الدروس
course cover
2-ما يجزم فعلين
3 Nov 2008
3 Nov 2008

14357

0

0

course cover
الآجرومية

القسم الثاني

2-ما يجزم فعلين
3 Nov 2008
3 Nov 2008

3 Nov 2008

14357

0

0


0

0

0

0

0

2-ما يجزم فعلين

قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (وَإِنْ، وَمَا،ومَنْ، وَمَهْمَا، وَإِذْمَا، وَأَيٌّ، وَمَتَى، وَأَيَّانَ، وَأَيْنَ، وَأَنَّى، وَحَيْثُمَا، وَكَيْفَمَا، وَإِذَا في الشِّعْرِ خَاصَّة).

هيئة الإشراف

#2

7 Nov 2008

التحفة السنية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

المتن:

قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (وَإِنْ، وَمَا،ومَنْ، وَمَهْمَا، وَإِذْمَا، وَأَيٌّ، وَمَتَى، وَأَيَّانَ، وَأَيْنَ، وَأَنَّى، وَحَيْثُمَا، وَكَيْفَمَا، وَإِذَا في الشِّعْرِ خَاصَّة).


الشرح:

قال الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد (ت: 1392هـ): (وأمَّا القسمُ الثَّانِي:

- وهُوَ مَا يجزمُ فعلينِ،

ويُسَمَّى أوَّلُهمَا فِعْلَ الشّرطِ،

وثانيهمَا جوابَ الشّرطِ وجَزاءَهُ

- فهُوَ عَلَى أرْبَعَةِ أنواعٍ:

النّوعُ الأوَّلُ:حَرْفٌ باتِّفاقٍ.

والنّوعُ الثَّانِي: اسْمٌ باتِّفاقٍ.

والنّوعُ الثَّالثُ: حَرْفٌ عَلَى الأصحِّ.

والنّوعُ الرَّابعُ: اسْمٌ عَلَى الأصحِّ.

أمَّا النّوعُ الأوَّلُ:

فهُوَ (إِنْ) وحدَهُ، نحْوُ (إِنْ تُذَاكِرْ تَنْجَحْ):

فَإِنْ: حَرْفُ شرطٍ جازمٌ باتِّفاقِ النّحاةِ،

يجزمُ فعليْنِ: الأوَّلُ فِعْلُ الشّرطِ، والثَّانِي جوابُهُ وجزاؤُهُ،

و (تُذَاكِرْ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ فِعْلُ الشّرطِ مَجْزُومٌ بإنْ وعَلامَةُ جَزْمِهِ السُّكونُ، وفاعلُهُ ضميرٌ مستترٌ فيهِ وجوباً تقديرُهُ أنتَ.

و (تَنْجَحْ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ جوابُ الشّرطِ وجزاؤُهُ، مَجْزُومٌ بإنْ، وعَلامَةُ جَزْمِهِ السُّكونُ، وفاعلُهُ ضميرٌ مستترٌ فيهِ وجوباً تقديرُه أنتَ.

وأمَّا النّوعُ الثَّانِي:

- وهُوَ المتَّفقُ عَلَى أنَّهُ اسمٌ- فتسعةُ أسماءٍ، وَهِيَ:

مَنْ، وَمَا، وَأَي، وَمَتى، وَأَيَّانَ، وَأَيْنَ، وَأَنَّى، وَحَيْثُمَا، وَكَيْفَمَا.

-فمِثالُ (مَنْ) قوْلُكَ: (مَنْ يُكْرِمْ جَارَهُ يُحْمَدْ) و(مَنْ يُذَاكِرْ يَنْجَحْ)

وقولُهُ تعالَى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ}.

-ومِثالُ (ما) قوْلُكَ: (مَا تَصْنَعْ تُجْزَ بِهِ) و(مَا تَقْرَأْ تَسْتَفِدْ مِنْهُ)

وقوله تعالى: {مَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُم}.

-ومِثالُ (أي) قوْلُكَ: (أَيَّ كِتَابٍ تَقْرَأْ تَسْتَفِدْ مِنْهُ)،

وقوله تعالى: {أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى}.

-ومِثالُ (مَتَى) قوْلُكَ: (مَتَى تَلْتَفِتْ إِلَى وَاجِبِكَ تَنَلْ رِضَا رَبِّكَ)، وقولُ الشَّاعرِ:

أَنـَا ابـْنُ جَلاَ وَطَلاّعُ الثَّنـَايَا مَتَى أَضَعِ العِمَامَةَ تَعْرِفُونِي

-ومِثالُ (أَيَّانَ) قوْلُكَ: (أَيَّانَ تَلْقَنِي أُكْرِمْكَ)، وقولُ الشَّاعرِ:

فَأَيَّانَ مَا تَعْدِلْ بِهِ الرِّيِحُ تَنْزِلِ

-ومِثالُ (أَيْنَمَا) قوْلُكَ: (أَيْنَمَا تَتَوَجَّهْ تَلْقَ صَدِيقاً)

وقولُهُ تعالَى: {أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ} وقوله: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ المَوْتُ}.

-ومِثالُ: (حَيْثُمَا) قولُ الشَّاعرِ:

حَيْثُمَا تَسْتَقِمْ يُقَدِّرْ لَكَ اللَّ هُ نـَجَاحاً فِي غَابِرِ الأَزْمَانِ

- ومِثالُ (كَيْفَمَا) قوْلُكَ: (كَيْفَمَا تَكُنِ الأُمَّةُ يَكُنِ الوُلاَةُ) و(كَيْفَمَا تَكُنْ نِيَّتُكَ يَكُنْ ثَوَابُ اللَّهِ لَكَ).

ويُزادُ عَلَى هذِهِ الأسْمَاءِ التّسعةِ (إِذَا) فِي الشِّعرِ كمَا قالَ المؤلِّفُ، وذلكَ ضرورةٌ نحْوُ قوْلِ الشَّاعرِ:

اسـْتَغْنِ مَا أَغْنَاكَ رَبُّكَ بِالغِنَى وَإِذَا تُصِبْكَ خَصَاصَةٌ فَتَجَمَّلِ

وأمَّا النّوعُ الثَّالثُ:

- وهُوَ مَا اختُلِفَ فِي أنَّهُ اسْمٌ أوْ حَرْفٌ، والأصحُّ أنَّهُ حَرْفٌ- فذلكَ حَرْفٌ واحدٌ وهُوَ (إِذْمَا) ومِثَالُهُ قولُ الشَّاعرِ:

وَإِنَّكَ إِذْمَا تَأْتِ مَا أَنْتَ آمِرٌ بـِهِ تـُلـفِ مـَنْ إِيَّاهُ تـَأْمُرُ آتـِيَا

وأمَّا النّوعُ الرَّابعُ:

- وهُوَ مَا اختُلِفَ فِي أنَّهُ اسْمٌ أوْ حَرْفٌ، والأصحُّ أنَّهُ اسمٌ- فذلكَ كلِمَةٌ واحدةٌ، وَهِيَ (مَهْمَا) ومِثَالُهَا قولُهُ تعالَى: {وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنينَ} وقولُ الشَّاعرِ:

وَإِنَّكَ مـَهـْمــَا تُعْطِ بَطْنـَكَ سُؤْلَهُ وَفَرْجَكَ نَالاَ مُنْتَهَى الذَّمِّ أَجْمَعَا).

هيئة الإشراف

#3

7 Nov 2008

حاشية الآجرومية للشيخ: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم

المتن:

قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (وَإِنْ، وَمَا(1)، وَمَنْ، وَمَهْمَا(2)، وَإِذْ مَا(3)، وَأَيٌّ، وَمَتَى(4)، وَأَيَّانَ(5)، وَأَيْنَ، وَأَنَّى(6)، وَحَيْثُمَا(7)، وَكَيْفَمَا، وَإِذَا(8) في الشِّعْرِ خَاصَّة).


الشرح:

قال الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي (ت: 1392هـ): ( (1) إنْ بكسرِ الهمزةِ، وسكونِ النُّونِ، وهي: أوَّلُ ما يجزمُ فعلينِ،
وهو على أربعةِ أقسامٍ:
-قسمٍ حرفٌ باتِّفاقٍ، وهو: إن.
- وحرفٌ على الصَّحيحِ، وهو: إذما.
-واسمٌ على الأصحِّ، وهو: مهما.
-وبقيَّةُ الأدواتِ أسماءٌ.
بدأََ بإن الشَّرطيَّةِ، وهي أمُّ البابِ، وتجزمُ المضارعَ لفظًا، والماضيَ محلاًّ، وتقلبُهُ إلى الاستقبالِ، عكسَ لم،
نحو: {إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ}، ونحو: (إن قامَ زيدٌ قمتُ).
وثنَّى بما الشَّرطيَّةِ، نحو: {وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ}.

