13 Oct 2016
التعريف ببعض كتّاب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم
كتبَ للنبي صلى الله عليه وسلم جماعةٌ من أصحابِه رضي الله عنهم وأرضاهم، وقد اختلفت الأقوال في عَدَدِهم وتَعْدَادهم؛ وأقدم ما وصلنا من أخبار تعدادهم أثر عبد الله بن الزبير رضي الله عنه، وذلك فيما رواه محمد بن حميد الرازي قال: حدثنا سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر [بن الزبير] عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم استكتب عبد الله بن الأرقم؛ فكان يكتب إلى الملوك فبلغ من أمانته عنده أنه كان يكتب إلى بعض الملوك، فيكتب ثم يأمره أن يطبقه ثم يختم لا يقرأه لأمانته عنده، واستكتب أيضا زيد بن ثابت، فكان يكتب الوحي، ويكتب إلى الملوك أيضا، وكان إذا غاب عبد الله بن الأرقم وزيد بن ثابت، فاحتاج أن يكتب إلى بعض أمراء الأجناد والملوك، ويكتب لإنسان كتابا يقطعه أمر من حضر أن يكتب، وقد كتب له عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وزيد بن ثابت، والمغيرة بن شعبة، ومعاوية بن أبي سفيان، وخالد بن سعيد بن العاص رضي الله عنهم وغيرهم ممن قد سمي من العرب» أخرجه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة، والطبراني في الكبير، والبيهقي في السنن الكبرى، وابن عساكر في تاريخ دمشق، وقد تصحّف اسم "محمد بن جعفر" في المطبوع من معجم الطبراني إلى "محمد بن جعفر بن عبد الله بن الزبير"، ومحمد بن جعفر ثقة من رجال الصحيحين إلا أن روايته عن عمّه عبد الله بن الزبير مرسلة.
وعُني جماعة من العلماء بتتبّع أسماء كُتَّاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ فأفرد في ذلك عمر بن شبّة النميري (ت:262هـ) مصنّفاً مفرداً سمّاه (الكُتَّاب) وذكر منهم ثلاثة وعشرين كاتباً مما جمعه من الروايات التي فيها ذِكْرٌ لكتابة أحد من الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم.
وكتاب عمر بن شبَّة مفقود، لكنَّه كان متداولاً عند العلماء السابقين، وقد لخَّص أبو القاسم السهيلي (ت:581هـ) في كتابه "الروض الأنف" أسماء أؤلئك الكُتَّاب الذين ذكرهم عمر بن شبّة؛ فقال بعد خبر كتابة صلح الحديبية: (وقد كتب له [صلى الله عليه وسلم] عدة من أصحابه منهم: عبد الله بن الأرقم، وخالد بن سعيد، وأخوه أبان، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن عبد الله بن أبي ابن سلول، وأبي بن كعب القارئ، وقد كتب له أيضا في بعض الأوقات أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، وكتب له كثيراً معاوية بن أبي سفيان بعد عام الفتح، وكتب له أيضا الزبير بن العوام، ومعيقيب بن أبي فاطمة، والمغيرة بن شعبة، وشرحبيل بن حسنة وخالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وجُهيم بن الصلت، وعبد الله بن رواحة، ومحمد بن مسلمة، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، وحنظلة الأسيدي وهو حنظلة بن الربيع وفيه يقول الشاعر بعد موته:
إنَّ سواد العين أودى به ... حزن على حنظلة الكاتب
والعلاء بن الحضرمي، ذكرهم عمر بن شبة في كتاب "الكُتَّابِ" له)ا.هـ.
وهؤلاء الكتاب منهم من كان مكثراً معروفاً بالكتابة للنبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم من يُعثر في خبرٍ أو خبرين على أنه كتب للنبي صلى الله عليه وسلم شيئاً، ولذلك اقتصر علي بن الحسين المسعودي (ت:346هـ) في تعدادهم على ستة عشر كاتباً في كتابه "التنبيه والإشراف" ثم قال: (وإنما ذكرنا من أسماء كُتَّابِه صلّى الله عليه وسلّم من ثبت على كتابته واتصلت أيامه فيها وطالت مدته وصحت الرواية على ذلك من أمره دون من كتب الكتاب والكتابين والثلاثة إذ كان لا يستحق بذلك أن يسمى كاتباً ويضاف إلى جملة كتابه)ا.هـ.
