14 Sep 2014
مقدمات تفسير سورة القارعة
من تفسير ابن كثير وتفسير السعدي وزبدة التفسير للأشقر
أسماء السورة
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (تفسير سورة القارعة). [تفسير القرآن العظيم: 8/468]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (آخر تفسير سورة القارعة). [تفسير القرآن العظيم: 8/471]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (تفسير سورة القارعةِ). [تيسير الكريم الرحمن: 933]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (سُورَةُ الْقَارِعَةِ). [زبدة التفسير: 600]
نزول السورة
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وهي مكّيّةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/468]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (وهي مكية). [تيسير الكريم الرحمن: 933]
* للاستزادة ينظر: هنا
تفسير قوله تعالى: {الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5) فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11)}
تفسير قوله تعالى: (الْقَارِعَةُ (1) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({القارعة}: من أسماء يوم القيامة، كالحاقّة والطّامّة والصّاخّة والغاشية وغير ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 8/468]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({الْقَارِعَةُ}مِنْ أسماءِ يومِ القيامةِ، سميتْ بذلكَ؛ لأنَّهَا تقرعُ الناسَ وتزعجهمْ بأهوالِهَا، ولهذا عظَّمَ أمرَهَا وفخَّمهُ بقولهِ: {الْقَارِعَةُ (1) ما الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3)} ). [تيسير الكريم الرحمن: 933]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (1-{الْقَارِعَةُ} مِنْ أَسْمَاءِ الْقِيَامَةِ؛لأَنَّهَا تَقْرَعُ الْقُلُوبَ بالفَزَعِ، أَوْ تَقْرَعُ أَعْدَاءَ اللَّهِ بِالْعَذَابِ). [زبدة التفسير: 600]
تفسير قوله تعالى: (مَا الْقَارِعَةُ (2) )
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (2-{مَا الْقَارِعَةُ} للتعظيمِ وَالتَّفْخِيمِ لِشَأْنِهَا؛ أَيْ: أَيُّ شَيْءٍ هِيَ؟). [زبدة التفسير: 600]
تفسير قوله تعالى: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثم قال معظّماً أمرها ومهوّلاً لشأنها {وما أدراك ما القارعة}). [تفسير القرآن العظيم: 8/468]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({الْقَارِعَةُ}مِنْ أسماءِ يومِ القيامةِ، سميتْ بذلكَ؛ لأنَّهَا تقرعُ الناسَ وتزعجهمْ بأهوالِهَا، ولهذا عظَّمَ أمرَهَا وفخَّمهُ بقولهِ: {الْقَارِعَةُ (1) ما الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3)} ). [تيسير الكريم الرحمن: 933] (م)
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (3- {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ}: تَأْكِيدٌ لِشِدَّةِ هَوْلِهَا وَمَزِيدِ فَظَاعَتِهَا، وَالْمَعْنَى: وأيُّ شَيْءٍ أَعْلَمَكَ مَا شَأْنُ الْقَارِعَةِ؟). [زبدة التفسير: 600]
تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ فسّر ذلك بقوله: {يوم يكون النّاس كالفراش المبثوث}. أي: في انتشارهم وتفرّقهم وذهابهم ومجيئهم من حيرتهم ممّا هم فيه، كأنّهم فراشٌ مبثوثٌ، كما قال في الآية الأخرى: {كأنّهم جرادٌ منتشرٌ}). [تفسير القرآن العظيم: 8/468]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ} منْ شدةِ الفزعِ والهولِ، {كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ} أي: كالجرادِ المنتشرِ، الذي يموجُ بعضُهُ في بعضٍ، والفراشُ: هيَ الحيواناتُ التي تكونُ في الليلِ، يموجُ بعضُهَا ببعضٍ لا تدري أينَ توجهُ، فإذا أوقدَ لهَا نار تهافتتْ إليها لضعفِ إدراكهَا، فهذهِ حالُ الناسِ أهلِ العقولِ). [تيسير الكريم الرحمن: 933]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (4- {يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ} الْفَرَاشُ: هُوَ الحَشَرةُ الطائرةُ المعروفةُ، وَقِيلَ: يَدْخُلُ فِيهِ جَمِيعُ الْحَشَرَاتِ الطَّائِرَةِ كَالْبَعُوضِ والجرادِ، وَالْمُرَادُ بالمَبْثُوثِ: المُتَفَرِّقُ المُنْتَشِرُ، وَهَذَا تَشْبِيهٌ لِحَالِ النَّاسِ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ من القُبورِ يَسِيرُونَ عَلَى غَيْرِ هُدًى فِي كُلِّ اتِّجَاهٍ؛ لِشِدَّةِ الهَوْلِ حَتَّى يُحْشَرُوا إِلَى المَوْقِفِ). [زبدة التفسير: 600]
تفسير قوله تعالى: (وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وتكون الجبال كالعهن المنفوش}. يعني أنّها قد صارت كأنّها الصّوف المنفوش الّذي قد شرع في الذّهاب والتّمزّق.