(2) فَمَنْ: اسمُ شرطٍ جازمٌ، نحو: {مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}.

ومهما: اسمُ شرطٍ جازمٍ، كما في قولِهِ تعالى: {وَقَالُواْ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ}.

(3) إذ ما: حرفُ شرطٍ جازمٌ، كقولِ الشَّاعرِ:

وإنَّكَ إذ ما تأتِ ما أنتَ آمرٌ بـهِ تـُلـْفِ مـن إيَّاهُ تـأمـرُ آتـيَا

(4) فأي: اسمُ شرطٍ جازمٌ، نحو قولِهِ: {أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}.

و(متى): اسم شرطٍ جازمٌ، نحو قولِهِ: متى أضعِ العمامةَ تعرفُونِي

(5) فأيـَّانَ: بفتحِ الهمزةِ اسمُ شرطٍ جازمٌ، نحو قولِهِ: فأيَّانَ ما تعدلْ به الرِّيحُ تنزلِ

(6) وأينَ: اسمُ شرطٍ جازمٌ، نحو: {أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ}.

وأنَّى: بفتحِ الهمزةِ والنُّونِ المشدَّدةِ، نحو قولِهِ: فأصبحْتَ أنَّى تأتِهَا تستجِرْ بها تجـدْ حطبًا

جزلاً ونارًا تـأجَّجَا

(7) فحيثما: اسمُ شرطٍ، نحو قولِهِ: حيثما تستقمْ يقدِّرْ لك اللهُ نجاحًا في غابرِ الأزمانِ

وكيفما: اسمُ شرطٍ، نحو: (كيفمَا تجلسْ أجلسْ)، والجزمُ بها مذهبٌ كوفيٌّ، ممنوعٌ عندَ البصريِّينَ، وقالَ بعضُ الشُّرَّاحِ: لم أجدْ لها بعدَ الفحصِ من كلامِ العربِ شاهدًا.

(8) إذا: زيادةٌ على الثَّمانيةَ عشرَ، ولا تجزمُ إلا في الشِّعرِ، قالَ الشَّاعرُ:

وإذا تُصِبْك خصاصةٌ فتحمَّلِ).

هيئة الإشراف

#4

7 Nov 2008

حاشية الآجرومية للشيخ: عبد الله العشماوي الأزهري

المتن:

قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (وَإِنْ(1)، وَمَا(2)، ومَنْ(3)، وَمَهْمَا(4)، وَإِذْمَا(5)، وَأَيٌّ(6)، وَمَتَى(7)، وَأَيَّانَ(8)، وَأَيْنَ(9)، وَأَنَّى(10)، وَحَيْثُمَا(11)، وَكَيْفَمَا(12)، وَإِذَا في الشِّعْرِ خَاصَّة(13) ).


الشرح:

قال الشيخ عبد الله العشماوي الأزهري: ( (1) قوله: (وإنْ) إلخ،

لمَّا ذكرَ ما يجزمُ فعلا واحدا، أخذ يتكلَّمُ على ما يجزمُ فعلين، وبدأ بإِنْ وهي حرفٌ باتّفاقٍ.

واعلمْ أنَّ ما يجزمُ فعلين أقسامٌ أربعةٌ:
-ما هو حرفٌ باتّفاقٍ، وهو (إنْ).
-وما هو حرفٌ على الصَّحيحِ، وهو إذْما.
-وما هو اسمٌ على الأصحِّ، وهو مهما.
-وبقيَّةُ الأدواتِ أسماء.
-مثالُ (إنْ): كما في قولِهِ تعالى: {إنْ أحسنتُمْ أحسنتُمْ لأنفسِكُم}، وتقولُ في إعرابِهِ:
إن: حرفُ شرطٍ جازمٌ يجزمُ فعلين الأوَّلُ فعلُ الشَّرطِ والثَّاني جوابُهُ وجزاؤه.
أحسنْ: فعلُ الشَّرطِ وهو ماضٍ محلُّهُ جزمٌ، والتَّاءُ ضميرُ المخاطبِ فاعلٌ، والميمُ علامةُ الجمعِ.
وأحسنتُم:الثَّاني في محلِّ جزم جوابُ الشّرطِ، فالشَّرطُ والجوابُ ماضيان في هذا المثالِ.
وتارةً يكونان مضارعين كما في قولِهِ تعالى: {وإن تعودُوا نَعُدْ}:

إن: حرفُ شرطٍ جازمٌ يجزمُ فعلين الأوَّلُ فعلُ الشَّرطِ، والثَّاني جوابُهُ وجزاؤه.

تعودوا: فعلٌ مضارعٌ فعلُ الشَّرطِ مجزومٌ بإنْ، وجزمُهُ حذفُ النّونِ.

وقولُهُ: نَعُدْ: جوابُ الشَّرطِ مجزومٌ، وجزمُهُ السّكونُ وهو فعلٌ مضارعٌ.

وتارةً يكونان مختلفين بأن يكونَ الأوَّلُ ماضيًا مثلاً والثَّاني مضارعًا كما في قولِهِ تعالى: {مَنْ كانَ يريدُ حرثَ الآخرةِ نزِدْ له في حَرْثِهِ}:

فكان: فعلُ الشّرطِ في محلِّ جزمٍ بِمَنْ الشّرطيَّةِ.

وقولُهُ: نَزِدْ: فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ جوابُ الشّرطِ.

أو يكونُ الأوَّلُ مضارعًا والثَّاني ماضيًا كقولِكَ: (إن يُصلحْ زيدٌ عملَهُ غفرَ اللهُ له).

(2) قوله: (وما): مثالُهُ قولُهُ تعالى: {وما تفعلوا من خيرٍ يعلمْهُ اللهُ}:

فما: اسمُ شرطٍ جازمٌ.

وتفعلوا: فعلُ الشَّرطِ مجزومٌ وجزمُهُ حذفُ النّونِ، والواو فاعلٌ.

من خيرٍ: جارٌّ ومجرورٌ متعلّقٌ بـ(تفعلوا).

ويعلمْ: فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ لأنَّه جوابُ الشَّرطِ، وعلامةُ جزمِهِ السّكونُ، والهاءُ مفعولٌ به في محلِّ نصبٍ.

واللهُ: فاعلٌ.

وهذا أعني ما ذُكِرَ في هذه الآيةِ من أنَّ اللهَ يعلمُ الخيرَ من بابِ الاكتفاءِ كما في قولِهِ تعالى: {سرابيلَ تقيكُمُ الحرَّ} أي: والبردَ،

وكما في قولِهِ تعالى: {لا يرَوْنَ فيها شمسًا} أي: ولا قمرًا، فهو من بابِ الاكتفاءِ بذكرِ أحدِ الشّيئين.

واعلمْ أنَّ (ما) وُضِعَتْ في الأصلِ لما لا يعقلُ كما في قولِهِ تعالى: {إنَّكم وما تعبدونَ من دونِ اللهِ}فما واقعةٌ على الأصنامِ وهي غيرُ عاقلةٍ، وقد تُستعمَلُ في العاقلِ كما في قولِهِ تعالى: {فانكحُوا ما طابَ لكم من النّساءِ}.

(3) قوله:(ومن): هي موضوعةٌ للعاقلِ، ومثالُهُ قولُهُ تعالى: {من يعملْ سوءاً يُجزَ به} وإعرابُهُ:

مَنْ: اسمُ شرطٍ جازمٌ.

ويعملْ: فعلُ الشّرطِ مجزومٌ بمَنْ، وجزمُهُ السّكونُ، والفاعلُ مستترٌ جوازًا تقديرُهُ هو عائدٌ على مَنْ.

وسوءًا: مفعولٌ به منصوبٌ بفتحةٍ.

ويجزَ: جوابُ الشَّرطِ مجزومٌ، وجزمُهُ حذفُ الألفِ.

وقد تُستعملُ لغيرِ العاقلِ كقولِ الشَّاعرِ:

أسربَ القطا هل مَنْ يعيرُ جناحَهُ لعـلــِّي إلـــى مـَنْ قـد هويتُ أطيرُ

والشَّاهد في (مَنْ) الأولى في البيتِ.

(4) قوله: (ومهما): كما في قولِهِ تعالى: {مهما تأتِنَا به من آيةٍ لتسحرَنَا بها فما نحنُ لك بمؤمنين}:

فمهما:اسمُ شرطٍ جازمٌ.

