الدروس
course cover
تفسير سورة آل عمران[من الآية (23) إلى الآية (25) ]
22 Jan 2015
22 Jan 2015

4667

0

0

course cover
تفسير سورة آل عمران

القسم الثالث

تفسير سورة آل عمران[من الآية (23) إلى الآية (25) ]
22 Jan 2015
22 Jan 2015

22 Jan 2015

4667

0

0


0

0

0

0

0

تفسير قول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24) فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (25)}


تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {ألم تر إلى الّذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب اللّه ليحكم بينهم ثمّ يتولّى فريق منهم وهم معرضون}, معناه: حظا وافرا منه.
و{يدعون إلى كتاب اللّه ليحكم بينهم}أي: يدعون إلى كتاب الله الذي هم به مقرون، وفيه ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - والإنباء برسالته.
{ثمّ يتولّى فريق منهم وهم معرضون}أي: جمع كثير وإنما أعرضوا إلا إنّه لا حجة لهم إلا الجحد بشيء, قد أقر به جماعة من علمائهم أنه في كتابهم). [معاني القرآن: 1/391]

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله تعالى: {ألم تر إلى الّذين أوتوا نصيباً من الكتاب يدعون إلى كتاب اللّه ليحكم بينهم ثمّ يتولّى فريقٌ منهم وهم معرضون (23) ذلك بأنّهم قالوا لن تمسّنا النّار إلاّ أيّاماً معدوداتٍ وغرّهم في دينهم ما كانوا يفترون (24) فكيف إذا جمعناهم ليومٍ لا ريب فيه ووفّيت كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون (25)}
قال ابن عباس: «نزلت هذه الآية بسبب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل بيت المدراس على جماعة من يهود فدعاهم إلى الله فقال له نعيم بن عمرو والحارث بن زيد: على أي دين أنت يا محمد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا على ملة إبراهيم» فقالا: فإن إبراهيم كان يهوديا، فقال لهما النبي عليه السلام: «فهلموا إلى التوراة فهي بيننا وبينكم» فأبيا عليه فنزلت»، وذكر النقاش: «أنها نزلت لأن جماعة من اليهود أنكروا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم. فقال لهم النبي عليه السلام: «هلموا إلى التوراة ففيها صفتي» فأبوا».
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: «فالكتاب في قوله:{من الكتاب}هو اسم الجنس، والكتاب في قوله:{إلى كتاب اللّه}هو التوراة»، وقال قتادة وابن جريج: «الكتاب في قوله: {إلى كتاب اللّه}هو القرآن، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوهم إليه فكانوا يعرضون»، ورجح الطبري القول الأول، وقال مكي: «الكتاب الأول اللوح المحفوظ والثاني التوراة»، وقرأ جمهور الناس «ليحكم» بفتح الياء أي ليحكم الكتاب، وقرأ الحسن وأبو جعفر وعاصم الجحدري «ليحكم» بضم الياء وبناء الفعل للمفعول، وخص الله تعالى بالتولي فريقا دون الكل لأن منهم من لم يتول كابن سلام وغيره). [المحرر الوجيز: 2/ 185-186]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {ألم تر إلى الّذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يدعون إلى كتاب اللّه ليحكم بينهم ثمّ يتولّى فريقٌ منهم وهم معرضون (23) ذلك بأنّهم قالوا لن تمسّنا النّار إلّا أيّامًا معدوداتٍ وغرّهم في دينهم ما كانوا يفترون (24) فكيف إذا جمعناهم ليومٍ لا ريب فيه ووفّيت كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون (25) }
يقول تعالى منكرًا على اليهود والنّصارى، المتمسّكين فيما يزعمون بكتابيهم اللّذين بأيديهم، وهما التّوراة والإنجيل، وإذا دعوا إلى التّحاكم إلى ما فيهما من طاعة اللّه فيما أمرهم به فيهما، من اتّباع محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، تولّوا وهم معرضون عنهما، وهذا في غاية ما يكون من ذمّهم، والتّنويه بذكرهم بالمخالفة والعناد).
[تفسير القرآن العظيم: 2/ 28]


تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (ثم أنبأ اللّه - عزّ وجلّ - بما حملهم على ذلك وخبّر بما غرهم.
فقال عزّ وجلّ: {ذلك بأنّهم قالوا لن تمسّنا النّار إلّا أيّاما معدودات وغرّهم في دينهم ما كانوا يفترون}
فموضع (ذلك) رفع المعنى شأنهم ذلك, وأمرهم ذلك بقولهم , وبظنهم أنهم لا يعذبون إلا أياماً معدودات.
جاء في التفسير: أنهم قالوا إنما نعذب أربعين يوماً عبد آباؤنا فيها العجل، فأعلم اللّه تبارك وتعالى أن ذلك فرية منهم، وأنه هو الذي غرهم). [معاني القرآن: 1/391-392]

