الدروس
course cover
أقسام المعرَبات: 1- المعرب بالحركات
3 Nov 2008
3 Nov 2008

15290

0

0

course cover
الآجرومية

القسم الثاني

أقسام المعرَبات: 1- المعرب بالحركات
3 Nov 2008
3 Nov 2008

3 Nov 2008

15290

0

0


0

0

0

0

0

أقسام المعرَبات: 1- المعرب بالحركات

قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (فَصـْلٌ

المُعْرَباتُ قِسْمَان:
- قِسْمٌ يُعْرَبُ بِالحَرَكَاتِ.
- وَقِسْمٌ يُعْرَبُ بِالحُرُوفِ.
فَالَّذِي يُعْرَبُ بِالحَرَكَاتِ أرْبَعَةُ أنواع:
- الاسْمُ المُفْرَد.
- وَجَمْعُ التَّكْسِيرِ.
- وَجَمْعُ المُؤَنَّثِ السَّالِمُ.
- وَالفِعْلُ المُضَارِعُ الَّذِي لَمْ يَتَّصِلْ بِآخِرِهِ شَيْءٌ.
وكلها:
- تُرْفَعُ بِالضَّمَّةِ.
- وَتُنْصَبُ بالفَتْحَةِ.
- وَتُخْفَضُ بِالكَسْرَةِ.
- وَتُجْزَمُ بِالسُّكُونِ.

وَخَرَجَ عَنْ ذَلكَ ثَلاَثَةُ أَشْيَاءَ:
- جَمْعُ المُؤَنَّثِ السَّالِمُ يُنْصَبُ بِالكَسْرَةِ.
- وَالاسْمُ الَّذِي لا يَنْصَرِفُ يُخْفَضُ بِالفَتْحَةِ.
- وَالفِعْلُ المُضَارِعُ المُعْتَلُّ الآخِرِ يُجْزَمُ بِحَذْفِ آخِرِهِ).

هيئة الإشراف

#2

6 Nov 2008

التحفة السنية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

المتن:

قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (فَصـْلٌ

المُعْرَباتُ قِسْمَان(1):
- قِسْمٌ يُعْرَبُ بِالحَرَكَاتِ.
- وَقِسْمٌ يُعْرَبُ بِالحُرُوفِ.
فَالَّذِي يُعْرَبُ بِالحَرَكَاتِ
(2) أرْبَعَةُ أنواع:
- الاسْمُ المُفْرَد
(3).
- وَجَمْعُ التَّكْسِيرِ
(4).
- وَجَمْعُ المُؤَنَّثِ السَّالِمُ
(5).
- وَالفِعْلُ المُضَارِعُ الَّذِي لَمْ يَتَّصِلْ بِآخِرِهِ شَيْءٌ
(6).
وكلها
(7):
- تُرْفَعُ بِالضَّمَّةِ
(8).
- وَتُنْصَبُ بالفَتْحَةِ
(9).
- وَتُخْفَضُ بِالكَسْرَةِ
(10).
- وَتُجْزَمُ بِالسُّكُونِ
(11).

وَخَرَجَ عَنْ ذَلكَ ثَلاَثَةُ أَشْيَاءَ:
- جَمْعُ المُؤَنَّثِ السَّالِمُ يُنْصَبُ بِالكَسْرَةِ.
- وَالاسْمُ الَّذِي لا يَنْصَرِفُ يُخْفَضُ بِالفَتْحَةِ.
- وَالفِعْلُ المُضَارِعُ المُعْتَلُّ الآخِرِ يُجْزَمُ بِحَذْفِ آخِرِهِ).


الشرح:

قال الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد (ت: 1392هـ): (المعربات

(1) أَرَادَ المُؤلِّفُ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى- بِهَذَا الفْصَلِ أَنْ يُبَيِّنَ، عَلَى وَجْهِ الإجْمَالِ، حُكْمَ مَا سبَقَ تَفْصِيلُهُ فِي مَوَاضِعِ الإعْرَابِ.
وَالمَوَاضِعُ التي سبَقَ ذِكْرُ أَحْكَامِهَا فِي الإعْرَابِ تَفْصِيلاً ثَمَانِيَةٌ:
- التَّكْسِيرِ.
- وجمْعُ المُؤنَّثِ السَّالمُ.
- والفِعْلُ المضَارِعُ الذي لَمْ يَتَّصِلْ بِآخِرِهِ شَيْءٌ.
- والمُثنَّى.
- وجمْعُ المذكَّرِ السَّالمُ.
- والأسْمَاءُ الخَمْسَةُ.
- والأَفْعَالُ الْخَمْسَةُ.
وهذِهِ الأنْوَاعُ - التي هِيَ مَوَاضِعُ الإعَرَابِ- تَنْقَسِمُ إلَى قِسْمَيْنِ:

القِسْمُ الأوَّلُ يُعْربُ بالحَرَكَاتِ .

والقِسْمُ الثَّانِي يُعْرَبُ بالحُرُوفِ.
وسيأْتِي بَيَانُ كلِّ نَوْعٍ منهمَا تفْصِيلاً.
المعرب بالحركات:
(2)الحَرَكَاتُ ثَلاثَةٌ، وَهِيَ:

-الضَّمَّةُ.
- والفَتْحَةُ.
-والْكَسْرَةُ.
ويُلْحَقُ بهَا السُّكونُ.

وقدْ عَلِمْتَ أنَّ المُعْرَبَاتِ عَلَى قِسْمَيْنِ:
- قِسْمٌ يُعْرَبُ بالحَرَكَاتِ.

- وقِسْمٌ يُعْرَبُ بالحُرُوفِ.

وهذَا شُرُوعٌ فِي بَيَانِ القِسْمِ الأوَّلِ الذي يُعْرَبُ بالحَرَكَاتِ، وهُوَ أرْبَعَةُ أَشْيَاءَ:

(3)1- الاسْمُ المُفرَدُ، ومِثَالُهُ (مُحَمَّد) و (الدَّرْس) مِنْ قوْلِكَ: (ذَاكَرَ مُحَمَّدٌ الدَّرْسَ) :

فَذَاكَرَ:فِعْلٌ مَاضٍ مبنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ لا مَحَلَّ لهُ مِن الإعْرَابِ.
ومُحَمَّدٌ:فَاعِلٌ مرْفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.

والدّرس:مَفْعُولٌ بهِ مَنْصُوبٌ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
وكلٌّ مِن (مُحَمَّدٌ) و (الدّرس) اسْمٌ مُفْرَدٌ.

(4) 2- جمْعُ التَّكْسِيرِ، ومِثَالُهُ (التَّلاميذُ) و (الدُّرُوس) مِنْ قوْلِكَ: (حَفِظَ التَّلامِيذُ الدُّرُوسَ) :
فَحَفِظَ: فِعْلٌ مَاضٍ مبنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ لا مَحَلَّ لهُ مِن الإعْرَابِ.
والتّلاميذُ:فَاعِلٌ مرْفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
والدّروس:مَفْعُولٌ بهِ مَنْصُوبٌ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
وكلٌّ مِن (التّلاميذ، والدّروس)جمْعُ تَكْسِيرٍ.
(5) 3- جمْعُ المُؤنَّثِ السَّالمُ، ومِثَالُهُ (المُؤْمِناتُ) و (الصَّلواتُ) مِنْ قوْلِكَ: (خَشَعَ المُؤْمِنَاتُ فِي الصَّلَوَاتِ):
فَخَشَعَ: فِعْلٌ مَاضٍ مبنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ لا مَحَلَّ لهُ مِن الإعْرَابِ.

والمُؤْمِناتُ: فَاعِلٌ مرْفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
وفِي: حَرْفُ جَرٍّ.
والصّلواتِ: مَجْرُورٌ بـ (فِي)، وعَلامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.

