إعراب الأفعال
قال الدكتور محمد بن خالد الفاضل: (بابُ الأَفْعَـالِ
الأَفْعَالُ ثَلاَثَةٌ: مَاضٍ، وَمُضَارِعٌ، وَأَمْرٌ، نَحْوُ: ضَرَبَ، وَيَضْرِبُ، وَاضْرِبْ.
فَالْمَاضِي مَفْتُوحُ الآخِرِ أَبَداً.
وَالأَمْرُ مَجْزُومٌ أَبَداً.
وَالمُضَارِعُ
مَا كَانَ في أَوَّلِهِ إِحْدَى الزَّوَائِدِ الأَرْبَعِ الَّتِي
يَجْمَعُهَا قَوْلُك: (أنَيْتَ)، وَهُوَ مَرْفُوعٌ أَبَداً، حَتَّى
يَدْخُلَ عَلَيْهِ نَاصِبٌ أَوْ جَازِمٌ).
التحفة السنية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد
المتن:
قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (بابُ الأَفْعَـالِ
الأَفْعَالُ ثَلاَثَةٌ(1): مَاضٍ(2)، وَمُضَارِعٌ(3)، وَأَمْرٌ(4)، نَحْوُ: ضَرَبَ، وَيَضْرِبُ، وَاضْرِبْ.
فَالْمَاضِي مَفْتُوحُ الآخِرِ أَبَداً(5).
وَالأَمْرُ مَجْزُومٌ أَبَداً(6).
وَالمُضَارِعُ(7) مَا كَانَ في أَوَّلِهِ إِحْدَى الزَّوَائِدِ الأَرْبَعِ الَّتِي يَجْمَعُهَا قَوْلُك: (أنَيْتَ)، وَهُوَ مَرْفُوعٌ أَبَداً، حَتَّى يَدْخُلَ عَلَيْهِ نَاصِبٌ أَوْ جَازِمٌ).
الشرح:
قال الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد (ت: 1392هـ): (الأفعال وأنواعها
(1)ينقسمُ الفِعْلُ إلَى ثلاثةِ أقسامٍ:
(2) القِسْمُ الأوَّلُ:الماضي،وهُوَ
مَا يدلُّ عَلَى حصولِ شَيْءٍ قبْلَ زمنِ التّكلُّمِ، نحوُ: (ضَرَبَ،
وَنَصَرَ، وَفَتَحَ، وَعَلِمَ، وَحَسِبَ، وَكَرُمَ).
(3)القِسْمُ الثَّانِي:المُضَارِع،وهُوَ مَا دلَّ عَلَى حصولِ شَيْءٍ فِي زمنِ التّكلُّمِ أوْ بعده، نحوُ: (يَضْرِبُ، وَيَنْصُرُ، وَيَفْتَحُ، وَيَعْلَمُ، وَيَحْسِبُ، ويكرُم).
(4) القسمُ الثَّالثُ:الأمرُ،وهُوَ
مَا يُطلبُ بهِ حصولُ شَيْءٍ بعْدَ زمنِ التّكلُّمِ، نحوُ: (اضْرِبْ،
وَانْصُرْ، وَافْتَحْ، وَاعْلَمْ، وَاحْسِبْ، وَاكْرُمْ).
وقدْ ذكرْنَا لكَ فِي أوَّلِ الكتابِ هذَا التّقسيمَ، وذكرْنَا لكَ مَعَهُ علاماتِ كلِّ قسمٍ مِن هذِهِ الأقسامِ الثّلاثةِ.
أحكام الفعل:
(5) بعْدَ أن بيَّنَ المصنِّفُ أنْوَاعَ الأَفْعَالِ شرعَ فِي بَيَانِ أحكامِ كلِّ نوعٍ منْهَا.
فحُكمُ الفِعْلِ المَاضِي البناءُ عَلَى الفَتْحِ،
وهذَا الفَتْحُ إمَّا ظاهرٌ، وإمَّا مُقَدَّرٌ.
أمَّا الفَتْحُ الظَّاهرُ: ففِي
الصَّحِيحِ الآخرِ الذي لَمْ يَتَّصِلْ بهِ وَاوُ جماعةٍ ولا ضميرُ رفْعٍ
متحرِّكٌ، وكَذَلِكَ فِي كلِّ مَا كانَ آخِرُهُ واواً أوْ ياءً: نحوُ: (أَكْرَمَ، وقدم، وَسَافَرَ)، ونحوُ: (سَافَرَتْ زَيْنَبُ، وَحَضَرَتْ سُعادُ) ونحوُ: (رَضِيَ، وَشَقِيَ،
ونحوُ: (سَرُوَ، وَبَذُوَ).
وأمَّا الفَتْحُ المقدَّرُ
فهُوَ عَلَى ثلاثةِ أنواعٍ لأنَّهُ:
-إمَّا أن يكونَ مُقدَّراً للتعذُّرِ، وهذَا فِي كلِّ مَا كانَ آخِرُهُ ألفاً، نحوُ:
(دَعَا، وَسَعَى) فكلٌّ منهمَا فِعْلٌ مَاضٍ مبنِيٌّ عَلَى فتحٍ مقدَّرٍ عَلَى الألفِ منعَ مِن ظُهُورِهِ التّعذرُ.
-وإمَّا أن يكونَ الفَتْحُ مقدَّراً للمناسبةِ، وذلكَ فِي كلِّ فِعْلٍ مَاضٍ اتَّصَلَ بهِ وَاوُ جماعةٍ، نحوُ:
(كَتَبُوا، وَسَعِدُوا) :فكلٌّ منهمَا فِعْلٌ ماضٍ مبنِيٌّ عَلَى فتحٍ مقدرٍ عَلَى آخرهِ منع مِن ظُهُورِهِ اشتغالُ المحلِّ بحركةِ المناسبةِ، ووَاوُ الجماعةِ مَعَ كلٍّ منهمَا فَاعِلٌ مبنِيٌّ عَلَى السُّكونِ فِي محلِّ رفْعٍ.
-وإمَّا أن يكونَ الفَتْحُ مقدراً لدفعِ كراهةِ توالِي أربعِ متحرِّكاتٍ، وذلكَ فِي كلِّ فِعْلٍ مَاضٍ اتَّصَلَ بهِ ضميرُ رفْعٍ متحركٌ، كتاءِ الفَاعِلِ ونونِ النِّسوةِ، نحوُ:
(كَتَبْتُ، وَكَتَبْتَ، وَكَتَبْنَا، وَكَتَبْنَ).
فكلُّ واحدٍ مِن هذِهِ الأَفْعَالِ فِعْلٌ مَاضٍ مبنِيٌّ عَلَى فتحٍ مقدرٍ عَلَى آخرهِ منعَ مِن ظُهُورِهِ اشتغالُ المحلِّ بالسُّكُونِ العارضِ لدفعِ كراهةِ توالي أربعِ متحركاتٍ فيمَا هُوَ كالكلِمَةِ الواحدةِ، والتَّاءُ، أوْ (نا) أو النُّونُ فَاعِلٌ، مبنِيٌّ عَلَى الضّمِّ أو الفَتْحِ أو الكسرِ أو السُّكونِ فِي محلِّ رفْعٍ.
(6) وحكمُ فِعْلِ الأمرِ: البناءُ عَلَى مَا يُجْزَمُ بهِ مُضَارِعُهُ.
- فإنْ كانَ مُضَارِعُه صَحِيحَ الآخِرِ، ويجزمُ بالسُّكُونِ، كانَ الأمرُ مبنيّاً عَلَى السّكونِ،
وهذَا السُّكونُ إمَّا ظاهرٌ، وإمَّا مقدَّرٌ.
فالسُّكونُ الظَّاهرُ لهُ موضعانِ:
أحدُهما:أن يكونَ صَحِيحَ الآخِرِ ولَمْ يَتَّصِلْ بهِ شَيْءٌ.
والثَّانِي:أن تتصلَ بهِ نونُ النِّسوةِ نحوُ: (اضْرِبْ) و (اكْتُبْ) وكَذَلِكَ (اضْرِبْنَ) و (اكْتُبْنَ) مَعَ الإسنادِ إلَى نونِ النِّسوةِ.
وأمَّا السُّكونُ المقدرُ:
فلهُ موضِعٌ واحدٌ، وهُوَ أن تتصلَ بهِ نونُ التّوكيدِ خفيفةً أوْ ثقيلةً، نحْوُ (اضْرِبْنَ) و (اكْتُبْنَ) ونحْوُ (اضْرِبَنَّ) و (اكْتُبَنَّ).
-وإنْ كانَ مُضَارِعُهُ مُعْتَلَّ الآخِرِ فهُوَ يُجزمُ بحَذْفِ حَرْفِ العِلَّةِ، فالأمرُ منْهُ يُبنَى عَلَى حذفِ حَرْفِ العلَّةِ، نحْوُ (ادْعُ) و (اقْضِ) و (اسْعَ).
-وإنْ كانَ مُضَارِعُهُ من الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ فهُوَ يُجزمُ بحَذْفِ النُّونِ، فالأمرُ منْهُ يُبنَى عَلَى حذفِ النُّونِ، نحْوُ (اكْتُبَا) و (اكْتُبُوا) و(اكْتُبِي).
(7) والفِعْلُ المضَارِعُ علامتُهُ: أن يكونَ فِي أوّلِهِ حَرْفٌ زائدٌ مِن أرْبَعَةِ أحْرُفٍ يجمعُهَا قوْلُكَ: (أَنَيْتُ) أوْ قوْلُكَ: (نَأَيْتُ) أوْ قوْلُكَ (أَتَيْنَ) أوْ قوْلُكَ (نَأْتِي).