وتأتِ: فعلُ الشَّرطِ مجزومٌ بحذفِ الياءِ، والفاعلُ مستترٌ وجوبًا تقديرُهُ أنت، ونا: مفعولٌ في محلِّ نصبٍ.

ومن آيةٍ: بيانٌ لمهما.

وقولُهُ: {فما نحنُ لك بمؤمنينَ}: جملةٌ في محلِّ جزمٍ جوابُ الشّرطِ.

(5) قوله: (وإذما): كما في قولِ الشّاعرِ:

وإنَّك إذ ما تأتِ ما أنت آمرٌ بـه تـُلـْفِ مـن إيَّاهُ تـأمـرُ آتـيا

فـ(إذ ما): حرفُ شرطٍ جازمٌ.

وتأتِ: فعلُ الشَّرطِ مجزومٌ بحذفِ الياءِ، والفاعلُ مستترٌ.

وقولُهُ: (تُلفِ): جوابُ الشَّرطِ مجزومٌ بحذفِ الياءِ، ومعناه تجدْ، والفاعلُ مستترٌ وجوباً تقديرُهُ أنت، ومَنْ: مفعولٌ في محلِّ نصبٍ.

(6) قوله: (وأيّ): نحو قولِهِ تعالى: {أيًّا مّا تدعوا فلَهُ الأسماءُ الحسنى}:

فأيًّا: اسمُ شرطٍ جازمٌ يجزمُ فعلين، الأوَّلُ فعلُ الشَّرطِ والثَّاني جوابُهُ وجزاؤه،

وما: صلةٌ،

وتدعوا: فعلُ الشّرطِ مجزوم، وجزمُهُ حذفُ النّونِ، والواو فاعلٌ،

وأيًّا: مفعولٌ به، فأيًّا عاملُ الجزمِ في تدعوا، وهو عاملٌ فيه النَّصبُ على المفعوليّةِ.

وقولُهُ:{فلَهُ الأسماءُ الحسنى}:

الفاءُ: رابطةٌ للجوابِ.

وله: جارٌّ ومجرورٌ خبرٌ مقدّمٌ.

والأسماءُ: مبتدأ مؤخَّرٌ، والحسنى: وصفٌ للأسماءِ مرفوعٌ بضمَّةٍ مقدّرةٍ على الألفِ اللفظيَّةِ، والجملةُ في محلِّ جزمِ جوابِ الشّرطِ.

(7) قوله: (ومتى): ومثالُهُ قولُ الشّاعرِ: متَى أَضَعِ العمامةَ تَعْرِفُوني

فمتى: اسمُ شرطٍ جازمٌ.

وأضعُ: فعلُ الشّرطِ مجزومٌ بمتى، وجزمُهُ السّكونُ وحُرّكَ بالكسرةِ للتّخلّصِ من التقاءِ السّاكنين، والفاعلُ مستترٌ وجوباً تقديرُهُ أنا.

والعمامةَ: مفعولٌ به منصوبٌ، ونصبُهُ فتحةٌ ظاهرةٌ في آخرِهِ.

وقولُهُ: تعرفوني: جوابُ الشّرطِ مجزومٌ، وجزمُهُ حذفُ نونِ الرّفعِ، والنّونُ الموجودةُ نونُ الوقايةِ، والياءُ مفعولٌ به في محلِّ نصبٍ وأصلُهُ: تعرفونني.

(8) قوله: (وأيَّانَ): كما في قولِ الشّاعرِ: 

فأيّانَ ما تعدلْ بهِ الرّيحُ تنزلِ

فأيَّانَ: اسمُ شرطٍ جازمٌ، وما زائدةٌ.

وتعدلْ: فعلُ الشّرطِ مجزومٌ، وجزمُهُ السّكونُ، و(به) متعلّقٌ بـ(تعدلْ).

والرّيحُ: فاعلٌ، وتنزلِ: جوابُ الشّرطِ مجزومٌ، وجزمُهُ السّكونُ، وحُرِّكَ بالكسرةِ لأجلِ القافيةِ.

(9) قوله: (وأين): ومثالُهُ قولُهُ تعالى: {أينما تكونوا يدركْكُمُ الموتُ}:

فأين: اسمُ شرطٍ جازمٌ، وما: صلةٌ.

وتكونوا: فعلُ الشّرطِ مجزومٌ وجزمُهُ حذفُ النّونِ، والواو فاعلٌ.

يدركْكُمُ: جوابُ الشّرطِ مجزومٌ، وجزمُهُ سكونُ الكافِ الأولى، والكافُ الثّانيةُ مفعولٌ به في محلِّ نصبٍ، والميمُ حرفٌ دالّ على الجمعيَّةِ.

والموتُ: فاعلُ يدركْ.

(10) (وأنَّى): كما في قولِ الشّاعرِ: 

فأصبحتَ أنّى تأتِهَا تَسْتَجِرْ بها تجدْ حطبًا جزلا ونارًا تـأجَّجَا

فقوله: أنَّى: اسمُ شرطٍ جازمٌ.

وتأتِ: فعلُ الشّرطِ مجزومٌ بأنَّى وجزمُهُ حذفُ الياءِ، والفاعلُ مستترٌ وجوباً تقديرُهُ أنت، والهاءُ مفعولٌ في محلِّ نصبٍ.

وتستجرْ: بدلٌ من تأتِ، وبدلُ المجزومِ مجزومٌ، وجزمُهُ السّكونُ.

وقولُهُ تجدْ: جوابُ الشّرطِ مجزومٌ، وجزمُهُ السّكونُ، والفاعلُ مستترٌ وجوبا وتقديرُهُ أنت، وحطبًا: مفعولٌ به منصوبٌ بفتحةٍ ظاهرةٍ.

وجزلا: صفةٌ لحطبًا منصوبٌ بفتحةٍ ظاهرةٍ.

وناراً: الواو حرفُ عطفٍ، ناراً معطوفٌ على حطباً وهو منصوبٌ بفتحةٍ ظاهرةٍ.

وتأجّجا: فعلٌ مضارعٌ مبنيٌّ على الفتحِ لاتّصالِهِ بنونِ التّوكيدِ المنقلبةِ ألفا في الوقفِ.

(11) قوله: (وحيثما): كما في قولِ الشّاعرِ: حيثما تستقمْ يقدّرْ لك الل هُ نجـاحـًا في غابرِ الأزمانِ

أي: في الأزمنةِ المستقبلةِ.

فحيثما: اسمُ شرطٍ جازمٌ.

وتستقمْ: فعلُ الشّرطِ مجزومٌ وجزمُهُ السّكونُ.

ويقدّرْ: جوابُ الشّرطِ مجزومٌ، وجزمُهُ السّكونُ.

ولك: جارٌّ ومجرورٌ متعلّقٌ بيقدّرْ.

واللهُ: فاعلٌ.

وقولُهُ: في غابرِ الأزمانِ: جارٌّ ومجرورٌ متعلّقٌ بنجاحاً، ونجاحًا: مفعولٌ به منصوبٌ، ونصبُهُ فتحةٌ ظاهرةٌ في آخرِهِ.

(12) قوله: (وكيفما): كما تقولُ: كيفما تجلسْ أجلسْ.

فكيفما: اسمُ شرطٍ جازمٌ.

وتجلسْ: فعلُ الشّرطِ مجزومٌ، وجزمُهُ السّكونُ.

وأجلسْ: جوابُ الشّرطِ مجزومٌ وجزمُهُ السّكونُ.

(13) قوله: (وإذا في الشّعر خاصّة): كما في قولِ الشّاعرِ: وإذا تصبْكَ خصاصةٌ فتحمَّلِ

فإذا: اسمُ شرطٍ جازمٌ.

وتصبْ: فعلُ الشّرطِ مجزومٌ وجزمُهُ السّكونُ.

وخصاصةٌ: فاعلُ تصبْ، والكافُ مفعولُهُ.

وقوله فتحمَّلِ: الفاءُ رابطةٌ للجوابِ،

وتحمَّلِ: فعلُ أمرٍ مبنيٌّ على السّكونِ حُرّكَ بالكسرةِ لأجلِ القافيةِ، والجملةُ جوابُ الشّرطِ والفاعلُ مستترٌ وجوبا تقديرُهُ أنت.

قال الشّيخُ خالدٌ: وإنَّما عملتْ (إذا) حملاً على (متى)، كما أُهْمِلَت (متى) حملاً على (إذا) كقولِ عائشةَ -رضيَ اللهُ عنها- ((إنَّ أبا بكرٍ رجلٌ أسيفٌ، وإنَّه متى يقومُ مقامَكَ لا يُسمِعُ النّاسِ)).

