الدروس
course cover
بيان بعض أسباب الخلاف في التفسير وفائدة جمع أقوال السلف في التفسير
2 Oct 2022
2 Oct 2022

1040

0

0

course cover
مقدمات المفسرين

مقدمة التفسير لابن تيمية | القسم الأول

بيان بعض أسباب الخلاف في التفسير وفائدة جمع أقوال السلف في التفسير
2 Oct 2022
2 Oct 2022

2 Oct 2022

1040

0

0


0

0

0

0

0

بيان بعض أسباب الخلاف في التفسير وفائدة جمع أقوال السلف في التفسير


[الخلاف في التفسير بسبب المشترك اللفظي والمتواطئ]

قال شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني (ت: 728هـ) : (وَمن التَّنازُعِ الْمَوْجُودِ عَنْهُمْ مَا يَكُونُ اللَّفْظُ فِيه مُحْتَمِلاً لِلأَمْرَينِ ، إِمَّا لِكَونِهِ مُشْتَرَكًا فِي اللُّغَةِ كَلَفْظِ : ( قَسْوَرَةٍ ) الَّذِي يُرَادُ بِهِ الرَّامِي ويُرادُ بِهِ الأَسَدُ ، وَلَفْظِ : (عَسْعَسَ ) الَّذِي يُرادُ بِهِ إِقْبالُ اللَّيْلِ وَإِدْبَارُهُ . وَإِمَّا لِكَوْنِهِ مُتَوَاطِئًا فِي الأَصْلِ ، لَكِنَّ المُرادَ بِهِ أَحَدُ النَّوعَيْنِ ، أَوْ أَحَدُ الشَّيئينِ ؛ كَالضَّمائرِ فِي قَوْلِهِ : ( ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ) [سُورَةُ النَّجْمِ : 8-9 ].

وكَلَفْظِِ :(وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ) [سُورَةُ الْفَجْرِ : 1-3]، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ .

فَمِثْلُ هَذَا قَدْ يُرادُ بِهِ كُلُّ الْمَعَانِي الَّتِي قَالَهَا السَّلفُ ، وقَدْ لا يَجُوزُ ذَلِكَ .

فَالأَوَّلُ : إمَّا لِكَوْنِ الآيةِ نَزَلَتْ مَرَّتينِ فَأُرِيدَ بِهَا هَذَا تَارَةً وَهَذَا تَارَةً ، وَإِمَّا لِكَوْنِ اللَّفْظِ الْمُشْتَرَكِ يَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِهِ مَعْنَيَاهُ ، إِذْ قَدْ جَوَّزَ ذَلِكَ أَكْثرُ فُقَهَاءِ الْمَالِكِيَّةِ والشَّافعيَّةِ والْحَنْبَلِيَّةِ ، وَكَثِيرٌ منْ أَهْلِ الكَلامِ ، وَإمَّا لِكَوْنِ اللَّفْظِِ مُتَوَاطِئًا فَيَكُُونُ عَامًّا إِذَا لَمْ يَكُنْ لِتَخْصِِيصِهِ مُوجِبٌ ، فَهَذَا النَّوْعُ إِذَا صَحَّ فِيهِ القَوْلانِ كَانَ من الصِّنْفِ الثَّانِي .

هيئة الإشراف

#2

6 Dec 2022

التعبير عن المعاني بألفاظ متقاربة لا يعد اختلافاً


قال شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني (ت: 728هـ) : (وَمن الأَقْوَالِ المَوْجُودَةِ عَنْهُم ويجعلُهَا بعْضُ النَّاسِ اختِلافًا : أَنْ يُعَبِّرُوا عَن الْمَعَانِي بِأَلْفَاظٍ مُتَقَارِبَةٍ لاَ مُتَرادِفَةٍ ، فَإِنَّ التَّرادُفَ في اللُّغَةِ قَلِيلٌ ، وَأَمَّا فِي أَلْفَاظِ القُرآنِ فَإِمَّا نَادِرٌ وَإِمَّا مَعْدُومٌ ، وقَلَّ أَنْ يُعبَّرَ عَنْ لَفْظٍ وَاحِدٍ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ يُؤَدِّي جَمِيعَ مَـعْنَاه ، بَلْ يكُونُ فيهِ تقرِيبٌ لِمَعْنَاهُ ، وَهَذَا منْ أَسْبَابِ إِعْجَازِ القُرْآنِ .

فَإِذَا قَالَ القَائلُ : ( يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْراً ) [ سُورَةُ الطور : 9 ]

: إنَّ المَوْرَ هو الحَرَكَةُ كانَ تقْرِيبًا؛ إذ المَوْرُ حركَةٌ خفيفَةٌ سريعَةٌ .