وقال الحافظ عبد الغني المقدسي (ت:600هـ) في مختصره في السيرة: (كتب له صلّى اللّه عليه وسلّم: أبو بكرٍ الصّدّيق، وعمر بن الخطّاب، وعثمان بن عفّان، وعليّ بن أبي طالبٍ، وعامر بن فهيرة، وعبد اللّه بن الأرقم الزّهريّ، وأبيّ بن كعبٍ، وثابت بن قيس بن شمّاسٍ، وخالد بن سعيد بن العاص، وحنظلة بن الربيع الأسديّ، وزيد بن ثابتٍ، ومعاوية بن أبي سفيان، وشرحبيل ابن حسنة.
وكان معاوية بن أبي سفيان وزيد بن ثابتٍ ألزمهم لذلك، وأخصّهم به)ا.هـ.
فهؤلاء ثلاثة عشر كاتباً ذكرهم في مختصره في السيرة، وفي مقدّمة كتابه (الكمال في أسماء الرجال) ، ولم يزد عليه الحافظ المزّي في تهذيبه للكمال غيرَهم.
ثمّ أتى الحافظ ابن كثير (ت:774هـ) فعقد فصلاً طويلاً في البداية والنهاية للتعريف بكُتَّاب النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر منهم ستة وعشرين كاتباً وذكر بعض أخبارهم وشيئاً من تراجمهم.
ثمَّ تتبَّعهم الحافظ زين الدين العراقي (ت:806هـ) وذكر كلَّ من وقف على خبر له أنه كتب للنبي صلى الله عليه وسلم حتى أوصلهم إلى اثنين وأربعين كاتباً، ونظم أسماءهم في ألفيته في السيرة النبوية، وقد شرحها الحافظ المُناوي (ت:1031هـ) في كتاب له سمَّاه (العجالة السنيّة على ألفيّة السيرة النبوية).
قال العراقيّ في ألفيّته بعد أن نظم أسماء الذين ذكرهم الحافظان عبد الغني المقدسي وأبو الحجاج المِزي:
واقتصر المزيّ مع عبد الغني ... منهم على ذا العدد المبيَّنِ
وزِدتُ من مفترقاتِ السِّيَرِ ... جمعاً كثيراً فاضبطنْهُ واحصُرِ
وقبله كتب أبو عبد الله محمد بن علي ابن حُديدة الأنصاري (ت:783هـ) كتاباً مفرداً في هذا الباب سمَّاه (المصباح المضيء في كُتَّاب النبيّ الأميّ ورسله إلى ملوك الأرض من عربيّ وعجميّ) وأوصلهم إلى أربعة وأربعين كاتباً، وكتابه مطبوع.
ثم في هذا العصر ألَّف الدكتور محمد مصطفى الأعظمي كتاباً سمّاه (كُتَّاب النبيّ صلى الله عليه وسلم) وأوصلهم إلى ثمانية وأربعين كاتباً.
وفي بعض الأسماء المضافة في هذه الكتب نظر، وتتبُّعُ أسمائهم يُحتاج فيه إلى مزيد دراسة وتحقيق للمرويات.
وهذا في عموم الكُتَّاب الذين رُوي أنّهم كتبوا للنبي صلى الله عليه وسلم شيئاً مما أمر بكتابته وإن كان من غير القرآن، وأكثر الآثار المروية في هذا الباب هي في كتابة غير القرآن من العهود والرسائل، وكُتُب الأمان، والصلح، والحقوق، والديات، والأعطيات، والصدقات، وخَرْصِ الثمارِ، والمكتَتبين في الغزوات، وغير ذلك من أغراض الكتابة، وفي المروي من ذلك الصحيح والضعيف.
والذي يعنينا في هذا الباب هو أسماء الذين كتبوا القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد ثبت أنّهم جماعة، وأنَّ الكتابة كانت على سنوات متعاقبة.
التعريف ببعض كُتَّاب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلَّم
كتبَ الوحي للنبي صلى الله عليه وسم جماعة من قراء أصحابه رضي الله
عنهم، ومنهم: خالد بن سعيد بن العاص، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب،
وشرحبيل بن حسنة، وأبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وحنظلة بن الربيع، وأبان بن سعيد بن العاص، ومعاوية بن أبي سفيان.
