الدروس
course cover
تفسير سورة النبأ [ من الآية (17) إلى الآية (30) ]
17 Aug 2014
17 Aug 2014

8123

0

1

course cover
تفسير جزء عمّ

القسم الأول

تفسير سورة النبأ [ من الآية (17) إلى الآية (30) ]
17 Aug 2014
17 Aug 2014

17 Aug 2014

8123

0

1


0

0

0

0

1

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18) وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (19) وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (20) إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِلطَّاغِينَ مَآَبًا (22) لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25) جَزَاءً وِفَاقًا (26) إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27) وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كِذَّابًا (28) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا (29) فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا (30) )


تفسير قوله تعالى: (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إن يوم الفصل كان ميقاتا} يقول تعالى مخبراً عن يوم الفصل، وهو يوم القيامة أنّه مؤقّتٌ بأجلٍ معدودٍ، لا يزاد عليه ولا ينقص منه، ولا يعلم وقته على التّعيين إلاّ اللّه عزّ وجلّ كما قال: {وما نؤخّره إلاّ لأجلٍ معدودٍ}). [تفسير القرآن العظيم: 8/304]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (17-30){إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17) يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18) وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَابًا (19) وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (20) إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِلْطَّاغِينَ مَآبًا (22) لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23) لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلا شَرَابًا (24) إِلا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25) جَزَاء وِفَاقًا (26) إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَابًا (27) وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا(28) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا (29) فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلا عَذَابًا (30)}

ذكر تعالى ما يكون في يومِ القيامةِ الذي يتساءلُ عنهُ المكذِّبونَ، ويجحدهُ المعاندونَ، أنه يومٌ عظيمٌ، وأن اللهَ جعله {مِيقَاتاً} للخلق). [تيسير الكريم الرحمن: 907]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (17-{إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً}: وَقْتاً وَمَجْمَعاً وَمِيعَاداً للأَوَّلِينَ والآخِرِينَ يَصِلُونَ فِيهِ إِلَى مَا وُعِدُوا بِهِ من الثَّوَابِ والعقابِ، وَسُمِّيَ يَوْمَ الْفَصْلِ؛ لأَنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ فِيهِ بَيْنَ خَلْقِهِ). [زبدة التفسير: 582]


تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يوم ينفخ في الصّور فتأتون أفواجاً}. قال مجاهدٌ: زمراً. قال ابن جريرٍ: يعني: تأتي كلّ أمّةٍ مع رسولها؛ كقوله: {يوم ندعو كلّ أناسٍ بإمامهم}.

وقال البخاريّ: {يوم ينفخ في الصّور فتأتون أفواجاً}. حدّثنا محمّدٌ، حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: (ما بين النّفختين أربعون).

قالوا: أربعون يوماً؟ قال: (أبيت). قالوا: أربعون شهراً؟ قال: (أبيت). قالوا: أربعون سنةً؟ قال: (أبيت). قال: (ثمّ ينزل اللّه من السّماء ماءً فينبتون كما ينبت البقل، ليس من الإنسان شيءٌ إلاّ يبلى إلاّ عظماً واحداً، وهو عجب الذّنب، ومنه يركّب الخلق يوم القيامة) ). [تفسير القرآن العظيم: 8/304-305]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً} ويجري فيه من الزعازع والقلاقل ما يشيب له الوليد، وتنزعج له القلوب، فتسير الجبال، حتى تكون كالهباء المبثوث، وتشقق السماء حتى تكون أبواباً، ويفصل الله بين الخلائق بحكمه الذي لا يجور، وتوقد نار جهنم التي أرصدها الله وأعدها للطاغين، وجعلها مثوى لهم ومآباً، وأنهم يلبثون فيها أحقاباً كثيرة، و(الحقب) على ما قاله كثير من المفسرين: ثمانون سنة). [تيسير الكريم الرحمن: 907]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(18-{يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ} وَهُوَ القَرْنُ الَّذِي يَنْفُخُ فِيهِ إِسْرَافِيلُ.

{فَتَأْتُونَ} إِلَى مَوْضِعِ العَرْضِ.

{أَفْوَاجاً}؛ أَيْ: زُمَراً زُمَراً وَجَمَاعَاتٍ جَمَاعَاتٍ). [زبدة التفسير: 582]


تفسير قوله تعالى: (وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (19) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وفتحت السّماء فكانت أبواباً}. أي: طرقاً ومسالك لنزول الملائكة). [تفسير القرآن العظيم: 8/305]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(19-{وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ} لِنُزُولِ الْمَلائِكَةِ.

