الدروس
course cover
الدرس الثالث عشر: شرح طريقة تلخيص دروس التفسير
22 Aug 2015
22 Aug 2015

11669

0

5

course cover
المهارات الأساسية في التفسير

القسم الثالث

الدرس الثالث عشر: شرح طريقة تلخيص دروس التفسير
22 Aug 2015
22 Aug 2015

22 Aug 2015

11669

0

5


0

0

0

0

5

الدرس الثالث عشر: شرح طريقة تلخيص دروس التفسير


اخترنا لطلاب برنامج التأسيس في التفسير ثلاثة تفاسير مهمة هي:

- تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير الدمشقي رحمه الله.

- وتفسير الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله.

- وزبدة التفسير للشيخ محمد بن سليمان الأشقر رحمه الله.

واخترنا لطلاب البرامج المتقدمة في معهد إعداد المفسر: معاني القرآن للزجاج، والمحرر الوجيز لابن عطية، وتفسير ابن كثير.


وهذه التفاسير تفاسير قيّمة مباركة يتخرّج الطالب بالجمع بينها وإحسان دراستها بإذن الله تعالى، وإذا أحسن الطالب تعلم تلخيص دروس التفسير من ثلاثة تفاسير، وأتقن الطريقة جيّداً، وداوم على هذه الطريقة مدّة حتى يكون له أصل ملخّص في التفسير في بعض أجزاء القرآن؛ أمكنه أن يوسع مصادر تلخيصه فيضيف تفاسير غيرها يختارها بما يوافق عنايته العلمية حتى يتمّ دراسة تفسير أجزاء القرآن الكريم دراسة علمية حسنة بإذن الله تعالى.

ودروس هذه الدورة الغرض منها التدرب على طريقة دراسة وتلخيص دروس التفسير، وتحصيل الملَكة العلمية في ذلك، وتعرّف ما يتطلبه ضبط مسائل التفسير وتحريرها على أصول علمية بيّنة، ليتبيّن الدارسُ أنّ الإخلال ببعضها يظهر أثره في تحريره وتلخيصه فيلحقه من الضعف والخطأ ما يكون له أثر على فهمه وتحصيله العلمي.


وإذا أتقن الطالب التدرّب على هذه المهارات والوفاء بمعايير جودة التلخيص أمكنه بعد ذلك أن يتخفف من بعض القيود؛ لأنَّ منها ما يمكن القيام به بعملية ذهنية سريعة، ومنها ما يمكنه اختصاره، لكن مقام الشرح والتدريب يقتضي منّا إبراز مفاصل التلخيص وتبيينها بالأمثلة والتطبيقات حتى يُنتبه لها ولا يُغفل عنها.


معايير التلخيص الجيّد:

التلخيص الجيّد هو الذي يستكمل فيه صاحبه خمسة عناصر سبقت الإشارة إليها في الدرس السابق، وهي:

1: حسن استخلاص المسائل.

2: حسن الترتيب.

3: التحرير العلمي.

4: حسن الصياغة.

5: حسن العرض.

فمن كان محسناً في هذه الأمور في تلخيصه؛ فتلخيصه حسن، ومن أخلّ بشيء منها نقص من حسن تلخيصه بقدر إخلاله.


شرح طريقة تلخيص دروس التفسير:

سأعرض لكم مثالاً يتّضح به المراد بالتلخيص الجيّد بإذن الله تعالى ، وأتبعه باقتراح خطوات تعين الطالب على سرعة إنجاز التلخيص.

وينبغي أن تكون عناية الطالب في أوّل الأمر متجّهةً إلى ضبط طريقة التلخيص وإحسانها ولو تأخّر في أدائه بعض الوقت؛ لأنا وجدنا أن التعجّل والرغبة في سرعة إنجاز التلخيص حائل بين الطالب وبين إتقان التلخيص؛ كما أنّ بعض العادات التي اعتادها بعض الطلاب تطيل عليهم أمد التلخيص فيشعرون بأنه شاقّ أو يستدعي من الوقت ما يفوق القدر المحتمل للدراسة.