-فالهمزةُ للمُتكلِّمِ مذكَّراً أوْ مؤنَّثاً، نحْوُ (أَفْهَمُ) .
-والنُّونُ للمتكلِّمِ الذي يُعظِّمُ نفسَهُ، أوْ للمتكلِّمِ الذي يَكُونُ مَعَهُ غيرُه، نحْوُ (نَفْهَمُ) .
-والياءُ للغائبِ، نحْوُ (يَقُومُ) .
-والتَّاءُ للمُخاطَبِ أو الغائبةِ، نحْوُ (أنتَ تفهمُ يا محمَّدُ واجبَكَ) ونحْوُ (تَفْهَمُ زَيْنَبُ وَاجِبَهَا).
فإنْ لَمْ تكنْ هذِهِ الحروفُ زائدةً
بلْ كَانتْ مِن أصلِ الفِعْلِ، نحْوُ (أَكَلَ، وَنَقَلَ، وَتَفَلَ، وَيَنَعَ)
أوْ كانَ الحَرْفُ زائداً، لكنه ليْسَ للدلالةِ عَلَى المعْنَى الذي ذكرناهُ، نحْوُ (أَكْرَمَ، وَتَقَدَّمَ)كانَ الفِعْلُ ماضياً لا مُضَارِعاً.
وحُكمُ الفِعْلِ المُضَارِعِ:
أنَّهُ مُعرَبٌ مَا لَمْ تتَّصلْ بهِ نونُ التّوكيدِ ثقيلةً كَانتْ أوْ خفيفةً، أوْ نونُ النِّسوةِ.
فإن اتَّصلتْ بهِ نونُ التّوكيدِ:
بُنِيَ معهَا عَلَى الفَتْحِ، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِريِنَ}.
وإن اتَّصلتْ بهِ نونُ النِّسوةِ:
بُنِيَ معهَا عَلَى السّكونِ، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {وَالوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ}.
وإذَا كانَ مُعرَباً فهُوَ مرفُوعٌ مَا لَمْ يدخلْ عَلَيْهِ ناصبٌ أوْ جازمٌ،نحْوُ (يَفْهَمُ مُحَمَّدٌ) :
فيفهمُ:فِعْلٌ مُضَارِعٌ مرْفُوعٌ، لِتَجَرُّدِهِ من النَّاصبِ والجَازمِ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
ومُحَمَّدٌ:فَاعِلٌ مرفُوعٌ بالضَّمَّةِِ الظَّاهِرَةِ.
فإنْ دخلَ عَلَيْهِ ناصبٌ نَصَبَهُ،نحْوُ (لَنْ يَخِيبَ مُجْتَهِدٌ) :
فَلَنْ:حَرْفُ نفِيٍ ونصبٍ واستقبال.
ويخيبَ:فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَنْصُوبٌ بِلَنْ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
ومجتهدٌ:فَاعِلٌ مرفُوعٌ وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
وإنْ دخلَ عَلَيْهِ جازمٌ جَزَمَهُ،نحْوُ (لَمْ يَجْزَعْ إِبْرَاهِيمُ):
فَلَمْ:حَرْفُ نفِيٍ وجزمٍِ وقَلْبٍ.
وَيَجْزَعْ:فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ بلَمْ، وعَلامَةُ جَزْمِهِ السُّكونُ.
وإبراهيمُ:فَاعِلٌ مرْفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ).
حاشية الآجرومية للشيخ: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم المتن: قال ابن آجُرُّوم: أبو
عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (بابُ الأَفْعَالِ(1) الشرح: قال الشيخ عبد الرحمن بن
محمد بن قاسم العاصمي (ت: 1392هـ): ( (1) لمَّا ذكرَ الكلامَ وأقسامَهُ، والإعرابَ وأقسامَهُ، وكانت المعرباتُ قسمين: اسمٍ وفعلٍ،
ذكرَ
الأفعالَ، مقدِّمًا لها على الأسماءِ؛ لقصرِ الكلامِ عليها؛ ليتفرَّغَ
لذكرِ ما أطالَ عليه الكلامَ من الأسماءِ، وإلا فالأحقُّ أن يبدأَ
بالأسماءِ.
(2) أي: الأفعالُ الاصطلاحيَّةُ ثلاثةٌ،
بدليلِ الاستقراءِ، وقولِهُ تعالى: {لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا
خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذلِكَ} فما بينَ الأيدي المستقبلُ، وما خلفَنا
الماضي، وما بينَ ذلك الحالُ.
ولأنَّ
الفعلَ: إن تأخَّرَ التّلفّظُ به عندَ وقوعِهِ فهو الماضي، أو قاربَ بعضَ
وجودِهِ، فهو المضارعُ، أو تقدَّمَ التَّلفُّظُ به قبلَ الفعلِ فهو الأمرُ.
(3) فالماضي: ما دلَّ على حدثٍ مقترنٍ بزمنٍ ماضٍ، وقَبِلَ تاءَ التَّأنيثِ السَّاكنةَ، نحو: (ضربَتْ).
والمضارعُ، أي:
المشابهُ للاسمِ في الحركاتِ والسَّكناتِ، وهو: ما دلَّ على حدثٍ مقترنٍ
بأحدِ زماني الحالِ، أو الاستقبالِ، وقَبِلَ لَمْ، نحو: (لَمْ يضربْ).
والأمرُهو: ما دلَّ على طلبِ حدثٍ في زمنِ الاستقبالِ، وقَبِلَ ياءَ المخاطبةِ، نحو: (اضربي).
(4) فـ(ضربَ) دلَّ على حدثٍ مضى، و(يضربُ) دلَّ على الحالِ، أو الاستقبالِ، وقد يدلُّ على المضيِّ، و(اضربْ) دلَّ على الطَّلبِ.
(5) على الأصلِ، مبنيٌّ على الفتحِ، سواءً كانَ:
-أو رباعيّا، كـ (دحرَجَ).
-أو خماسيًّا كـ (انطلقَ).
-أو سداسيًّا كـ (استخرجَ).
-أو تقديرًا للتَّعذُّرِ، نحو: (رمى).
ما لم يتَّصلْ به:
-أو واوُ الجمعِ فيضمُّ، نحو: (ضربُوا).
(6) أي: فيعاملُ معاملةَ المجزومِ، وهذا مذهبٌ مرجوحٌ.
وعندَ سيبويهِ وغيرِهِ: الأمرُ:
-أو على حذفِ الآخرِ، إن كانَ معتلاًّ، نحو: (اغْزُ واخْشَ وارْمِ).
-أو على حذفِ النُّونِ إن كانَ مسندًا لضميرِ تثنيةٍ أو ضميرِ جمعٍ، أو ضميرِ المؤنَّثةِ المخاطبةِ، نحو: (اضربا، اضربوا، اضربي).
(7) أي: والمضارعُ شرطُهُ: أن يوجدَ في أوَّلِهِ إحدى الزَّوائدِ الأربعِ، المسمَّياتِ بأحرفِ المضارعةِ،
سمّيَتْ زوائدُ؛ لأنَّهُ يزيدُ بها على حروفِ الماضي، يجمعُهَا قولُكَ:
أَنيتُ، بمعنى: أدركْت؛ تفاؤلاً، وإلا فيجمعُهَا نَأَيْتُ، أو نَأْتي، أو
أَتَيْنَ.
وشرطُ دخولِ هذه الأحرفِ على المضارعِ:
-والنُّونُ للمتكلِّمِ ومعه غيرُهُ، أو المعظِّمِ نفسَهُ، نحو: نقومُ.
-والياءُ للغائبِ، نحو: يقومُ.
-والتَّاءُ للمخاطبِ، نحو: تقومُ.
فهذه
أفعالُ المضارعةِ لدلالةِ الزَّوائدِ في أوَّلِهَا على المعاني المذكورةِ،
بخلافِ: همزةِ أكرمَ، ونونِ نرجسٍ، وياءِ يَرْنَأ، وتاءِ تعلمْ.
(8) أي: والمضارعُ المجرَّدُ من نوني التَّوكيدِ، ومن نونِ النّسوةِ، ومن النَّاصبِ والجازمِ، مرفوعٌ أبدًا.
وتقدَّمَ: أنَّ عواملَ النَّحوِ اللفظيَّةَ أكثرُ من مائةِ عاملٍ.
وله عاملانِ معنويَّانِ، وهما:
-وعاملُ المبتدأ.
فإنَّ عاملَهُ الابتداءُ، والمضارعِ التَّجرُّدُ، وهو مستمرٌّ على رفعِهِ، حتَّى يدخلَ عليه ناصبٌ فينصبَهُ، أو جازمٌ فيجزمَهُ).
الأَفْعَالُ ثَلاَثَةٌ(2): مَاضٍ، وَمُضَارِعٌ، وَأَمْرٌ(3)، نَحْوَ: ضَرَبَ، وَيَضْرِبُ، وَاضْرِبْ(4).
فَالْمَاضِي مَفْتُوحُ الآخِرِ أَبَداً(5).
وَالأَمْرُ مَجْزُومٌ أَبَداً(6).
وَالمُضَارِعُ مَا كَانَ في أَوَّلِهِ إِحْدَى الزَّوَائِدِ الأَرْبَعِ، يَجْمَعُهَا قَوْلُكَ: أَنَيْتُ(7).
وَهُوَ مَرْفُوعٌ أَبَداً، حَتَّى يَدْخُلَ عَلَيْهِ نَاصِبٌ أَوْ جَازِمٌ(8) ).