وكلٌّ مِن (المُؤْمِنَات، والصَّلوات)جمْعُ مُؤنَّثٍ سَالِمٌ.
(6) 4- الفِعْلُ المضَارِعُ الذي لَمْ يَتَّصِلْ بآخِرِهِ شَيْءٌ، ومِثَالُهُ (يَذْهَبُ) مِنْ قوْلِكَ: (يَذْهَبُ مُحَمَّدٌ)
فيَذْهَبُ:فِعْلٌ مُضَارِعٌ مرفُوعٌ لِتَجَرُّدِهِ من النَّاصبِ والجَازمِ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ،
ومُحَمَّد: فَاعِلٌ مرْفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
الأصل في إعراب ما يعرب بالحركات، وما خرج عنه:
(7) الأصْلُ فِي الأشْيَاءِ الأرْبَعَةِ التي تُعْرَبُ بالحَرَكَاتِ أن: تُرْفَعَ بالضَّمَّةِ، وتُنْصَبَ بالفَتْحَةِ، وتُخْفَضَ بالْكَسْرَةِ، وتُجْزَمَ بالسُّكُونِ.
(8) فأمَّا الرَّفْعُ بالضَّمَّةِ فإنَّهَا كُلَّهَا قدْ جَاءَتْ عَلَى مَا هُوَ الأصْلُ فيهَا، فرُفِعَ جَمِيعُهَا بالضَّمَّةِ، ومِثَالُهَا: (يُسَافِرُ مُحَمَّدٌ وَالأَصْدِقَاءُ وَالمُؤْمِنَاتُ) :


فَيُسَافِرُ:فِعْلٌ مُضَارِعٌ مرفُوعٌ؛ لِتَجَرُّدِهِ من النَّاصبِ والجَازمِ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، ومُحَمَّدٌ: فَاعِلٌ مرْفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وهُوَ اسْمٌ مُفْرَدٌ.

والأصْدِقَاءُ: مرْفُوعٌ؛ لأنَّهُ مَعْطُوفٌ عَلَى المرْفُوعِ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ وهُوَ جمْعُ تَكْسِيرٍ.

والمُؤمِناتُ مرْفُوعٌ؛ لأنَّهُ أيضاً مَعْطُوفٌ عَلَى المرْفُوعِ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وهُوَ جمْعُ مُؤنَّثٍ سَالِمٌ.
(9) وأمَّا النَّصْبُ بالفَتْحَةِ فإنَّهَا كلَّهَا جَاءَتْ عَلَى مَا هُوَ الأصْلُ فيهَا، مَا عَدَا جمْعَ المُؤنَّثِ السَّالمَ، فإنَّهُ يُنْصَبُ بالْكَسْرَةِ نيابةً عن الفَتْحةِ.
ومِثَالُهَا: (لَنْ أُخَالِفَ مُحَمَّداً وَالأَصْدِقَاءَ وَالمُؤْمِنَاتِ):

فَأُخَالِفَ:فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَنْصُوبٌ بِلَنْ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
ومُحَمَّداً:مَفْعُولٌ بهِ مَنْصُوبٌ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ أيضاً، وهُوَ اسْمٌ مُفْرَدٌ كمَا عَلِمْتَ.

وَالأَصْدِقَاءَ:مَنْصُوبٌ، لأنَّهُ مَعْطُوفٌ عَلَى المَنْصُوبِ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ أيضاً، وهُوَ جمْعُ تَكْسِيرٍ كمَا عَلِمْتَ.

والمؤمنات :مَنْصُوبٌ، لأنَّهُ مَعْطُوفٌ عَلَى المَنْصُوبِ أيضاً، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الْكَسْرَةُ نيابةً عن الفَتْحةِ، لأنَّهُ جمْعُ مُؤنَّثٍ سَالِمٌ.

(10) وأمَّا الخَفْضُ بالْكَسْرَةِ فإنَّهَا كُلَّهَا قدْ جَاءَتْ عَلَى مَا هُوَ الأصْلُ فيهَا:
- مَا عَدَا الفِعْلَ المُضَارِعَ، فإنَّهُ لا يُخْفَضُ أصْلاً.
- ومَا عَدَا الاسْمَ الذي لا يَنْصَرِفُ؛ فإنَّهُ يُخْفَضُ بالفَتْحَةِ نيابةً عن الكَسْرَةِ.

ومِثَالُهَا: (مَرَرْتُ بِمُحَمَّدٍ، وَالرِّجَالِ، وَالمُؤْمِنَاتِ، وَأَحْمَدَ) :

فَمَرَرْتُ:فِعْلٌ وفَاعِلٌ، والبَاءُ حَرْفُ خَفْضٍ.ومُحَمَّدٍ: مَخْفُوضٌ بالبَاءِ، وعَلامَةُ خَفْضِهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وهُوَ اسْمٌ مُفْرَدٌ مُنْصَرِفٌ كمَا عرفْتَ.

والرّجالِ:مَخْفُوضٌ؛ لأنَّهُ مَعْطُوفٌ عَلَى المَخْفُوضِ، وعَلامَةُ خَفْضِهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وهُوَ جمْعُ تَكْسِيرٍ مُنْصَرِفٌ كمَا عرفْتَ أيضاً.
والمُؤمناتِ:مَخْفُوضٌ؛ لأنَّهُ مَعْطُوفٌ عَلَى المَخْفُوضِ أيضاً، وعَلامَةُ خَفْضِهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وهُوَ جمْعُ مُؤنَّثٍ سَالِمٌ كمَا عرفْتَ أيضاً.
وأَحْمَدَ:مَخْفُوضٌ؛ لأنَّهُ مَعْطُوفٌ عَلَى المَخْفُوضِ أيضاً، وعَلامَةُ خَفْضِهِ الفَتْحَةُ نيابةً عن الكَسْرَةِ، لأنَّهُ اسْمٌ لا يَنْصَرِفُ، والمَانِعُ لهُ من الصَّرفِ العَلَميَّةُ ووَزْنُ الفِعْلِ.
(11) وأمَّا الجَزْمُ بالسُّكُونِ، فَأنْتَ تعلَمُ أنَّ الجَزْمَ مُخْتَصٌّ بالفِعْلِ المُضَارِعِ:
-فإنْ كانَ صَحِيحَ الآخِرِ فإنَّ جَزْمَهُ بالسُّكُونِ، كمَا هُوَ الأصْلُ فِي الْجَزْمِ.
ومِثَالُهُ: (لَمْ يُسَافِرْ خَالِدٌ) :
فَلَمْ: حَرْفُ نفِيٍ وَجَزْمٍ وَقَلْبٍ.

ويُسَافِرْ: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ بِلَمْ، وعَلامَةُ جَزْمِهِ السُّكونُ.
وَخَالِدٌ: فَاعِلٌ مرْفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.

- وإنْ كانَ الفِعْلُ المضَارِعُ مُعْتَلَّ الآخِرِ كانَ جَزْمُهُ بحَذْفِ حَرْفِ العِلَّةِ.

ومِثَالُهُ: (لَمْ يَسْعَ بَكْرٌ) وَلَمْ يَدْعُ، وَلَمْ يَقْضِ مَا عَلَيْهِ :

فكلٌّ مِن (يَسْعَ، وَيَدْعُ، وَيَقْضِ) فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ بِلَمْ، وعَلامَةُ جَزْمِهِ :
-حذْفُ الألفِ مِن (يَسْعَ)، والفَتْحَةُ قَبْلَهَا دَلِيلٌ عليْهَا.

-وحَذْفُ الوَاوِ مِن (يَدْعُ) والضَّمَّةُ قَبْلَهَا دَلِيلٌ عليْهَا.
-وحَذْفُ اليَاءِ مِن (يَقْضِ) والْكَسْرَةُ قَبْلَهَا دَلِيلٌ عليْهَا).

هيئة الإشراف

#3

6 Nov 2008

حاشية الآجرومية للشيخ: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم

المتن:

قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (فَصْلٌ (1)
المُعْرَباتُ قِسْمَان:

- قِسْمٌ يُعْرَبُ بِالحَرَكَاتِ.
- وَقِسْمٌ يُعْرَبُ بِالحُرُوفِ(2).

