17 Sep 2014
تفسير قول الله تعالى: {إِنَّ
الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى
مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ
يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلَّا الَّذِينَ
تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا
التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ
كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ
وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ
الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (162) }
تفسير
قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ
الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي
الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ
(159)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {إنّ الّذين يكتمون ما أنزلنا من البيّنات والهدى من بعد ما بيّنّاه للنّاس في الكتاب أولئك يلعنهم اللّه ويلعنهم اللّاعنون}
هذا إخبار عن علماء اليهود الذين كتموا ما علموه من صحة أمر النبي صلى الله عليه وسلم.
قوله: {من بعد ما بيّنّاه للنّاس في الكتاب}, يعني: به القرآن.
ومعنى {ويلعنهم اللّاعنون}: فيه غير قول، أما ما يروى عن ابن عباس فقال: {اللّاعنون}: كل شيء في الأرض إلا الثقلين.
ويروى عن ابن مسعود أنه قال:{اللّاعنون}: الاثنان إذا تلاعنا لحقت اللعنة بمستحقها منهما، فإن لم يستحقها واحد منهما , رجعت على اليهود، وقيل:{اللّاعنون}, هم المؤمنون، فكل من آمن باللّه من الإنس والجن والملائكة فهم اللاعنون لليهود , وجميع الكفرة , فهذا ما روي في قوله: {اللّاعنون}, واللّه عزّ وجلّ أعلم). [معاني القرآن: 1/235]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {إنّ الّذين يكتمون} الآية، المراد بالذين أحبار اليهود ورهبان النصارى الذين كتموا أمر محمد صلى الله عليه وسلم، قال الطبري: «وقد روي أن معينين منهم سألهم قوم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عما في كتبهم من أمره فكتموا فنزلت»، وتتناول الآية بعد كل من كتم علما من دين الله يحتاج إلى بثه، وذلك مفسر في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار»، وهذا إذا كان لا يخاف ولا ضرر عليه في بثه. تفسير
قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا
فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160)} قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {إلّا الّذين تابوا وأصلحوا وبيّنوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التّوّاب الرّحيم} {الذين} في موضع نصب على الاستثناء، والمعنى: أن من تاب بعد هذا, وتبين منهم أن ما أتى به النبي صلى الله عليه وسلم حق، قبل الله توبته. فأعلم الله عزّ وجلّ: أنه يقبل التوبة ويرحم , ويغفر الذنب الذي لا غاية بعده). [معاني القرآن: 1/235] تفسير
قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ
أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ
أَجْمَعِينَ (161)} قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {إنّ الّذين كفروا وماتوا وهم كفّار أولئك عليهم لعنة اللّه والملائكة والنّاس أجمعين} يعني: لم يتوبوا قبل موتهم من كفرهم. {أولئك عليهم لعنة اللّه}: واللعنة هي إبعاد اللّه، وإبعاده عذابه. وقوله عزّ وجلّ: {والملائكة والنّاس أجمعين} ا لمعنى: لعنة الملائكة , ولعنة الناس أجمعين. فإن قال قائل: كيف يلعنه الناس أجمعون، وأهل دينه لا يلعنونه؟, قيل له: إنّهم يلعنونه في الآخرة، كما قال عزّ وجلّ:{ ثمّ يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضاً} وقرأ الحسن: {أولئك عليهم لعنة اللّه والملائكة والنّاس أجمعين}:
وهو جيد في العربية إلا أني أكرهه لمخالفته المصحف، والقراءة، إنما ينبغي
أن يلزم فيها السنة، ولزوم السنة فيها أيضًا أقوى عند أهل العربية؛ لأن
الإجماع في القراءة إنما يقع على الشيء الجيّد البالغ , ورفع الملائكة في
قراءة الحسن على تأويل: أولئك جزاؤهم أن لعنهم اللّه , والملائكة، فعطف
الملائكة على موضع إعراب لله في التأويل. ويجوز على هذا: عجبت من ضرب زيد وعمرو , ومن قيامك وأخوك, المعنى: عجبت من أن ضرب زيد وعمرو , ومن أن قمت أنت وأخوك. ومعنى {خالدين فيها}أي: في اللعنة, وخلودهم فيها: خلود في العذاب). [معاني القرآن: 1/235-236] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ أخبر تعالى عمّن كفر به واستمرّ به الحال إلى مماته بأنّ {عليهم لعنة اللّه والملائكة والنّاس أجمعين * خالدين فيها}).[تفسير ابن كثير: 1/ 473] (م) تفسير قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (162)}
وهذه الآية أراد أبو هريرة رضي الله عنه في قوله: «لولا آية في كتاب الله ما حدثتكم حديثا»، وقد ترك أبو هريرة ذلك حين خاف فقال: «حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين: أما أحدهما فبثثته وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم».
وهذه الآية أراد عثمان رضي الله عنه في قوله: «لأحدثنكم حديثا لولا آية في كتاب الله ما حدثتكموه»، ومن روى في كلام عثمان «لولا أنه في كتاب الله» فالمعنى غير هذا.
