الدروس
course cover
مراحل التكوين العلمي لطالب العلم | المرحلة الأولى: التأسيس العلمي
26 Dec 2015
26 Dec 2015

15654

0

1

course cover
التكوين العلمي لطالب العلم

القسم الأول

مراحل التكوين العلمي لطالب العلم | المرحلة الأولى: التأسيس العلمي
26 Dec 2015
26 Dec 2015

26 Dec 2015

15654

0

1


0

0

0

0

1

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان مراحل التكوين العلمي لطالب العلم


الحمد لله الذي شرّف العلم والعلماء، وأقامهم على معالم دينه أدلاء، وجعلهم خير هذه الأمة، يعلّمون الناس الخير، ويفقهونهم في الدين، ويأمرونهم بالمعروف، وينهونهم عن المنكر، ويبيّنون لهم ما أنزل الله في كتابه من البيّنات والهدى.

والصلاة والسلام على إمام المتّقين، وسيّد المعلّمين، أعلم الناس بالله وأتقاهم، وأحبّهم إليه وأخشاهم له، وأحسنهم هدياً، وأفصحهم بيانا، نبيّنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن اتّبع هداه أمّا بعد:

فهذه الدورة المختصرة في تلخيص الدروس العلمية يراد منها :

- تعريف الطالب بأهمية التلخيص العلمي.

- وبيان أنواعه.

- وشرح خطواته.

- وتعريف الطالب بمعايير جودة التلخيص؛ حتى يكون تلخيصه حسناً نافعاً.

- وتنبيه الطالب على جملة من الأخطاء الشائعة، وتحذيره مما يحرمه مواصلة طلب العلم كما ينبغي.

وقبل الحديث في تفصيل دروس هذه الدورة سأقدّم مقدّمة مهمّة في بيان مراحل التكوين العلمي لطالب العلم؛ حتى يكون الطالب على بيّنة من هذه المراحل، وليعرف ما يحتاج إليه في كلّ مرحلة منها، حتى يحسن سيره في طلب العلم بإذن الله تعالى، ويختصر على نفسه كثيراً من الجهد والوقت، ويستفيد من تجارب من سبقوه من طلاب العلم والعلماء الذين أفنوا حياتهم في تعلّم العلم وتعليمه؛ وسبروا طرائق ضبطه وتحصيله، وعانوا في سبيل ذلك ما عانوا، وذاقوا من حلاوة ثمرته ما ذاقوا، ووجدوا من الفائدة العلمية، وتبوؤا من المكانة العليّة ما هوّن عليهم تلك الشدائد والصعوبات.

كأنّك لم توتر من الدهر مرّة .. إذا أنت أدركت الذي أنت طالبه

مراحل التكوين العلمي لدى طالب العلم

يمر طالب العلم والعالم في مسيرته العلمية بثلاث مراحل مهمّة هي:

· مرحلة التأسيس العلمي

· ومرحلة البناء العلمي.

· ومرحلة النشر العلمي.

وهذه المراحل الثلاث ينبني بعضها على بعض، والإخلال بما تتطلّبه كلّ مرحلة سيظهر أثره على طالب العلم في المراحل الأخرى، وهي مراحل يتفاوت العلماء وطلاب العلم فيها تفاوتا كبيراً؛ فأعلمهم أحسنهم أخذاً بما تتطلّبه كلّ مرحلة من هذه المراحل.

وتسميتها بهذه الأسماء إنما هي لأجل توصيف ما تتطلّبه كلّ مرحلة، ولو سمّيت بغير هذه الأسماء مما يدلّ على حقيقة المراد بها فالأمر مقارب.

المرحلة الأولى: مرحلة التأسيس العلمي

معنى التأسيس العلمي:

يراد بالتأسيس العلمي أن يكون لدى الطالب في كل علم من العلوم الشرعية وما يعين عليها من العلوم المساعدة أساساً متيناً، على أصول مختصرة يتقن دراستها، ويضبط مسائلها، حتى يلمّ بعامّة مسائل تلك العلوم إلماماً حسناً بما يناسب المبتدئين من طلاب العلم، ينتقل بعد ذلك انتقالاً صحيحاً إلى مرحلة المتوسّطين.

أهمية مرحلة التأسيس العلمي

مرحلة التأسيس العلمي هي أولى المراحل وأهمّها، فمن أحسن فيها كان ما بعدها يسيراً عليه، ومن أخلّ بها فهو إما طالب محروم من مواصلة طلب العلم، وإما طالب ظاهر النقص في الأدوات العلمية، وسيظهر أثر نقصه وتفريطه عليه في المراحل التالية؛ لأن البناء العلمي لطالب العلم كالبناء الحسّي للبنيان؛ إذا كان التأسيس جيداً؛ رفع الباني بناءه وشيّده تشييداً حسناً على أساس متين، ومن كان في تأسيسه خلل كان على خطر من أن يكون في بنيانه خلل يهدمه أو يشوّهه.