وكتب له أيضاً: عبد الله بن سعد بن أبي السرح، ورجلٌ من بني النجار.
قال المقريزي في "إمتاع الأسماع" : (وكان كتاب الوحي: عثمان بن عفان، وعلى بن أبى طالب، رضى اللَّه تبارك وتعالى عنهما، فإن غابا كتب أبى بن كعب، وزيد بن ثابت، رضى اللَّه تبارك وتعالى عنهما، وكان أبىّ ممن كتب لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، الوحي قبل زيد بن ثابت، وكتب معه أيضا.
وكان زيد ألزم الصحابة لكتابة الوحي، وكان زيد وأبىّ يكتبان الوحي بين يدي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فإن لم يحضر أحد من هؤلاء الأربعة، كتب من حضر من الكتاب، وهم: معاوية بن أبى سفيان، وخالد بن سعيد، وأبان بن سعيد، والعلاء بن الحضرميّ، وحنظلة بن الربيع، وكتب عبد اللَّه بن سعد بن أبى سرح الوحي، ثم ارتد)ا.هـ.
1. خالد بن سعيد بن العاص بن أمية القرشيّ، من السابقين الأولين إلى الإسلام أسلم بعد أبي بكر، وهو شابّ حديث عهد بزواج، وأوذي في الله فصبر مع من صبر، ثمّ أذن له النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى الحبشة؛ فهاجر مع جعفر بن أبي طالب، وقدم معه عام خيبر، ولزم النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك، وشهد معه المشاهد، وكان فصيحاً جميلاً شجاعاً أميناً حصيفاً، وهو الذي ولي عقد نكاح أمّ المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان؛ إذ كان أقرب أوليائها من المسلمين حينئذ.
واستعمله النبيّ صلى الله عليه وسلم على صدقات اليمن، وكان من كتّابه، ووهبه صمصامة عمرو بن معدي كرب الزبيدي المذكورة، وهو صاحب أوّل لواء عقده أبو بكر لحرب المرتدين، وقاتل الروم في الشام تحت إمرة خالد بن الوليد، واستشهد في وقعة مرج الصفر سنة ثلاث عشرة للهجرة.
وكان من وصيّة أبي بكر لشرحبيل بن حسنة: (فإذا نزل بك أمر تحتاج فيه إلى رأي التقى الناصح فليكن أول من تبدأ به أبو عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وليك خالد بن سعيد ثالثاً؛ فإنك واجد عندهم نصحا وخيرا، وإياك واستبداد الرأي عنهم أو تطوي عنهم بعض الخبر). رواه ابن سعد في الطبقات.
قالت ابنته أم خالد وهي صحابية رضي الله عنها: (كان أبي خامساً في الإسلام، وهاجر إلى أرض الحبشة، وأقام بها بضع عشرة سنة، وولدت أنا بها). ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام.
وقال ابن عبد البر في الاستيعاب: وروى إبراهيم بن عقبة، عن أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص، قالت: (أبي أوَّل من كتب بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).
فإن ثبت هذا فهو أوّل من كتب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم بمكّة.
2. عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية القرشي، ذو النورين، وثالث الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنّة، بشَّره النبي صلى الله عليه وسلم بالشهادة، وكان كثير التلاوة ربما قرأ القرآن في ليلة، وفضائله كثيرة معروفة.
كان يحسن الكتابة، وقد كتب للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد رُوي أنّه أوّل من كتب المفصّل.
- روى محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال: لما قدم المصريون دخلوا على عثمان رضي الله عنه؛ فضرب ضربة على يده بالسيف، فقطر من دم يده على المصحف وهو بين يديه يقرأ فيه على {فسيكفيكهم الله}
قال: وشدَّ يده وقال: «إنها لأول يد خطَّت المفصل» ). رواه عمر بن شبة في تاريخ المدينة.
- وروى ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: (لما ضَرب الرَّجلُ يدَ عثمان قال: « إنها لأول يد خطت المفصل »). رواه الطبراني وابن أبي عاصم.