{فَكَانَتْ أَبْوَاباً}: صَارَتْ ذَاتَ أبوابٍ كَثِيرَةٍ). [زبدة التفسير: 582]


تفسير قوله تعالى: (وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (20) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وسيّرت الجبال فكانت سراباً}؛ كقوله: {وترى الجبال تحسبها جامدةً وهي تمرّ مرّ السّحاب}. وكقوله: {وتكون الجبال كالعهن المنفوش}.

وقال ههنا: {فكانت سراباً}. أي: يخيّل إلى النّاظر أنّها شيءٌ وليست بشيءٍ، وبعد هذا تذهب بالكلّيّة فلا عين ولا أثر، كما قال: {ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربّي نسفاً فيذرها قاعاً صفصفاً لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً}. وقال: {ويوم نسيّر الجبال وترى الأرض بارزةً}). [تفسير القرآن العظيم: 8/305]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(20-{وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً}؛ أَيْ: سُيِّرَتْ عَنْ أَمَاكِنِهَا فِي الْهَوَاءِ، وَقُلِعَتْ عَنْ مَقَارِّهَا، فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا، يَظُنُّ الناظرُ أَنَّهَا سَرَابٌ). [زبدة التفسير: 582]


تفسير قوله تعالى: (إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّ جهنّم كانت مرصاداً}. أي: مرصدةً). [تفسير القرآن العظيم: 8/305]

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقال الحسن وقتادة في قوله: {إنّ جهنّم كانت مرصاداً}. يعني: أنّه لا يدخل أحدٌ الجنّة حتّى يجتاز بالنّار، فإن كان معه جوازٌ نجا، وإلاّ احتبس.

وقال سفيان الثّوريّ: عليها ثلاث قناطر). [تفسير القرآن العظيم: 8/305]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(21-{إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً}؛ أَيْ: إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ فِي حُكْمِ اللَّهِ وَقَضَائِهِ مَوْضِعَ رَصْدٍ يَرْصُدُ فِيهِ خَزَنَةُ النَّارِ الْكُفَّارَ؛ لِيُعَذِّبُوهُمْ فِيهَا، أَوْ هِيَ فِي نَفْسِهَا مُتَطَلِّعَةٌ لِمَنْ يَأْتِي إِلَيْهَا مِن الْكُفَّارِ كَمَا يَتَطَلَّعُ الراصدُ لِمَنْ يَمُرُّ بِهِ وَيَأْتِي إِلَيْهِ). [زبدة التفسير: 582]


تفسير قوله تعالى: (لِلطَّاغِينَ مَآَبًا (22) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({للطّاغين}. وهم المردة العصاة المخالفون للرّسل، {مآباً}. أي: مرجعاً ومنقلباً ومصيراً ونزلاً). [تفسير القرآن العظيم: 8/305]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(22-{لِلطَّاغِينَ مَآباً}؛ أَيْ: مَرْجِعاً يَرْجِعُونَ إِلَيْهِ، وَالْمَآبُ: الْمَرْجِعُ). [زبدة التفسير: 582]


تفسير قوله تعالى: (لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {لابثين فيها أحقاباً}. أي: ماكثين فيها أحقاباً، وهي جمع حقبٍ، وهو: المدّة من الزّمان، وقد اختلفوا في مقداره، فقال ابن جريرٍ، عن ابن حميدٍ، عن مهران، عن سفيان الثّوريّ، عن عمّارٍ الدّهنيّ، عن سالم بن أبي الجعد قال: قال عليّ بن أبي طالبٍ لهلالٍ الهجريّ: ما تجدون الحقب في كتاب اللّه المنزّل؟ قال: نجده ثمانين سنةً، كلّ سنةٍ اثنا عشر شهراً، كلّ شهرٍ ثلاثون يوماً، كلّ يومٍ ألف سنةٍ.

وهكذا روي عن أبي هريرة وعبد اللّه بن عمرٍو وابن عبّاسٍ وسعيد بن جبيرٍ وعمرو بن ميمونٍ والحسن وقتادة والرّبيع بن أنسٍ والضّحّاك، وعن الحسن والسّدّيّ أيضاً: سبعون سنةً، كذلك، وعن عبد اللّه بن عمرٍو: الحقب أربعون سنةً، كلّ يومٍ منها كألف سنةٍ ممّا تعدّون. رواهما ابن أبي حاتمٍ.

وقال بشير بن كعبٍ: ذكر لي أنّ الحقب الواحد ثلاثمائة سنةٍ، كلّ سنةٍ ثلاثمائةٍ وستّون يوماً، كلّ يومٍ كألف سنةٍ. رواه ابن جريرٍ وابن أبي حاتمٍ.

