الدروس
course cover
3- ما ينصب بـ(أن) مضمرة وجوباً
3 Nov 2008
3 Nov 2008

37484

0

0

course cover
الآجرومية

القسم الثاني

3- ما ينصب بـ(أن) مضمرة وجوباً
3 Nov 2008
3 Nov 2008

3 Nov 2008

37484

0

0


0

0

0

0

0

3- ما ينصب بـ(أن) مضمرة وجوباً

قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (وَلاَمُ الجُحُودِ، وَحَتَّى،وَالْجَوَابُ بِالْفَاءِ، وَالْوَاو، وَأَوْ).

هيئة الإشراف

#2

17 Dec 2008

التحفة السنية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

المتن:

قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (وَلاَمُ الجُحُودِ(1)، وَحَتَّى(2)، وَالْجَوَابُ بِالْفَاءِ، وَالْوَاو(3)، وَأَوْ(4) ).


الشرح:

قال الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد (ت: 1392هـ): (وأمَّا القِسمُ الثَّالثُ:
- وهُوَ الذي يَنْصِبُ الفِعْلَ المضَارِعَ بواسطةِ (أنْ) مضمرةً وجوباً - فخمسةُ أحْرُفٍ:
(1) الأوَّلُ:لامُ الجحودِ.
وضابطُهَا:
أن تُسبَقَ بـ (مَا كانَ) أوْ (لَمْ يَكُنْ).
فمِثالُ الأوَّلِ:
-قولُهُ تعالَى: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ المُؤْمِنينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ}.
-وقولُهُ: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ}.
ومِثالُ الثَّانِي:
-قولُهُ جلَّ ذكْرُهُ: {لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً}.
(2) الحَرْفُ الثَّانِي: (حَتَّى)وهُوَ يفيدُ الغايَةَ أو التّعليلَ.
ومعْنَى الغايَةِ:أنَّ مَا قَبْلَهَا ينقضِي بحصولِ مَا بعْدَهَا، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى}.
ومعْنَى التّعليلِ:أنَّ مَا قَبْلَهَا عِلَّةٌ لحصولِ مَا بعْدَهَا، نحْوُ قوْلكَ لبعضِ إخوانِكَ: (ذَاكِرْ حَتَّى تَنْجَحَ).
(3) والحرفانِ الثَّالثُ والرَّابعُ: فاءُ السّببِيَّةِ، ووَاوُ المعيَّةِ، بشرطِ أن يقعَ كلٌّ منهمَا فِي جوابِ نفِيٍ أوْ طلبٍ.
-أمَّا النّفِيُ فنحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا}.
-وأمَّا الطّلبُ
فثمانيَةُ أَشْيَاءَ:
الأمرُ، والدّعاءُ، والنّهيُ، والاستفهامُ، والعَرْضُ، والتّحضيضُ، والتّمنِّي، والرّجاءُ.

-أمَّا الأمرُ: فهُوَ الطّلبُ الصَّادرُ من العظيمِ لمَنْ هُوَ دونَهُ، نحْوُ قوْلِ الأستاذِ لتلميذِهِ: (ذَاكِرْ فَتَنْجَحَ أوْ وَتَنْجَحَ).

-وأمَّا الدّعاءُ: فهُوَ الطّلبُ المُوجَّهُ من الصّغيرِ إلَى العظيمِ، نحْوُ: (اللَّهُمَّ اهْدِنِي فَأَعْمَلَ الخَيْرَ أوْ وَأَعْمَلَ الخَيْرَ).
-وأمَّا النّهيُ: فنحْوُ: (لاَ تَلْعَبْ فَيَضِيعَ أَمَلُكَ أوْ وَيَضِيعَ أَمَلُكَ).
- وأمَّا الاستفهامُ: فنحْوُ: (هَلْ حَفِظْتَ دُرُوسَكَ فَأُسَمِّعَهَا لَكَ أوْ وَأُسَمِّعَهَا لَكَ).
- وأمَّا العرْضُ:فهُوَ الطّلبُ برفقٍ، نحْوُ: (أَلاَ تَزُورُنَا فَنُكْرِمَكَ أوْ وَنُكْرِمَكَ).
- وأمَّا التّحضيضُ:فهُوَ الطّلبُ مَعَ حثٍّ وإزعاجٍ، نحْوُ: (هَلاَّ أَدَّيْتَ وَاجِبَكَ فَيَشْكُرَكَ أَبُوكَ أوْ وَيَشْكُرَكَ أَبُوكَ).
-وأمَّا التّمنِّي:فهُوَ طلبُ المستحيلِ أوْ مَا فيهِ عُسْرةٌ، نحْوُ قوْلِ الشَّاعرِ:

لـَيْتَ الـكَوَاكِبَ تَدْنُو لـِي فَأَنْظِمَهَا عُقُودَ مَدْحٍ فَمَا أَرْضَى لَكُمْ كَلِمِي

ومثلهُ قولُ الآخَرِ:

أَلاَ لَيْتَ الشَّبَابَ يَعُودُ يَوْماً فـَأُخْبِرَهُ بِمَا فـَعَلَ المَشِيبُ

ونحْوُ: (لَيْتَ لِي مَالاً فَأَحُجَّ مِنْهُ).
- وأمَّا الرّجاءُ:فهُوَ: طلبُ الأمرِ القريبِ الحصولِ، نحوُ: (لَعَلَّ اللَّهَ يَشْفِينِي فَأَزُورَكَ).
وقدْ جمَعَ بعضُ العلماءِ هذِهِ الأَشْيَاءَ التّسعةَ التي تسبِقُ الفاءَ والوَاوَ فِي بيتٍ واحدٍ هُوَ:
مُرْ، وَادْعُ، وَانْهَ، وَسَلْ، وَاعْرِضْ لِحَضِّهِم تـَمـَنَّ،
وَارْجُ، كـَذَاكَ الـنَّفـْيُ، قـَدْ كـــَمـُلاَ
وقدْ ذكرَ المُؤلِّفُ أنَّهَا ثمانيةٌ؛ لأنَّهُ لَمْ يعتبِر الرّجاءَ منْهَا.
(4) الحَرْفُ الخامسُ:(أَوْ) ويُشترطُ فِي هذِهِ الكلِمَةِ أن تكُونَ بمعْنَى (إلاَّ) أوْ بمعْنَى (إلَى).
وضابطُ الأولَى:
أن يكونَ مَا بعْدَهَا ينقضِي دَفعةً،
نحْوُ: (لأَقْتُلَنَّ الكَافِرَ أَوْ يُسْلِمَ).
وضابطُ الثَّانِيَةِ:
أن يكونَ مَا بعْدَهَا ينقضِي شيئاً فشيئاً، نحْوُ قوْلِ الشَّاعرِ:

لأَسْتَسْهِلَنَّ الصَّعْبَ أَوْ أُدْرِكَ المُنَى فــَمــَا انـْقـَادَتِ الـآمــَالُ إِلاَّ لــِصَابِرٍ).

هيئة الإشراف

#3

17 Dec 2008

حاشية الآجرومية للشيخ: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم

المتن:

قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (وَلاَمُ الجُحُودِ(1)، وَحَتَّى(2)، وَالْجَوَابُ بِالْفَاءِ، وَالْوَاو(3)، وَأَوْ).


الشرح:

قال الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي (ت: 1392هـ): ( (1) أي: لامُ النَّفيِ، لكن بأن مضمرةٍ وجوبًا.

وضابطُهَا:

أن يسبقَهَا (كانَ) المنفيَّةُ بما، أو (يكن) المنفيَّةُ بلم، نحو: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ}، {لَمْ يَكُنْ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ}.

(2) أي: بأن مضمرةٍ وجوبًا، ويشترطُ في النَّصبِ بها: أن تكونَ جَارَّةً:

-بمعنى إلى.

-أو بمعنى لامِ التَّعليلِ.

نحو: {حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى}، (وأَسْلِم حتَّى تدخلَ الجنَّةَ).

(3) أي: والجوابُ بالفاءِ المفيدةِ للسَّببيَّةِ، والواوِ المفيدةِ للمعيَّةِ، وفيه قلبٌ.

والأصلُ:والفاءُ والواوُ في الجوابِ؛ إذ الجوابُ منصوبٌ لا ناصبٌ،

أي: من النَّواصبِ: الفاءُ والواوُ الواقعتانِ في الجوابِ، لكن بأنْ مضمرةٍ وجوبًا.

والمرادُ بالجوابِ:الجوابُ الواقعُ بعدَ واحدٍ من التِّسعةِ الَّتي جمعَهَا بعضُهُم فقالَ:

مُرْ وَادْعُ وَانْهَ وسلْ واعرضْ لحضّهِمُ تمـنَّ وارجُ

كـذاك الـنَّفـيُ قد كـمـُلا

فبعدَ الأمرِ،نحو: (أقبلْ فأحسنَ إليكَ)، أو: (وأحسنَ إليك).

والدُّعاءُ، نحو: (ربِّ وفِّقني فأعملَ صالحًا)، أو: (وأعملَ صالحًا).

والنَّهيُ،نحو: (لا تخاصمْ زيدًا فيغضبَ)، أو: (ويغضبَ).

والسُّؤالُ،وهو الاستفهامُ، نحو: (هل زيدٌ في الدَّارِ فأذهبَ إليه)، أو: (وأذهبَ إليه).

والعرضُ،وهو الطَّلبُ، نحو: (ألا تنزلُ عندَنَا فتصيبَ خيرًا)، أو: (وتصيبَ خيرًا).