رواه ابنُ الجوزيِّ في (جامعِ المسانيدِ) ).

هيئة الإشراف

#5

7 Nov 2008

شرح الآجرومية للشيخ: حسن بن علي الكفراوي


قال الشيخ حسن بن علي الكفراوي الأزهري الشافعي (ت: 1202هـ): (ثم لَمَّا فَرَغَ مما يَجْزِمُ فعلاً واحدًا -وكلُّها حروفٌ-
أخَذَ يَتَكَلَّمُ علَى ما يَجْزِمُ فعلينِ، وكلُّها أسماءٌ إلا إن وإذما فهما حَرفانِ فقالَ:
(وإن): الواوُ: حرفُ عطفٍ.

إن: معطوفٌ علَى لم مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.

يَعْنِي:

أنَّ الأوَّلَ مِمَّا يَجْزِمُ فعلينِإنْ وهي حرفٌ يَجْزِمُ المضارِعَ لفظًا والماضيَ مَحَلاًّ، ويَقْلِبُ معنَى الماضي للاستقبالِ عكسَ لم، والمجزومانِ بها:

إمَّا مُضارعانِ

نحوُ: (إنْ يَقُمْ زيدٌ يَقُمْ عمرٌو)، وإعرابُه:

إنْ:حرفُ شرْطٍ جازمٌ يَجْزِمُ فعلينِ: الأوَّلُ فعلُ الشرْطِ، والثاني جوابُه وجزاؤُه.

يَقُمْ: فعْلٌ مُضارِعٌ مَجْزومٌ بـإنْ فِعْلُ الشرْطِ وعَلامةُ جَزْمِهِ السُّكونُ.

وزيدٌ: فاعِلٌ مرْفُوعٌ بالضمَّةِ الظاهِرَةِ.

يَقُمْ الثاني:فعلٌ مضارِعٌ أيضًا مَجزومٌ بـأَنْ جوابُ الشرْطِ، وعَلامةُ جَزْمِهِ السُّكونُ.

وعَمْرٌو: فاعِلٌ مرْفُوعٌ، وَعَلامةُ رفْعِه ضمَّةٌ ظاهِرةٌ في آخِرِه.

وَإمَّا ماضيانِ،

نحوُ: (إنْ قامَ زيدٌ قامَ عمرٌو)، وإعرابُه: كما تَقَدَّمَ، إلا أنك تقولُ في قامَ: فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ علَى الفتحِ في مَحَلِّ جَزْمٍ بـإنْ فِعْلُ الشرطِ، وكذلك في جوابِه.

أو يكونُ الأوَّلُ مُضارِعًا والثاني ماضِيًا،

نحوُ: (إنْ يَقُمْ زيدٌ قامَ عمرٌو).

أو الأوَّلُ ماضيًا والثاني مضارِعًا،

نحوُ: (إنْ قامَ زيدٌ يَقُمْ عمرٌو).

وإعرابُ الْمِثالينِ كما مَرَّ في نَظيرِهما.

(وما): الواوُ: حرفُ عطفٍ،

ما: معطوفٌ علَى لم مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.

يعني:

أنَّ الثانِيَ مِمَّا يَجْزِمُ فِعلينِ ما، وهي في الأصلِ مَوضوعةٌ لِمَا لا يَعْقِلُ، ثم ضُمِّنَتْ معنَى الشرطِ فجَزَمَتْ، نحوُ قولِه تعالَى: {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ}، وإعرابُه:

الواوُ:للاسْتِئنافِ.

ما: اسمُ شرطٍ جازمٌ مفعولٌ به مُقَدَّمٌ لـتَفْعَلُوا مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في محلِّ نصبٍ.

وتَفعلوا: فعْلٌ مُضارِعٌ مَجْزومٌ بـ ما فِعْلُ الشرطِ وعلامةُ جَزْمِه حَذْفُ النونِ.

والواوُ: فاعلٌ.

ومِن خَيْرٍ: جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بمحذوفٍ بيانٌ لِـمَا.

يَعْلَمْ: فعلٌ مُضارعٌ مَجزومٌ بـ ما جوابُ الشرطِ، وعَلامةُ جَزْمِهِ السُّكونُ،

والهاءُ: مفعولٌ به مَبْنِيٌّ علَى الضَّمِّ في محلِّ نصبٍ،

واللهُ: فاعِلٌ مرْفُوعٌ بالضمَّةِ الظاهِرَةِ.

(ومَن):الواوُ: حرفُ عطفٍ.مَن: معطوفٌ علَى لم مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.

يَعْنِي:

أنَّ الثالثَ مما يَجْزِمُ فعلينِمَن وهي في الأصلِ موضوعةٌ لِمَنْ يَعْقِلُ ثم ضُمِّنَتْ معنَى الشرْطِ فجَزَمَتْ، نحوُ قولِه تعالَى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}وإعرابُه:

مَن:اسمُ شرطٍ جازمٌ مُبتدأٌ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ،

ويَعملْ: فعْلٌ مُضارِعٌ مَجْزومٌ بِـمَن فِعْلُ الشرطِ، وعَلامةُ جَزْمِهِ السُّكونُ.

والفاعِلُ: مُسْتَتِرٌ جوازًا تقْدِيرُه هو يعودُ علَى مَن.

والجملةُ مِن الفعلِ والفاعلِ في مَحَلِّ رَفْعٍ خبرُ المبتدأِ وهو مَن.

وسُوءًا: مفعولٌ به منصوبٌ بالفتحةِ الظاهرةِ.

يُجْزَ: فعلٌ مضارِعٌ مَبْنِيٌّ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فاعلُه مجزومٌ بِـ مَن وعلامةُ جَزْمِه حَذْفُ الألِفِ، والفتحةُ قَبْلَها دليلٌ عليها، ونائبُ الفاعلِ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ جوازًا تقديرُه هو يعودُ علَى مَن، وبه: جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـيُجْزَ.

(ومَهْمَا): الواوُ: حرفُ عطفٍ.مهما: معطوفٌ علَى لم مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رفعٍ.

يَعْنِي:

أنَّ الرابعَ مِمَّا يَجْزِمُ فِعلينِ مَهْمَا وهي في الأصلِ مَوضوعةٌ لِمَا لا يَعْقِلُ، مثلُ ما، ثُمَّ ضُمِّنَتْ معنَى الشرْطِ فجَزَمَتْ، نحوُ قولِه تعالَى: {مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ} وإعرابُه:

مَهْمَا: اسمُ شرطٍ جازمٌ مبتدأٌ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ،

وتأتِ: فعْلٌ مُضارِعٌ مَجْزومٌ بـ مهما فعلُ الشرطِ وعلامةُ جزمِه حذفُ الياءِ والكسرةُ قَبْلَها دليلٌ عليها، والفاعلُ مُسْتَتِرٌ وُجوبًا تقديرُه أنت،

ونا: مفعولٌ به مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في محلِّ نصبٍ.

والجملةُ مِن الفعلِ والفاعلِ في مَحَلِّ رَفْعٍ خبرُ المبتدأِ وهو مهما.

وبه: جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـ تَأْتِ.

ومِن آيةٍ: جارٌّ ومجرورٌ بيانٌ لِـمَهْمَا في محلِّ نصبٍ علَى الحالِ مِن الهاءِ في به، واللامُ لامُ كي.

وتَسْحَرَ: فعلٌ مضارِعٌ منصوبٌ بـأنْ مُضْمَرَةٍ جوازًا بعدَ لامِ كي، وعلامةُ نَصْبِه الفتحةُ الظاهرةُ، والفاعلُ مُسْتَتِرٌ وُجوبًا تقديرُه أنتَ.

ونا: مفعولٌ به مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في محلِّ نصبٍ.

وبها: جارٌّ مجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـتَسْحَرَ، والفاءُ من فما واقعةٌ في جوابِ مَهْمَا، وما.

نافيةٌ، فإنْ جَعَلْتَ ما حِجازيَّةً عَمِلَتْ عملَ ليسَ مِن رَفْعِ الاسمِ ونَصْبِ الخبرِ.

ونحنُ: اسْمُها مَبْنِيٌّ علَى الضَّمِّ في مَحَلِّ رَفْعٍ.

ولكَ: جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بمؤمنينَ.

وبمؤمنينَ: الباءُ: حرفُ جرٍّ زائدٌ.

