أحسن الله إليكم، قيل عن سورة الفاتحة أنها نزلت مرتين، فكيف تنزل السورة مرتين؟ وما الحكمة من ذلك.
قيل إن الحكمة في ذلك تعظيم شأنها، كما نص عليه الزركشي والسيوطي وغيرهما.
والقول بتكرر النزول ممكن، وقد قال به جماعة من أهل العلم في مواضع من القرآن، بل أطلق السيوطي في ذلك قاعدة بأن جعل من المكرر (كل ما اختلف في سبب نزوله، أو تأخر وقته، وسند كل من الروايتين صحيح ولم يمكن الجمع وهو أشياء كثيرة).
وهذا الإطلاق فيه نظر، ومع هذا فهو نوع من أنواع ما قيل فيه بتكرر النزول.
ومما يُحمل على تكرر النزول الآيات التي نزلت على حرفين متراخيين كما نزل قوله تعالى: {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} بمكة، ونزلت بالمدينة في شأن اليهود كما في الصحيحين بلفظ {وما أوتوا من العلم إلا قليلا} وهي قراءة الأعمش.
وقد ذكر جماعة من أهل العلم من مقاصد تكرر النزول: تعظيم شأن الآيات، والتأكيد ، والتذكير بها، وبيان دخول الحادثة الآخرة في حكم الآية.