30 Nov -0001
من الآداب المستحبة: سجود التلاوة.
وذلك إذا مررت بآية سجدة أن تسجد لله عز وجل تعظيما له , والحديث عن سجود التلاوة طويل وقد ألفت فيه مؤلفات خاصة في سجود التلاوة ولذلك لا يتسع المقام , ولعلكم تأخذون في بعض الدروس في علوم القرآن أو في درس آخر محاضرة حول سجود التلاوة لكثرة أحكامها , ويمكن الرجوع إلى كتب الفقه وكتب آداب حملة القرآن .
سجود التلاوة مستحب على الراجح من أقوال أهل العلم , وأما الحكمة من سجود التلاوة فهو أولا امتثال لأمر الله عز وجل , فتلاحظ أن كثيرا من آيات السجود هي أمر , {فاسجدوا لله واعبدوا} , {واسجد واقترب} , أو حث {ألا يسجدوا لله} وهكذا .
أيضا سجود التلاوة يعين على تدبر القرآن الكريم , فإن الإنسان حينما يقرأ ويسجد سيستشعر الأمر بالسجود وأن هذه الآية متضمنة للسجود قد يكون غافلا عنه .
كذلك هي اقتداء بالملائكة وعباد الله المرسلين الذي يسجدون لله عز وجل {إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا} , وكذلك فيها فائدة أيها الإخوة والأخوات وهي تنشيط القارئ , هي تزيد القارئ نشاطا , لأنه أحيانا مع طول القراءة الإنسان يفتر أو يكسل أو يصاب بالنعاس ونحو ذلك , فإذا ما سجد لا شك أنه ستتغير الهيئة ويكون هناك حركة للجسم ومن ثم يزداد نشاطا , وهذا أمر معروف ومجرب , أحيانا حينما تقرأ القرآن الكريم وتكون في حالة نعاس فحينما تأتي السجدة ويتحرك الإنسان يزداد نشاطا وقوة .
السجدات فيها خمس عشرة سجدة على الراجح , وهي معروفة في المصحف , ومن المهم أن نعرف السجدة وموضع السجدة وهي معلمة , لأنه أحيانا تكون السجدة في الآية الثانية ليست في نفس الآية التي فيها السجدة وإنما في الآية التي بعدها كما في سورة النمل مثلا وغيرها .
هل يشترط لسجود التلاوة شروط الصلاة ؟ يعني لا بد أن يكون الانسان على طهارة وأن يستقبل القبلة وكذلك أن يكون الإنسان يستر العورة ؟
هذا مما اختلف فيه العلماء:
فمنهم من قال أن سجود التلاوة صلاة يشترط له شروط الصلاة من الطهارة وستر العورة واستقبال القبلة . وهو قول الجمهور
القول الثاني أنه ليس بصلاة : فلا تشترط له شروط الصلاة , فيسجد الانسان ولو كان إلى غير القبلة , وأيضا قد يكون على غير طهارة وذلك إذا كان يقرأ حفظا , أما إذا كان معه المصحف فقلنا أنه يجب الوضوء, لكن لو كان الانسان يقرأ عن ظهر قلب مثلا ، فعلى هذا القول لا بأس أن يسجد , وكذلك مثلا ستر العورة لا يجب , قد يكون عند الرجال لا يحتاجون إلى هذا الشرط , ولكن عند النساء لأن المرأة يشترط لها من الستر في الصلاة غير الرجل , لابد لها أن تغطي شعرها، وأن تغطي ذراعيها، وأن يكون عليها ملحفة وخمار، فعلى هذا القول لو كانت المرأة في ثيابها، يعني لم تلبس ثياب الصلاة ولم تغطي شعرها يجوز لها أن تسجد على هذه الحالة، والراجح والله أعلم أن الإنسان يحرص أن يكون على شروط الصلاة، أن يكون مستكملًا لشروط الصلاة، وإلّا لا يصل إلى حد الوجوب، إن الإنسان تمكّن وتيسّر له أن يسجد مستوفيًا شروط الصلاة فهذا أولى، وإلا لا يجب.
وأمّا صفة سجود التلاوة : إذا كان في غير الصلاة يكبّر ويسجد ثم يرفع ولا يكبّر ولا يتشهّد ولا يسلم، يعني تكبيرة واحدة للسجود فقط، وأمّا في الصلاة فإنه يكبر للسجود وللقيام من السجود.
وأمّا ما يُقال في سجود التلاوة : فأصح ما ورد هو ما أخرجه أهل السنن عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجود القرآن: ((سجد وجهي للذي خلقه وشقّ سمعه وبصره بحوله وقوّته)).
