14 Sep 2014
تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا (12) فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14) وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا (15)}
تفسير قوله تعالى: (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (يخبر تعالى عن ثمود أنهم كذّبوا رسولهم بسبب ما كانوا عليه من الطّغيان والبغي. وقال محمد بن كعبٍ: {بطغواها} أي: بأجمعها. والأوّل أولى، قاله مجاهدٌ وقتادة وغيرهما. فأعقبهم ذلك تكذيباً في قلوبهم بما جاءهم به رسولهم من الهدى واليقين). [تفسير القرآن العظيم: 8/413-414]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا}أي: بسببِ طغيانهَا وترفعهَا عن الحقِّ، وعتوِّهَا على رسلِ اللهِ). [تيسير الكريم الرحمن: 926]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (11-{كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا}؛ أَيْ: بِسَبَبِ الطُّغْيَانِ، حَمَلَهُمْ عَلَى التَّكْذِيبِ وَالطُّغْيَانِ مُجَاوَزَةُ الْحَدِّ فِي الْمَعَاصِي). [زبدة التفسير: 595]
تفسير قوله تعالى: (إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا (12) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إذ انبعث أشقاها} أي: أشقى القبيلة، وهو قدار بن سالفٍ عاقر الناقة، وهو أحيمر ثمود، وهو الذي قال تعالى: {فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر فكيف كان عذابي ونذرٌ}. وكان هذا الرجل عزيزاً فيهم، شريفاً في قومه، نسيباً رئيساً، مطاعاً، كما قال الإمام أحمد:
حدّثنا ابن نميرٍ، حدّثنا هشامٌ، عن أبيه، عن عبد الله بن زمعة، قال: خطب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فذكر الناقة، وذكر الذي عقرها، فقال: (({إذ انبعث أشقاها} انبعث لها رجلٌ عارمٌ عزيزٌ منيعٌ في رهطه مثل أبي زمعة)).
ورواه البخاريّ في التفسير، ومسلمٌ في صفة النار، والتّرمذيّ والنّسائيّ في التفسير من سننيهما، وكذا ابن جريرٍ وابن أبي حاتمٍ، عن هشام بن عروة به.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا إبراهيم بن موسى، حدّثنا عيسى بن يونس، حدّثنا محمد بن إسحاق، حدّثني يزيد بن محمد بن خثيمٍ، عن محمد بن كعبٍ القرظيّ، عن محمد بن خثيمٍ أبي يزيد، عن عمّار بن ياسرٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعليٍّ: ((ألا أحدّثك بأشقى النّاس؟)) قال: بلى. قال: ((رجلان: أحيمر ثمود الّذي عقر النّاقة، والّذي يضربك يا عليّ على هذا)) يعني: قرنه ((حتّى تبتلّ منه هذه)) يعني: لحيته). [تفسير القرآن العظيم: 8/414]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا}أي: أشقى القبيلةِ، (قدار بن سالف) لعقرهَا حينَ اتفقوا على ذلكَ، وأمروهُ فأتمرَ لهمْ). [تيسير الكريم الرحمن: 926]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (12-{إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا}؛ أَيْ: حِينَ قَامَ أَشْقَى ثَمْودَ، أَوْ أَشْقَى البَرِيَّةِ وَهُوَ قُدَارُ بْنُ سَالِفٍ، فَعَقَرَ النَّاقَةَ، وَمَعْنَى انْبَعَثَ: انْتُدِبَ لِذَلِكَ وَقَامَ بِهِ). [زبدة التفسير: 595]
تفسير قوله تعالى: (فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فقال لهم رسول الله} يعني: صالحاً عليه السلام، {ناقة الله} أي: احذروا ناقة الله أن تمسّوها بسوءٍ {وسقياها} أي: لا تعتدوا عليها في سقياها؛ فإنّ لها شرب يومٍ، ولكم شرب يومٍ معلومٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/414]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ}صالحُ عليهِ السلامُ محذراً: {نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا} أي: احذروا عقرَ ناقةِ اللهِ، التي جعلهَا لكمْ آيةً عظيمةً، ولا تقابلوا نعمةَ اللهِ عليكمْ بسقيِ لبنهَا أنْ تعقروهَا). [تيسير الكريم الرحمن: 926]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (13-{فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ} يَعْنِي صَالِحاً: {نَاقَةَ اللَّهِ}؛ أَيْ: ذَرُوا نَاقَةَ اللَّهِ. حَذَّرَهُمْ إِيَّاها، {وَسُقْيَاهَا}: شُرْبَهَا مِنَ الْمَاءِ، فَلا تَتَعَرَّضُوا لَهَا يَوْمَ شُرْبِهَا). [زبدة التفسير: 595]
تفسير قوله تعالى: (فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال الله تعالى: {فكذّبوه فعقروها} أي: كذّبوه فيما جاءهم به، فأعقبهم ذلك أن عقروا الناقة التي أخرجها الله من الصخرة آيةً لهم وحجّةً عليهم.
