بارك الله فيكم
لم يتبيّن لي بوضوح معنى ما تحته خط:
جاء في تفسير ابن عطية لقوله تعالى: {وباءوا بغضب من الله} (61): قال:
اقتباس:
والغضب بمعنى الإرادة صفة ذات، وبمعنى إظهاره على العبد بالمعاقبة صفة فعل. |
أوّل من قسّم الصفات إلى صفات ذاتية وصفات فعلية هم الكلابية ثم تبعهم الأشاعرة وبعض أهل السنة في أصل التقسيم، واختلفوا في منهج التقسيم.
فلذلك تقسيم الصفات إلى صفات ذاتية وصفات فعلية غير معروف في استعمال السلف، ومن استعمل هذا التقسيم من أهل السنة أراد به بيان ما دلّت عليه النصوص لأن هذه أوصاف للصفات؛ فإذا دلّ النص على أن تلك الصفة فعلية أي متعلّق بالمشئية إذا شاء الله فعلها وإذا شاء لم يفعلها فيما ورد من النصوص فهي صفة فعلية، وبعضهم يسميها اختيارية.
وإذا كان من صفات الذات اللازمة لها كالعين واليد والوجه فهي صفات ذاتية.
وابن عطية تبع في هذا التقسيم طريقة الأشاعرة فأوّل صفة الغضب بتأويلين يخرجان عن حقيقة معنى الغضب
فالتأويل الأول: هو إرادة إيقاع العقوبة، والإرادة صفة ذاتية، ومن المعلوم أن إرادة إيقاع العقوبة ليست هي حقيقة معنى الغضب.
والتأويل الثاني: هو تأويل الغضب بلازمه وأثره وهو إيقاع العقوبة نفسها على العبد، وهذا هو أثر الغضب وليس هو معنى الغضب.
وأهل السنة يثبتون حقيقة معنى الغضب لله تعالى، ولا يخوضون في كيفيتها، وهي صفة من الصفات الفعلية، ولا يصحّ تأويلها بإرادة إيقاع العقوبة.