13 Jul 2024
من المهارات الحسنة التي تفيد طالب العلم فوائد مهمة إحسان عرض ما يكتب من الملخّصات والأصول العلمية.
فالنصّ المنسّق يعين القارئ على مواصلة القراءة والاسترسال فيها، وعلى التنبّه للمواضع المهمة من الكتابة، وعلى حسن الفهم وسرعة المراجعة، بخلاف النص الذي يخلو من ذلك فهو يجهد الذهن، ويُسئِمُ القارئ، وتفوت به بعض المسائل والفوائد المهمة.
معايير جودة التنسيق:
تنسيق الكتابة وإحسان عرضها قضية ذوقية تختلف فيها الاجتهادات، لكن أوصى طالب العلم بأن يُراعى المعايير التالية:
فإذا اختار لأسماء المسائل لوناً أو شكلاً فليحاول الثبات عليه لأجل أن يرتسم في ذهنه معرفة المسائل من أوّل نظره إلى ملخّصه عند المراجعة، وهذا يعين على رسوخ المعلومة بإذن الله تعالى مع مداومة المراجعة.
فالتنسيقات التي تزيد النص تعقيداً ولا تعين على وضوحه تعدّ مخالفة لمعايير العرض الجيّد للملخّص؛ إذا المراد بالتنسيق إبراز المسائل العلمية والجمل الرئيسة وفقرات النص بما يحقق وضوح النص.
وذلك بترتيب فقرات النص وإبراز الجمل الرئيسة، وأسماء المسائل، ومراعاة مواضع البدء من أول السطر.
وذلك بأن تكون أحجام الخطوط وألوانها متناسبة فيضع للجمل الرئيسة وأسماء المسائل ما يناسبها، وللشروح والتفصيلات ما يناسبها.
بأن يكون النص مريحاً لنظر العين، لا يؤذيها، ولا يزعجها، ولذلك يوصى بالابتعاد عن اختلاط الألوان المؤذية للعين، وشديدة السطوع وعكسها، واستعمال الأشكال المزعجة.
فإذا حقّق الطالب هذه المعايير كانت كتابته حسنة العرض، وإن اختلفت الأذواق والاجتهادات فيما وراء ذلك.
لكن مما ينبغي التنبيه عليه ترك المغالاة في ذلك؛ وأن يكتفي بما له فائدة ظاهرة، حتى لا تشغله الأمور الشكلية عن لبّ التحصيل العلمي.
فالتلخيص الذي يكون منهج التنسيق فيه موحَّداً، والنصوص فيه واضحة ومنظمة ومتناسبة وعرضها مريح لنظر العين هو التلخيص الذي أُحسن عرضه، وإن اختلفت الأذواق والاجتهادات في التفاصيل فيما وراء ذلك.