ومؤمنينَ: خَبَرُ ما مَنصوبٌ وعلامةُ نَصْبِه ياءٌ مُقَدَّرَةٌ في آخِرِه مَنَعَ مِن ظُهورِها اشتغالُ المَحَلِّ بالياءِ المجلوبةِ لأَجْلِ حرفِ الجرِّ الزائدِ.

وإنْ جَعَلْتَ ما تَميميَّةً كانتْ غيرَ عاملةٍ.

ونحن: مُبتدأٌ مَبْنِيٌّ علَى الضَّمِّ في مَحَلِّ رَفْعٍ.

وبمؤمنينَ: الباءُ: حرفُ جرٍّ زائدٌ.

ومؤمنينَ: خبرُ المبتدأِ مَرفوعٌ بواوٍ مُقَدَّرَةٍ في آخِرِه مَنَعَ مِن ظُهورِها اشتغالُ المَحَلِّ بالياءِ المجلوبةِ لأجْلِ حرفِ الجرِّ الزائدِ.

والجملةُ مِن ما واسْمِها وخَبَرِها علَى الأوَّلِ، ومِن المبتدأِ والخبرِ علَى الثاني، في مَحَلِّ جَزْمٍ جوابُ الشرطِ.

(وإذْمَا): الواوُ: حرفُ عطفٍ.

إذما: معطوفٌ علَى لم مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.

يَعْنِي:أنَّ الخامسَ مِمَّا يَجْزِمُ فعلينِإذما، وهي موضوعةٌ للدَّلالةِ علَى تَعليقِ الجوابِ علَى الشرطِ كان، ولذا كانتْ حَرْفًا علَى الأَصَحِّ كقولِ الشاعرِ:

وإنَّك إذْما تَأْتِ ما أنتَ آمِرٌ بـه تـُلـْفِ مـَن إيَّاهُ تـَأْمُرُ آتـِيًا

وإعرابُه:

وإنك: الواوُ: بِحَسَبِ ما قَبْلَها.

وإنَّ: حرفُ توكيدٍ ونَصْبٍ تَنْصِبُ الاسمَ وتَرْفَعُ الخبرَ.

والكافُ: اسْمُها مَبْنِيٌّ علَى الفتحِ في محلِّ نصبٍ.

وإذْما:حَرْفُ شرطٍ جازمٌ يَجْزِمُ فعلينِ، الأوَّلُ فِعْلُ الشرطِ، والثاني جوابُه وجزاؤُه.

وتأتِ: فعْلٌ مُضارِعٌ مَجْزومٌ بـإذْما فِعْلُ الشرطِ، وعلامةُ جزمِه حذْفُ الياءِ والكسرةُ قبلَها دليلٌ عليها، والفاعِلُ مُسْتَتِرٌ وُجوبًا تقديرُه أنت.

وما: اسمٌ موصولٌ بمعنَى الذي مفعولٌ به لـتأتِ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في محلِّ نصبٍ.

وأنْ مِن أنتَ ضميرٌ مُنْفَصِلٌ مبتدأٌ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.

والتاءُ:حرفُ خِطابٍ لا مَحَلَّ لها مِن الإعرابِ.

آمِرٌ: خَبَرُ المبتدأِ مَرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهِرَةِ.

وبه: الباءُ: حرفُ جرٍّ.

والهاءُ: ضميرٌ عائدٌ علَى ما مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ جَرٍّ.

والجملةُ مِن المبتدأِ أو الخبرِ لا مَحَلَّ لها مِن الإعرابِ صلةُ ما.

وتُلْفِ: فعْلٌ مُضارِعٌ مَجْزومٌ بـإذما جوابُ الشرطِ، وعلامةُ جزْمِه حذفُ الياءِ والكسرةُ قبلَها دليلٌ عليها.

ومَن: اسمٌ موصولٌ بمعنَى الذي مَفعولٌ أوَّلُ لـ تُلْفِ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في محلِّ نصبٍ.

وإيَّا: ضميرٌ مُنْفَصِلٌ مفعولٌ مُقَدَّمٌ لـتَأْمُرُ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في محلِّ نصبٍ.

والهاءُ: حرفٌ دالٌّ علَى الغَيْبَةِ.

وتأمُرُ: فعلٌ مضارِعٌ مَرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهِرَةِ، والفاعلُ مُسْتَتِرٌ وُجوبًا تقديرُه أنتَ.

والجملةُ مِن الفعلِ والفاعلِ صِلَةُ مَن، والعائدُ: الهاءُ مِن إيَّاه.

وآتِيًا: المفعولُ الثاني لـتُلْفِ منصوبٌ بالفتحةِ.

وجملةُ إذما شَرْطُها وجوابُها في مَحَلِّ رَفْعٍ خبرُ إنَّ. (وأي): الواوُ: حرفُ عطفٍ.

أي: معطوفٌ علَى لم والمَعْطُوفُ علَى المَرْفوعِ مَرْفُوعٌ.

يَعْنِي: أنَّ السادسَ مِمَّا يَجْزِمُ فعلينِ أي وهي في الأصلِ بِحَسَبِ ما تُضافُ إليه، ثم ضُمِّنَتْ معنَى الشرطِ فجَزَمَتْ.

نحوُ قولِه تعالَى:{أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}

وإعرابُه:

أَيًّا: اسمُ شرطٍ جازمٌ مفعولٌ مُقَدَّمٌ لـتَدْعُوا منصوبٌ بالفتحةِ الظاهرةِ، وما زائدٌة.

وتَدْعُوا: فعْلٌ مُضارِعٌ مَجْزومٌ بـأَيًّا فِعْلُ الشرطِ، وعلامةُ جَزْمِه حذفُ النونِ.

والواوُ: فاعلٌ.

والفاءُ مِن قولِه فله: واقعةٌ في جوابِ أَيًّا.

وله: جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بمحذوفٍ خَبَرٍ مُقَدَّمٍ.

والأسماءُ: مبتدأٌ مؤخَّرٌ مرفوعٌ بضَمَّةٍ ظاهرةٍ.

والْحُسْنَى: صِفةٌ لـلأسماءُ، وصفةُ المرفوعِ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِه ضَمَّةٌ مُقَدَّرَةٌ علَى الألِفِ مَنَعَ من ظهورِها التَّعَذُّرُ.

والجملةُ مِن المبتدأِ والخبر

ِ في مَحَلِّ جَزْمٍ جوابُ الشرطِ، وهو أي، وإنما قُرِنَت الجملةُ هنا بالفاءِ لأنها لا تَصْلُحُ أن تكونَ فِعلاً للشرْطِ فوَجَبَ قَرْنُها بالفاءِ؛ لأنَّ القاعدةَ: أنَّ جوابَ الشرْطِ إذا لم يَصْلُحْ أن يكونَ فِعْلاً للشرْطِ تَعَيَّنَ قَرْنُه بالفاءِ، وذلك في سبعةِ مواضعَ معلومةٍ عندَهم.

(ومتَى): الواوُ: حرفُ عطفٍ.

متَى: معطوفٌ علَى لم مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.

يَعْنِي:

أنَّ السابعَ مِمَّا يَجْزِمُ فعلينِ متَى، وهي في الأصلِ ظَرْفُ زمانٍ ثم ضُمِّنَتْ معنَى الشرطِ فجَزَمَتْ.

نحوُ قولِ الشاعرِ: مَتَى أَضَعِ العِمامَةَ تَعْرِفُونِي

وإعرابُه:

متَى:اسمُ شرطٍ جازمٌ يَجْزِمُ فعلينِ، الأوَّلُ فعلُ الشرطِ، والثاني جوابُه وجزاؤُه، وهي في محلِّ نصبٍ بـ أَضَعِ: علَى الظرفيَّةِ الزمانيَّةِ.

وأَضَعِ: فعْلٌ مُضارِعٌ مَجْزومٌ بـمتَى فِعْلُ الشرطِ وعَلامةُ جَزْمِهِ السُّكونُ، وحُرِّكَ بالكسرِ لالتقاءِ الساكنَيْنِ، والفاعلُ مُسْتَتِرٌ وُجوبًا تقديرُه أنا.

والعِمامةَ: مفعولٌ به منصوبٌ بالفتحةِ الظاهرةِ.

وتَعرفونِي: فعلٌ مضارِعٌ مَجزومٌ بـمتَى جوابُ الشرطِ، وعلامةُ جَزْمِه حذْفُ النونِ.الواوُ: فاعلٌ، والنونُ الموجودةُ للوِقايةِ.

والياءُ: مفعولٌ به مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في محلِّ نصبٍ، وأَصْلُه: تَعرفونَنِي، بنونينِ، فحُذِفَتْ نونُ الرفْعِ الأُولَى للجازِمِ.

