3 Nov 2008
2- ما ينصب بـ(أن) مضمرة جوازاً
قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (وَلاَمُ كَيْ).
التحفة السنية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد المتن: قال ابن آجُرُّوم: أبو
عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (وَلاَمُ كَيْ)(1). الشرح: قال الشيخ محمد محيي الدين
عبد الحميد (ت: 1392هـ): ( (1) وأمَّا القِسمُ الثَّانِي: -وهُوَ الذي يَنْصِبُ الفِعْلَ المضَارِعَ بواسطةِ (أنْ) مضمرةً بعده جوازاً- فحَرْفٌ واحدٌ، وهُوَ لامُ التّعليلِ.
وعبَّرَ عنْهَا المُؤلِّفُ بلامِ كيْ، لاشتراكِهمَا فِي الدّلالةِ عَلَى التّعليلِ، ومِثَالُهَا قولُهُ تعالَى: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}
وقولُهُ جلَّ شأنُهُ: {لِيُعَذِّبَ اللَّهُ المُنَافِقِينَ وَالمُنَافِقَاتِ} ).
حاشية الآجرومية للشيخ: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم المتن: قال ابن آجُرُّوم: أبو
عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (وَلاَمُ كَيْ)(1). الشرح: قال الشيخ عبد الرحمن بن
محمد بن قاسم العاصمي (ت: 1392هـ): (والرَّابعُ: ولـ(أَنْ): ثلاثةُ أحوالٍ:
(كي)، المصدريَّةُ، الدَّاخلةُ عليها لامُ التَّعليلِ لفظًا نحو: {لِكَيْلاَ تَأْسَوْا}، أو تقديرًا، نحو: {كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا}.
فإنْ لم يتقدَّمْهَا اللامُ، لا لفظًا ولا تقديرًا، فهي حرفُ تعليلٍ وجرٍّ، والفعلُ بعدَهَا منصوبٌ بأن مضمرةٍ وجوبًا بعدَ (كي).
فالحاصلُ: أنَّ لـ
(كي) ثلاثَ حالاتٍ:
-تكونُ مصدريَّةً، نحو: {كَيْ لاَ يَكُونَ دُولَةً}
-وتكونُ تعليليَّةً، نحو: جئتُ كي أقرأَ.
-وتكونُ لهما، نحو: جئتُ كي تكرمَنِي.
(1) سمـِّيتْ
بذلك؛ لأنَّ كي تخلفُهَا في التَّعليلِ، ويُقالُ لامُ التَّعليلِ؛ لأنَّ
ما بعدَهَا علَّةٌ لما قبلَهَا، وهي: أوَّلُ النَّواصبِ المختلفِ فيها، نحو:{لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ}.
ولا فرقَ بينَ أن تكونَ للعاقبةِ، أو الصَّيرورةِ، نحو: {لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً}، {لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ الرِّجْسَ}.
ومحلُّ جوازِهِ:
ما لم يقترنِ الفعلُ بلا النَّافيةِ، أو (أن) فيكونُ واجبًا.
-لزومُ الإضمارِ، وهو فيما عدا لامِ كي.
-ولزومُ الإظهارِ وهو مع لامِ كي، إذا كانت مع لا.
-وجوازُ الأمرينِ مع كي إذا لم تكن مع لا، نحو: (أسلمْتُ كي أدخلَ الجنَّةَ) ).
حاشية الآجرومية للشيخ: عبد الله العشماوي الأزهري
المتن:
قال ابن آجُرُّوم: أبو
عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (وَلاَمُ كَيْ)(1).
الشرح:
قال الشيخ عبد الله العشماوي الأزهري: ( (1) قوله: (ولامُ كي): إلخ، هذا شروعٌ في النَّواصبِ المختلفِ فيها.
-فالكوفيّون يقولون: إنَّها ناصبةٌ بنفسِهَا.
-
وأمَّا البصريُّون فلا ينصبُ الفعلَ عندهم بنفسِهِ إلا الأربعةُ
المتقدّمةُ وما عداها من لامِ كيْ ونحوِهَا فإنَّها لا تنصبُ عندهم أصالةً
وإنَّما النَّاصبُ (أَنْ) مضمرةٌ بعدها تارةً جوازاً بعد لامِ كي، وتارةً
وجوبًا بعد البقيَّةِ.
وكما أنَّ هذه اللامَ تُسمَّى لامَ كي تُسمَّى لامَ التَّعليلِ.