حاشية الآجرومية للشيخ: عبد الله العشماوي الأزهري
المتن:
قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (بابُ الأَفْعَـالِ(1)
الأَفْعَالُ ثَلاَثَةٌ(2): مَاضٍ(3)، وَمُضَارِعٌ(4)، وَأَمْرٌ(5)، نَحْوُ: ضَرَبَ، وَيَضْرِبُ، وَاضْرِبْ.
فَالْمَاضِي مَفْتُوحُ الآخِرِ أَبَداً(6).
وَالأَمْرُ مَجْزُومٌ أَبَداً(7).
وَالمُضَارِعُ مَا كَانَ في أَوَّلِهِ إِحْدَى الزَّوَائِدِ الأَرْبَعِ(8) الَّتِي يَجْمَعُهَا قَوْلُك(9): (أنَيْتَ)(10)، وَهُوَ مَرْفُوعٌ(11) أَبَداً، حَتَّى يَدْخُلَ عَلَيْهِ نَاصِبٌ أَوْ جَازِمٌ).
الشرح:
قال الشيخ عبد الله العشماوي الأزهري: ( (1)بابُ الأفعالِ
يعني: الاصطلاحيَّةَ، فخرج بذلك الأفعالُ اللغويَّةُ الَّتي هي مطلقُ الحدثِ فإنَّها لا تنحصرُ.
والأفعالُ: جمعُ فعلٍ.
ومعناه اصطلاحا:كلمةٌ دلَّتْ على معنًى في نفسِهَا واقترنت بأحدِ الأزمنةِ الثَّلاثةِ وضعًا.
(2) قوله: (ثلاثةٌ) والدَّليلُ على ذلك:
الاستقراءُ، وقولُهُ تعالى: {له ما بينَ أيدينا وما خلفَنَا وما بينَ ذلك} والمرادُ بما بينَ الأيدي: المستقبلُ، وما خلفنا: الماضي، وما بين ذلك: الحالُ.
وقولُ زهيرٍ الشَّاعرِ:
وأعـلمُ عـلمَ اليومِ والأمسِ قبلَهُ ولكنَّنِي عن علمِ ما في غدٍ عَمِ (3) قوله: (ماضٍ): أصلُهُ ماضِيٌ، استُثْقِلَتِ الضّمّةُ على الياءِ فحُذِفَتْ فالتقى ساكنان فحُذِفَتِ الياءُ لالتقاءِ السَّاكنين، ومعنى مضيِّهِ أنَّه وقعَ وانقطعَ. وعلامتُهُ: أن يقبلَ تاءَ التَّأنيثِ السَّاكنةَ كـ(ضربَ وقامَ) تقولُ: ضربَتْ وقامَتْ. (4) قوله: (ومضارعٌ): سُمّيَ مضارعًا من المضارعةِ وهي المشابهةُ، لمشابهتِهِ الاسمَ في الحركاتِ والسَّكناتِ وقبولِ لامِ الابتداءِ كـ(ضَارِب) فإنَّ أوَّلَه مفتوحٌ، وثانيَهُ ساكنٌ وثالثَهُ مكسورٌ، فكذلك المضارعُ كـ(يَضْرِبُ) فإنَّ الياءَ
مفتوحةٌ، والضَّادَ ساكنةٌ، والرَّاءَ مكسورةٌ، وتدخلُ عليه لامُ
الابتداءِ، كقولِكَ: إنَّ زيدا لَيَضْرِبُ، كما تقولُ: إنَّ زيداً لضَاربٌ. والمضارعُ: ما دلّ على حدثٍ مقترنٍ بأحدِ زماني الحالِ والاستقبالِ وقَبِلَ (لَمْ). نحو: لَمْ يضربْ. (5) قوله: (وأمرٌ): وهو ما دلّ على الطَّلبِ وقبلَ ياءَ المؤنَّثةِ المخاطبةِ كـ(اضربْ) فإنَّه قَبِلَ ياءَ المؤنّثةِ المخاطبةِ، نحو: اضربي. (6) قوله: (فالماضي مفتوحُ الآخرِ أبداً): لمَّا ذكرَ المصنِّفُ حقائقَ الأفعالِ شرع يبيِّنُ أحكامَهَا بقولِهِ: (فالماضي) إلخ. وقولُهُ: (مفتوحُ الآخرِ أبداً): أي سواءٌ كان الفعلُ: - ثلاثيًّا كـ(ضربَ). - أو رباعيًّا كـ(دَحْرَجَ). -أو خماسيًّا كـ(انطلَقَ). -أو سداسيًّا كـ(استخرَجَ). وهو مبنيٌّ على الفتحِ تحقيقًا إذا لم يتَّصلْ بآخرِهِ شيءٌ. -فإنِ اتَّصلَ به ضميرُ رفعٍ ساكنٌ بُنِيَ على الفتحِ تقديرًا منع من ظهورِهِ اشتغالُ المحلِّ بحركةِ المناسبةِ، كقولِكَ: (ضرَبُوا). -وإنِ
اتَّصلَ به ضميرُ رفعٍ لكن للمتكلِّمِ أو للمخاطبِ بُنِيَ على الفتحِ
المقدَّرِ منع من ظهورِهِ كراهةُ توالي أربعِ متحرّكاتٍ فيما هو كالكلمةِ
الواحدةِ، كقولِكَ: (ضَرَبْتُ). ثمَّ إنَّه يُسألُ عن الماضي سؤالان: الأوَّلُ: لمَ حُرِّكَ؟ الثَّاني: لِمَ كانت الحركةُ فتحةً؟. فالجوابُ عن الأوَّلِ: إنَّما
حُرِّكَ لأنَّهُ أشبهَ الاسمَ في وقوعِهِ صفةً، كقولِكَ: (مررتُ برجلٍ
ضرَبَ)، فضربَ: فعلٌ ماضٍ، والفاعلُ مستترٌ تقديرُهُ هو،والجملةُ من الفعلِ
والفاعلِ في محلِّ جرٍّ صفةٌ لرجلٍ؛ لأنَّ الجُملَ بعد النّكراتِ صفاتٌ،
وبعدَ المعارفِ أحوالٌ. وأشبه الاسمَ أيضًا في وقوعِهِ صلةً، كما في قولِكَ: (جاء الَّذي ضربَ). وفي وقوعِهِ حالاً، كقولِكَ: (جاء زيدٌ وقد ضرَبَ). ووقوعِهِ خبرًا، كقولِكَ: (زيدٌ ضرَبَ). والجوابُ عن الثَّاني: أنَّ الفتحةَ أخفُّ الحركاتِ. (7) قوله: (والأمرُ مجزومٌ أبداً):
هذه طريقةُ الكوفيّين بأنَّ الأمرَ مقتطَعٌ من الفعلِ وليس قسمًا برأسِهِ،
وهي طريقةٌ مرجوحةٌ، وأصلُ اضربْ عندَهُم لِتَضْرِبْ، حُذِفَتِ اللامُ
للتَّخفيفِ والتَّاءُ خوفَ الالتباسِ بالمضارعِ، ثمَّ أُتِيَ بهمزةِ الوصلِ
توصّلا للنّطقِ بالسَّاكنِ. والمذهبُ الرَّاجحُ: أنَّ فعلَ الأمر: -مبنيٌّ على السّكونِ إذا كان صحيحَ الآخرِ. -وأمَّا إذا كان معتلَّ الآخرِ فيُبنَى على حذفِ آخرِهِ، ولذا قال النّحاةُ: الأمرُ مبنيٌّ على ما يُجزَمُ به مضارعُه. فصحيحُ الآخرِ كـ(اضربْ وقمْ). ومعتلُّ الآخرِ كـ(امشِ وارمِ واغزُ).
-وإن كان مضارعُهُ يُجزَمُ بحذفِ النّونِ نحو (لم يفعلا) (ولم تفعلوا)، فإنَّ الأمرَ منه يُبنَى على حذفِ النّونِ نحو قولِكَ: افعلا وافعلوا وافعلي.
(8) قوله: (والمضارعُ ما كان في أوَّلِه إحدى الزّوائدِ الأربعِ): أي: من علاماتِ الفعلِ المضارعِ أن يوجدَ في أوَّلِه حرفٌ من حروفِ أنيت،فكانَ تامَّةٌ بمعنى وُجِدَ، ولو حذفها لكان أخصرَ.
قوله: (في أوَّلِه): المناسبُ حذفُ (في) إذ لا معنى للظَّرفيَّةِ.
وسُمّيَتْ زوائدَ
لأنَّه يزيدُ بها على حروفِ الماضي كما هو ظاهرٌ.
وقولُهُ: (الأربعِ) صفةٌ للزَّوائدِ.
(9) قوله: (يجمعُهَا قولُكَ): أي: مقولُكَ، فهو من إطلاقِ المصدرِ وإرادةِ اسمِ المفعولِ وهو المقولُ، وهو فاعلُ يجمعُ.
(10) قوله: (أنيت): بالقصرِ والمدِّ، والأوَّلُ أولى؛ لأنَّ الأوَّلَ بمعنى قرَّبْتُ والثَّاني بمعنى بعَّدْتُ، ولا شكّ أنَّ القربَ أولى، وفي تعبيرِ المصنِّفِ بـ(أنيت) تفاؤلا بأنَّ اللهَ -تعالى- يقرّبُ هذا العلمَ للمشتغلِ بهذا المتنِ.
وكما يجمعُ هذه الحروفَ ما ذكر يجمعُها قولُكَ: نأيتُ أو نأتي أو أتيْنَ.
