الدروس
course cover
تفسير سورة الحشر [ من الآية (22) إلى الآية (24) ]
24 Aug 2015
24 Aug 2015

15784

0

0

course cover
تفسير جزء قد سمع

القسم الثاني

تفسير سورة الحشر [ من الآية (22) إلى الآية (24) ]
24 Aug 2015
24 Aug 2015

24 Aug 2015

15784

0

0


0

0

0

0

0

تفسير قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24) }


تفسير قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى: {هو اللّه الّذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشّهادة هو الرّحمن الرّحيم} أخبر تعالى أنّه الّذي لا إله إلّا هو فلا ربّ غيره، ولا إله للوجود سواه، وكلّ ما يعبد من دونه فباطلٌ، وأنّه عالم الغيب والشّهادة، أي: يعلم جميع الكائنات المشاهدات لنا والغائبات عنّا فلا يخفى عليه شيءٌ في الأرض، ولا في السّماء من جليلٍ وحقيرٍ وصغيرٍ وكبيرٍ، حتّى الذّرّ في الظّلمات.
وقوله: {هو الرّحمن الرّحيم} قد تقدّم الكلام على ذلك في أوّل التّفسير، بما أغنى عن إعادته هاهنا. والمراد أنّه ذو الرّحمة الواسعة الشّاملة لجميع المخلوقات، فهو رحمن الدّنيا والآخرة ورحيمهما، وقد قال تعالى: {ورحمتي وسعت كلّ شيءٍ} [الأعراف: 156]، وقال {كتب ربّكم على نفسه الرّحمة} [الأنعام: 54]، وقال {قل بفضل اللّه وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ ممّا يجمعون} [يونس: 58] ).[تفسير القرآن العظيم: 8/79]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.
(22) هذه الآياتُ الكريماتُ قدِ اشْتَمَلَتْ على كثيرٍ مِن أسماءِ اللَّهِ الْحُسْنَى وأَوْصافِه العُلَى عَظيمةِ الشَّأْنِ، وبَديعةِ البُرهانِ:
فأَخْبَرَ أنَّه {اللَّهُ} الْمَأْلُوهُ المعبودُ الذي {لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ}؛ وذلكَ لكَمالِه العظيمِ، وإحسانِه الشامِلِ، وتَدبيرِه العامِّ.
وكلُّ إلهٍ غيرُه فإنَّه بَاطِلٌ، لا يَستحِقُّ مِن العِبادةِ مِثقالَ ذَرَّةٍ؛ لأنَّه فَقيرٌ عاجِزٌ ناقِصٌ، لا يَمْلِكُ لنفْسِه ولا لغيرِه شيئاً.
ثم وَصَفَ نفْسَه بعُمومِ العِلْمِ، الشامِلِ لِمَا غابَ عن الخَلْقِ وما يُشاهِدُونَه، وبعُمومِ رَحمتِه، التي وَسِعَتْ كلَّ شيءٍ، ووَصَلَتْ إلى كلِّ حَيٍّ). [تيسير الكريم الرحمن: 854]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (22- {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} أيْ: عالِمُ ما غابَ عن الإحساسِ, وما حَضَرَ فهو مَرْئِيٌّ بالعُيونِ). [زبدة التفسير: 548]