وكَذَلِكَ إِذَا قَالَ : الوَحْيُ الإعْلامُ، أَوْ قِيلَ : ( أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ) : أَنْزَلْنَا إِليْكَ .

أَوْ قِيلَ : ( وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيل) [سُورَةُ الإِسْرَاءِ : 17 ]، أَيْ أَعْلَمْنَا . وَأَمْثَالُ ذَلِكَ .

فهَذَا كُلُّهُ تَقْرِيبٌ لا تَحْقِيقٌ ، فَإِنَّ الوَحْيَ هو إِعْلامٌ سَرِيعٌ خَفِيٌّ ، والقَضَاءُ إليهِمْ أَخَصُّ من الإعْلامِ ، فَإِنَّ فِيهِ إِنْزَالاً إليهِمْ وإيْحَاءً إِلَيْهِمْ). 

هيئة الإشراف

#3

6 Dec 2022

الخلاف في التفسير بسبب اختلاف مذاهب أهل اللغة في معاني حروف الجر بين التعاقب والتضمين


قال شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني (ت: 728هـ) : (والعَرَبُ تُضَمِّنُ الفِعْلَ مَعنَى الفِعْلِ وتُعَدِّيهِ تَعْدِيَتَهُ، ومنْ هُنَا غَلَطَ مَنْ جَعَلَ بَعْضَ الحُرُوفِ تَقُومُ مُقَامَ بَعْضٍ كمَا يَقُولُونَ في قولِهِ : (لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ ) [سُورَةُ ص : 24 ]،( أيْ مَعَ نِعَاجِهِ) ، و ( مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللهِ) [سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ : 52] ؛ أَيْ مَعَ اللهِ ، ونحوُ ذلِكَ . والتَّحْقِيقُ مَا قالَهُ نُحَاةُ البصْرَةِ منَ التَّضمينِ ؛ فَسُؤَالُ النَّعجَةِ يَتَضَمَّنُ جَمْعَهَا وَضَمَّهَا إِلَى نِعَاجِهِ .

وكذلِكَ قولُهُ : (وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ)[ سُورَةُ الإِسْرَاءِ : 73] ضُمِّنَ معنَى : " يُزِيغُونَكَ ويصدُّونَكَ ".

وكذلِكَ قولُهُ : ( وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا) [ سُورَةُ الأَنْبِيَاءِ : 77] ، ضُمِّنَ معنَى " نجَّينَاهُ وَخَلَّصْنَاهُ".

وَكَذلِكَ قولُهُ : ( يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ) [ سُورَةُ الإِنْسَانِ : 6 ] ضُمِّنَ : " يُرْوَى بِهَا "، ونَظَائِرُهُ كَثِيرَةٌ).

هيئة الإشراف

#4

6 Dec 2022

فائدة جمع عبارات السلف في التفسير


قال شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني (ت: 728هـ) : (ومَنْ قَالَ : ( لاَ رَيْبَ ) : لا شَكَّ ، فهَذَا تقرِيبٌ . وإلا فَالرَّيبُ فِيهِ اضْطِرَابٌ وَحَرَكَةٌ ، كَمَا قَالَ : " دَعْ ما يُرِيبُكَ إِلَى مَا لا يُرِيبُكَ " وَفِي الحَدِيثِ : أَنَّهُ مَرَّ بِظَبْيٍ حَاقِفٍ فقَالَ : " لا يـُرِيبُهُ أَحَدٌ " فَكَـَما أنَّ اليَقينَ ضُمِّنَ السُّكُونَ والطُّمَأْنينَةَ ، فَالرَّيبُ ضِدُّهُ ضُمِّنَ الاضْطِرَابَ والحَرَكَةَ . وَلَفْظُ الشَّكِّ ، وإِنْ قِيلَ : إِنَّهُ يَسْتَلْزِمُ هَذَا المعنَى لكِنَّ لَفْظَهُ لا يَدُلُّ عَلَيْهِ . وَكَذَلِكَ إِذَا قِيلَ : ( ذَلِكَ الْكِتَابُ ) [ سُورَةُ البَقَرَةِ :2] : هَذَا القُرآنُ ، فهَذَا تقْريبٌ ، لأنَّ المُشَارَ إِلَيْهِ وَإِنْ كانَ وَاحِدًا ، فالإشَارَةُ بجهةِ الحضُورِ غيرُ الإشارَةِ بجهَةِ البُعْدِ والغيبَةِ ، وَلَفْظُ " الكِتَابِ " يَتَضَمَّنُ منْ كونِهِ مَكْتُوبًا مَضْمُومًا مَا لا يَتَضَمَّنُهُ لَفْظُ القُرْآنِ منْ كَوْنِهِ مَقْرُوءاً مُظْهَرًا بَادِيًا . فهَذِهِ الفُروقُ مَوْجُودَةٌ في القُرْآنِ .