واعلمْ أنَّ شروطَ دخولِ هذه الحروفِ على المضارعِ:
-أن تكونَ الهمزة للمتكلّمِ مذكّرًا أو مؤنّثًا، كـ(أقومُ)، وهي ليست موجودةً في الماضي، وفائدةُ دخولِهَا: الدّلالةُ على المتكلّمِ، بخلافِ همزةِ أَكرمَ فإنَّها للتَّعديةِ.
-وأن تكونَ النّونُ للمتكلّمِ ومعه غيرُهُ أو للمعظِّمِ نفسَهُ، سواءٌ كان عظيمًا في نفسِ الأمرِ أو ليس بعظيمٍ بخلاف نونِ نَرْجَسَ، فإنَّها ليست بزائدةٍ، ولأنَّها لا تدلُّ على معنًى في المضارعِ، ونَرْجَسَ زيدٌ الدّواءَ: جعل فيه نرجسًا، والنَّرجَسُ نبتٌ له رائحةٌ ذكيَّةٌ.
-وأن تكونَ الياءُ للغائبِ سواءٌ كان مذكّرًا أو مؤنّثًا مفردا أو مثنًّى أو مجموعًا بخلافِ ياء (يَرْنَأ) فإنَّها لا تدلّ على الغيبةِ، تقولُ: (يَرْنَأْتُ الشَّيْبَ بالَيْرنَأِ) إذا خضبْتَهُ بالحنَّاءِ.
-وأن تكونَ التّاءُ للمخاطبِ سواءٌ كان مذكّرًا أو مؤنّثًا أو مثنًّى أو مجموعًا، بخلافِ تاءِ تَعلَّمَ فإنَّها للمطاوعةِ تقول: (علَّمتُ زيدًا المسألةَ فتعلَّمَ)، فيكون تعلَّمَ مطاوعاً لعَلَّمَ في التَّعدِّي.
(11) قوله: (وهو مرفوعٌ): أي: حكمُهُ الرَّفعُ، لا فرقَ بين أن يكونَ إعرابُهُ:
-ظاهرًا كـ(يضربُ)
- أو مقدّرًا كـ(يخشى).
واعلمْ أنَّ رافعَهُ التّجرّدُ من النَّاصبِ والجازمِ،
والتّجرُّدُ عاملٌ معنويٌّ.
وقيل: الرَّافعُ له حلولُهُ محلَّ الاسمِ، وهو مردودٌ لأنَّه قد يكونُ مرفوعًا وليس حالاًّ محلَّ الاسمِ.
وقيل: الرَّافعُ له أحرفُ المضارعةِ، ورُدَّ بأنَّ جزءَ الشَّيءِ لا يعملُ فيه).
شرح الآجرومية للشيخ: حسن بن علي الكفراوي قال الشيخ حسن بن علي الكفراوي الأزهري الشافعي (ت: 1202هـ): (بابُ الأفعالِ إعرابُه كما تَقَدَّمَ مِن الأوْجُهِ السابقةِ، والأَوْلَى جعلُه خبرًا لمبتدأٍ محذوفٍ تقديرُه: هذا بابُ، وإعرابُه: ها: حرفُ تنبيهٍ.
وذا: اسمُ إشارةٍ مبتدأٌ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.
وبابُ: خبرُ المبتدأِ مَرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهِرَةِ.وبابُ: مضافٌ.والأفعالِ: مُضافٌ إليهِ مجرورٌ بالكسرةِ الظاهرةِ.
(الأفعالُ): مبتدأٌ مرفوعٌ بالابتداءِ، وَعَلامةُ رفْعِه ضمَّةٌ ظاهِرةٌ في آخِرِه..
(ثلاثةٌ): خبرُ المبتدأِ مَرفوعٌ بالمبتدأِ، وَعَلامةُ رفْعِه ضمَّةٌ ظاهِرةٌ في آخِرِه.
(ماضٍ): بَدَلٌ مِن ثلاثةٍ، وبَدَلُ المرفوعِ مرفوعٌ وعلامةُ رفعِه ضَمَّةٌ مُقَدَّرَةٌ علَى الياءِ المحذوفةِ لالتقاءِ الساكنَيْنِ. وأصلُ ماضٍ:ماضِيٌ،
بتحريكِ الياءِ مُنَوَّنَةً، فاسْتُثْقِلَت الحركةُ علَى الياءِ فحُذِفَتْ
فالتَقَى ساكنانِ: الياءُ مع التنوينِ، فحُذِفَت الياءُ لالتقاءِ
الساكنَيْنِ.
الماضي: ما دَلَّ علَى حَدَثٍ وَقَعَ وانقَطَعَ.
وعَلامتُه: أن يَقْبَلَ تاءَ التأنيثِ نحوُ: ضَرَبَ، تقولُ فيه: (ضَرَبَتْ هندُ)،
وإعرابُه:
ضَرَبَ: فعلٌ ماضٍ.
والتاءُ: علامةُ التأنيثِ.
وهندُ: فاعِلٌ مرْفُوعٌ بالضَّمَّةِ. (ومضارِعٌ):
الواوُ: حرفُ عطفٍ.مُضارِعٌ: معطوفٌ علَى ماضٍ، والمَعْطُوفُ علَى المَرْفوعِ مَرْفُوعٌ.
المضارِعُ: ما دَلَّ علَى حَدَثٍ يَقبَلُ الحالَ والاستقبالَ.
وعَلامتُه: أن يَقْبَلَ لم، نحوُ: يَضْرِبُ، تقولُ فيه:(لم يَضْرِبْ زيدٌ)،
وإعرابُه:
لم: حَرْفُ نفْيٍ وجَزْمٍ وقَلْبٍ.
ويَضْرِبْ: فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ بـ لمْ، وعلامةُ جزمِه السكونُ.
وزيدٌ: فاعِلٌ مرْفُوعٌ بالضَّمَّةِ. (وأَمْرٌ): الواوُ:حرفُ عطفٍ.
أمْرٌ:معطوفٌ علَى ماضٍ، والمَعْطُوفُ علَى المَرْفوعِ مَرْفُوعٌ.
والأمْرُ: ما دَلَّ علَى ما حَدَثَ في المستقبَلِ. وعلامتُه: أن يَقْبَلَ ياءَ المخاطَبَةِ، نحوُ: أَضْرِبُ، تقولُ فيه: (اضْرِبِي)،
وإعرابُه:
اضْرِبِي: فعلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ علَى حذفِ النونِ.
والياءُ: فاعلٌ.
(نحوُ): يَصِحُّ رفعُه علَى كونِه خبرًا لمبتدأٍ محذوفٍ تقديرُه: وذلك نحوُ،
وإعرابُه:
الواوُ: للاسْتِئنافِ،
وذا: اسمُ إشارةٍ مُبتدأٌ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ،
واللامُ: للبُعْدِ،
والكافُ: حرفُ خِطابٍ.ونحوُ:خبرُ المبتدأِ مَرفوعٌ بالضَّمَّةِ.
ويَصِحُّ نَصْبُه علَى كونِه مفعولاً لفِعْلٍ محذوفٍ تقديرُه:أَعْنِي نحوَ، وإعرابُه:
أَعْنِي:فعلٌ مضارِعٌ مَرفوعٌ بضَمَّةٍ مُقَدَّرَةٍ علَى الياءِ مَنَعَ مِن ظُهورِها الثِّقَلُ، والفاعلُ مُسْتَتِرٌ وُجوبًا تقديرُه أنا،.
ونحوَ: مفعولٌ به منصوبٌ وعلامةُ نَصْبِه الفتحةُ الظاهرةُ.
ونحوَ: مُضافٌ.
و (ضَرَبَ): مُضافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ علَى الفتحِ في مَحَلِّ جَرٍّ. و(يَضْرِبُ):
الواوُ: حرفُ عطفٍ.
يَضرِبُ: معطوفٌ علَى ضَرَبَ مَبْنِيٌّ علَى الضَّمِّ في مَحَلِّ جَرٍّ.
و(اضْرِبْ):
الواوُ: حرفُ عطفٍ. اضْرِبْ: معطوفٌ
علَى ضَرَبَ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ جَرٍّ، وهذه أَمْثِلَةُ
الأفعالِ الثلاثةِ: الماضي والمضارِعِ والأمرِ، علَى اللفِّ والنشْرِ
الْمُرَتَّبِ.
فإن قُلْتَ: كيف تُعْرَبُ هذه الأفعالُ كإعرابِ الأسماءِ ويَدْخُلُها الجَرُّ مع أنه ممنوعٌ منها؟
قلتُ: هي أسماءٌ باعتبارِ لَفْظِها؛ فلذا دَخَلَها الجَرُّ مَحَلاًّ.
(فالماضِي): الفاءُ: فاءُ الفصيحةِ.
الماضي: مبتدأٌ مرفوعٌ بالابتداءِ وعلامةُ رفعِه ضَمَّةٌ مُقَدَّرَةٌ علَى الياءِ مَنَعَ مِن ظُهورِها الثِّقَلُ.
(مفتوحُ): خَبَرُ المبتدأِ مَرفوعٌ بالضَّمَّةِ، ومَفتوحُ: مضافٌ.
و (الآخِرِ): مُضافٌ إليهِ مجرورٌ بالكسرةِ.
(أبدًا): ظَرْفُ زَمانٍ مَنصوبٌ علَى الظرفيَّةِ وعلامةُ نَصْبِه الفتحةُ الظاهرةُ.
يَعْنِي: أنَّ الفعلَ الماضيَ مَبْنِيٌّ علَى الفتحِ دائمًا:
- إمَّا لفظًا نحوُ: (ضَرَبَ زيدٌ)،
وإعرابُه: ضَرَبَ:فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ علَى الفتحِ.
