الأسئلة العلمية
حالة السؤال
سؤال ما هي معاني حرف (ثمّ)؟

0

0

0

أمل عبد الرحمن
مشرفة


09:50 14-6-1435 | 14-04-2014

عند الحديث عن ترتيب خلق الأرض ثم السماء تعرض التفسير إلى آيات سورة النازعات في قوله تعالى: {والأرض بعد ذلك دحاها}، قال: إن (ثم) لعطف الخبر على الخبر، لا لعطف الفعل على الفعل، ونفس الكلام في تفسير قوله تعالى: {ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات} أن (ثم) هنا لترتيب الأخبار، لا لترتيب الأمر في نفسه، فما معنى ذلك؟ ومتى نحكم بذلك؟

جزاكم الله عنا خيرا


عبد العزيز بن داخل المطيري
المشرف العام
09:51 22-6-1435 | 22-04-2014

حرف (ثمّ) يرد لمعانٍ عدة في لسان العرب من أشهرها: الترتيب الحقيقي، والترتيب الذكري، والتدرج في الارتقاء من معنى إلى معنى أو من حال في الخطاب إلى حال أخرى، والاستبعاد والتفاوت، وقد يجتمع في بعض الأمثلة أكثر من معنى.
والأصل في هذا الحرف إفادة الترتيب الحقيقي ؛ كما في قوله تعالى: {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً ثم أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون} ، وقوله تعالى: {فأمليت للكافرين ثمّ أخذتهم} فورود ثمّ هنا لإفادة الترتيب الحقيقي.
وأما إذا عُلم أن الترتيب الحقيقي على خلاف ما ورد في الترتيب اللفظي فهي لإفادة الترتيب الذكري كما في قوله تعالى:{وما أدراك ما العقبة . فك رقبة . أو إطعام في يوم ذي مسغبة . يتيماً ذا مقربة . أو مسكينا ذا متربة . ثم كان من الذين آمنوا وعملوا الصالحات . وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة }
فتقدّم الإيمان شرط لصحّة الإطعام، والشرط متقدّم على المشروط حقيقة، وتقدّمه في الآية تقدّم ذكري، وله فوائد بلاغية؛ منها التنويه بالمقدّم وتعظيم شأنه.
ومنه قوله تعالى: {ولقد خلقناكم ثمّ صورناكم ثمّ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم} على أحد الأقوال في تفسير هذه الآية.
وقد تأتي (ثمّ) للتدرج في الارتقاء كما في قوله تعالى: {وما أدراك ما يوم الدين . ثم ما أدراك ما يوم الدين } وقوله تعالى: {كلا سوف تعلمون . ثم كلا سوف تعلمون}.
ومنه أيضاً على أحد الأقوال: {وإما نرينّك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا مرجعهم ثمّ الله شهيد على ما يفعلون} ، وبعض العلماء يسمّي هذا النوع تراخي الرتبة.
وقد تأتي للاستبعاد كما في قوله تعالى: {ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكمة والنبوة ثمّ يقول للناس كونوا عباداً لي من دون الله} .

وعلم معاني الحروف من أهمّ العلوم التي ينبغي للمفسّر أن يعتني بها، وله تطبيقات كثيرة، ومن أنواع الاختلاف في التفسير ما يكون سببه الاختلاف في معاني الحروف.

وأما قوله تعالى: {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهنّ سبع سموات} ففيه قولان:
القول الأول: أن الترتيب هنا ترتيب ذكري لا حقيقي ، واستدلوا بقوله تعالى: {أأنتم أشد خلقاً أم السماء بناها رفع سمكها فسواها وأغطش ليلها وأخرج ضحاها والأرض بعد ذلك دحاها} ؛{قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادًا ذلك رب العالمين (9) وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيامٍ سواءً للسائلين (10) ثم استوى إلى السماء وهي دخانٌ فقال لها وللأرض ائتيا طوعًا أو كرهًا قالتا أتينا طائعين (11) فقضاهن سبع سمواتٍ في يومين وأوحى في كل سماءٍ أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظًا ذلك تقدير العزيز العليم (12)}
وقد ثبت أن الله تعالى خلق السموات والأرض في ستة أيام.
القول الثاني: أن التريب هنا حقيقي ، وأن ابتداء خلق الأرض قبل خلق السماء، ودحي الأرض بعد خلق السماء ،وهو قول ابن عباس ومجاهد.