16 Nov 2008
النوع الرابع : قراءات النبي صلى الله عليه وسلم الواردة عنه
وَعَقَدَ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ = بَابًا لَهَا حَيْثُ قَرَا بِمَلِكِ
كَذَا الصِّرَاطُ رُهُنٌ وَنُنْشِزُ = كَذَاكَ لَا تُجْزِي بِتَا يَا مُحْرِزُ
أَيْضًا بِفَتْحِ يَاءِ أَنْ يَغُلَّا = وَالْعَيْنُ بِالْعَيْنِ بِرَفْعِ الْأُولَى
دَرَسْتَ تَسْتَطِيعُ مِنْ أَنْفَسِكُمْ = بِفَتْحِ فَا مَعْنَاهُ مِنْ أَعْظَمِكُمْ
أَمَامَهُمْ قَبْلَ مَلِكْ صَالِحَةِ = بَعْدَ سَفينَةٍ وَهذِي شَذَّتِ
سَكْرَى وَمَا هُمُ بِسَكْرَى أَيْضَا = قُرَّاتُ أَعيُنٍ لِجَمْعِ تُمْضى
وَأَتْبَعَتْهُمْ بَعْدُ ذُرَّيَّتهُمْ = رَفَا رِفاً عَبَا قِرِىَّ جَمْعُهُمْ
إتمام الدراية لقراء النقاية لجلال الدين السيوطي
النَّوْعُ الرَّابِعُ: قِرَاءَةُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ عَقَدَ لها الحاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بَابًا أَخْرَجَ فِيه مِن طُرُقٍ قَرَأَ {مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ الصِّرَاطَ}،{لا تُجْزِي نَفْسٌ}،{نُنْشِزُهَا}، {فَرُهُنٌ}، {أَنْ يَغُلَّ}، {أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ والعَيْنَ بِالعَيْنِ}، {هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ}، {دَرَسْتَ}، {مِنْ أَنْفَسِكُمْ}، {وَكَانَ أَمَامَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ صَالِحَةٍ}، {سَكْرَى وَمَا هُمْ بِسَكْرَى}، {مِنْ قُرَّاتِ أَعْيُنٍ}، {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَأَتْبَعْنَاهُمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}، {رَفَارِفُ وَعَبَاقِرِيٌّ}.
شرح الشيخ عبدالكريم الخضير
نعم
يقول المؤلف-رحمه الله تعالى-: ( النوع الرابع ): مما يرجع إلى السند
القراءات التي تلقيت بالسند عن النبي-صلى الله عليه وسلم-ووردت عنه.
والحاكم
في المستدرك عقد لها باباً، وذكر في الصحيحين، والسنن، وسائر كتب السنة
قراءات نسبت إلى النبي-عليه الصلاة والسلام-متفاوتة الأسانيد ؛ولذا يقول: (وعَقَدَ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ ): يعني أبا عبد الله محمد بن عبدالله بن ربيع الحاكم النيسابوري، صاحب المستدرك.
( بَابَاً لها ): يعني للقراءات الواردة عن النبي-عليه الصلاة والسلام- .
( حَيْثُ قَرَا بِمَلِكِ ): في سورة الفاتحة {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }(1) قرأ :( ملك يوم الدين ).
الآن نعود إلى كيفية الأداء، وأنا قرأت الثلاثة آيات من سورة الفاتحة هل أنا آثم بقراءة هذه أو لا؟
وهل
جميع القراء الذين يرتلون، ويجودون، وبعضهم يتنطعون في الركعتين الأولتين
من الصلاة يؤدون القراءة في الركعتين الأخيرتين كما قرؤوا في الركعتين
الأوليين؟
مثال :
من كان أشد الناس تجويد، ولا يفوت شيء في القراءة الجهرية، لكن إذا قرأ في
السرية لا يسوي مثل الركعتين الجهريتين؟ يأثم وإلا ما يأثم؟ على قوله.
فالمسألة يا إخوان عظيمة السواد، الأعظم من الأمة آثم على هذا.
( ملك
): ملك قراءة من؟ قراءة أبي عمرو، وابن عامر، وحمزة وابن كثير، ونافع.
نعم؟ ماعدا عاصم والكسائي قرؤوا مالك. والفرق بين القرائتين:( ملك ) و( مالك ): لكل قراءة ما يرجحها من حيث المعنى.
لا
نطيل بذكر الفروق والمرجحات في تفسير الفاتحة أو التعليق على تفسير
الجلالين من سورة الفاتحة مفصل هذا؛ قرأ بملك يعني النبي-صلى الله عليه
وسلم-
وكذا قرأ-صلى الله عليه وسلم-:( الصِّراطُ ): وهو قراءة الجمهور. وقريء أيضاً بالسين والزاي.
كذلك ( رُهُنٌ ): عندهم الشاطبية نصوص يستدل بها، أهل التجويد يقولون هذا:( والدليل على ذلك قول الشاطبي ).
( نُنْشِزُها ): قرأت أيضاً: بالراء.
( كذاكَ لا تَجْزِي ): في قراءة ( تُجْزِي ):( بِتا يَا مُحْرِزُ ): المحرز: الذي يأخذ الشيء لنفسه، ويضمه إليه، فهو يتوسم في طالب العلم أنه يحرز العلم ويضمه إليه وهذا هو الأصل في طالب العلم.
( أَيْضاً بِفَتْحِ يَاءِ أَنْ يَغُلاَّ ): يَغُل، ويُغِل. فيه قراءة ثالثة؟ الإثنين. وبالفك: ( يغلل )؟ لكن المقصود الآية المدغمة هنا، ليست الآية المفكوكة.
( ... أَنْ يَغُلاَّ والعَيْنُ بِالعَيْنِ ): {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ }(2)؛ لأن العين معطوفة على النفس، والنفس اسم أن فهي منصوب. هنا قريء:( العينُ بالعينِ
) متى يجوز العطف على اسم إن بالرفع؟ تقول :إن زيداً وعمراً قائمان. هل
يجوز أن تقول إن زيداً وعمرٌ قائمان؟ لا يجوز بحال. قائمان؟ لا لو قلت: إن
زيداً قائمٌ، وعمرٌ أو وعمراً جاز بعد الاستكمال: وجائزٌ رفعك معطوفاً على
منصوب إن بعد أن تستكمل يعني استكملت الخبر ما فيه إشكال، لكن الإشكال قبل
أن تستكمل الخبر. هو الآن استكملت أو ما استكملت؟ {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ }أين الخبر؟ يعني النفس كائنة بالنفس، أو مجازاة بالنفس، أو مقابلة بالنفس. والعين كذلك. وأما النصب فلا إشكال فيه.
وجاء في القرآن {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ }(3)وجاء في موضعٍ آخر: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى }(4)تخرجه أنه لابد من تقدير.
..........
والعَيْنُ بِالعَيْنِ بِرَفْعِ الأُوْلَى
دَرَسْتَ...
....................
والـسبـعـة الـقـرأ ما قـد نقلوا = مـتواتـر بغـيره لا يـعـمل
أعـني بـذا في الحـكم ما لـم يجر = مـجرى التـفاسير و إلا فـادرِ
والأخـذ بـالتجويـد حتمٌ لازمٌ = مـن لـم يـجود الـقرآن آثم
نهج التيسير للشيخ: محسن علي المساوي
النوع الرابع: قراءات النبي صلى الله عليه وسلم الواردة عنه