فَإِذَا قَالَ أحدُهُمْ : (أَن تُبْسَلَ ) [ سورة الأنعام : 70] : أيْ تُحْبَسَ ، وَقَالَ الآخَرُ : تُرْتَهَنُ ونحوُ ذلِكَ لم يكنْ منِ اختلافِ التَّضَادِّ ، وَإِنْ كَانَ المحبُوسُ قَدْ يَكُونُ مُرْتَهَنًا وقَدْ لا يَكُونُ ؛ إذْ هَذَا تَقْرِيبٌ لِلْمَعْنَى ،كَمَا تَقَدَّمَ .

وَجَمْعُ عِبَارَاتِ السَّلفِ فِي مِثْلِ هَذَا نَافِعٌ جِدًّا ؛ لأَنَّ مَجْمُوعَ عِبَارَاتِهِم أَدَلُّ عَلَى الْمَقْصُودِ منْ عِبَارَةٍ أَوْ عِبَارَتَيْنِ).

هيئة الإشراف

#5

6 Dec 2022

يوجد لدى السلف خلاف محقق في التفسير كما أن لديهم خلاف في الأحكام


قال شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني (ت: 728هـ) : (وَمَعَ هَذَا فَلاَ بُدَّ من اخْتِلافٍ مُحَقَّقٍ بَينَهُم كَما يُوجَدُ مِثْلُ ذَلِكَ في الأحْكَامِ .

ونحنُ نَعلَمُ أنَّ عامَّةَ مَا يُضطَرُّ إِلَيْهِ عُمُومُ النَّاسِ مِن الاتّفَاقِ مَعلُومٌ بَلْ مُتَواتِرٌ عنْدَ العَامَّةِ أَو الخَاصَّةِ . كَمَا في عَدَدِ الصَّلواتِ وَمَقَادِيرِ رُكُوعِهَا ومواقيتِهَا ، وَفَرَائِضِ الزَّكاةِ ونُصُبِهِا ، وَتَعْيِينِ شَهْرِ رَمَضَانَ ، والطَّوَافِ والوُقُوفِ ورَمْيِ الْجِمَارِ والمواقِيتِ ، وغَيْرِ ذلِكَ .

ثُمَّ إنَّ اخْتِلافَ الصَّحابَةِ في الجَدِّ والإِخْوَةِ ، وَفِي الْمُشَرَِّكَةِ ، وَنَحْوِ ذَلِكَ لا يُوجِبُ رَيْبًا في جُمْهُورِ مَسَائِلِ الْفَرَائِضِ ، بَلْ فيمَا يَحْتَاجُ إليه عَامَّةُ النَّاسِ ، وَهُو‍َ عَمُودُ النَّسَبِ من الآبَاءِ وَالأَبْنَاءِ ، وَالكَلالَةِ من الإِخْوَةِ وَالأَخَواتِ ، وَمنْ نِسَائِهِمْ كالأزْوَاجِ . فإِنَّ اللهَ أَنزَلَ في الفَرَائِضِ ثَلاَثََ آياتٍ مُنْفَصِلَةً . ذَكَرَ في الأُولَى الأُصُولَ وَالفُرُوعَ ، وَذكَرَ في الثَّانيَةِ الحاشِيَةَ الَّتِي تَرِثُ بالفَرْضِ كَالزَّوجَيْنِ وَوَلَدِ الأُمِّ ، وفي الثَّالثَةِ الحاشِيَةَ الوارِثَةَ بالتَّعْصِيبِ ؛ وَهُم الإِخْوَةُ لأَبَوَيْنِ أَوْ لأَبٍ .

وَاجْتِمَاعُ الْجَدِّ وَالإِخْوَةِ نَادِرٌ ، وَلِهَذَا لَمْ يَقَعْ فِي الإسْلامِ إِلاَّ بَعْدَ مَوْتِ النَّبيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

وَالاخْتِلاَفُ قَدْ يَكُونُ لِخَفَاءِ الدَّليلِ والذُّهولِ عَنْهُ ، وقَدْ يكونُ لِعدمِ سَماعِهِ ، وقَدْ يكُونُ لِلْغَلَطِ في فَهْمِ النَّصِّ ، وقَدْ يكونُ لاعتقَاد مُعَارِضٍ رَاجِحٍ . فَالْمَقْصُودُ هُنَا التَّعريفُ بِمُجْمَلِ الأَمْرِ دُونَ تفاصيلِهِ).