ثمّ قال ابن أبي حاتمٍ: ذكر عن عمر بن عليّ بن أبي بكرٍ الأسفذنيّ، حدّثنا مروان بن معاوية الفزاريّ، عن جعفر بن الزّبير، عن القاسم، عن أبي أمامة عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في قوله: {لابثين فيها أحقاباً}. قال: فالحقب شهرٌ، الشّهر ثلاثون يوماً، والسّنة اثنا عشر شهراً، والسّنة ثلاثمائةٍ وستّون يوماً، كلّ يومٍ منها ألف سنةٍ ممّا تعدّون، فالحقب ثلاثون ألف ألف سنةٍ.

وهذا حديثٌ منكرٌ جدًّا، والقاسم والرّاوي عنه -وهو جعفر بن الزّبير- كلاهما متروكٌ.

وقال البزّار: حدّثنا محمّد بن مرداسٍ، حدّثنا سليمان بن مسلمٍ أبو المعلّى قال: سألت سليمان التّيميّ: هل يخرج من النّار أحدٌ؟ فقال: حدّثني نافعٌ، عن ابن عمر، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: (واللّه لا يخرج من النّار أحدٌ حتّى يمكث فيها أحقاباً). قال: والحقب بضعٌ وثمانون سنةً، والسّنة ثلاثمائةٍ وستّون يوماً ممّا تعدّون.

ثمّ قال: سليمان بن مسلمٍ بصريٌّ مشهورٌ.

وقال السّدّيّ: {لابثين فيها أحقاباً}: سبعمائة حقبٍ، كلّ حقبٍ سبعون سنةً، كلّ سنةٍ ثلاثمائةٍ وستّون يوماً، كلّ يومٍ كألف سنةٍ ممّا تعدّون.

وقد قال مقاتل بن حيّان: إنّ هذه الآية منسوخةٌ بقوله: {فذوقوا فلن نزيدكم إلاّ عذاباً}. وقال خالد بن معدان: هذه الآية وقوله: {إلاّ ما شاء ربّك}. في أهل التّوحيد. رواهما ابن جريرٍ.

ثمّ قال: ويحتمل أن يكون قوله: {لابثين فيها أحقاباً} متعلّقاً بقوله: {لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً}. ثمّ يحدث اللّه لهم بعد ذلك عذاباً من شكلٍ آخر ونوعٍ آخر، ثمّ قال: والصّحيح أنّها لا انقضاء لها كما قال قتادة والرّبيع بن أنسٍ.

وقد قال قبل ذلك: حدّثني محمّد بن عبد الرّحيم البرقيّ، حدّثنا عمرو بن أبي سلمة، عن زهيرٍ، عن سالمٍ: سمعت الحسن يسأل عن قوله: {لابثين فيها أحقاباً}. قال: أمّا الأحقاب فليس لها عدّةٌ إلاّ الخلود في النّار، ولكن ذكروا أنّ الحقب سبعون سنةً، كلّ يومٍ منها كألف سنةٍ ممّا تعدّون.

وقال سعيدٌ، عن قتادة: قال اللّه تعالى: {لابثين فيها أحقاباً}. وهو ما لا انقطاع له، وكلّما مضى حقبٌ جاء حقبٌ بعده، وذكر لنا أنّ الحقب ثمانون سنةً.

وقال الرّبيع بن أنسٍ: {لابثين فيها أحقاباً}. لا يعلم عدّة هذه الأحقاب إلاّ اللّه، ولكنّ الحقب الواحد ثمانون سنةً، والسّنة ثلاثمائةٍ وستّون يوماً، كلّ يومٍ كألف سنةٍ ممّا تعدّون، رواهما أيضاً ابن جرير). [تفسير القرآن العظيم: 8/305-306]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(23-{لاَبِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً}؛ أَيْ: مَاكِثِينَ فِي النَّارِ مَا دَامَتِ الدُّهُورُ. وَالْحُقْبُ: القِطْعَةُ الطويلةُ من الزَّمانِ، إِذَا مَضَى حُقْبٌ دَخَلَ آخَرُ، ثُمَّ آخَرُ، ثُمَّ كَذَلِكَ إِلَى الأَبَدِ). [زبدة التفسير: 582]


تفسير قوله تعالى: (لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً} أي: لا يجدون في جهنّم برداً لقلوبهم ولا شراباً طيّباً يتغذّون به.

