14 Sep 2014
مقدمات تفسير سورة العاديات
من تفسير ابن كثير وتفسير السعدي وزبدة التفسير للأشقر
أسماء السورة
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (تفسير سورة العاديات). [تفسير القرآن العظيم: 8/465]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (آخر سورة العاديات، وللّه الحمد والمنّة). [تفسير القرآن العظيم: 8/467]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (تفسيرُ سورةِ العادياتِ). [تيسير الكريم الرحمن: 932]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(سُورَةُ الْعَادِيَاتِ). [زبدة التفسير: 599]
نزول السورة
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وهي مكّيّةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/465]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (وهي مكية). [تيسير الكريم الرحمن: 932]
* للاستزادة ينظر: هنا
تفسير قوله تعالى: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5) إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8) أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11)}
تفسير قوله تعالى: (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (يقسم تعالى بالخيل إذا أجريت في سبيله فعدت وضبحت، وهو الصّوت الذي يسمع من الفرس حين تعدو). [تفسير القرآن العظيم: 8/465]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، حدّثنا عبدة، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد اللّه: {والعاديات ضبحاً}. قال: الإبل.
وقال عليٌّ: هي الإبل. وقال ابن عبّاسٍ: هي الخيل. فبلغ عليًّا قول ابن عبّاسٍ؛ فقال: ما كانت لنا خيلٌ يوم بدرٍ. قال ابن عبّاسٍ: إنّما كان ذلك في سريّةٍ بعثت.
قال ابن أبي حاتمٍ وابن جريرٍ: حدّثنا يونس، أخبرنا ابن وهبٍ، أخبرني أبو صخرٍ، عن أبي معاوية البجليّ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ حدّثه، قال: بينا أنا في الحجر جالساً،، جاءني رجلٌ فسألني عن: {العاديات ضبحاً}. فقلت له: الخيل حين تغير في سبيل اللّه ثمّ تأوي إلى اللّيل فيصنعون طعامهم ويورون نارهم.
فانفتل عنّي فذهب إلى عليٍّ رضي اللّه عنه وهو عند سقاية زمزم، فسأله عن: {العاديات ضبحاً}. فقال: سألت عنها أحداً قبلي؟ قال: نعم، سألت ابن عبّاسٍ، فقال: الخيل حين تغير في سبيل اللّه. قال: اذهب فادعه لي.
فلمّا وقف على رأسه قال: أتفتي الناس بما لا علم لك، واللّه لئن كان أوّل غزوةٍ في الإسلام بدرٌ، وما كان معنا إلاّ فرسان: فرسٌ للزّبير، وفرسٌ للمقداد، فكيف تكون العاديات ضبحاً، إنّما العاديات ضبحاً من عرفة إلى المزدلفة، ومن المزدلفة إلى منًى.
قال ابن عبّاسٍ: فنزعت عن قولي ورجعت إلى الذي قال عليٌّ رضي اللّه عنه.
وبهذا الإسناد عن ابن عبّاسٍ قال: قال عليٌّ إنّما {العاديات ضبحاً}: من عرفة إلى المزدلفة، فإذا أووا إلى المزدلفة أوروا النّيران. وقال العوفيّ: عن ابن عبّاسٍ: هي الخيل.
وقد قال بقول عليٍّ: إنّها الإبل. جماعةٌ، منهم إبراهيم وعبيد بن عميرٍ. وبقول ابن عبّاسٍ آخرون،، منهم مجاهدٌ وعكرمة وعطاءٌ وقتادة والضّحّاك، واختاره ابن جريرٍ.
قال ابن عبّاسٍ وعطاءٌ: ما ضبحت دابّةٌ قطّ إلاّ فرسٌ أو كلبٌ. وقال ابن جريجٍ: عن عطاءٍ، سمعت ابن عبّاسٍ يصف الضّبح: أح أح). [تفسير القرآن العظيم: 8/465-466]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال ابن عبّاسٍ وعطاءٌ: ما ضبحت دابّةٌ قطّ إلاّ فرسٌ أو كلبٌ. وقال ابن جريجٍ: عن عطاءٍ، سمعت ابن عبّاسٍ يصف الضّبح: أح أح.
قال أكثر هؤلاء في قوله: {فالموريات قدحاً}: يعني: بحوافرها.