تفسير قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله {هو اللّه الّذي لا إله إلا هو الملك} أي: المالك لجميع الأشياء المتصرّف فيها بلا ممانعةٍ ولا مدافعةٍ.
وقوله: {القدّوس} قال وهب بن منبّهٍ: أي الطّاهر. وقال مجاهدٌ، وقتادة: أي المبارك: وقال ابن جريجٍ: تقدّسه الملائكة الكرام.
{السّلام} أي: من جميع العيوب والنّقائص؛ بكماله في ذاته وصفاته وأفعاله.
وقوله: {المؤمن} قال الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ: [أي] أمّن خلقه من أن يظلمهم. وقال قتادة: أمّن بقوله: إنّه حقٌّ. وقال ابن زيدٍ: صدّق عباده المؤمنين في إيمانهم به.
وقوله: {المهيمن} قال ابن عبّاسٍ وغير واحدٍ: أي الشّاهد على خلقه بأعمالهم، بمعنى: هو رقيبٌ عليهم، كقوله: {واللّه على كلّ شيءٍ شهيدٌ} [البروج: 9]، وقوله {ثمّ اللّه شهيدٌ على ما يفعلون} [يونس: 46].
وقوله: {أفمن هو قائمٌ على كلّ نفسٍ بما كسبت} الآية [الرّعد: 33].
وقوله: {العزيز} أي: الّذي قد عزّ كلّ شيءٍ فقهره، وغلب الأشياء فلا ينال جنابه؛ لعزّته وعظمته وجبروته وكبريائه؛ ولهذا قال: {الجبّار المتكبّر} أي: الّذي لا تليق الجبرّية إلّا له، ولا التّكبّر إلّا لعظمته، كما تقدّم في الصّحيح: "العظمة إزاري، والكبرياء ردائي، فمن نازعني واحدًا منهما عذّبته".
وقال قتادة: الجبّار: الّذي جبر خلقه على ما يشاء.
وقال ابن جريرٍ: الجبّار: المصلح أمور خلقه، المتصرّف فيهم بما فيه صلاحهم.
وقال قتادة: المتكبّر: يعني عن كلّ سوءٍ.
ثمّ قال: {سبحان اللّه عمّا يشركون} ).[تفسير القرآن العظيم: 8/79-80]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (23) ثم كَرَّرَ ذِكْرَ عُمومِ إلَهِيَّتِه وانفرادِه بها، وأنَّه المالِكُ لجميعِ الْمَمالِكِ، فالعالَمُ العُلْوِيُّ والسُّفْلِيُّ وأهلُه، الجميعُ مَماليكُ للهِ، فُقراءُ مُدَبَّرُونَ.
{الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ}؛ أي: الْمُقَدَّسُ السالِمُ مِن كلِّ عَيْبٍ وآفَةٍ ونَقْصٍ، المُعظَّمُ الْمُمَجَّدُ؛ لأنَّ القُدُّوسَ يَدُلُّ على التَّنزِيهِ مِن كلِّ نقْصٍ، والتعظيمِ للهِ في أوصافِه وجَلالِه.
{الْمُؤْمِنُ}؛ أي: الْمُصَدِّقُ لرُسُلِه وأنبيائِه بما جَاؤُوا به بالآياتِ البَيِّنَاتِ والبَراهِينِ القاطعاتِ والْحُجَجِ الواضحاتِ.
{الْعَزِيزُ} الذي لا يُغَالَبُ ولا يُمانَعُ، بل قدْ قَهَرَ كلَّ شيءٍ، وخَضَعَ له كلُّ شيءٍ.
{الْجَبَّارُ} الذي قَهَرَ جَميعَ العِبادِ، وأَذْعَنَ له سائرُ الخلْقِ، الذي يَجْبُرُ الكَسِيرَ، ويُغنِي الفَقِيرَ.
{الْمُتَكَبِّرُ} الذي له الكِبرياءُ والعَظَمَةُ، الْمُتَنَزِّهُ عن جميعِ العُيوبِ والظُّلْمِ والْجَوْرِ.
{سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} وهذا تَنْزِيهٌ عامٌّ عن كلِّ ما وَصَفَه به مَن أشْرَكَ به وعانَدَه). [تيسير الكريم الرحمن: 854]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (23- {هُوَ اللهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} كَرَّرَه للتأكيدِ والتقريرِ.


{الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ} أي: الطاهِرُ من كلِّ عَيبٍ, الْمُنَزَّهُ عن كلِّ نقْصٍ, وقيلَ: معناه: الذي سَلِمَ الخلْقُ مِن ظُلْمِه.


{الْمُؤْمِنُ} أي: الذي وَهَبَ لعِبادِه الأمْنَ مِن الظلْمِ، وقيلَ: الْمُصَدِّقُ لرُسُلِه بإظهارِ الْمُعْجِزَاتِ.


{الْمُهَيْمِنُ} أي: الشهيدُ على عِبادِه بأعمالِهم الرقيبُ عليهم.


