7 Sep 2014
تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30) وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (31) وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ (32) وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ (33) فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (35) هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36)}
تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (يخبر تعالى عن المجرمين أنّهم كانوا في الدّار الدّنيا يضحكون من المؤمنين، أي: يستهزئون بهم ويحتقرونهم، وإذا مرّوا بالمؤمنين يتغامزون عليهم، أي: محتقرين لهم). [تفسير القرآن العظيم: 8/353]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (لمَّا ذكرَ تعالى جزاءَ المجرمينَ وجزاء المؤمنينَ، و ما بينهما من التفاوتِ العظيمِ، أخبرَ أنَّ المجرمينَ كانوا في الدنيا يسخرونَ بالمؤمنينَ، ويستهزؤونَ بهمْ، ويضحكونَ منهمْ، ويتغامزونَ بهمْ عندَ مرورِهم عليهمُ، احتقاراً لهم وازدراءً، ومعَ هذا تراهُمْ مطمئنينَ، لا يخطرُ الخوفُ على بالِهم). [تيسير الكريم الرحمن: 916]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(29-{إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا}: وَهُمْ كُفَّارُ قُرَيْشٍ وَمَنْ وَافَقَهُمْ عَلَى الْكُفْرِ، {كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ}: يَسْتَهْزِئُونَ بِالمُؤْمِنِينَ، وَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ). [زبدة التفسير: 588]
تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (يخبر تعالى عن المجرمين أنّهم كانوا في الدّار الدّنيا يضحكون من المؤمنين، أي: يستهزئون بهم ويحتقرونهم، وإذا مرّوا بالمؤمنين يتغامزون عليهم، أي: محتقرين لهم). [تفسير القرآن العظيم: 8/353] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (لمَّا ذكرَ تعالى جزاءَ المجرمينَ وجزاء المؤمنينَ، و ما بينهما من التفاوتِ العظيمِ، أخبرَ أنَّ المجرمينَ كانوا في الدنيا يسخرونَ بالمؤمنينَ، ويستهزؤونَ بهمْ، ويضحكونَ منهمْ، ويتغامزونَ بهمْ عندَ مرورِهم عليهمُ، احتقاراً لهم وازدراءً، ومعَ هذا تراهُمْ مطمئنينَ، لا يخطرُ الخوفُ على بالِهم). [تيسير الكريم الرحمن: 916] (م)
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(30-{وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ} مِنَ الْغَمْزِ، وَهُوَ الإشارةُ بالجُفُونِ والحواجبِ، يُعَيِّرُونَهُمْ بِالإِسْلامِ وَيَعِيبُونَهُمْ بِهِ). [زبدة التفسير: 588]
تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (31) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( (وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فاكهين). أي: وإذا انقلب - أي: رجع - هؤلاء المجرمون إلى منازلهم انقلبوا إليها فاكهين، أي: مهما طلبوا وجدوا ومع هذا ما شكروا نعمة اللّه عليهم، بل اشتغلوا بالقوم المؤمنين يحتقرونهم ويحسدونهم). [تفسير القرآن العظيم: 8/353-354]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ} صباحاً أو مساءً {انْقَلَبُوا فَكِهِينَ} أي: مسرورينَ مغتبطينَ، وهذا من أعظمِ ما يكونُ من الاغترارِ، أنهَّم جمعوا بينَ غاية الإساءةِ والأمنِ في الدنيا، حتى كأنهَّمْ قدْ جاءهُمْ كتابٌ منَ اللهِ وعهدٌ، أنهَّم منْ أهلِ السعادةِ، وقدْ حكمُوا لأنفسهمْ أنهَّمْ أهلُ الهدى، وأنَّ المؤمنينَ ضالونَ، افتراءً على اللهِ، وتجرؤاً على القولِ عليه بلا علمٍ). [تيسير الكريم الرحمن: 916]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(31-{وَإِذَا انْقَلَبُوا}؛ أَيْ: رَجَعَ الْكُفَّارُ {إِلَى أَهْلِهِمُ} مِنْ مَجَالِسِهِمْ، {انْقَلَبُوا فَكِهِينَ}؛ أَيْ: مُعْجَبِينَ بِمَا هُمْ فِيهِ مُتَلَذِّذِينَ بِهِ، يَتَفَكَّهُونَ بِذِكْرِ الْمُؤْمِنِينَ وَالطَّعْنِ فِيهِمْ والاستهزاءِ بِهِمْ). [زبدة التفسير: 588]
تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ (32) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإذا رأوهم قالوا إنّ هؤلاء لضالّون}. أي: لكونهم على غير دينهم). [تفسير القرآن العظيم: 8/354]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ} صباحاً أو مساءً {انْقَلَبُوا فَكِهِينَ} أي: مسرورينَ مغتبطينَ، وهذا من أعظمِ ما يكونُ من الاغترارِ، أنهَّم جمعوا بينَ غاية الإساءةِ والأمنِ في الدنيا، حتى كأنهَّمْ قدْ جاءهُمْ كتابٌ منَ اللهِ وعهدٌ، أنهَّم منْ أهلِ السعادةِ، وقدْ حكمُوا لأنفسهمْ أنهَّمْ أهلُ الهدى، وأنَّ المؤمنينَ ضالونَ، افتراءً على اللهِ، وتجرؤاً على القولِ عليه بلا علمٍ). [تيسير الكريم الرحمن: 916] (م)
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(32-{وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّونَ} فِي اتِّبَاعِهِمْ مُحَمَّداً، وَتَمَسُّكِهِمْ بِمَا جَاءَ بِهِ، وَتَرْكِهِمُ التَّنَعُّمَ الحَاضِرَ). [زبدة التفسير: 588]
تفسير قوله تعالى: (وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ (33) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {وما أرسلوا عليهم حافظين}. أي: وما بعث هؤلاء المجرمون حافظين على هؤلاء المؤمنين ما يصدر منهم من أعمالهم وأقوالهم، ولا كلّفوا بهم، فلم اشتغلوا بهم وجعلوهم نصب أعينهم؟
كما قال تعالى: {اخسؤوا فيها ولا تكلّمون إنّه كان فريقٌ من عبادي يقولون ربّنا آمنّا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الرّاحمين فاتّخذتموهم سخريًّا حتّى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون إنّي جزيتهم اليوم بما صبروا أنّهم هم الفائزون}.