-ولا فرقَ بين أن تكونَ للعاقبةِ والصَّيرورةِ، كما في قولِهِ تعالى: {فالتقطَهُ آلُ فرعونَ ليكونَ لهم عدوًّا وحَزَنًا}:
فـ(يكونَ):
فعلٌ مضارعٌ ناقصٌ منصوبٌ بأن مضمرةٍ جوازاً بعد لامِ كي، ونصبُهُ فتحةٌ
ظاهرةٌ في آخرِهِ فإنَّ علَّةَ الالتقاطِ أن يكونَ سيّدُنَا موسى قرَّةَ
عينٍ لهم، فآلَ أمرُهُ وصار لهم عدوًّا وحَزَنًا.
-أو تكونُ زائدةً، كما في قولِهِ تعالى: {إنَّما يريدُ اللهُ ليذهبَ عنكم الرِّجسَ أهلَ البيتِ}:
فاللامُ زائدةٌ،
ويذهبَ: فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأن مضمرةً جوازاً.
أو
إنَّما أُضِيفَتِ اللامُ لكي لأنَّ كي تخلفُهَا في التَّعليلِ أي في
إفادتِهِ، ويظهر ذلك بالمثالِ تقولُ: (جئتُكَ لأزورَكَ)، فاللاُم
تعليليَّةٌ.
وسُمِّيَتْ تعليليَّةً
لأنَّ ما بعدها علَّةٌ لما قبلها، فإنَّ الزّيارةَ علّةُ المجيء فإذا قلت: (جئتُكَ كي أزورَكَ). فكي:أفادت التَّعليلَ كما أفادتْهُ اللامُ. فأزورَكَ:فعلٌ مضارعٌ في المثالين منصوبٌ بأن مضمرةٍ جوازاً، ونصبُهُ فتحةٌ ظاهرةٌ في آخرِهِ، والفاعلُ مستترٌ وجوبًا تقديرُهُ: أنا. والكافُ: مبنيٌّ على الفتحِ مفعولٌ به في محلِّ نصبٍ).
شرح الآجرومية للشيخ: حسن بن علي الكفراوي قال الشيخ حسن بن علي الكفراوي الأزهري الشافعي (ت: 1202هـ): (ولَمَّا أَنْهَى الكلامَ علَى النواصبِ التي تَنْصِبُ بنفسِها -إمَّا جائزٌ. و (كيْ): مُضافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ جَرٍّ. أنَّ مِن النواصبِ التي للمضارِعِ لامَ كي، ويقالُ لها: لامُ التعليلِ، لكن بـأن مُضْمَرةٍ بعدَها، نحوُ قولِه تعالَى: {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ}، وإعرابُه:
اللامُ: لامُ كي.
أخَذَ
يَتَكَلَّمُ علَى النواصبِ التي تَنْصِبُ بـأن مُضْمَرةٍ بعدَها، وإنما
أُضْمِرَتْ (أنْ) دونَ غيرِها؛ لأنها أمُّ البابِ؛ فلذا عَمِلَتْ ملفوظةً
ومُقَدَّرَةً، وإضمارُها:
-أو واجبٌ.
فقالَ: (ولامُ):الواوُ: حرفُ عطفٍ.
لامُ: معطوفٌ علَى أن، والمَعْطُوفُ علَى المَرْفوعِ مَرْفُوعٌ، ولامُ: مضافٌ.
يَعْنِي:
وتُبَيِّنَ:
فعلٌ مضارِعٌ منصوبٌ بـأنْ مُضْمَرةٍ جوازًا بعدَ لامِ كي، وعلامةُ
نَصْبِه الفتحةُ الظاهرةُ، والفاعلُ مُسْتَتِرٌ وُجوبًا تقديرُه: أنتَ.
للناسِ:جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـتُبَيِّنَ).