ولو أنّ الطالب نظم تلخيصه على خطوات؛ وتمرّس عليها رجي له أن تخفّ عليه مؤونة التلخيص ويعتاد أداءه بلا مشقّة بإذن الله تعالى، بل بجده معينا له على ضبط مسائل التفسير.


المثال:

تفسير قول الله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)}

- قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إيّاك نعبد وإيّاك نستعين}.

[قرأ السّبعة والجمهور بتشديد الياء من {إيّاك} وقرأ عمرو بن فايدٍ بتخفيفها مع الكسر وهي قراءةٌ شاذّةٌ مردودةٌ؛ لأنّ "إيا" ضوء الشّمس. وقرأ بعضهم: "أيّاك" بفتح الهمزة وتشديد الياء، وقرأ بعضهم: "هيّاك" بالهاء بدل الهمزة، كما قال الشّاعر:

فهيّاك والأمر الّذي إن تراحبت ...... موارده ضاقت عليك مصادره

و{نستعين} بفتح النّون أوّل الكلمة في قراءة الجميع سوى يحيى بن وثّابٍ والأعمش فإنّهما كسراها وهي لغة بني أسدٍ وربيعة وبني تميمٍ وقيسٍ]. العبادة في اللّغة من الذّلّة، يقال: طريقٌ معبّد، وبعيرٌ معبّد، أي: مذلّلٌ، وفي الشّرع: عبارةٌ عمّا يجمع كمال المحبّة والخضوع والخوف.

وقدّم المفعول وهو {إيّاك}، وكرّر؛ للاهتمام والحصر، أي: لا نعبد إلّا إيّاك، ولا نتوكّل إلّا عليك، وهذا هو كمال الطّاعة. والدّين يرجع كلّه إلى هذين المعنيين، وهذا كما قال بعض السّلف: الفاتحة سرّ القرآن، وسرّها هذه الكلمة: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين}فالأوّل تبرّؤٌ من الشّرك، والثّاني تبرّؤٌ من الحول والقوة، والتفويض إلى اللّه عزّ وجلّ. وهذا المعنى في غير آيةٍ من القرآن، كما قال تعالى: {فاعبده وتوكّل عليه وما ربّك بغافلٍ عمّا تعملون}[هود: 123]{قل هو الرّحمن آمنّا به وعليه توكّلنا}[الملك: 29]{ربّ المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتّخذه وكيلا} [المزّمّل: 9]، وكذلك هذه الآية الكريمة: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين}.

وتحوّل الكلام من الغيبة إلى المواجهة بكاف الخطاب، وهو مناسبةٌ، لأنّه لمّا أثنى على اللّه فكأنّه اقترب وحضر بين يدي اللّه تعالى؛ فلهذا قال: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين} وفي هذا دليلٌ على أنّ أوّل السّورة خبرٌ من اللّه تعالى بالثّناء على نفسه الكريمة بجميل صفاته الحسنى، وإرشادٌ لعباده بأن يثنوا عليه بذلك؛ ولهذا لا تصحّ صلاة من لم يقل ذلك، وهو قادرٌ عليه، كما جاء في الصّحيحين، عن عبادة بن الصّامت أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب».

وفي صحيح مسلمٍ، من حديث العلاء بن عبد الرّحمن، مولى الحرقة، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يقول اللّه تعالى: [قسمت الصّلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل، إذا قال العبد: {الحمد للّه ربّ العالمين}قال: حمدني عبدي، وإذا قال:{الرّحمن الرّحيم}قال: أثنى عليّ عبدي، فإذا قال:{مالك يوم الدّين}قال اللّه: مجّدني عبدي، وإذا قال:{إيّاك نعبد وإيّاك نستعين} قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال:{اهدنا الصّراط المستقيم * صراط الّذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضّالّين}قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل]».

وقال الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ: «{إيّاك نعبد} يعني: إيّاك نوحّد ونخاف ونرجو يا ربّنا لا غيرك{وإيّاك نستعين} على طاعتك وعلى أمورنا كلّها».

