الدروس
course cover
تفسير سورة آل عمران[من الآية (21) إلى الآية (22) ]
22 Jan 2015
22 Jan 2015

4712

0

0

course cover
تفسير سورة آل عمران

القسم الثاني

تفسير سورة آل عمران[من الآية (21) إلى الآية (22) ]
22 Jan 2015
22 Jan 2015

22 Jan 2015

4712

0

0


0

0

0

0

0

تفسير قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21) أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (22)}


تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({إنّ الّذين يكفرون بآيات اللّه ويقتلون النّبيّين بغير حقّ ويقتلون الّذين يأمرون بالقسط من النّاس فبشّرهم بعذاب أليم} أي: أعلام اللّه التي أتيتهم بها.
{ويقتلون النّبيّين بغير حقّ}:وقرئت: ويقاتلون،
ومعنى {ويقتلون النّبيّين بغير حقّ}: ههنا قيل فيه قولان:
1- قيل: رضاهم بقتل من سلف منهم النبيين نحو قتل يحيى عليه السلام, وهذا يحتمل, واللّه أعلم,
2- وقيل : ويقتلون النبيين ؛ لأنهم قاتلوا النبي صلى الله عليه وسلم -, وهموا بقتله , قال اللّه جلّ وعزّ:{وإذ يمكر بك الّذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك}, فهذا معنى: {ويقتلون النبيين} , واللّه أعلم.
وجاز دخول الفاء في خبر إن، ولا يجوز أن زيداً فقائم , وجاز ههنا..
{فبشرهم بعذاب أليم}، لأن (الذي) يوفي فتكون صلته بمنزلة الشرط للجزاء فيجاب بالفاء, ولا يصلح ليت الذي يقوم فيكرمك ؛ لأن (إن) كأنها لم تذكر في الكلام , فدخول الجواب بالفاء، عليها كدخولها على الابتداء , والتمني داخل, فزيل معنى الابتداء والشرط).
[معاني القرآن: 1/389-391]

