النوع السادس : الإدغام
فِي كِلْمَةٍ أَوْ كِلْمَتَيْنِ إِنْ دَخَلْ = حَرْفٌ بِمِثْلٍ هُوَ الِادْغَامُ يُقَلْ
لكِنْ أَبُو عَمْرٍو بِهَا لَمْ يُدْغِمَا = إلَّا بِمَوْضِعَيْنِ نَصًّا عُلِمَا
إتمام الدراية لقراء النقاية لجلال الدين السيوطي
النوعُ السادسُ: (الإدغامُ) ولم يُدْغِمْ أَبُو عَمْرٍو المِثْلَ فِي كَلِمَةٍ إلاَّ في {مَنَاسِكَكُمْ}، و {مَا سَلَكَكُمْ}.
النوع السادس: الإدغام
هو
إدخال حرف في مثله أو مقاربة في كلمة أو كلمتين فهذه أربعة أقسام ولم يدغم
أبو عمرو المثل في كلمة إلا في موضعين مناسككم ومسالككم وأظهر ما عداهما
نحو جباههم ووجوهم وأما في كلمتين فادغم في جميع القرآن إلا فلا يحزنك كفره
وإلا إذا كان الأول مشددا أو منونا أو تاء خطاب أو تكلم
وأما
المتقاربان فأدغم في كلمة القاف المتحرك ما قبلها في الكاف في ضمير جمع
المذكر فقط وأظهر ما عداها وفي كلمتين حروفا مخصوصة موضع بسطها كتب
القراءات أشرنا إليها في التحبير.
شرح الشيخ عبدالكريم الخضير
يقول الناظم رحمه الله تعالى النوع السادس من أنواع العقد الثالث الإدغام :وهو الأصل فيه إدخال شيء في شيء يعني إدخال حرف في مثله ،وهنا شيء يقال له فيما يقابل الإدغام الفك والإدغام .
وعلماء
البلاغة :إذا أمكن الإدغام فالفك عندهم مفضول لا فاضل ولذا قالوا : إن قول
الحمد الله العلي الأجل لي بالفك هذا ليس بليغ لأنه يمكن الإدغام مع أنه
جاء في بعض الكلمات في القرآن أحياناً بالإدغام وأحياناً بالفك مما يجوز
الأمرين يرتد ويرتدد يعني جاءت بالفك وجاءت بالإدغام مع إمكان الأمرين فدل
على جواز الأمرين على حد سواء لأنه جاء في أفصح الكلام .
لا ما
يستطيع لكن هم قرروا في كتبهم أنه إذا أمكن الإدغام فالفك مفضول يعني
منافي لقواعد البلاغة ،نقول جاء الفك مع إمكان الإدغام وليس في المفضول في
أفصح الكلام بدليل أنه جاء مدغماً ،يعني دليلنا على إمكان الإدغام أنه جاء
مدغم هو ذروة القرآن ينبغي أن تخضع جميع العلوم لما جاء في القرآن .
البلاغة
تسخر لخدمة القرآن وتستنبط قواعدها من القرآن ،النحو كذلك تكون الأمثلة من
القرآن وإذا اختلفت القاعدة مع ما في القرآن تغير القاعدة ،يعني في مثل
قول {إذا السماء انشقت}نقول لا بد من تقدير
لأن إذا لا يليها إلا الفعل فلا بد أن نقول إذا انشقت السماء انشقت ،لماذا
نحتاج إلى هذا التقدير؟ لأنهم أخضعوا الآية لقواعدهم وأجابوا عن ما خالف
القواعد بالتقدير وأحياناً بشيء من التكلف .
جاء
الفك والإدغام في كلمة واحدة في أفصح الكلام لكن هم يطلقون يقولون إذا أمكن
الإدغام فالفك مفضول ،نقول من هذه الحيثية يستدرك عليه .
كيف تعرب ؟
الواو
في فعلوه ،يعني قليل مستثاة من الواو ،ما هي مستثاة من الواو؟ إذاً يكون
مفرغ بهذه الصفة لكنه ليس بموجب ،يعني لو كان استثناء موجب لقلنا فعلوه إلا
قليلاً لكنه ليس بموجب .
علوم العربية ينبغي أن تخضع للقرآن ومن أنفع ما يعين طالب العلم على فهم قواعد العربية التطبيق على القرآن ،كيف ؟
درست
كتاب في النحو ولتكن الأجرومية مثلاً ورجعت شروحها وحضرت درس وصارت عندك
أهلية وأرضية لفهم مبادئ هذا العلم إذا انتهيت من ذلك أعرب الفاتحة بكاملها
ثم بعد ذلك طابق إعرابك بكتب إعراب القرآن إذا تطابق هذا مع هذا فتكون
حينئذ ضمنت أنك أتقنت ثم بعد ذلك إذا قرأت كتاب أخر أكثر من أوغل في إعراب
القرآن وطابق ما تصنعه من إعراب على كتب إعراب القرآن ،ولذا الذي يميز شرح
الأزهرية ولا الشذور الذي أعرب قصار السور في أخر الكتاب ، المقصود أن مثل
هذا يعين طالب العلم على تقرير ما درسه من العلم النظري .
