الدروس
course cover
المرحلة الثالثة: مرحلة النشر العلمي
26 Dec 2015
26 Dec 2015

15541

0

1

course cover
التكوين العلمي لطالب العلم

القسم الأول

المرحلة الثالثة: مرحلة النشر العلمي
26 Dec 2015
26 Dec 2015

26 Dec 2015

15541

0

1


0

0

1

0

0

المرحلة الثالثة: مرحلة النشر العلمي

والمراد بالنشر العلمي إفادة طلاب العلم من علمهم بعد إحسان التأسيس العلمي، وقطع شوط حسن في البناء العلمي، وهي مرحلة مهمّة لتحسين إفادة الطالب لغيره من علمه، فمن الناس من يحصّل علماً غزيراً لكن لا يُنتفع به كما يؤمّل منه، ولذلك أسباب يرجع قسم منها إلى أنه لم يسلك الطريقة المناسبة لنشر علمه.

أنواع النشر العلمي:

والنشر العلمي له أنواع كثيرة يمكن للعالم وطالب العلم تبليغ علمه عن طريقها:

ومنها: إلقاء الكلمات والدروس والمواعظ والخطب إلقاء صوتياً أو مرئياً.

ومنها: التصدر للفتوى وإجابة أسئلة السائلين.

ومنها: تأليف الكتب التعليمية المحررة؛ كشروح المتون العلمية وغيرها.

ومنها: كتابة الرسائل والمقالات.

ومنها: إعداد البحوث العلمية القيّمة.

ومنها: إعداد الفهارس العلمية والكشافات التحليلية.

ومنها: إجراء الدراسات العلمية المتخصصة في أبواب من العلم.

ومنها: النهوض ببعض الأعمال الدعوية التي تتطلب قدراً حسناً من التأهّل العلمي؛ ومنها: إقامة المشروعات العلمية المتنوّعة كتنظيم الدورات العلمية، وإنشاء المعاهد والهيئات العلمية، وإنشاء المواقع العلمية.

تنبيهات:

ينبغي أن يختار طالب العلم الطريقة الأوفق له في النشر العلمي، وأن يتدرّب على مهاراتها ويعدّ نفسه لها إعداداً حسناً:

- فمن الطلاب من يجيد الحديث والإلقاء، وله أسلوب مؤثر، فهؤلاء ينبغي لهم أن يعتنوا بما أنعم الله عليهم من هذه النعم، بتحسين سبل الإفادة منها.

- ومن الطلاب من لا يفتح له في الإلقاء، وكلما أراد أن يتجشّمه وجد مشقّة بالغة وحرجاً ، لكنّه قد فتح له في الكتابة فله بها أسلوب حسن مؤثر؛ فينبغي له أن يعتني بما فتح الله له.

- ومنهم من وهبه الله قدرة عالية على الإدارة وحسن القيادة والأعمال الميدانية؛ فهؤلاء يوصون بالنهوض بالمشروعات العلمية والدعوية، وأن يجتهدوا في ذلك.

إلى غير ذلك من أنواع الفتوحات في الملكات والقدرات، التي أرجو أن لا يعدم إحداها طالب علم صادق، ومن طلاب العلم من يجمع الله له عدداً منها، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

والمقصود أن طالب العلم ينبغي له في مرحلة النشر العلمي أن يحرص على أمرين:

الأول: أن يعتني بجوانب الإحسان والإجادة إليه، وقد روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: (قيمة كلّ امرئ ما يحسنه).

والثاني: أن يتجنّب تكلّف ما يشقّ عليه، فقد يكون ما زوي عنه فراغاً له ليعتني بما فتح له فيه، وليحذر من الموازنات الجائرة، ومحاكاة من لا يمكنه مقاربتهم فيما فتح لهم فيه، وليحرص على التعرّف على ما وهبه الله من المهارات والملكات العلمية النافعة، فيجتهد في تنميتها وتحسينها.

ولا بأس أن يعالج بعض جوانب الضعف لديه في الأمور الأخرى لكن بقدر لا يشقّ عليه، ولا يشغله عما فتح له فيه.

والكلام في تفاصيل مرحلة النشر العلمي يطول، ولعل الله يهيّئ مقاماً آخر لحسن الإفاضة فيه.

"اللهم انفعنا بما علمتنا ، وعلمنا ما ينفعنا ، وارزقنا علماً تنفعنا به "