{والبيّنات والهدى}:
أمر محمد صلى الله عليه وسلم، ثم يعم بعد كل ما يكتم من خير، وقرأ طلحة بن
صرف «من بعد ما بينه» على الإفراد، وفي الكتاب يراد به التوراة والإنجيل
بحكم سبب الآية وأنها في أمر محمد صلى الله عليه وسلم ثم يدخل القرآن مع
تعميم الآية، وقد تقدم معنى اللعنة.
واختلف في اللاعنين فقال قتادة والربيع: «الملائكة والمؤمنون»، وهذا ظاهر واضح جار على مقتضى الكلام، وقال مجاهد وعكرمة: «هم الحشرات والبهائم يصيبهم الجدب بذنوب علماء السوء الكاتمين فيلعنونهم».
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:«وذكروا بالواو والنون كمن يعقل لأنهم أسند إليهم فعل من يعقل، كما قال:{رأيتهم لي ساجدين}[يوسف: 4]»، وقال البراء بن عازب: «اللّاعنون كل المخلوقات ما عدا الثقلين الجن والإنس، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الكافر إذا ضرب في قبره فصاح سمعه الكل إلا الثقلين فلعنه كل سامع»، وقال ابن مسعود: «المراد بها ما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن كل متلاعنين إن استحقا اللعنة وإلا انصرفت على اليهود»، وهذه الأقوال الثلاثة لا يقتضيها اللفظ ولا تثبت إلا بسند يقطع العذر). [المحرر الوجيز: 1/ 394-395]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {إنّ
الّذين يكتمون ما أنزلنا من البيّنات والهدى من بعد ما بيّنّاه للنّاس في
الكتاب أولئك يلعنهم اللّه ويلعنهم اللاعنون (159) إلا الّذين تابوا
وأصلحوا وبيّنوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التّوّاب الرّحيم (160) إنّ الّذين
كفروا وماتوا وهم كفّارٌ أولئك عليهم لعنة اللّه والملائكة والنّاس أجمعين
(161) خالدين فيها لا يخفّف عنهم العذاب ولا هم ينظرون (162)}
هذا وعيدٌ شديدٌ
لمن كتم ما جاءت به الرسل من الدّلالات البيّنة على المقاصد الصّحيحة
والهدى النّافع للقلوب، من بعد ما بيّنه اللّه -تعالى -لعباده في كتبه،
التي أنزلها على رسله.
قال أبو العالية: «نزلت
في أهل الكتاب، كتموا صفة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ أخبر أنّهم
يلعنهم كلّ شيءٍ على صنيعهم ذلك، فكما أنّ العالم يستغفر له كلّ شيءٍ، حتّى
الحوت في الماء والطّير في الهواء، فهؤلاء بخلاف العلماء الّذين يكتمون
فيلعنهم اللّه ويلعنهم اللّاعنون». وقد ورد في الحديث المسند من طرقٍ يشدّ بعضها بعضًا، عن أبي هريرة، وغيره: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «من سئل عن علمٍ فكتمه، ألجم يوم القيامة بلجامٍ من نارٍ". والذي في الصّحيح عن أبي هريرة أنّه قال: «لولا آيةٌ في كتاب اللّه ما حدثت أحدًا شيئًا:{إنّ الّذين يكتمون ما أنزلنا من البيّنات والهدى}» الآية.
وقال ابن أبي
حاتمٍ: حدّثنا الحسن بن عرفة، حدّثنا عمّار بن محمّدٍ، عن ليث بن أبي
سليمٍ، عن المنهال بن عمرٍو، عن زاذان أبي عمر عن البراء بن عازبٍ، قال:
كنّا مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في جنازةٍ، فقال: «إنّ الكافر يضرب ضربةً بين عينيه، فيسمع كلّ دابّةٍ غير الثّقلين، فتلعنه كلّ دابّةٍ سمعت صوته، فذلك قول اللّه تعالى: {أولئك يلعنهم اللّه ويلعنهم اللاعنون}يعني: دوابّ الأرض».
ورواه ابن ماجه عن محمّد بن الصّبّاح عن عمّار بن محمّدٍ به.
وقال عطاء بن أبي رباحٍ: «كلّ دابّةٍ والجنّ والإنس». وقال مجاهدٌ: «إذا أجدبت الأرض قالت البهائم: هذا من أجل عصاة بني آدم، لعن اللّه عصاة بني آدم».
وقال أبو العالية، والرّبيع بن أنسٍ، وقتادة:«{ويلعنهم اللاعنون}يعني تلعنهم ملائكة اللّه، والمؤمنون».