والتَّحضيضُ، وهو الطَّلبُ بحثٍّ، نحو: (هلا أكرمْتَ زيدًا فيشكرَ)، أو: (ويشكرَ).

والتَّمنِّي،نحو: (ليتَ لي مالاً فأتصدَّقَ منه)، أو: (وأتصدَّقَ منه).

والتَّرجِّي:نحو: (لعلِّي أراجعُ الشَّيخَ فيفهمَني المسألةَ)، أو: (ويفهمَني).

والنَّفيُ،نحو: {لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُواْ}أو: (ويموتوا).

فالجوابُ في هذه الأمثلةِ، بعدَ الفاءِ أو الواوِ:

منصوبٌ بأنْ مضمرةٍ وجوبًا بعدَ فاءِ السَّببيَّةِ، أو واوِ المعيَّةِ.

-و(أو) الَّتي بمعنى إلا، نحو: (لأقتلَنَّ الكافرَ أو يسلمَ).

-أو بمعنى: إلى، نحو: (لألزمنَّكَ أو تقضيَني حقِّي).

والفرق بينهما:

-أنَّ الَّتِي بمعنى (إلى) ينقضِي ما قبلَهَا شيئًا فشيئًا.

-والَّتي بمعنى إلا ينقضِي دفعةً واحدةً.

والحاصلُ: أنَّ (أنْ) تُضمرُ بعدَ ثلاثةٍ من حروفِ الجرِّ:

اللامِ، وكي التَّعليليَّةِ، وحتَّى.

وبعدَ ثلاثةٍ من حروفِ العطفِ، وهي:

الفاءُ، والواوُ، وأوْ).

هيئة الإشراف

#4

18 Dec 2008

حاشية الآجرومية للشيخ: عبد الله العشماوي الأزهري

المتن:

قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (وَلاَمُ الجُحُودِ(1)، وَحَتَّى(2)، وَالْجَوَابُ بِالْفَاءِ، وَالْوَاو(3)، وَأَوْ(4) ).


الشرح:

قال الشيخ عبد الله العشماوي الأزهري: ( (1) قوله: (ولامُ الجحودِ):

والمرادُ بالجحودِ هنا: النَّفيُ مطلقًا، وهو مصدرُ جحدَهُ جحدًا أو جحودًا، وأصلُهُ الإنكارُ مع العلمِ، فهو من إطلاقِ الخاصِّ وإرادةِ العامِّ، فيكونُ مجازًا مرسلاً علاقتُهُ الخصوصُ.


وضابطُ لامِ الجحودِ أن تقولَ:

هي الواقعةُ بعد (كان) المنفيَّةِ بـ(ما)، أو بعد (يكن) المنفيِّ بِـ(لَمْ).

-مثالُ المنفيِّ بـ(كان): قولُهُ تعالى: {وما كانَ اللهُ ليعذّبَهُم وأنت فيهم}

ما: نافيةٌ.

وكان: فعلٌ ماضٍ ناقصٌ.

واللهُ:اسمُهَا مرفوعٌ بالضّمَّةِ الظَّاهرةِ.

ويعذّبَ:فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ مضمرةً وجوباً بعدَ لامِ الجحودِ، ونصبُهُ فتحةٌ ظاهرةٌ في آخرِهِ، والفاعلُ مستترٌ جوازًا تقديرُهُ (هو) عائدٌ على اللهِ -تعالى-.

وجملةُ ليعذِّبَهُم: في محلِّ نصبِ خبرُ كان.

-ومثالُ النَّفي بِـ(يَكُنْ): قوله تعالى: {لم يكنِ اللهُ ليغفرَلهم}

فلَمْ:حرفُ نفيٍ جازمٌ.

ويكن:مجزومٌ بِلَمْ، وجزمُهُ السّكونُ، وهو متصرِّفٌ من كان النَّاقصةِ، ولفظُ الجلالةِ اسمُهَا مرفوعٌ بالضّمّةِ الظَّاهرةِ.

وليغفرَ:اللامُ لامُ الجحودِ، ويغفرَ: فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأن مضمرةً وجوباً بعد لامِ الجحودِ، ونصبُهُ فتحةٌ ظاهرةٌ في آخرِهِ،

والفاعلُ مستترٌ جوازاً تقديرُهُ (هو) عائدٌ على اللهِ.

وجملةُ (ليغفرَ لهم) في محلِّ نصبِ خبرِ يكن.

(2) قوله: (وحتَّى): وهي من النَّواصبِ، لكنَّ النَّاصبَ أن مضمرةٌ بعدها وجوبًا كما في قولِهِ تعالى: {حتَّى يرجعَ إلينا موسى}:

فحتَّى:حرفُ غايةٍ ونصبٍ.

يرجعَ:فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأن مضمرةٍ وجوبًا بعد حتَّى، ونصبُهُ فتحةٌ ظاهرةٌ في آخرِهِ.

وإلينا: إلى حرفُ جرّ، ونا ضميرُ الجماعةِ مبنيٌّ على السّكونِ في محلِّ جرٍّ، والجارُّ والمجرورُ متعلِّقٌ بـ(يرجعَ).

وموسى: فاعلٌ مرفوعٌ بضمَّةٍ مقدّرةٍ على الألفِ اللفظيَّةِ منع من ظهورِهَا التَّعذّرِ. وتكونُ حتَّى استثنائيَّةً كما في قولِ الشَّاعرِ:

ليسَ العطاءُ من الفضولِ سماحةً حـتَّى تــــجــودَ ومـا لـديـه قلـيـلٌ

المعنى إلا أن تجودَ.

وتكونُ جارَّةً كما في قولِهِ تعالى: {حتَّى مطلعِ الفجرِ}.

(3) قوله: (والجوابُ بالفاءِ والواوِ): هذه عبارةٌ مقلوبةٌ والأصلُ: والفاءُ والواوُ الواقعتانِ في الجوابِ؛ لأنَّ النَّاصبَ هو الفاءُ والواوُ لا الجوابُ.

- ويُشترَطُ في الفاءِ: أن تكونَ للسّببيَّةِ، بأن يكونَ ما بعدها مسبّبًا عمَّا قبلها.

-ويُشترَطُ أيضا: أن تكونَ واقعةً في جوابِ النَّفي أو الطَّلبِ.

ثمَّ اعلمْ أنَّ الطَّلبَ يشملُ:

-الأمرَ، كما في قولِكَ: (أقبلْ فأُحسنَ إليك)، وإعرابُهَا:

الفاءُ:للسّببيَّةِ.

وأُحسنِ:فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأن مضمرةٍ وجوباً بعد فاءِ السّببيَّةِ، ونصبُهُ فتحةٌ ظاهرةٌ في آخرِهِ.

-ويشملُ النَّهيَ، كقولِكَ لآخرَ: (لا تخاصمْ صالحًا فيغضبَ).

-والدّعاءُ، نحو: (ربّ وفِّقْني فأعملَ صالحًا).

فـ(يغضبَ) و(أعملَ) منصوبٌ بأن مضمرةٍ بعد فاءِ السّببيَّةِ، ونصبُ كلٍّ منهما فتحةٌ ظاهرةٌ في آخرِهِ.

-ويشملُ الاستفهامَ، نحو قولِكَ: (هل في الدَّارِ زيدٌ فأَمضيَ إليه؟).

-والعرضُ، وهو: الطَّلبُ بلينٍ ورفقٍ، نحو قولِكَ: (ألا تنزلُ عندنا فتصيبَ خيراً).

-ويشملُ التَّحضيضَ، وهو: الطَّلبُ بحثٍّ وإزعاجٍ، نحو قولِكَ: (هلاَّ أكرمْتَ زيدًا فيشكرَكَ).

-والتَّمنِّي، كقولِكَ: (ليت لي مالاً فأحجَّ منه).

-والتّرجِّي، كقولِكَ: (لعلِّي أراجعُ الشَّيخَ فَيُفهمَنِي).

وإعرابُ هذا المثالِ:

لعلَّ:حرفُ ترجّ.

والياءُ:في محلِّ نصبٍ بلعلَّ.

وأراجعُ الشَّيخَ: فعلٌ وفاعلٌ ومفعولٌ.

وقولُهُ: فَيُفهمَنِي: الفاءُ للسّببيَّةِ، ويفهمَ فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأن مضمرةٍ وجوبا بعد فاءِ السّببيَّةِ.

-ومثالُ ما فيه النَّفيُ: قولُهُ تعالى: {لا يُقْضَى عليهِمْ فيموتُوا}:

فلا: نافيةٌ.

ويُقْضَى:فعلٌ مضارعٌ مبنيٌّ لما لم يُسمّ فاعلُهُ مرفوعٌ بضمَّةٍ مقدّرةٍ على الألفِ اللفظيَّةِ.

وقولُهُ: فيموتوا: الفاءُ للسّببيَّةِ،

ويموتوا: فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأن مضمرةٍ وجوبا بعد فاءِ السّببيَّةِ، ونصبُهُ حذفُ النّونِ.

ومثلُ الفاءِ في هذه الأمثلةِ الواوُ كما أشارَ إلى ذلك في الخلاصةِ بقولِهِ:

والواوُ كالفا إن تُفِدْ مفهومَ مع كـلا تكنْ جلدًا وتظهرَ الجزعَ

واعلمْ أنَّ ما ذكرناه من أقسامِ الطَّلبِ يُسمَّى بمسألةِ الأجوبةِ الثّمانيةِ،

وقد جمعَهَا بعضُهُم فقالَ:

مُرْ وانهَ وادعُ وسَلْ واعرضْ لحضّهِمُ تمـنَّ وارجُ

كـذاك الـنَّفـيُ قد كـَمـُلا

(4) قوله: (وأو) سواءٌ كانت بمعنى

(إلى)، أو بمعنى (إلا).