وإن قرأ أذكار السجود المعروفة في سجود الصلاة، فلا بأس، فإن قال: سبحان ربي الأعلى، أو سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي، أو سبّوح قدّوس ربّ الملائكة والروح، فهذا أيضًا مشروع.
هناك أيضًا في الحقيقة مسائل كثيرة كما أسلفنا، قد لا يتسع المقام لذكرها.
تكرار السجود: نقول كلما مرّت سجدة في القرآن، اسجد لها، لكن إذا كرّر آية السجدة نفسها فيكفي سجود واحد، يعني أحيانا عند المراجعة أو عند الحفظ، الإنسان يكر بعض الآيات؛ كآية مثلًا: مريم، أو آية آخر الأعراف للحفظ، يعني يكرر الآية أكثر من مرة لكي يحفظها، أو كأن تكون أثناء المراجعة أحيانًا، يراجع مثلًا بعض الأوجه أكثر من مرة، وهو مشتمل على سجدة، فنقول: تكفي السجدة الأولى فقط.
أيضا من الآداب وهو السادس: السؤال، والتعوذ، والتسبيح.
وذلك إذا مرّ بالإنسان آية فيها رحمة؛ نسأل الله من فضله أو من رحمته، أو من نعيمه، وإذا مرّ بآية فيها عذاب يستعيذ بالله ويستجير به من النار ومن العذاب، وإذا ورد آية فيها تسبيح وتعظيم لله تعالى يسبّح اللهَ الإنسان، لما ورد في حديث حذيفة بن اليمان في صحيح مسلم: حينما قام مع النبي صلى الله عليه وسلم، الحديث وفيه قال: (فيقرأ مترسلًا إذا مرّ بآية فيها تسبيح سبّح، وإذا مرّ بآية فيها سؤال سأل، وإذا مرّ بتعوّذ تعوّذ)، وهل هذا خاص بصلاة الفريضة، هذا فيه خلاف بين أهل العلم، ولعلّه الأظهر أنه في صلاة النافلة، وفي قراءة القرآن عمومًا، يعني خارج الصلاة.
قد يقول قائل: أنا أريد أن أراجع القرآن الكريم، وإذا دعوت الله عزوجل عند آيات السؤال، واستعذت عند آيات الوعيد ونحو ذلك سيذهب الوقت.
نقول: الحمدلله؛ أولا هذه سنة ليست بواجب، فإذا كنت محتاج إلى الوقت فامضِ،
الأمر الثاني: لا يلزم أن تطبق هذه السنة في كلّ آية تسبيح ووعيد ووعد، لاشك أن هذا هو الأكمل؛ لكن إذا لم يتيسر فأنت على الأقل في بعض المواضع تطبق هذه السنة.
الأمر الثالث: أنه قد يكون لك قراءة في المراجعة بحيث قراءة حدر وسرد، وقراءة أخرى تدبر ودعاء، فالمقصود أننا لا نترك هذه السنة، لأنها لها أثر كبير في الانتفاع بالقرآن الكريم، يعني حينما تمرّ مثلًا بنعيم أهل الجنة فتقول: اللهم أسألك هذا النعيم، اللهم نسألك من فضلك، اللهم نسألك الفردوس الأعلى لي ولوالديّ، وفي عذاب أهل النار –أجارنا الله منها- فتقول: اللهم آجرني ووالديّ من النار، اللهم إنّي أعوذ بك من عذاب جهنم، وهكذا، وإذا مرّ بآية فيها تعظيم وذكر لملكوت الله سبحانه وتعالى وعظمته، فتقول: سبحان الله العظيم، الله أكبر، سبحانك وبحمدك، فهذا له أثر على القلب وعلى التدبر، وعلى التأمل، ومن جرّب ذلك عرف.
ومن الآداب كذلك: الخشوع والبكاء.
فهو من آداب التلاوة، وأيضًا هذه حال عباد الله المتقين، كما قال الله تعالى: {إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرّون للأذقان سجّدا . ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربّنا لمفعولًا . ويخرّون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعًا}
وفي آية مريم حينما ذكر الله عز وجل طائفة من الأنبياء موسى، وإدريس، وإسماعيل، ونوح وغيرهم قال الله تعالى: {أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خرّوا سجّدًا وبكيًا}
وقد ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قرأ سورة مريم فسجد؛ يعني عند هذه الآية، ثم قال: (هذا السجود فأين البكي)، يعني يقول نحن سجدنا، والسجود عمل يستطيعه كل الناس ولكن أين البكيّ، فكان رحمه الله بكّاءً عند قراءة القرآن.
ولما قرأ ابن مسعود على النبي صلى الله عليه وسلم سورة النساء كما في الحديث المشهور الذي أخرجه مسلم: حتى بلغ {فكيف إذا جئنا من كلّ أمّة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا} قال: (أمسك)، قال: فإذا عيناه تذرفان صلى الله عليه وسلم.
