في تفسير قوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14) }
ذكر ابن كثير رحمه الله أقوالا في معنى المعصرات ثم قال:
اقتباس:
والأظهر أنّ المراد بالمعصرات السّحاب كما قال تعالى: {اللّه الّذي يرسل الرّياح فتثير سحاباً فيبسطه في السّماء كيف يشاء ويجعله كسفاً فترى الودق يخرج من خلاله}. أي: من بينه. |
ما وجه الاستدلال بالآية على أن المعصرات هي السحاب وليست الرياح؟
وجه الاستدلال على ما ذكره ابن كثير - رحمه الله - أن في الآية الثاني بيان أن ماء المطر وهو الودق يخرج من خلال السحاب؛ فدلّ ذلك على أن المعصرات هي السحاب.
والصواب أن "من" في قوله تعالى: {وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجاً} تحتمل أن تكون ابتدائية وأن تكون سببية.
فإذا كانت ابتدائية فالمراد بالمعصرات السحاب فقط.
وإذا كانت سببية فالمراد بها الرياح؛ أي بسبب الرياح.
والآية تحتمل القولين؛ فكلاهما صحيح.