الأسئلة العلمية
حالة السؤال
سؤال عن معنى قول ابن عباس: «يثوبون إليه ثم يرجعون» في تفسير قوله تعالى: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس}

0

0

0

هيئة الإدارة
هيئة الإدارة


10:15 7-6-1435 | 07-04-2014

سؤال زكرياء توناني - من ملتقى أهل التفسير: قال البخاري رحمه الله تعالى في " صحيحه " : " باب قوله : {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} مثـابة يثوبون يرجعون " .
وقال ابن دريد في " جمهرة اللغة " : " وثاب يثوب ثوبًا وثُؤوبا ، إذا رجع ، وكل راجع : ثائب " .
وجاء عن ابن عباس ، في قوله تعالى : {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ} قال : يثوبون إليه ثم يرجعون .
الإشكال في كلام ابن عباس :
إذا كان معنى " الثَّوب " : الرجوع ، فيكون معنى كلام ابن عباس : " يرجعون إليه ثم يرجعون " !!
فما التوجيه ؟ بارك الله فيكم .


عبد العزيز بن داخل المطيري
المشرف العام
10:15 7-6-1435 | 07-04-2014

المثابة في اللغة لها معنيان مشهوران:
المعنى الأول: المرجع والمآب، ومنه قولهم: ثاب إلى المكان، وثاب إلى رشده، أي رجع إليه.
ومنه سميت الثيب ثيباً لمعاودتها الزواج، والثواب لأنه يعود لصاحبه، ونحو ذلك من الإطلاقات.
وبهذا المعنى فسر الآية جماعة من المفسرين، كابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير، والخليل بن أحمد وابن قتيبة وغيرهم
والمعنى الثاني: المجْمَعُ الذي يجتمع الناس فيه
ومن بابته: الثُبَةُ أي الجماعة، وجمعها ثُبَات قال تعالى: {فانفروا ثبات أو انفروا جميعاً} الثبات: الجماعات المتفرقة.
ومنه سمي الثوب ثوباً لأنه يشتمل على صاحبه.
والتثويب بالصلاة الدعوة لاجتماع الناس إليها.
وعلى هذا المعنى يحمل تفسير جماعة من المفسرين كقتادة وعطاء وابن زيد والفراء وغيرهم

وبعض العلماء يذكر المعنيين ولا يرجح أحدهما على الآخر.
وقد جمع بينهما ابن الأثير فقال: {وَإذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ} أي مَرْجِعا ومُجْتَمَعا.
هذا استطراد للفائدة

وأما جواب ما أشكل عليك من كلام ابن عباس؛ فاعلم أن قول ابن عباس: (يثوبون إليه ثم يرجعون) بمجموعه يفسر معنى المثابة
فليس المراد تفسير لفظة (يثوبون) بـ(يرجعون) وإنما لمراد أن لفظة (مثابة) تفيد كثرة الرجوع والثوب إلى البيت الحرام، كما تدل عليه هذه الصيغة في لسان العرب.
قال الأخفش : دخلت الهاء فيها للمبالغة لكثرة من يثوب أي يرجع
فيثوبون إليه ثم يثوبون إليه ثم يثوبون إليه، وبذلك يكون البيت مثابة للناس، لكثرة ما يثوبون إليه.
لا أن معنى (مثابة) مجرد أنهم يرجعون إليه رجوعاً مجرداً، بل هي مفيدة لكثرة الرجوع رجوعاً بعد رجوع.

والتعبير بألفاظ: يثوبون إليه، ويرجعون إليه، ويعودون إليه، ويأتونه، ويحجونه، ويجتمعون فيه، كلها تبين المعنى المراد.
والرواية الأخرى عن ابن عباس تبين هذا المعنى كما أخرج ابن جرير عنه أنه قال: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس} قال: لا يقضون منه وطراً، يأتونه، ثم يرجعون إلى أهليهم، ثم يعودون إليه).
ونحوها ما أخرجه ابن جرير عن سعيد بن جبير أنه قال في قوله: {مثابة للناس} : يَحُجُّونَ، ثم يَحُجُّون، ولا يقضونَ منه وَطَرا.