نقل السمعاني في تفسيره:
اقتباس:
قالَ قَبِيصةُ بنُ ذُؤيبٍ: لم يُرْسِلِ اللهُ رِيحاً إلاَّ بقَدَرٍ مَعلومٍ غيرَ الرِّياحِ التي أَرْسَلَها على عَادٍ، فإنها خَرجتْ بغيرِ قَدَرٍ مَعلومٍ غَضَباً بغَضبِ اللهِ تعالى، |
هل معنى هذا أنها خرجت بغير قدر الله؟
ليس هذا مراده، وإنما مراده أن الرياح لها قدر معلوم اعتادته من سنة الله تعالى، وأما تلك الحادثة فكانت استثناء من السنة المعتادة لأنها ريح أرسلت غضباً على قوم عتاة.
وقبيصة بن ذؤيب الخزاعي من صغار الصحابة وقد اختلف في صحبته، فإنه ولد عام الفتح، وكان أبوه صاحب بُدْن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد مات أبوه فأتي بقبيصة للنبي صلى الله عليه وسلم فدعا له بالبركة ولم يبق من أهل بيته ذكر إلا هو.
وهو إمام جليل يروي عن عبد الرحمن بن عوف وعبادة بن الصامت وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وأبي الدرداء وجلة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، لكنه عرف بالأخذ عن كعب الأحبار، فيحتمل أن هذا -إن صح عنه - مما استفاده منه، أو قاله استنتاجاً.
وكل هذا بقضاء الله وقدره.