{الْعَزِيزُ}: القاهِرُ الغالبُ غيرُ المغلوبِ.


{الْجَبَّارُ}: جَبروتُ اللهِ عَظمتُه، وقيلَ: الْجَبَّارُ الذي لا تُطاقُ سَطْوَتُه.


{الْمُتَكَبِّرُ} أي: الذي تَكَبَّرَ عن كلِّ نقْصٍ، وتَعَظَّمَ عما لا يَلِيقُ به. والكِبرياءُ في صفاتِ اللهِ مَدْحٌ، وفي صِفاتِ المخلوقينَ ذَمٌّ). [زبدة التفسير: 548]


تفسير قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {هو اللّه الخالق البارئ المصوّر} الخلق: التّقدير، والبراء: هو الفري، وهو التّنفيذ وإبراز ما قدّره وقرّره إلى الوجود، وليس كلّ من قدّر شيئًا ورتّبه يقدر على تنفيذه وإيجاده سوى اللّه، عزّ وجلّ. قال الشّاعر يمدح آخر
ولأنت تفري ما خلقت = وبعض القوم يخلق ثمّ لا يفري...
أي: أنت تنفّذ ما خلقت، أي: قدّرت، بخلاف غيرك فإنّه لا يستطيع ما يريد. فالخلق: التّقدير. والفري: التّنفيذ. ومنه يقال: قدّر الجلّاد ثمّ فرى، أي: قطع على ما قدّره بحسب ما يريده.
وقوله تعالى: {الخالق البارئ المصوّر} أي: الّذي إذا أراد شيئًا قال له: كن، فيكون على الصّفة الّتي يريد، والصّورة الّتي يختار. كقوله: {في أيّ صورةٍ ما شاء ركّبك} [الانفطار: 8] ولهذا قال: {المصوّر} أي: الّذي ينفّذ ما يريد إيجاده على الصّفة التي يريدها.
وقوله: {له الأسماء الحسنى} قد تقدّم الكلام على ذلك في "سورة الأعراف"، وذكر الحديث المرويّ في الصّحيحين عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ للّه تعالى تسعةً وتسعين اسمًا، مائةٌ إلّا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة، وهو وتر يحبّ الوتر". وتقدّم سياق التّرمذيّ وابن ماجه له، عن أبي هريرة أيضًا، وزاد بعد قوله: "وهو وترٌ يحبّ الوتر" -واللّفظ للتّرمذيّ-: "هو اللّه الّذي لا إله إلّا هو، الرّحمن، الرّحيم، الملك، القدّوس، السّلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبّار، المتكبّر، الخالق، البارئ، المصوّر، الغفّار، القهّار، الوهّاب، الرّزّاق، الفتّاح، العليم، القابض، الباسط، الخافض، الرّافع، المعزّ، المذلّ، السّميع، البصير، الحكم، العدل، اللّطيف، الخبير، الحليم، العظيم، الغفور، الشّكور، العليّ، الكبير، الحفيظ، المقيت، الحسيب، الجليل، الكريم، الرّقيب، المجيب، الواسع، الحكيم، الودود، المجيد، الباعث، الشّهيد، الحقّ، الوكيل، القويّ، المتين، الوليّ، الحميد، المحصي، المبدئ، المعيد، المحيي، المميت، الحيّ، القيّوم، الواجد، الماجد، الواحد، الصّمد، القادر، المقتدر، المقدّم، المؤخّر، الأوّل، الآخر، الظاهر، الباطن، الولي، المتعالي، البرّ، التّوّاب، المنتقم، العفوّ، الرّءوف، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام، المقسط، الجامع، الغنيّ، المغني، المانع، الضّارّ، النّافع، النّور، الهادي، البديع، الباقي، الوارث، الرّشيد، الصّبور".
وسياق ابن ماجه بزيادةٍ ونقصانٍ، وتقديمٍ وتأخيرٍ، وقد قدّمنا ذلك مبسوطًا مطوّلًا بطرقه وألفاظه بما أغنى عن إعادته هنا .