وقيل: أسعرن الحرب بين ركبانهنّ. قاله قتادة). [تفسير القرآن العظيم: 8/466]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقد روى أبو بكرٍ البزّار ههنا حديثاً: فقال: حدّثنا أحمد بن عبدة، حدّثنا حفص بن جميعٍ، حدّثنا سماكٌ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خيلاً، فأشهرت شهراً لا يأتيه منها خبرٌ؛ فنزلت: {والعاديات ضبحاً}: ضبحت بأرجلها). [تفسير القرآن العظيم: 8/466-467] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (أقسمَ اللهُ تباركَ وتعالى بالخيلِ، لمَا فيهَا منْ آياتِ اللهِ الباهرةِ، ونعمهِ الظاهرةِ، مَا هوَ معلومٌ للخلقِ.
وأقسمَ بهَا في الحالِ التي لا يشاركُهَا غيرُهَا منْ أنواعِ الحيواناتِ، فقالَ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً} أي: العادياتِ عدواً بليغاً قوياً، يصدرُ عنهُ الضبحُ، وهوَ صوتُ نفسِهَا في صدرِهَا عندَ اشتدادِ العدْوِ). [تيسير الكريم الرحمن: 932]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (1- {وَالْعَادِيَاتِ} الْمُرَادُ بِهِ الْخَيْلُ الَّتِي تَجْرِي وَتَعْدُو بِفُرْسَانِهَا الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَى الْعَدُوِّ مِنَ الْكُفَّارِ الْمُشَاقِّينَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ. وَقِيلَ: هِيَ الإِبِلُ تَعْدُو بالحَجِيجِ مِن عَرَفَةَ إِلَى مُزْدَلِفَةَ، فَيَجْتَمِعُونَ فِيهَا جَمْعاً.وَالْقَوْلُ الأَوَّلُ أَصَحُّ.
{ضَبْحاً} الضَّبْحُ: نوعٌ من السيرِ، ونوعٌ من الْعَدْوِ، يُقَالُ: ضَبَحَ الفرسُ؛ إِذَا عَدَا بِشِدَّةٍ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الضَّبْحُ: صَوْتُ أَنْفَاسِ الْخَيْلِ إِذَا عَدَتْ). [زبدة التفسير: 599]
تفسير قوله تعالى: (فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فالموريات قدحاً}. يعني اصطكاك نعلها بالصّخر، فتقدح منه النّار). [تفسير القرآن العظيم: 8/465]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال ابن عبّاسٍ وعطاءٌ: ما ضبحت دابّةٌ قطّ إلاّ فرسٌ أو كلبٌ. وقال ابن جريجٍ: عن عطاءٍ، سمعت ابن عبّاسٍ يصف الضّبح: أح أح.
قال أكثر هؤلاء في قوله: {فالموريات قدحاً}: يعني: بحوافرها.
وقيل: أسعرن الحرب بين ركبانهنّ. قاله قتادة). [تفسير القرآن العظيم: 8/466] (م)
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وعن ابن عبّاسٍ ومجاهدٍ: {فالموريات قدحاً}. يعني: مكر الرّجال.
وقيل: هو إيقاد النّار إذا رجعوا إلى منازلهم من اللّيل.
وقيل: المراد بذلك نيران القبائل. وقال من فسّرها بالخيل: هو إيقاد النّار بالمزدلفة.
قال ابن جريرٍ: والصّواب الأوّل: أنّها الخيل حين تقدح بحوافرها). [تفسير القرآن العظيم: 8/466]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقد روى أبو بكرٍ البزّار ههنا حديثاً: فقال: حدّثنا أحمد بن عبدة، حدّثنا حفص بن جميعٍ، حدّثنا سماكٌ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خيلاً، فأشهرت شهراً لا يأتيه منها خبرٌ؛ فنزلت: {والعاديات ضبحاً}: ضبحت بأرجلها.
{فالموريات قدحاً}: قدحت بحوافرها الحجارة فأورت ناراً). [تفسير القرآن العظيم: 8/466-467] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فَالْمُورِيَاتِ} بحوافرهنَّ مَا يطأْنَ عليهِ منَ الأحجارِ {قَدْحاً} أي: تقدحُ النارَ منْ صلابةِ حوافرهنَّ إذا عدون). [تيسير الكريم الرحمن: 932]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (2-{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}: هِيَ الْخَيْلُ حِينَ تُورِي النَّارَ، فَيَخْرُجُ الشَّرَرُ بِحَوَافِرِهَا، إِذَا ضَرَبَتْ بِهَا الأَرْضَ الشَّدِيدَةَ وَالْحِجَارَةَ؛ كَالقَدْحِ بِالزِّنَادِ). [زبدة التفسير: 599]
تفسير قوله تعالى: (فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فالمغيرات صبحاً}. يعني الإغارة وقت الصّباح، كما كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يغير صباحاً ويتسمّع الأذان، فإن سمع أذاناً وإلاّ أغار). [تفسير القرآن العظيم: 8/465]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فالمغيرات صبحاً}. قال ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ وقتادة: يعني: إغارة الخيل صبحاً في سبيل اللّه. وقال من فسّرها بالإبل: هو الدّفع صبحاً من المزدلفة إلى منًى). [تفسير القرآن العظيم: 8/466]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فالمغيرات صبحاً}. قال ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ وقتادة: يعني: إغارة الخيل صبحاً في سبيل اللّه. وقال من فسّرها بالإبل: هو الدّفع صبحاً من المزدلفة إلى منًى). [تفسير القرآن العظيم: 8/466] (م)
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقد روى أبو بكرٍ البزّار ههنا حديثاً: فقال: حدّثنا أحمد بن عبدة، حدّثنا حفص بن جميعٍ، حدّثنا سماكٌ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خيلاً، فأشهرت شهراً لا يأتيه منها خبرٌ؛ فنزلت: {والعاديات ضبحاً}: ضبحت بأرجلها.