وقال مجاهدٌ وعكرمة وسعيد بن جبيرٍ والحسن وقتادة وعطاءٌ الخراسانيّ والضّحّاك والسّدّيّ: العهن: الصّوف). [تفسير القرآن العظيم: 8/468]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (وأما الجبالُ الصمُّ الصلابُ، فتكونُ {كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ} أي: كالصوفِ المنفوشِ، الذي بقيَ ضعيفاً جدّاً، تطيرُ بهِ أدنى ريحٍ، قالَ تعالى: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} ثمَّ بعدَ ذلكَ تكونُ هباءً منثوراً، فتضمحلُّ ولا يبقى منها شيءٌ يشاهدُ، فحينئذٍ تنصبُ الموازينُ، وينقسمُ الناسُ قسمين: سعداءَ وأشقياءَ). [تيسير الكريم الرحمن: 933]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (5- {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ}؛ أَيْ: كالصُّوفِ المُلَوَّنِ بالألوانِ المختلفةِ الَّذِي نُفِشَ بالنَّدْفِ؛وَهَذَا لأَنَّهَا تَتَفَتَّتُ وَتَتَطَايَرُ، كَمَا فِي قَوْلِهِ: {وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ} وَقَوْلِهِ: {وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً مَهِيلاً}). [زبدة التفسير: 600]
تفسير قوله تعالى: (فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ أخبر تعالى عمّا يؤول إليه عمل العاملين وما يصيرون إليه من الكرامة والإهانة بحسب أعمالهم؛ فقال: {فأمّا من ثقلت موازينه}. أي: رجحت حسناته على سيّئاته). [تفسير القرآن العظيم: 8/468]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ}أي: رجحتْ حسناتُهُ على سيئاتِهِ). [تيسير الكريم الرحمن: 933]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (6- ثُمَّ ذَكَرَ سُبْحَانَهُ أَحْوَالَ النَّاسِ وَتَفَرُّقَهُمْ فَرِيقَيْنِ عَلَى جِهَةِ الإجمالِ فَقَالَ: {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ}.وهِيَ أَعْمَالُهُ الصَّالِحَةُ، وَالْمُرَادُ أَنَّهَا ثَقُلَتْ حَتَّى رَجَحَتْ بِسَيِّئَاتِهِ). [زبدة التفسير: 600]
تفسير قوله تعالى: (فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فهو في عيشةٍ راضيةٍ}. يعني في الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 8/468]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} في جناتِ النعيمِ). [تيسير الكريم الرحمن: 933]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (7- {فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ}؛ أَيْ: مَرْضِيَّةٍ يَرْضَاهَا صَاحِبُهَا، والعِيشَةُ كَلِمَةٌ تَجْمَعُ النِّعَمَ الَّتِي فِي الْجَنَّةِ). [زبدة التفسير: 600]
تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وأمّا من خفّت موازينه}. أي: رجحت سيّئاته على حسناته). [تفسير القرآن العظيم: 8/468]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ}بأنْ لمْ تكنْ لهُ حسناتٌ تقاومُ سيئاتهِ). [تيسير الكريم الرحمن: 933]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (8-{وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ}؛ أَيْ: رَجَحَتْ سَيِّئَاتُهُ عَلَى حَسَنَاتِهِ أَوْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ يُعْتَدُّ بِهَا). [زبدة التفسير: 600]
تفسير قوله تعالى: (فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فأمّه هاويةٌ}. قيل: معناه: فهو ساقطٌ هاوٍ بأمّ رأسه في نار جهنّم، وعبّر عنه بأمّه، يعني دماغه.
