الأسئلة العلمية
حالة السؤال
سؤال عن الفرق بين الآيتين: {والفتنة أشد من القتل}، {والفتنة أكبر من القتل}، هل اختلفت دلالة كل موضع أم أنهما بمعنى واحد؟

0

0

0

هيئة الإدارة
هيئة الإدارة


10:33 7-6-1435 | 07-04-2014

سؤال أمة الرحمن - من ملتقى أهل التفسير:قال تعالى : {واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل} ،
وقال تعالى : {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل} ،
سؤالي: الموضع في بيان عظم الفتنة - عبر في الأول بـ:أشد والثاني :أكبر ، فهل اختلفت دلالة كل موضع أم أنهما بمعنى واحد ؟ و هل سياق كل من الآيتين واحد أم بينهما اختلاف ؟


عبد العزيز بن داخل المطيري
المشرف العام
10:34 7-6-1435 | 07-04-2014

السياق في الآية الأولى في حث المؤمنين على القتال وترغيبهم فيه وتحذيرهم من تركه، فبين أن الفتنة في الدين أشد على المؤمنين وأعظم ضرراً من القتل
قال ابن جرير: (فتأويل الكلام: وابتلاء المؤمن في دينه حتى يرجع عنه فيصير مشركاً بالله من بعد إسلامه أشد عليه وأضر من أن يقتل مقيماً على دينه متمسكاً بملته محقاً فيه)
فالمراد بالفتنة في هذه الآية الافتتان في الدين، والخطاب فيها للمؤمنين فلما كانت الموازنة بين ألم القتل وعاقبة الفتنة ناسب أن يكون التفضيل بأشد، حتى يقدم المؤمن على القتال موقناً بأن ما يصيبه من أذى هو أخف من عاقبة ترك القتال والافتتان في الدين
كما قال تعالى: {كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم..} الآية
ويوضحه أيضاً معنى قوله تعالى: {وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حراً لو كانوا يفقهون} .. وكذلك نظائرها في القرآن الكريم
وأما الآية الأخرى فسياقها في تعداد هذه الآثام الكبائر: الصد عن سبيل الله والكفر به وإخراج المؤمنين من مكة فناسب أن يكون التفضيل بـ(أكبر) أي أكبر إثماً،
قال ابن عاشور: (والتفضيل في قوله: (أكبر) تفضيل في الإثم )
هذا من جهة..
ومن جهة أخرى فالخطاب في هذه الآية للمشركين فلم يناسب أن يقال لهم إن الفتنة أشد على المسلمين من هذه الآثام فيكون في ذلك نوع إشمات
بل المراد أن الفتنة التي أنتم مقيمون عليها وهي الشرك، أكبر إثماً من قتلكم من قتلتم من المؤمنين.