23 Jan 2015
تفسير
قول الله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ
فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى
بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (91)
لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا
تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (92)}
تفسير
قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ
يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ
أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (91)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): ({إنّ الّذين كفروا وماتوا وهم كفّار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين}
ومعنى{فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا}أي: لو عمل من الخير وقدم ملء الأرض ذهبا يتقرب به إلى اللّه لم ينفعه ذلك مع كفره.
قال أبو إسحاق: وكذلك لو افتدى من العذاب بملء
الأرض ذهبا لم يقبل منه. فأعلم اللّه عزّ وجلّ أنه لا يثيبهم على أعمالهم
بالخير ولا يقبل منهم الفداء من العذاب.
وقال بعض النحويين: أن الواو مسقطة - قال
المعنى: فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا لو افتدى به - وهذا غلط لأن
الفائدة في الواو بينة وليست الواو مما يلغي.
يقال ملأت الشيء أملؤه ملئا، المصدر بالفتح لا غير - قال سيبويه والخليل: الملء - بفتح الميم - الفعل.
وتقول: هذا ملء هذا، أي: مقدار ما يملؤه.
كما يقال: رعيت رعيا والمال في الرعي فهذا فرق بين.
وقال بعض النحويين: يقال ملأت ملئا وملئا وهذا
غلط بين لأن الموصوف ههنا إنه لو ملك مقدار ما يملأ الأرض ما قبل منه، وليس
يقال. إن قدر أن يفعل، أي:
أن يملأ الأرض، إنما المتقرب به الذهب الذي هو ملء الأرض، لا أن يملأ:
يقال ملأت الشيء ملئا وقد ملئ فلان ملأ وهو مملوء إذا زكم والملأ أشراف
القوم، وتقول أنت أملأ بهذا أي أثرى وأوثق، ورجل مليء بين الملاءة، يا هذا.
فأما ما يكتبه الكتاب، أنت المليّ بالياء فخطأ وهم مجمعون عليه، هذا غلط.
والملاءة التي تلبس، ممدود، والملاوة من الدهر القطعة الطويلة، ومن هذا قولهم. أبل جديدا وتمل حبيبا أي عش مع حبيبك دهرا طويلا.
و{ذهبا} منصوب على التمييز - قال سيبويه وجميع البصريين: إن الاسم المخفوض قد حال بين الذهب وبين الملء أن يكون جرّا
وحقيقة تفسيره: أن المعنى ما يملؤه من الذهب وكذلك إذا قلت: عندي عشرون درهما أي ما يعادل هذا المقدار من الدراهم.
وجائز أن يكون - واللّه أعلم قوله - عزّ وجلّ -: {إنّ الّذين كفروا بعد إيمانهم ثمّ ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضّالّون}يعني:
اليهود لأنهم كانوا تائبين في وقت إيمانهم بالنبي - صلى الله عليه وسلم -
قبل مبعثه، فأعلم اللّه أن تلك التوبة وذلك الإيمان ليس بمقبول، لأنهم
كفروا بعده وزادوا كفرا، فإن كفرهم بما كان ينزل على النبي - صلى الله عليه
وسلم - وقتا بعد وقت زيادة في الكفر - وكذلك الإقامة عليه زيادة فيه). [معاني القرآن: 1/441-443]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله
تعالى: إنّ الّذين كفروا وماتوا وهم كفّارٌ الآية، جزم للحكم على كل مواف
على الكفر إلى يوم القيامة، وقرأ عكرمة: «فلن نقبل» بنون العظمة «ملء
الأرض» بالنصب، و «الملء» ما شحن به الوعاء، فهو بكسر الميم الاسم وبفتحها
المصدر، تقول ملأت الشيء أملؤه ملأ والملء اسم ما ملأت به، وقرأ أبو جعفر
بن القعقاع وأبو السمال: «مل» دون همزة، ورويت عن نافع وذهباً نصب على
التمييز، وقرأ ابن أبي عبلة: «ذهبا لو افتدى» به، دون واو، واختلف الناس في
هذه الآية في قوله ولو افتدى فقال الطبري: هي متعلقة بمحذوف في آخر الكلام
دل عليه دخول الواو، كما دخلت في قوله وليكون من الموقنين [الأنعام: 75]
لمتروك من الكلام، تقديره وليكون من الموقنين أريناه ملكوت السماوات
والأرض.