وقال قتادة: «{إيّاك نعبد وإيّاك نستعين}يأمركم أن تخلصوا له العبادة وأن تستعينوه على أمركم».

وإنّما قدّم: {إيّاك نعبد} على {وإيّاك نستعين} لأنّ العبادة له هي المقصودة، والاستعانة وسيلةٌ إليها، والاهتمام والحزم هو أن يقدّم ما هو الأهمّ فالأهمّ، واللّه أعلم.

فإن قيل: فما معنى النّون في قوله: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين} فإن كانت للجمع فالدّاعي واحدٌ، وإن كانت للتّعظيم فلا تناسب هذا المقام؟

وقد أجيب: بأنّ المراد من ذلك الإخبار عن جنس العباد والمصلّي فردٌ منهم، ولا سيّما إن كان في جماعةٍ أو إمامهم، فأخبر عن نفسه وعن إخوانه المؤمنين بالعبادة الّتي خلقوا لأجلها، وتوسّط لهم بخيرٍ،

ومنهم من قال: يجوز أن تكون للتّعظيم، كأنّ العبد قيل له: إذا كنت في العبادة فأنت شريفٌ وجاهك عريضٌ فقل: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين}، وإذا كنت خارج العبادة فلا تقل: نحن ولا فعلنا، ولو كنت في مائة ألفٍ أو ألف ألفٍ لافتقار الجميع إلى اللّه عزّ وجلّ.

ومنهم من قال: ألطف في التّواضع من إيّاك أعبد، لما في الثّاني من تعظيمه نفسه من جعله نفسه وحده أهلًا لعبادة اللّه تعالى الّذي لا يستطيع أحدٌ أن يعبده حقّ عبادته، ولا يثني عليه كما يليق به، والعبادة مقامٌ عظيمٌ يشرف به العبد لانتسابه إلى جناب اللّه تعالى، كما قال بعضهم:

لا تدعني إلّا بيا عبدها ...... فإنّه أشرف أسمائي

وقد سمّى اللّه رسوله بعبده في أشرف مقاماته [فقال] {الحمد للّه الّذي أنزل على عبده الكتاب}[الكهف: 1]{وأنّه لمّا قام عبد اللّه يدعوه}[الجنّ: 19]{سبحان الّذي أسرى بعبده ليلا}[الإسراء: 1] فسمّاه عبدًا عند إنزاله عليه وقيامه في الدّعوة وإسرائه به، وأرشده إلى القيام بالعبادة في أوقاتٍ يضيق صدره من تكذيب المخالفين له، حيث يقول: {ولقد نعلم أنّك يضيق صدرك بما يقولون * فسبّح بحمد ربّك وكن من السّاجدين * واعبد ربّك حتّى يأتيك اليقين}[الحجر: 97-99].

وقد حكى فخر الدّين في تفسيره عن بعضهم: أنّ مقام العبوديّة أشرف من مقام الرّسالة؛ لكون العبادة تصدر من الخلق إلى الحقّ والرّسالة من الحقّ إلى الخلق؛ قال: ولأنّ اللّه متولّي مصالح عبده، والرّسول متولّي مصالح أمّته وهذا القول خطأٌ، والتّوجيه أيضًا ضعيفٌ لا حاصل له، ولم يتعرّض له فخر الدّين بتضعيفٍ ولا ردّه.

وقال بعض الصّوفيّة: العبادة إمّا لتحصيل ثوابٍ وردّ عقابٍ؛ قالوا: وهذا ليس بطائلٍ إذ مقصوده تحصيل مقصوده، وإمّا للتّشريف بتكاليف اللّه تعالى، وهذا -أيضًا- عندهم ضعيفٌ، بل العالي أن يعبد اللّه لذاته المقدّسة الموصوفة بالكمال، قالوا: ولهذا يقول المصلّي: أصلّي للّه، ولو كان لتحصيل الثّواب ودرء العذاب لبطلت صلاته.

