الأسئلة العلمية
حالة السؤال
سؤال عن قول ابن حبان في مطهر بن الهيثم: (يروي عن موسى بن علي وغيره ما لا يشبه حديث الأثبات)

0

0

0

مضاوي الهطلاني
طالبة علم


11:13 17-11-1435 | 12-09-2014

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شيخنا الفاضل جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم

في تفسير ابن كثير لسورة الانفطار:

اقتباس:

تفسير قوله تعالى: (فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {في أيّ صورةٍ ما شاء ركّبك}. قال مجاهدٌ: في أيّ شبه أبٍ أو أمٍّ أو خالٍ أو عمٍّ. وقال ابن جريرٍ: حدّثني محمّد بن سنانٍ القزّاز، حدّثنا مطهّر بن الهيثم، حدّثنا موسى بن عليّ بن رباحٍ، حدّثني أبي عن جدّي: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال له: ((ما ولد لك؟)) قال: يا رسول اللّه ما عسى أن يولد لي! إمّا غلامٌ وإمّا جاريةٌ. قال: ((فمن يشبه؟)) قال: يا رسول اللّه من عسى أن يشبه؟ إمّا أباه وإمّا أمّه. فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عندها: ((مه، لا تقولنّ هكذا إنّ النّطفة إذا استقرّت في الرّحم أحضرها اللّه تعالى كلّ نسبٍ بينها وبين آدم، أما قرأت هذه الآية في كتاب اللّه: {في أيّ صورةٍ ما شاء ركّبك}. قال: سلكك)).
وهكذا رواه ابن أبي حاتمٍ والطّبرانيّ من حديث مطهّر بن الهيثم به. وهذا الحديث لو صحّ لكان فيصلاً في هذه الآية، ولكنّ إسناده ليس بالثّابت؛ لأنّ مطهّر بن الهيثم قال فيه أبو سعيد بن يونس: كان متروك الحديث.
وقال ابن حبّان: يروي عن موسى بن عليٍّ وغيره ما لا يشبه حديث الأثبات.

فما معنى قوله: (وقال ابن حبّان: يروي عن موسى بن عليٍّ وغيره ما لا يشبه حديث الأثبات)؟

نفع الله بكم وفتح علينا وعليكم من بركات العلم.


عبد العزيز بن داخل المطيري
المشرف العام
11:23 30-11-1435 | 25-09-2014

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وجزاكم الله عني خيراً.


قول ابن حبان في مطهّر بن الهيثم: (يروي عن موسى بن عليٍّ وغيره ما لا يشبه حديث الأثبات).

أي أنّه ينفرد عن الثقات بروايات لا يتابع عليها، وهذا مما يجرح به الراوي؛ وبيان ذلك أن الشيخ إذا كان له رواة كثر ويروي عنه هؤلاء الرواة أحاديث وتشتهر عند أهل الحديث وإذا وازنوا بينها وجدوها متّفقة ومن هؤلاء الرواة من يلزم الشيخ سنوات طويلة ويكون أعرف بحديثه ، فإذا ظهر راوٍ يروي عن هذا الشيخ أحاديث لا يعرفها طلابه ولا توجد في رواياتهم فإنّ ذلك من دلائل غلطه أو كذبه، ويطعن في الراوي بهذه العلّة.

أمّا إذا كان ذلك الراوي معروفاً بالأخذ عن ذلك الشيخ وقد وافق تلاميذه في كثير من رواياتهم عنه، ثم انفرد عنهم برواية ما ليس عندهم فإنّ تفرّده يُقبل، ويكون من باب زيادة الثقة، هذا من حيث الأصل.

وهذا يدلّ على أنّ أئمّة النقّاد كانوا يوازنون بين روايات الرواة على كثرتهم ويتتبعون مرويات الراوي حتّى يميّزون بين مستقيم الرواية ومن في روايته أخطاء وأغلاط.

فمراد ابن حبّان أن موسى بن علي له أحاديث يرويها عنه الثقات المتثبّتين من تلاميذه ، ورواية مطهّر بن الهيثم عنه لا تشبه رواية المتثبّتين من تلاميذه.