الأصل في الإدغام :أنه إدخال حرف في مثله .
يقول الناظم رحمه الله تعالى:"يعني ويكون هذا الحرف مثل المدغم فيه أو مقارب له ويكون في كلمة أو كلمتين "
يقول ( في كلمة ) على وزن سدرة ( أو كلمتين ) إن دخل كلمة كلمة يقال لها أيضاً كِلمة وكِلمة بها كلام قد يؤم .
في كلمة أو كلمتين إن دخل = حرف بمثل هو الإدغام يقل
يعني يقال له إدغام أو يسمى الإدغام .
لكن أبو عمر : لكن هذه المخففة من الثقيلة ولو كانت غير مخففة لنصب ما بعدها لكن أبا عمر وخففت قل عملها وخففت إن فقل العمل {إن هذان لساحران} خففت إن فقل العمل ولكن مثلها من أخواتها .
لكن أبو عمر بها لم يدغما :
لم : حرف جزم وأيضاً نفي من حيث المعنى وقلب .
من يعرب يدغما ؟ والألف كيف تكون إطلاق بعد فعل مجزوم ؟
ألف الإطلاق والإشباع كله يأتي بمجانس بعد فتح ألف يعني منقلبة أصلها نون التوكيد الخفيفة قلبت ألف مثل {لنسفعا}.
بعضهم
يقول :لو قال لن كان أصح "لن يدغما" لكن من حيث المعنى ؟المسألة مسألة مضي
ولن يدغم في المستقبل ،وعلى هذا إما أن تبدل أو تقرض لم معنى أو عمل لن
فتتقارض الحروف أو يقال أن الألف منقرضة عن النون نون التوكيد الخفيفة ( إلا بموضعين نصاً ) يعني بالنص عنه (علما) يعني النصين وهما متقاربان في النطق والصورة {مناسككم }و{سلككم}أبو عمر لا يعرف عنه الإدغام إلا في هذين الموضعين أدغم فيهما فقط .
تم التهذيب بواسطة زمزم
نهج التيسير للشيخ: محسن علي المساوي
النوع السادس: الإدغام
وهو لغة إدخال شيء، وعرفا، إدخال حرف في مثله أو مقاربه، في كلمة أو كلمتين، وإليه أشار الناظم بقوله (في كلمة) بكسر الكاف، على وزن سدرة، يتعلق أو بقوله دخل (أو كلمتين إن دخل حرف بمثل) أي في حرف مماثل له (هو الإدغام يقل) بالبناء للمفعول، محذوف الألف للوزن، أي يسمى (لكن أبو عمرو بها) أي بالكلمة (لم يدغما): بألف الإطلاق، صوابه: لن يدغما بلن، كما هو ظاهر، (إلا بموضعين) فإنه أدغم فيهما وهما قوله تعالى: مناسككم، وما سلككم (نصا) أي بالنص (علما) مبنياً للمجهول، صفة لنصا، أي معلومًا، وما عدا هذين الموضعين يظهره أبو عمرو.
وحاصل
الكلام على الإدغام، كما في حلية الصبيان: أنه على ثلاثة أقسام متماثلين
ومتقاربين، ومتجانسين، وكل منهما إما صغير أو كبير، وذلك لأن الحرفين إذا
اتفقا في الصفة والمخرج، وكان الأول ساكناً، والثاني متحركا، سمي متماثلين
صغيراً، نحو: {فما ربحت تجارتهم}، ونحو: {أن أضرب بعصاك الحجر}، وإن كانا متحركين، سمي متماثلين كبيراً، نحو: {الرحيم * ملك}، أو تقارباً: أي الحرفان في المخرج، واختلفا في الصفات، وكان الأول ساكناً، والثاني متحركاً، سمي متقاربين صغيراً، نحو: {قد سمع الله}، ونحو: {لقد جاءكم}، وإن كان متحركين سمي متقاربين كبيراً نحو: {من بعد ذلك}، ونحو: {والصالحات طوبى}، أو اتفقا أي الحرفان في المخرج، واختلفا في الصفات، وكان الأول ساكناً، والثاني متحركاً، سمي متجانسين صغيراً، نحو: {اركب معنا}، و: {يتب فأولئك}، وإن كانا متحركين، سمي متجانسين كبيراً نحو: {يعذب من يشاء}.
واعلم
أن حكم الإدغام الصغير الوجوب، إن كان من المتماثلين، والجواز إن كان من
المتقاربين أو المتجانسين، وأما الإدغام الكبير بأنواعه، فخاص برواية
السوسي عن أبي عمرو، كما في التقريب، والله أعلم.