قال الفقيه الإمام:
وفي هذا التمثيل نظر فتأمله، وقال الزجّاج: المعنى: لن يقبل من أحدهم
إنفاقه وتقرباته في الدنيا «ولو أنفق ملء الأرض ذهبا ولو افتدى» أيضا به في
الآخرة لم يقبل منه، قال: فأعلم الله أنه لا يثيبهم على أعمالهم من الخير،
ولا يقبل منهم الافتداء من العذاب.
قال الفقيه الإمام
أبو محمد: وهذا قول حسن، وقال قوم: الواو زائدة وهذا قول مردود، ويحتمل أن
يكون المعنى نفي القبول جملة على كل الوجوه، ثم خص من تلك الوجوه أليقها
وأحراها بالقبول، كما تقول: أنا لا أفعل لك كذا بوجه، ولو رغبت إليّ، وباقي
الآية وعيد بيّن). [المحرر الوجيز: 2/281-282]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ
قال: {إنّ الّذين كفروا وماتوا وهم كفّارٌ فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض
ذهبًا ولو افتدى به} أي: من مات على الكفر فلن يقبل منه خيرٌ أبدًا، ولو
كان قد أنفق ملء الأرض ذهبا فيما يراه قربة، كما سئل النّبيّ صلّى اللّه
عليه وسلّم عن عبد اللّه بن جدعان -وكان يقري الضيف، ويفكّ العاني، ويطعم
الطّعام-: هل ينفعه ذلك؟ فقال: لا إنّه لم يقل يومًا من الدّهر: ربّ اغفر
لي خطيئتي يوم الدّين.
وكذلك لو افتدى بملء الأرض أيضًا ذهبًا ما قبل منه، كما قال تعالى: {ولا
يقبل منها عدلٌ ولا تنفعها شفاعةٌ} [البقرة:123]، [وقال {لا بيعٌ فيه ولا
خلّةٌ ولا شفاعةٌ}] [البقرة:254] وقال: {لا بيعٌ فيه ولا خلالٌ} [إبراهيم:
31] وقال {إنّ الّذين كفروا لو أنّ لهم ما في الأرض جميعًا ومثله معه
ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبّل منهم ولهم عذابٌ أليمٌ}
[المائدة:36]؛ ولهذا قال تعالى هاهنا: {إنّ الّذين كفروا وماتوا وهم كفّارٌ
فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبًا ولو افتدى به} فعطف {ولو افتدى به} على
الأوّل، فدلّ على أنّه غيره، وما ذكرناه أحسن من أن يقال: إنّ الواو
زائدةٌ، واللّه أعلم. ويقتضي ذلك ألّا ينقذه من عذاب اللّه شيءٌ، ولو كان
قد أنفق مثل الأرض ذهبا، ولو افتدى نفسه من اللّه بملء الأرض ذهبا، بوزن
جبالها وتلالها وترابها ورمالها وسهلها ووعرها وبرّها وبحرها.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا حجّاج، حدّثني شعبة، عن أبي عمران الجوني، عن أنس
بن مالكٍ عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: " يقال للرّجل من أهل
النّار يوم القيامة: أرأيت لو كان لك ما على الأرض من شيءٍ، أكنت مفتديًا
به؟ قال: فيقول: نعم. قال: فيقول: قد أردت منك أهون من ذلك، قد أخذت عليك
في ظهر أبيك آدم ألّا تشرك بي شيئًا، فأبيت إلا أن تشرك ". وهكذا أخرجاه
البخاريّ، ومسلمٌ.
طريقٌ أخرى: قال الإمام أحمد: حدّثنا روح، حدّثنا حمّاد، عن ثابتٍ، عن أنسٍ
قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "يؤتى بالرّجل من أهل الجنّة
فيقول له: يا ابن آدم، كيف وجدت منزلك؟ فيقول: أي ربّ، خير منزلٍ. فيقول:
سل وتمنّ. فيقول: ما أسأل ولا أتمنّى إلا أن تردّني إلى الدّنيا فأقتل في
سبيلك عشر مرار -لما يرى من فضل الشّهادة. ويؤتى بالرّجل من أهل النّار
فيقول له: يا ابن آدم، كيف وجدت منزلك؟ فيقول: يا ربّ شرّ منزلٍ. فيقول له:
تفتدي مني بطلاع الأرض ذهبًا؟ فيقول: أي ربّ، نعم. فيقول: كذبت، قد سألتك
أقلّ من ذلك وأيسر فلم تفعل، فيرد إلى النّار".