وقد جاء في
الحديث، أنّ العالم يستغفر له كلّ شيءٍ حتّى الحيتان، وجاء في هذه الآية:
أنّ كاتم العلم يلعنه اللّه والملائكة والنّاس أجمعون، واللّاعنون أيضًا،
وهم كلّ فصيحٍ وأعجميٍّ إمّا بلسان المقال، أو الحال، أو لو كان له عقلٌ،
أو يوم القيامة، واللّه أعلم ). [تفسير ابن كثير: 1/ 472-473]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ استثنى اللّه تعالى من هؤلاء من تاب إليه فقال: {إلا الّذين تابوا وأصلحوا وبيّنوا} أي: رجعوا عمّا كانوا فيه وأصلحوا أعمالهم وأحوالهم وبيّنوا للنّاس ما كانوا كتموه {فأولئك أتوب عليهم وأنا التّوّاب الرّحيم} وفي هذا دلالةٌ على أنّ الدّاعية إلى كفرٍ، أو بدعةٍ إذا تاب إلى اللّه تاب اللّه عليه.
وقد ورد أنّ الأمم
السّابقة لم تكن التّوبة تقبل من مثل هؤلاء منهم، ولكنّ هذا من شريعة نبيّ
التّوبة ونبيّ الرّحمة صلوات اللّه وسلامه عليه). [تفسير ابن كثير: 1/ 473]
قوله تعالى: {إنّ الّذين كفروا} الآية، محكمة في الذين وافوا على كفرهم، واختلف في معنى قوله والنّاس أجمعين وهم لا يلعنون أنفسهم، فقال قتادة والربيع: «المراد ب النّاس المؤمنون خاصة»، وقال أبو العالية: «معنى ذلك في الآخرة»،
وذلك أن الكفرة يلعنون أنفسهم يوم القيامة، وقالت فرقة: معنى ذلك أن
الكفرة يقولون في الدنيا: لعن الله الكافرين، فيلعنون أنفسهم من حيث لا
يشعرون، وقرأ الحسن بن أبي الحسن: «والملائكة والناس أجمعون» بالرفع على
تقدير أولئك يلعنهم الله، واللعنة في هذه الآية تقتضي العذاب، فلذلك قال
خالدين فيها، والضمير عائد على اللعنة، وقيل على النار وإن كان لم يجر لها
ذكر، لثبوتها في المعنى). [المحرر الوجيز: 1/ 396]
ثم أعلم تعالى
برفع وجوه الرفق عنهم لأن العذاب إذا لم يخفف ولم يؤخر فهو النهاية،
وينظرون معناه يؤخرون عن العذاب، ويحتمل أن يكون من النظر، نحو قوله تعالى:
{ولا ينظر إليهم يوم القيامة}[آل عمران: 77]، والأول أظهر، لأن النظر بالعين إنما يعدى بإلى إلا شاذا في الشعر). [المحرر الوجيز: 1/ 396-397]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ أخبر تعالى عمّن كفر به واستمرّ به الحال إلى مماته بأنّ {عليهم لعنة اللّه والملائكة والنّاس أجمعين * خالدين فيها} أي: في اللّعنة التّابعة لهم إلى يوم القيامة ثمّ المصاحبة لهم في نار جهنّم التي {لا يخفّف عنهم العذاب} فيها، أي: لا ينقص عمّا هم فيه {ولا هم ينظرون} أي: لا يغيّر عنهم ساعةً واحدةً، ولا يفتّر، بل هو متواصلٌ دائمٌ، فنعوذ باللّه من ذلك.
وقال أبو العالية وقتادة: «إنّ الكافر يوقف يوم القيامة فيلعنه اللّه، ثمّ تلعنه الملائكة، ثمّ يلعنه النّاس أجمعون».
فصلٌ: لا خلاف في
جواز لعن الكفّار، وقد كان عمر بن الخطّاب، رضي اللّه عنه، وعمن بعده من
الأئمّة، يلعنون الكفرة في القنوت وغيره؛ فأمّا الكافر المعيّن، فقد ذهب
جماعةٌ من العلماء إلى أنّه لا يلعن لأنّا لا ندري بما يختم له، واستدلّ
بعضهم بهذه الآية: {إنّ الّذين كفروا وماتوا وهم كفّارٌ أولئك عليهم لعنة اللّه والملائكة والنّاس أجمعين}
وقالت طائفةٌ أخرى: بل يجوز لعن الكافر المعيّن. واختار ذلك الفقيه أبو
بكر بن العربيّ المالكيّ، ولكنّه احتجّ بحديثٍ فيه ضعفٌ، واستدلّ غيره
بقوله، عليه السّلام، في صحيح البخاريّ في قصّة الذي كان يؤتى به سكران
فيحدّه، فقال رجلٌ: لعنه اللّه، ما أكثر ما يؤتى به، فقال رسول اللّه صلّى
اللّه عليه وسلّم: «لا تلعنه فإنّه يحبّ اللّه ورسوله» قالوا: فعلّة المنع من لعنه؛ بأنّه يحبّ اللّه ورسوله فدلّ على أنّ من لا يحبّ اللّه ورسوله يلعن، واللّه أعلم). [تفسير ابن كثير: 1/ 473-474]
* للاستزادة ينظر: هنا