{فدمدم عليهم ربّهم بذنبهم} أي: غضب عليهم فدمّر عليهم، {فسوّاها} أي: فجعل العقوبة نازلةً عليهم على السّواء.
قال قتادة: بلغنا أن أحيمر ثمود لم يعقر الناقة حتى تابعه صغيرهم وكبيرهم، وذكرهم وأنثاهم، فلمّا اشترك القوم في عقرها دمدم الله عليهم بذنوبهم فسوّاها). [تفسير القرآن العظيم: 8/414]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (فكذبوا نبيهمْ صالحاً {فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ} أي: دمَّرَ عليهمْ وعمَّهمْ بعقابهِ، وأرسلَ عليهمُ الصيحةَ منْ فوقهمْ، والرجفةَ منْ تحتهمْ، فأصبحوا جاثمينَ على ركبهمْ، لا تجدُ منهمْ داعياً ولا مجيباً.
{فَسَوَّاهَا}عليهمْ أي: سوى بينهمْ بالعقوبةِ). [تيسير الكريم الرحمن: 926]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (14-{فَكَذَّبُوهُ} بِتَحْذِيرِهِ إِيَّاهُمْ، {فَعَقَرُوهَا}؛ أَيْ: عَقَرَهَا الأَشْقَى، وَالجميعُ رَضُوا بِمَا فَعَلَهُ، {فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ}؛ أَيْ: أَهْلَكَهُمْ وَأَطْبَقَ عَلَيْهِم الْعَذَابَ، {فَسَوَّاهَا}؛ أَيْ: فَسَوَّى الدَّمْدَمَةَ عَلَيْهِمْ وَعَمَّهُمْ بِهَا، فَاسْتَوَتْ عَلَى صَغِيرِهِمْ وَكَبِيرِهِمْ، وَقِيلَ: فَسَوَّى الأَرْضَ عَلَيْهِمْ فَجَعَلَهُمْ تَحْتَ التُّرَابِ). [زبدة التفسير: 595]
تفسير قوله تعالى: (وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا (15) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ولا يخاف عقباها} وقرئ: (فلا يخاف عقباها) قال ابن عبّاسٍ: لا يخاف الله من أحدٍ تبعةً. وكذا قال مجاهدٌ، والحسن، وبكر بن عبد الله المزنيّ وغيرهم.
وقال الضّحّاك والسّدّيّ: {ولا يخاف عقباها} أي: لم يخف الذي يعقرها عاقبة ما صنع. والقول الأوّل أولى؛ لدلالة السّياق عليه. والله أعلم). [تفسير القرآن العظيم: 8/414-415]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا} أي: تبِعَتَهَا.
وكيفَ يخافُ مَنْ هوَ قاهرٌ، لا يخرجُ عنْ قهرهِ وتصرفهِ مخلوقٌ، الحكيمُ في كلِّ مَا قضاهُ وشرعهُ؟
تمتْ وللهِ الحمدُ). [تيسير الكريم الرحمن: 926]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (15-{وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا}؛ أَيْ: فَعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ بِهِمْ غَيْرَ خَائِفٍ منْ عَاقِبَةٍ وَلا تَبِعَةٍ). [زبدة التفسير: 595]
* للاستزادة ينظر: هنا