وقوله: {يسبّح له ما في السّماوات والأرض} كقوله {تسبّح له السّماوات السّبع والأرض ومن فيهنّ وإن من شيءٍ إلا يسبّح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنّه كان حليمًا غفورًا} [الإسراء: 44].
وقوله: {وهو العزيز} أي: فلا يرام جنابه {الحكيم} في شرعه وقدره. وقد قال الإمام أحمد:
حدّثنا أبو أحمد الزّبيريّ، حدّثنا خالدٌ -يعني: ابن طهمان، أبو العلاء الخفّاف-حدثنا نافع ابن أبي نافعٍ، عن معقل بن يسارٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "من قال حين يصبح ثلاث مرّاتٍ: أعوذ باللّه السّميع العليم من الشّيطان الرّجيم، ثمّ قرأ ثلاث آياتٍ من آخر سورة الحشر، وكّل اللّه به سبعين ألف ملكٍ يصلّون عليه حتّى يمسي، وإن مات في ذلك اليوم مات شهيدًا، ومن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة".
ورواه التّرمذيّ عن محمود بن غيلان، عن أبي أحمد الزّبيريّ، به، وقال: غريبٌ لا نعرفه إلّا من هذا الوجه).[تفسير القرآن العظيم: 8/80-81]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (24) {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ} لجميعِ المَخْلوقاتِ، {الْبَارِئُ} للمَبْرُوءَاتِ.
{الْمُصَوِّرُ} للمُصَوَّرَاتِ، وهذهِ الأسماءُ متَعَلِّقَةٌ بالخَلْقِ والتدبيرِ والتقديرِ، وأنَّ ذلكَ كُلَّه قدْ انْفَرَدَ اللَّهُ بهِ، لم يُشارِكْه فيهِ مشارِكٌ.
{لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}؛ أيْ: له الأسماءُ الكثيرةُ جِدًّا، التي لا يُحْصِيهَا ولا يَعْلَمُها أحَدٌ إلاَّ هو، ومعَ ذلك فكُلُّها حُسْنَى؛ أيْ: صِفاتُ كَمالٍ، بل تَدُلُّ على أكْمَلِ الصفاتِ وأعظَمِها، لا نقْصَ في شيءٍ منها بوَجْهٍ مِن الوُجوهِ.
ومِن حُسْنِهَا أنَّ اللَّهَ يُحِبُّها ويُحِبُّ مَن يُحِبُّها، ويُحِبُّ مِن عِبادِه أنْ يَدْعُوهُ ويَسْأَلُوه بها.
ومِن كَمالِه وأنَّ له الأسماءَ الْحُسْنَى والصِّفاتِ العُلْيَا: أنَّ جَمِيعَ مَن في السماواتِ والأرضِ مُفتَقِرُونَ إليه على الدوامِ، يُسَبِّحونَ بحَمْدِه، ويَسأَلُونَه حَوائِجَهم، فيُعْطِيهم مِن فَضْلِه وكَرَمِه ما تَقْتَضِيهِ رَحمتُه وحِكمتُه.
{وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} الذي لا يُريدُ شَيئاً إلاَّ ويَكُونُ، ولا يَكُونُ شيئاً إلاَّ لحِكْمَةٍ ومَصلحَةٍ.
تَمَّ تَفسيرُ هذه السورةِ). [تيسير الكريم الرحمن: 854]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (24- {هُوَ اللهُ الْخَالِقُ} أي: الْمُقَدِّرُ للأشياءِ على مُقتضَى إرادتِه ومَشيئتِه.


{الْبَارِئُ} أي: الْمُنْشِئُ المختَرِعُ للأشياءِ الْمُوجِدُ لها.


{الْمُصَوِّرُ} أي: الموجِدُ للصُّوَرِ المركِّبُ لها على هَيْئَاتٍ مُختَلِفَةٍ.


{لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} قد تَقَدَّمَ بيانُها في سورةِ (الأعرافِ الآيةِ 180) {يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} أيْ: يَنطِقُ بتَنزيهِه بلسانِ الحالِ أو الْمَقالِ كلُّ ما فيهما). [زبدة التفسير: 548]


* للاستزادة ينظر: هنا