ولهذا قال: {إلاّ حميماً وغسّاقاً}. قال أبو العالية: استثنى من البرد الحميم، ومن الشّراب الغسّاق. وكذا قال الرّبيع بن أنسٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/307]

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال ابن جريرٍ: وقيل: المراد بقوله: {لا يذوقون فيها برداً}. يعني: النّوم، كما قال الكنديّ:

بردت مراشفها عليّ فصدّني ....... عنها وعن قبلاتها البرد

يعني بالبرد النّعاس والنّوم، هكذا ذكره ولم يعزه إلى أحدٍ، وقد رواه ابن أبي حاتمٍ من طريق السّدّيّ عن مرّة الطّيّب، ونقله عن مجاهدٍ أيضاً، وحكاه البغويّ عن أبي عبيدة والكسائيّ أيضاً). [تفسير القرآن العظيم: 8/307]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (وهم إذا وردوها {لاَّ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلا شَرَاباً} أي: لا ما يبرِّدُ جلودَهم، ولا ما يدفعُ ظمأهمْ). [تيسير الكريم الرحمن: 907]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(24-{لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلا شَرَاباً}: لا يَذُوقُونَ فِي جَهَنَّمَ أَوْ فِي الأحقابِ بَرْداً يَنْفَعُهُمْ مِنْ حَرِّهَا، وَلا شَرَاباً يَنْفَعُهُمْ منْ عَطَشِهَا). [زبدة التفسير: 582]


تفسير قوله تعالى: (إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إلاّ حميماً وغسّاقاً}. قال أبو العالية: استثنى من البرد الحميم، ومن الشّراب الغسّاق. وكذا قال الرّبيع بن أنسٍ. فأمّا الحميم فهو الحارّ الذي قد انتهى حرّه وحموّه، والغسّاق هو ما اجتمع من صديد أهل النّار وعرقهم ودموعهم وجروحهم، فهو باردٌ لا يستطاع من برده ولا يواجه من نتنه، وقد قدّمنا الكلام على الغسّاق في سورة (ص) بما أغنى عن إعادته، أجارنا اللّه من ذلك بمنّه وكرمه). [تفسير القرآن العظيم: 8/307]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({إِلاَّ حَمِيماً} أي: ماءً حارّاً، يشوي وجوههم، ويقطعُ أمعاءهُمْ.

{وَغَسَّاقاً} وهوَ صديدُ أهلِ النارِ، الذي هوَ في غايةِ النتنِ، وكراهةِ المذاقِ، وإنَّما استحقُّوا هذهِ العقوباتِ الفظيعةَ جزاءً لهم ووفاقاً على ما عملوا منَ الأعمالِ الموصلةِ إليهمْ، لمْ يظلمْهُمُ اللهُ، ولكن ظلمُوا أنفسَهمْ، ولهذا ذكرَ أعمالَهم، التي استحقوا بها هذا الجزاءَ، فقالَ: {إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَاباً}). [تيسير الكريم الرحمن: 907]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (25- {إِلاَّ حَمِيماً}: وَهُوَ الْمَاءُ الحارُّ.

{وَغَسَّاقاً}: وَهُوَ صَدِيدُ أَهْلِ النَّارِ). [زبدة التفسير: 582]


تفسير قوله تعالى: (جَزَاءً وِفَاقًا (26) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {جزاءً وفاقاً}. أي: هذا الذي صاروا إليه من هذه العقوبة وفق أعمالهم الفاسدة التي كانوا يعملونها في الدّنيا. قاله مجاهدٌ وقتادة وغير واحدٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/307]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(26-{جَزَاءً وِفَاقاً}: وَافَقَ الْعَذَابُ الذَّنْبَ، فَلا ذَنْبَ أَعْظَمُ مِنَ الشِّرْكِ، وَلا عَذَابَ أَعْظَمُ مِنَ النَّارِ. وَقَدْ كَانَتْ أَعْمَالُهُمْ سَيِّئَةً، فَآتَاهُمُ اللَّهُ بِمَا يَسُوؤُهُمْ). [زبدة التفسير: 582]


تفسير قوله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {إنّهم كانوا لا يرجون حساباً}. أي: لم يكونوا يعتقدون أنّ ثمّ داراً يجازون فيها ويحاسبون). [تفسير القرآن العظيم: 8/307]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَاباً} أي: لا يؤمنونَ بالبعثِ، ولا أنَّ اللهَ يجازي الخلقَ بالخيرِ والشرِّ، فلذلكَ أهملوا العملَ للآخرةِ). [تيسير الكريم الرحمن: 907]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(27-{إِنَّهُمْ كَانُوا لاَ يَرْجُونَ حِسَاباً}؛ أَيْ: قَدْ كَانُوا لا يَطْمَعُونَ فِي ثَوَابٍ وَلا يَخَافُونَ منْ حِسَابٍ؛ لأَنَّهُمْ كَانُوا لا يُؤْمِنُونَ بِالْبَعْثِ). [زبدة التفسير: 582]


تفسير قوله تعالى: (وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كِذَّابًا (28) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وكذّبوا بآياتنا كذّاباً}. أي: وكانوا يكذّبون بحجج اللّه ودلائله على خلقه التي أنزلها على رسله، فيقابلونها بالتّكذيب والمعاندة.