فَالَّذِي يُعْرَبُ بِالحَرَكَاتِ أَرْبَعَةُ أَنوَاع(3):
- الاسْمُ المُفْرَد.
- وَجَمْعُ التَّكْسِيرِ.
- وَجَمْعُ المُؤَنَّثِ السَّالِمُ(4).
- وَالفِعْلُ المُضَارِعُ الَّذِي لَمْ يَتَّصِلْ بِآخِرِهِ شَيْءٌ(5).

وكلُّها:
- تُرْفَعُ بِالضَّمَّةِ(6).
- وَتُنْصَبُ بالفَتْحَةِ(7).
- وَتُخْفَضُ بِالكَسْرَةِ(8).
- وَتُجْزَمُ بِالسُّكُونِ(9).

وَخَرَجَ عَنْ ذَلكَ ثَلاَثَةُ أَشْيَاءٍ(10):
- جَمْعُ المُؤَنَّثِ السَّالِم يُنْصَبُ بِالكَسْرَةِ(11).
- وَالاسْمُ الَّذِي لا يَنْصَرِفُ يُخْفَضُ بِالفَتْحَةِ(12).
- وَالفِعْلُ المُضَارِعُ المُعْتَلُّ الآخِرِ يُجْزَمُ بِحَذْفِ آخِرِهِ(13) ).


الشرح:

قال الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي (ت: 1392هـ): ( (1) أي: في حاصلِ ما تقدَّمَ، فإنَّ المصنِّفَ ذكرَ من بابِ علاماتِ الإعرابِ إلى هنا مفصّلاً، ثمَّ أجملَ في هذا الفصلِ،
تمرينًا للمبتدئ، كعادةِ المتقدِّمينَ -رحمَهُمُ اللهُ- بخلافِ المتأخِّرينَ، فإنَّهُم يُجْملون، ثمَّ يفصِّلُونَ، كما جرى عليه في المرفوعاتِ، والمنصوباتِ، وهو أوقعُ في النَّفسِ.

والفصلُ

لغةً: الحاجزُ بينَ الشَّيئينِ.

واصطلاحًا: اسمٌ لجملةٍ مختصَّةٍ من العلمِ، تحتَهُ فصولٌ ومسائلُ غالبًا.

(2) أي: ما يُعربُ بالحركاتِ، وما يُعربُ بالحروفِ قسمانِ، وقدَّمَ ما يُعرَبُ بالحركاتِ الثَّلاثِ:

- الضَّمَّةِ في حالةِ الرَّفعِ.

- والفتحةِ في حالةِ النَّصبِ.

- والكسرةِ في حالةِ الخفضِ؛ لأنَّها الأصلُ.

وأعقبَهُ بما يعربُ بالحروفِ الأربعةِ:

الألفِ، والواوِ، والياءِ، والنُّونِ؛ لأنَّهُ فرعٌ، والأصلُ مقدَّمٌ على الفرعِ.

(3) نوعٌ من الأفعالِ، وثلاثةٌ من الأسماءِ.

(4) الاسمُ المفردُ: تقدَّمَ أنَّهُ: ما ليسَ مُثَنَّىً، ولا مجموعًا، ولا ملحقًا بهما، ولا من الأسماءِ الخمسةِ.

ويعربُ بالحركاتِ مطلقًا.

سواءً كانَ مذكَّرًا، أو مؤنّثًا، مصروفًا أو لا.

وسواءٌ كانَ إعرابُهُ ظاهرًا أو مُقدّرًا.

وجمعُ التَّكسيرِ: ما تغيَّرَ بناءُ مفردِهِ.

وهو بجميعِ أقسامِهِ: يعربُ بالحركاتِ، سواءٌ كانت ظاهرةً، أو مقدَّرةً، لمذكَّرٍ أو مؤنَّثٍ.

وجمعُ المؤنَّثِ السَّالم، هو: ما جُمِعَ بألفٍ وتاءٍ مزيدتين على مفردِهِ.

(5) أي: يوجِبُ بناءَهُ، أو ينقلُ إعرابَهُ.

(6) أي: وَكُلُّ الأنواعِ الأربعةِ، تُرفعُ بالضَّمَّةِ، نحو: يقومُ زيدٌ، والفتى، والقاضي، وغلامي، والرِّجالُ، والأسارى، والمؤمناتُ.

(7) أي: وكلُّهَا تُنصبُ بالفتحةِ، نحو: لن أضربَ زيدًا، والفتى، وغلامي، والرِّجالَ والأسارى.

(8) نحو: مررتُ بزيدٍ، والفتى، والقاضي، وغلامي، والرِّجالِ، والأسارى، والهنداتِ.

(9) أي: بالنِّسبةِ إلى الفعلِ المضارعِ، فإنَّهُ يجزمُ بالسُّكونِ، نحو: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ}

هذا هو الأصلُ.

(10) أي: وخرجَ عمَّا يرفعُ بالضَّمَّةِ، وينصبُ بالفتحةِ، ويخفضُ بالكسرةِ، ويجزمُ بالسُّكونِ، ثلاثةُ أشياءَ.

(11) نيابةً عن الفتحةِ، في، نحو: (رأيتُ الهنداتِ)،

والقياسُ يقتضي أن ينصبَ بالفتحةِ لكونِهَا الأصلَ، لكنَّهُ خرجَ عن الأصلِ، وتقدَّمَ أنَّهُم حملُوا نصبَهُ على جرِّهِ.

(12) نيابةً عن الكسرةِ، نحو: (مررتُ بأحمدَ، ومساجدَ) والقياسُ أن يخفضَ بالكسرةِ، لكونِهَا الأصلَ لكنْ لمّا شابَهَ الفعلَ، خرجَ عن أصلِهِ.

(13) سواءٌ كانَ معتلاً بالألفِ، أو الواوِ، أو الياءِ، نحوَ: لم يغزُ، ولم يخشَ، ولم يرمِ.

وكانَ الأصلُ: أن يجزمَ بالسُّكونِ).

هيئة الإشراف

#4

6 Nov 2008

حاشية الآجرومية للشيخ: عبد الله العشماوي الأزهري

المتن:

قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (فَصـْلٌ

المُعْرَباتُ قِسْمَان(1):
- قِسْمٌ يُعْرَبُ بِالحَرَكَاتِ.
- وَقِسْمٌ يُعْرَبُ بِالحُرُوفِ
(2).
فَالَّذِي يُعْرَبُ بِالحَرَكَاتِ أرْبَعَةُ أنواع
(3):
- الاسْمُ المُفْرَد.
- وَجَمْعُ التَّكْسِيرِ.
- وَجَمْعُ المُؤَنَّثِ السَّالِمُ.
- وَالفِعْلُ المُضَارِعُ الَّذِي لَمْ يَتَّصِلْ بِآخِرِهِ شَيْءٌ.
وكلها:
- تُرْفَعُ بِالضَّمَّةِ
(4).
- وَتُنْصَبُ بالفَتْحَةِ.
- وَتُخْفَضُ بِالكَسْرَةِ.
- وَتُجْزَمُ بِالسُّكُونِ
(5).

وَخَرَجَ عَنْ ذَلكَ ثَلاَثَةُ أَشْيَاءَ
(6):
- جَمْعُ المُؤَنَّثِ السَّالِمُ يُنْصَبُ بِالكَسْرَةِ.
- وَالاسْمُ الَّذِي لا يَنْصَرِفُ يُخْفَضُ بِالفَتْحَةِ.
- وَالفِعْلُ المُضَارِعُ المُعْتَلُّ الآخِرِ يُجْزَمُ بِحَذْفِ آخِرِهِ).


