النوع الرابع : المد
نَوْعَانِ مَا يُوصَلُ أَوْ مَا يُفْصَلُ = وَفِيهِمَا حَمْزَةُ وَرْشٌ أَطْوَلُ
فَعَاصِمٌ فَبَعْدَهُ ابْنُ عَامِرِ = مَعَ الْكِسَائِي فَأَبُو عَمْرٍو حَرِي
وَحَرْفَ مَدٍّ مَكَّنُوا فِي الْمُتَّصِلْ = طُرًّا وَلَكِنْ خُلْفُهُمْ فِي الْمُنْفَصِلْ
إتمام الدراية لقراء النقاية لجلال الدين السيوطي
النوعُ الرابعُ:
(المدُّ) هو مُتَّصِلٌ ومُنْفَصِلٌ، وأَطْوَلُهُمْ وَرْشٌ وحَمْزَةُ،
فَعَاصِمٌ، وابنُ عَامِرٍ، والكِسَائِيُّ، فأَبُو عَمْرٍو. ولا خلافَ في
تَمْكِينِ المُتَّصِلِ بحَرْفِ مَدٍّ، واختُلِفَ في المُنْفَصِلِ. النوع الرابع المد
هو متصل بأن يكون حرف المد والهمزة في كلمة ومنفصل بأن يكون في كلمتين وأطولهم أي القراء فيهما ورش وحمزة
ولهما
ثلاث ألفات تقريبا في الأشهر عند المتأخرين فعاصم وله ألفان ونصف تقريبا
فابن عامر والكسائي ولهما ألفان تقريبا فأبو عمر وله ألف ونصف تقريبا ولا
خلاف في تمكين المتصل بحرف مد
واختلف
في المنفصل فقالون والبزي وابن كثير يقصرون حرف المد فلا يزيدونه على ما
فيه من المد الذي لا يوصل إليه الآية والباقون يطولونه.
شرح الشيخ عبدالكريم الخضير
يقول الناظم-رحمه الله تعالى- في النوع الرابع من الأنواع المتعلقة بالأداء،
من أنواع العقد الثالث: المد، والمد والمط بمعنى واحد. فإذا قيل لك: ما المد؟ تعرفه باللفظ الآخر. وإذا قيل لك: ما المط؟ تقول: هو المد.
والمراد بالمد:
الزيادة فيه. الأصل أن المد العادي الطبيعي كم حركة؟ حركتين؛ ولذلك
يقولون: المد الطبيعي أنه ألف واحدة. وفه: ألفين، وألف ونصف، وثلاث
ألفات.ما معنى هذا الكلام؟
حركتين وثلاث، نعم ست حركات يعني ثلاث ألفات، هذا أعلى المد.
فالمراد
بالمد هنا الزيادة على القدر الطبيعي من المد الذي هو ألف واحدة عندهم.
لكن في النظم وله ظروفه؛ لأنه يتكلم بالكلام العادي، النظم له ظروفه..فالمد
الطبيعي موجود في كلام العرب العادي. لكن قد يحتاج إلى المد إذا كان في
النظم أن يقصر. يقصر عن الألف الواحدة، وقد يطوى حرف المد؛ للحاجة إلى وزن
البيت.
المد لا يكون إلا في الحروف الثلاثة: حروف العلة: الألف والواو والياء.
وضده القصر: وهو ترك تلك الزيادة.
يقول الناظم-رحمه الله تعالى-:
( نَوْعانِ مَا يُوصَلُ ، أَو مَا يُفْصَلُ ): ما يوصل: يعني المتصل، وما يفصل: يعني المنفصل.
والمراد بالمتصل: ما يكون فيه حرف المد والهمزة في كلمةٍ واحدة. نحو: شاء، وسوء. في كلمةٍ واحدة.
وأما المنفصل: هو ما يكون فيه المد والهمزة في كلمتين:{ بِمَا أنزل الله }.
بالنسبة للحكم:
المتصل
حكمه: الوجوب. والمنفصل حكمه: جائز. هذا واجب، وهذا جائز. يعني هل يجب على
الإنسان أن يمد:(سوء) ست حركات؟ كم؟ أصل المد؟ أربع. لو مدها ثلاث؟ أصل
واجب هذا. مد واجب. أنا أريد من تقرير الوجوب، هل هو الوجوب المعروف عند
الفقهاء؟ بمعنى أنه يأثم تاركه؟ أو الوجوب المعروف عند النحاة؟ الفاعل يجب
رفعه. يعني هل وجوب اصطلاحي؟ يعني هذا نوع من أنواع الأداء. نرجع إلى
مسألتنا.
لا، لا من لم يجود القرآن آثم. هذا كلامهم نصاً. نعم. الذي هو الأداء .
لكن
أنا أريد أن أبين: هم قالوا: المتصل واجب، والمنفصل جائز. هم قابلوا الواجب
بالجائز هل معنى الوجوب وجوب شرعي حكمي فقهي؟ كثير من القراء ومن يبحثون
في هذه العلوم يقولون: وأما حكمه الفقهي فينظر فيه عند الفقهاء. ما يقولون
مثل هذا؟ يقولون.ما معنى هذا؟ معناه أنهم يجزمون بتأثيم من لم يجود؟ لا
يجزمون.نعم، لكنه ما قال: حرام عليك أن تفعل؟ هم لو تمسكوا بقول الله-جل
وعلا-:
{ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً }المزمل4 أمر
بالترتيل ولا يتمكن الإنسان من الترتيل إلا على هذه الكيفية. هذه يمكن
يستمسك بها. أما مسألة أداء هذا...ما أعرف أقوى من هذا الدليل إطلاقاً.