فيستحب للمسلم أن يبكي كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة، وكان أبو بكر رضي الله عنه رجلًا بكاءً لا يستطيع أن يقرأ القرآن في الصلاة من شدة البكاء، كما قالت عائشة: (كان أبو بكر رجلًا بكاءً لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن)
وقال عبد الله بن شدّاد: سمعت نشيج عمر رضي الله عنه وأنا في آخر الصفوف يقرأ : {قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله}
وعن أبي صالح السلمان قال: قدم ناس من اليمن على أبي بكر الصديق فجعلوا يقرأون القرآن وهم يبكون، فقال أبو بكر الصديق: (هكذا كنّا ثم قست القلوب)، فإذا كان أبو بكر يقول: (ثم قست القلوب)، فما بالك بحالنا والله المستعان.
هناك في الحقيقة آثار كثيرة جاءت عن السلف في بكاؤهم عند قراءة القرآن لا يتسع المقام لذكرها، وقد ألفت في ذلك مؤلفات معاصرة مثل: (دموع القرّاء)، وغيره من أحوال السلف عند قراءة القرآن الكريم.
من الآداب أيضا وهو الثامن: تجويد القراءة.
فينبغي للقارئ أن يلتزم بأحكام التجويد سواء قرأ حفظًا أو حاضرا، فالتجويد مستحب، وهو ثابت عن أئمة القراءة، وهو قديم أيضًا، بعض الناس يتصور أن التجويد من العلوم المعاصرة، لا هو ثابت عن الأئمة العشرة وغيرهم، وبعض أحكام التجويد هي أصلًا من صميم اللغة العربية؛ يعني مما يسمّى بعلم الصوتيات وذكره سيبويه في الكتاب، فينبغي للمسلم أن يقرأ قراءة مجوّدة سواء في الصلاة أو خارج الصلاة، في المراجعة أو في الحفظ، وإن كان في المراجعة الإنسان يقرأ حدرًا، وربما يقرأ بدون صوت، لكن إذا قرأ بصوت فإنه ينبغي أن يجوّد؛ لأن هذا من الترتيل المأمور به، {ورتّل القرآن ترتيلًا}، وقد ورد بعض الآثار عن الصحابة في المد والوقوف ولا تخلو من ضعف.
التجويد –أيها الأخوة- من تمام الترتيل والتجويد، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران) كما في الصحيحين.
هناك في الحقيقة مسائل تتعلق بالتجويد، ولعلها مادة مستقلة تدرسونها؛ ولهذا لن نطيل في هذه المسألة لكننا نؤكد على ذلك، وأنه ينبغي أن يكون هذا التجويد عبادة؛ لأنه من الآداب، وهذه الآداب مستحبة كما سبق، ولها أثر في تعظيم القرآن والانتفاع به.
لا يكون الهدف حين أقرأ مجوّدًا حتى لا أنتقد أو لا يُقال أني ما أعرف أحكام التجويد، أو ما أتقن التفخيم والترقيق والمدود ونحو ذلك، لا أنا أتعبد لله عزوجل حينما أجوّد، أترنّم بكلام الله عزوجل، أقرأ قراءة سليمة كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن أخذ عنه.
أيضًا التغني والترتيل، كما قال الله تعالى: {ورتّل القرآن ترتيلًا} المراد بالترتيل: الترسّل في التلاوة والتأنّي فيه، وتحسينها وتبيين الحروف، هذا أمر مستحب، وقد قال الله تعالى: {وقرآنًا فرقناه لتقرأه على الناس على مُكث ونزّلناه تنزيلًا}، فالمقصود بالمكث: التؤدة التي تتضمن أن الإنسان يتمهّل ويترسّل، ولا يسرع سرعة شديدة، كذلك ينبغي أن يحسّن الإنسان صوته بالقرآن الكريم لما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي يتغنّى بالقرآن يجهر به)، وهذا الحديث في الصحيحين، وفي البخاري: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليس منّا من لم يتغنّى بالقرآن).