الشرح:

قال الشيخ عبد الله العشماوي الأزهري: ( (1) (فصلٌ المعرباتُ قسمانِ):
يحتملُ أن يكونَ:(فصلٌ) خبراً لمبتدأ محذوف تقديرُهُ هذا:

الهاء:حرفُ تنبيهٍ،
وذا: اسمُ إشارةٍ مبنيٌّ على السّكونِ مبتدأ.
وفصلٌ:خبرٌ.
ويحتملُ أن يكونَ :مبتدأً، والخبرُ محذوفٌ تقديرُهُ: فصلٌ هذا محلُّهُ .
ويحتملُ أن يكونَ مفعولا لفعلٍ محذوفٍ تقديرُهُ: اقرأ فصلَ، على لغةِ ربيعةَ؛ لأنَّهُم يرسمون المنصوبَ بصورتي المرفوعِ والمجرورِ: كما تقدَّمَ في بابِ الإعرابِ.

وإنَّما ذكرَ المصنِّفُ هذا الفصلَ تمرينًا وتسهيلا على المبتدئ

جريًا على عادةِ المتقدّمين من أنَّهم يذكرون الشَّيءَ أولا مفصّلاً ثمَّ يذكرونَهُ مجمَلاً، بخلافِ المتأخِّرين فإنَّهم يذكرون الشَّيءَ أولاً مجمَلاً ثمَّ يذكرونَهُ مفصَّلاً،
وهذا أوقعُ في النَّفسِ.

ولا يخفى أنَّ المصنِّفَ جرى هنا على عادةِ المتقدِّمين، وسيأتي أنَّه جرى على عادةِ المتأخِّرين في بابِ المرفوعِ لأنَّه ذكرَ المرفوعاتِ إجمالا، ثمَّ ذكرَهَا تفصيلا، فللَّهِ درُّهُ حيثُ شربَ من الكأسين.

فإن قلتَ:إنَّ قولَ المصنِّفِ (فصلٌ) نكرةٌ ولا يجوزُ الابتداءُ بالنّكرةِ كما قالَهُ ابنُ مالكٍ، فكيف صحّ جعلُهُ مبتدأً؟

والجوابُ:أنّا لا نسلِّمُ أنَّ (فصلَ) نكرةٌ لما قرَّره المحقّقون من أنَّ أسماءَ التَّراجمِ وأسماءَ الكتبِ من حيِّزِ عَلَمِ الجنسِ، فصحّ الابتداءُ به.

قوله: (المعرباتُ قسمان):

إن قلتَ:فيه الإخبارُ بالمثنَّى عن الجمعِ فلا يكونُ فيه تطابقٌ، لأنَّهم شرطوا في الخبرِ أن يكونَ مطابقًا للمبتدأ إفراداً وتثنيةً وجمعًا، أجيب بجوابين:

الأوَّلِ:أنَّ (أل) للجنسِ، و(أل) الجنسيَّةُ إذا دخلت على جمعٍ أبطلَتْ معنى الجمعيَّةِ.

والجوابِ الثَّاني:أنَّ فيه تقديرَ مضافٍ، والتَّقديرُ: المعرباتُ ذواتُ قسمين، فحَذَفَ المضافَ وأقامَ المضافَ إليه مقامَهُ فارتفعَ ارتفاعَهُ.

(2) قوله: (قسمٌ يُعرَبُ بالحركاتِ وقسمٌ يُعرَبُ بالحروفِ):

والحركاتُ هي الحركاتُ الثّلاثُ: الضَّمّةُ والفتحةُ والكسرةُ.

والحروفُ هي حروفُ العلَّةِ الثّلاثةُ:

الواوُ والألفُ والياءُ والنّونُ في الأفعالِ الخمسةِ.

وقدَّمَ المعربَ بالحركاتِ على المعربِ بالحروفِ

لأنَّ الأصلَ في الإعرابِ أن يكونَ بالحركاتِ، والإعرابُ بالحروفِ فرعٌ، والأصلُ مقدَّمٌ على الفرعِ.

(3) قوله: (فالَّذي يُعرَبُ بالحركاتِ أربعةُ أنواعٍ): نوعٌ من الأفعالِ وثلاثةٌ من الأسماءِ .

فأمَّا الأوَّلُ من الأسماءِ:فالاسمُ المفردُ، وتقدَّمَ أنَّه: ما ليس مثنّى ولا مجموعاً ولا ملحقاً بهما ولا من الأسماءِ الخمسةِ، ويُعرَبُ بالحركاتِ مطلقًا.

سواءٌ كان: مذكّرًا أو مؤنّثًا.

مصروفًا كبكرٍ وخالدٍ.

أو ممنوعاً من الصَّرفِ كأحمدَ وعثمانَ وعمرَ وفاطمةَ وزينبَ وطلحةَ.

وسواءٌ كان إعرابُهُ:ظاهرًا أو مقدّرًا.

وسواءٌ كان:

مقدّرًا للتّعذّرِ كالفتى .

أو للثّقلِ كالدَّاعي والقاضي.

الثَّاني من الأسماءِ:جمعُ التّكسيرِ.

سواءٌ كان إعرابُهُ:

- ظاهرًا، نحو (جاء الرِّجالُ).

-أو مقدّرًا(كالأسارى والعذارى).

وسواءٌ كان لمذكَّرٍ أو لمؤنَّثٍ.

الثَّالثُ من الأسماءِ:جمعُ المؤنَّثِ السّالمُ نحو جاءت الهنداتُ، ورأيتُ الهنداتِ، ومررتُ بالهنداتِ.

والنَّوعُ الَّذي من الأفعالِ:هو الفعلُ المضارعُ وهو رابعُ الأنواعِ، فإنَّه:

-يُرفَعُ بالضّمّةِ نحو يضربُ.

-ويُنصَبُ بالفتحةِ نحو لن يضربَ.

-ويُجزَمُ بالسّكونِ نحو لم يضربْ.

(4) قوله: (وكلُّها تُرفَعُ بالضّمّةِ): نحو جاء زيدٌ ورجالٌ ومسلماتٌ، ويضربُ زيدٌ عمراً،.

(وتُنصَبُ بالفتحةِ): نحو لن يضربَ عمرو زيدًا ورجالا.

(وتُخفَضُ بالكسرةِ): نحو مررتُ بزيدٍ ورجالٍ ومسلماتٍ.

(5) قوله: (وتُجزَمُ بالسّكونِ): هذا بالنّسبةِ للفعلِ المضارعِ، فإنَّه يُجزَمُ بالسّكونِ نحو: لم يضربْ، لما تقدَّمَ لك من أنَّ الجزمَ مختصٌّ بالفعلِ، والجرَّ مختصٌّ بالأسماءِ.

(6) قوله: (وخرج عن ذلك): أي: ذلك الأصلِ (ثلاثةُ أشياءَ):

الأوَّلُ:جمعُ المؤنّثِ السّالمُ فإنَّه ينصبُ بالكسرةِ، وكان القياسُ فيه: أنْ يُنصَبَ بالفتحةِ، لكنْ خرجَ عن الأصلِ حملاً على أصلِهِ الَّذي هو جمعُ المذكّرِ السّالمُ، فإنَّهم حملوا نصبَهُ على جرِّهِ، وإنَّما فعلَ النُّحاةُ هذا الحملَ لئلا يلزمَ مزيةُ الفرعِ وهو جمعُ المؤنّثِ على أصلِهِ وهو جمعُ المذكَّرِ.

والثَّاني ممَّا خرجَ عن الأصلِ:الاسمُ الَّذي لا ينصرفُ، وكان قياسُهُ أن يخفضَ بالكسرةِ، لكنَّه لمَّا شابه الفعلَ فيما تقدَّمَ خرج عن أصلِهِ.

والثّالثُ ممَّا خرج عن الأصلِ:الفعلُ المضارعُ المعتلُّ الآخرِ،فإنَّه يُجزَمُ بحذفِ آخرِهِ، وكان الأصلُ أن يُجزَمَ بالسّكونِ.

ونكتتُهُ كما قال بعضُ الحذّاقِ: إنَّه كالدَّواءِ المسهلِ القاطعِ إذا دخلَ على الجسمِ إن وجدَ فضلةً أزالَهَا، وإن لم يجدْ فضلةً قطعَ من الجسمِ،

فكذلك الجازمُ إذا دخل على الفعلِ المضارعِ ورأى حركةً أزالها، فإذا وجدَ حرفَ العلّةِ أزالَهُ، ولا يخفى أنَّ حرفَ العلّةِ من ذاتِ الكلمةِ، وهذه نكتةٌ والنّكاتُ لا تتزاحمُ).