{فالموريات قدحاً}: قدحت بحوافرها الحجارة فأورت ناراً.
{فالمغيرات صبحاً}: صبّحت القوم بغارةٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/466-467] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فَالْمُغِيرَاتِ} على الأعداءِ {صُبْحاً} وهذا أمرٌ أغلبيٌّ، أنَّ الغارةَ تكونُ صباحاً). [تيسير الكريم الرحمن: 932]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (3-{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}؛ أَي: الَّتِي تُغِيرُ عَلَى الْعَدُوِّ وَقْتَ الصباحِ). [زبدة التفسير: 599]
تفسير قوله تعالى: (فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فأثرن به نقعاً}. يعني: غباراً في مكان معترك الخيول). [تفسير القرآن العظيم: 8/465]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فالمغيرات صبحاً}. قال ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ وقتادة: يعني: إغارة الخيل صبحاً في سبيل اللّه. وقال من فسّرها بالإبل: هو الدّفع صبحاً من المزدلفة إلى منًى.
وقالوا كلّهم في قوله: {فأثرن به نقعاً}: هو المكان الذي حلّت فيه، أثارت به الغبار؛ إمّا في حجٍّ أو غزوٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/466]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقد روى أبو بكرٍ البزّار ههنا حديثاً: فقال: حدّثنا أحمد بن عبدة، حدّثنا حفص بن جميعٍ، حدّثنا سماكٌ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خيلاً، فأشهرت شهراً لا يأتيه منها خبرٌ؛ فنزلت: {والعاديات ضبحاً}: ضبحت بأرجلها.
{فالموريات قدحاً}: قدحت بحوافرها الحجارة فأورت ناراً.
{فالمغيرات صبحاً}: صبّحت القوم بغارةٍ.
{فأثرن به نقعاً}. أثارت بحوافرها التّراب). [تفسير القرآن العظيم: 8/466-467] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فَأَثَرْنَ بِهِ}أي: بعدوهنَّ وغارتهنَّ {نَقْعاً} أي: غباراً). [تيسير الكريم الرحمن: 932]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (4-{فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً} النَّقْعُ: الغُبَارُ الَّذِي أَثَرْنَهُ فِي وَجْهِ الْعَدُوِّ عِنْدَ الغَزْوِ؛ أَيْ: فَأَظْهَرْنَ بِهِ غُبَاراً). [زبدة التفسير: 599]
تفسير قوله تعالى: (فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فوسطن به جمعاً}. أي: توسّطن ذلك المكان كلّهنّ جمع). [تفسير القرآن العظيم: 8/465]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فوسطن به جمعاً}. قال العوفيّ: عن ابن عبّاسٍ،، وعطاءٌ وعكرمة وقتادة والضّحّاك: يعني جمع الكفّار من العدوّ.
ويحتمل أن يكون: فوسطن بذلك المكان جميعهنّ، ويكون {جمعاً} منصوباً على الحال المؤكّدة). [تفسير القرآن العظيم: 8/466]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقد روى أبو بكرٍ البزّار ههنا حديثاً: فقال: حدّثنا أحمد بن عبدة، حدّثنا حفص بن جميعٍ، حدّثنا سماكٌ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خيلاً، فأشهرت شهراً لا يأتيه منها خبرٌ؛ فنزلت: {والعاديات ضبحاً}: ضبحت بأرجلها.
{فالموريات قدحاً}: قدحت بحوافرها الحجارة فأورت ناراً.
{فالمغيرات صبحاً}: صبّحت القوم بغارةٍ.
{فأثرن به نقعاً}. أثارت بحوافرها التّراب.