(وأَيَّانَ): الواوُ: حرفُ عطفٍ.

أَيَّانَ: معطوفٌ علَى لم مَبْنِيٌّ علَى الفتحِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.

يَعْنِي:

أنَّ الثامِنَ مما يَجْزِمُ فِعلينِأَيَّانَ، وهي في الأصلِ ظَرْفُ زمانٍ كـمتَى، ثم ضُمِّنَتْ معنَى الشرْطِ فجَزَمَتْ.

نحوُ قولِ الشاعرِ: فأَيَّانَ ما تَعْدِلْ بهِ الريحُ تَنْزِلِ

وإعرابُه:

أَيَّانَ:اسمُ شرطٍ جازمٌ يَجْزِمُ فعلينِ الأوَّلُ فِعْلُ الشرطِ والثاني جوابُه وجزاؤُه، مَبْنِيٌّ علَى الفتحِ في محلِّ نصبٍ علَى الظرفيَّةِ بـتَعْدِلْ.

وما: زائدةٌ

تَعْدِلْ: فعْلٌ مُضارِعٌ مَجْزومٌ بـأَيَّانَ فِعْلُ الشرطِ وعلامةُ جزمِه السكونُ.

وبه: جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـتَعْدِلْ.

والريحُفاعلُ تَعْدِلْ مرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهِرَةِ.

وتَنْزِلِ: فعْلٌ مُضارِعٌ مَجْزومٌ بـأَيَّانَ جوابُ الشرطِ، وعَلامةُ جَزْمِهِ السُّكونُ، وحُرِّكَ بالكسْرِ لأَجْلِ الرَّوِيِّ.

(وأينَ):الواوُ: حرفُ عطفٍ.

أينَ: معطوفٌ علَى لم مَبْنِيٌّ علَى الفتحِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.

يَعْنِي:

أنَّ التاسعَ مما يَجْزِمُ فعلينأين، وهي في الأصلِ موضوعةٌ للدَّلالةِ علَى المكانِ ثم ضُمِّنَتْ معنَى الشرْطِ فجَزَمَتْ.

نحوُ قولِه تعالَى: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ} وإعرابُه:

أينَ:اسمُ شرطٍ جازمٌ مَبْنِيٌّ علَى الفتحِ في محلِّ نصبٍ علَى الظرفيَّةِ).

هيئة الإشراف

#6

7 Nov 2008

شرح الآجرومية للدكتور: محمد بن خالد الفاضل (مفرغ)


قال الدكتور محمد بن خالد الفاضل: (ننتقل إلى الشق الثاني من الجوازم وهو: ما يجزم فعلين:

الأدوات التي تجزم فعلين، المؤلف -رحمه الله- انفرد من بين عامة العلماء بأن أضاف لها أداة أو اسماً من أسماء الشرط، العلماء في الواقع يرون أنه من أدوات الشرط غير الجازمة، ولذلك لا يعدونه مع الجازمة في الغالب، وهو هنا أضافه وعده من الجازمة، وهو: (كيفما).
فأدوات الشرط الجازمة ثمانية عشر، إذا أبعدنا منها الستة التي ذكرنا بزيادة (ألم) و(ألما)، يبقى عندنا اثنتا عشرة أداة، هذه تجزم فعلين.
لماذا نقول أدوات الشرط؟ لماذا لم نقل أسماء الشرط أو حروف الشرط؟ يعني لماذا كان التعبير بأدوات الشرط أولى وأدق من التعبير بحروف الشرط أو بأسماء الشرط؟
لأن هذه الأدوات فيها حروف وفيها أسماء، فحتى يكون التعبير دقيقاً فإنه يحسن أن تقول أدوات ولا تقل أسماء أو حروف، هذه الأدوات إذاً:
- منها: ما هو حروف.

- ومنها:ما هو أسماء.
- ومنها: ما هو مختلف فيه ويترجح فيه أحد الأمرين.
فالأدوات نقرؤها بسرعة سرداً هي:

(إن) و(ما) و(مهما) و(إذما) و(أي) و(متى) و(أين) و(أيان) و(أنى) و(حيثما) و(كيفما) و(إذا) في الشعر خاصة.

هذه الأدوات منها ما هو حروف.

من هذه الأدوات ما هو متفق على حرفيته:

- (إنْ) فقط المتفق على حرفيته من هذه الأدوات، (إن) فقط، (إن) الشرطية: (إن تدرس تنجح).

والمختلف فيه ولكن المترجح أنه حرف من هذه الأدوات ما هو؟

- (إذما) فقط هي التي فيها خلاف لكن الراجح أنها حرف.

المختلف فيه والراجح أنه اسم:

مهما.

هذه الآن ثلاثة، بقية الأدوات كلها أسماء باتفاق، وهي: (ما) و(أي) و(متى) و(أين) و(أيان) و(أنى) و(حيثما) و(كيفما) و(من) أيضاً.

كأنها سقطت هنا في المتن، يبدو أنها ساقطة حرف أداة الشرط (مَنْ) وقال: (لم) و(لما) و(ألم) و(ألما) ولام الأمر والدعاء و(لا) الناهية.

هذه تجزم فعلاً واحداً و(أن) و(ما) و(مهما) و(إذما) و(أي) و(متى) و(أين) و(أيان) و(أنى) و(حيثما) و(كيفما) و(إذا) في الشعر خاصة.

سقطت (مَنْ) وهي من أهم أسماء الشرط ومن أشهرها، فليست موجودة هنا في المتن.

أدوات الشرط هذه ماذا تعمل؟

تجزم فعلين:

الأول ماذا يسمى؟

يسمى: فعل الشرط.

والثاني ماذا يسمى؟

يسمى: جواب الشرط وجزاءه أيضاً؛ لأن جواب الشرط يتضمن الجواب ويتضمن أن فيه ما يشبه الجزاء.

أداة الشرط هذه إذا دخلت على فعل معرب فإنه يكون مجزوماً جزماً حقيقاً ظاهراً.

فإذا دخلت على فعل يظهر عليه الإعراب فإنه يكون مجزوماً مثل: (إن تدرس تنجح).

فإذا دخلت على فعل مبني فإنه يكون حينئذا مبنيّاً، لكنه في محل جزم.

مثلاً: (إن جاء محمد أكرمته)، (إن) دخلت على الفعل الماضي (جاء) ماذا تقول في الإعراب؟

تقول: (جاء): فعل ماضٍ مبني على الفتح في محل جزم؛ لأنه فعل الشرط، فهي إذاً تجزم فعلين.

لكن هذا الجزم قد يكون ظاهراً إذا كان الفعل معرباً قابلاً للجزم، وقد يكون ليس ظاهراً وإنما في محل، وذلك إذا كان الفعل مبنياً.

الفعلان اللذان تدخل عليهما أدوات الشرط قد يكونا مضارعين، مثل ماذا؟

مثل المثال الذي مثلناه وهو: (إن تدرس تنجح).

وكما في قوله تعالى: {وإن تعودوا نعد} هنا: الفعلان مضارعان.

وقد يكون العكس، أي: قد يكون الفعلان فعل الشرط وجوابه قد يكونان ماضيين.

كما في قوله تعالى: {وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيراً}{وإن عدتم عدنا}الفعل، فعل الشرط فعل ماضي، وجواب الشرط أيضاً فعل ماضي.

وقد يكون العكس، (إن جاء محمد يغادر أخوه) فيكون الأول ماضياً والثاني مضارعاً.

كما في قوله تعالى: {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه} الفعل (كان) ماض، والجواب (نزد) مضارع.

وقد يكون العكس -وهو أقلها- العكس ما هو؟

أن يكون فعل الشرط مضارعاً ويكون جوابه ماضياً، وهذا هو القليل.

- أن يكونا مضارعين هذا كثير.

- أن يكونا ماضيين هذا كثير.

-أن يكون الفعل الأول ماضياً والثاني مضارعاً- يعني فعل الشرط ماضياً وجوابه مضارعاً- وهذا أيضاً كثير.

- أقل الصور الأربع عكس الصورة الثالثة وهي: أن يكون فعل الشرط مضارعاً وجوابه ماضياً وهذه صورة قليلة.

حتى إن بعض العلماء أنكر وجودها وحاول تأويل ما كان منها، لكنها موجودة ولها شواهد.

مما يستشهد به عليها:

قول الرسول صلى الله عليه وسلم في إحدى الروايات:((من يقم ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)).

(من يقم) الفعل (يقم) فعل الشرط، (غفر) هو جواب الشرط وهو بصيغة الماضي.