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ذلك بأنّهم} الإشارة فيه إلى التولي والإعراض، أي إنما تولوا وأعرضوا لاغترارهم بهذه الأقوال والافتراء الذي لهم في قولهم: {نحن أبناء اللّه وأحبّاؤه}[المائدة: 18] إلى غير ذلك من هذا المعنى، وكان من قول بني إسرائيل: «إنهم لن تمسهم النار إلا أربعين يوما عدد الأيام التي عبدوا فيها العجل»، قاله الربيع وقتادة، وحكى الطبري: «أنهم قالوا: إن الله وعد أباهم يعقوب أن لا يدخل أحدا من ولده النار إلا تحلة القسم»، وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لليهود: «من أول من يدخل النار؟» فقالوا نحن فترة يسيرة ثم تخلفوننا فيها فقال: «كذبتم» الحديث بطوله، ويفترون معناه، يشققون ويختلقون من الأحاديث في مدح دينهم وأنفسهم وادعاء الفضائل لها). [المحرر الوجيز: 2/ 186]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {ذلك بأنّهم قالوا لن تمسّنا النّار إلا أيّامًا معدوداتٍ} أي: إنّما حملهم وجرّأهم على مخالفة الحقّ افتراؤهم على اللّه فيما ادّعوه لأنفسهم أنّهم إنّما يعذّبون في النّار سبعة أيّامٍ، عن كلّ ألف سنةٍ في الدّنيا يومًا. وقد تقدّم تفسير ذلك في سورة البقرة. ثمّ قال: {وغرّهم في دينهم ما كانوا يفترون} أي غرّهم في دينهم أي: ثبّتهم على دينهم الباطل ما خدعوا به أنفسهم من زعمهم أنّ النّار لا تمسّهم بذنوبهم إلّا أيّامًا معدوداتٍ، وهم الّذين افتروا هذا من تلقاء أنفسهم وافتعلوه، ولم ينزّل اللّه به سلطانًا قال اللّه تعالى متهدّدًا لهم ومتوعّدًا: {فكيف إذا جمعناهم ليومٍ لا ريب فيه} ). [تفسير القرآن العظيم: 2/ 28]

تفسير قوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (25) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفّيت كلّ نفس ما كسبت وهم لا يظلمون}, المعنى - واللّه أعلم - فكيف يكون حالهم في ذلك الوقت.
وهذا الحرف مستعمل في الكلام، تقول: أنا أكرمك , وأنت لم تزرني، فكيف إذا زرتني.
قوله عزّ وجلّ: {ليوم لا ريب فيه}أي: لحساب يوم لا شك فيه). [معاني القرآن: 1/392]

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم قال تعالى خطابا لمحمد وأمته على جهة التوقيف والتعجيب فكيف حال هؤلاء المغترين بالأباطيل إذا حشروا يوم القيامة واضمحلت تلك الزخارف التي ادعوها في الدنيا وجوزوا بما اكتسبوه من كفرهم وأعمالهم القبيحة؟ قال النقاش: «واليوم الوقت»، وكذلك قوله: {في ستّة أيّامٍ}[الأعراف: 54] [السجدة: 4] إنما هي عبارة عن أوقات فإنها الأيام والليالي والصحيح في يوم القيامة أنه يوم لأن قبله ليلة وفيه شمس، واللام في قوله تعالى: {ليومٍ} طالبة لمحذوف، قال الطبري: «تقديره لما يحدث في يوم» ).[المحرر الوجيز: 2/ 186]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {فكيف إذا جمعناهم ليومٍ لا ريب فيه} أي: كيف يكون حالهم وقد افتروا على اللّه وكذّبوا رسله وقتلوا أنبياءه والعلماء من قومهم، الآمرين بالمعروف والنّاهين عن المنكر، واللّه تعالى سائلهم عن ذلك كلّه، ومحاسبهم عليه، ومجازيهم به؛ ولهذا قال: {فكيف إذا جمعناهم ليومٍ لا ريب فيه} لا شكّ في وقوعه وكونه {ووفّيت كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون} ). [تفسير القرآن العظيم: 2/ 28]


* للاستزادة ينظر: هنا