14 Sep 2014
تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8)}
تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (يخبر تعالى عن مآل الفجّار من كفرة أهل الكتاب والمشركين المخالفين لكتب الله المنزّلة، وأنبياء الله المرسلة، أنهم يوم القيامة في نار جهنّم خالدين فيها، أي: ماكثين، لا يحوّلون عنها، ولا يزولون {أولئك هم شرّ البريّة} أي: شرّ الخليقة التي برأها الله وذرأها). [تفسير القرآن العظيم: 8/457]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (ثمَّ ذكرَ جزاءَ الكافرينَ بعدما جاءتهمُ البينةُ، فقالَ: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ} قدْ أحاطَ بهمْ عذابُهَا، واشتدَّ عليهمْ عقابُهَا، {خَالِدِينَ فِيهَا} لا يفترُ عنهمُ العذابُ، وهمْ فيهَا مبلسونَ، {أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} لأنَّهمْ عرفوا الحقَّ وتركوهُ، وخسروا الدنيا والآخرةَ). [تيسير الكريم الرحمن: 932]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (6-{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ}: يَصِيرُونَ إِلَيْهَا، {خَالِدِينَ فِيهَا}: لا يُخْرَجُونَ مِنْهَا، وَلا يَمُوتُونَ فِيهَا.
{أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ}؛ أَيْ: شَرُّ الخَلِيقَةِ حَالاً؛ لأَنَّهُمْ تَرَكُوا الْحَقَّ حَسَداً وَبَغْياً؛ وَلِذَلِكَ سَيَكُونُونَ شَرَّ الخليقةِ مَصِيراً). [زبدة التفسير: 599]
تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ أخبر تعالى عن حال الأبرار الذين آمنوا بقلوبهم، وعملوا الصالحات بأبدانهم، بأنّهم خير البريّة، وقد استدلّ بهذه الآية أبو هريرة وطائفةٌ من العلماء على تفضيل المؤمنين من البريّة على الملائكة؛ لقوله: {أولئك هم خير البريّة}). [تفسير القرآن العظيم: 8/457-458]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ}
لأنَّهمْ عبدوا اللهَ وعرفوهُ، وفازوا بنعيمِ الدنيا والآخرةِ). [تيسير الكريم الرحمن: 932]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (7-{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ}: أَفْضَلُ الْخَلْقِ حَالاً وَمَآلاً). [زبدة التفسير: 599]
تفسير قوله تعالى: (جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى: {جزاؤهم عند ربّهم} أي: يوم القيامة {جنّات عدنٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً} أي: بلا انفصالٍ ولا انقضاءٍ ولا فراغٍ {رضي الله عنهم ورضوا عنه} ومقام رضاه عنهم أعلى ممّا أوتوه من النعيم المقيم {ورضوا عنه} فيما منحهم من الفضل العميم.
وقوله: {ذلك لمن خشي ربّه} أي: هذا الجزاء حاصلٌ لمن خشي الله واتّقاه حقّ تقواه، وعبده كأنّه يراه، وعلم أنه إن لم يره فإنّه يراه.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا إسحاق بن عيسى، حدّثنا أبو معشرٍ، عن أبي وهبٍ - مولى أبي هريرة - عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((ألا أخبركم بخير البريّة؟)). قالوا: بلى يا رسول الله. قال: ((رجلٌ أخذ بعنان فرسه في سبيل الله، كلّما كانت هيعةٌ استوى عليه. ألا أخبركم بخير البريّة؟)). قالوا: بلى يا رسول الله. قال: ((رجلٌ في ثلّةٍ من غنمه يقيم الصّلاة ويؤتي الزّكاة. ألا أخبركم بشرّ البريّة؟)). قالوا: بلى يا رسول الله. قال: ((الّذي يسأل بالله ولا يعطي به)) ). [تفسير القرآن العظيم: 8/458]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ} أي: جناتُ إقامةٍ، لا ظعنَ فيها ولا رحيلَ، ولا طلبَ لغايةٍ فوقها.
{تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}
فرضيَ عنهمْ بمَا قاموا بهِ منْ مراضيهِ، ورضوا عنهُ، بمَا أعدَّ لهمْ منْ أنواعِ الكراماتِ وجزيلِ المثوباتِ {ذَلِكَ} الجزاءُ الحسنُ {لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} أي: لمنْ خافَ اللهَ، فأحجمَ عنْ معاصيهِ، وقامَ بواجباتهِ). [تيسير الكريم الرحمن: 932]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (8-{جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ} بمُقابلةِ مَا وَقَعَ مِنْهُمْ من الإِيمَانِ والعملِ الصالحِ.
{جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ}؛ أَيْ: مِنْ تَحْتِ أَشْجَارِهَا وَغُرَفِهَا.
{خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً} لا يَخْرُجُونَ مِنْهَا، وَلا يَرْحَلُونَ عَنْهَا، وَلا يَمُوتُونَ، بَلْ هُمْ دَائِمُونَ فِي نَعِيمِهَا، مُسْتَمِرُّونَ فِي لَذَّاتِهَا أَبَدَ الآبِدِينَ، لا نهايةَ لِنَعِيمِهِمْ.
{رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} رِضْوَانُهُ عَنْهُمْ؛ لأَنَّهُمْ أَطَاعُوا أَمْرَهُ وَقَبِلُوا شَرَائِعَهُ، وَرِضَاهُمْ عَنْهُ حَيْثُ بَلَغُوا من المطالِبِ مَا لا عَيْنٌ رَأَتْ وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ.
{ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ}؛ أَيْ: ذَلِكَ الْجَزَاءُ والرِّضْوَانُ لِمَنْ وَقَعَتْ مِنْهُ الخَشْيَةُ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي الدُّنْيَا، وَانْتَهَى عَنْ مَعَاصِيهِ بِسَبَبِ تِلْكَ الخَشْيَةِ). [زبدة التفسير: 599]
* للاستزادة ينظر: هنا