روي نحو هذا عن ابن عبّاسٍ وعكرمة وأبي صالحٍ وقتادة، قال قتادة: يهوي في النّار على رأسه. وكذا قال أبو صالحٍ: يهوون في النّار على رؤوسهم.
وقيل: معناه: {فأمّه}: التي يرجع إليها ويصير في المعاد إليها. {هاويةٌ}: وهي اسمٌ من أسماء النّار.
قال ابن جريرٍ: وإنّما قيل للهاوية: أمّه؛ لأنّه لا مأوى له غيرها.
وقال ابن زيدٍ: الهاوية: النّار، هي أمّه ومأواه التي يرجع إليها ويأوي إليها. وقرأ: {ومأواهم النّار}.
قال ابن أبي حاتمٍ: وروي عن قتادة أنّه قال: هي النار، وهي مأواهم؛ ولهذا قال تعالى مفسّراً للهاوية: {وما أدراك ماهيه * نارٌ حاميةٌ}.
قال ابن جريرٍ: حدّثنا ابن عبد الأعلى، حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الأشعث بن عبد اللّه الأعمى قال: إذا مات المؤمن ذهب بروحه إلى أرواح المؤمنين فيقولون: روّحوا أخاكم؛ فإنّه كان في غمّ الدّنيا، قال: ويسألونه: ما فعل فلانٌ؟ فيقول: مات،، أوما جاءكم؟! فيقولون: ذهب به إلى أمّه الهاوية.
وقد رواه ابن مردويه من طريق أنس بن مالكٍ مرفوعاً بأبسط من هذا، وقد أوردناه في كتاب (صفة النّار) أجارنا اللّه منها بمنّه وكرمه). [تفسير القرآن العظيم: 8/468-469]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} أي: مأواهُ ومسكنهُ النارُ، التي مِنْ أسمائِهَا الهاويةُ، تكونُ لهُ بمنزلةِ الأمِّ الملازمةِ كمَا قالَ تعالى: {إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً}.
وقيلَ:إنَّ معنى ذلكَ، فأمُّ دماغهِ هاويةٌ في النارِ أي: يلقى في النارِ على رأسهِ). [تيسير الكريم الرحمن: 933]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (9- {فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ}؛ أَيْ: فَمَسْكَنُهُ جَهَنَّمُ، وَسَمَّاهَا أُمَّهُ؛ لأَنَّهُ يَأْوِي إِلَيْهَا كَمَا يَأْوِي الطِّفْلُ إِلَى أُمِّهِ، وَسُمِّيَتْ هَاوِيَةً؛لأَنَّهُ يَهْوِي فِيهَا مَعَ بُعْدِ قَعْرِهَا). [زبدة التفسير: 600]
تفسير قوله تعالى: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَمَا أَدْرَاكَ مَاهِيَهْ}وهذا تعظيمٌ لأمرِهَا). [تيسير الكريم الرحمن: 933]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (10-{وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ} هَذَا الاسْتِفْهَامُ للتَّهْوِيلِ وَالتَّفْظِيعِ بِبَيَانِ أَنَّهَا خَارِجَةٌ عَن المَعهودِ، بِحَيْثُ لا يُدْرَى كُنْهُهَا). [زبدة التفسير: 600]
تفسير قوله تعالى: (نَارٌ حَامِيَةٌ (11) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {نارٌ حاميةٌ}. أي: حارّةٌ شديدة الحرّ قويّة اللّهب والسّعير.
قال أبو مصعبٍ: عن مالكٍ، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة،، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ((نار بني آدم الّتي توقدون جزءٌ من سبعين جزءاً من نار جهنّم)). قالوا: يا رسول اللّه، إن كانت لكافيةً! فقال: ((إنّها فضّلت عليها بتسعةٍ وستّين جزءاً)).
ورواه البخاريّ عن إسماعيل بن أبي أويسٍ، عن مالكٍ، ورواه مسلمٌ عن قتيبة، عن المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزّناد به، وفي بعض ألفاظه: ((إنّها فضّلت عليها بتسعةٍ وستّين جزءاً، كلّهنّ مثل حرّها)).