وقوله: {كذّاباً}. أي: تكذيباً، وهو مصدرٌ من غير الفعل، قالوا: وقد سمع أعرابيٌّ يستفتي الفرّاء على المروة: آلحلق أحبّ إليك أو القصّار؟ وأنشد بعضهم:

لقد طال ما ثبّطتني عن صحابتي ....... وعن حوجٍ قضّاؤها من شفائيا). [تفسير القرآن العظيم: 8/307]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّاباً} أي: كذَّبوا بها تكذيباً واضحاً صريحاً وجاءتهمُ البيناتُ فعاندوهَا). [تيسير الكريم الرحمن: 907]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(28-{وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّاباً}؛ أَيْ: كَذَّبُوا بالآياتِ القرآنِيَّةِ تَكْذِيباً شَدِيداً). [زبدة التفسير: 582]


تفسير قوله تعالى: (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا (29) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وكلّ شيءٍ أحصيناه كتاباً}. أي: وقد علمنا أعمال العباد كلّهم وكتبناها عليهم، وسنجزيهم على ذلك إن خيراً فخيرٌ، وإن شرًّا فشرٌّ). [تفسير القرآن العظيم: 8/307]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({وَكُلُّ شَيْءٍ} من قليلٍ وكثيرٍ، وخيرٍ وشرٍّ {أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً} أي: كتبناهُ في اللَّوحِ المحفوظِ، فلا يخشى المجرمونَ أنَّا عذبناهُم بذنوبٍ لم يعملوهَا، ولا يحسبوا أنَّه يضيعُ منْ أعمالِهِم شيء، أو ينسى منها مثقالُ ذرةٍ، كمَا قالَ تعالى: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً}). [تيسير الكريم الرحمن: 907]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(29-{وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً}: كَتَبْنَاهُ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ؛ لِتَعْرِفَهُ الْمَلائِكَةُ، وَقِيلَ: أَرَادَ مَا كَتَبَهُ الْحَفَظَةُ عَلَى الْعِبَادِ مِنْ أَعْمَالِهِمْ). [زبدة التفسير: 582]


تفسير قوله تعالى: (فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا (30) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فذوقوا فلن نزيدكم إلاّ عذاباً}. أي: يقال لأهل النّار ذوقوا ما أنتم فيه، فلن نزيدكم إلاّ عذاباً من جنسه، {وآخر من شكله أزواجٌ}.

قال قتادة، عن أبي أيّوب الأزديّ، عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: لم ينزل على أهل النّار آيةٌ أشدّ من هذه:{فذوقوا فلن نزيدكم إلاّ عذاباً}. قال فهم في مزيدٍ من العذاب أبداً.

وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا محمّد بن محمّد بن مصعبٍ الصّوريّ، حدّثنا خالد بن عبد الرّحمن، حدّثنا جسر بن فرقدٍ، عن الحسن قال: سألت أبا برزة الأسلميّ عن أشدّ آيةٍ في كتاب اللّه على أهل النّار؟ قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قرأ:{فذوقوا فلن نزيدكم إلاّ عذاباً}. فقال: (هلك القوم بمعاصيهم اللّه عزّ وجلّ). جسر بن فرقدٍ ضعيف الحديث بالكلّيّة). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 307-308]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({فَذُوقُوا} أيها المكذِّبونَ هذا العذابَ الأليمَ والخزيَ الدائمَ.

{فَلَن نَزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً} وكلَّ وقتٍ وحينٍ يزدادُ عذابهمْ [وهذهِ الآيةُ أشدُّ الآياتِ في شدةِ عذابِ أهلِ النارِ أجارَنا اللهُ منها] ). [تيسير الكريم الرحمن: 907]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(30-{فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً} يُقَالُ لَهُمْ هَذَا؛ لِكُفْرِهِمْ وَتَكْذِيبِهِمْ بِالآياتِ وَقَبَائِحِ أَفْعَالِهِمْ؛ أَيْ: فَهُمْ فِي مَزِيدٍ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَبَداً). [زبدة التفسير: 582]


* للاستزادة ينظر: هنا