وقد ردّ ذلك عليهم آخرون وقالوا: كون العبادة للّه عزّ وجلّ، لا ينافي أن يطلب معها ثوابًا، ولا أن يدفع عذابًا، كما قال ذلك الأعرابيّ: أما إنّي لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذٍ إنّما أسأل اللّه الجنّة وأعوذ به من النّار، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «حولها ندندن»). [تفسير ابن كثير: 1 /134-136]

- قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :(وقوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} أي: نخصُّكَ وحدكَ بالعبادةِ والاستعانةِ؛ لأنَّ تقديمَ المعمولِ يفيدُ الحصرَ، وهوَ إثباتُ الحكمِ للمذكورِ ونفيهُ عما عداهُ، فكأنَّهُ يقولُ: نعبدكَ، ولا نعبدُ غَيركَ، ونستعينُ بكَ، ولا نستعينُ بغيركَ.

وتقديم العبادةِ على الاستعانةِ منْ بابِ تقديمِ العامِّ على الخاصِّ، واهتماماً بتقديمِ حقِّهِ تعالى على حقِّ عبدِهِ.

و(العبادة): اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يحبُّهُ اللهُ ويرضاهُ من الأعمالِ والأقوالِ الظاهرةِ والباطنةِ.

و(الاستعانة): هيَ الاعتمادُ على اللهِ تعالىَ في جلبِ المنافعِ ودفعِ المضارِّ، معَ الثِّقةِ بهِ في تحصيلِ ذلكَ.

والقيامُ بعبادةِ اللهِ والاستعانةِ بهِ هوَ الوسيلةُ للسعادةِ الأبديةِ، والنجاةِ منْ جميعِ الشرورِ، فلا سبيلَ إلى النجاةِ إلاَّ بالقيامِ بهمَا، وإنَّما تكونُ العبادةُ عبادةً إذا كانَتْ مأخوذةً عنْ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مقصوداً بها وجهُ اللهِ، فبهذينِ الأمرينِ تكونُ عبادةً.

وذكرُ (الاستعانة) بعدَ (العبادةِ) معَ دخولِهَا فيهَا، لاحتياجِ العبدِ في جميعِ عباداتهِ إلى الاستعانةِ باللهِ تعالى، فإنَّهُ إنْ لم يعنهُ اللهُ لم يحصلْ لهُ ما يريدهُ منْ فعلِ الأوامرِ واجتنابِ النواهي).[تيسير الكريم الرحمن: 1/39]

- قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :( (5){إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} نخصك بالعبادة، ونخصك بالاستعانة، لا نعبد غيرك ولا نستعينه.

والعبادة: عبارة عما يجمع كمال المحبة والخضوع والخوف.

والمجيء بالنون لقصد التواضع لا لتعظيم النفس.

عن ابن عباس في قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} يعني: (إياك نوحد ونخاف ياربنا لا غيرك، وإياك نستعين على طاعتك وعلى أمورنا كلها)

وعن قتادة أنه قال: (يأمركم الله أن تخلصوا له العبادة، وأن تستعينوه على أمركم) ). [زبدة التفسير: 1]


وغرضنا الآن تلخيص كلام المفسّرين الثلاثة في تفسير هذه الآية، وسنرتب عمل التلخيص على مراحل:


المرحلة الأولى: استخلاص المسائل المتعلقة بالآية من كلّ تفسير:

- المسألة هي اسم لما يصحّ أن يُسأل عنه، والمسائل المتعلّقة بالآية على ثلاثة أصناف؛ فمنها مسائل تتعلق بعلوم بالسورة التي وردت فيها الآية، ومنها مسائل تتعلق بعلوم الآية نفسها، ومنها مسائل تفسيرية، ومنها مسائل استطرادية كما تقدّم شرحه.


والآن نبدأ الخطوة الأولى وهي الأصل الذي يُبنى عليه التلخيص فإن أحسنه الطالب سهل عليه إتقان تلخيص دروس التفسير بإذن الله تعالى، وهو: استخلاص المسائل

وسأبدأ باستخلاص المسائل من كلّ تفسير على حدة، ثمّ أرتّبها بعد ذلك.