والفرقُ بينهما:

- أنَّه إذا كان ما بعدها ينقضي شيئا فشيئا فهي بمعنى إلى، كما قالَ الشَّاعرُ:

لأستسهلنَّ الصَّعبَ أو أدركَ المنى فــمــا انـقـادَتِ الـآمــالُ إلا لــصابرِ

لأنَّ إدراكَ المنى ينقضي شيئا فشيئا.

-وإن كان ما بعدها ينقضي دفعةً واحدةً فتكونُ بمعنى إلاَّ، كقولِكَ: (لأقتلنَّ الكافرَ أو يسلمَ)، فيسلمَ: فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأن مضمرةً وجوباً بعد (أو) الَّتي بمعنى إلا).

هيئة الإشراف

#5

18 Dec 2008

شرح الآجرومية للشيخ: حسن بن علي الكفراوي


قال الشيخ حسن بن علي الكفراوي الأزهري الشافعي (ت: 1202هـ): ( (1) (ولامُ):

الواوُ: حرفُ عطفٍ، لامُ: معطوفٌ علَى أنْ، والمَعْطُوفُ علَى المَرْفوعِ مَرْفُوعٌ، ولامُ: مضافٌ.
و (الْجُحودِ): مُضافٌ إليهِ مجرورٌ بالكسرةِ الظاهرةِ.

يَعْنِي: أنَّ مِن النواصبِ للمُضارِعِ لامَ الْجُحودِ - أي: النفْيِ- لكن بـأن مُضْمَرةٍ وُجوبًا بعدَها.

وضابطُها

أنْ يَسْبِقَها كان الْمَنْفِيَّةُ بـما، أو يكنْ الْمَنْفِيَّةُ بـلمْ:
فالأُولَى

نحوُ: قولِه تعالَى: {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ} وإعرابُه:
ما:نافيةٌ.

وكان: فعلٌ ماضٍ ناقصٌ يَرفَعُ الاسمَ ويَنصِبُ الخبرَ.

اللهُ:اسْمُها مرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهِرَةِ.

ليُعَذِّبَهُم:اللامُ: لامُ الجحودِ،

ويُعَذِّبَ: فعلٌ مضارِعٌ منصوبٌ بـأنْ مُضْمَرةٍ وُجوبًا بعدَ لامِ الْجُحودِ، وعلامةُ نَصْبِه الفتحةُ الظاهرةُ، والفاعلُ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ جوازًا تقديرُه هو يعودُ علَى اللهُ، والهاءُ: مفعولٌ مَبْنِيٌّ علَى الضَّمِّ في مَحَلِّ نصبٍ، والميمُ: عَلامةُ الجمْعِ، والجملةُ مِن الفعلِ والفاعلِ في محلِّ نصبٍ خبرُ كان.

والثانيةُ:نحوُ: قولِه تعالَى: {لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ}، وإعرابُه:

لم: حَرْفُ نفْيٍ وجَزْمٍ وقَلْبٍ.

ويكنْ: فعلٌ مضارِعٌ ناقصٌ يَرْفَعُ الاسمَ ويَنصِبُ الخبرَ، وهو مجزومٌ بـلمْ، وعَلامةُ جَزْمِهِ السُّكونُ، وحُرِّكَ بالكسرِ للتَّخَلُّصِ مِن التقاءِ الساكنينِ.

واللهُ:اسمُ يَكُنْ، وهو مرفوعٌ وعلامةُ رفعِه ضمَّةٌ ظاهرةٌ.

ليَغْفِرَ: اللامُ: لامُ الْجُحودِ،

ويَغْفِرَ: فعلٌ مضارِعٌ مَنصوبٌ بـأن مُضْمَرةٍ وُجوبًا بعدَ لامِ الْجُحودِ، وعلامةُ نَصْبِه الفتحةُ الظاهرةُ،

والفاعِلُ مُسْتَتِرٌ جوازًا تقْدِيرُه هو يعودُ علَى اللهُ.

والجملةُ مِن الفعلِ والفاعلِ في مَحَلِّ نصبٍ خبرٌ لـيَكُنْ.

ولهم: جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـيَغْفِرَ، والميمُ: علامةُ الجمْعِ.

(2) (وحتَّى): الواوُ: حرفُ عطفٍ،

حتَّى: معطوفٌ علَى أنْ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.

يعني:

أنَّ مِن النواصِبِ للمضارِعِ حتَّى، لكن بـأنْ مُضْمَرَةٍ وُجوبًا بعدَها، ويُشْتَرَطُ في النصْبِ بها أن تكونَ جارَّةً بمعنَى إلَى، أو بمعنَى لامِ التعليلِ.

فالأُولَى:

نحوُ: قولِه تعالَى: {حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى}، وإعرابُه:

حتَّى:حَرْفُ غايةٍ وجَرٍّ بمعنَى إلَى.

ويَرْجِعَ: فعلٌ مضارِعٌ منصوبٌ بـأنْ مُضْمَرةٍ وُجوبًا بعدَ حتَّى، وعلامةُ نَصْبِهِ الفتحةُ الظاهرةُ.

إلينا: إلَى: حرفُ جرٍّ، ونا: ضميرٌ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ جَرٍّ بـإلَى.

ومُوسَى: فاعلُ يَرْجِعُ مَرفوعٌ، وعلامةُ رفعِه ضَمَّةٌ مُقَدَّرَةٌ علَى الألِفِ مَنَعَ مِن ظُهورِها التَّعَذُّرُ، وحتَّى هنا بمعنَى: إلَى، أي: قالوا: لنْ نَبْرَحَ عليه عاكفينَ إلَى رجوعِ مُوسَى.

والثانيةُ:

نحوُ: قولِك للكافرِ: (أَسْلِمْ حتَّى تَدْخُلَ الجنَّةَ)، وإعرابُه:

أَسْلِمْ:فعلُ أمرٍ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ، والفاعلُ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ وُجوبًا تقديرُه: أنتَ.

حتَّى: حَرْفُ تعليلٍ وجَرٍّ بمعنَى اللامِ.

وتَدْخُلَ: فعلٌ مضارِعٌ منصوبٌ بـأنْ مُضْمَرَةٍ وُجوبًا بعدَ حتَّى، وعلامةُ نَصْبِه الفتحةُ الظاهرةُ، والفاعلُ مُسْتَتِرٌ وُجوبًا تقديرُه أنتَ.

والجنَّةَ: مفعولٌ به منصوبٌ بالفتحةِ الظاهرةِ.

(والجوابُ): الواوُ: حرفُ عطفٍ، الجوابُ: معطوفٌ علَى أن، والمَعْطُوفُ علَى المَرْفوعِ مَرْفُوعٌ.

(3) (بالفاءِ): جارٌّ ومجرورٌ وعلامةُ جَرِّه الكسرةُ الظاهرةُ.

(والواوُ): الواوُ: حرفُ عطفٍ، الواوُ معطوفٌ علَى الفاءِ، والمعطوفُ علَى المجرورِ مجرورٌ وعلامةُ جرِّه الكسرةُ الظاهرةُ، وفي العبارةِ قَلْبٌ،

والأصلُ: والفاءُ والواوُ في الجوابِ.

يَعْنِي: أنَّ مِن النواصبِ للمضارِعِ الفاءَ والواوَ الواقعتَيْنِ في الجوابِ، لكن بـأنْ مُضْمَرةٍ وُجوبًا، والمرادُ بالفاءِ: الفاءُ الْمُفيدةُ للسببيَّةِ.وبالواوِ: الواوُ المفيدةُ للمَعِيَّةِ.

والمرادُ بالجوابِ: الجوابُ بعدَ واحدٍ مِن التسعةِ التي جَمَعَها بعضُهم في قولِه:

مُرْ وادْعُ وانْهَ وَسَلْ واعْرِضْ لِحَضِّهِمُ تـَمـَنَّ

وَارْجُ كـذاكَ الـنـفيُ قد كــَمـُلاَ

فمِثالُ جوابِ الأمرِ:(أَقْبِلْ فأُحْسِنَ إليك)، أو: (وأُحْسِنَ إليك)، وإعرابُه:

أَقْبِلْ:فعلُ أمرٍ، والفاعلُ مُسْتَتِرٌ وُجوبًا تقديرُه أنتَ.

فأُحْسِنَ: الفاءُ: فاءُ السببيَّةِ، فعلٌ مضارِعٌ منصوبٌ بـأنْ مُضْمَرةٍ وُجوبًا بعدَ فاءِ السببيَّةِ، وعلامةُ نَصْبِه الفتحةُ الظاهرةُ.

وإن قلتَ: وأُحْسِنَ، كانتْ الواوُ: واوَ المعيَّةِ، وأُحْسِنَ: فعلٌ مضارِعٌ منصوبٌ بـأنْ مُضْمَرةٍ وُجوبًا بعدَ واوِ المعيَّةِ، والفاعلُ مُسْتَتِرٌ وُجوبًا تقديرُه أنا.

إليك: جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـأُحْسِنَ.

