بارك الله فيكم
في صحيح مسلم عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ، فقرأ النبي البقرة ، ثم النساء ، ثم آل عمران.
هل تعتبر ختمة لمن قرأ السور من غير الترتيب الذي بالمصحف؟
وكيف يجمع المسلم بين اتباع الرسول بقراءته في صلاته كما في الحديث السابق ، وبين اتباع ما سنه الخلفاء الراشدون؟
للعلماء قولان في هذه المسألة:
القول الأول: أن فعل النبي صلى الله عليه وسلم لبيان جواز قراءة السور من غير ترتيب.
والقول الآخر: أن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم كانت على الترتيب الأول، وقد نسخ بالعرضة الأخيرة التي شهدها زيد بن ثابت رضي الله عنه، وهذا القول قد يرجّحه ما ذُكر أن سورة النساء مقدّمة على سورة آل عمران في مصحف أبيّ بن كعب ومصحف ابن مسعود، لكن ثبوت ذلك يحتاج إلى تحقيق.
وعلى كلّ فقراءة السور على الترتيب غير واجبة في الصلاة ولا في التعليم ولا في التلاوة المجرّدة؛ ومن قرأ السور كلّها فقد ختم وإن لم يقرأها على الترتيب، لكن من أهل العلم من كره تنكيس الترتيب عند إرادة الختم.