{فوسطن به جمعاً}. قال: صبّحت القوم جميعاً). [تفسير القرآن العظيم: 8/466-467]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فَوَسَطْنَ بِهِ}أي: براكبهنَّ {جَمْعاً} أي: توسطنَ بهِ جموعَ الأعداءِ، الذينَ أغارَ عليهمْ). [تيسير الكريم الرحمن: 932]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (5-{فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً}:صِرْنَ بِعَدْوِهِنَّ وَسَطَ الأعداءِ قَدِ اجْتَمَعْنَ بِذَلِكَ الْمَكَانِ جَمْعاً). [زبدة التفسير: 599]
تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّ الإنسان لربّه لكنودٌ}. هذا هو المقسم عليه، بمعنى أنّه بنعم ربّه لجحودٌ كفورٌ.
قال ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ وإبراهيم النّخعيّ وأبو الجوزاء وأبو العالية وأبو الضّحى وسعيد بن جبيرٍ ومحمّد بن قيسٍ والضّحّاك والحسن وقتادة والرّبيع بن أنسٍ وابن زيدٍ: {الكنود}: الكفور. قال الحسن: هو الذي يعدّ المصائب وينسى نعم ربّه.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو كريبٍ، حدّثنا عبيد اللّه، عن إسرائيل، عن جعفر بن الزّبير، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: (({إنّ الإنسان لربّه لكنودٌ})). قال: ((الكنود: الّذي يأكل وحده، ويضرب عبده، ويمنع رفده)).
رواه ابن أبي حاتمٍ من طريق جعفر بن الزّبير، وهو متروكٌ، فهذا إسنادٌ ضعيفٌ.
وقد رواه ابن جريرٍ أيضاً من حديث حريز بن عثمان، عن حمزة بن هانئٍ، عن أبي أمامة موقوفاً). [تفسير القرآن العظيم: 8/467]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (والمقسَمُ عليهِ قولُهُ: {إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} أي: لمنوعٌ للخيرِ الذي عليهِ لربهِ.
فطبيعةُ وجبلتهُ، أنَّ نفسَهُ لا تسمحُ بما عليهِ منَ الحقوقِ، فتؤديهَا كاملةً موفرةً، بلْ طبيعتُهَا الكسلُ والمنعُ لمَا عليهِ منَ الحقوقِ الماليةِ والبدنيةِ، إلاَّ مَنْ هداهُ اللهُ وخرجَ عنْ هذا الوصفِ إلى وصفِ السماحِ بأداءِ الحقوقِ). [تيسير الكريم الرحمن: 932-933]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (6-{إِنَّ الإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} الْكَنُودُ: الكَفُورُ للنِّعْمَةِ، كَثِيرُ الجَحْدِ لَهَا). [زبدة التفسير: 599]
تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وإنّه على ذلك لشهيدٌ}. قال قتادة وسفيان الثّوريّ: وإنّ اللّه على ذلك لشهيدٌ.
ويحتمل أن يعود الضّمير على الإنسان، قاله محمد بن كعبٍ القرظيّ، فيكون تقديره: وإنّ الإنسان على كونه كنوداً لشهيدٌ، أي: بلسان حاله. أي: ظاهرٌ ذلك عليه في أقواله وأفعاله، كما قال تعالى: {ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد اللّه شاهدين على أنفسهم بالكفر}). [تفسير القرآن العظيم: 8/467]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ}أي: إنَّ الإنسانَ على ما يعرفُ منْ نفسهِ منَ المنعِ والكندِ لشاهدٌ بذلكَ، لا يجحدهُ ولا ينكرهُ، لأنَّ ذلكَ أمرٌ بيِّنٌ واضحٌ.
ويحتملُ أنَّ الضميرَ عائدٌ إلى اللهِ تعالى أي: إنَّ العبدَ لربِّهِ لكنودٌ، واللهُ شهيدٌ على ذلكَ، ففيهِ الوعيدُ، والتهديدُ الشديدُ، لمنْ هوَ لربهِ كنودٌ، بأنَّ اللهَ عليهِ شهيدٌ). [تيسير الكريم الرحمن: 933]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (7- {وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ}؛ أَيْ: وَإِنَّ الإِنْسَانَ عَلَى كُنُودِهِ لَشَهِيدٌ يَشْهَدُ عَلَى نَفْسِهِ بالجَحْدِ والكُفْرَانِ؛ لِظُهُورِ أَثَرِهِ عَلَيْهِ). [زبدة التفسير: 600]
تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وإنّه لحبّ الخير لشديدٌ}. أي: وإنّه لحبّ الخير -وهو المال- لشديدٌ، وفيه مذهبان:
أحدهما: أنّ المعنى: وإنّه لشديد المحبّة للمال.