ومِثالُ جوابِ الدعاءِ:(رَبِّ وَفِّقْنِي فأَعْمَلَ صالحًا)، وإعرابُه:

رَبِّ: منادَى حُذِفَ منه ياءُ النداءِ، وهو منصوبٌ بفَتْحةٍ مُقَدَّرَةٍ علَى ما قبلَ ياءِ المتكلِّمِ المحذوفةِ للتخفيفِ، مَنَعَ مِن ظُهورِها اشتغالُ المَحَلِّ بحركةِ المناسَبَةِ،

رَبِّ: مضافٌ، وياءُ المتكلِّمِ المحذوفةُ لأَجْلِ التخفيفِ: مُضافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ جَرٍّ؛ لأنه اسمٌ مَبْنِيٌّ لا يَظْهَرُ فيه إعرابٌ.

وَفِّقْ:فعلُ دُعاءٍ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ، وهو فعلُ أَمْرٍ ولكن سُمِّيَ دُعاءً تَأَدُّبًا، والفاعلُ مُسْتَتِرٌ وُجوبًا تقديرُه أنتَ، والنونُ: للوِقايةِ، والياءُ: مفعولٌ بِهِ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في محلِّ نصبٍ.

فأَعْمَلَ: الفاءُ:فاءُ السبييَّةِ، وأَعْمَلَ: فعلٌ مضارِعٌ منصوبٌ بـأنْ مُضْمَرةٍ وُجوبًا بعدَ فاءِ السببيَّةِ، والفاعلُ مُسْتَتِرٌ وُجوبًا تقديرُه أنا.

صالحًا: مفعولٌ به منصوبٌ.

وإن قلتَ:وأَعْمَلَ، كانت الواوُ: واوَ المعيَّةِ، وأعملَ: فعلٌ مضارِعٌ منصوبٌ بـأنْ مُضْمَرةٍ وُجوبًا بعدَ واوِ المعيَّةِ.

ومِثالُ جَوابِ النهيِ:قولُه تعالَى:{وَلاَ تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي} وإعرابُه:

الواوُ:عاطفةٌ، ولا: ناهيةٌ.

وتَطْغَوْا:فعْلٌ مُضارِعٌ مَجْزومٌ بـلا الناهيةِ، وعلامةُ جَزْمِه حَذْفُ النونِ، والواوُ: فاعلٌ.

فيه:جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـتَطْغَوْا.

فيَحِلَّ: الفاءُ:

فاءُ السببيَّةِ.

ويَحِلَّ: فعلٌ مضارِعٌ منصوبٌ بـأنْ مُضْمَرةٍ وُجوبًا بعدَ فاءِ السببيَّةِ.

وعليكم:جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـيَحِلَّ.

وغَضَبِي:فاعلُ يَحِلَّ مرفوعٌ بضَمَّةٍ مُقَدَّرَةٍ علَى ما قَبْلَ ياءِ المتكلِّمِ مَنَعَ مِن ظُهورِها اشتغالُ المَحَلِّ بحركةِ المناسَبَةِ.

وغَضَبُ:مضافٌ.

وياءُ المتكلِّمِ: مُضافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ جَرٍّ.

وإن قلتَ: ويَحِلَّ -في غيرِ القرآنِ-كانت الواوُ: واوَ المعيَّةِ، ويَحِلَّ: فعلٌ مضارِعٌ منصوبٌ بـأنْ مُضْمَرَةٍ وُجوبًا بعدَ واوِ الْمَعِيَّةِ.

ومِثالُ جوابِ السؤالِ:وهو الاستفهامُ نحوُ: (هل زيدٌ في الدارِ فأَذهبَ إليه)، وإعرابُه:

هل: حرْفُ اسْتِفهامٍ.

وزيدٌ:مبتدأٌ مرفوعٌ بالابتداءِ.

وفي الدارِ: جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بمحذوفٍ -تقديرُه كائنٌ- خَبَرِ المبتدأِ.

فأَذْهَبَ إليه: الفاءُ: فاءُ السببيَّةِ.

وأَذْهَبَ: فعلٌ مضارِعٌ منصوبٌ بـأنْ مُضْمَرةٍ وُجوبًا بعدَ فاءِ السببيَّةِ، والفاعلُ مُسْتَتِرٌ وُجوبًا تقديرُه أنا.

إليه: جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـأَذْهَبَ.

وإن قلتَ:وأَذْهَبَ، كانت الواوُ: واوَ المعيَّةِ.

وأَذْهَبَ: فعلٌ مضارِعٌ منصوبٌ بـأنْ مُضْمَرةٍ وُجوبًا بعدَ واوِ المعيَّةِ.

ومِثالُ جَوابِ العَرْضِ:وهو الطلَبُ بلِينٍ ورِفْقٍ: (ألا تَنْزِلُ عندَنا فتُصيبَ خَيْرًا)، وإعرابُه:

ألاَ:أداةُ عَرْضٍ، وتَنْزِلُ: فعلٌ مضارِعٌ مَرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهِرَةِ، والفاعلُ مُسْتَتِرٌ وُجوبًا تقديرُه: أنتَ.

وعندَ: ظَرْفُ مكانٍ مَنصوبٌ علَى الظرفيَّةِ مُتَعَلِّقٌ بـتَنْزِلُ.

وعندَ: مضافٌ.

ونا: مُضافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ جَرٍّ.

فتُصيبَ: الفاءُ فاءُ السببيَّةِ.

تُصيبَ: فعلٌ مضارِعٌ منصوبٌ بـأنْ مُضْمَرةٍ وُجوبًا بعدَ فاءِ السببيَّةِ، والفاعلُ مُسْتَتِرٌ وُجوبًا تقديرُه أنت.

وخيرًا: مفعولٌ به منصوبٌ.

وإن قلتَ:(وتُصيبَ)، كانتْ الواوُ: واوَ المعيَّةِ، وتُصيبَ: فعلٌ مضارِعٌ مَنصوبٌ بـأنْ مُضْمَرةٍ وُجوبًا بعدَ واوِ المعيَّةِ.

ومثالُ جوابِ التحضيضِ:وهو الطلَبُ بَحَثٍّ وإزعاجٍ: (هَلاَّ أَكْرَمْتَ زيدًا فيَشْكُرَ)، وإعرابُه:

هَلاَّ:أداةُ تحضيضٍ.

وأَكْرَمْتَ: فعلٌ وفاعلٌ.

وزيدًا: مفعولٌ به منصوبٌ.

فيَشْكُرَ: الفاءُ:فاءُ السببيَّةِ.

ويَشْكُرَ: فعلٌ مضارِعٌ منصوبٌ بـأنْ مُضْمَرةٍ وُجوبًا بعدَ فاءِ السببيَّةِ، والفاعِلُ مُسْتَتِرٌ جوازًا تقْدِيرُه هو.

وإن قلتَ:

ويَشكرَ، كانت الواوُ: واوَ المعيَّةِ.

ويَشْكُرَ: فعلٌ مضارِعٌ منصوبٌ بـأنْ مُضْمَرةٍ وُجوبًا بعدَ واوِ المعيَّةِ.

ومثالُ جوابِ التَّمَنِّي:وهو طَلَبُ ما لا طَمَعَ فيه أو ما فيه عُسْرٌ، نحوُ: (ليتَ لي مَالاً فأَتَصَدَّقَ منه)، وإعرابُه:

ليتَ:حرفُ تَمَنٍّ ونَصْبٍ يَنْصِبُ الاسمَ ويَرْفَعُ الخبرَ.

ولي: اللامُ: حرفُ جرٍّ، والياءُ: ضميرٌ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ جَرٍّ، والجارُّ والمجرورُ مُتَعَلِّقٌ بمحذوفٍ في مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرِ ليتَ مُقَدَّمٍ.

ومالاً: اسمُها مُؤَخَّرٌ مَنصوبٌ بالفتحةِ الظاهرةِ.

فأَتَصَدَّقَ: الفاءُ: فاءُ السببيَّةِ.

وأَتَصَدَّقَ: فعلٌ مضارِعٌ منصوبٌ بـأنْ مُضْمَرةٍ وُجوبًا بعدَ فاءِ السببيَّةِ، والفاعلُ مُسْتَتِرٌ وُجوبًا تقديرُه أنا.

ومنه:جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـأَتَصَدَّقَ.

وإن قلتَ:وأَتَصَدَّقَ، كانت الواوُ: واوَ المعيَّةِ.

وأَتَصَدَّقَ: فعلٌ مضارِعٌ منصوبٌ بـأنْ مُضْمَرةٍ وُجوبًا بعدَ واوِ المعيَّةِ.

ومِثالُ جوابِ الترَجِّي:وهو طلَبُ الأمرِ المحبوبِ، نحوُ: (لعلِّي أُراجِعُ الشيخَ فيُفْهِمَنِيَ الْمَسْأَلَةَ)، وإعرابُه:

لعلَّ: حرفُ تَرَجٍّ ونَصْبٍ يَنْصِبُ الاسمَ ويَرْفَعُ الخبرَ.

والياءُ: اسْمُها مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في محلِّ نصبٍ.

وأُراجِعُ: فعلٌ مضارِعٌ مَرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهِرَةِ، والفاعلُ: مُسْتَتِرٌ وُجوبًا تقديرُه: أنا.

والشيخَ:مفعولٌ به منصوبٌ بالفتحةِ الظاهرةِ.

والجملةُ مِن الفعلِ والفاعلِ في مَحَلِّ رَفْعٍ خبرُ لعلَّ.

فيُفْهِمَني: الفاءُ:فاءُ السببيَّةِ، ويُفْهِمَ: فعلٌ مضارِعٌ منصوبٌ بـأنْ مُضْمَرةٍ وُجوبًا بعدَ فاءِ السببيَّةِ،

والفاعِلُ مُسْتَتِرٌ جوازًا تقْدِيرُه هو يعودُ علَى الشيخَ، والنونُ: للوقايةِ، والياءُ: مفعولٌ به مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في محلِّ نصبٍ.

