يروى فيه حديث أخرجه الحاكم في المستدرك من طريق أبي بكر بن أبي شيبة: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن بكير بن الأخنس عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (لقد أخرج الله آدم من الجنة قبل أن يدخلها أحد قال الله تعالى: { إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء } و قد كان فيها قبل أن يخلق بألفي عام الجن بنو الجان فأفسدوا في الأرض و سفكوا الدماء فلما قال الله : { إني جاعل في الأرض خليفة } قالوا : { أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء } يعنون الجن بني الجان فلما أفسدوا في الأرض بعث عليهم جنودا من الملائكة فضربوهم حتى ألحقوهم بجزائر البحور قال فقالت الملائكة { أتجعل فيها من يفسد فيها } كما فعل أولئك الجن بنو الجان قال فقال الله : { إني أعلم ما لا تعلمون }).
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه.
ورجاله ثقات، لكن له علّة ، والصحيح أنه من حديث عبد الله بن عمرو فقد أخرجه ابن أبي حاتم من طريق عليّ بن محمّدٍ الطّنافسي وهو ثقة عابد: حدّثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن بكير بن الأخنس، عن مجاهدٍ، عن عبد اللّه بن عمرٍو؛ فذكره.
وهو الصواب؛ فإن عبد الله بن عمرو بن العاص قد أصاب زاملتين من كتب أهل الكتاب فكان يحدّث منها أخبار بني إسرائيل.
فهذا الخبر محمول على أنه من الإسرائيليات، والله أعلم بحقيقة الحال.
وقد ذكر بعض المفسرين في ذلك آثاراً واهية الإسناد لا يعرّج عليها.