ولهذا قال: {أولئك لهم عذابٌ أليمٌ وما لهم من ناصرين} أي: وما لهم من أحدٍ ينقذهم من عذاب اللّه، ولا يجيرهم من أليم عقابه). [تفسير القرآن العظيم: 2/72-73]
تفسير
قوله تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا
تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ
(92)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {لن تنالوا البرّ حتّى تنفقوا ممّا تحبّون وما تنفقوا من شيء فإنّ اللّه به عليم}
قال بعضهم: إن كل ما يتقرب به إلى اللّه من عمل خير فهو إنفاق.
وروي عن ابن عمر أنه اشترى جارية كان هويها
فلمّا ملكها أعتقها ولم يصب منها، فقيل له: أعتقتها بعد أن كنت هويتها ولم
تصب منها، فتلا هذه الآية {لن تنالوا البرّ حتّى تنفقوا}.
وفعل ابن عمر هذا ينبغي أن يقتدي به الناس في أن لا يضنوا بجليل ما يملكونه في التقرب به إلى اللّه تعالى وقوله عزّ وجلّ: {وما تنفقوا من شيء فإنّ اللّه به عليم}أي: فإن اللّه يجازي عليه لأنه قال: {فمن يعمل مثقال ذرّة خيرا يره} فإذا عمله جوزي عليه.
وتأويل (ما) تأويل الشرط والجزاء، وموضعها نصب بـ " تنفقوا " المعنى: وأي شيء تنفقوا فإن اللّه عليم به والفاء جواب الجزاء). [معاني القرآن: 1/443]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله
تعالى: لن تنالوا البرّ حتّى تنفقوا ممّا تحبّون وما تنفقوا من شيءٍ فإنّ
اللّه به عليمٌ (92) كلّ الطّعام كان حلاًّ لبني إسرائيل إلاّ ما حرّم
إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزّل التّوراة قل فأتوا بالتّوراة فاتلوها إن
كنتم صادقين (93)
ذهب بعض الناس إلى أن
يصل معاني هذه الآيات بعضها ببعض، من حيث أخبر تعالى: أنه لا يقبل من
الموافي على الكفر ملء الأرض ذهباً [آل عمران: 91] وقد بان أنه يقبل من
المؤمن القليل والكثير، فحض على الإنفاق من المحبوب المرغوب فيه، ثم ذكر
تقرب إسرائيل عليه السلام، بتحريم ما كان يحب على نفسه، ليدل تعالى على أن
جميع التقربات تدخل بالمعنى في جملة الإنفاق من المحبوب، وفسر جمهور
المفسرين هذه الآيات، على أنها معان منحازة، نظمتها الفصاحة المعجزة أجمل
نظم، وقوله تعالى لن تنالوا الآية، خطاب لجميع المؤمنين، وقال السدي وعمرو
بن ميمون: البرّ الجنة.
قال الفقيه الإمام:
وهذا تفسير بالمعنى، وإنما الخاص باللفظة أنه ما يفعله البر من أفاعيل
الخير، فتحتمل الآية أن يريد: لن تنالوا بر الله تعالى بكم، أي رحمته
ولطفه، ويحتمل أن يريد: لن تنالوا درجة الكمال من فعل البر حتى تكونوا
أبرارا، إلا بالإنفاق المنضاف إلى سائر أعمالكم، وبسبب نزول هذه الآية،
تصدق أبو طلحة بحائطه، المسمى بيرحاء، وتصدق زيد بن حارثة بفرس كان يحبها،
فأعطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة ابنه، فكأن زيدا شق عليه فقال
له النبي: أما إن الله قد قبل صدقتك، وكتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى
الأشعري أن يشتري له جارية من سبي جلولاء وقت فتح مدائن كسرى على يدي سعد
بن أبي وقاص فسيقت إليه وأحبها فدعا بها يوما وقال: إن الله يقول لن تنالوا
البرّ حتّى تنفقوا ممّا تحبّون، فأعتقها.
