ذكر ابن كثير أنّ سيبويه نقل عن الخليل: أنّ أصله: إلاهٌ، مثل فعالٍ، فأدخلت الألف واللّام بدلًا من الهمزة، قال سيبويه: مثل النّاس، أصله: أناسٌ، وقيل: أصل الكلمة: لاه، فدخلت الألف واللّام للتّعظيم، ثم قال: هذا اختيار سيبويه.
ثم قال: "وقد اختار فخر الدّين أنّه اسم علمٍ غير مشتقٍّ البتّة، قال: وهو قول الخليل وسيبويه وأكثر الأصوليّين والفقهاء، ثمّ أخذ يستدلّ على ذلك "
يظهر من ذلك أن لسيبويه والخليل قولان وهما متضادان.
وهل كان الخليل مثلا يعتبر قول ولمّا تقدم الزمان عدل عنه أم ماذا؟ ولو كان كذلك كيف نعرف ماذا كان آخرهما؟
نعم سيبويه له قولان في هذه المسألة ذكرهما في كتابه، وقد نص على ذلك الأستاذ محمد عضيمة فقال: ( لسيبويه رأيان في اشتقاق لفظ الجلالة ذكر أحدهما الجزء الأول والآخر في الجزء الثاني).
وفي حكاية القول عن الخليل أن أصله "لاه" خلاف، فسيبويه لم يحكه عن الخليل في كتابه، فذهب ابن خالويه إلى أنها رواية صحيحة عن الخليل وإن لم يضمّنها سيبويه في كتابه قال: (وقد وقعت إلينا مسائل جمّة روى فيها سيبويه الجواب عن الخليل ولم يضمّن كتابه شيئاً من ذلك).
وبالغ أبو علي الفارسي في نفي تلك الروايات وردّها بل كذّب ناقلها.
لكن القولان صحيحان عن سيبويه، وقد أطال الأستاذ عضيمة في تحقيقه للمقتضب ( 4/240-241) في الكلام على هذه المسألة.