هيئة الإشراف

#5

6 Nov 2008

شرح الآجرومية للشيخ: حسن بن علي الكفراوي


قال الشيخ حسن بن علي الكفراوي الأزهري الشافعي (ت: 1202هـ): (ولَمَّا أَنْهَى الكلامَ علَى علاماتِ الإعرابِ تفصيلاً شَرَعَ يَتكلَّمُ عليها إجمالاً،
وهو دَأْبُ الْمُتَقَدِّمينَ مِن المؤلِّفينَ، رَحِمَهم اللهُ تعالَى تَمرينًا للمُبْتَدِي؛
لأنه أَدْخَلُ في نفسِه فقالَ: (فَصْلٌ): إعرابُه ما مَرَّ في بابِ الإعرابِ، فرَاجِعْه، لكنَّ النصبَ هنا بَعيدٌ لمخالَفَتِه لرَسْمِ المنصوبِ؛ إذ لو نُصِبَ لرُسِمَ الألفُ بعدَ اللامِ، وبَقِيَّةُ الأوْجُهِ ظاهرةٌ.


والفصْلُ لغةً: الحاجزُ بَيْنَ الشيئينِ.
واصْطِلاحًا: اسمٌ لجملةٍ مِن العِلْمِ مُشتَمِلَةٍ علَى مَسائلَ غالبًا.
(الْمُعْرَبَاتِ): مبتدأٌ مرفوعٌ بضمَّةٍ ظاهرةٍ.
(قِسمانِ): خبرٌ مَرفوعٌ بالمبتدأِ وعلامةُ رَفْعِه الألفُ نيابةً عن الضمَّةِ؛ لأنه مُثَنًّى، والنونُ عِوَضٌ عن التنوينِ في الاسمِ المُفْرَدِ.


وقد يُشْكِلُ

هذا بأنَّ الْمُعْرَبَاتِ جَمْعٌ، وقِسمانِ مُثَنًّى، ولا يُخْبَرُ بالمثنَى عن الجمْعِ.

وأُجيبَ بأنَّ أل في الْمُعْرَبَاتِ للجِنْسِ فتَبْطُلُ معنَى الجمعيَّةِ، أو أنَّ (قسمانِ) علَى حذفِ مضافٍ،

والتقديرُ: ذواتُ قِسمينِ، فحُذِفَ المضافُ، وأُقيمَ المضافُ إليه مُقامَه فارْتَفَعَ ارتفاعَه، فيكونُ الخبرُ في الحقيقةِ المضافَ المحذوفَ.

(قِسمٌ): بَدَلٌ مِن قِسمانِ، وبَدَلُ المرفوعِ مرفوعٌ بالضَّمَّةِ.

(يُعْرَبُ): فعلٌ مضارِعٌ مَبْنِيٌّ للمجهولِ مرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهِرَةِ، ونائبُ الفاعلِ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ فيه جوازًا، تقديرُه هو يعودُ علَى القِسْمِ.

(بالحركاتِ): جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـيُعْرَبُ. (وقِسمٌ): معطوفٌ علَى قِسمٌ الأوَّلِ مرفوعٌ بالضَّمَّةِ.

(يُعرَبُ بالحروفِ): وإعرابُه: مِثلُ ما قَبْلَه.


يَعْنِي أنَّ الْمُعْرَبَاتِ قِسمانِ:

أحدُهما:ما يُعْرَبُ بالحركاتِ الثلاثِ التي هي: الضمَّةُ والفتحةُ والكسرةُ، ويَلْحَقُ بها السكونُ.

وثانيهما: ما يُعْرَبُ بالحروفِ الأربعةِ التي هي: الواوُ والألِفُ والياءُ والنونُ، ويَلْحَقُ بها الحذْفُ.

ثم أَخَذَ في بيانِها مُبْتَدِئًا بما يُعْرَبُ بالحركاتِ؛ لأنه الأَصْلُ علَى سبيلِ اللَّفِّ والنشْرِ الْمُرَتَّبِ فقالَ:

(فالذي): الفاءُ فاءُ الفصيحةِ،

والذي اسمٌ موصولٌ صِفَةٌ لموصوفٍ محذوفٍ، والتقديرُ فالْقِسْمُ الذي،

فالْقِسْمُ: مبتدأٌ مرفوعٌ بالضَّمَّةِ،

والذي: نعتٌ له مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.

(يُعْرَبُ): فعلٌ مضارِعٌ مَبْنِيٌّ للمجهولِ وهو مرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهِرَةِ، ونائبُ الفاعلِ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ جوازًا تقديرُه هو يعودُ علَى الذي، والجملةُ صِلَةُ الموصولِ لا مَحَلَّ لها مِن الإعرابِ.

(بالحركاتِ): جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـيُعْرَبُ.

(أربعةُ): خَبَرُ القِسمِ الواقعِ مُبتدأً، وأربعةُ: مضافٌ.

و(أنواعٍ): مُضافٌ إليهِ مجرورٌ.

(الاسمُ): بَدَلٌ مِن أربعةُ، وبَدَلُ المرفوعِ مرفوعٌ.

(المفرَدُ): نعتٌ للاسمِ.

(وجَمْعُ): معطوفٌ علَى الاسمُ، والمَعْطُوفُ علَى المَرْفوعِ مَرْفُوعٌ، وجَمْعُ: مضافٌ.

و(التكسيرِ): مُضافٌ إليهِ وهو مَجْرورٌ.

(وجَمْعُ): معطوفٌ أيضًا علَى الاسمُ، وجَمْعُ: مضافٌ.

و(المُؤَنَّثِ): مُضافٌ إليهِ.

(السالِمُ): نعتٌ لـجمْعُ، ونعتُ المرفوعِ مرفوعٌ.

(والفعلُ): معطوفٌ أيضًا علَى الاسمِ، والمَعْطُوفُ علَى المَرْفوعِ مَرْفُوعٌ.

(المضارِعُ): نعتٌ لالفِعْلُ، ونعتُ المرفوعِ مرفوعٌ.

(الذي): اسمٌ موصولٌ نعتٌ ثانٍ لـالفِعْلُ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ؛ لأنه اسمٌ مَبْنِيٌّ لا يَظْهَرُ فيه إعرابٌ.

(لم): حَرْفُ نفْيٍ وجَزْمٍ وقَلْبٍ.

(يَتَّصِلْ): فعْلٌ مُضارِعٌ مَجْزومٌ بـلم وعَلامةُ جَزْمِهِ السُّكونُ.

(بآخِرِه): جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ، بـيَتَّصِلْ، وآخِرِ: مضافٌ، والهاء: مُضافٌ إليهِ في مَحَلِّ جَرٍّ.

(شيءٌ): فاعلُ يَتَّصِلْ، وهو مرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهِرَةِ.


يَعْنِي: أنَّ القِسْمَ الذي يُعْرَبُ بالحركاتِ الثلاثِ والسكونِ أربعةُ أشياءَ:

الأوَّلُ:الاسمُ المفرَدُ، وتَقَدَّمَ أنه: ما ليس مُثَنًّى، ولا مَجْمُوعًا، ولا مُلْحَقًا بهما، ولا مِن الأسماءِ الخمسةِ، نحوُ: زيدٌ.

والثاني:جَمْعُ التكسيرِ، وتَقَدَّمَ أنه: ما تَغَيَّرَ فيه بناءُ مُفْرَدِه، نحوُ: الرجالُ.

والثالثُ: جمعُ المُؤَنَّثِ السالِمُ، وتَقَدَّمَ أنه: ما جُمِعَ بألِفٍ وتاءٍ مَزيدتينِ، نحوُ: المسلِمات.

