السلام عليكم ورحمة الله
توقفت عند المقرر من الأسبوع الثاني بعد مذاكرة التفاسير ففي السورتين (عبس - عم ) اشتملت السور على تعليق من المولى عز وجل على أفعال وأحداث، هذا التعليق للتوجيه المقصود الذي استوقفني في العتاب اللطيف من الله لرسوله الكريم، وتوجيه الخطاب له فبدأه (جاءه) ولم يقل جاءك، ثم (يدريك) ثم (أنت) مرتين.
هل لاستخدام تلك الضمائر دلائل معينة؟
نعم ، وقد اختلف العلماء في الحكمة من الخطاب بما يخاطب به الغائب في قوله: {عبس وتولى} وقوله: {أن جاءه الأعمى} على ثلاثة مذاهب:
أحدها: أن ذلك أبلغ في العتاب، فخطاب من تحبّه بلفظ الغائب أبلغ في العتاب، وقد ذكر أصله ابن عطية.
والثاني: أنه ألطف في العتاب وفيه إجلال للنبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن العتاب بضمير المخاطب فيه مزيد تقريع، وذكر أصله الألوسي في روح المعاني وابن عاشور في التحرير والتنوير.
والثالث: أنه لموافقة فواصل الآي ومراعاة النظم، وهذا الوجه لا يصلح أن يكون مستقلاً.
قال ابن عاشور: (ثم جيء بضمائر الخطاب على طريق الالتفات).