ورد لهذا شاهد في القرآن الكريم، لكنه ليس شاهداً مباشراً ولكنه شاهد مؤنس ومعين ومبين لذلك، وهو قوله تعالى: {إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين}.

ما وجه الاستشهاد بهذه الآية؟

أولاً أين فعل الشرط وأين جوابه؟

فعل الشرط: (نشأ) وجوابه: (ننزل)، وكلاهما مضارعان.

هنا الفعل والجواب مضارعان، لكن الجواب المضارع عطف عليه فعل ماضٍ هو قوله تعالى: {فظلت}، فعطف الماضي عليه يؤنس بجواز وقوع الماضي جواباً؛ لأن ما صح أن يكون معطوفاً صح أن يقع في محل المعطوف عليه، فإذا عطفت على المضارع فعلاً ماضياً.

فمعنى ذلك أنه يصح أن توقع الماضي موقع المضارع، فهذه الآية مؤنسة ومؤذنة بجواز وقوع فعل الشرط فعلاً مضارعاً، ووقوع الجواب فعلاً ماضياً.وهو بلا شك أقل الصور التي أشرنا إليها.

فعل الشرط؛ هل يشترط فيه شروط أو أنه ليس له شروط؟

الواقع أن فعل الشرط يشترط فيه:

- أن يكون فعلاً ليس طلبيّاً، فلا يصح أن يقع فعل الأمر فعل شرط، لا يصح أن تقول: (إن قم) أو (إن اجلس) لا يصح.

يشترط فيه أن يكون فعلاً ليس طلبياً.

- ولا فعلاً جامداً أيضاً، أن يكون فعلاً ليس طلبياً ليس أمراً وما في حكمه من الطلب، وأن يكون فعلاً طلبياً ليس منفياً أيضاً بـ(لن) ونحوها، وليس مسبوقاً بـ(قد) أو بالسين أو سوف ونحو ذلك، فلابد فيه أن يكون كذلك.

ومن هنا فإن جواب الشرط إذا وقع واحداً من هذه الأشياء فإنه يلزم أن تدخل عليه الفاء.

أنتم تجدون أحياناً أن الفاء تدخل في جواب الشرط.

متى تدخل الفاء في جواب الشرط؟

إذا كان واحداً من هذه الصور الممنوعة في فعل الشرط:

- إذا كان طلبياً.

- أو كان جملة اسمية.

- أو كان منفياً بـ(لن).

- أو كان مسبوقاً بـ(قد) أو بالسين أوسوف أونحو ذلك.

إذا كان جواب الشرط واحداً من هذه الصور فإنه تدخل عليه الفاء، وإلا فإن الفاء لا تدخل في جواب الشرط، إلا في مثل هذه الصور.

نستعرض استعراضاً سريعاً لأدوات الشرط ومع التمثيل لكل واحد منها:

نبدأ بـ(من) -وهي التي في هذه الطبعة؛ مثل:

{من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} هذه الآية هنا؛ ترون أن الفاء دخلت في الجواب.

لماذا دخلت الفاء في جواب الشرط؟

لأنه جملة اسمية: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها}.

هذا شاهد على (من) وكذلك شاهد آخر:

{ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب}.

{فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره}.

أيضاً فعلان لكن الأخير لأنه معتل الآخر جزم بحذف حرف العلة.

شاهد من القرآن على (ما) الشرطية: {وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه}.

{وما تفعلوا من خير يعلمه الله}.

وشاهد على (أي).

طبعاً (أي) هذه لو دخلنا في تفصيلاتها فستجدون أنها أنواع كثيرة:

- (أي) تكون شرطية.

- وتكون استفهامية.

- تكون موصولة.

- وتكون حالية.

- وتكون نعتاً، أي: وصفية.

فـ (أي) هذه عدة أنواع.

أريد شاهداً على (أي) الشرطية التي لها فعل ولها جواب قوله تعالى: {أياًّ ما تدعو فله الاسماء الحسنى} هنا دخلت الفاء في جواب الشرط أيضاً؛ لأنه جملة أسمية.

مثال أو شاهد على (متى)

ولو من الشعر أو من النثر:

أنـا ابـن جلا وطلاع الثنـايا متى أضع العمامة تعرفوني

هذا البيت المشهور الذي استشهد به الحجاج، أوتمثل به الحجاج بن يوسف الثقفي هو ليس من قوله وإنما هو من قول الشاعر

(سحيل بن أثيل الرياحي): (متى أضع العمامة تعرفوني).

(أضع): فعل الشرط، ومجزوم لكن السكون خفف لأجل التقاء الساكنين، أصله: (متى أضعْ العمامة) فإذا وصلت قلت: (متى أضعِ العمامة) بالكسر لأجل التقاء الساكنين وهما العين والألف واللام.

(تعرفوني) هو جواب الشرط، وقد جزم بحذف النون لأنه من الأفعال أو من الأمثلة الخمسة.

ومثال (متى) أيضاً قول الشاعر:

مـتـى تـأتـه تـعشُو إلى ضوء ناره تجد خير نار عندها خير موقد

على (أيان) ريما تكون الشواهد عليها قليلة، وشاهد على (أيان) أو مثال، مثالها قولك:

(أيان تلقني أكرمك) أي: في أي مكان أو (متى ما لقيتني فإنني سأكرمك).

والشاهد على (أينما): قوله تعالى: {أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة}

و(حيثما) أيضاً من شواهدها قول الشاعر:

حيثما تستقم يقدر لك اللـ ـه نجـاحـاً في غابر الأزمان

ومثال (كيفما) وهي التي قلت لكم: إن المؤلف أدخلها، وغالبية العلماء يرون أنها من أدوات الشرط غير الجازمة؛ ولذلك لا يدخلونها: (كيفما تكونوا يول عليكم) (كيفما تجلس أجلس) أي: مثلك في الهيئة التي تجلس، أحاول أن أقلدك فيها.

(إذا) أدخلها المؤلف، وهي أيضاً من أدوات الشرط غير الجازمة، لكنه سمع الجزم بها في الشعر فقط، ولذلك أدخلت، كما في قول الشاعر:

فاستغن ما أغناك ربك بالغنى وإذا تـصبك خصاصةٌ فتجمل

أي: إذا أصابك فقر فتجمل وتجلد ولا تحاول أن تتسخط أو أن تظهر شيئاً من ذلك عليك.

(إذما)التي قلنا: إنه مختلف فيها والراجح أنها حرف، كما في قول الشاعر:

وإنك إذ ما تأت ما أنت آمر بـه تـلـف مـن إياه تـأمـر آتـيا

يقول إذا أردت أن تأمر الناس بشيء فحاول أن تبدأ بنفسك حتى ينقاد الناس ويأتون ما أمرتهم به طوعاً وبسرعة دون أن تتوقع ذلك.

(تُلْفِ) هنا جواب الشرط وقد جزم بحذف حرف العلة؛ لأنه مضارع معتل الآخر.

إذاً هذه ليست من أدوات الشرط الجازمة أصلاً، والفاء ليس معنى ذلك أنها لا تدخل الفاء يتعين دخولها حينما يكون جواب الشرط من الأشياء التي لا تصلح أن تكون فعل الشرط، وذلك:

-في الفعل الطلبي.

-وفي الجملة الأسمية.

وقد تنوب عنها

(إذا) فتدخل محل الفاء حينئذٍ، كقوله تعالى: {وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون}، تدخل (إذا) أحياناً بدل الفاء التي تقع في جواب الشرط إذا كان الجواب من الأشياء التي لا تصلح أن تقع فعل شرط.

من الأدوات (مهما) وهي كما قلنا مختلف فيها والراجح أنها اسم، ومن أمثلتها قوله تعالى: {وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين}.

و(أنى) مثالها:

أنىَّ اتـجـهت إلى الإسلام في بلد تجده كالطير مقصوصاً جناحاه

هذا خلاصة الحديث عن أدوات الشرط:

- تعدادها وعملها.

- ونوع فعل الشرط وجوابه.

- والأسماء منها والحروف.

بقي إشارة إلى هذه الأسماء من حيث المعنى.

أدوات الشرط لو أردنا أن نصنفها إلى فئات من حيث المعنى ماذا نقول؟

- إذا نظرت إلى (إن) و(إذما) وجدت أنهما لمجرد تعليق الجواب بالشرط.

- فإذا نظرت إلى (مَنْ) وجدتها تجمع بين ماذا؟

(مَن) بصفة عامة سواء كانت للموصول أو كانت للاستفهام أو كانت للشرط فإنها مضادة لأختها (ما) سواء كانت:

- للشرط.