تفسير قول الله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين}

1. المسائل المستخرجة من تفسير ابن كثير:

● القراءات في قول الله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين} ك

● معنى العبادة. ك

● فائدة تقديم المفعول. ك

● أهمية العبادة والاستعانة. ك

● فائدة تحول الكلام من الغيبة إلى الخطاب. ك

● معنى قوله تعالى: {إياك نعبد}. ك

● معنى قوله تعالى: {إياك نستعين}. ك

● سبب تقديم {إياك نعبد} على {إياك نستعين}. ك

● معنى النون في قوله تعالى: {إياك نعبد}. ك

● شرف مقام العبودية. ك

● مقصد الآية. ك

● فائدة تكرر {إياك} في الآية. ك

● الرد على من زعم انّ مقام العبودية أشرف من مقام الرسالة ك

● الرد على الصوفية في زعمهم أن الأفضل أن يعبد الله محبّة له لا طمعاً في ثوابه ولا خوفاً من عقابه ك


2. المسائل المستخرجة من تفسير السعدي:

● معنى الآية إجمالاً. س

● فائدة تقديم المعمول في الآية. س

● سبب تقديم العبادة على الاستعانة. س

● معنى العبادة.س

● معنى الاستعانة.س

● شروط صحّة العبادة.س

● سبب ذكر الاستعانة بعد العبادة مع دخولها فيها.س


3. المسائل المستخرجة من تفسير الأشقر:

● معنى قوله تعالى: {إياك نعبد}. ش

● معنى قوله تعالى: {إياك نستعين}. ش

● معنى العبادة. ش

● معنى النون في قوله تعالى: {نستعين}. ش

● مقصد الآية. ش

● دلالة هذه الآية على توحيد الله تعالى. ش


المرحلة الثانية: ترتيب المسائل ترتيباً موضوعياً:

- نحتاج في هذه المرحلة إلى الترميز السابق لكل تفسير لتسهيل الرجوع إلى مواضع بحث كل مسألة بعد إعادة ترتيبها.

- سأرمز لتفسير ابن كثير بالرمز (ك) ، ولتفسير السعدي بالرمز (س) ، ولتفسير الأشقر بالرمز (ش).

- عند الترتيب سنجد أن بعض المسائل متفقة وإن اختلف صياغتها فندمج مباحثها ونختار الصياغة الأنسب.


مسائل تفسير قول الله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين}

● القراءات في قول الله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين} ك

● معنى الآية إجمالاً. ك س ش

● مقصد الآية. ك س ش

● معنى العبادة. ك س ش

● فائدة تقديم المفعول. ك س

● معنى الاستعانة. س

● أهمية العبادة والاستعانة. ك

● فائدة تحول الكلام من الغيبة إلى الخطاب. ك

● معنى قوله تعالى: {إياك نعبد} ك ش

● معنى قوله تعالى: {إياك نستعين} ك ش

● معنى الاستعانةس

متعلّق الاستعانة ك س ش

● سبب تقديم {إياك نعبد} على {إياك نستعين} ك س

● فائدة تكرر {إياك} في الآية. ك● معنى النون في قوله تعالى: {إياك نعبد} ك ش

● دلالة هذه الآية على توحيد الله تعالى. ش

المسائل العقدية:

● شروط صحّة العبادة. س

● شرف مقام العبودية. ك

● الرد على من زعم انّ مقام العبودية أشرف من مقام الرسالة ك

● الرد على الصوفية في زعمهم أن الأفضل أن يعبد الله محبّة له لا طمعاً في ثوابه ولا خوفاً من عقابه ك


المرحلة الثالثة: تحرير القول في كل مسألة:

وذلك بتطبيق ما درسناه في دروس التحرير العلمي.


المرحلة الرابعة: الصياغة العلمية:

وذلك بتطبيق ما درسناه في درس الصياغة العلمية.