- وذكر عمر بن شبّة في تاريخ المدينة وابن كثير في البداية والنهاية في خبر مقتله أنه ضُرب بالسيف وهو ناشر المصحف بين يديه، فاتّقى الضربة بيده فقُطعت يده؛ فقال: والله إنها أول يدٍ كتبتِ المفصَّل، فكان أوَّل قطرة دم منها سقطت على هذه الآية {فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم}.
وكان استشهاده يوم الجمعة لثمان عشرة خلت من شهر ذي الحجة سنة خمس وثلاثين للهجرة.
وذكر ابن كثير في البداية والنهاية عن المدائني عن أشياخه أنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما جعل الخلافة من بعده شورى بين الستة قال: (ما أظن الناس يعدلون بعثمان وعلي أحداً، إنهما كانا يكتبان الوحي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بما ينزل به جبريل عليه)ا.هـ.
3. علي بن أبي طالب رضي الله عنه، رابع الخلفاء الراشدين، من السابقين الأولين إلى الإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، من قراء الصحابة وفقهائهم ومن أعلمهم بالتفسير ونزول القرآن، وفضائله كثيرة معروفة.
قال أبو الطفيل عامر بن واثلة: شهدت عليا وهو يخطب ويقول: (سلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار وأم في سهل، أم في جبل). رواه عبد الرزاق في تفسيره.
كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم الوحي وغيره، وهو الذي كتب صلح الحديبية.
4. شرحبيل بن حسنة، وهو شرحبيل بن عبد الله بن المطاع الكندي، وحَسَنةُ أمُّه، تزوجها رجل من قريش بعد أبيه، وتبنّى ابنها في الجاهلية، ولذلك نشأ في قريش وهو كنديّ، ثم حالف بني زهرة في خلافة عمر بعد موت أخويه لأمّه.
وشرحبيل بن حسنة من السابقين الأولين إلى الإسلام، أسلم قديماً بمكة، وهاجر إلى الحبشة، وكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أحد أمراء الجيوش الذين أمَّرهم أبو بكر في فتوح الشام، مات في طاعون عمواس سنة 18هـ وهو ابن سبع وستين.
قال ابن حُديدة الأنصاري(ت:783هـ): (وهو أول من كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم).
5. أبو المنذر أبيّ بن كعب بن قيس النجاري الخزرجي الأنصاري، شهد بيعة العقبة الثانية، وبدراً وما بعدها، وكان من علماء الصحابة وقرائهم الكبار.
قال ابن سعد في الطبقات: (وكان أبيّ يكتب في الجاهلية قبل الإسلام وكانت الكتابة في العرب قليلة، وكان يكتب في الإسلام الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم).
وقال ابن عبد البر: (وكان أبيّ بن كعب ممن كتب لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الوحي قبل زيد بن ثابت ومعه أيضًا، وكان زيد ألزم الصحابة لكتابه الوحي، وكان يكتب كثيرًا من الرسائل).
وقال أحمد بن يحيى البلاذري(ت:279هـ) في كتابه "فتوح البلدان": (وحدثني الوليد ومحمد بن سعد عن الواقدي عن أشياخه قالوا: أول من كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم مَقْدَمَهُ المدينةَ أبيُّ بن كعب الأنصاري، وهو أول من كتب في آخر الكتاب: "وكتب فلان"؛ فكان إذا لم يحضر دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت الأنصاري؛ فكتب له؛ فكان أبيّ وزيد يكتبان الوحي بين يديه).
وقال أحمد بن زهير ابن أبي خيثمة (ت:279هـ): ( كان أول من كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بن كعب؛ فكان إذا لم يحضر دعا زيد بن ثابت؛ فكانا يكتبان له الوحي ويكتبان إلى من كاتبه من الناس، وكان يكتب له عثمان بن عفان، وخالد بن سعيد، وأبان بن سعيد كتبه إلى من يكاتب من الناس وما يُقْطِع وغير ذلك). رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
قوله: (أول من كتب..) يريد بالمدينة.