والمسألةَ:مفعولٌ ثانٍ منصوبٌ بالفتحةِ الظاهرةِ.

وإن قلتَ:

ويفهمني، كانت الواوُ: واوَ المعيَّةِ.

ويُفهِمَ: فعلٌ منصوبٌ بـأنْ مُضْمَرةٍ وُجوبًا بعدَ واوِ المعيَّةِ.

ومثالُ جوابِ النفيِ:قولُه تعالَى: {لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا}، وإعرابُه:

لا: نَافيةٌ.ويُقْضَى: فعلٌ مضارِعٌ مَبْنِيٌّ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فاعلُه مرفوعٌ بضَمَّةٍ مُقَدَّرَةٍ علَى الألِفِ مَنَعَ مِن ظُهورِها التَّعَذُّرُ.

وعليهم:جارٌّ ومجرورٌ في مَحَلِّ رَفْعٍ نائبُ فاعلِ يُقْضَى.

والميمُ:علامةُ الجمْعِ.

فيَموتوا: الفاءُ:فاءُ السببيَّةِ.

ويَموتوا: فعلٌ مضارِعٌ منصوبٌ بـأنْ مُضْمَرةٍ وُجوبًا بعدَ فاءِ السببيَّةِ وعلامةُ نَصْبِه حَذْفُ النونِ.

والواوُ: فاعلٌ.

وإن قلتَ: ويَموتوا

-في غيرِ القُرآنِ- كانت الواوُ: واوَ المعيَّةِ.

ويَموتوا: فعلٌ مضارِعٌ منصوبٌ بـأنْ مُضْمَرةٍ وُجوبًا بعدَ واوِ المعيَّةِ، فالجوابُ في هذه الأمثلةِ التسعةِ مَنصوبٌ بـأنْ مُضْمَرةٍ وُجوبًا بعدَ الفاءِ أو الواوِ.

(4) (وَأَوْ): الواوُ: حرفُ عطفٍ أو معطوفٌ علَى أن مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.

يَعْنِي:

أنَّ مِن النواصبِ للمضارِعِ أوْ، لكن بـأن مُضْمَرةٍ وُجوبًا بعدَها.

ويُشتَرَطُ في النصْبِ بها:

-أنْ تكونَ بمعنَى إلاَّ، إذا كان ما بعدَها يَنْقَضِي دَفعةً واحدةً.

- أو بمعنَى إلَى إذا كان ما بعدَها يَنْقَضِي شيئًا فشيئًا.

فمِثالُ الأُولَى:

قولُك: (لأَقْتُلَنَّ الكافرَ أو يُسْلِمَ)، وإعرابُه:

اللامُ: مُوَطِّئَةٌ للقَسَمِ.

وأَقْتُلَنَّ: فعلٌ مضارِعٌ مَبْنِيٌّ علَى الفتحِ لاتِّصالِه بنونِ التوكيدِ الثقيلةِ في مَحَلِّ رَفْعٍ، والفاعلُ مُسْتَتِرٌ وُجوبًا تقديرُه أنا، والنونُ: للتوكيدِ.

والكافرَ: مفعولٌ به منصوبٌ بالفتحةِ الظاهرةِ، وأو: حرفُ عطفٍ.

ويُسْلِمَ: فعلٌ مضارِعٌ منصوبٌ بـأنْ مُضْمَرةٍ وُجوبًا بعدَ أو، والفاعلُ مُسْتَتِرٌ جَوازًا تقديرُه: هو يعودُ علَى الكافرَ.

والمعنَى:لأَقْتُلَنَّ الكافرَ إلاَّ أنْ يُسْلِمَ، والإسلامُ يَحْصُلُ دَفعةً واحدةً؛ فلذا كانتْ أو هنا بمعنَى إلا.

ومثالُ الثانيةِ:قولُك: (لأَلْزَمَنَّكَ أو تَقْضِيَنِي حَقِّي)، وإعرابُه:

اللامُ:مُوَطِّئَةٌ للقَسَمِ.

أَلْزَمَنَّ: فعلٌ مضارِعٌ مَبْنِيٌّ علَى الفتحِ لاتِّصالِه بنونِ التوكيدِ في مَحَلِّ رَفْع، والفاعلُ: مُسْتَتِرٌ وُجوبًا تقديرُه: أنا.

والنونُ: للتوكيدِ.

والكافُ:مَفعولٌ به مَبْنِيٌّ علَى الفتحِ في محلِّ نصبٍ.

وأو:حرفُ عطفٍ.

وتَقْضِيَنِي: فعلٌ مضارِعٌ منصوبٌ بـأنْ مُضْمَرةٍ وُجوبًا بعدَ أو.

والنونُ: للوِقايةِ.

والياءُ: مفعولٌ أوَّلُ لـتَقْضِيَنِي مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في محلِّ نصبٍ.

وحَقِّي: مفعولٌ ثانٍ له مَنصوبٌ بفَتْحةٍ مُقَدَّرَةٍ علَى ما قبلَ ياءِ المتكلِّمِ مَنَعَ مِن ظهورِها اشتغالُ المَحَلِّ بحركةِ المناسَبَةِ.

وحَقّ:مضافٌ.

وياءُ المتكلِّمِ: مُضافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ جَرٍّ؛ لأنه اسمٌ مَبْنِيٌّ لا يَظْهَرُ فيه إعراب.

وأو في المثالينِ:

عاطفةٌ مَصْدَرًا مؤَوَّلاً علَى مَصْدَرٍ مُقَدَّرٍ.

والتقديرُ في المثالِ الأوَّلِ: لَيَقَعَنَّ مِنِّي قَتْلٌ للكافرِ أو إسلامٌ منه.

والتقديرُ في المثالِ الثاني:

ليَقَعَنَّ مِنِّي إلزامٌ لك أو قضاءٌ منك.

وحاصلُ ما ذَكَرَه المصنِّفُ:

أنَّ (أنْ) تُضْمَرُ بعدَ ثلاثةٍ مِن حروفِ الجرِّ، وهي:

اللامُ، وكي التعليليَّةُ، وحتَّى الجارَّةُ،

وبعدَ ثلاثةٍ مِن حروفِ العطفِ وهي:

الفاءُ، والواوُ، وأو).

هيئة الإشراف

#6

18 Dec 2008

شرح الآجرومية للدكتور: محمد بن خالد الفاضل (مفرغ)


قال الدكتور محمد بن خالد الفاضل: (الوجه الثاني من وجوه إضمارها: أنها تضمر حينما تقع بعد عاطف:
إذا وقعت (أن) بعد حرف عطف، حرف العطف هذا مسبوق باسم ليس مؤولاً بالفعل.
يعني:

-ليس فعلاً.
- ولا صفة مشبهة.
- ولا اسم فاعل.
- ولا اسم مفعول.
وإنما هو ينبغي أن يكون مصدراً أو اسماً غير مصدر، إذا وقعت بعد عاطف مسبوق باسم خالص من التقدير بالفعل.
هذه العواطف الأربعة التي إذا وقعت (أن) بعد واحد منها فإنها تضمر جوازاً وينصب الفعل المضارع الواقع بعدها ويكون منصوباً، إما بـ(أن) مضمرة جوازاً كما ينبغي أن تقول، أو أن تقول: منصوب بهذا الحرف الذي سبقه.

الحروف العاطفة هي أربعة:

هي التي تقع بعدها (أن) فتضمر جوازاً وينصب الفعل المضارع: (أو) و(الواو) و(ثم) و(الفاء).

نمثل لكل واحد منها:

-(أو) كما في قوله تعالى: {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً، أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً}

(أو يُرسلَ): هنا محل الشاهد، الفعل المضارع (يُرسل)، مرفوع أو منصوب؟

منصوب، ما الذي نصبه؟

عندنا (أو) الآن حرف، و(أو) ما عرف أنه من حروف النصب، نقول: أنه منصوب بـ(أن) مضمرة جوازاً بعد (أو).

هل حصل فيه الشرط المشترط أو لا؟

حصل فيه.

فـ(أو) هذه وقعت بعد اسم ليس في تأويل الفعل وهو كلمة (وحياً)، {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً} فعطف الفعل

(أو يرسل) على كلمة (وحياً) وهي اسم ليس في تأويل الفعل، فتحقق الشرط حينئذٍ، فتقول:

(يرسل) فعل مضارع منصوب بـ(أن) مضمرة جوازاً بعد (أو)؛ لأن (أو) هذه العاطفة سبقت باسم ليس في تقدير الفعل فعطفت عليه.

-مثال: الواو، قول الشاعرة، هذه شاعرة مشهورة: (ميسون بنت بحدل) يقال إنها زوجة لـ(معاوية بن أبي سفيان) وأنه أخذها من أهلها من البادية وجاء بها إلى المدينة، ولم يطب لها العيش في المدينة، فقالت قصيدة تتحسر فيها على حياة البادية، فلما سمعها أرسلها إلى أهلها، الشاهد معنا هو البيت الذي تقول فيه:

ولـبـس عـبــاءة وتـقرّ عـيني أحب إلي من لبس الشفوفِ

تقول: أنْ ألبس عباءة خشنة وأنا عند أهلي وتقر عيني؛ أحب إلي من لبس المدن هذه الملابس الشفافة الناعمة الحريرية.