قال الفقيه الإمام
أبو محمد: فهذا كله حمل للآية على أن قوله تعالى: ممّا تحبّون أي من رغائب
الأموال التي يضن بها، ويتفسر بقول النبي صلى الله عليه وسلم: خير الصدقة
أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى- الحديث- وذهب قوم من
العلماء إلى أن ما يحب من المطعومات على جهة الاشتهاء يدخل في الآية، فكان
عبد الله بن عمر، يشتهي أكل السكر بالوز فكان يشتري ذلك ويتصدق به ويتلو
الآية.
قال الفقيه الإمام
أبو محمد: وإذا تأملت جميع الطاعات، وجدتها إنفاقا مما يحب الإنسان، إما من
ماله، وإما من صحته، وإما من دعته وترفهه، وهذه كلها محبوبات، وسأل رجل
أبا ذر الغفاري رضي الله عنه، أي الأعمال أفضل؟ فقال: الصلاة عماد الإسلام،
والجهاد سنام العمل، والصدقة شي عجيب، فقال له الرجل: أراك تركت شيئا وهو
أوثقها في نفسي الصيام، فقال أبو ذر: قربة وليس هناك، ثم تلا لن تنالوا
البرّ الآية، وقوله تعالى وما تنفقوا من شيءٍ فإنّ اللّه به عليمٌ شرط
وجواب فيه وعد، أي عليم مجاز به وإن قل). [المحرر الوجيز: 2/283-284]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({لن تنالوا البرّ حتّى تنفقوا ممّا تحبّون وما تنفقوا من شيءٍ فإنّ اللّه به عليمٌ (92)}
[روى وكيع في تفسيره عن شريكٍ، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمونٍ {لن تنالوا
البرّ} قال: البرّ الجنّة] وقال الإمام أحمد: حدّثنا روحٌ، حدّثنا مالكٌ،
عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، سمع أنس بن مالكٍ يقول: كان أبو طلحة
أكثر أنصاريٍّ بالمدينة مالًا وكان أحبّ أمواله إليه بيرحاء -وكانت مستقبلة
المسجد، وكان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يدخلها ويشرب من ماءٍ فيها
طيّبٍ-قال أنسٌ: فلمّا نزلت: {لن تنالوا البرّ حتّى تنفقوا ممّا تحبّون}
قال أبو طلحة: يا رسول اللّه، إنّ اللّه يقول: {لن تنالوا البرّ حتّى
تنفقوا ممّا تحبّون} وإنّ أحبّ أموالي إليّ بيرحاء وإنّها صدقةٌ للّه أرجو
برّها وذخرها عند اللّه تعالى، فضعها يا رسول اللّه حيث أراك اللّه [تعالى]
فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "بخٍ، ذاك مالٌ رابحٌ، ذاك مالٌ
رابح، وقد سمعت، وأنا أرى أن تجعلها في الأقربين". فقال أبو طلحة: أفعل يا
رسول اللّه. فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمّه. أخرجاه.
وفي الصّحيحين أنّ عمر [رضي اللّه عنه] قال: يا رسول اللّه، لم أصب مالًا
قطّ هو أنفس عندي من سهمي الّذي هو بخيبر، فما تأمرني به؟ قال حبّس الأصل
وسبّل الثّمرة".
وقال الحافظ أبو بكرٍ البزّار: حدّثنا أبو الخطّاب زياد بن يحيى الحساني،
حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا محمّد بن عمرو، عن أبي عمرو بن حماس عن حمزة
بن عبد اللّه بن عمر، قال: قال عبد اللّه: حضرتني هذه الآية: {لن تنالوا
البرّ حتّى تنفقوا ممّا تحبّون} فذكرت ما أعطاني اللّه، فلم أجد شيئًا أحبّ
إليّ من جاريةٍ روميّة، فقلت، هي حرّة لوجه اللّه. فلو أنّي أعود في شيءٍ
جعلته للّه لنكحتها، يعني تزوّجتها). [تفسير القرآن العظيم: 2/73-74]
* للاستزادة ينظر: هنا