6: زيد بن ثابت بن الضحاك النجاري الأنصاري، من أشهر كتّاب الوحي،
قدم النبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينةَ وهو ابن إحدى عشرة سنة، وكان غلاماً ذكيا فَهماً فطناً، حسن التعلم، ماهراً بالكتابة؛ فكان النبي صلى الله عليه السلام يعلّمه القرآن، ويأمره بكتابة الوحي؛ وكان جاراً للنبي صلى الله عليه وسلم؛ فلزمه وتعلّم منه، وشاهد نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، وعرض عليه القرآن مراراً.
- روى الزهري عن قبيصة بن ذؤيب عن زيد بن ثابت قال: كنت أكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال: اكتب: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله} فجاء عبد الله ابن أم مكتوم ، وقال: يا رسول الله «إني أحب الجهاد في سبيل الله , ولكن فيَّ من الزمانة ما قد ترى، وذهب بصري»
قال زيد: «فثقلت فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي؛ حتى حسبت أن يرضها» ثم قال: " اكتب: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله} ). رواه عبد الرزاق.
ولمّا عزم أبو بكر على جمع القرآن قال له: « إنك رجل شاب عاقل، ولا نتهمك، كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه». رواه البخاري.
- قال ابن شهاب الزهري: حدثني سعيد بن سليمان، عن أبيه سليمان، عن زيد بن ثابت قال: كنت أكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان «إذا نزل عليه أخذته برحاء شديدة، وعرق عرقا شديدا مثل الجمان، ثم سري عنه» ، فكنت أدخل عليه بقطعة الكتف أو كسرة، فأكتب وهو يملي علي، فما أفرغ حتى تكاد رجلي تنكسر من ثقل القرآن، وحتى أقول: لا أمشي على رجلي أبدا، فإذا فرغت قال: «اقرأه» ، فأقرؤه، فإن كان فيه سقط أقامه، ثم أخرج به إلى الناس). رواه الطبراني في الكبير والأوسط.
وقال الليث بن سعد: حدثني أبو عثمان الوليد بن أبي الوليد عن سليمان بن خارجة عن خارجة بن زيد بن ثابت قال: «دخل نفر على زيد بن ثابت؛ فقالوا له حدّثنا أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ماذا أحدّثكم؟ كنت جاره فكان إذا نزل عليه الوحي بعث إليّ فكتبته له، فكنّا إذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الطّعام ذكره معنا، فكلّ هذا أحدّثكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم». رواه الترمذي في الشمائل المحمدية، وأبو الشيخ الأصبهاني، والطبراني في الأوسط والكبير والبيهقي في السنن الكبرى ودلائل النبوة وغيرهم، وحسّنه الهيثمي في مجمع الزوائد.
الوليد بن أبي الوليد روى له البخاري في الأدب المفرد، ووثّقه أبو زرعة الرازي، وذكره ابن حبان في الثقات وقال ربما خالف على قلة روايته، ولذلك قال ابن حجر في التقريب: ليّن الحديث، وفي هذا الحكم نظر، فقد وثّقه يحيى بن معين والعجلي وأبو داوود، وروى له مسلم في صحيحه؛ فالرجل ثقة إن شاء الله، لكن عبارة ابن حبان يمكن أن يعلّ بها إذا خالف مَن هو أوثق منه، وهذا المتن ليس فيه نكارة ولا مخالفة؛ فهو حديث حسن الإسناد إن شاء الله تعالى.
7. حنظلة بن الربيع بن صيفي التميمي المعروف بحنظلة الكاتب، وهو ابن أخي أكثم بن صيفي حكيم العرب، وهو الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (ولكن يا حنظلة ساعة وساعة).
وقال قيس بن زهير: انطلقنا مع حنظلة بن الربيع إلى مسجد فرات بن حيان فحضرت الصلاة فقال له: تقدَّم، فقال له: ما كنت لأتقدَّمَك وأنت أكبر مني سنا، وأقدم هجرة، والمسجد مسجدك.
فقال فرات: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيك شيئا لا أتقدَّمك أبداً.
قال: (أشهدته يوم أتيته بالطائف فبعثني عينا؟)
قال: نعم.
فتقدَّم حنظلة فصلى بهم.
فقال فرات: يا بني عجلان إنما قدَّمت هذا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه عينا إلى الطائف، فجاء فأخبره الخبر، فقال: صدقت ارجع إلى منزلك فإنك قد شهدت الليلة، فلما ولى قال لنا: «ائتموا بهذا وأشباهه» رواه الطبراني في الكبير.