فينبغي للمسلم والمسلمة أن يحرصا على الترتيل وعلى التنغيم، وعلى تحسين الصوت بالقرآن ما استطاع ولو كان الصوت ضعيفًا، أو كان الصوت غير حسن، هذه نعمة من الله عز وجل، لكن الإنسان إذا زيّن صوته وحسّنه ورتّل فستكون قراءته أولًا لها أثر على قلبه، وأيضًا مستحسنة في أذن السامع مهما كان صوته، وهذا أمر معروف ومشاهد، لا يقول الإنسان: صوتي يعني غير حسن، ومن ثمّ لا أجتهد في التجويد ولا في الترتيل، مهما كان صوتك إذا قرأت قراءة خاشعة مرتلة مجوّدة فستكون قراءتك عذبة في أذن السامع، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (زيّنوا القرآن بأصواتكم)
التغني والترتيل له أثر في الانتفاع بالقراءة، وعلى الترسّل والتمهّل، والعكس كذلك، ولا ينبغي للمسلم أن يسرع في القراءة فهذا منهي عنه، وقد قال ابن مسعود لأحد التابعين حينما قال: قرأت كل المفصل في ركعة، فقال ابن مسعود: (هذّا كهذّ الشعر، إن أقوامًا يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم، ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه) أخرجه البخاري، وإنما عند المراجعة فلا بأس أن يحدر الإنسان حدرًا، ولكن لا تصل المسألة إلى الهذّ وإلى الهذرمة، وإنما يعني يقصر من المدود، ومن بعض الغنن لكي يقرأ قدرًا كبيرًا من القرآن الكريم، أو لكي يستكمل حزبه.
وأما القراءة بالأنغام والمقامات فهذه مكروهة، بل محرّمة على الراجح من أقوال أهل العلم.
من الآداب أيضًا: رفع الصوت في القراءة.
هذا مستحب، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي يتغنى بالقرآن يجهر به)، وكان الأشعريون رضي الله عنهم يجهرون بالقراءة، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرف أصواتهم بالقرآن وإن لم ير منازلهم حينما نزلوا، فيستحب للمسلم أن يرفع صوته، ورفع الصوت يطرد الشيطان، وينبّه الغافل، ولكن بشرط ألا يكون جهره بالقرآن ورفع الصوت فيه تشويش لغيره، فإذا كان هناك فيه تشويش للمصلي أو إزعاج لنائم فلا ينبغي رفع الصوت؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (إن المصلي يناجي ربه فلينظر ماذا يناجيه، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن) أخرجه النسائي.
رفع الصوت له أثر على تحسين القراءة وعلى ترويض اللسان وعلى طرد الشيطان، وعلى طرد النوم أيضًا، وأيضًا فيه نفع للآخرين وللمستمعين.
من الآداب وهو الحادي عشر: مراعاة الوقف والابتداء.
لأن لمراعاة ذلك أثر في فهم المعنى، وإذا فهم الإنسان المعنى تدبّره وتأثّر، وانتفع بالقرآن، فينبغي للمسلم أن يراعي ذلك، ومعرفة الوقوف التامّة إنما هي نتيجة لمعرفة المعاني، إذا كان الإنسان لا يعرف المعاني قد يقول أو تقولين: أنا ما أعرف ما هو الوقف التام وأين أقف؟ وهل هذا الموضع مناسب أم غير مناسب؟
فنقول: الحمدلله؛ المصاحف التي بين أيدينا فيها علامات، ولا سيّما مصحف (مجمع الملك فهد) في المدينة، فتستفيد وتستفيدين من العلامات الموجودة، وذلك بعد قراءة الضوابط المكتوبة في آخر المصحف، ولا ينبغي للمسلم أو للقارئ أنه يجتهد ويعتبط في تحديد مواقف ليس عليها دليل، لا وإنما الذي يحدد الوقف التام والمستحبّ هو من يعرف المعنى، هناك بعض الاجتهاد؛ مثلًا بعض الشباب يعني يقف على قوله تعالى: {إنّ الله لا يستحيي أن يضرب مثلًا ما} ثم يستأنف {بعوضة فما فوقها}، وبعضهم يقف مثلًا: {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة} ثم يقف، ثم يقول: {سواء بيننا} وكل هذه من الوقوف الخاطئة المتكلّفة التي تخالف لفظ القرآن ومعناه.
إذًا ينبغي للمسلم أن يحرص على الوقوف التام، أيضًا بعض الأجزاء قد تنتهي بما لا يتم معه المعنى، فإذا انتهى الوجه أو الجزء وهناك تتمة للمعنى فأكمل، سواء في الصلاة أو خارج الصلاة، حتى في الحفظ اليومي فينبغي مراعاة المعنى ما استطاع، إن كان المقدار طويل جدًا، فيمكن يتسامح أثناء الحفظ، ولكن عند مراجعة الحزب اليومي، وعند الصلاة، لابد مراعاة المعاني؛ مثلًا ينتهي الجزء الرابع وفي الخامس بقية له، الجزء السادس ينتهي وفي السابع بقية له، الجزء الثامن ينتهي وهناك بقية له في الجزء التاسع، فأنت تتم المعنى، كذلك عند انقطاع النفس ينبغي أن الإنسان يقف على ما يحسن الوقوف عليه، وإذا انقطع نفسك وعلى موضع غير مناسب فأنت تعود وتأتِ بما يتم المعنى.