وزيدٌ: فاعِلٌ مرْفُوعٌ بالضمَّةِ الظاهِرَةِ.
-وَإمَّا تقديرًا للتَّعَذُّرِ نحوُ: (أَلْقَى موسَى عصاهُ)،
وإعرابُه:
أَلْقَى: فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ علَى فتحٍ مُقَدَّرٍ علَى الألِفِ مَنَعَ مِن ظُهورِه التَّعَذُّرُ.
وموسَى: فاعِلٌ مرْفُوعٌ وعلامةُ رفعِه ضَمَّةٌ مُقَدَّرَةٌ علَى الألِفِ مَنَعَ مِن ظُهورِها التَّعَذُّرُ.
-وَإمَّا تقديرًا للمُناسَبَةِ نحوُ: (ضَرَبُوا)،
وإعرابُه:
ضَرَبَ: فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ علَى فتحٍ مُقَدَّرٍ علَى آخِرِه مَنَعَ مِن ظهورِه اشتغالُ المَحَلِّ بحركةِ المناسَبَةِ.
والواوُ:
فاعلٌ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ، وإنما كانتْ حركةَ
مناسَبَةٍ لأنَّ الواوَ لا يُناسِبُها إلا ضَمُّ ما قَبْلَها.
-وَإِمَّا تقديرًا كراهةَ تَوالِي أربعةِ مُتَحَرِّكاتٍ نحوُ: (ضَرَبْتُ)، بسكونِ الباءِ الْمُوَحَّدَةِ،
وإعرابُه:
ضَرَبَ: فعلٌ
ماضٍ مَبْنِيٌّ علَى فَتْحٍ مُقَدَّرٍ علَى آخِرِه مَنَعَ مِن ظُهورِه
اشتغالُ المَحَلِّ بالسكونِ العارِضِ كَراهةَ تَوَالِي أربعِ
مُتَحَرِّكَاتٍ فيما هو كالكلمةِ الواحدةِ.
والتاءُ: فاعلٌ.
(والأمرُ):
الواوُ: حرفُ عطفٍ.الأمرُ: مبتدأٌ مرفوعٌ بالابتداءِ.
(مَجزومٌ): خَبَرُ المبتدأِ مَرفوعٌ بالضَّمَّةِ.
(أبدًا): ظرفُ زمانٍ مَنصوبٌ علَى الظرفِيَّةِ، وعلامةُ نَصْبِه الفتحةُ الظاهرةُ.
يعني: أنَّ فعلَ الأمرِ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ دائمًا:
إمَّا لفظًا نحوُ: (اضْرِبْ زيدًا)،
وإعرابُه:
اضْرِبْ: فعلُ أمرٍ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ، والفاعلُ مُسْتَتِرٌ وُجوبًا تقديرُه أنتَ. وزيدًا: مفعولٌ به منصوبٌ.
وَإمَّا تقديرًا للتخَلُّصِ مِن التقاءِ الساكنينِ
إذا اتَّصَلَ به نونُ التوكيدِ خفيفةً أو ثقيلةً، نحوُ: (اضْرِبَنْ يا زيدُ)، بفَتْحِ الباءِ الْمُوَحَّدَةِ،
وإعرابُه:
اضْرِبَنْ: فعلُ
أمرٍ مَبْنِيٌّ علَى سُكونٍ مُقَدَّرٍ علَى آخِرِه مَنَعَ مِن ظُهورِه
اشتغالُ المَحَلِّ بالفتحِ العارِضِ لالتقاءِ الساكنَيْنِ، والفاعلُ
مُسْتَتِرٌ وُجوبًا تقديرُه أنتَ.
والنونُ: للتوكيدِ.
يا زيدُ:
يا: حرْفُ نداءٍ،
وزيدُ: مُنادًى مَبْنِيٌّ علَى الضَّمِّ في محلِّ نصبٍ.
أو اتَّصَلَ به نونُ النِّسوةِ،
نحوُ:
(اضْرِبْنَ يا هِنداتُ)، وإعرابُه: كإعرابِ ما قَبْلَهُ، إلا أنَّ النونَ
هنا ضميرُ النِّسوةِ فاعلٌ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ،
بخِلافِها فيما قَبْلَها فإنها فيه للتوكيدِ كما عَلِمْتَ.
هذا إذا كان صحيحَ الآخِرِ ولم يكنْ مِن الأفعالِ الخمسةِ،
فإنْ كان مُعْتَلاًّ -أي: آخِرُه حَرْفُ عِلَّةٍ- فإنه يُبْنَى علَى حذفِ حَرْفِ العِلَّةِ، نحوُ: (اخْشَ وادْعُ وارْمِ)،
وإعرابُه: اخْشَ:فعلُ أمرٍ مَبْنِيٌّ علَى حذفِ الألِفِ والفتحةُ قبلَها دليلٌ عليها، والفاعلُ مُسْتَتِرٌ وُجوبًا تقديرُه أنتَ.
وادْعُ: الواوُ: حرفُ عطفٍ.
ادعُ: فعلُ أمرٍ مَبْنِيٌّ علَى حذفِ الواوِ والضمَّةُ قبلَها دليلٌ عليها، والفاعلُ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ وُجوبًا تقديرُه أنتَ.
وارمِ:
الواوُ: حرفُ عطفٍ.
ارمِ:فعلُ أمرٍ مَبْنِيٌّ علَى حذفِ الياءِ والكسرةُ قبلَها دليلٌ عليها، والفاعلُ مُسْتَتِرٌ وُجوبًا تقديرُه أنتَ.
أو كان مِن الأفعالِ الخمسةِ فإنه يُبْنَى علَى حذفِ النونِ، نحوُ: افْعَلاَ وافعلوا وافْعَلِي،
وإعرابُه:
افْعَلاَ: فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ علَى حذفِ النونِ، والألِفُ: فاعلٌ.
وافعلوا:
الواوُ: حرفُ عطفٍ،
افعلوا: فعلُ أمرٍ مَبْنِيٌّ علَى حذفِ النونِ، والواوُ: فاعلٌ.
وافعلي: فعلُ أمرٍ مَبْنِيٌّ علَى حذفِ النونِ، والياءُ: فاعلٌ.
والحاصلُ: أنَّ فعلَ الأمرِ يُبْنَى علَى ما يُجْزَمُ به المضارِعُ منه:
فإن كان مضارعُه يُجْزَمُ بالسكونِ كـ (يَضْرِبُ) تقولُ فيه: (لم يَضْرِبْ)، فإنَّ الأمرَ منه كذلك مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ، نحوُ: اضْرِبْ.
وإن كان مضارعُه يُجْزَمُ بالحذْفِ، نحوُ:
لم يَخْشَ، ولم يَدْعُ، ولم يَرْمِ، ولم يَفْعَلا، ولم يَفْعَلوا، ولم
تَفْعَلي؛ فإنَّ الأمرَ منه كذلك يُبْنَى علَى الحذفِ تقولُ: اخْشَ،
وادْعُ، وارْمِ، افْعَلاَ، افعلوا، افعلي؛ وتَقَدَّمَ إعرابُ ذلك، وعلَى
ذلك قولُ أبي رِفعةَ المشهورُ:
والأمرُ مَبْنِيٌّ علَى ما يُجْزَمُ بـه مـضـارعـُه أَيَا مـَن يَفْهَمُ
(والمضارِعُ):
الواوُ: حرفُ عطفٍ أو للاستئنافِ.
المضارِعُ: مبتدأٌ مرفوعٌ بالابتداءِ.
(ما): اسمٌ موصولٌ بمعنَى الذي، أو نَكِرَةٌ مَوصوفةٌ بمعنَى لَفْظٍ خبرُ المبتدأِ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.
(كان): فعلٌ ماضٍ ناقصٌ يَرفعُ الاسمَ ويَنصِبُ الخبرَ.
(في أوَّلِه):في:حرفُ جرٍّ.
أوَّلِه: مجرورٌ بـ فِي، وعلامةُ جَرِّه الكسرةُ الظاهرةُ.
وأَوَّلِ:مضافٌ،
والهاءُ: مُضافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ علَى الكسرِ في مَحَلِّ جَرٍّ والجارُّ والمجرورُ مُتَعَلِّقٌ بمحذوفٍ في محلِّ نصبٍ خبرِ كان مُقَدَّمًا.
(إحدَى):
اسمُ كان مُؤَخَّرٌ مرفوعٌ بضَمَّةٍ مُقَدَّرَةٍ علَى الألِفِ مَنَعَ مِن
ظُهورِها التَّعَذُّرُ، والجملةُ من كان واسْمِها وخَبَرِها لا مَحَلَّ لها
مِن الإعرابِ صلةُ ما علَى الأوَّلِ، أو مَحَلُّها رفعٌ، صفةٌ لها علَى
الثاني. وإحدَى: مضافٌ.
و (الزوائدِ): مُضافٌ إليهِ مجرورٌ بالكسرةِ الظاهرةِ.
(الأربعِ): صِفةٌ لـ الزوائدِ، وصِفةُ المجرورِ مجرورٌ، وعلامةُ جَرِّه الكسرةُ الظاهرةُ.
(يَجْمَعُها):
يَجْمَعُ: فعلٌ مضارِعٌ مَرفوعٌ لتَجَرُّدِه مِن الناصبِ والجازِمِ،
وَعَلامةُ رفْعِه ضمَّةٌ ظاهِرةٌ في آخِرِه،وها:مَفعولٌ به مَبْنِيٌّ علَى
السُّكونِ في محلِّ نصبٍ.
(قولُك): قولُ: فاعلُ يَجْمَعُ مرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهِرَةِ.