والرابعُ: الفعلُ المضارِعُ الذي لم يَتَّصِلْ بآخِرِه شيءٌ، أي: نونُ التوكيدِ، ولا نونُ الإناثِ، ولا ألِفُ الاثنينِ، ولا واوُ الجمْعِ، ولا ياءُ المخاطَبَةِ، نحوُ: يَضرِبُ:

فإن اتَّصَلَ به نونُ التوكيدِ

بُنِيَ علَى الفتحِ، نحوُ: ليُسْجَنَنْ.

أو اتَّصَلَ به نونُ الإناثِ

بُنِيَ علَى السكونِ، نحوُ: يَتَرَبَّصْنَ.

أو اتَّصَلَ به ألِفُ الاثنينِ، نحوُ: يَضربانِ.

أو واوُ الْجَمْعِ، نحوُ: يَضرِبونَ.

أو ياءُ المخاطَبَةِ، نحوُ: تَضْرِبِينَ.

أُعْرِبَ بالحروفِ كما يأتي.

ثم أَخَذَ في بيانِ ما يُعْرَبُ به كلٌّ مِن المذكوراتِ فقالَ:

(وكُلُّها): (الواوُ) للاسْتِئنافِ،

كلُّ: مبتدأٌ مرفوعٌ بالابتداءِ،وكلُّ: مضافٌ،

والهاءُ: مُضافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ جَرٍّ.

(تُرْفَعُ): فعلٌ مضارِعٌ مَبْنِيٌّ للمجهولِ، وهو مرفوعٌ بالضَّمَّةِ، ونائبُ الفاعلِ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ جوازًا تقديرُه هي يَعودُ علَى الهاءِ فيكلُّها؛ لأنَّ الضميرَ يعودُ للمضافِ إليه، لا إلَى كلُّ، بخِلافِ غَيْرِها فإنَّ الضميرَ يعودُ علَى المضافِ لا علَى المضافِ إليه غالبًا، نحوُ: (غلامُ زيدٍ يَضْرِبُ)، فضميرُ يَضْرِبُ عائدٌ علَى غُلامُ المضافِ، لا علَى زيدٍ المضافِ إليه، وجملةُ تُرْفَعُ: في مَحَلِّ رَفْعٍ خبرُ المبتدأِ.

(بالضَّمَّةِ): جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـتُرْفَعُ.

(وتُنْصَبُ): فعلٌ مضارِعٌ معطوفٌ علَى تُرْفَعُ، ونائبُ الفاعلِ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ تقديرُه هي يعودُ علَى الهاءِ في كلُّها.

(بالفتحةِ): جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـتُنْصَبُ، وكذا القولُ في إعرابِ.


(وتُخْفَضُ بالكسرةِ وتُجْزَمُ بالسكونِ):

يَعْنِي: أنَّ الأشياءَ الأربعةَ السابقةَ وهي:

-الاسمُ المفرَدُ.

-وجمْعُ التكسيرِ.

-وجمْعُ المُؤَنَّثِ السالِمُ.

-والفعلُ المضارِعُ الذي لم يَتَّصِلْ بآخِرِهِ شيءٌ:


تُرْفَعُ جميعًا بالضَّمَّةِ،: نحوُ:

(يَضْرِبُ زيدٌ والرجالُ والمسلماتُ):

فزيدٌ: فاعلُ يَضْرِبُ.

والرجالُ والمسلماتُ

مَعطوفان عليه، والجميعُ مرفوعٌ بالضَّمَّةِ.


وتُنْصَبُ المذكوراتُ جميعًا بالفتحةِ ما عدا جَمْعَ المُؤَنَّثِ السالِمَ، نحوُ: (لن أَضْرِبَ زيدًا والرجالَ)، وإعرابُه:

لن:حرفُ نفيٍ ونصبٍ واستقبالٍ.

وأَضْرِبَ: فعلٌ مضارِعٌ منصوبٌ بـلن وعلامةُ نَصْبِه الفتحةُ، وفاعلُه مُسْتَتِرٌ وُجوبًا تقديرُه أنا.

وزيدًا: مفعولٌ به منصوبٌ، والرجالَ: معطوفٌ عليه منصوبٌ بالفتحةِ الظاهرةِ.


وتُجَرُّ كلُّها بالكسرةِ ما عدا الاسمَ الذي لا يَنْصَرِفُ،

نحوُ: (مَرَرْتُ بزيدٍ والرجالِ والمسلماتِ)، وإعرابُه:

مَرَرْتُ: فعلٌ وفاعلٌ.

وبزيدٍ: جارٌّ ومجرورٌ بالكسرةِ مُتَعَلِّقٌ بـمَرَرْتُ.

والرجالِ والمسلماتِ: معطوفانِ علَى زيدٍ مَجرورَانِ بالكسرةِ.


والفعلُ المضارِعُ يُجْزَمُ بالسكونُ ما لم يكنْ مُعْتَلَّ الآخِرِ،

نحوُ: (لم أَضربْ زيدًا)، وإعرابُه:

لم: حَرْفُ نفْيٍ وجَزْمٍ وقَلْبٍ.

وأَضْرِبْ: فعْلٌ مُضارِعٌ مَجْزومٌ بـلم، وعلامةُ جزمِه السكونُ، والفاعلُ مُسْتَتِرٌ وُجوبًا تقديرُه أنا.

وزيدًا: مفعولٌ به منصوبٌ بالفتحةِ.

فقد عَلِمْتَ أنَّ كُلَّها ليستْ مِن بابِ الْحُكْمِ علَى جميعِ المذكوراتِ إلا في حالةِ الرفْعِ فقط، وفي غيرِ الرفعِ مِن بابِ الْحُكْمِ علَى البعضِ؛

ولهذا قال: (وخَرَجَ عن ذلك): وإعرابُه:

الواوُ: للاستئنافِ.

خَرَجَ: فعلٌ ماضٍ.

وعن: حرفُ جرٍّ

.وذا: اسمُ إشارةٍ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ جَرٍّ؛ لأنه اسمٌ مَبْنِيٌّ لا يَظْهَرُ فيه إعرابٌ.

(ثلاثةُ) فاعلُ خَرَجَ وهو مرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهِرَةِ،وثلاثةُ: مضافٌ.

و(أشياءَ) مُضافٌ إليهِ مجرورٌ بالفتحةِ نيابةً عن الكسرةِ؛ لأنه اسمٌ لا يَنْصَرِفُ والمانعُ له مِن الصَّرْفِ ألفُ التأنيثِ الممدودةُ.

(جَمْعُ) بَدَلٌ مِن ثلاثةُ، وبَدَلُ المرفوعِ مرفوعٌ، جَمْعُ: مضافٌ.

و(المُؤَنَّثِ) مُضافٌ إليهِ مجرورٌ.

(السالمُ) بالرفْعِ نعتٌ لِـجَمْعُ، ونعتُ المرفوعِ مرفوعٌ.

(يُنْصَبُ) فعلٌ مضارِعٌ مَبْنِيٌّ للمجهولِ وهو مرفوعٌ بالضَّمَّةِ، ونائبُ الفاعلِ مُسْتَتِرٌ جوازًا تقديرُه هو يعودُ علَى جَمْعُ.

(بالكسرةِ): جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـ يُنْصَبُ، والجملةُ مِن الفعلِ ونائبِ الفاعلِ في محلِّ نصبٍ علَى الحالِ مِن جَمْعُ.

(والاسمُ): معطوفٌ علَى جَمْعُ، والمَعْطُوفُ علَى المَرْفوعِ مَرْفُوعٌ.

(الذي): اسمٌ موصولٌ نعتٌ لـلاسمُ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ؛ لأنه اسمٌ مَبْنِيٌّ لا يَظْهَرُ فيه إعرابٌ. (لا): نافيةٌ.

و(يَنْصَرِفُ) فعلٌ مضارِعٌ مَرفوعٌ، وفاعلُه ضميرٌ مُسْتَتِرٌ جوازًا تقديرُه هو يعودُ علَى الذي، والجملةُ لا مَحَلَّ لها مِن الإعرابِ صِلَةُ الموصولِ.