كيف يكون التأسيس العلمي؟

يكون التأسيس العلمي الجيّد في كلّ علم بدراسة كتاب مختصر فيه بطريقة متقنة ميسّرة تحت إشراف علمي؛ فقيام التأسيس العلمي على هذه الركائز الأربع:

الركيزة الأولى: أن يدرس كتاباً مختصراً غير مطوّل، حتى يتمكن من الإلمام بمسائل ذلك العلم إلماماً شاملاً بما يناسب المبتدئين فيه في مدّة قصيرة نسبياً؛ فيعرف أبواب العلم الذي يدرسه، ويعرف مسائل كلّ باب، ويعرف خلاصة القول في كلّ مسألة، ويعرف كيف يدرس المسائل العلمية في ذلك العلم.

والركيزة الثانية: أن تكون دراسته دراسة متقنة؛ فلا يجاوز الدرس حتى يضبط مسائله جيداً، وإذا درس عددا من الدروس عاد إلى ما سبقت له دراسته بالمراجعة ليثبّت علمه به حتى لا ينساه.

فالدراسة المتقنة هي التي تنفع صاحبها بإذن الله تعالى، وأما الطالب الذي يقرأ الدرس قراءة عابرة، ثم يجاوزه إلى دروس أخرى من غير مراجعة ولا ضبط؛ فإنما هو كالذي يكتب على الرمل يوشك أن تذهب الريح بما كتب.

والركيزة الثالثة: أن تكون دراسته ميسّرة غير شاقة؛ لأنّ الذي يتكلّف طريقة عسرة عليه لا يواصل طلب العلم غالباً، وقد قيل: (المنبتّ لا ظهراً أبقى ولا أرضاً قطع).

والركيزة الرابعة: الإشراف العلمي، وذلك لأن طالب العلم في بداية طلبه للعلم يحتاج إلى من يرشده ويبصّره، ويعرّفه بجوانب الإجادة والإحسان لديه، ومواضع الخلل والتقصير، ويقوّم له دراسته وتحصيله، ويرشده إلى الخطة المنهجية التي تصلح له، ومن فرّط في هذه الركيزة كان على خطر من انحراف منهجه في طلب العلم، وكثرة الخطأ والالتباس لديه في تصور المسائل العلمية، والبناء عليها.

كيف يكون ضبط المسائل العلمية؟

ضبط المسائل العلمية له طريقتان:

الأولى: ضبط الصدر، وهو حفظ المسائل العلمية عن ظهر قلب.

والثانية: ضبط الكتاب، وهو تقييد المسائل العلمية في كتاب يحفظها؛ وتسهل مراجعته.

ولا بد في الطريقتين من مداومة على المراجعة لتثبيت هذا الضبط حتى لا ينساه الطالب، وإذا اعتاد الطالب تعاهد محفوظاته ومدوّناته في طلب العلم بالمراجعة والإضافة فإنّها تثبت بإذن الله تعالى، وتتّسع مداركه شيئاً فشيئاً بكثرة المراجعة والتأمّل والإضافة، وتزداد بركته وتعظم بالإفادة منه.

تفاوت طلاب العلم في الحفظ والفهم

تفاوت طلاب العلم في الحفظ والفهم ظاهر بيّن، ولذلك فإنّ طلاب العلم على أربع مراتب:

المرتبة الأولى: الذين جمعوا بين حسن الفهم وقوّة الحفظ؛ وهؤلاء بأفضل المنازل؛ فإنّهم يحصّلون علماً غزيراً في مدّة وجيزة إذا داوموا على طلب العلم باجتهاد على خطة صحيحة بإشراف علمي، وأصحاب هذه المرتبة قد يحصّل الطالب منهم في سنة ما لا يحصّله غيره في بضع سنوات.

والمرتبة الثانية: الذين رُزقوا حسن الفهم مع ضعف في الحفظ؛ فهؤلاء يوصون بالعناية بضبط المسائل العلمية جيداً بالكتابة؛ وأن يعتنوا بالتلخيص، ويعالجوا ضعف الحفظ بمداومة المراجعة لملخصاتهم وتهذيبها والإضافة إليها، ومواصلة طلب العلم بتدرّج حسن؛ ثم تعليم العلم لغيرهم والإفادة من ملخصاتهم؛ فإنّه يمكنهم بذلك حفظ قدر مهم من العلم في صدورهم، ومَن تعاهد العلم حفظه؛ ومن عمل به وأنفق منه بورك له فيه، وليحذر هؤلاء من آفتين خطيرتين:

الأولى: ترك المراجعة.