وقولُ: مضافٌ، والكافُ: مُضافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ علَى الفتحِ في مَحَلِّ جَرٍّ.
(أَنَيْتُ):أَنَى:
فعلٌ ماضٍ،والتاءُ: ضميرُ المتكلِّمِ فاعلٌ مَبْنِيٌّ علَى الضَّمِّ في
مَحَلِّ رَفْعٍ، والجملةُ مِن الفعلِ والفاعلِ في مَحَلِّ نصبٍ مَقولُ
القولِ،
وأَنَيْتُ بمعنَى: أَدْرَكْتُ.
يَعْنِي: أنَّ الفعلَ المضارِعَ هو ما كان مَبدوءًا بحرفٍ مِن الحروفِ الأربعةِ المجموعةِ في قولِك: (أَنَيْتُ)، وهي:
الهمزةُ: ويُشْتَرَطُ أن تكونَ للمُتَكَلِّمِ نحوُ: أقومُ،
وإعرابُه:
أقومُ:فعلٌ
مضارِعٌ مَرفوعٌ لتَجَرُّدِه مِن الناصبِ والجازِمِ، وعَلامةُ رفعِهِ
الضمَّةُ الظاهِرَةُ، والفاعلُ مُسْتَتِرٌ وُجوبًا تقديرُه أنا.
فالهمزةُ في أقومُ للمتكلِّمِ بخِلافِ همزةِ أُكْرِمُ فإنها للغائبِ، تقولُ: (أَكْرَمَ زَيدٌ عَمْرًا)؛ فلذا دخَلَتْ علَى الماضي.
والنونُ: ويُشْتَرَطُ أن تكونَ للمتكلِّمِ الْمُعَظِّمِ نفسَه أو معه غيرُه، نحوُ: نَقومُ، وإعرابُه:
نَقومُ: فعلٌ
مضارِعٌ مَرفوعٌ لتَجَرُّدِه مِن الناصبِ والجازِمِ، وعلامةُ رفْعِه
الضمَّةُ الظاهِرَةُ، والفاعلُ مُسْتَتِرٌ فيه وُجوبًا تقديرُه نحن.
فالنونُ في نَقومُ للمتكلِّمِ المعظِّمِ نفسَه أو معه غيرُه، بخِلافِ نونِ نَرْجَسَ فإنها للغائبِ، فلذا دَخَلَتْ علَى الماضي،
تقولُ: (نَرْجَسَ زيدٌ الدواةَ)، إذا جَعَلَ فيها النَّرْجِسَ، والنَّرْجِسُ: نَبْتٌ ذُو رائحةٍ طَيِّبَةٍ.
والياءُ التحتيَّةُ:ويُشْتَرَطُ أن تكونَ للغائبِ، نحوُ: (يَقومُ زيدٌ)،
وإعرابُه:
يَقومُ:فعلٌ مضارِعٌ مَرفوعٌ وعَلامةُ رفعِهِ الضمَّةُ الظاهِرَةُ.
و زيدٌ: فاعِلٌ مرْفُوعٌ.
فالياءُ في يَقومُ للغائبِ، بخِلافِ ياءِ يَرْنَأُ فإنها تكونُ للغائبِ والمتكلِّمِ، فلذا دَخَلَتْ علَى الماضي
تقولُ: (يَرْنَأُ زيدٌ الشَّيْبَ)،ويَرْنَأْتُهُ: إذا خَضَبْتَه بالْحِنَّاءِ.
والتاءُ الْفَوْقِيَّةُ: ويُشترَطُ أن تكونَ للغائبةِ أو للمُخاطَبِ، نحوُ: (تَقومُ هندُ، وتَقومُ يا زيدُ)،
وإعرابُه:
تقومُ: فعلٌ مضارِعٌ مَرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهِرَةِ.
وهندُ: فاعِلٌ مرْفُوعٌ بالضمَّةِ الظاهِرَةِ.
وتقومُ:
الواوُ: حرفُ عطفٍ.
تقومُ: فعلٌ مضارِعٌ مَرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهِرَةِ، والفاعلُ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ وُجوبًا تقديرُه أنتَ.
ويا: حَرْفُ نداءٍ،
وزيدُ: مُنادًى مَبْنِيٌّ علَى الضَّمِّ في محلِّ نصبٍ.
فالتاءُ
في تَقومُ للغائبةِ أو المخاطَبِ، بخِلافِ تاءِ تَعَلَّمَ فإنها للغائبِ؛
فلذا دَخَلَتْ علَى الماضي، تقولُ: (تَعَلَّمَ زيدٌ الْمَسْأَلَةَ).
فهذه -
أعني:أقومُ، ونقومُ بالنونِ ويَقومُ بالتحتيَّةِ، وتَقومُ
بالْفَوْقِيَّةِ- كلُّها أفعالٌ مضارِعةٌ لوُجودِ حرفِ الزيادةِ في
أوَّلِها،
والاستتارُ واجبٌ فيها إلا المبدوءَ بالياءِ وتاءِ الغائبةِ، فإنَّ الاستتارَ فيهما جائزٌ لا واجبٌ.
وسُمِّيَتْ هذه الحروفُ الأربعةُ بالأحْرُفِ الزوائدِ لزيادتِها علَى الفاءِ والعينِ واللامِ الْمُسَمَّيَاتِ بالْميزَانِ الأصليِّ:
فإنَّ يَقومُ علَى وَزْنِ: يَفعُلُ،
بسكونِ الفاءِ وضَمِّ العينِ؛ إذ أَصْلُه يَقْوُمُ علَى وَزْنِ يَنْصُرُ،
نُقِلَتْ حركةُالواوِ إلَى الساكنِ قَبْلَها فصارَ يَقُومُ علَى وزنِ
يَدُومُ.
فالقافِ تُسَمَّى: فاءَ الكلمةِ؛ لكونِها في مُقابَلَةِ فاءِ يَفْعَلُ.
والواوُ تُسَمَّى:عينَ الكلمةِ.
والميمُ تُسَمَّى: لامَ الكلمةِ، لكونِهما في مُقابَلَةِ العينِ واللامُ في يَفْعَلُ.
فهذه الحروفُ الثلاثة هي الأصولُ، فتَعَيَّنَ زِيادةُ الياءِ، ومِثلُها: الهمزةُ، والنونُ، والتاءُ.
(وهو): الواوُ للاسْتِئنافِ،
هو: ضميرٌ مُنْفَصِلٌ مبتدأٌ مَبْنِيٌّ علَى الفتحِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.
(مرفوعٌ): خبرُ المبتدأِ مَرفوعٌ بالمبتدأِ.
(أبدًا): ظرْفُ زمانٍ منصوبٌ علَى الظرفيَّةِ.
(حتَّى): حرْفُ غايةٍ وجَرٍّ.
(يَدْخُلَ): فعلٌ مضارِعٌ منصوبٌ بـ أن مُضْمَرةٍ وُجوبًا بعدَ حتَّى، وعلامةُ نَصْبِه الفتحةُ الظاهرةُ.
(عليه): علَى: حرفُ جرٍّ.
والهاءُ: ضميرٌ مَبْنِيٌّ علَى الكسرِ في مَحَلِّ جَرٍّ؛ لأنه اسمٌ مَبْنِيٌّ لا يَظْهَرُ فيه إعرابٌ.
(ناصبٌ): فاعلُ يَدْخُلَ مرفوعٌ بضمَّةٍ ظاهرةٍ.
(أو): حرفُ عَطْفٍ.
(جازِمٌ): معطوفٌ علَى ناصبٌ، والمَعْطُوفُ علَى المَرْفوعِ مَرْفُوعٌ.
يَعْنِي: أنَّ الفعلَ المضارِعَ يَسْتَمِرُّ علَى رَفْعِه إلَى وُجودِ ناصبٍ فيَنْصِبُه، أو جازِمٍ فيَجْزِمُه.
واختُلِفَ في رافعِه: فقيلَ وهو الصحيحُ: التَّجَرُّدُ مِن الناصبِ والجازِمِ.
وقيلَ:أَحْرُفُ المضارَعُةِ، وهي الأَحْرُفُ الأربعةُ السابقةُ.
وقيلَ: مُشَابَهَتُه للاسمِ في الحركاتِ والسَّكَنَاتِ كـ يَضرِبُ فإنه علَى وَزْنِ ضاربٍ.
وقيلَ: حُلُولُه مَحَلَّ الاسمِ، وَرَدُّ هذه الأقوالِ ما عدا الأوَّلَ يُعْلَمُ مِن الْمُطَوَّلاَتِ).
شرح الآجرومية للدكتور: محمد بن خالد الفاضل (مفرغ)
القارئ: (باب الأفعال
الأفعال ثلاثة: ماضٍ ومضارع وأمر, نحو: ضرب ويضرب واضرب،
فالماضي مفتوح الآخر أبداً، والأمر مجزوم أبداً، والمضارع ما كان في أوله إحدى الزوائد الأربع التي يجمعها قولك: أنيت، وهو مرفوع أبداً، حتى يدخل عليه ناصب أو جازم):
قال الدكتور محمد بن خالد الفاضل: (أنواع الأفعال ذكرناها فيما مضى سريعاً، والآن جاء دور التفصيل فيها.
أنواع الأفعال ثلاثة وهي:
- الماضي.
-والمضارع. - والأمر.
الفعل الماضي ما هو؟
فـالفعل الماضي هو: ما دل على حصول الفعل في الزمن الماضي أو قبل زمن التكلم.
