سؤال باحثة في العقيدة - من ملتقى أهل الحديث: السلام عليكم ورحمة الله ..
وبعد .. أرجو لمن لديه علم بيان الراجح في سبب نزول المعوذتين ، حيث ورد في سبب نزولها قولان :
أحدهما : إنها نزلت بسبب أن لبيد بن الأعصم سحر النبي صلى الله عليه وسلم، وليس في "الصحاح" أنها نزلت بهذا السبب،
والآخر: أن سبب نزولها والسورة بعدها: أن قريشا ندبوا، أي ندبوا من اشتهر بينهم أنه يصيب النبي صلى الله عليه وسلم بعينه فأنزل الله المعوذتين ليتعوذ منهم بهما.
فأيهما أرجح أرجو جوابا شافيا في الترجيح .
وجزا الله خير من أجاب عن هذه المسألة .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أما كون سبب نزولها حادثة السحر فهذا اشتهر في كتب التفسير وقد وردت فيه روايات كلها ضعيفة واهية إلا روايتين فيهما خلاف بين أهل العلم بين مصحح لها ومضعف:
الأولى: رواية أبي عبيد الله المخزومي عن سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أخرجها اللالكائي في شرح السنة وأبو القاسم الأصفهاني في كتاب الحجة وليس فيها إلا ذكر نزول سورة الفلق بعد تلك الحادثة.
والرواية الأخرى: رواية أحمد بن يونس عن أبي معاوية عن الأعمش عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم، أخرجها عبد بن حميد والطحاوي
وهذه الرواية رجالها ثقات وقد صححها الألباني في السلسلة الصحيحة، ومن أهل العلم من أعلها بمخالفة أحمد بن يونس لبقية الرواة عن أبي معاوية وهم أكثر وأحفظ.
فالخلاف في صحة هذه الرواية والتي قبلها ينبني عليه صحة القول بسبب النزول من عدمه.
والأظهر عندي عدم صحتهما لأمور.
لكن من قال بهذا القول فأقوى ما يستدل به رواية أحمد بن يونس المتقدم ذكرها، والله تعالى أعلم.
وأما السبب الآخر فأول من ذكره فيما أعلم الرازي في تفسيره ولم يسنده إلى أحد مسمى، ولم أجده مسنداً في شيء من الكتب.
وقد ذكر أسباباً أخرى لا تصح أيضاً.