- أو موصولة.

- أو استفهامية.

ما الفرق بينهما؟

ما الفرق بين (من) و(ما) في هذه الاستعمالات الثلاثة؟

- أن (من) تستعمل للعاقل باستمرار وأن (ما) لغير العاقل.

هناك حالات قليلة ذكرها العلماء للتناوب بينهما، يعني لاستعمال هذه لغير العاقل في مواضع، ولاستعمال هذه بالعكس في مواضع.

- لكن الأصل فيها أن (من) للعاقل، وضمنت معنى الشرط هنا.

وأن (ما) لغير العاقل، وضمنت معنى الشرط هنا.

يلحق بـ(ما) في هذا الموضع (مهما) أيضاً فإنها تستخدم لذلك.

- فإذا نظرت إلى (متى) و(أيان) وجدت أنهما ضمنا معنى الشرط مع دلالتهما على الزمان.

- فإذا نظرت إلى (أين) و(أنى) و(حيثما) وجدت أنهما ضمنا معنى الشرط مع دلالتهما على المكان.

-(كيفما) هذه حكمها حكم (كيف) أيضاً في أنها للدلالة على الهيئة.

ونأتي للأخير منها وهو: (أيّ) ما حكمها؟

-(أيّ) تتشكل بحسب ما تضاف إليه، تقول: (أيهم يقم أقم معه).

أضفتها إلى عاقل، دلت على العاقل مع الشرط، (أيّ الدواب تركب اركب).

أضيفت إلى غير العاقل فدلت عليه مع تضمينها معنى الشرط، (أي يوم تصم أصم).

أضيفت إلى زمان فدلت على الزمان مع تضمينها معنى الشرط، (أي مكان تجلس أجلس فيه).

أضيفت إلى مكان فدلت على المكان مع تضمينها معنى الشرط.

فإذاً (أيّ) تتكيف بحسب ما تضاف إليه، أي أنها تدور مع الفئات المتقدمة كلها؛ تكون مع العاقل وتكون مع غير العاقل وتكون مع الزمان وتكون مع المكان، وهي في كل صورها مضمنة معنى الشرط؛ لكي تكون أداة شرط.

هذا خلاصة الحديث في الأدوات التي تجزم فعلين).

عبد العزيز بن داخل المطيري

#7

7 Nov 2008

العناصر

القسم الثاني: مايجزم فعلين:
الفعل الأول: يسمى (فعل الشرط)
شروط (فعل الشرط):
الشرط الأول: ألا يكون طلبياً
الشرط الثاني: ألا يكون جامداً
الشرط الثالث: ألا يكون منفياً بـ(لن) ونحوها
الفعل الثاني: يسمى (جواب الشرط وجزاءه)
حالات دخول الفاء على (جواب الشرط):
الحال الأولى: إذا كان الفعل طلبياً
الحال الثانية: إذا كان الجواب جملة اسمية
الحال الثالثة: إذا كان الجواب منفياً بـ(لن)
الحال الرابعة: إذا سبقته (قد) أو (السين) أو (سوف) أو نحو ذلك
أحوال الفعلين الذين تدخل عليهما أدوات الشرط في هذا القسم:
الحال الأولى: أن يكونا مضارعين (وهذا الحال كثير)
مثاله: قوله تعالى: (وإن تعودوا نعدْ)
الحال الثانية: أن يكونا ماضيين (وهذا الحال كثير)
مثاله: قوله تعالى: (وإن عدْتم عدْنا)
الحال الثالثة: أن يكون الأول ماضياً والثاني مضارعاً (وهذا الحال كثير)
مثاله: قوله تعالى: (من كان يريد حرث الآخرة نزدْ له في حرثه)
الحال الرابعة: أن يكون الأول مضارعاً والثاني ماضياً (وهذا الحال قليل وأنكره بعض العلماء)
مثاله: حديث: (من يقمْ ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفرَ له ما تقدم من ذنبه)
ويستأنس له بقوله تعالى: (إن نشأْ ننزلْ عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين)
أنواع ما يجزم فعلين:
النوع الأول: حرف باتفاق
حرف واحد هو (إن)
مثالها: قوله تعالى: (وإن عدتم عدنا)
النوع الثاني: اسم باتفاق وهو تسعة أسماء هي:
الاسم الأول: (مَن)
مثالها: قوله تعالى: (ومنْ يتقِ الله يجعل له مخرجا)
الاسم الثاني: (ما)
مثالها: قوله تعالى: (وما تفعلوا من خير يعلمْه الله)
أنواع (مَن)، و(ما):
النوع الأول: الشرطية
النوع الثاني: الموصولة
النوع الثالث: الاستفهامية
الفرق بين (من)، و(ما)
أن (من) للعاقل وأما (ما) فلغير العقال ولا تنوب إحداهما عن الأخرى إلا في حالات قليلة
الحرف الثالث: (أي)
مثالها: قوله تعالى: (أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى)
أنواع (أي):
النوع الأول: الشرطية
النوع الثاني: الموصولة
النوع الثالث: الحالية
النوع الرابع: الاستفهامية
النوع الخامس: الوصفية
فائدة: (أي) تتكيف بحسب ما تضاف إليه
إن أضيفت إلى عاقل دلت عليه: نحو: (أيهم يقمْ أقمْ)
وإن أضيفت إلى غير عاقل دلت عليه نحو: (أي الدواب تركبْ أركبْ)
وإن أضيفت إلى زمان دلت عليه نحو: (أي يوم تصمْ أصمْ)
وإن أضيفت إلى مكان دلت عليه نحو: (أي مكان تجلسْ أجلسْ)
تنبيه: (أي) في كل الصور المتقدمة تتضمن معنى الشرط
الاسم الرابع: (متى)
وتدل على الزمان
مثالها: قول الشاعر: (متى تأتهِ تعشو إلى ضوء ناره تجدْ خير نار عندها خير موقد)
الاسم الخامس: (أيان)
وتدل على الزمان
مثالها: قول الشاعر: (فأيان ما تعدلْ به الريح تنزل)
الاسم السادس: (أينما)
وتدل على المكان
مثالها: قوله تعالى: (أينما تكونوا يدرككُّم الموت)
الاسم السابع: (حيثما)
وتدل على المكان
مثالها: قول الشاعر: (حيثما تستقمْ يقدرْ لك اللـــه نجاحا في غابر الأزمان)
الاسم الثامن: (أنى)
وتدل على المكان
مثالها: قول الشاعر: (فأصبحتَ أنَّى تأتها تستجرْ بها تجدْ حطباً جزلاً وناراً تأججا)
الاسم التاسع: (كيفما)
وتدل على الهيئة
مثالها: (كيفما يكن الولاة تكن الأمة)
تنبيه: الجزم بـ(كيفما) مذهب كوفي والبصريون يمنعون من ذلك
الحرف العاشر: (إذا) في الشعر خاصة
مثاله: قول الشاعر: (استغن ما أغناك ربك بالغنى وإذا تصبْك خصاصة فتجمل)
تنبيه: سقطت (مَنْ) من جملة الجوازم التي ذكرها المؤلف وهي من أهم أسماء الشرط وأشهرها
النوع الثالث: حرف على الأصح
حرف واحد وهو (إذ ما)
مثاله: قول الشاعر: (وإنك إذ ما تأتِ ما أنت آمر به تلفِ من إياه تأمر آتيا)
النوع الرابع: اسم على الأصح
حرف واحد هو (مهما)
مثاله: قوله تعالى: (وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين)
شرح قول الشاعر: إني وقتلي سليكاً ثم أعقله كالثور يضرب لما عافت البقر

عبد العزيز بن داخل المطيري

#8

7 Nov 2008

الأسْئِلةٌ

س1: إلَى كمْ قسْمٍ تَنْقَسِمُ الجوازمُ؟
س2: مَا هِيَ الجوازمُ التي تَجْزِمُ فعلاً واحداً؟
س3: مَا هِيَ الجوازمُ التي تَجْزِمُ فعلينِ؟
س4: بيِّن الأسْمَاءَ المُتَّفقَ علي اسميَّتِهَا، والحروفَ المُتَّفقَ عَلَى حرفيَّتِهَا من الجوازمِ التي تَجْزِمُ فعلينِ.
س5: مثِّلْ لِكلِّ جازمٍ يجزمُ فعلاً واحداً بمثاليْنِ، ومثِّلْ لِكلِّ جازمٍ يجزمُ فعلينِ بمثالٍ واحدٍ، مُبيِّناً فِعْلَ الشّرطِ وجوابَهُ.