الشاهد في قوله: (ولبس عباءة وتقر)، (وتقر): الفعل المضارع (تقر) هنا الآن منصوب أو مرفوع؟.

منصوب.

ما الذي نصبه؟

منصوب بـ(أن) مضمرة جوازاً بعد واو العطف، وجاز ذلك لأن الواو هنا عطفت الفعل على اسم متقدم خالص ليس في تأويل الفعل وهو المصدر: (لبس)، (ولبس عباءة وتقر عيني).

الحرف الثالث:

هو (ثُمَّ)، كما في قول الشاعر:

إنـي وقـتلي سليكاً ثم أعقـله كالثور يضرب لما عافت البقر

(إني وقتلي سليكاً ثم أعقله) (ثم) هنا دخلت على فعل مضارع وهو (أعقله)، فتحول من الرفع إلى النصب فصار: (ثم أعقله)، فتقول في إعرابه: (أعقله): أعقل: فعل مضارع منصوب بـ(أن) مضمرة جوازاً بعد (ثم)؛ لأنه صار معطوفاً بـ(ثم) على اسم متقدم ليس في تأويل الفعل، وهو المصدر.

قوله: (قتلي)، (إني وقتلي سليكاً ثم أعقله)، ما معنى البيت؟

معنى البيت:

يقول: هذا الرجل قتل شخصاً اسمه سليك، ثم ترتب عليه أن دفع الدية أو: تحمل العقل له وهو ديته فقال: (إني وقتلي سليكاً)، الآن سأقتله، لثأر أو ما إلى ذلك، ثم أنا الذي أتحمل ديته، (كالثور يضرب لما عافت البقر)، إذا عافت البقر فإنه يضرب الثور، مع أن التي عافت هي البقر، فهو يبدو أنه -لأنه هو السيد- هو الذي تحمل العقل.

الرابع:

هو حرف الفاء، مثل قول الشاعر:

لـولا تــوقــع مـعـتـــر فأرضيه ما كنت أوثر أتراباً على ترب

توقع: معروف، والمعتر: {القانع والمعتر}،ما معنى المعتر هنا وفي هذه الآية؟

{القانع والمعتر}: المحتاج المعوز.

معتر فأرضيه: يقول: لولا أنني أتوقع أن أقوم بخدمات معينة، أن يأتي هذا فأعطيه وأن آتي هذا فأعطيه؛ وأن آتي هذا فأعطيه لما كنت أوثر هذا الشيء على هذا الشيء، لكنني أتوقع أن أنتدب لمثل هذه الفضائل ومثل هذه المكارم.

الشاهد في قوله: (فأرضيه)،

حيث أن الفعل المضارع نصب بعد الفاء العاطفة؛ لأنها عطفت هذا الفعل على اسم متقدم وهو المصدر: (توقع).

فالحاصل إذاً: أن (أنْ) تنصب مضمرة جوازاً في صورتين:

الصورة الأولى:

إذا وقعت بعد لام الجر، سواء كانت:

- لام تعليل.

- أو عاقبة.

- أو زائدة.

والصورة الثانية:

إذا وقعت بعد عاطف مسبوق باسم ليس في تأويل الفعل، وهذا العاطف أحد عواطف أربعة: إما الواو أو الفاء، أو (ثم) أو (أو).

ننتقل إلى المواضع التي يكون النصب فيها بـ(أن) مضمرة وجوباً.

(أنْ) متى تضمر وجوباً؟

تضمر وجوباً بعد الأحرف الخمسة التي ذكرها، وهي:

(لام الجحود)، و(حتى)، و(الفاء)، و(الواو)، و(أو).

نلحظ إذاً: أن الفاء والواو و(أو)مرت معنا في مواضع

الجواز، وستمر معنا أيضاً في مواضع الوجوب.

تضمر (أن) وجوباً بعد لام الجحود.

ما المراد بلام الجحود؟

لام الجحود هي لام النفي.

ما علامة لام الجحود؟

ليس السكون، وإنما لام الجحود هي التي تسبق بكونٍ ماضٍ منفي.

لام الجحود هي التي يكون قبلها: (ما كان) أو (لم يكن)،

كما في قوله تعالى: {وما كان الله ليعذبهم}(يعذبهم) هنا فعل مضارع، منصوب بـ(أن) مضمرة وجوباً بعد لام الجحود، وعرفنا أنها لام الجحود لأنها سبقت بالفعل، بكان المسبوقة بالنفي وهي: ما كان.

ما الفرق بين:

المضمرة جوازاً والمضمرة وجوباً؟

-المضمرة جوازاً يمكن إظهارها.

- أما المضمرة وجوباً فلا يصح أن تظهر.

الحروف التي تضمر بعدها وجوباً هو:

لام الجحود، وهي لام النفي، وهي اللام الواقعة بعد كون ماضي منفي، أي: (ما كان): {ما كان الله ليعذبهم} أو (لم يكن)، كما في قوله تعالى: {لم يكن الله ليغفر لهم} (يغفر) هنا فعل مضارع منصوب بـ(أن) مضمرة وجوباً بعد لام الجحود.

لو جاءنا سؤال: ما دمنا في لام الجحود وقال: ما حكم الفعل المضارع إذا وقع بعد اللام بعد لام الجر بصفة عامة؟

لام الجر طبعاً تشمل:

- لام التعليل.

- ولام العاقبة.

- واللام الزائدة.

- ولام الجحود.

ما حكم الفعل إذا وقع بعد هذه اللام؟

الواقع أن له ثلاث صور، أنا أشرت الآن منها إلى صورتين وبقي صورة ثالثة:

الصورة الأولى:

التي أشرنا إليها هي: الجواز، أنه ينصب بـ(أن) مضمرة جوازاً وذلك إذا كانت هذه اللام لام التعليل أو لام العاقبة أو اللام الزائدة.

الصورة الثانية: أن الفعل ينصب بـ(أن) مضمرة وجوباً إذا كانت هذه اللام لام الجحود.

الصورة الثالثة:

هذا بالنسبة لحكم (أنْ): وجوب إظهار (أنْ) وذلك إذا اقترن الفعل بـ(لا) النافية أو الزائدة.

إذاً: أحوال (أن) مع اللام:

-إن سبقت بلام الجحود فهي مضمرة وجوباً.

- إن سبقت بلام التعليل أو لام العاقبة أو اللام الزائدة فهي مضمرة جوازاً.

- إذا اقترن الفعل بـ(لا) النافية أو الزائدة وجب إظهار (أن) حينئذٍ.

إذاً: أحوال (أن) من حيث الإضمار والإظهار مع لام الجر ثلاث حالات.

- (لا) النافية: كما في قوله تعالى: {لئلا يكون} هنا (لا يكون) الفعل مسبوق بـ(لا) النافية، ولذلك أظهرت (أنْ)، أصلها: (لأن لا)، لكنها أظهرت ثم أدغمت، فهي ليست محذوفة لا جوازاً ولا وجوباً.

- و(لا) الزائدة: كما في الآية في آخر سورة الحديد: {لئلا يعلم أهل الكتاب أن لا يقدرون على شيء} المعنى ما هو؟

المعنى: ليعلم أهل الكتاب، فـ(لا) هنا هذه زائدة، المعنى المراد، وبإجماع المفسرين-فيما أعلم-: ليعلم أهل الكتاب أن لا يقدرون على شيء، فـ(لا) هنا زائدة.

فإذاً: (أنْ) حكمها مع لام الجر:

-يجب إظهارها إذا سبق الفعل بـ(لا) النافية أو الزائدة.

- يجب إضمارها إذا وقعت بعد لام الجحود.

- يجوز الوجهان: الإظهار والإضمار إذا سبقت بلام الجر وهي لام التعليل أو العاقبة والصيرورة أو الزائدة.

الحرف الثاني من الحروف التي ينصب بـ(أن) مضمرة وجوباً بعدها:

هي: (حتى):

(حتى) ينصب الفعل بـ(أن) مضمرة وجوباً بعدها بشرط كون الفعل مستقبلا بالنسبة إلى ما قبلها، أو أن تقول أيضاً، تيسيراً: بشرط أن تكون بمعنى (كي)، أو أن تكون بمعنى (إلى).

يعني سواء كانت (حتى) بمعنى (كي) أو كانت بمعنى (إلى) فإن الفعل المضارع ينصب بـ(أن) مضمرة وجوباً في قوله تعالى: {لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى}

ما معنى (حتى) هنا؟

هل معناها (كي) أو (إلى)؟

معناها: إلى أن يرجع إلينا

موسى، لن نبرح عليه عاكفين إلى أن يرجع إلينا موسى.

{حتى يرجع إلينا موسى}، (يرجع) فعل مضارع منصوب بـ(أن) مضمرة وجوباً بعد (حتى)، ولا مانع على رأي من ذكرنا من العلماء أن تقول: إن (يرجع) فعل مضارع منصوب بـ(حتى) من باب التجوّز والاختصار.

فإذا قلت لشخص:(أطع الله حتى تدخل الجنة)، فما معناها هنا؟

(إلى) أو (كي)؟

معناها: (كي) أطع الله كي تدخل الجنة، فإذاً (حتى) يُنصب الفعل المضارع بـ(أن) مضمرة وجوباً بعدها سواء كانت بمعنى (كي) كما في قولك: (أطع الله حتى تدخل الجنة)، أو كانت بمعنى (إلى) كما في قوله تعالى: {حتى يرجع إلينا موسى}.

ما معناها في قوله تعالى: {فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله}؟

هذه الآية تحتمل الأمرين، أي: يصح أن يكون المعنى:

-قاتلوها كي تفيء إلى أمر الله.