وقال الإمام أحمد: حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا حمّادٌ -وهو ابن سلمة- عن محمّد بن زيادٍ، سمع أبا هريرة يقول: سمعت أبا القاسم صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: ((نار بني آدم الّتي توقدون جزءٌ من سبعين جزءاً من نار جهنّم)). فقال رجلٌ: إن كانت لكافيةً! فقال ((لقد فضّلت عليها بتسعةٍ وستّين جزءاً حرًّا فحرًّا)).
تفرّد به أحمد من هذا الوجه، وهو على شرط مسلمٍ.
وقال الإمام أحمد أيضاً: حدّثنا سفيان، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وعمرٌو، عن يحيى بن جعدة: ((إنّ ناركم هذه جزءٌ من سبعين جزءاً من نار جهنّم، وضربت بالبحر مرّتين، ولولا ذلك ما جعل اللّه فيها منفعةً لأحدٍ)). وهذا على شرط الصّحيحين، ولم يخرجوه من هذا الوجه، وقد رواه مسلمٌ في صحيحه من طريقٍ. [؟؟]
ورواه البزّار من حديث عبد اللّه بن مسعودٍ وأبي سعيدٍ الخدريّ: ((ناركم هذه جزءٌ من سبعين جزءاً)).
وقد قال الإمام أحمد: حدّثنا قتيبة، حدّثنا عبد العزيز -هو ابن محمدٍ الدّراورديّ- عن سهيلٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ((هذه النّار جزءٌ من مائة جزءٍ من جهنّم)).
تفرّد به أيضاً من هذا الوجه، وهو على شرط مسلمٍ أيضاً.
وقال أبو القاسم الطّبرانيّ: حدّثنا أحمد بن عمرٍو الخلاّل، حدّثنا إبراهيم بن المنذر الحزاميّ، حدّثنا معن بن عيسى القزّاز، عن مالكٍ، عن عمّه أبي سهيلٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((أتدرون ما مثل ناركم هذه من نار جهنّم؟ لهي أشدّ سواداً من دخان ناركم هذه بسبعين ضعفاً)).
وقد رواه أبو مصعبٍ عن مالكٍ، ولم يرفعه. وروى التّرمذيّ وابن ماجه، عن عبّاسٍ الدّوريّ، عن يحيى بن أبي بكيرٍ، حدّثنا شريكٌ، عن عاصمٍ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((أوقد على النّار ألف سنةٍ حتّى احمرّت، ثمّ أوقد عليها ألف سنةٍ حتّى ابيضّت، ثمّ أوقد عليها ألف سنةٍ حتّى اسودّت، فهي سوداء مظلمةٌ)).
وقد روي هذا من حديث أنسٍ وعمر بن الخطّاب.
وجاء في الحديث عند الإمام أحمد من طريق أبي عثمان النّهديّ، عن أنسٍ وأبي نضرة العبديّ، عن أبي سعيدٍ وعجلان مولى المشمعلّ، عن أبي هريرة،، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: ((إنّ أهون أهل النّار عذاباً من له نعلان، يغلي منهما دماغه)).
وثبت في الصّحيح أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ((اشتكت النّار إلى ربّها؛ فقالت: يا ربّ، أكل بعضي بعضاً، فأذن لها بنفسين: نفسٍ في الشّتاء ونفسٍ في الصّيف، فأشدّ ما تجدون في الشّتاء من بردها، وأشدّ ما تجدون في الصّيف من حرّها)).
وفي الصّحيحين: ((إذا اشتدّ الحرّ فأبردوا عن الصّلاة؛ فإنّ شدّة الحرّ من فيح جهنّم)) ). [تفسير القرآن العظيم: 8/469-471]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (ثمَّ فسَّرهَا بقولهِ هي: {نَارٌ حَامِيَةٌ} أي: شديدةُ الحرارةِ، قدْ زادتْ حرارتهَا على حرارةِ نارِ الدنيا سبعينَ ضعفاً. نستجيرُ باللهِ منهَا). [تيسير الكريم الرحمن: 933]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (11-{نَارٌ حَامِيَةٌ}؛ أَيْ: قَد انْتَهَى حَرُّهَا وَبَلَغَ فِي الشِّدَّةِ إِلَى الْغَايَةِ). [زبدة التفسير: 600]
* للاستزادة ينظر: هنا