قال البخاري في تاريخه الكبير: (حنظلة كاتب النبي صلى الله عليم وسلم).
وقَال أَحْمَد بن عَبد اللَّهِ بن البرقي: (إنما سمي الكاتب لأنه كتب للنبي صلى الله عليم وسلم الوحي، وكان بالكوفة فلما شُتِمَ عثمان انتقل إلى قرقيسيا، وَقَال: لا أقيم ببلد يشتم فيه عثمان، وتوفي بعد علي، وكان معتزلا للفتنة حتى مات). ذكره المزي في تهذيب الكمال.
شهد القادسية، ومات في خلافة معاوية، وقيل في رثائه:
تعجَّـب الدهر لمحــــــــــزونـــــــــــة ... تبكي على ذي شيبة شاحب
إنْ تسألـــــيني اليوم ما شفني ... أخبرك أني لســـــــت بالكـــاذب
إنَّ ســـــــــــــــواد العين أودى به ... حــــــــــــزني على حنظلة الكاتب
8. أبان بن سعيد بن العاص بن أمية القرشي، أخو خالد وعمرو ، وكانا قد سبقاه إلى الإسلام وهاجرا إلى الحبشة؛ فلما عادا من الحبشة كتبا إليه فقدم مسلماً، وهو الذي أجار عثمان لما دخل مكة زمن الحديبية، وكان إسلامه بعدها، وكان كاتباً فصيح اللسان، حسن البيان، استعمله النبي صلى الله عليه وسلم على بعض السرايا، واستعمله على البحرين، وبقي أميراً عليها حتى مات النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قدم على أبي بكر، وسار إلى الشام فقاتل حتى استشهد يوم أجنادين سنة 13هـ.
9. معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية القرشي، أوَّل ملوك المسلمين، وخال المؤمنين، أسلم في عمرة القضاء، وأظهر إسلامه يوم الفتح، وكان شابا فهماً حصيفاً يحسن الكتابة.
وقال أبو مسهر: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاوية: (( اللهم علمه الكتاب والحساب، وقه العذاب)).
قال الذهبي: (وقد صح عن ابن عباس قال: كنت ألعب، فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " ادع لي معاوية"، وكان يكتب الوحي).
وأصل الحديث في صحيح مسلم من غير هذه الزيادة، وفي مسند الإمام أحمد من طريق أبي عوانة عن أبي حمزة قال: سمعت ابن عباس يقول: كنت غلاما أسعى مع الغلمان، فالتفتُّ فإذا أنا بنبي الله صلى الله عليه وسلم خلفي مقبلاً، فقلت: ما جاء نبيّ الله صلى الله عليه وسلم إلا إليَّ.
قال: فسعيتُ حتى أختبئَ وراء باب دار.
قال: فلم أشعر حتى تناولني، فأخذ بقفاي فَحَطَأَني حَطْأَة؛ فقال: ((اذهب فادع لي معاوية))
قال: وكان كاتبه، فسعيت فأتيت معاوية، فقلت: (أجب نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، فإنَّه على حاجة).
الحَطْءُ هو الضرب باليد المبسوطة.
وكان معاوية حليماً حكيماً، عالماً فقيهاً، ذا سياسة وكياسة، وكان داهية من دهاة العرب المعدودين؛ وكان عمر إذا نظر إليه قال: (هذا كسرى العرب).
قال همام بن منبه: سمعت ابن عباس يقول: (ما رأيت رجلا كان أخلق للملك من معاوية، كان الناس يَرِدُون منه على أرجاءِ وادٍ رَحْب). رواه عبد الرزاق.
وقال قبيصة بن جابر: (صحبت معاوية، فما رأيت رجلا أثقل حلماً، ولا أبطأ جهلاً، ولا أبعد أناةً منه) رواه ابن عساكر.
ولَّاه عمر إمارةَ دمشق، ثم جمع له عثمان الشامَ كلَّه؛ فكانت مدّة إمارته عشرين سنة، ولما قتل عثمان قام بطلب دمه؛ فحصل من الفتنة ما حصل، ثم استوسق له الأمرُ عام الجماعة؛ وبويع بالخلافة؛ على بلاد المسلمين كافة؛ فبقي خليفة عشرين سنة حتى مات سنة 60هـ.