أما
مسألة: أداء وكيفيات هذه تحتاج إلى مسجلات أيها الإخوان تحتاج إلى مسجلات.
وأثر ابن مسعود مختلفٌ في صحته وضعفه.ونؤثم الأمة من أجله؟هذا شيء ثانِ يا
أخي.
( نَوْعانِ مَا يُوصَلُ ، أَو مَا يُفْصَلُ ): المتصل والمنفصل.
( وفِيْهِمَا حَمْزَةُ ، وَرْشٌ أَطْوَلُ ): يعني من غيرهما، ولهما ثلاث ألفات؛ يعني ست حركات.
( الضالين ):
كم تمد؟ ست ، لكن ألا يوجد الآن من المشائخ من يمدها أكثر من ذلك؟ كثير،
يمدونها أكثر من هذا، إلى أن ينقطع النفس. أحياناً نفس المتابع ينقطع فضلاً
عن القاريء.
فلاشك أن الالتزام بالقواعد المعروفة؛ المتعارف عليها عند أهل الفن هو الأصل، وهم يجعلون المدود يحكمها الوقف.
أن
أكثر القراء نسمعهم-لاسيما إذا كانوا في الصلاة، أو يريدون أن ينهون
القراءة على أي حال-فقراءتهم للكلمة في درج الكلام، وهو سيقرأ بعدها أقصر
من قراءته إذا أراد أن يقف.
والحكم
التجويدي يختلف هذا عن هذا؟ الأصل ما يختلف. وقل مثل هذا في تكبيرات
الصلاة؛ تختلف من انتقال إلى آخر، وتعود الناس على هذا ولو خولف هذا الأمر
لاضطربت صلاة كثير من الناس. فلعل هذا من الأمور المتروكة التي لم يرد فيها
شيء ولا تحديد بيّن.
حمزة وورش أطول من غيرهما ولهما ثلاث ألفات؛ أي ست حركات.
( فَعَاصِمٌ ): يليهما في الطول:( فَبَعْدَهُ ابنُ عَامِرِ مَعَ الكِسَائِيْ
): ولهما ألفان؛ قدر أربع حركات، الحركات يضبطونها بأي شيء؟ بالعد. نعم؟
هذا مأثور ومتواتر أو ليس مأثور؟ العد: الإنقباض والانبساط؟ نعم نحن نريد
أن نرجع إلى كيفية نختلف فيها ونعيدها إلى شيء لا نعرفه وكلها في إطار
الجائز الذي يترتب عليه الأجر العشر حسنات، يعني الترتيل والحدر يضمن العشر
الحسنات. يبقى أن الترتيل قدر زائد ، التدبر قدر أكبر، العمل والاستنباط
أكبر أيضاً؛ فكل شيء له أجره.
( فأبو عمرو ): وله ألف ونصف يعني ثلاث حركات، :(حَرِى): أي حقيق وجدير.
( وحَرْفَ مَدٍّ ): حرف مفعول مقدر ( حَرْفَ مَدٍّ مَكَّنُوا في المُتَّصِلْ ): أي جعلوا له مكانة.
(طُرَّاً): أي جميعاً من غير استثناء إنما الخلاف في القدر؛ ( ولكِنْ خُلْفُهُمْ في المُنْفَصِلْ ): يعني إذا جاء المد في كلمة، والهمز في كلمة أخرى.
في
المنفصل فمنهم: من لم يمد ولا يزيد على المد الطبيعي؛ كقالون والسوسي. لو
ذهبنا نفصل وننقل كل ما قيل لن ننتهي أبد، وابن كثير أيضاً.
ومنهم من مد: وهم الباقون.
تم التعديل بواسطة زمزم
نهج التيسير للشيخ: محسن علي المساوي
النوع الرابع: المد
وهو
عبارة عن زيادة المط على المد الطبيعي، في حروف المد الثلاثة، وهي الألف
والواو الساكنة المضموم ما قبلها، والياء الساكنة المكسور ما قبلها، وضده
القصر، وهو ترك تلك الزيادة، والمد (نوعان: ما يوصل) أي المتصل، بأن يكون حرف المد والهمزة في كلمة واحدة، نحو شاء وسوء ويضيء، وهو المسمى بالمد الواجب. (أو ما يفصل) أي المنفصل، بأن يكون حرف المد والهمزة في كلمتين، نحو بما أنزل الله، قالوا آمنا، وهو المسمى بالمد الجائز (وفيهما) أي في المدين (حمزة) و(ورش)، (أطول) من غيرهما، ولهما ثلاث ألفات تقريباً في الأشهر عند المتأخرين. (فـ) يليهما في الطول (عاصم) وله ألفان ونصف تقريباً. (فبعده) أي عاصم، أي فيلي عاصماً في الطول (ابن عامر مع الكسائي) لهما ألفان تقريباً (فـ) يليهما فيه (أبو عمرو) له ألف ونصف تقريباً، وقوله (حري) أي: حقيق وجدير بالتلو في المد، تكملة. (وحرف مد) بالنصب مفعول مقدم، وهو الألف والواو والياء، كما تقدم.
(مكنوا) أي مكن القراء حرف مد (في) المد (المتصل طرا) أي جميعاً، من غير استثناء منهم، وإنما الخلاف في القدر، كما تقدم قريباً، (ولكن خلفهم) أي خلاف القراء (في) تمكين المد (المنفصل) هل يمد أو لا، فمنهم من لم يمد، أي لا يزيدون على المد الطبيعي: كقالون والسوسي وابن كثير، ومنهم من مد، وهم الباقون، والله أعلم.