الفعل المضارع ما هو؟ هو :ما دل على حصول الفعل في الزمن الحاضر أو المستقبل. فعل الأمر ما هو؟ ما يدل على طلب الفعل بعد زمن التكلم؛ لأنه لا يمكن يكون أمراً ويحصل قبل زمن التكلم؛ لأنك إنما تأمر بشيء لم يحصل بعدُ، سواء حصل بعده مباشرة أو كان متراخياً. هذه الأفعال الثلاثة: ما حكمها من حيث الإعراب والبناء؟ هل كل هذه الأفعال مبنية أو كلها معربة؟ أو أن
بعضها لا يدخله إلا البناء فقط، وبعضها لا يدخله إلا الإعراب فقط، أو أن
فيها ما هو مشترك، أو قابل لدخول الإعراب ودخول البناء؟ نأخذها بالتدريج. أولاً: الفعل الماضي. ما حكمه من حيث البناء والإعراب؟ الفعل الماضي مبني دائماً. - ننتقل إلى الفعل المضارع: ما حكمه من حيث البناء والإعراب؟ الفعل المضارع: - يعرب تارة. - ويُبنى تارة. وأكثر حالاته الإعراب أو البناء؟ أكثر حالاته الإعراب. فعل الأمر كذلك مثل الفعل الماضي مبني دائماً. إذاً لو نظرت إلى الأفعال بمجموعها تستطيع أن تقول: إن الأفعال كلها مبنية إلا المضارع في حالتين. الفعل المضارع كما ترون الأصل فيه هو الإعراب، ولا يُبنى إلا إذا اتصلت به: -نون التوكيد. - أو نون النسوة. يبنى على السكون دائماً، مع نون النسوة (النساء يكتبن) الأصل فيه أن يكون مرفوعاً، فإذا دخلت عليه نون النسوة قلت: (يكتبن) ببنائه على السكون. ويبنى على الفتح مع نوني التوكيد الخفيفة والثقيلة كما في قوله تعالى:{ليسجننَّ وليكونن من الصاغرين}. الفعل (يسجن) آخره نون، فهذه النون لما دخلت عليه نون التوكيد الثقيلة، صار (ليسجن) ببناء النون هذه على الفتح: {كلا لئن لم ينته لنسفعاً} آخر الفعل {نسفع}، العين لما دخلت عليه نون التوكيد بني على الفتح، فصار {لنسفعاً} ببناء العين على الفتح. نعود إلى الماضي، الماضي على أي شيء يبنى؟ الأصل فيه البناء على الفتح، لكن هذه العبارة قد تكون صحيحة على إطلاقها، وهو أن الفعل الماضي يبنى على الفتح. ومن العلماء من يرى أن هناك تعبيراً آخر، الأولى أن يُعبر به وهو: أنه قد يبنى على السكون إذا اتصلت به تاء الفاعل أو إن شئت قل: ضمير الرفع المتحرك، يشمل التاء بأنواعها، مثل: (كتبتُ)، و(كتبتَ)، وكتبتِ و(كتبنا)، أي: فإذا اتصل به ضمير الرفع المتحرك ويراد به (التاء) بأنواعها و(نا) التي للفاعلين، فإنه يبنى معها على السكون. بناء آخر، وجه آخر، على الضمة، إذا اتصلت به واو الجماعة يبنى على الضم فتقول: (كتبوا وذهبوا وجلسوا). البناء على الفتح، البناء على السكون، البناء على الضم. هذه ثلاث حركات. هل الحركة الرابعة ممكنة؟ وهي البناء على الكسر، ترد أو ما ترد؟ لا ترد في الصورة الثالثة وهي البناء على الكسر. إذاً: من قال بأن الفعل الماضي يبنى على الفتح مطلقاً، وأطلق، فهذا له وجه، فكثير من العلماء يقولون: إن الأصل في الفعل الماضي البناء على الفتح، وأن ما يظهر أحياناً من بنائه على السكون أو على الضم إنما هو شيء عارض. فبعضهم يقول: (كتب) فعل ماض مبني على الفتح، (كتبتُ) فعل ماض مبني على فتح مقدّر منع من ظهوره السكون العارض الذي جيء به لأجل ضمير الرفع المتحرك، ويقول: (كتبوا) فعل ماضي مبني على فتحة مقدرة منع من ظهورها الضمة التي جيء بها لمناسبة واو الجماعة. فإذاً: هناك وجه لمن قال بأن الفعل الماضي يبنى على الفتح مطلقاً، ولكن الأولى أن نقول إنه يبنى على ثلاثة أشياء. -يبنى على السكون إذا اتصل به ضمير الرفع المتحرك، سواء تاء الفاعل مثل: (كتبتُ)، (كتبتَ)، (كتبتِ)، أو (نا) الفاعلين مثل: (كتبنا)، و(ذهبنا)، و(جلسنا)،يعني: نحن كتبنا، ونحن ذهبنا. - ويبنى على الضم إذا اتصلت به واو الجماعة. - ويبنى على الفتح فيما عدا ذلك. فعل الأمر يبنى على ماذا؟ فعل الأمر يبنى على ما يجزم به مضارعه، لا ينبغي أن تقول هذه القاعدة إلا وأنت تعرف كيف يجزم المضارع. فتعود؛ وتقول: -فإن كان صحيح الآخر بني على السكون. - وإن كان معتل الآخر بني على حذف حرف العلة. - وإن كان من الأفعال الخمسة أو الأمثلة الخمسة بني على حذف النون. باب الأفعال، وقلنا: إن الأفعال ثلاثة: -الفعل الماضي. - والفعل المضارع. - وفعل الأمر. وقلنا في تعريف الفعل الماضي: إنه ما دل على حصول الفعل في الزمن الماضي أو قبل زمن التكلم. ما حكم الفعل الماضي من حيث الإعراب والبناء؟ هل هو مبني على هيئة واحدة أو على حركة واحدة أو أن بناءه متنوع؟ بناؤه متنوع: - فتارة يبنى على الفتح وهو الغالب، وهو الأصل. - وتارةيبنى على الضم إذا اتصلت به واو الجماعة. - إذا اتصل به ضمير الرفع المتحرك، يبنى على السكون. ضمير الرفع المتحرك يشمل هذه الثلاثة: - نون النسوة. - و(نا) الفاعلين. - وتاء الفاعل بأنواعها. وما عدا ذلك فإنه يكون مبنياً. إذاً: الفعل الماضي: من العلماء من يقول: إنه مبني على الفتح دائماً، وكأن الشيخ محي الدين في شرحه للمتن يميل إلى هذا الرأي، وأيضاً هذا الرأي يميل إليه مجموعة من العلماء. لكن
أيضاً طائفة كبيرة من العلماء تميل إلى الرأي الآخر، وهو الأولى من وجهة
نظري على الأقل؛ لأنه يعفينا من التأويل والتقدير في أحيان كثيرة. فالذين يقولون: إن الفعل الماضي مبني على الفتح دائماً يضطرون إلى التأويل أو التقدير حينما يسكّن آخره أو يضم. فمثلاً: يقولون: (كتب) مبني على الفتح. (رمى) مبني على الفتح مقدّر. (كتبوا) مبني على فتح مقدر منع من ظهوره الضمة التي جيء بها لمناسبة الواو. (كتبتُ) و(كتبنا) و(كتبن)، مبني على فتح مقدر منع من ظهوره السكون التي جيء بها لأجل هذا الضمير،
ولكراهية أن يتوالى أربعة متحركات في شيء كالكلمة الواحدة؛ لأن الحركات
الأربع إذا جاءت في كلمة واحدة أو فيما يشبه الكلمة الواحدة تكون ثقيلة،
فهم يتخففون من هذا الثقل بالتسكين. فيقولون:
إنك حينما تقول: (كتب)، وتدخل عليه تاء الفاعل فتقول: (كتبتُ)، الأصل، أن
تقول: (كَتبَتُ) لكنه بسبب هذا الثقل في توالي الحركات سُكّن آخر الفعل قبل
الضمير فصار (كتبْتُ). فإذاً: هذا السكون عارض جيء به كراهة توالي أربع متحركات في شيء كالكلمة الواحدة. فإن الفعل مع الضمير -مع أنهما كلمتان- إلا أنهما كالكلمة الواحدة. وكما قلت لكم الوجه الثاني من الإعراب: هو أن تعربه حسب الحركة الظاهرة عليه، أو أن تقول: إنه مبني بحسب الحركة الظاهرة. فإن قلت: (كتبتُ)، و(كتبنا) و(كتبن). قلت: مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. وإن قلت: (كتبوا). فقل: مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. وما عدا ذلك فقل: مبني على الفتح؛ لأنه لم يتصل به شيء، أو اتصل به شيء لم يؤثر على حركته الأخيرة. فالماضي إذاً الحاصل أنه مبني دائماً، هذا متفق عليه. أما الفعل المضارع: فإنه مبني في بعض الصور ومعرب في بعض الصور. الغالب في المضارع البناء أو الإعراب؟ الغالب فيه الإعراب. متى يبنى الفعل المضارع؟ الفعل المضارع يبنى مع إحدى النونين، وما عدا ذلك فهو معرب. فهو معاكس للنوعين الآخرين من أنواع الأفعال، إذ إن الغالب عليه هو الإعراب وليس البناء، فالإعراب فيه أكثر. ولا يبنى إلا في صورتين: -إذا اتصلت به نون النسوة، فإنه يبنى معها على السكون، مثل: (يكتبن). -أو