(يُخْفَضُ): فعلٌ مضارِعٌ مَبْنِيٌّ للمجهولِ وهو مرفوعٌ، ونائبُ الفاعلِ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ جوازًا تقديرُه هو يعودُ علَى الاسمُ، والجملةُ في محلِّ نصبٍ علَى الحالِ من الاسمُ. (بالفتحةِ): جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـ يُخْفَضُ.

(والفعلُ): معطوفٌ علَى جَمْعُ، والمَعْطُوفُ علَى المَرْفوعِ مَرْفُوعٌ.

(المضارِعُ): نعتٌ لـلفعلُ ونعتُ المرفوعِ مرفوعٌ.

(الْمُعْتَلُّ): نعتٌ ثانٍ لـلفعلُ، والمعتَلُّ: مضافٌ.

و(الآخِرِ): مُضافٌ إليهِ مجرورٌ.

(يُجْزَمُ): فعلٌ مضارِعٌ مَبْنِيٌّ للمجهولِ ونائبُ الفاعلِ مُسْتَتِرٌ جوازًا تقديرُه هو يعودُ علَى الفعلِ، والجملةُ في محلِّ نصبٍ علَى الحالِ مِن الفِعْلُ.

(بحَذْفِ): جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـ(يَجْزِمُ)

وحَذْفِ: مضافٌ.

و (آخِرِه): مُضافٌ إليهِ، وآخِرِ: مضافٌ،

والهاءُ: مُضافٌ إليهِ في مَحَلِّ جَرٍّ؛ لأنه اسمٌ مَبْنِيٌّ لا يَظْهَرُ فيه إعرابٌ.

ويَصِحُّ أن تكونَ الثلاثةُ - أعني:جَمْعَ، والاسمَ، والفعلَ -مُبتدآتٍ، والجملةُ -

أعني: يُنْصَبُ، ويُخْفَضُ، ويُجْزَمُ - أخبارٌ عن تلك الْمُبْتَدَآتِ.

يَعْنِي: أنَّ الأشياءَ التي خَرَجَتْ عن الضابِطِ المذكورِ في قولِه: (وكلُّها تُرْفَعُ... إلَى آخِرِه) ثلاثةٌ:

الأوَّلُ:جَمْعُ المُؤَنَّثِ السالمُ، وكان القياسُ أن يُنْصَبَ بالفتحةِ لكنهم نَصَبُوه بالكسرةِ، نحوُ: (رأيتُ المسلماتِ)، وإعرابُه:

رأيتُ: فعلٌ وفاعلٌ.

والمسلماتِ: مفعولٌ به منصوبٌ بالكسرةِ نِيابةً عن الفتحةِ؛ لأنه جَمْعُ مُؤَنَّثٍ سالمٌ.

الثاني:الاسمُ الذي لا يَنْصَرِفُ، وتَقَدَّمَ الكلامُ عليه وكان حَقُّه أن يُخْفَضَ بالكسرةِ لكنهم خَفَضُوه بالفتحةِ، نحوُ: (مَرَرْتُ بأحمدَ)، وإعرابُه:

مَرَرْتُ: فعلٌ وفاعلٌ.

بأحمدَ: الباءُ حرفُ جرٍّ، أحمدَ: مجرورٌ بالباءِ وعلامةُ جَرِّه الفتحةُ نيابةً عن الكسرةِ؛ لأنه اسمٌ لا يَنْصَرِفُ، والمانعُ له مِن الصَّرْفِ: العَلَمِيَّةُ ووَزْنُ الفعلِ، كما مَرَّ.

الثالثُ: الفعلُ المضارِعُ المعتَلُّ الآخِرِ-أي:

الذي آخِرُه ألِفٌ - نحوُ: يَخْشَى.

أو واوٌ، نحوُ: يَدْعُو.

أوياءٌ، نحوُ: يَرْمِي.

وكان القياسُ أن يُجْزَمَ بالسكونِ، لكن لَمَّا كان آخِرُه ساكنًا مِن الأصلِ جَزَمُوه بحَذْفِ الآخِرِ، نحوُ:

(لم يَخْشَ زيدٌ، ولم يَدْعُ، ولم يَرْمِ)، وإعرابُه:

لم: حَرْفُ نفْيٍ وجَزْمٍ وقَلْبٍ.

ويَخْشَ: فعْلٌ مُضارِعٌ مَجْزومٌ بـ لم وعلامةُ جَزْمِه حذْفُ الألِفِ والفتحةُ قبلَها دليلٌ عليها.

وزيدٌ: فاعلٌ.

ولم يَدْعُ:

الواوُ: حرفُ عطفٍ.

ويَدْعُ: فعْلٌ مُضارِعٌ مَجْزومٌ بـ لم وعلامةُ جَزْمِه حَذْفُ الواوِ والضمَّةُ قَبْلَها دليلٌ عليها، والفاعِلُ مُسْتَتِرٌ جوازًا تقْدِيرُه هو يعودُ علَى زيدٌ.

(ولم يَرْمِ):

الواوُ: حرفُ عطفٍ.

لم: حرفُ نفيٍ وجزمٍ وقلبٍ.

يَرْمِ: مجزومٌ بـلمْ وعلامةُ جَزْمِه حَذْفُ الياءِ، والكسرةُ قَبْلَها دليلٌ عليها.

وفاعلُه مُسْتَتِرٌ جوازًا يعودُ علَى زيدٌ).

هيئة الإشراف

#6

6 Nov 2008

شرح الآجرومية للدكتور: محمد بن خالد الفاضل (مفرغ)


باب المعربات

القارئ: (بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

قال المصنف -رحمه الله تعالى- في المعربات فصل: المعربات قسمان؛ قسم يعرب بالحركات، وقسم يعرالحروف.

فالذي يعرب بالحركات أربعة أشياء: الاسم المفرد، وجمع التكسير، وجمع المؤنث السالم، والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء.

وكلها ترفع بالضمة، وتنصب بالفتحة، وتخفض بالكسرة، وتجزم بالسكون.

وخرج عن ذلك ثلاثة أشياء: جمع المؤنث السالم ينصب بالكسرة، والاسم الذي لا ينصرف يخفض بالفتحة، والفعل المضارع المعتل الآخر يجزم بحذف آخره).

قال الدكتور محمد بن خالد الفاضل: (هذا الباب أو هذا الفصل إنما هو تلخيص لسابقه فقط ولا جديد فيه، وسترون ذلك.

يقول: (المعربات قسمان: قسمٌ: يعرب بالحركات، وقسمٌ: يعرب بالحروف)

وهو ما تقدم، مر معنا أن بعض الأسماء يعرب بالحركات، وبعضُها يعرب بالحروف،

وأن بعض الأفعال كذلك يكون إعرابه بالحركات، ويكون إعرابه -أيضاً- بالحروف إما بثبوت، أو بحذف،

مرت معنا هناك مختلطة بمعنى أنه في حالة الرفع شيء بالحركات وشيء بالحروف، وفي حالة النصب كذلك وفي حالة الجر كذلك.

هو هنا -في هذا الفصل- أراد أن يميّز بينها فيفصل ما يعرب بالحركات عن ما يعرب بالحروف، فهو -كما قلت- تلخيص لسابقه،

فقال: (المعربات قسمان: قسمٌ يُعرب الحركات، وقسم يعرب بالحروف):

فالأشياء التي تعرب بالحركات ما هي؟

من خلال ما تقدم هي:

- المفرد.

- وجمع التكسير.

- وجمع المؤنث السالم.

- والفعل المضارع الصحيح الآخر.

فإذاً: الأشياء التي تعرب بالحركات هي أربعة:

- الاسم المفرد، وبينا بأن المفرد -هنا- في كل استعمالاته يقابله المثنى والجمع.

-وجمع التكسير أيضاً كذلك.

-وجمع المؤنث السالم أيضاً كذلك.

-والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء.

-هنا- يتحدث عن الإعراب بالحركات بغض النظر عن حالات الإعراب، هل هي رفع أو نصب أو جر أو جزم، فهذا سرد فقط للأشياء التي تعرب بالحركات إذا كانت تعرب الحركات.