- أو أن يكون المعنى: قاتلوها إلى أن تفيء إلى أمر الله.

الحرف الثالث:

(أو):إذا وقعت بعد (أو) التي بمعنى (إلى) أو التي بمعنى (إلاّ)، إذا قلت لشخص: (لألزمنك أو تعطيني حقي)، هنا بمعنى (إلى) أو (إلا)؟

هنا بمعنى (إلى)، أي: سألزمك إلى أن تسدد لي ما عندك، إلى أن تعطيني حقي.

فإذا كانت بمعنى (إلى) فإن الفعل المضارع ينصب بعدها بـ(أن) مضمرة وجوباً فـ(تعطيني) هنا: فعل مضارع منصوب بعد (أو) بـ(أن) مضمرة وجوباً، ولو قلت تجوزاً منصوب بـ(أو)، لكان جائزاً على ذلك الرأي.

ومنه قول الشاعر:

لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى فــمــا انـقـادت الـآمــال إلا لـصابر

(أو أدرك): (أدرك) فعل مضارع منصوب بـ(أن) مضمرة وجوباً بعد (أو).

(أو) ما معناها في هذا البيت؟

(إلى): مثل: (لألزمنك أو تعطيني حقي)، لأستسهلن الصعب إلى أن أدرك المنى، يقول: سأركب الصعاب وأتجشم الأخطار مستهينا بها ومستسهلاً لها حتى أدرك المنى، إلى أن أصل إلى ما أتمناه ولن أتراجع عن ذلك.

ولو قلت: (لأقتلن الكافر أو يسلم)، هنا بمعنى (إلى) أو (إلاّ)؟

بمعنى (إلاّ) لأنها ما تصلح إلى أن يسلم!، إذا قتلته ما يمكن يسلم، انتهى الأمر، فهي المراد.

وما معناها في قول الشاعر:

وكـنت إذا غمزت قناة قوم كسرت كعوبها أو تستقيما

يقول: إنني آخذ الأمور بالجد، فأنا إذا غمزت قناة قوم أمعن في ذلك حتى أصل إلى

إحدى نتيجتين:

-إما أن أكسر الكعب.

- أو يستقيم الكعب.

يعني: ما في خيار،فهنا بمعنى (إلى) أو إلاّ؟

(إلى) ما تصلح هنا، كسرت كعوبها إلى أن تستقيم! إذا كسرها لا يمكن تستقيم، انتهى الأمر.

وإنما المراد: كسرت كعوبها إلاّ أن تستقيم، فإنه حينئذٍ يمتنع الكسر أو يتوقف.

هذه ثلاثة أحرف الآن مما تضمر (أن) بعده وجوباً:

- لام الجحود، (حتى)، (أو).

- الحرفان الأخيران -الفاء والواو- الحكم فيهما متقارب،فينصب بـ(أن) مضمرة وجوباً بعد فاء السببية أو واو المعية متى؟

إذا كانت (أن) هذه مضمرة وجوباً، أو إذا كانت الفاء هذه الظاهرة فاء السببية أو واو المعية مسبوقة بنفي محض أو طلب.

إذا سُبقت الفاء بنفي محض يعني خالص أو يعني غير مبطل بأي شيء آخر، أو سبقت بطلب، كلمة طلب إذا أطلقت ماذا تشمل؟

الطلب يشمل ماذا؟

- الأمر.

- والنهي.

-والدعاء.

-والتمني.

-والترجي.

- والتحضيض.

- والاستفهام.

-والعرض.

هذه أمور كلها تدخل تحت ما يسمى بالطلب، تجدون هذا موجوداً في مباحث البلاغة وفي غيرها.

هذه الثمانية وقبلها التاسع وهو النفي، إذا دخلت فاء السببية أو واو المعية على فعل المضارع وكانت مسبوقة بواحد من هذه التسعة:

إما نفي أو طلب -وتدخل تحته هذه الثمانية- فإن الفعل المضارع حينئذٍ يكون منصوباً بـ(أن) مضمرة وجوباً بعد فاء السببية أو بعد واو المعية.

نأخذ أمثلة عليها:

-النفي، كما في قوله تعالى: {لا يقضى عليهم فيموتوا} هنا (يموتوا) فعل مضارع منصوب بـ(أن) مضمرة وجوباً وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة وقد أضمرت (أن)؛ لأنها وقعت بعد فاء السببية المسبوقة بنفي وهو قوله: {لا يقضى عليهم}.

ومثال الطلب بأنواعه الثمانية:

أولها: الأمر، كما في قول الشاعر:

يا ناق سيري عنقاً فسيحاً إلى سـلــيـمـان فنسـتريـحا

يخاطب ناقته ويقول: سيري سيراً حثيثاً حتى نصل إلى سليمان فنحط رحالنا عنده؛ لأننا سنجد ما نؤمل هناك.

(يا ناق سيري): (سيري)هنا: فعل أمر وقعت بعده فاء السببية داخلة على فعل مضارع فنصبت هذا الفعل المضارع بـ(أن) مضمرة وجوباً وهو قوله:

(إلى سليمان فنستريحا)، (فنستريحا) هنا: (نستريح): فعل مضارع منصوب بـ(أن) مضمرة وجوباً بعد فاء السببية؛ لأنها سبقت بأمر حقيقي وهو قوله: (سيري).

-ومثال النهي، قوله تعالى: {ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي}(يحل): فعل مضارع منصوب بـ(أن) مضمرة وجوباً بعد فاء السببية، وقد سبقت بالنهي الحقيقي في قوله: {ولا تطغوا فيه}.

-والتحضيض، كما في قوله تعالى: {لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق}.

(فأصدق) هنا: فعل مضارع منصوب بـ(أن) مضمرة وجوباً بعد فاء السببية؛ لأنه سبق بالتحضيض في قوله:

(لولا): (لولا أخرتني)، يعني: هلاّ أخرتني إلى أجل قريب.

-والتمني، كما في قوله تعالى: {يا ليتني كنت معهم فأفوز}.

(فأفوز) هنا: الفعل المضارع منصوب بـ(أن) مضمرة وجوباً بعد فاء السببية؛ لأنه سبق بالتمني في قوله تعالى: {يا ليتني}.

- والترجي، كما في قوله تعالى: {لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع}(فأطلع) هنا: فعل مضارع منصوب بـ(أن) مضمرة وجوباً بعد فاء السببية؛ لأنه سبق بالترجي: (لعلي).

- ومثال الدعاء، قول الشاعر:

رب وفقـنـي فـلا أعدل عن سنن الساعين في خير سنن

(رب وفقني فلا أعدل)، هنا (أعدل): فعل مضارع منصوب بـ(أن) مضمرة بعد فاء السببية؛ لأنها سبقت بالدعاء في قوله: (رب وفقني).

-والاستفهام، كما في قول الشاعر:

هـل تـعـرفـون لـباناتـي فـأرجو أن تقضى فيرتد بعض الروح للجسد

يقول: هل أنتم فعلاً تعرفون حاجاتي التي جئت من أجلها، فأؤمل أن تقضى فيرجع بعض روحي إلى بعض جسدي؛ لأنها كاد يخرج بعضها من خوفي على أن لا يحقق ما أريد.

ففي قوله: (هل تعرفون لباناتي فأرجو أن)، (أرجو): فعل مضارع منصوب بـ(أن) مضمرة بعد الفاء؛ ولأنه سبق بالاستفهام بهل.

-والعرض، كما في قول الشاعر:

يا ابن الكرام ألا تدنو فتبصر ما قـد حـدثوك فما راء كمن سمع

(يا ابن الكرام ألا تدنو)، هذا العرض: (ألا)، (ألا تدنو فتبصر)، تبصر: فعل مضارع منصوب بـ(أن) مضمرة بعد فاء السببية؛ لأنه سبق بالعرض.

الفرق بين العرض والتحضيض:

-أن العرض: طلب برفق، (ألا): عرض خفيف.

-أما التحضيض: ففيه حث للمخاطب.

هذه شواهد وأمثلة على وقوع النصب بـ(أن) مضمرة وجوباً بعد فاء السببية ويماثلها أيضاً شواهد بعد واو المعية وإن كانت أنواع الطلب لم تسمع كلها بعد واو المعية، وإنما سمع منها شيء.

فنأتي إلى الواو سريعاً لنأخذ عليها أمثلة:

-وقوعها بعد النفي، كما في قوله تعالى: {ولما يعلم الله الذي جاهدوا منكم ويعلم الصابرين}.

{ويعلم الصابرين}: يعلم: فعل مضارع منصوب بـ(أن) مضمرة وجوباً بعد واو المعية؛ لأنها سبقت بنفي في قوله: {لما يعلم}، كما سيأتي معنا الآن في الجوازم أن (لما) حرف نفي وجزم.

- والتمني، كما في قوله تعالى: {يا ليتنا نرد ولا نكذب}.

(نكذب): فعل مضارع منصوب بـ(أن) مضمرة وجوباً بعد واو المعية؛ لأنها سبقت بالتمني بـ(ياليت).

-والاستفهام، كما في قول الشاعر:

ألم أك جاركم ويكونَ بيني وبـيـنـكم المودة والإخاء

(ألم أك جاركم): هنا استفهام تقريري، و(يكون): فعل مضارع منصوب بـ(أن) مضمرة وجوباً بعد واو المعية.

