اقتباس:
وحكاه الباقلاني عن بعض العلماء- : أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء، منها ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه مثل: {ويضيقُ صدري} و(يضيقَ)، ومنها ما لا تتغير صورته ويختلف معناه مثل: {فقالوا ربنا باعِد بين أسفارنا} و(باعَد بين أسفارنا)، وقد يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف مثل: {ننشزها} و(ننشرها) أو بالكلمة مع بقاء المعنى مثل {كالعهن المنفوش} أو (كالصوف المنفوش) أو باختلاف الكلمة واختلاف المعنى مثل: {وطلح منضود} (وطلع منضود) أو بالتقدم والتأخر مثل: {وجاءت سكرة الموت بالحق} أو (سكرة الحق بالموت)، أو بالزيادة مثل (تسع وتسعون نعجة أنثى)، (وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين). (فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم). |
هل هذه الأحرف التي ذكرها الباقلاني رحمه الله كانت موجودة في المصحف الذي جمعه أبو بكر؟
ما ذكره الباقلاني من القراءات منها قراءات متواترة معروفة مثل "باعِدْ" وهي قراءة يعقوب الحضرمي، و"نُنشرها" بالراء وهي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو.
ومنها قراءات مرويّة عن بعض الصحابة وفي ثبوت بعضها نظر، مثل "وطلع منضود" رويت عن عليّ بن أبي طالب وابن مسعود، وقد روي أنّ عليّ بن أبي طالب قرأها كذلك على المنبر، وقراءة "وجاءت سكرة الحق بالموت" رويت عن أبي بكر الصديق.
وهذه القراءات إذا صحّت يُحتمل أن تكون من الأحرف التي ترك الصحابة القراءة بها بعد الجمع العثماني الذي أجمعوا عليه.
ومنها قراءات اختلف فيها هل هي من المنسوخ تلاوته أو من قبيل التفسير وحصل الخطأ في نسبتها، أو من الأحرف التي ترك الصحابة القراءة بها كالقراءة المنسوبة لابن عبّاس "وأما الغلام فكان كافراً وكان أبواه مؤمنين" أو من الخطأ الذي لم يتابع الصحابي عليه كما قيل في القراءة المنسوبة لأنس" أشدّ وطئاً وأصوب قيلا".
والمصحف الذي جعله عثمان أصلاً هو المصحف الذي جمعه أبو بكر رضي الله عنه، وقد صحّ أنهم لم يختلفوا إلا في كلمة "التابوت" كان زيد بن ثابت بقرأها "التابوه" ، وزيد بن ثابت هو الذي تولّى كتابة مصحف أبي بكر، وأمر عثمان أن يكتبوها "التابوت".