اتصلت به نون التوكيد الثقيلة أو الخفيفة، فإنه يبنى معها على الفتح،
كقوله تعالى: {ليسجنن وليكونن من الصاغرين}، هذا مثال لنوني التوكيد
الثقيلة والخفيفة، وما عدا ذلك فهو معرب. الفعل المضارع: هو ما دل أو ما يدل على حصول الفعل في زمن التكلم أو بعده، في الزمن الحاضر أو المستقبل. ما علامة الفعل المضارع؟ علامة الفعل المضارع أن يبدأ بأحد أحرف المضارعة إضافة إلى علامته المتقدمة وهي قبول السين أو سوف أو (لم)،
فعلامة الفعل المضارع أنه لابد أن يبدأ بأحد أحرف المضارعة الأربعة التي
يجمعونها في كلمة: (نأيت) أو (أنيت) أو (أتين)، أو (نأتي)، أو ما إلى ذلك. هي: النون والهمزة والتاء والياء، ركّب منها ما شئت من الكلمات. هذه الأحرف الأربعة تسمى أحرف المضارعة. هل كل فعل من الأفعال بدئ بواحد من هذه الأحرف نقول إنه فعل مضارع؟ لابد للفعل المضارع لكي نحكم عليه بأنه فعل مضارع من أمرين: -أن يبدأ بأحد هذه الأحرف الأربعة. - وأن يقبل علامة الفعل المضارع، وهي: -دخول (لم). -أو دخول السين. - أو دخول سوف. فمثلاً: الفعل المضارع المبدوء بالهمزة لا يكون إلا للمتكلم، سواء كان مذكراً أو مؤنثاً. (أكرم):فعل مبدوء بالهمزة، هل تقول إن هذا الفعل لأنه مبدوء بالهمزة إنه فعل مضارع؟ لا، ليس كذلك لماذا؟ لأمرين: أولاً: هذه الهمزة ليست همزة المتكلم، وإنما هي همزة زائدة ولا تدل على التكلم. وثانياً: فإن (أكرم) لا يقبل علامة الفعل المضارع وهي السين أو سوف أو (لم). النوع الثالث من أنواع الأفعال: هو فعل الأمر. وفعل الأمر قلنا في تعريفه إنه: هو ما يدل على طلب حصول الفعل بعد زمن التكلم. ما علامة فعل الأمر التي يعرف بها؟ علامة فعل الأمر مركبة من شيئين لابد من اجتماعهما: - الدلالة على الطلب. - مع قبوله لياء المخاطبة أو نون التوكيد. لابد
من قبوله لياء المخاطبة أو نون التوكيد مع دلالته على الطلب؛ لأنه لو دل
على الطلب فقط دون أن يقبل الياء أو النون لا يسمى فعل أمر، وإنما يسمى اسم
فعل أمر. فلو لم يدل على الطلب لكنه قبل ياء المخاطبة أو نون التوكيد فإنه يسمى فعل مضارع. -الكلمة التي تقبل ياء المخاطبة ونون التوكيد ولا تدل على الطلب فعل مضارع. -والكلمة التي تدل على الطلب ولا تقبل الياء ولا النون اسم فعل أمر. -والكلمة التي تدل على الطلب وتقبل الياء والنون هي: فعل الأمر الحقيقي. فعل الأمر ما حكمه من حيث البناء والإعراب؟ مبني على ما يجزم به مضارعه. نريد أن نفصل هذا. فالأول: يبنى على حذف حرف العلة: إذا كان معتل الآخر. إذاً: تقول: يبنى على حذف حرف العلة إذا كان معتل الآخر. ثانياً: يبنى على السكون: إذا كان صحيح الآخر؛ لأن المضارع كذلك يجزم بالسكون إذا كان صحيح الآخر. ثالثاً: يبنى على حذف النون: إذا كان من الأفعال الخمسة، كما أن المضارع إذا كان من الأفعال الخمسة يجزم بحذف النون. فهو إذاً يبنى على ما يجزم به مضارعه).
العناصر
باب الأفعال
بيان معنى (الفعل)
تعريف (الفعل) لغة: الحدث
تعريف (الفعل) اصطلاحاً: كلمة دلت على معنى في نفسها واقترنت بزمن
سبب البداءة بالكلام على الأفعال قبل الأسماء
أقسام الأفعال:
القسم الأول: الفعل الماضي
القسم الثاني: الفعل المضارع
القسم الثالث: فعل الأمر
دليل حصر الأفعال في ثلاثة: الاستقراء
أحوال الأفعال من حيث الإعراب والبناء
الحال الأولى: الإعراب
الحال الثانية: البناء
أولاً: الفعل الماضي
تعريف (الفعل الماضي): ما دل على حدث حصل قبل زمن التكلم
علامة الفعل الماضي: أن يقبل تاء التأنيث الساكنة
حكم الفعل الماضي: البناء، وهو على نوعين:
النوع الأول: البناء على الفتح الظاهر
مثاله: أكرم
النوع الثاني: البناء على الفتح المقدر
أقسام الفتح المقدر
الأول: مقدر للتعذر
مثاله: سعى
الثاني: مقدر للحركة المناسبة
مثاله: كتبوا
الثالث: مقدر لكراهة توالي أربع متحركات
مثاله: كتبْتُ
سبب تحريك الفعل الماضي بالفتح
ثانياً: الفعل المضارع
تعريف (الفعل المضارع): هو ما دل على حدث حصل حال زمن التكلم أو بعده
علامات الفعل المضارع:
أن يبتدأ بأحد الزوائد الأربع المجموعة في لفظة (نأيت)
أن يقبل (لم) أو إحدى أخواتها
حكم الفعل المضارع: الإعراب ولا يبنى إلا في حالتين:
الحالة الأولى: إذا اتصلت به نون التوكيد الثقيلة أو الخفيفة
حكمه: يبنى على الفتح
مثاله: (ليسجننَّ وليكوناً من الصاغرين)
الحالة الثانية: إذا اتصلت به نون النسوة
حكمه: يبنى على السكون
مثاله: (والوالداتُ يرضعْنَ أولادهنَ)
رافع الفعل المضارع
رافع الفعل المضارع: تجرده من الناصب والجازم، وهو عامل معنوي
ثالثاً: فعل الأمر
بيان معنى (فعل الأمر)
تعريف (فعل الأمر): هو ما دل على حدث يطلب حصوله بعد زمن التكلم
علامة فعل الأمر:
العلامة الأولى معنوية: وهي دلالته على الطلب
العلامة الثانية لفظية: وهي قبوله ياء المخاطبة
حكم فعل الأمر: وهو البناء على ما يجزم به مضارعه
صور جزم فعل الأمر:
الصورة الأولى: الجزم بالسكون؛ إن كان مضارعه صحيح الآخر
مثاله: (لم يلدْ ولم يولدْ)
الصورة الثانية: الجزم بحذف حرف العلة؛ إن كان مضارعه معتل الآخر
مثاله: لم يسعَ
الصورة الثالثة: الجزم بحذف النون؛ إن كان مضارعه من الأفعال الخمسة
مثاله: لم يذهبوا
مذهب الكوفيين في فعل الأمر
خلاصة باب المعربات:
أقسام المعربات:
القسم الأول: المعربات بالحركات
القسم الثاني: المعربات بالحروف
الأبواب التي تدخلها العلامات الأصلية
الأبواب التي تدخلها العلامات الفرعية
الأسئلة
س1: إلَى كمْ قسْمٍ ينقسِمُ الفِعْلُ؟
س2: مَا هُوَ الفِعْلُ المَاضِي؟ ومَا هُوَ الفِعْلُ المضَارِعُ؟
س3: مَا هُوَ فِعْلُ الأمرِ؟
س4: مثِّلْ لِكلِّ قسمٍ مِن أقسامِ الفِعْلِ بمثالين.
س5: متَى يَكُونُ الفِعْلُ مبنيّاً عَلَى الفَتْحِ الظَّاهرِ؟
س6: مثِّلْ لِكلِّ موضِعٍ يُبنَى فيهِ الفِعْلُ المَاضِي عَلَى الفَتْحِ الظَّاهرِ بمثاليْنِ.
س7: متَى يَكُونُ الفِعْلُ المَاضِي مبنيّاً عَلَى فتحٍ مقدَّرٍ؟
س8: مثِّلْ لِكلِّ موضِعٍ يُبنَى فيهِ الفِعْلُ المَاضِي عَلَى فتحٍ مقدَّرٍ بمثاليْنِ، وبيِّنْ سببَ التّقديرِ فيهما.
س9: متَى يَكُونُ فِعْلُ الأمرِ مبنيّاً عَلَى السُّكونِ الظَّاهرِ؟
س10: مثِّلْ لِكلِّ موضِعٍ يُبنَى فيهِ فِعْلُ الأمرِ عَلَى السُّكونِ الظَّاهرِ بمثاليْنِ.
س11: متَى يُبنَى فِعْلُ الأمرِ عَلَى سكونٍ مقدَّرٍ؟
س12: مثِّلْ لِذلكَ بمثاليْنِ، متَى يُبنَى فِعْلُ الأمرِ عَلَى حذفِ حَرْفِ العلَّةِ؟
س13: ومتَى يُبنَى عَلَى حذفِ النُّونِ؟ مَعَ التّمثيلِ.
س14: مَا عَلامَةُ الفِعْلِ المضَارِعِ؟
س15: مَا هِيَ المعَانِي التي تأتِي لهَا همزةُ المُضَارِعةِ، ومَا هِيَ المعَانِي التي تأتي لهَا نونُ المُضَارِعةِ؟
س16: مَا حُكمُ الفِعْلِ المضَارِعِ؟
س17: متَى يُبنَى الفِعْلُ المضَارِعُ عَلَى الفَتْحِ، ومتَى يُبنَى عَلَى السُّكونِ.
س18: متَى يَكُونُ المضارع مرْفُوعاً؟