-والنهي، كما في البيت المشهور الذي ينسب لأبي الأسود الدؤلي:

لا تـنه عن خلق وتـأتـيَ مثله عار عليك إذا فعلت عظيم

(وتأتي) (تأتي): فعل مضارع منصوب بـ(أن) مضمرة وجوباً بعد واو المعية؛ لأنها سبقت بالنهي بـ(لا) الناهية: (لا تنه).

وتقول -هذا المثال المشهور-: لا تأكل السمك وتشرب اللبن، هذا المثال تجوز فيه ثلاثة أوجه.

ما توجيه الأوجه الثلاثة هذه؟

الشاهد الذي معنا أن تقول: (لا تأكل السمك وتشربَ اللبن)، (تشربَ): فعل مضارع منصوب بـ(أن) مضمرة وجوباً بعد واو المعية؛ لأنها سبقت بنهي،

(لا تأكل السمك)، فلو قلت: (لا تأكل السمك وتشربِ اللبن) بالجزم على أنها معطوفة على نية تكرار (لا) الناهية،

كأنك قلت له:(لا تأكل السمك ولا تشرب اللبن) يعني نهيته عنهما جميعاً، لم تنهه عن الجمع بينهما وسمحت له بأن يأخذهما على حدة، لا.

أنت تنهاه الآن من أن يقرب أي واحد منهما: لا تأكل السمك ولا تشرب اللبن، يعني: لا تقرب أي واحد منهما نهائيّاً، هذا هو توجيه الجزم.

ما توجيه الرفع فيقولك: (لا تأكل السمك وتشربُ اللبن)، ما توجيه الرفع؟

فيه نهي أو إباحة أو ماذا فيه؟حينما تقول: (لا تأكل السمك) هذا واضح أنه نهي، (وتشربُ اللبن) بالرفع، هل سمح له أو منع، سمح له الآن، كأنك قلت: لا تأكل السمك، ولكن لَكَ شرب اللبن، لا تأكل السمك واشرب اللبن، (لا تأكل السمك وتشربُ اللبن)، أي: وأنت تشربُ اللبن، لك شرب اللبن لكنك لا تأكل السمك.

فإذاً: (وتشرب اللبن)، إن قلت:(وتشربَ) فهو الشاهد الذي معنا، على أنها منصوب بـ(أن) مضمرة وجوباً بعد واو المعية، ويكون النهي حينئذٍ عن الجمع بينهما، أي: لا تجمع بين السمك واللبن فإنه مضر، ولذلك بعض الناس ربما صدّق هذا الأمر وأصبح إذا جلس على مائدة فيها سمك ولبن يترك واحداً منهما، مع أن هذا يبدو أنه ما هو بصحيح.

- ففي حالة النصب:الواو تكون للمعية والمراد لا تجمع بينهما.

- الجزم:نهي عن كل واحد منهما.

- الرفع:نهي عن الأول وإباحة للثاني.

هذه خلاصة النواصب وما يتعلق بها).

عبد العزيز بن داخل المطيري

#7

18 Dec 2008

العناصر

القسم الثالث من نواصب الفعل المضارع بواسطة (أن) المضمرة وجوباً وهي خمسة:

أولاً: لام الجحود
ضابطها: أن تسبق بكون ماض منفي: (ما كان)، و(لم يكن)
مثال1: قوله تعالى (وما كان الله ليعذبَهم)
مثال2: قوله تعالى: (لم يكن الله ليغفرَ لهم)
أحوال (أن) مع لام الجر
الحال الأولى: إذا سبقت بلام الجحود فهي مضمرة وجوباً
الحال الثانية: إذا سبقت بلام العاقبة أو الصيرورة أو الزائدة فهي مضمرة جوازاً

الحال الثالثة: إذا اقترن الفعل بـ(لا) النافية أو الزائدة وجب إظهار (أن)

مثال اقتران الفعل بـ(لا) النافية: قوله تعالى: (لئلا يكونَ)

خامساً: (أو)مثال اقتران الفعل بـ(لا) الزائدة: قوله تعالى: (لئلا يعلمَ أهل الكتاب)
أحوال الفعل المضارع إذا وقع بعد لام الجر:
الحال الأولى: جواز نصبه بـ(أن) مضمرة
إذا كانت هذه اللام لام التعليل أو لام العاقبة أو اللام الزائدة
الحال الثانية:وجوب نصبه بـ(أن) مضمرة
إذا كانت هذه اللام لام الجحود
الحال الثالثة: وجوب نصبه بـ(أن) مظهرة
وذلك إذا اقترن الفعل بـ(لا) النافية أو الزائدة
ثانياً: (حتى) وهي تفيد أحد شيئين:
1- الغاية (بمعنى إلى)
ضابط حتى الغائية: أنّ ما قبلها ينقضي بحصول ما بعدها
مثالها: قوله تعالى: (لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى)
2- التعليل (بمعنى كي)
ضابط حتى التعليلية: أنّ ما قبلها علة لحصول ما بعدها
مثالها: (أسلم حتى تدخل الجنة)
فائدة: (حتى) قد تأتي جارة
مثالها: قوله تعالى: (حتى مطلعِ الفجر)
ثالثاً: فاء السببية
ضابطها: أن يكون ما قبلها سبباً لما بعدها
رابعاً: واو المعية
شرط عمل (فاء السببية) و(واو المعية)
الشرط هو: أن تسبق بنفي محض أو طلب
معنى النفي المحض: غير المبطل بأي شيء
مثال (الفاء): قوله تعالى: (لا يقضى عليهم فيموتوا)
مثال (الواو): قوله تعالى: (ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلمَ الصابرين)
أنواع الطلب:
النوع الأول: الأمر
بيان معنى (الأمر): هو الطلب الصادر من المتكلم لمن هو دونه
مثاله: قول الشاعر: (يا ناقُ سيري عنقاً فسيحا إلى سليمان فنستريحا)
النوع الثاني: الدعاء
بيان معنى (الدعاء): هو الطلب الصادر من المتكلم لمن هو فوقه
مثاله: قول الشاعر: (رب وفقني فلا أعدلَ عن سنن الساعين في خير سنن)
النوع الثالث: النهي
مثال الفاء: قوله تعالى: (ولا تطغوا فيه فيحلَ عليكم غضبي)
مثال الواو: قول الشاعر: (لا تنهَ عن خلق وتأتيَ مثله عار عليك إذا فعلت عظيم)
النوع الرابع: الاستفهام
مثال الفاء: قول الشاعر: (هل تعرفون لباناتي فأرجوَ أن تقضى فيرتد بعض الروح والجسد)
مثال الواو: قول الشاعر: (ألم أكُ جاركم ويكونَ بيني وبينكم المودة والإخاء)
النوع الخامس: العرض
بيان معنى (العرض): الطلب بلين ورفق
مثاله:قول الشاعر: (يا ابن الكرام ألا تدنو فتبصر ما قد حدثوك فما راءٍ كمن سمعا)
النوع السادس: التحضيض
بيان معنى (التحضيض): هو الطلب بإزعاج وشدة
مثاله: قوله تعالى: (لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصَّدَّقَ)
الفرق بين (العرض) و(التحضيض)
يتفقان في كونهما طلبا
ويفترقان في كون العرْض برفق والتحضيض بشدة
النوع السابع: التمني
بيان معنى (التمني): طلب الأمر المستحيل أو ما فيه عسر
مثال الفاء: قول الشاعر: (ليت الكواكب تدنو لي فأنظمَها عقود مدح فما أرضى لكم كلمي)
مثال الواو: قوله تعالى: (يا ليتنا نرد ولا نكذبَ بآيات ربنا)
النوع الثامن: الرجاء
بيان معنى (الرجاء): طلب الأمر المحبوب قريب الحصول
مثاله: (لعلي أراجع الشيخ فيفهمَني المسألة)
فائدة: أنواع الطلب المذكورة تسمى مسألة الأجوبة الثمانية وجمعها بعضهم فقال:
مرْ وادعُ وانهَ وسلْ واعرضْ لحضهمُ تمنَّ وارجُ كذاك النفي قد كملا

خامساً: (أو)
شروط عمل (أو)
الشرط الأول: أن تكون بمعنى (إلا)
ضابطها: أن يكون ما بعدها ينقضي دفعة
مثالها: (لأقتلن الكافر أو يسلمَ)
الشرط الثاني: أن تكون بمعنى (إلى)
ضابطها: أن يكون ما بعدها ينقضي شيئاً فشيئاً
مثالها: (لأستسهلنَّ الصعب أو أدركَ المنى)
فائدة: الأوجه الجائزة في إعراب (تشرب) في قولهم: (لا تأكل السمك وتشرب اللبن):
الوجه الأول النصب: بأن مضمرة وجوباً على أنها واو المعية
معنى المثال على هذا الوجه: النهي عن الجمع بينهما
الوجه الثاني: الرفع
معنى المثال على هذا الوجه: النهي عن الأول وإباحة الثاني
الوجه الثالث: الجزم: على أنها معطوفة على نية تكرار (لا) الناهية
معنى المثال على هذا الوجه: النهي عن كل واحد منهما

عبد العزيز بن داخل المطيري

#8

18 Dec 2008

الأسئلة

س1: متَى تَنْصِبُ (أنْ) مضمرةً وجوباً؟
س2: مَا ضابطُ لامِ الجحودِ؟ ومثل لها.
س3: مَا معْنَى (حتى) النَّاصبةِ؟

س4: مَا هِيَ الأشْيَاءُ التي يجبُ أن يسبقَ واحدٌ منْهَا فاءَ السّببيَّةِ أو وَاوَ المعيَّةِ؟ مع التمثيل لما تذكر.