المرحلة الخامسة: تنسيق النص وتحسين عرضه:

وذلك بتطبيق ما درسناه في درس الصياغة العلمية. والتلخيص الحسن هو الذي يكون منهج التنسيق فيه موحَّداً، والنصوص فيه واضحة ومنظمة ومتناسبة وعرضها مريح لنظر العين.



تلخيص تفسير قول الله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين}

● القراءات في قول الله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين}

- قرأ السبعة والجمهور بتشديد الياء من {إيّاك}.

- وقرأ عمرو بن فائد {إيَاك} بتخفيف الياء مع كسر الهمزة وهي قراءة شاذة، وقد ردّها ابن كثير وقال: (لأنّ "إيا" ضوء الشمس).

- وقرأ بعضهم: [أيّاك] بفتح الهمزة والتشديد.

- وقرأ بعضهم: [هيّاك] بالهاء بدل الهمزة، وهي لغة.

- و{نستعين} قرأها الجميع بفتح النون التي في أول الكلمة سوى يحيى بن وثاب والأعمش فإنهما كسراها وهي لغة أسد وربيعة وبني تميم وقيس.

- ذكر هذه القراءات كلها ابن كثير رحمه الله.


● معنى الآية إجمالاً

- أي لا نعبد إلا إياك ولا نستعين إلا بك؛ وهذا خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.


● مقصد الآية

- مقصودها الأمر بإفراد الله تعالى بالعبادة والاستعانة؛ إذ قوام الدين بهذين الأمرين.

- عن قتادة أنه قال: (يأمركم الله أن تخلصوا له العبادة، وأن تستعينوه على أمركم) ذكره ابن كثير والأشقر.

- من وحّد الله تعالى فقد برئ من الشرك، ومن استعان بالله برئ من حوله وقوّته، ذكره ابن كثير.

- لا سبيل لنجاة العبد وسعادته إلا بتحقيق عبادة الله والاستعانة به، ذكره السعدي.

- ذكر ابن كثير عن بعض السّلف أنه قال: (الفاتحة سرّ القرآن، وسرّها هذه الكلمة: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين}).

- قال ابن كثير: فالأوّل تبرّؤٌ من الشّرك، والثّاني تبرّؤٌ من الحول والقوة.


● معنى العبادة.

- العبادة في اللّغة من الذّلّة، يقال: طريقٌ معبّد، وبعيرٌ معبّد، أي: مذلّلٌ، ذكره ابن كثير.

وفي الشّرع لها تعريفان باعتبارين مختلفين:

التعريف الأول: عبارةٌ عمّا يجمع كمال المحبّة والخضوع والخوف، ذكره ابن كثير والأشقر، وهذا باعتبار ما يقوم في نفس العابد.

والتعريف الآخر: اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يحبُّهُ اللهُ ويرضاهُ من الأعمالِ والأقوالِ الظاهرةِ والباطنةِ، ذكره السعدي، وهو تعريف باعتبار ما يقع عليه اسم العبادة من الأقوال والأعمال التي يُتعبّد بها لله تعالى.


● فائدة تقديم المفعول

- قدّم المفعول وهو {إيّاك} لإفادة الحصر، وهوَ إثباتُ الحكمِ للمذكورِ ونفيهُ عما عداهُ؛ فكأنَّهُ يقولُ: نعبدكَ، ولا نعبدُ غَيركَ، ونستعينُ بكَ، ولا نستعينُ بغيركَ؛ هذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي.


● معنى الاستعانة

- الاستعانة هيَ الاعتمادُ على اللهِ تعالىَ في جلبِ المنافعِ ودفعِ المضارِّ، معَ الثِّقةِ بهِ في تحصيلِ ذلكَ، ذكره السعدي.


● أهمية العبادة والاستعانة

- قال ابن كثير: الدّين يرجع كلّه إلى هذين المعنيين...فالأوّل تبرّؤٌ من الشّرك، والثّاني تبرّؤٌ من الحول والقوة، والتفويض إلى اللّه عزّ وجلّ.