10. عبد الله بن سعد بن أبي السرح العامري القرشي، أخو عثمان بن عفان من الرضاعة.
أسلم قديماً بمكة، وكان يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الواقدي: (وأول من كتب له من قريش عبد الله بن سعد بن أبي سرح)
ثم إنّه أدركته فتنة فارتدّ ولحق بالمشركين؛ فأهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمه، وأمر بقتله عام الفتح؛ ثم شفع فيه عثمان وعفا عنه النبي صلى الله وعليه وسلم، وحسن إسلامه بعد ذلك، واشتغل بالجهاد وكان شجاعاً مذكوراً وقائداً من قادات الجيوش وهو الذي فتح أفريقية وكان قائد الجيش في غزوة ذات الصواري، ولاه عثمان إمرة مصر؛ فكان محمود السيرة، واعتزل الفتنة بعد مقتل عثمان، ومات بعسقلان سنة 36هـ.
قال الذهبي: (لما احتضر قال: اللهم اجعل آخر عملي صلاة الصبح، فلما طلع الفجر توضأ وصلى، فلما ذهب يسلّم عن يساره فاضت نفسه).
قال ابن عباس: كان عبد الله بن سعد بن أبي السَّرْح يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأزلَّه الشيطان، فلحق بالكفار، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُقتَل يومَ الفتح؛ فاستجار له عثمان بن عفان، فأجاره رسول الله صلى الله عليه وسلم). رواه أبو داوود من طريق علي بن الحسين بن واقد، عن أبيه، عن يزيد النحوي، عن عكرمة عن ابن عباس.
وقال سعد بن أبي وقاص: (لما كان يوم فتح مكة اختبأ عبد الله بن سعد بن أبي سرح عند عثمان بن عفان، فجاء به حتى أوقفه على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله بايع عبد الله، فرفع رأسه، فنظر إليه، ثلاثا، كل ذلك يأبى، فبايعه بعد ثلاث، ثم أقبل على أصحابه فقال: "أما كان فيكم رجل رشيد، يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله؟ " فقالوا: ما ندري يا رسول الله ما في نفسك؟ ألا أومأت إلينا بعينك؟ قال: "إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين). رواه أبو داوود والنسائي من طريق أسباط بن نصر عن مصعب بن سعد عن أبيه.
قال الواقدي: (قالوا: وكان عبد الله بن سعد بن أبي سرح قد أسلم قديما، وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي، فربما أملى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم {سميع عليم} فكتب «عليم حكيم» فيقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول: «كذلك الله» ويقرّه. فافتتن عبد الله بن سعد وقال: ما يدري محمد ما يقول، إني لأكتب له ما شئت، هذا الذي كتبت يوحى إلي كما يوحى إلى محمد. وخرج هاربا من المدينة إلى مكة مرتدا).
وهذا الذي قاله خطأ، وهو خلط بين خبرين، ولم يثبت أنّه كان يغيّر، ولم أقف على خبر صحيح لكتابته الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم بعد توبته.
11. وكتب للنبي صلى الله عليه وسلم الوحي رجل من بني النجار ثم فتن فارتدّ ومات كافراً، وهو الذي ذُكرت عنه دعوى التغيير.
قال أنس بن مالك: ( كان منا رجل من بني النجار قد قرأ البقرة وآل عمران وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلق هاربا حتى لحق بأهل الكتاب، قال: فرفعوه، قالوا: هذا قد كان يكتب لمحمد فأعجبوا به، فما لبث أن قصم الله عنقه فيهم، فحفروا له فواروه، فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها، ثم عادوا فحفروا له، فواروه فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها، ثم عادوا فحفروا له، فواروه فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها، فتركوه منبوذا). رواه مسلم من حديث سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس.