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله تعالى: {إنّ الّذين يكفرون بآيات اللّه ويقتلون النّبيّين بغير حقٍّ ويقتلون الّذين يأمرون بالقسط من النّاس فبشّرهم بعذابٍ أليمٍ (21) أولئك الّذين حبطت أعمالهم في الدّنيا والآخرة وما لهم من ناصرين (22)}
قال محمد بن جعفر بن الزبير وغيره: «إن هذه الآية في اليهود والنصارى».
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: «وتعم كل من كان بهذه الحال»، والآية توبيخ للمعاصرين لرسول الله صلى الله عليه وسلم بمساوئ، أسلافهم وببقائهم أنفسهم على فعل ما أمكنهم من تلك المساويء لأنهم كانوا حرصى على قتل محمد عليه السلام، وروي أن بني إسرائيل قتلوا في يوم واحد سبعين نبيا وقامت سوق البقل بعد ذلك، وروى أبو عبيدة بن الجراح عن النبي عليه السلام: «أنهم قتلوا ثلاثة وأربعين نبيا فاجتمع من خيارهم وأحبارهم مائة وعشرون ليغيروا وينكروا فقتلوا أجمعين كل ذلك في يوم واحد وذلك معنى قوله تعالى:{ويقتلون الّذين يأمرون بالقسط}» وقوله تعالى: {بغير حقٍّ} مبالغة في التحرير للذنب إذ في الإمكان أن يقتضي ذلك أمر الله تعالى بوجه ما من تكرمة نبي أو غير ذلك، وعلى هذا المعنى تجيء أفعل من كذا إذا كان فيها شياع مثل أحب وخير وأفضل ونحوه مقولة من شيئين ظاهرهما الاشتراك بينهما.
وقرأ جمهور الناس: «ويقتلون الذين» وقرأ حمزة وجماعة من غير السبعة «ويقاتلون الذين» وفي مصحف ابن مسعود «وقاتلوا الذين»، وقرأها الأعمش، وكلها متوجهة وأبينها قراءة الجمهور، والقسط العدل، وجاءت البشارة بالعذاب من حيث نص عليه وإذا جاءت البشارة مطلقة فمجملها فيما يستحسن، ودخلت الفاء في قوله: فبشّرهم لما في الذي من معنى الشرط في هذا الموضع فذلك بمنزلة قولك: الذي يفعل كذا فله كذا إذا أردت أن ذلك إنما يكون له بسبب فعله الشيء الآخر فيكون الفعل في صلتها وتكون بحيث لم يدخل عليها عامل يغير معناها كليت ولعل، وهذا المعنى نص في كتاب سيبويه في باب ترجمة هذا باب الحروف التي تتنزل منزلة الأمر والنهي لأن فيها معنى الأمر والنهي). [المحرر الوجيز: 2/ 183-184]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {إنّ الّذين يكفرون بآيات اللّه ويقتلون النّبيّين بغير حقٍّ ويقتلون الّذين يأمرون بالقسط من النّاس فبشّرهم بعذابٍ أليمٍ (21) أولئك الّذين حبطت أعمالهم في الدّنيا والآخرة وما لهم من ناصرين (22) }
هذا ذمٌّ من اللّه تعالى لأهل الكتاب فيما ارتكبوه من المآثم والمحارم في تكذيبهم بآيات اللّه قديمًا وحديثًا، الّتي بلّغتهم إيّاها الرّسل، استكبارًا عليهم وعنادًا لهم، وتعاظمًا على الحقّ واستنكافًا عن اتّباعه، ومع هذا قتلوا من قتلوا من النّبيّين حين بلّغوهم عن اللّه شرعه، بغير سببٍ ولا جريمةٍ منهم إليهم، إلّا لكونهم دعوهم إلى الحقّ
{ويقتلون الّذين يأمرون بالقسط من النّاس} وهذا هو غاية الكبر، كما قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «الكبر بطر الحقّ وغمط النّاس».
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو الزّبير الحسن بن عليّ بن مسلمٍ النّيسابوريّ، نزيل مكّة، حدّثني أبو حفصٍ عمر بن حفصٍ -يعني ابن ثابت بن زرارة الأنصاريّ-حدّثنا محمّد بن حمزة، حدّثني أبو الحسن مولًى لبني أسدٍ، عن مكحولٍ، عن قبيصة بن ذؤيبٍ الخزاعيّ، عن أبي عبيدة بن الجرّاح، رضي اللّه عنه قال: قلت يا رسول الله، أي النّاس أشدّ عذابًا يوم القيامة؟ قال:
«رجلٌ قتل نبيا أو من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر». ثمّ قرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {إنّ الّذين يكفرون بآيات اللّه ويقتلون النّبيّين بغير حقٍّ ويقتلون الّذين يأمرون بالقسط من النّاس فبشّرهم بعذابٍ أليمٍ} إلى قوله: {وما لهم من ناصرين} الآية. ثمّ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يا أبا عبيدة، قتلت بنو إسرائيل ثلاثةً وأربعين نبيا، من أوّل النّهار في ساعةٍ واحدةٍ، فقام مائة وسبعون رجلا من بني إسرائيل، فأمروا من قتلهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر، فقتلوا جميعًا من آخر النّهار من ذلك اليوم، فهم الذين ذكر الله، عزّ وجلّ».
وهكذا رواه ابن جريرٍ عن أبي عبيدٍ الوصّابيّ محمّد بن حفصٍ، عن ابن حمير، عن أبي الحسن مولى بني أسد، عن مكحول، به.
وعن عبد اللّه بن مسعودٍ، رضي اللّه عنه، قال:
«قتلت بنو إسرائيل ثلاثمائة نبيٍّ من أوّل النّهار، وأقاموا سوق بقلهم من آخره». رواه ابن أبي حاتمٍ. ولهذا لمّا أن تكبّروا عن الحقّ واستكبروا على الخلق، قابلهم اللّه على ذلك بالذّلّة والصّغار في الدّنيا والعذاب المهين في الآخرة، فقال: {فبشّرهم بعذابٍ أليمٍ} أي: موجعٍ مهينٍ. {أولئك الّذين حبطت أعمالهم في الدّنيا والآخرة وما لهم من ناصرين} ). [تفسير القرآن العظيم: 2/ 27-28]


تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (22)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وحبطت معناه: بطلت وسقط حكمها، وحبطها في الدنيا بقاء الذم واللعنة عليهم، وحبطها في الآخرة كونها هباء منبثا وتعذيبهم عليها، وقرأ ابن عباس وأبو السمال العدوي: «حبطت» بفتح الباء وهي لغة، ثم نفى النصر عنهم في كلا الحالين). [المحرر الوجيز: 2/ 184-185]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {إنّ الّذين يكفرون بآيات اللّه ويقتلون النّبيّين بغير حقٍّ ويقتلون الّذين يأمرون بالقسط من النّاس فبشّرهم بعذابٍ أليمٍ (21) أولئك الّذين حبطت أعمالهم في الدّنيا والآخرة وما لهم من ناصرين (22) }
هذا ذمٌّ من اللّه تعالى لأهل الكتاب فيما ارتكبوه من المآثم والمحارم في تكذيبهم بآيات اللّه قديمًا وحديثًا، الّتي بلّغتهم إيّاها الرّسل، استكبارًا عليهم وعنادًا لهم، وتعاظمًا على الحقّ واستنكافًا عن اتّباعه، ومع هذا قتلوا من قتلوا من النّبيّين حين بلّغوهم عن اللّه شرعه، بغير سببٍ ولا جريمةٍ منهم إليهم، إلّا لكونهم دعوهم إلى الحقّ
{ويقتلون الّذين يأمرون بالقسط من النّاس} وهذا هو غاية الكبر، كما قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «الكبر بطر الحقّ وغمط النّاس».
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو الزّبير الحسن بن عليّ بن مسلمٍ النّيسابوريّ، نزيل مكّة، حدّثني أبو حفصٍ عمر بن حفصٍ -يعني ابن ثابت بن زرارة الأنصاريّ-حدّثنا محمّد بن حمزة، حدّثني أبو الحسن مولًى لبني أسدٍ، عن مكحولٍ، عن قبيصة بن ذؤيبٍ الخزاعيّ، عن أبي عبيدة بن الجرّاح، رضي اللّه عنه قال: قلت يا رسول الله، أي النّاس أشدّ عذابًا يوم القيامة؟ قال:
«رجلٌ قتل نبيا أو من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر». ثمّ قرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {إنّ الّذين يكفرون بآيات اللّه ويقتلون النّبيّين بغير حقٍّ ويقتلون الّذين يأمرون بالقسط من النّاس فبشّرهم بعذابٍ أليمٍ} إلى قوله: {وما لهم من ناصرين} الآية. ثمّ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يا أبا عبيدة، قتلت بنو إسرائيل ثلاثةً وأربعين نبيا، من أوّل النّهار في ساعةٍ واحدةٍ، فقام مائة وسبعون رجلا من بني إسرائيل، فأمروا من قتلهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر، فقتلوا جميعًا من آخر النّهار من ذلك اليوم، فهم الذين ذكر الله، عزّ وجلّ».
وهكذا رواه ابن جريرٍ عن أبي عبيدٍ الوصّابيّ محمّد بن حفصٍ، عن ابن حمير، عن أبي الحسن مولى بني أسد، عن مكحول، به.
وعن عبد اللّه بن مسعودٍ، رضي اللّه عنه، قال:
«قتلت بنو إسرائيل ثلاثمائة نبيٍّ من أوّل النّهار، وأقاموا سوق بقلهم من آخره». رواه ابن أبي حاتمٍ. ولهذا لمّا أن تكبّروا عن الحقّ واستكبروا على الخلق، قابلهم اللّه على ذلك بالذّلّة والصّغار في الدّنيا والعذاب المهين في الآخرة، فقال: {فبشّرهم بعذابٍ أليمٍ} أي: موجعٍ مهينٍ. {أولئك الّذين حبطت أعمالهم في الدّنيا والآخرة وما لهم من ناصرين} ). [تفسير القرآن العظيم: 2/ 27-28] (م)



* للاستزادة ينظر: هنا