- استدل ابن كثير لهذا المعنى بأدلة منها: قول الله تعالى: {فاعبده وتوكّل عليه}، وقوله: {قل هو الرّحمن آمنّا به وعليه توكّلنا}، وقوله: {ربّ المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتّخذه وكيلا}


● فائدة تحول الكلام من الغيبة إلى الخطاب

- ذكر ابن كثير أن مناسبة ذلك أنّ العبد لمّا أثنى على اللّه فكأنّه اقترب وحضر بين يدي اللّه تعالى؛ فلهذا قال: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين}.

- قال: وفي هذا دليلٌ على أنّ أوّل السّورة خبرٌ من اللّه تعالى بالثّناء على نفسه الكريمة بجميل صفاته الحسنى، وإرشادٌ لعباده بأن يثنوا عليه بذلك.

- استدلّ ابن كثير لهذا المعنى بحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يقول اللّه تعالى: [قسمت الصّلاة بيني وبين عبدي نصفين...]» الحديث رواه مسلم.


● معنى قوله تعالى: {إياك نعبد}

- هذا التركيب يفيد الحصر، ولذلك قال ابن عباس في تفسيرها: «{إيّاك نعبد} يعني: إيّاك نوحّد ونخاف ونرجو يا ربّنا لا غيرك».

- وقال قتادة: «يأمركم أن تخلصوا له العبادة».

- ذكر هذين الأثرين: ابن كثير والأشقر.


● معنى قوله تعالى: {إياك نستعين}

- أي نخصّك وحدك بالاستعانة فنستعينك ولا نستعين غيرك.

- الاستعانة المرادة هنا هي استعانة العبادة وهي التي تكون بخضوع ومحبة وخوف.

- وهذا حاصل ما ذكره المفسّرون الثلاثة في تفسير هذه الآية.


● متعلّق الاستعانة

- المراد بمتعلّق الاستعانة هنا أي نستعينك على ماذا؟

- ذكر ابن كثير والأشقر أثرين عن ابن عباس وقتادة في هذه المسألة:

- عن ابن عباس أنه قال في تفسير {إيّاك نستعين} أي: (على طاعتك وعلى أمورنا كلّها).

- وقال قتادة: (أن تستعينوه على أمركم).

- وفسّر السعدي الاستعانة بالاعتماد على الله تعالى في جلب المنافع ودفع المضار.


● سبب تقديم {إياك نعبد} على {إياك نستعين}

- في هذه المسألة قولان:

القول الأول: لأنّ العبادة له هي المقصودة، والاستعانة وسيلةٌ إليها، والاهتمام والحزم هو أن يقدّم ما هو الأهمّ فالأهمّ، وهذا قول ابن كثير.

والقول الثاني: أن ذلك منْ بابِ تقديمِ العامِّ على الخاصِّ، واهتماماً بتقديمِ حقِّهِ تعالى على حقِّ عبدِهِ، وهذا قول السعدي.


● فائدة تكرر {إياك} في الآية.

- ذكر ابن كثير أن التكرير للاهتمام.


● معنى النون في قوله تعالى: {إياك نعبد}

- ذكر ابن كثير في هذه المسألة أقوالاً:

القول الأول: أن المراد من ذلك الإخبار عن جنس العباد والمصلي فرد منهم.

والقول الثاني: لبيان شرف العبادة وأن من قام بها فهو عظيم.

والقول الثالث: أن ذلك ألطف في التواضع من قول: (إياك أعبد) الذي يشعر بتعظيم المرء نفسه، واختاره الأشقر؛ فقال: (والمجيء بالنون لقصد التواضع لا لتعظيم النفس).


● دلالة هذه الآية على توحيد الله تعالى.

- تبيّن مما ذكر في مقصد الآية دلالتها البيّنة على الأمر بتوحيد الله تعالى.


المسائل العقدية:

● شروط صحّة العبادة

- لصحة العبادة شرطان ذكرهما السعدي: أحدهما: الإخلاص، الثاني: المتابعة.