والثانية: التذبذب في مناهج الطلب.

والمرتبة الثالثة: الذين أوتوا قوّة الحفظ مع تعسّر الفهم ومشقّته، وهؤلاء يوصون بالعناية بالتواصل مع عالم أو طالب علم متمكّن ليختبر فهمهم لمسائل العلم، وكلما ضبطوا مسائل درس من الدروس فليعتنوا بحفظها، وبمواصلة الدراسة والضبط على هذه الطريقة يعالجون ما كان لديهم من تعسّر الفهم، وتتضح لهم الطريقة، ويحرزوا من العلم النافع حظاً وفيراً بإذن الله تعالى، ثم إذا أتمّوا مرحلة التأسيس العلمي ؛ فليعتنوا بالتخصص الذي يناسب حفظهم وملكاتهم العلمية، ومن تخصص في علم وضبط مسائله سهل عليه فهمه بإذن الله تعالى.

والمرتبة الرابعة: الذين لديهم ضعف في الحفظ وتعسّر في الفهم، وهؤلاء يرجى لهم أن يضاعف لهم أجر طلبهم للعلم؛ لما يجدون فيه من المشقة، ومن جاهد منهم وواصل طلب العلم، رجي له أن يوفّق لقدر حسن من الضبط العلمي يكفيه بإذن الله تعالى، ويبلّغه لأن يكون من أهل العلم، ومن صدق في طلب العلم صدقه الله.

وأصحاب هذه المراتب الأربع ينفعهم التلخيص العلمي الجيّد نفعاً كبيراً بإذن الله تعالى إذا أحسنوا طريقته.

الصدق في طلب العلم:

لما حضرت معاذ بن جبل رضي الله عنه الوفاة قيل له أوصنا فقال: "إن العلم والإيمان مكانهما من ابتغاهما وجدهما " كررها ثلاثا. رواه أحمد والترمذي والنسائي.

وقال إبراهيم النخعي: (قلَّ ما طلب إنسانٌ علماً إلا آتاه الله منه ما يكفيه). رواه ابن سعد.

فمن صدق في طلب العلم وفق له، لأنّ الله تعالى هو الذي يعلّم، والعبد إنّما يبذل أسباب التعلّم، وقد قال الله عز وجل: {واتقوا الله ويعلمكم الله}، وقال جلّ ذكره: {فاذكروا الله كما علّمكم ما لم تكونوا تعلمون}، وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وارزقني علما تنفعني به» رواه النسائي في الكبرى والحاكم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.

وهذا يُستفاد منه أنّ من صدق في طلب العلم يسّر الله له أسباب التعلّم، حتى يحصّل علماً نافعاً مباركاً.

ويتحقق صدق الطلب بأمرين:

الأول: إخلاص النية لله تعالى، وتصحيح المقاصد.

والثاني: العزيمة على تحصيل العلم، ونبذ التواني.

سمات مرحلة التأسيس العلمي:

تمتاز مرحلة التأسيس العلمي بأنها دراسة طويلة متأنيّة، وفيها مشقّة محتملة بإذن الله.

1: فأمّا طولها فهو طول نسبي؛ لأن الطالب قد يمكث في دراسة الكتاب المختصر الواحد أشهراً؛ لثلاثة أمور:

الأمر الأول: أنّ أبواب ذلك العلم ومسائله جديدة عليه، لم يسبق له دراستها جيداً.

والأمر الثاني: أنه يحتاج إلى أن يُشرح له ذلك الكتاب، ولا سيما المتون والمنظومات العلمية.

وبعد اجتياز مرحلة التأسيس العلمي تكون قراءة الكتب في العلم الذي يطلبه أيسر عليه بإذن الله، ولا سيما إذا سار فيها على خطة متدرّجة، وأحسن دراسة كل كتاب؛ فإنّ حاجته للشرح في الكتب التالية ليست كحاجته لشرح أوّل كتاب؛ بل يكفيه تعليق يسير، لأن كثيراً من مسائل ذلك العلم قد درسها في الكتاب المختصر.

والأمر الثالث: أن همّة الطالب منصرفة إلى إتقان الدراسة، والتحقق من صحّة فهمه، وجودة ضبطه.

وهذا أمر عامّ في كلّ صنعة يتعلّمها المرء، فإنّه يمكث في أداء مهامّها الأولّية مدة طويلة، ثمّ تسهل عليه بعد ذلك، فالذي يتعلم الكتابة أول ما يتعلمها تكون كتابته بطيئة، لأن همته منصرفة إلى محاولة إتقان كتابة الأحرف، ثمّ كتابة الكلمات، ويحتاج إلى تدرب ومتابعة حتى ينطلق في الكتابة ويتمهّر فيها، وكذلك الذي يتعلم قيادة السيارة في أول الأمر تكون قيادته بطيئة، ويكون فيها ما يكون من التردد والاضطراب والخطأ لأن ذهنه منصرف إلى محاولة إتقان القيادة بسلام، قبل التفكير في تحسين مهارات القيادة، وهذه الأمثلة مع الفارق تقرّب الصورة للطالب المبتدئ في طلب العلم، وتبيّن له أنّه يحتاج في مرحلة التأسيس إلى وقت كاف لإتقان طريقة دراسة المسائل العلمية وضبطها.