ورواه الإمام أحمد من طريق يزيد بن هارون قال: أخبرنا حميد، عن أنس، أن رجلا كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد كان قرأ: البقرة، وآل عمران، وكان الرجل إذا قرأ: البقرة، وآل عمران، جدَّ فينا - يعني عَظُم -، فكان النبي صلى الله عليه وسلم، يملي عليه غفوراً رحيماً، فيكتب عليماً حكيماً، فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم: (اكتب كذا وكذا، اكتب كيف شئت) ويملي عليه عليما حكيما، فيقول: أكتب سميعا بصيرا؟ فيقول: " اكتب كيف شئت ". فارتد ذلك الرجل عن الإسلام، فلحق بالمشركين، وقال: أنا أعلمكم بمحمد إن كنت لأكتب كيفما شئت، فمات ذلك الرجل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( إن الأرض لم تقبله ))
وقال أنس: فحدثني أبو طلحة: أنه أتى الأرض التي مات فيها ذلك الرجل، فوجده منبوذا، فقال أبو طلحة: ما شأن هذا الرجل؟
قالوا: قد دفنَّاه مرارا فلم تقبله الأرض).
ولعل ما ذكر من أمر التغيير الذي فتن به هذا الرجل هو مما نزل من الأحرف السبعة؛ كما في مسند الإمام أحمد وغيره من حديث سليمان بن صرد، عن أبي بن كعب، قال: قرأت آية، وقرأ ابن مسعود خلافها، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: ألم تقرئني آية كذا وكذا؟
قال: "بلى "
فقال ابن مسعود: ألم تقرئنيها كذا وكذا؟
فقال: "بلى، كلاكما محسن مجمل "
قال: فقلت له: فضرب صدري، فقال: "يا أبي بن كعب، إني أقرئت القرآن، فقلت: على حرفين، فقال: على حرفين، أو ثلاثة؟ فقال الملك الذي معي: على ثلاثة، فقلت: على ثلاثة، حتى بلغ سبعة أحرف، ليس منها إلا شاف كاف، إن قلت: {غفورا رحيما}، أو قلت: {سميعا عليما}، أو {عليما سميعا} فالله كذلك، ما لم تختم آية عذاب برحمة، أو آية رحمة بعذاب).
وفي رواية في مسند الإمام أحمد: (قال: فضرب النبي صلى الله عليه وسلم بيده في صدري، ثم قال: "اللهم أذهب عن أبيٍّ الشكَّ " ففضت عرقا، وامتلأ جوفي فرقا..) ثمّ ذكر الحديث بنحوه.
وهذه فتنة قدّرها الله على علمٍ فَضَلَّ بها من لم يكن موقناً بكلام الله تعالى، ولا بصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعصم الله من أراد له الهداية، والثبات على الدين.
ومما يدل على صحّة هذا المحمل ما رواه ابن جرير في مقدمة تفسيره عند حديثه عن الأحرف السبعة بإسناده عن ابن شهاب الزهري قال: أخبرني سعيد بن المسيب أن الذي ذكر الله تعالى ذكره {إنما يعلمه بشر} إنما افتتن أنه كان يكتب الوحي، فكان يملي عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: سميع عليم، أو عزيز حكيم، أو غير ذلك من خواتم الآي، ثم يشتغل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على الوحي، فيستفهم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فيقول: أعزيز حكيم، أو سميع عليم أو عزيز عليم؟
فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أي ذلك كتبت فهو كذلك)). ففتنه ذلك، فقال: (إن محمدا وكل ذلك إلي، فأكتب ما شئت).
وهو الذي ذكر لي سعيد بن المسيب من الحروف السبعة)ا.ه.
قال أبو بكر البيهقي: (وأمّا الأخبار الّتي وردت في إجازة قراءة: {غفورٌ رحيمٌ} بدل {عليمٌ حكيمٌ}؛ فلأنّ جميع ذلك ممّا نزل به الوحي، فإذا قرأ ذلك في غير موضعه ما لم يختم به آية عذابٍ بآية رحمةٍ أو رحمةٍ بعذابٍ؛ فكأنّه قرأ آيةً من سورةٍ، وآيةً من سورةٍ أخرى؛ فلا يأثم بقراءتها كذلك، والأصل ما استقرّت عليه القراءة في السّنة الّتي توفّي فيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد ما عارضه به جبرائيل عليه السّلام في تلك السّنة مرّتين، ثمّ اجتمعت الصّحابة على إثباته بين الدّفّتين)ا.هـ.
قلت: هكذا قال، والأرجح حمل هذا الحديث على اختلاف الأحرف السبعة.