- لا يُعد العمل عبادة في الشرع ما لم يحقق هذين الشرطين.

- قال السعدي: (إنَّما تكونُ العبادةُ عبادةً إذا كانَتْ مأخوذةً عنْ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مقصوداً بها وجهُ اللهِ، فبهذينِ الأمرينِ تكونُ عبادةً).


● شرف مقام العبودية

- استدلّ ابن كثير على شرف العبادة بأنّ الله تعالى سمّى رسوله بعبده في أشرف مقاماته: عند نزول الوحي، وعند قيامه بالدعوة إليه، وعند إسرائه به.

- قال الله تعالى: {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب}، وقال: {وأنه لما قام عبد الله يدعوه} ، وقال: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا}.

- أرشد الله إلى القيام بالعبادة في أوقات ضيق الصدر من تكذيب المخالفين {ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون . فسبّح بحمد ربّك وكن من الساجدين . واعبد ربّك حتى يأتيك اليقين} ذكر ذلك ابن كثير.


● الرد على من زعم انّ مقام العبودية أشرف من مقام الرسالة

- ذكر الرازي عن بعضهم هذه المقولة وذكر استدلالهم على ذلك العبادة تصدر من الخلق إلى الحقّ والرّسالة من الحقّ إلى الخلق. نقل ذلك ابن كثير.

- قال ابن كثير: وهذا القول ضعيف.

- [يكفي في ردّ هذا القول أن الرسل من أحسن الناس قياماً بعبادة الله؛ وفضلوا على بقية الخلق بما شرّفهم الله به من النبوة والرسالة]


● الرد على الصوفية في زعمهم أن الأفضل أن يعبد الله محبّة له لا طمعاً في ثوابه ولا خوفاً من عقابه.

- كون العبادة للّه عزّ وجلّ، لا ينافي أن يطلب معها ثوابًا، ولا أن يدفع عذابًا، ذكر ذلك ابن كثير.

- [هذا الزعم مخالف لما أمر الله به ومخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في الرغبة في فضل الله وثوابه، والرهبة من سخطه وعقابه]

- استدلّ ابن كثير على ردّ هذه المقولة بالحديث الذي قال فيه الأعرابيّ للنبي صلى الله عليه وسلم: أما إنّي لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذٍ؛ إنّما أسأل اللّه الجنّة وأعوذ به من النّار، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «حولها ندندن»


*تنبيه: ما لوّن بالرصاصي من الزيادات الاختيارية للملخّص؛ فقد يكون لدى الملخّص معلومة تتعلقّ بهذه المسألة أو يظفر بنقل مهمّ فيضيفه إلى تلخيصه.


توضيحات وتعليمات:

- هذا المثال لعمل التلخيص باعتبار المراجع المقترحة وهي ثلاثة تفاسير، وإذا أتقن الطالب طريقة التلخيص أمكنه أن يضيف فيما بعد مراجع غيرها لتزداد القيمة العلمية لتلخيصه.

- قد يبدو العمل في أوّل الأمر صعباً أو يستدعي وقتا أطول من المفترض؛ لكن أرجو أنه مع مواصلة التدرب، وإتقان المهارات واعتياد أداء الملخّصات الجيّدة يسهل العمل وتخفّ مؤونته وتعظم فائدته.

- التدرّب على العزو ونسبة كل قول إلى قائله مهمّ جداً لطالب العلم؛ ليعوّد نفسه النظر في مصادر الأقوال، وإذا توسّع نظره في كتب التفسير عرف فائدة ذلك.

- أوصي الطلاب بأن يحرصوا تطبيق ما يستطيعون من معايير التلخيص الجيد وأن يداوموا على ذلك ؛ فالتلخيص الجيّد من أسباب القوّة العلمية.

- المهمّ في هذ الدورة تحصيل ملكة التلخيص الجيّد؛ فليكن نظر الطالب إلى إتقان التلخيص لا إلى سرعة الإنجاز..


وفق الله الجميع لما يحبّ ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.