معنى ذلك أنها:إما (ضمة أو فتحة أو كسرة أو سكون)

ولا يمكن أن تخرج الحركات عن هذه الأربعة، فدخل في التفصيلات

فقال: (وكلها) -هذه الأبواب الأربعة التي تعرب بالحركات-

(كلها ترفع بالضمة)، وهذا أمر واضح، مثل:

- (قام محمدٌ) هذا مفرد.

- (قام الرجالُ) هذا جمع تكسير.

- (قامت الطالباتُ) هذا جمع مؤنث سالم.

- (يقوم محمدٌ) هذا فعل مضارع صحيح الآخر.

(وكلها ترفع بالضمة وتنصب بالفتحة): (رأيت محمداً)، (رأيت الرجالَ)،

سيستثني الآن في قضية النصب جمع المؤنث السالم، فإنه لا ينصب بالفتحة، وإنما ينصب بالكسرة،

والفعل المضارع الصحيح الآخر لاشك بأنه ينصب بالفتحة مثل: (لن يقومَ محمد)

و(تخفض بالكسرة) كلمة: (تخفض بالكسرة) هذه فيها نوع من التغليب؛ لأنه حينما ذكر هذه الأربعة ذكر ثلاثة منها أسماء والرابع فعل،

ثم قال: (وكلها ترفع بالضمة) هذا صحيح، الرفع يشمل الأفعال، والأسماء.

(و)كلها (تنصب بالفتحة) هذا أيضاً صحيح، فالرفع يشمل الأسماء والأفعال.

(وتخفض بالكسرة)

-هنا- كلمة (كلها) تكون من باب التغليب؛ لأن الأفعال لا تخفض أصلاً أبداً، فـ(تخفض بالكسرة) هذه تنصرف للأسماء فقط.

(وتجزم بالسكون) هذا أيضاً لا يصلح فيها كلها؛ لأنها تنصرف للفعل فقط ولا تشمل الأسماء.

(وخرج عن ذلك ثلاثة) هو قال لك: (كلها): فيريد أن يخرج الأشياء الثلاثة التي لا تندرج تحت هذا العموم.

وخرج عن ذلك ثلاثة أشياء:

أولها: جمع المؤنث السالم، فإنه لا ينصب بالفتحة كما تنصب بقية هذه الثلاثة، وإنما هو -كما مر معنا- ينصب بالكسرة نيابة عن الفتحة، كما تقول: (رأيت الطالبات) ولا يصح أن تقول: (رأيت الطالباتَ).

ومما يستثنى -أيضاً- من العموم السابق:

- الاسم الذي لا ينصرف، فإنه قال: (كلها تجر بالكسرة) الواقع كلها تجر بالكسرة إلا باب الممنوع من الصرف فإنه يجر بالفتحة نيابة عن الكسرة، مثل: (مررت بأحمدَ)، و(صليتُ في مساجدَ) يُجر بالفتحة نيابة عن الكسرة.

-والفعل المضارع المعتل الآخر فإنه لا يجزم بالسكون كما قال: (وكلها تجزم بالسكون)، وإنما هو يجزم بحذف حرف العلة.

إذاً: الأبواب التي تدخلها الحركات هي أربعة أبواب.

وهذه الأبواب الأصل فيها العلامة الأصلية:

- أنها ترفع بالضمة، وهذا ينطبق على الأبواب الأربعة.

- وتنصب بالفتحة وهذا أيضاً ينطبق على الأبواب الأربعة.

-وتجر بالكسرة وهذا ينطبق على الأسماء فقط، وهي ثلاثة أبواب ويخرج الباب الرابع وهو الفعل.

والأسماء أيضاً يخرج منها باب وهو جمع المؤنث السالم، فإنه إنما ينصب بالكسرة نيابة عن الفتحة.

وتجزم بالسكون

وهذا الجزم خاصٌّ بالأفعال. لكنه -أيضاً- يستثنى منه الأفعال المعتلة الآخر فإنها لا تجزم بالسكون، وإنما تجزم بـحذف حرف العلة).

عبد العزيز بن داخل المطيري

#7

6 Nov 2008

العناصر

بيان معنى (الفصل)
تعريف (الفصل) لغة: الحاجز بين الشيئين
تعريف (الفصل) اصطلاحا: اسم لجملة مختصة من العلم تحتها مسائل غالباً
الإجمال بعد التفصيل
سبب الإجمال بعد التفصيل: اتباع عادة المتقدمين
فائدة الإجمال بعد التفصيل: التمرين والتسهيل على المبتدئ
أنواع المعربات
أولاً: المعربات بالحركات
أنواع المعربات بالحركات
النوع الأول: الاسم المفرد
علامات إعراب الاسم المفرد:
علامة رفعه الضمة نحو: انتصرَ المسلمُ
علامة نصبه الفتحة نحو: نصرتُ المسلمَ
علامة جره الكسرة نحو: مررتُ بالمسلمِ
النوع الثاني: جمع التكسير
علامات إعراب جمع التكسير:
علامة رفعه الضمة نحو: جاءَ الرجالُ
علامة نصبه الفتحة نحو: رأيتُ الرجالَ
علامة جره الكسرة نحو: مررتُ بالرجالِ
النوع الثالث: جمع المؤنث السالم
علامات إعراب جمع المؤنث السالم:
علامة رفعه الضمة نحو: احتجبت المسلماتُ
علامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة نحو: نصرتُ المسلماتِ
علامة جره الكسرة نحو: مررت بالمسلماتِ
النوع الرابع: الفعل المضارع
علامات إعراب الفعل المضارع:
علامة رفعه الضمة نحو: يقرأُ المسلم القرآن
علامة نصبه الفتحة نحو: لن ينتصرَ الكافر
علامة جزمه السكون نحو: المسلم لم ينهزمْ
بيان الأصل في إعراب المعربات
علامات الإعراب الأصلية
علامة الرفع الأصلية: الضمة
علامة النصب الأصلية: الفتحة
خرج عنه:
جمع المؤنث السالم علامة نصبه الكسرة
علامة الخفض الأصلية: الكسرة
خرج عنه شيئان:
الأول: الفعل المضارع فإنه لا يخفض أبداً
الثاني: الاسم الذي لا ينصرف علامة خفضه الفتحة
علامة الجزم الأصلية: السكون
خرج عنه:
الفعل المضارع المعتل الآخر يجزم بحذف حرف العلة
سبب تقديم الإعراب بالحركات على الإعراب بالحروف

عبد العزيز بن داخل المطيري

#8

6 Nov 2008

الأسئلة

س1: إلى كم قسم تنقسم المعربات؟
س2: ما هي المعربات التي تعرب بالحركات؟
س3: ما هي المعربات التي تعرب بالحروف؟
س4: مثل للاسم المفرد المنصرف في حالة الرفع والنصب والخفض، ومثل لجمع التكسير كذلك.
س5: بماذا ينصب جمع المؤنث السالم؟
س6: مثل لجمع المؤنث السالم في حالة النصب والرفع والخفض.
س7: بماذا يخفض الاسم الذي لا ينصرف؟
س8: مثل للاسم الذي لا ينصرف في حالة الخفض والرفع والنصب.
س9: بماذا يجزم الفعل المضارع المعتل الآخر؟
س10: مثل للمضارع المعتل الآخر في حالة الجزم.
س11: ما هي المعرب التي تعرب بالحروف؟
س12: بماذا يرفع المثنى؟ وبماذا ينصف ويخفض؟
س13: بماذا يرفع جمع المذكر السالم؟ وبماذا ينصب ويخفض؟
س14: مثل للمثنى في حالة الرفع والنصب والخفض، ومثل لجمع المذكر السالم كذلك.
س15: بماذا تعرب الأسماء الخمسة في حالة الرفع والنصب؟ وبماذا تخفض؟
س16: مثل للأسماء الخمسة في حالة الرفع والنصب، ومثل للأفعال الخمسة في أحوالها الثلاثة.