الأسئلة العلمية
حالة السؤال
سؤال عن ما جاء في تسمية الصاخة: «لأنه يصيخ لها الخلق من الفَرَق»

0

0

0

هيئة الإدارة
هيئة الإدارة


11:40 9-6-1435 | 09-04-2014

سؤال زمرد - من ملتقى أهل التفسير:سؤال لغوي في معنى الصاخة ، في تفسير القرآن العزيز: الصاخة لأنه يصيخ لها الخلق من الفَرَق، ما معناه؟

بحثت في بعض كتب اللغة والمفردات عن هذا المعنى لم أجده، فأرجو الدلالة عليه.

ولكم جزيل الشكر.


عبد العزيز بن داخل المطيري
المشرف العام
11:42 9-6-1435 | 09-05-2014

الفرَق أي: الفزع والخوف.
وهذا المعنى أحد أقوال ثلاثة مشهورة في وجه تسمية القيامة بالصاخة، ومن أول من ذكر هذا المعنى من المفسرين مقاتل بن سليمان البلخي ، ويحي بن سلام البصري كما أفاده مختصراه تفسير ابن أبي زمنين وتفسير هود بن محكم، وذكره ابن جرير الطبري، ثم اشتهر هذا القول عند المفسرين.
قال مقاتل: {فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ} يَعْنِي الصَّيْحَةَ صاخت أسْماع الخَلْقِ بالصَّيْحَةِ مِنَ الصَّائِحِ يسْمعُها الخَلْق).
وقال هود بن محكم الهوارِيُّ (ت: ق3) : ( قالَ: {فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ} وهي اسمٌ مِن أَسْمَاءِ القِيامَةِ، أَصَاخَ لها الخلقُ مِن الفَرَقِ).
وقالَ ابْنُ أَبِي زَمَنِينَ (ت: 399هـ) : {فإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ} : اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ القِيَامَةِ, يَصِيخُ لَهَا الخَلْقُ مِن الفَرَقِ).
وقالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ} ، ذُكِرَ أنَّها اسْمٌ مِنْ أسماءِ القِيامةِ، وأَحْسَبُها مَأْخُوذَةٌ مِنْ قولِهم: صَاخَ فلانٌ لصوتِ فلانٍ، إذا اسْتَمَعَ لهُ، إِلاَّ أَنَّ هذا يُقالُ مِنهُ: هوَ مُصِيخٌ لَهُ، ولعلَّ الصوتَ هوَ الصَّاخُّ، فإنْ يَكُنْ ذلكَ كذلكَ، فيَنْبَغِي أنْ يكونَ قِيلَ ذلكَ لنَفْخَةِ الصُّورِ).

قال الزمخشري: (يُقالُ‏:‏ صَخَّ لحديثِه، مثلَ‏:‏ أصاخَ له. فوُصِفَتِ النَّفخةُ بالصاخَّةِ مَجازاً؛ لأنَّ الناسَ يَصُخُّون لها‏).

والقول الثاني في هذه المسألة: أن الصاخة هي التي تصخ الأسماع أي تصمها.
قال به: الخليل بن أحمد وابن قتيبة والزجاج وأبو الليث السمرقندي والثعلبي والواحدي وابن عطية وغيرهم.
قال الخليل بن أحمد: (الصَّاخَّة: صَيحةٌ تَصُخّ الآذانَ فتصِمُّها، ويقال: كأنما في أذنه صاخَّةٌ، أي طعنة).
وقال الزجاج (ت:311هـ): ( وقولُه: {فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ} التي تَكُونُ عَنْها القِيَامَةُ، تَصُخُّ الأَسْمَاعَ, أي: تُصِمُّها فلا يُسْمَعُ إِلاَّ مَا يُدْعَى فيهِ لإحيائِهَا).

والقول الثالث: أن الصاخة اسم من أسماء الداهية في لسان العرب، وهذا المعنى ذكره الخليل بن أحمد وابن قتيبة وأبو منصور الأزهري وابن سيده ومكي بن أبي طالب القيسي وغيرهم.
قال الخليل بن أحمد: (يقال : رماه الله بصاخة، أي بداهية وأمر عظيم).