؤنّثًا، كقولِكَ: جاءت الهنودُ.

وسواءً كان إعرابُهُ:

-ظاهرًا، كما مثَّلْنا.

-أو مقدّرًا، كقولِكَ: جاءت الأسارى والعذارى.

وسواءً كان:

- منصرفًا، كقولِكَ: جاءت زيودٌ وهنودٌ.

-أو غيرَ منصرفٍ، كشياطينَ وبساتينَ.

(4) قوله: (وجمعُ المؤنّثِ السّالمِ): وهو ما جُمِعَ بألفٍ وتاءٍ مزيدتين نحو: جاءت الهنداتُ والزَّينباتُ والفاطماتُ، ممَّا مسمَّاه:

-مؤنَّثٌ في اللفظِ والمعنى، كفاطمةَ.

-أو مؤنّثٌ في المعنى فقط، كهندٍ.

-أو في اللفظِ فقط، كطلحةَ.

وقوله: (ما جُمِعَ): يحتملُ أن تكونَ (ما) واقعةً على مفردٍ، ويحتملُ أن تكونَ واقعةً على جمع، لكنْ ينافيه قولُهُم: جُمِع بضمِّ الجيمِ وكسرِ الميمِ: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ لما لم يسمّ فاعلُهُ لأنَّ الجمعَ لا يُجمَعُ.

ويُجابُ بأنَّا نختارُ الثَّانيَ، وهو أنَّ (ما) واقعةٌ على جمع، ولا ينافيه قولُهُم جُمعَ؛ لأنَّ معنى جُمِعَ تحقَّقَتْ جمعيَّتُه.
وقولُه: (بألفٍ وتاءٍ مزيدتين):
إن جعلتَ الباءَ للسّببيَّةِ لا يحتاجُ لقيدِ الزّيادةِ.
وإن جعلتَ الباءَ للملابسةِ فلا بدَّ من قيدِ الزّيادةِ، فيُخرجُ الألفُ الزّائدةُ ما إذا كانت الألفُ أصليَّةً كما في قضاةٍ وغزاةٍ، فإنَّ أصلَ قضاةٍ قُضَيَة بضمِّ القافِ وفتحِ الضّادِ والياءِ، وتحرَّكتِ الياءُ وانفتحَ ما قبلَهَا فقُلِبَت ألفًا فصار قضاةً، وضمُّوا قافَهَا للفرقِ بين الجمعِ والمفردِ كفتاةٍ وقناة، ويخرجُ بالتاء المزيدة التاءُ الأصليةُ كتاءِ بيتٍ وأبيات، وميتٍ وأموات، فإن الياء فيها أصلية، فلا يقال له جمع مؤنث سالمٍ، قال اللهُ تعالى: {وكنتُمْ أمواتًا}، بنصبِهِ بالفتحةِ الظَّاهرةِ.
وقولُهُ: (المؤنَّثُ): ليس قيدًا، ومثلُهُ ما لو كان مُسمَّاهُ مذكَّرًا كاصْطَبْلٍ واصطبلاتٍ، وحمَّامٍ وحمَّاماتٍ.
وقولُهُ: (السَّالمُ): ليس بقيدٍ أيضا، ومثلُهُ ما تغيَّرَ مفردُهُ كسجدةٍ وسجَدَاتٍ ونبِقةٍ ونبقاتٍ.
(5) قوله: (والفعلُ المضارعُ): فإنَّهُ يُرفَعُ بالضّمّةِ سواءٌ كانت الضّمّة:

-ظاهرةً كـ(يضربُ).

-أو مقدّرةً كـ(يخشى).
(6) قوله: (الَّذي لم يتّصلْ بآخرِهِ شيءٌ): أي: من نوني التَّوكيدِ الثّقيلةِ والخفيفةِ، ومن نونِ النّسوةِ، أو ألفِ الاثنينِ، أو واوِ الجماعةِ، أو ياءِ المخاطبةِ.

فإن اتّصلَتْ به نونُ النّسوةِ بُنِيَ على السّكونِ، كما في قولِهِ تعالى:

{والوالداتُ يُرضعْنَ أولادَهُنَّ}:

الواوُ: للاستئنافِ البيانيِّ.

والوالداتُ: مبتدأٌ مرفوعٌ بالضّمّةِ الظَّاهرةِ.

ويُرْضِعْنَ: فعلٌ مضارعٌ مبنيٌّ على السّكونِ في محلِّ رفعٍ لاتّصالِهِ بنونِ النّسوةِ.

ونونُ النّسوةِ: فاعلٌ مبنيٌّ على الفتحِ في محلِّ رفعٍ، والجملةُ من الفعلِ والفاعلِ والمفعولِ في محلِّ رفعٍ خبرُ المبتدأ.

ومثالُ ما إذا اتّصل به نونُ التّوكيدِ الثّقيلةُ

كقولِهِ تعالى: {لَيُسْجَنَنَّ}:

فاللامُ: موطّئةٌ للقسمِ.

ويُسْجَنَنَّ: فعلٌ مضارعٌ مبنيٌّ على الفتحِ لاتّصالِهِ بنونِ التّوكيدِ الثّقيلةِ.

ونونُ التَّوكيدِ الثّقيلةُ:

حرفٌ لا محلَّ له من الإعرابِ، ونائبُ الفاعلِ مستترٌ فيه جوازاً تقديرُهُ (هو) عائدٌ على يوسفَ.

ومثالُ ما إذا اتَّصل به نونُ التَّوكيدِ الخفيفةُ

كقولِهِ تعالى: {ولَيَكُونَنْ} وإعرابُهُ كما مرَّ.

ومثالُ ما إذا اتّصلَ به ألفُ الاثنينِ

كقولِكَ: يضربانِ:
فيضربانِ: فعلٌ مضارعٌ مرفوع، ورفعُهُ بثبوتِ النّونِ، والألفُ فاعلٌ.

ومثالُ ما إذا اتَّصلَ به واوُ الجمعِ

كـ(يضربون):

فيضربون: فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ بالنّونِ الثّابتةِ، والواوُ فاعلٌ.

ومثالُ ما إذا اتّصلَ به ياءُ المؤنّثةِ المخاطبةِ

نحو تضربين:

فتضربين:فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ ورفعُهُ ثبوتُ النّونِ، والياءُ فاعلٌ).