2: وأما التأنّي في دراسة الكتب المختصرة في مرحلة التأسيس فأمر مهمّ؛ حتى يمكنه أن يدرسها بإتقان وضبط حسن، وينبغي لطالب العلم أن يحذر من العجلة في هذه المرحلة، وأن لا يسأم من التكرار والمراجعة، لأنّه لا سبيل إلى التأسيس العلمي الجيّد بغير تأنّ وضبط، وكلّ عجلة تفوّت على صاحبها ضبط بعض المسائل العلمية فسيكون لها أثر عليه فيما بعد.

وقد صحّ أن الله تعالى يحبّ الأناة، وكلّ خصلة يحبّها الله فهي مظنّة للبركة.

3: وأمّا المشقّة التي تكون في أوّل طلب العلم؛ فلا بدّ منها، وهي من حِكَم الابتلاء، لكن من صبر على مشقّة طلب العلم ومرارته رجي له أن يجد لذّته وحلاوته، وأن يسهّل الله له طريق الطلب، ويحبّبه إليه، وينير بصيرته حتى يعرف حسن عاقبته ، وعظيم ثمرته.

محاذير وتنبيهات:

ينبغي أن يحذر الطالب في مرحلة التأسيس العلمي من الأخطاء الشائعة التي حرم بها كثير من طلاب العلم من مواصلة الطلب، ومن الانتفاع بما تعلّموه، ومن ذلك:

1: العجلة؛ فإن الاستعجال في قراءة الدروس من دون ضبط آفة تضعف انتفاع الطالب بدراسته، وتضيع عليه كثيراً من الجهد والوقت، لأنّ الدروس التي قرأها إذا لم يضبط مسائلها جيّدا فهو إما أن يتجاوزها من غير إتقان؛ فلا يمكنه البناء على ما درس، في المراحل اللاحقة، وسيضطر إلى دراسة الكتب المتقدّمة كما لو كان من المبتدئين، وإما أن يعود إلى ذلك الكتاب المختصر فيعيد دراسته بإتقان؛ فيكون قد أطال على نفسه الوقت، وضاعف الجهد.

2: التذبذب في مناهج الطلب، والتردد بين الكتب والشيوخ، وهذه آفة حرم بها كثير من طلاب العلم من مواصلة الطلب، فتمضي عليهم سنوات وهم لا يزالون في مرحلة المبتدئين، وقد كلّت قواهم ، وضعفت عزائمهم، لأنّهم لم يروا ثمرة واضحة لتحصيلهم العلمي يبلغون به مرتبة المتوسّطين من طلبة العلم على أدنى تقدير.

3: التوصيات الخاطئة من الطلاب المبتدئين، ومن لم يعرف بالخبرة في مناهج الطلب، وكم من طالب حرم مواصلة الطلب بوصيّة خاطئة من مبتدئ لم يجرّب أو رجل غير حكيم في التوصيات يوصي الطالب بما لا يلائمه، ولا يراعي الفروق بين الطلاب في الملكات والقدرات.

وينبغي لطالب العلم أن لا يقبل وصية منهجية من غير عالم أو طالب علم متمكّن صاحب خبرة ومعرفة بمناهج الطلب.

4: الاستجابة للقواطع والشواغل عن طلب العلم، وتأجيل طلب العلم، أو دراسة بعض الدروس العلمية لأدنى عارض.

وقد عُلم بالتجربة أن الذي يؤجل طلب العلم إلى حين تحسّن أحواله، وقلّة أشغاله لا يواصل طلب العلم غالبا، وإنما يواصل الطلب من جعل للعلم أولوية تزاحم أشغاله.

وذلك لأن طلب العلم فضيلة محفوفة بالمكاره، وليست مرتعاً سهلاً لضعفاء العزيمة والهمة؛ فمن صبر على المكاره واجتهد في الطلب ظفر بفضائل العلم وارتفع شأنه بسبب صبره على طلب العلم ابتغاء مرضاة الله، وقد كان العلماء يُبتلون بأمور شديدة فلا تصرفهم عن طلب العلم، ولا تثني عزائمهم، فرفع الله شأنهم وأعطاهم ما طلبوه بصدق وعزيمة، وقد قال يحيى بن أبي كثير: (العلم لا يستطاع براحة الجسد).