ولهذا قال ههنا: {فاليوم}. يعني: يوم القيامة، {الّذين آمنوا من الكفّار يضحكون}). [تفسير القرآن العظيم: 8/354]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (قالَ تعالى: {وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ} أي: وما أرسلُوا وكلاءَ على المؤمنينَ ملزمينَ بحفظِ أعمالهِم، حتىَّ يحرصوا على رميِهم بالضلالِ، وما هذا منْهم ألا تعنُّتٌ وعنادٌ وتلاعبٌ، ليسَ له مستندٌ ولا برهانٌ، ولهذا كانَ جزاؤُهم في الآخرةِ منْ جنسِ عملِهم). [تيسير الكريم الرحمن: 916]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(33-{وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ}: لَمْ يُرْسَلُوا عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنْ جِهَةِ اللَّهِ مُوَكَّلِينَ بِهِمْ يَحْفَظُونَ عَلَيْهِمْ أَحْوَالَهُمْ وَأَعْمَالَهُمْ). [زبدة التفسير: 588-589]
تفسير قوله تعالى: (فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فاليوم}. يعني: يوم القيامة، {الّذين آمنوا من الكفّار يضحكون}. أي: في مقابلة ما ضحك بهم أولئك). [تفسير القرآن العظيم: 8/354]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (ولهذا كانَ جزاؤُهم في الآخرةِ منْ جنسِ عملِهم قالَ تعالى: {فَالْيَوْمَ} أي: يومَ القيامةِ، {الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ} حينَ يرونهَم في غمراتِ العذابِ يتقلبونَ، وقد ذهبَ عنْهم ما كانُوا يفترونَ). [تيسير الكريم الرحمن: 916]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(34-{فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا} الْمُرَادُ باليَوْمِ: الْيَوْمُ الآخِرُ.{مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ}؛ أَيْ: إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَضْحَكُونَ من الْكُفَّارِ حِينَ يَرَوْنَهُمْ أَذِلاَّءَ مَغْلُوبِينَ قَدْ نَزَلَ بِهِمْ مَا نَزَلَ مِنَ الْعَذَابِ، كَمَا ضَحِكَ الْكُفَّارُ مِنْهُمْ فِي الدُّنْيَا). [زبدة التفسير: 589]
تفسير قوله تعالى: (عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (35) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({على الأرائك ينظرون}. أي: إلى اللّه عزّ وجلّ في مقابلة من زعم فيهم أنّهم ضالّون وليسوا بضالّين، بل هم من أولياء اللّه المقرّبين ينظرون إلى ربّهم في دار كرامته). [تفسير القرآن العظيم: 8/354]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (والمؤمنونَ في غايةِ الراحةِ والطمأنينةِ {عَلَى الأَرَائِكِ} وهي السررُ المزينةُ، {يَنْظُرُونَ} إلى ما أعدَّ اللهُ لهم من النعيمِ، وينظرونَ إلى وجهِ ربِّهم الكريمِ). [تيسير الكريم الرحمن: 916]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(35-{عَلَى الأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ}؛ أَيْ: يَنْظُرُونَ إِلَى أَعْدَاءِ اللَّهِ وَهُمْ يُعَذَّبُونَ فِي النَّارِ وَالمُؤْمِنُونَ مُتَنَعِّمُونَ عَلَى الأَرَائِكِ). [زبدة التفسير: 589]
تفسير قوله تعالى: (هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {هل ثوّب الكفّار ما كانوا يفعلون}. أي: هل جوزي الكفّار على ما كانوا يقابلون به المؤمنين من الاستهزاء والتّنقّص أم لا؟ يعني: قد جوزوا أوفر الجزاء وأتمّه وأكمله). [تفسير القرآن العظيم: 8/354]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} أي: هلْ جوزُوا منْ جنسِ عملِهم؟
فكما ضحكُوا في الدنيا من المؤمنينَ ورموهُم بالضلالِ، ضحكَ المؤمنونَ منْهم في الآخرةِ، ورأوهم في العذابِ والنكالِ، الذي هو عقوبةُ الغيِّ والضلالِ.
نعم، ثوِّبُوا ما كانُوا يفعلونَ، عدلاً من الله وحكمة، والله عليمٌ حكيمٌ). [تيسير الكريم الرحمن: 916-917]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (36- {هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}؛ أَيْ: قَدْ وَقَعَ الْجَزَاءُ للكُفَّارِ بِمَا كَانَ يَقَعُ مِنْهُمْ فِي الدُّنْيَا مِنَ الضَّحِكِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالاسْتِهْزَاءِ بِهِمْ). [زبدة التفسير: 589]
* للاستزادة ينظر: هنا