شرح الآجرومية للدكتور: محمد بن خالد الفاضل (مفرغ)
قال الدكتور محمد بن خالد الفاضل: (ننتقل إلى الفئة الثانية، وهي فئة الحروف التي تنصب بواسطة (أن) المضمرة جوازاً. الصورة الأولى: حينما تقع بعد لام الجر، نقول لام الجر لماذا؟ لام
العاقبة أو الصيرورة يمثلون لها في القرآن بآية مشهورة وهي قوله تعالى:
{فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوّاً وحزناً} الآن الذي يبدو منها أنها لام
التعليل، لكن إذا نظرت في الواقع: هل هم أخذوه ليكون لهم عدوّاً؟ ليست علة
أخذهم له ليكون لهم عدوّاً، وإنما أخذوه ليكون لهم ابناً بارّاً نافعاً:
{عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً}، فهم أخذوه ليكون ولداً نافعاً، لكن الذي
آل إليه الأمر وصار إليه الأمر -بإذن الله وإرادته- أنه صار لهم عدوّاً،
فهذه اللام: فاللام
هنا هي لام التعليل، ويقولون: إن الفعل المضارع: (ليغفر) و(لتبين) منصوب
بـ(أن) مضمرة جوازاً بعد لام التعليل، هذا التعبير الدقيق. هناك تعبير فيه تسامح يجيزه بعض العلماء: أن تقول إن (يغفر) و(تبين) فعل مضارع منصوب بلام التعليل وتكتفي بهذا. فـ(أن) هنا مضمرة بعد لام التعليل أو بعد لام الجر، سواء كانت: - للتعليل، كما في قوله تعالى: {لتبين للناس}. -أو كانت للعاقبة والصيرورة، كما في قوله تعالى: {فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوّاً وحزناً}. -أو كانت لام الجر هذه زائدة، كما في قوله تعالى: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت}؛ لأن التقدير: إنما يريد الله أن يذهب. فاللام هنا ليست للتعليل، وإنما هي من حيث اللفظ زائدة، لكنها من حيث المعنى جيء بها لتؤدي معنى لا يتم أداؤه بدونها. إذاً: الحاصل أن (أنْ) تنصب وهي مضمرة جوازاً بعد لام الجر. لام الجر هذه تشمل: -لام التعليل. - ولام العاقبة والصيرورة. -واللام الزائدة. هذا الوجه الأول من وجوه إضمار (أنْ) ).
(أن) متى تضمر جوازاً؟
(أن) في الواقع تضمر جوازاً في صورتين:
لكي
تشمل لام التعليل، ولكي تشمل أيضاً اللام التي تسمى: للعاقبة أو الصيرورة،
هي في الواقع يمكن أن يطلق عليها بأنها لام تعليل، لكنها لأن ما بعدها ليس
علة حقيقية مقصودة لما قبلها سميت بلام العاقبة أو الصيرورة.
- بعضهم يقول: إنها لام التعليل.
-وبعضهم
يقول: لا، من حيث المعنى لا نسميها لام التعليل؛ لأنه في الواقع هو تحول
إلى شيء ليس العلة التي أخذوه من أجلها فهذه تسمى لام العاقبة والصيرورة،
أي: أن العاقبة التي انتهى إليها الأمر وصار إليها هي أنه صار عدوّاً، لكن
العلة التي أخذوه من أجلها هي ليتخذوه ولداً، ولكي ينفعهم.
فلام الجر تشمل لام التعليل وهذه مشهورة.
- كما في قوله تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس}.
-كما في قوله تعالى:{ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر}.
العناصر
القسم الثاني: الحروف التي تنصب بواسطة (أن) المضمرة جوازاً
مواضع إضمار (أنْ) جوازاً:
الموضع الأول: أن تقع بعد لام الجر ولام الجر تشمل:
1- لام التعليل
مثاله: قوله تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبينَ للناس)
2- لام العاقبة والصيرورة
مثاله: قوله تعالى: (فالتقطه آل فرعون ليكونَ لهم عدواً وحزناً)
3- اللام الزائدة
مثاله: قوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهبَ عنكم الرجس)
الموضع الثاني: أن تقع بعد حرف عطف مسبوق باسم غير مؤول بالفعل
الأسماء المؤولة بالفعل:
1- الصفة المشبهة
2- اسم الفاعل
3- اسم المفعول
الحروف العاطفة:
الحرف الأول: (أو)
مثاله: قوله تعالى (وما كان لبشر أنْ يكلِّمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسلَ رسولاً)
الحرف الثاني: (الواو)
مثاله: قول الشاعرة: (ولبس عباءةٍ وتقرَّ عيني...)
الحرف الثالث: (ثم)
مثاله: قول الشاعر: (إني وقتلي سليكاً ثم أعقلَه...)
الحرف الرابع: الفاء
مثاله: قول الشاعر: (لولا توقع معترٍّ فأرضيَهُ) ).
الأسئلة
س5: متَى تَنْصِبُ (أنْ) مضمرةً جوازاً؟