والثاني: وإنّه لحريصٌ بخيلٌ، من محبّة المال. وكلاهما صحيحٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/467]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَإِنَّهُ}أي: الإنسانُ {لِحُبِّ الْخَيْرِ} أي: المالِ {لشَّدِيدَ} أي: كثيرُ الحبِّ للمالِ، وحبّهُ لذلكَ، هوَ الذي أوجبَ لهُ تركَ الحقوقِ الواجبةِ عليهِ، قدَّمَ شهوةَ نفسهِ على حقِّ ربِّهِ، وكلُّ هذا لأنَّهُ قصرَ نظرهُ على هذهِ الدارِ، وغفلَ عن الآخرةِ، ولهذا قالَ حاثّاً لهُ على خوفِ يومِ الوعيدِ: {أَفَلا يَعْلَمُ} أي: هلاَّ يعلمُ هذا المغترُّ {إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ}). [تيسير الكريم الرحمن: 933]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (8-{وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} الْمَعْنَى: إنَّهُ لِحُبِّ الْمَالِ قَوِيٌّ، مُجِدٌّ فِي طَلَبِهِ وَتَحْصِيلِهِ، مُتَهَالِكٌ عَلَيْهِ). [زبدة التفسير: 600]
تفسير قوله تعالى: (أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى مزهّداً في الدّنيا ومرغّباً في الآخرة ومنبّهاً على ما هو كائنٌ بعد هذه الحال وما يستقبله الإنسان من الأهوال: {أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور}. أي: أخرج ما فيها من الأموات). [تفسير القرآن العظيم: 8/467]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (قالَ حاثّاً لهُ على خوفِ يومِ الوعيدِ: {أَفَلا يَعْلَمُ} أي: هلاَّ يعلمُ هذا المغترُّ {إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ} أي: أخرجَ اللهُ الأمواتَ منْ قبورهمْ، لحشرهمْ ونشورِهمْ). [تيسير الكريم الرحمن: 933]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (9-{أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ}؛ أَيْ: نُثِرَ مَا فِي القُبُورِ مِنَ المَوْتَى، وَبُحِثَ عَنْهُمْ وَأُخْرِجُوا). [زبدة التفسير: 600]
تفسير قوله تعالى: (وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وحصّل ما في الصّدور}. قال ابن عبّاسٍ وغيره: يعني: أبرز وأظهر ما كانوا يسرّون في نفوسهم). [تفسير القرآن العظيم: 8/467]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ}أي: ظهرَ وبانَ ما استترَ في الصدورِ منْ كمائنِ الخيرِ والشرِّ، فصارَ السرُّ علانيةً، والباطنُ ظاهراً، وبانَ على وجوهِ الخلقِ نتيجةُ أعمالهمْ). [تيسير الكريم الرحمن: 933]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (10-{وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ}؛ أَيْ: مُيِّزَ وَبُيِّنَ مَا فِيهَا من الْخَيْرِ وَالشَّرِّ). [زبدة التفسير: 600]
تفسير قوله تعالى: (إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ ربّهم بهم يومئذٍ لخبيرٌ}. أي: لعالمٌ بجميع ما كانوا يصنعون ويعملون، ومجازيهم عليه أوفر الجزاء، ولا يظلم مثقال ذرّةٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/467]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ}أي: مطلعٌ على أعمالهمُ الظاهرةِ والباطنةِ، الخفيةِ والجليةِ، ومجازيهمْ عليهَا.
وخصَّ خُبره بذلكَ اليومِ،معَ أنَّهُ خبيرٌ بهمْ في كلِّ وقتٍ، لأنَّ المرادَ بذلكَ الجزاءُ بالأعمالِ، الناشئُ عنْ علمِ اللهِ واطلاعهِ). [تيسير الكريم الرحمن: 933]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (11-{إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ}؛ أَيْ: إِنَّ رَبَّ الْمَبْعُوثِينَ بِهِمْ لَخَبِيرٌ، لاَ تَخْفَى عَلَيْهِ مِنْهُمْ خَافِيَةٌ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَفِي غَيْرِهِ، وَلَكِنْ يُجَازِيهِمْ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ؛ أَيْ: فَإِذَا عَلِمُوا ذَلِكَ فَلا يَنْبَغِي أَنْ يَشْغَلَهُمْ حُبُّ الْمَالِ عَنْ شُكْرِ رَبِّهِمْ وَعِبَادَتِهِ وَالعَمَلِ ليومِ النُّشُورِ). [زبدة التفسير: 600]
* للاستزادة ينظر: هنا