النوع السابع : التشبيه
وَمَا عَلَى اشْتِرَاكِ أَمْرٍ وَلَّا = مَعْ غَيْرِهِ التَّشْبِيهُ حَيْثُ حَلَّا
وَالشَّرْطُ هَهُنَا اقْتِرَانُهُ مَعَا = أَدَاتِهِ وَهْوَ كَثِيرًا وَقَعَا
إتمام الدراية لقراء النقاية لجلال الدين السيوطي
السابعُ: (التَّشْبِيهُ) ثُمَّ شَرْطُهُ اقتِرانُ أَدَاتِهِ وهي الكافُ ومِثْلُ ومَثَلُ وكأَنَّ، وأَمْثِلَتُهُ كَثِيرَةٌ.
السابع: التشبيه
وهو الدلالة على مشاركة
أمر لآخر في معنى ثم شرطه اقتران أداته لفظا أو تقديرا قال أهل البيان ما
فقد الأداة لفظا إن قدرت فيه الأداة فهو تشبيه وإلا فاستعارة وبذلك يفترقان
ومثلوه بقوله تعالى صم بكم عمي وهي أي أداة التشبيه الكاف ومثل بالسكون
ومثل بالتحريك وكأن بالتشديد وأمثلته في القرآن كثيرة منها قوله
تعالى واضرب لهم مثل
الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء الآية شبه زهرتها ثم فناءها بزهرة
النبات في أول طلوعه ثم تكسره وتفتته بعد يبسه مثل الذين حملوا التوراة ثم
لم يحملوها كمثل الحمار الآية شبههم لحملهم التوارة وعدم عملهم بما فيها
بالحمار في حمله ما لا يعرف ما فيه بجامع عدم الانتفاع.
شرح الشيخ عبدالكريم الخضير
يقول الناظم رحمه الله تعالى في النوع السابع : التشبيه وما على اشتراك أمر دل مع غيره التشبيه حيث حل
ما : هذه خبر مقدم ، وعلى إشتراك: جر ومجرور متعلق بدل ،إشتراك أمر مضاف إليه ،دل:الألف
ألف إطلاق ،مع غيره التشبيه :مبتدأ مؤخر فعلى هذا يكون التشبيه ما على
إشتراك أمر مع غيره يشتركان في شيء يسمى وجه الشبه ويكون هذا الإشتراك
إشتراك المشبه بالمشبه به بواسطة الأداة حيث حل .
فالتشبه: هو الكلام الدال على إشتراك أمر مع غيره في معناً يجمع بينهما هو وجه الشبه .
والشرط ها هنا في التشبيه
:إقترانه مع أداته ،التشبيه الشرط أن يقترن بالأداة مع هذه الألف للإطلاق
مع أداته إقترانه مع أداته إذ لو لم تقترن به الأداة لصار إستعارة .
والشرط ها هنا إقترانه مع أداته وهو كثيراً وقع :كثيراً :صفة مقدمة لمفعول مطلق فيكون المعنى وقع وقوعاً كثيراً ,
أركان التشبيه أربعة :
1- المشبه
2- المشبه به
3- والأداة
4- ووجه الشبه
ويقول أهل البيان :" ما فقد الأداة لفظاً إن قدرت الأداة فهو تشبيه وإلا فإستعارة " .
وأدوات التشبيه :
الكاف ومثل ومَثَل وكأن
وتدخل الأداة على المشبه
به إذا قلت زيد كالأسد ،المشبه به : الأشد والمشبه :زيد فدخلت الأداة على
المشبه به إلا إذا اريد المبالغة فيقلب التشبيه فتدخل الأداة على المشبه
وذلك في قولهم:{إنما البيع مثل الربا} فكأنهم جعلوا الربا هو الأصل فالحل والبيع جوز قياساً على الربا وهل هذا مراد ؟
ليس هذا مراد لكنهم من باب المعاندة والمكابرة جعلوا الربا هو الأصل والبيع مقيس عليه وإلا لا يتفقون أن البيع هو الأصل .
تم التهذيب بواسطة زمزم
نهج التيسير للشيخ: محسن علي المساوي
النوع السابع: التشبيه
قال
في الإتقان: والتشبيه من أشرف أنواع البلاغة وأعلاها، قال المبرد في
الكامل: لو قال قائل: هو أكثر كلام العرب لم يبعد، وقد أفرد تشبيهات القرآن
بالتصنيف أبو القاسم بن البندار البغدادي، واختلفوا في تعريفه، فعرفه
جماعة منهم السكاكي، بأنه: ما دل على اشتراك أمر لأمر في معنى بينهما،
وإليه أشار الناظم بقوله (وما): خبر مقدم عن قوله بعد التشبيه، وهي واقعة على الكلام. وقوله (على اشتراك أمر) يتعلق بقوله (دلا)، بألف الإطلاق، ويتعلق باشتراك قوله (مع غيره التشبيه). والمعنى: التشبيه، أي تعريفه: هو الكلام الدال على اشتراك أمر مع غيره في معنى بينهما (حيث حلا)
أي في أي وقت ومكان حل ونزل، فالحيثية للإطلاق، وهذا الحد اشتمل على ثلاثة
من أركان التشبيه: الطرفان والوجه، وبقي الرابع، وهي الآلة: وقال ابن أبي
الإصبع في تعريفه: هو إخراج الأغمض إلى الأظهر، وقال غيره: هو إلحاق شيء
بذي وصف في وصفه، وقيل غير ذلك. (والشرط ههنا) أي في التشبيه (اقترانه) أي التشبيه (معا) بألف الإطلاق (أداته)
بالجر: مضاف إليه. ثم الاقتران المذكور إما لفظاً أو تقديراً قال أهل
البيان: ما فقد الأداة لفظاً إن قدرت فيه الأداة فهو تشبيه، وإلا فاستعارة،
وبذلك يفترقان، ومثلوه بقوله تعالى: {صم بكم عمي فهم لا يرجعون}، وأداته كثيرة منها الكاف، ومثل بالسكون، ومثل بالتحريك، وكأن ونحوها، وكلها تدخل على المشبه به، إلا كأن، فتدخل على المشبه، (وهو) أي التشبيه (كثيراً) صفة مقدمة لمفعول مقدر لقوله (وقعا) بألف الإطلاق أي وهو وقع في القرآن وقوعاً كثيراً، منه قوله تعالى: {واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء ...} الآية شبهت زهرة الحياة الدنيا، ثم فناؤها بزهرة النبات في أول طلوعها، ثم تكسره وتفتته بعد يبسه، بجامع عدم الاستقرار في كل منهما.
(فائدة):
مع كثرة وقوع التشبيه في القرآن لم يقع فيه تشبيه شيئين بشيئين، ولا أكثر
من ذلك، كما في الإتقان، وإنما وقع فيه تشبيه واحد بواحد. والله أعلم.